رغم ألتصاقك بي حد الاندماج أحياناً ,, إلا أنني ابقى في ترقب من رياح الخريف التي قد تأخذك بعيداً كما تأخذ أوراقي في كل مواسم الوجع |
كم أخاف الصبح على نفسي و كم اتمناه لك من خلف قلبي ,, فأنا أقرأ في عينيك احتياج الصباح و الخوف من الليل |
أخاف على المطر أن يغتاله الجدب ,, فأشهق الى السماء ,, أي رب الحياة و رب الفناء ,, خذها بكف جبريل و كف ميكال ,, و أحجبها بحجاب الزهراء |
اخاف هذه الوجوه او تلك الوجوه
اخاف ان ابقى رهينة الخوف منهم اي رب اني افر باغصاني اليك فلا تردنا في سوء استنقذتنا منه |
وحده في قعر الحجرة الظلماء يقلب كأسه التي فرغت من آخر قطرة فيها ,, لم يكن يوما يطمح بالغد ,, خصوصاً و قد أرخى الخريف سدوله ,, لكنه في ذات سهاد ,, استسلم قليلاً للحلم ,, فكانت أعمق جراحات قلبه ,, و أقسى ما فيها ,, أنه لا يزال يرى آثار أقدام يعرفها جيداً تنطبع على صفحات قلبه المتعب ,, لم يعد يدري أهو نادم على أغماضة الجفن في عين الحلم ,, أم تراه استأنس بشفيف الوجع فما عاد يكترث أن يزفر تنهداته في كل نوبات المه القاسي كما الجليد |
لربما ينتهي قريباً آخر فصول المطر ,, و يسدل الستار ,, ففي النهاية لعل الامر لم يداعب الوجدان أصلاً ,, بل أكتفى بمحاورة كومة من الغرائز و الرغبات و الافكار المجنونة و الاحتياجات الهوائية ,, لعل الذي نبض يوما كان مجرد كهرباء ستاتيكية تسببها حركة ملابس القطن أو الصوف فوق الاوردة الجوفاء ,, لعل القلب كان بريئاً من الشوق و الحلم و النبض و الخوف براءة الذئب من دم يوسف ,, لعل العين التي سهرت و الروح التي اشتاقت و الجوارح التي خافت ,, كانت مجرد دمىً حركتها بكل براءة أيدي طفلة تعبث بأشيائها البالية .. ربما |
ربما على من خلقه الله وحيداً أن يتردد الف مرة قبل أن يقدم على حماقة اسمها الانتماء لأحدهم ,, لأنه في عالم الغرباء محرم على قلبك أن ينبض من أجل دمعة هنا و آهةٍ هناك ففي النهاية تنساب كل الدموع في محاجر أعينهم الى نبضات وريدك المرهق فتألم كما يألمون و تتوجع كما يتوجعون لكنهم في نهاية المطاف و كنتيجة حتمية لقانون نيوتن و قاعدة باسكال و منطق المثير و الاستجابة يركبون موجة الغروب ثم يختفون في النصف الثاني من الكرة الارضية و تبقى أنت وحدك ,, لترعى ما ورثته عنهم من فصول حزن و آهات وجد و أنين |
لعل أهم ما في الوصايا العشر في قانون الانتماء الى من يشبهك في سلالة الغرباء ,, هي : إياك أن تكشف له عن نقاط ضعفك ,, فلسوف يسعده أحياناً أن يراك تغرق وجعاً خوفاً أن لا تفقده ,, في حين هو يخفي عنك أنه إنما يقترب من الالتصاق بروحك أكثر .. و المشكلة أنك مضطر لأن تتحمل منه الكثير ,, فلربما هو آخر الغرباء |
و أنا اتهيأ لمشاهدة الكسوف الاخير للمطر ,, كنت أفكر بأية طريقة سوف أغلق نافذتي الى الابد ,, كي لا أتعلق بضحكة القمر التي تلوح لي كلما نظرت اليها عبر الزجاج.. |
خطوة واحدة كانت بينه و بين الغروب الاخير ,, ليختفي بعدها خلف السراب و يتلاشى الى الابد ,, هل كنت لتحتمل البقاء وحيداً ؟؟!!!.. ألم تحسب لقلبك الذي لطالما مسح عنه الجراح بكفه البيضاء من غير سوء حساباً ,, أم تراك سوف تثق بأية كف قد تأتيك بها رياح الخريف ؟؟... |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 09:25 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024