(79) . . إذا اعتقاد العبد بحقيقة مدبرية الحق لعالم التكوين، وأن سببيّة الأسباب -فسخا وإبراماً- بيده، وأن انسداد السبل إنما هو بالنظر القاصر للعبد، لا بالنسبة إلى القدير المتعال، كان هذا الاعتقاد موجبالسكون العبد -في أحلك الظروف- إلى لطفه القديم، كما هو حال الخليل (ع) في النار.. ناهيك عما يوجبه هذا الاعتقاد من طمأنينة وثبات في نفس العبد، سواء قبل البلاء أو حينه أو بعده!.. . (79) . . إذا اعتقاد العبد بحقيقة مدبرية الحق لعالم التكوين، وأن سببيّة الأسباب -فسخا وإبراماً- بيده، وأن انسداد السبل إنما هو بالنظر القاصر للعبد، لا بالنسبة إلى القدير المتعال، كان هذا الاعتقاد موجبالسكون العبد -في أحلك الظروف- إلى لطفه القديم، كما هو حال الخليل (ع) في النار.. ناهيك عما يوجبه هذا الاعتقاد من طمأنينة وثبات في نفس العبد، سواء قبل البلاء أو حينه أو بعده!.. . |
(80) . . كما أن لله -تعالى- تجليات في السنة مرة واحدة؛ كليلة القدر وعرفة.. فإن له كذلك تجليات أسبوعية؛ في ليلة الجمعة ونهارها.. وكذلك له تجليات يومية؛ في ساعة الظهر وهي موعد الصلاة الوسطى.. وكذلك له تجليات ساعة السحر من كل ليلة.. فهل من مغتنم قبل فوات الأوان؟!.. |
(81) مر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( علية السلام ) في بعض شوارع البصرة فرأى الناس حول شخص على كرسي وهو يصف لكل واحد منهم نوع الدواء الذي يناسبة , فتقدم علي (علية السلام ) اليه مسلما وسائلا : أيها الطبيب هل عندك شئ من أدوية الذنوب ؟؟ فقد أعي الناس دواؤها يرحمك الله , فأطرق الطبيب برأسه الى الارض ولم يتكلم فناداه الامام علي ( علية السلام) ثانية وثالثة فلم يتكلم ... كذالك فرفع الطبيب رأسه وقال أوتعرف أنت أدوية الذنوب ؟؟ ، فقال (علية السلام) :" نعم" قال صف وبالله التوفيق ، فقال ( علية السلام ) " تعمد الى بستان الايمان ، فتأخذ منه عروق النية , وحب الندامة , وورق التدبر , وبزر الورع , وثمر الفقه , وأغصان اليقين , ولب الاخلاص , وقشور الاجتهاد وعروق التوكل , واكمام الاتبار , وسيقان الانابة, وترياق التواضع ...""" تأخذ هذة الادوية بقلب حاضر وفهم وافر بأنامل التصديق وكف التوفيق , ثم تضعها في قدر الرجاء ,ثم توقد عليها بنار الشوق حتى ترغي زبد الحكمة , ثم تفرغها في صحائف الرضا , وتروح عليها بمراوح الاستغفار , ينعقد لك من ذلك شربة جيدة , ثم تشربها في مكان لا يراك فيه أحد الا الله تعالى ,, فأن ذلك يزيل عنك الذنوب حتى لا يبقى عليك ذنب |
(82) هل أمسكت ورقة وقلما، لترى في ختام كل أسبوع ما هو الجديد من الطاعة، أو الجديد من ترك المعصية؟.. فإن الأمر لو ترك بحاله، فلا يكون العمر إلا صفحة واحدة متكررة؛ بزينها وشينها!.. . . |
(83)
إن من تفاهة أنفسنا الحمقى : أننا حين نستغيب احد المؤمنين بشيء بخلقته لا ندرك أننا نعيب الله عزوجل . فسحقا لنا ولنفوسنا لحقيرة |
(84) كثرة وسائل الحياة وأسباب الرفاه والراحة وقلتها ليس سببا في صلاح الناس وفسادهم . أية الله الشيخ بهجت ... |
(85) . . إن الكثير من العباد ممن يعول على عالم المنام والرؤيا، وكأنها كاشفة عن عالم الغيب دائما، والحال أنه لا يفيد في أحسن الأحوال إلا الظن.. وليس من المنطق في شيء أن يبني المؤمن أموره على مثل ذلك، وخاصة إذا صار سببا لسوء ظن، أو تشويش بال، أو أخذ قرار غير مدروس!.. |
(86) ينبغي لنا الموازنة بين : نعيم الله ، وغضب الله عزوجل ... |
(87) . . تنتاب العبد حالة من (النشاط)، منشؤه ارتياحٌ في البدن، أو إقبالٌ لدنيا، أو اكتفاءٌ بلذة أو بشهوة، أوجبت له مثل هذا الاستقرار والنشاط، ولكن هذا النشاط نشاط (كاذب) لا رصيد له، إذ أنه حصيلة ما لا قرار له، ولا يستند إلى مادة ثابتة في نفسه، ولهذا سرعان ما ينقلب إلى كآبة وفتور، لأدنى موجبٍ من موجبات القلق والتشويش، وهو ما نلاحظه بوضوح في أهل اللذائذ الذين تتعكر أمزجتهم بيسير من كدر الحياة.. وهذا كله بخلاف النشاط (الصادق)، المستند إلى إحساس العبد برضا الحق المتعال، عند مطابقة أفعاله وتركوه لأوامره ونواهيه، بما يعيش معه برد رضاه في قلبه.. ولا غرابة في ذلك، إذ كان من الطبيعي سكون النفس واستشعارها للنشاط الصادق، عند تحقيق مطلوبها في الحياة، وأي مطلوب أعزّ وأغلى من حقيقة: {رضي الله عنهم ورضوا عنه}. |
(88) . . إن للنفوس مراحلَ نضجٍ كمراحل نضج البدن الذي يمر بدور: الطفولة، والمراهقة، والبلوغ، والرشد.. وأغلب نفوس الخلق تعيش المراحل (الأولى) من الطفولة والمراهقة، وإن عَظُمت عناوينها الظاهرية، كحكومة ما بين المشرق والمغرب، أو التخصص في ميادين العلوم الطبيعية.. والدليل على ذلك ممارساتهم اللهوية السخيفة التي تنـزّلهم إلى مستوى البهائم التي لا تعقل، وذلك عند انسلاخهم من تلك العناوين (الاعتبارية) في خلواتهم، كما هو معروف عنهم.. إن هذا الاعتقاد يسهّل على المؤمن كثيراً من أذى الآخرين في هذا المجال -وخاصة القولية منه- لأنه صادر عمّن لا يعتد بقوله ولا بفعله، كما لا يعتد بقول (الطفل) أو بفعله، فيما لو كان قصد أذى البالغين. . . |
(89)
التذكير الدائم بالاهداف السامية بين الفينة والاخرى امر مطلوب ، لأنهُ اذا تجلت الاهداف الكبيرة ستذوب حتما الامور الصغيرة |
(90)
كم هي الشريعة جميلة!.. حيث أنها تريد منا القليل وتعطينا الكثير، ومن مصاديقها النية.. فما يضر أحدنا أن يفتتح صباحه بنية عدم الإقدام على المعصيةبتعمد وقصد، ومن المعلوم أن الله –تعالى- إذا رأى فينا صدقا، هيأ لنا الأسباب التي تبعدنا عن غضبه. أليس ربناودود لطيف بعباده حقا؟!.. |
(91)
ينـبغي أن تكون معاملة الأب مع أبنائه معامـلة (الوصيّ) مع الموصى عليهم، لا معاملة (السّـيد) مع عبيده.. فارتباط البنوّة منشأه ظرفية الأم لنمو الجنين المنعقد من نطفة الأب.. وأين نسبة علقة (الظرفـيةّ) -وان عظّم الشارع حرمتها خصوصا في الأم- من علـقة (الإيجاد) المختص بالمبدع المتعال؟!.. فالمتصرف في شؤون الخلق بدء وختماً، هو صاحب الولاية على المخلوقين، فينبغي على العبد العمل بمقتـضى رضا المالك، حتى مع تـفويض الولاية المحـدودة إليه -في هذه النشأة الدنيا- وذلك ضمن شروط محددة أيضاً. والأمر كذلك في علاقة الأبوة والزوجية والرقية والوصاية والحكومة والحضانة والكفالة وغير ذلك. . |
(92) الصلاة هي قمة اللقاء بين العبد والرب، وحرارة هذا اللقاء ودوامها، يعكسأصل العلاقة ودرجتها.. فالمؤمن العاقل لا يغره ثناء الآخرين -بل ولا سلوكه الحسن قبل الصلاة وبعدها- ما دام يرى الفتور والكسل أثناءحديثه مع رب العالمين. . . |
(93) ينبغي تحاشي معاشرة من تثقل معاشرته ..لئلا يلتجئ المرء إلى ( التصنّع ) في حسن المعاشرة معهم ، و( المداراة ) في كل صغيرة وكبيرة ، لئلا يقع في مغبة إيذاء المؤمن ولو بشطر كلمة ..كل ذلك يوجب صرف نظر العبد إليه ، بما يلهيه عن ذكر الحق ..وقد روي: { أن أمير المؤمنين (ع) إذا أراد أن يصلي من آخر الليل ، أخذ معه صبياً لا يحتشم منه } |
(94)
إن الشياطين المقترنة بالعبد طوال عمره تحصي عليه عثراته ، وتحفظ زلاّتـه ، وتعلم بما يثير غضبه أو حزنه أو شهوته ..فإذا أراد التوجه إلى الرب الكريم في ساعة خلوة أو انقطاع ، ذكّره ببعض ( زلـله ) ليقذف في نفسه اليأس الصارف عن الدعاء ، أو ذكّره بما ( يثـير ) حزنه وقلقه لـيُشغل بالـه ويشتت همّـه ، وبذلك يسلبه التوجه والتركيز في الدعاء ..فعلى العبد أن يجـزم عزمه على عدم الالتفات لأيّ ( صارف ) قلبي أو ذهني ، ما دامت الفرصة سانحة للتحدث مع الرب الجليل ، إذ الإذن بالدعاء - من خلال رقة القلب وجريان الدمع - من علامات الاستجابة قطعاً . |
(95)
إن من الآثار المهمة للاعتقاد بوجود الإمام المهدي (ع)، هو شحن طاقات الأمة وبعث روح الأمل فيها.. ففرق بين من يسير وليس له هدف مرجو ومحدد، وبين من يسير ويحدوه الأمل الكبير، بأن نهاية النفق الطويل المظلم هو النور والفلاح.. ومن هنا تأكد الأمر بانتظار الفرج، وأنه أفضل الأعمال.. ومن الواضح أن المراد بانتظار الفرج هو تهيئة الأسباب لقدوم من ننتظر فرجه، وإلا فهل يعد مجرد الشوق -بل حتى الدعاء- من مصاديق انتظار الفرج؟!.. |
(96) مثل بعض الصفات الرذيلة الكامنة في النفس ، والتي لم يُظهرها العبد - إما ( خوفـاً ) من الله تعالى كما عند أهل التقوى ، أو ( تعالـياً ) عن رذائل الأمور ، كما عند أهل الإرادة والرياضة - كمثل الجيفة المجمدة التي تنتظر الفرصة المناسبة ليظهر نتنها بما يزكم منه الأنوف ..فطريق الخلاص هو ( دفنها ) في التراب لتتحلل وتستحيل إلى مادة أخرى لا تنطبق عليها وصف الجيفة ..فصاحب القلب السليم هو الذي تخلص من رذائل نفسه ( بقطع ) مادتها ، إذ خلي باطنه من الجيفة بكل أشكالها . |
(97) هل تعلم أنك تكسب الدرجات الخالدة، في النعيم الذي لم يمر على قلب بشر، وذلك بمجرد النية التي لا تكلفك سوى عزما قلبيا.. وتطبيقا لذلك، حاول أن تنوي في كل صباح: أن كل ما تقوم به -حتى أكلك وشربك ونومك- إنما هو لأجل التقوى على طاعة الله تعالى.. أليست هذه صفقة لا تقدر بثمن؟!.. |
(98) من مشاكلنا الكبرى: أن نعيش جو العداء والبغضاء مع من نـشترك معهم في العقيدة والدين.. فلا بد أن نفرق بين بغض الذوات و بغض الصفات والأفعال.. فإن المبغوض إذا كان هو الصفة، فمن المفروض أن يبغض الإنسان موقع تلك الصفة، ولو كانت نفسه التي بين جنبيه، أو أعز المقربين لديه!.. . . |
(99) إن من الآيات المذهلة في القرآن الكريم قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، فهل حاولت أن تكتشف ما هي الأسباب التي تجعل رب العالمين يصلي عليك؟.. أوَ ليس من الأسباب الذكر الكثير المذكور في الآية قبلها؟.. أوَ ليس من الأسباب الإكثار من الصلاة على النبي وآله الطاهرين؟.. |
(100)
إن مما يقطع به المتأمل هو أن واقع القرآن الكريم ، ليس ما نجريه على ألسنتنا طلبا لأجر التلاوة فحسب ، وان كانت ظواهر الألفاظ - في مقام الامتثال - حجة على صاحبها ..وذلك لأن المعاني التي أنزلهـا المولى على قلب نبيه (ص) بحقائقها ( الملكوتية ) ، لم يدركها إلا من خوطب بها وهم النبي وآله (عليهم السلام) ..وعليه فان استيعاب هذه المعاني - التي توجب تصدع الجبال لو أنزلت عليها - يحتاج إلى استمداد من الحق ، لتتحقق ( المسانخة ) التي تؤهل القلب لتلقّي مرتبة من تلك المعاني السامية ، وهي مرحلة ( انفتاح ) الأقفال التي يشير إليها القرآن الكريم ..ومن مقدمات هذا الانفتاح: التلاوة الكثيرة ، والتدبر العميق ، والعمل بالمضامين مهما أمكن. يتبع |
(101 )
لا ينبغي الركون لليأس عندما يرى الإنسان غربة الدين في مرحلة من المراحل، فإن المد الإلهي كان في عملية صراع دائم مع الباطل، منذ أن خلق الله تعالى آدم.. فمن كان يصدق في الأيام الأولى لغربة الإسلام، أن يصل نداء التوحيد لشتى بقاع المعمورة؟!.. ومن كان يصدق أن تصل صرخة الحسين (ع) يوم عاشوراء مدوية في عمق التاريخ؟.. |
(103) ومضى أسبوع من الحياة من دون رجعة.. إذ كانت ساعاتها من أعز ما يمتلكه العبد من رأسماله، فهل جلست مع نفسك هنيهة لتنظر ما الجديد فى هذا الاسبوع؟.. إن لم يكن هناك جديد في المعصية لا قدر الله تعالى!.. |
(104)
. . إن من الملفت حقاً، استعداد العباد لعبودية بعضهم بعضاً، مع ما يلازمها من ذلّ واحتقار، لا (يعوّضه) القليل مما يبذل لهم من المتاع، جزاء ذل العبودية لفقيرٍ فانٍ مثلهم.. والحال أنهم لا يعيشون شيئاً من هذا (الإحساس)، تجاه من منه مصدر الوجود، ومن هو صاحب العطاء الذي لا منّـة فيه، ومن إليه المصير.. وقد أفصح عن هذه الحقيقة، عمرو بن العاص -وهو الذي احتمل ذل عبودية غير الحق- حينما قال لمعاوية: (لو أطعت الله كما أطعتك، وجبت لي الجنة)!.. |
( 105 ) . . لا تنس أن للذنوب آثار وضعية في الدنيا قبل الآخرة: ضيقا في المزاج، وحرمانا من الرزق، وكآبة في النفس، بل وحتى سقما في البدن.. فمن أراد الخلاص من المشاكل الدنيوية -وما أكثرها هذه الأيام- فليحسن علاقته بمسبب الأسباب. |
(106)
يبدأ منشأ الفساد في التعامل الشهوي المحرم غالباً من النظر، ولهذا دعا القرآن الكريم كلا من طائفة المؤمنين والمؤمنات إلى غض البصر في سورة النور.. فلو رجع الإنسان إلى عقله، لرأى أن النظر إلى الجنس الآخر، ليس فقط مما لا يسمن ولا يغني من جوع، بل يزيده ميلاً إليه، و كبتا، و حسرة، إذ لا يتيسر له غالبا الوصول إليه!.. . |
(107) حاول بين فترة وأخرى أن تتفحص حال أصدقائك.. فمن رأيت منهم أنه قد يبعدك عن رب العالمين، فاجتنب معاشرته!.. فهل سينجيك يوم العرض الأكبر، عندما يورطك في معصية من المعاصي؟.. عمرك ثمين فلا تبذله لمن لا يستحق ذلك!.. . . |
(108)
ان الحياة تبدو لنا للوهلة الأولى طويلة.. ولكن لنخصم السنوات التي مضت في الغفلات، ثم ساعات النوم وهو (الموت الأصغر) ثم ساعات الانشغال بالأهل والمال والولد.. فيا ترى كم هي خلاصة العمر المفيدة؟.. أعتقد أن الخالص من الحياة قد لا يتجاوز العشر من السنوات التي تمر مر السحاب.. أليس هذا مخيفا؟ |
(109) إن من موجبات توحد الهمّ عند الخلق، هو (الحب) ولو كان في مورد باطل.. فترى العاشق موحد الهمّ، صاحب تركيز في مورد حبه، غير مكترث بغير من يهوى ويحب، ذا همّـة عالية في سبيل الوصول إلى بُـغيته.. ومن هنا قال بعضهم: إن المحب المجازي -لو انقلب على واقعه- لسهل عليه الوصول إلى الحب الحقيقي، لأنه في مرحلة سابقة قد (وحّد) همّـه، وقطع ارتباطه بغير من يهوى، فيبقى استبدال المحبوب الفاني بالمحبوب الباقي، وهي خطوة واحدة.. فمَثَله كَمَثَل من اتخذ معبوداً واحداً غير الحق، ثم انقطع إلى الحق المتعال في (حركة) واحدة، خلافاً لمن أنس بآلهة متعددة، فإن الانقطاع عن كل إلـه، يحتاج إلى جهدٍ خاص بازائه. |
(110) إن استغفاراً واحداً بجد وصدق، يكفي لجميع هذه المصائب والكبائر.. وأما بالنسبة إلى مدى بقاء أثر هذا الاستغفار؟.. فهذا مما لا علم لنا به، ولكن ينبغي القول: نحن من الآن نقرر بأن الله –تعالى- إذا وفقنا فإننا لا نعصيه بعد هذا، ولا سيما مع جميع هذه الألطاف الإلهية؛ فإنه –تعالى- لا يجبر الإنسان على المعصية. |
(111) تتجلى الألطاف الإلهيةعلى جميع البشر، وهم في أحلك الظروف وأصعب المواقف، ولكن يبزغ نور من بعيد، وذاك هو اللطف الإلهي على بني آدم، فيظل يتفكر ويتأمل في هذه اللحظات العجيبة التي شملته.. ولولا رحمته في تلك اللحظة لحدث شيء لا يحمد عقباه،وعندما يتذكر الإنسان هذه المواقف، لا يمللك سوى أن يشكر الله -عز وجل- على هذه الألطاف في أوقات غفلته أو يقظته. |
(112) مراقبة النفس ينبغي أن يكون الإنسان مراقباً لنفسه خلال اتجاهه نحو الإنسانية وكسب المعارف، ولا فائدة فيما لم يكن الفرد من أهل مراقبة النفس. |
(113) احذر أن تكون شيطاناً في صورة إنسان ، واعلم أنك إن اخترت لنفسك ذلك فقد أضعت توجّه العناية الإلهية إليك ، وأفسدت العالم كله بفسادك ، وكدّرت قلوب الأنبياء والمرسلين ، والملائكة المقربين ، وجميع أهل السموات والأرضين ، وضجّت الأرض إلى الله من مشيك عليها ، والسماء من استظلالك بها |
(114)
إن الملكة التي أشار إليها الفقهاء وعلماء الأخلاق، هي هذه العادة أي التعود على ترك المعاصي وفعل الواجبات بصورة مطلقة، كالشخص الذي اعتاد على تناول المخدرات، بحيث لو تركها يوماً واحداً لفقد الراحة والاستقرار. ونحن أيضاً فإننا مقيدون بشرب الشاي فلو لم نشربه يومين فسنصاب بالصداع. وأما بالنسبة إلى العادات وأصلها فقد وقع الاختلاف: هل هي ميل نفساني أو خوف رباني؟.. وهذا الاختلاف في ترك المحرمات وفعل الواجبات. فإنه إذا اعتاد عليه الإنسان فسيكون منشأ لخشيته من الله تعالى. والسلام!.. يكفي هذا وهذه هي الملكة. ويا ترى هل يجب أن يكون الإنسان كسلمان؟.. لا، فإنه قد يبتلى ببعض الابتلاءات، ولكنه يلتفت بسرعة إلى قبح ما صدر منه، ويدرك سوء عمله؛ فيتوب ويرجع، إن الله يحب كل مفتن تواب. |
(115) إن الشياطين المقترنة بالعبد طوال عمره تحصي عليه عثراته ، وتحفظ زلاّتـه ، وتعلم بما يثير غضبه أو حزنه أو شهوته ..فإذا أراد التوجه إلى الرب الكريم في ساعة خلوة أو انقطاع ، ذكّره ببعض ( زلـله ) ليقذف في نفسه اليأس الصارف عن الدعاء ، أو ذكّره بما ( يثـير ) حزنه وقلقه لـيُشغل بالـه ويشتت همّـه ، وبذلك يسلبه التوجه والتركيز في الدعاء ..فعلى العبد أن يجـزم عزمه على عدم الالتفات لأيّ ( صارف ) قلبي أو ذهني ، ما دامت الفرصة سانحة للتحدث مع الرب الجليل ، إذ الإذن بالدعاء - من خلال رقة القلب وجريان الدمع - من علامات الاستجابة قطعاً . |
(116) من احب الله ، رأى كل شىء جميلا .. |
(117) عندما يصدر خطأ فادح بحق أحدنا، ثم يأتي صاحب الخطأ معتذرا نادما خجلا وجلا، فإننا لا نسامحه فقط، بل يتحول عداؤنا له إلى حب، وخاصة إذا رأينا أن صاحب الخطأ في مقام التعويض، بل أنه فى بعض الحالات تتوطد العلاقة إلى درجة الصداقة الحميمة.. أوَ لا نحتمل أن التائبين الصادقين، من الممكن أن يصلوا إلى هذه الدرجة من الأنس بالله -تعالى- ولو بعد عمر طويل من المعصية؟.. أوَ ليس هو الذى يصرح بأنه يحب التوابين؟.. أوَ ليس هو الذي يدعو المسرفين على أنفسهم بالعودة إليه؟!.. ما أرأفه من رب!.. |
(118) من منا لا تعتريه حالة من حالات الضيق والاكتئاب الذي لا يعلم له مصدرا؟!.. ومن هنا نعلم أن شرح الصدر من النعم الكبرى، حتى أن الله -تعالى- يذكر به نبيه المصطفى (ص) من خلال سورة الانشراح.. إن قراءة هذه السورة وأختها سورة (الضحى) بتمعن ولو مرة واحدة، والحوقلة، والإكثار من الصلوات على النبي (ص) من سبل رفع الهم والغم، وخصوصا فيما لا يعلم له مصدر واضح مقتحما للنفس اقتحاما!.. |
(119)
يحذّر الحق المتعال من نار جهنم ويصفها بأن وقودها الناس والحجارة.. وعليه فقد يكون في وصف هؤلاء بأنهم وقودٌ لتلك النار، إشارة إلى أن منشأ ذلك هي (بواطنهم) المستندة إلى قبيح أفعالهم في النشأة الأولى، لأن تلك الأفعال كانت تستبطن النار وإن لم يشعر بها صاحبها، كما عبّـر الحق المتعال عن آكل مال اليتيم بأنه آكل للنار.. فلو استحضر العبد (نارية) الأفعال التي لا يرضى بها الحق ، لتحرّز عن كل ما يكون وقوداً لنار جهنم وإن تلذذ أهل الغفلة بالإتيان بها، جهلا بذلك الباطن الذي (يُكشف) عنه الغطاء، في وقت لا ينفعهم مثل هذا الانكشاف |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 10:00 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024