منتديات أنا شيعـي العالمية - متجدد:تغطية أحداث البحرين تحت الاحتلال السعودي و الخليفي

خطاب المشيمع الأول بميدان الشهداء
بعد عودته من رحلة العلاج واندلاع ثورة 14 فبراير

ليلة الأحد – 22 ربيع الأول 1432 هـ
الموافق 26 فبراير 2011 م

أعوذُ بالله من الشيطان الغويِّ الرِّجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

للإستماع للكلمة
http://www.mediafire.com/?sdgr895x4o6q0w7

http://ahrarbh21.co.cc/feb/12/15.jpg
[align=justify]لقد صنعتم ما عجزنا جميعاً عنه .. أنتم القيادة!
أقف أمامكم الآن وأنا خادمكم المتواضع.. لقد كنت دائماً أعيش الأمل في تحرير هذه الأمة وكنت أقول دائماً: عيشوا الأمل، وها أنتم الآن على طريق الأمل وتحقيق النصر إن شاء الله. أقول: إنّكم بوعيكم، بقوتكم، بصبركم، بثباتكم، استطعتم أن تخلقوا هذه الملحمة وأن تخلقوا هذا التوجه وهذه الوقفة التاريخية التي عجزنا نحن جميعا عنها وعجزت جمعيات وقيادات عنها: أنتم القيادة .. أنتم القيادة!

منذ أن بدأت أقرأ.. ما نشر في تويتر والفيسبوك وعلمت أنَّ الشباب كان وراء ذلك وكانت قبل ذلك ثورة تونس وحرّكها الشباب وانضم معها الشعب. في مصر، أيضا تحرك الشباب منذ سنوات ونظموا أنفسهم واستطاعوا أن يخلقوا ثورةً كانت محطّ استغراب لكل العالم سواء العالم الغربي أو العالم العربي وسقط الطغاة في تونس وسقط الطاغية في مصر وسيسقط الطاغية هنا. لذلك، أنا أُكْبِر دورَ الشباب وأُكْبِر دورَ كلّ هؤلاء رجالاً ونساءاً شباباً وشابات. أنتم من تصنعون المستقبل.. أنتم من تحرِّرونا من كل هذه القيود التي عشناها على ردح من الزمن أنتم الأبطال أنتم المضحون أنا خَجِلٌ منكم..أنا خَجِلٌ منكم.. أنا أستحي منكم! لقد قدَّمتم الكثير وكنتم على استعدادٍ أن تقدِّموا الأكثر في سبيل حريتكم وفي سبيل كرامتكم وفي سبيل عزَّتكم وشعبٌ مستعدٌ للموت لا يمكن يهزم. اليوم قد أعلِنَ تاريخٌ جديدٌ هو تاريخُ الشعوب وللأسف حتى مبارك لما جاء البحرين قبل سنوات قال: إنَّ هذا العصر هو عصر الشعوب! لكنه للأسف لم يلتفت إلى شعبه ولا إلى صراخاته. اليوم يتحدَّثون هنا عن حوار وهم سنيناً يمارسون الظلم والفساد والنهب لكل أراضي الوطن.

فعاليات تضامنية مع شعب البحرين في مختلف دول العالم
آخر الأخبار اليوم.. هناك تظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية في أكثر من مدينة؛ في واشنطن أمام البيت الأبيض، في بنسلفانيا في حوالي خمس أو ست مدن، وكل هؤلاء معكم كشعب. في ألمانيا وفي فرنسا وفي إنجلترا أيضاً هناك مظاهرات واحتجاجات، كنا في لندن وكانت الاعتصامات يحضرها العشرات فقط، آخر اعتصام حضره أكثر من أربعمائة شخص من كل الجاليات الموجودة هناك.

إذاً، أنتم لستم وحدكم في المعركة ولستم وحدكم في الميدان، كل الشعوب اليوم، الشعوب الأبية، الشعوب الحرة، تقف معكم. والنظام كل يوم يخسر صديق وكل يوم يخسر في هذه المعركة ويقدم الخسارة تلو الخسارة. اليوم، النظام يعيش في رعبٍ وخوفٍ لأنَّ النصر قادم إن شاء الله.

تأبين الشهداء الأبرار والاعتراف بفضلهم ودورهم في مسيرة الحرية والكرامة
أودّ أيضاً في هذه الإطلالة أن نقف هنيئة لنؤبِّن الشهداء لنفرح بهذه الرموز التي سقطت من أجل الأرض، من أجل الكرامة.. من أجل العزّة.. نقف لنقرأ الفاتحة على هذه الأرواح الطاهرة.

لقد قالها الشهيد زيد بن علي في تلك السنوات: ما خاف الناس حرَّ السيف إلا ذلوا! وقد أثبت شعب البحرين أنه مستعدٌ للموت وللشهادة وأنه ما عاد يخاف من كل هذه الآليات العسكرية التي تقف أمام الشعب وقد رأيت أولئك الإخوة الأبطال الأحرار الذين فتحوا صدورهم أمام الدبَّابات وقالوا للظالم: اقتلنا؛ فنحن مستعدون للموت. ولذلك أقول: إنَّ الله سبحانه وتعالى قد وعد المؤمنين المضحين المستعدين للموت الصادقين مع الله لقد وعد الله سبحانه وتعالى النصر لهم وسيكون النصر لنا إن شاء الله.

لذلك، ينبغي أن نؤكّد على الشهداء وعوائل الشهداء لأنه لولا أولئك الشهداء ولولا تلك الدماء التي سقطت لما استطعنا أن نفرض هذا الواقع وأقول بالنسبة للمحررين من المعتقلين الذين أذاقوهم التعذيب البشع المعبِّر عن العداء لشعب البحرين.. هذه العائلة منذ مجيئها إلى البحرين وهي تعامل شعب البحرين كعدو. هي تدَّعي أنها تطبِّق القانون ولكنها تمارس كلَّ العنف وكلَّ الحقد على أولئك الأبرياء واليوم هناك المزيد أنا أقلت أنَّ هؤلاء حرَّرتموهم أنتم بوقفتكم وسيتحرَّر الباقون. أنا قلت: لقد اشتقت لكم.. كنت مشتاقاً لكم ولهذه الوجوه الطيبة ولولا خجلي لبقيت! رحمك الله يا شيخ أبو جميل (الشيخ عبد الأمير الجمري) لو كنت بيننا ورأيت أبناءك وهؤلاء الأحبة واقفون صموداً وثباتاً من أجل نيل كرامتهم وعزّتهم. أريد أيضا أن أقول وأؤكد على ما أكّد عليه فضيلة الشيخ حسين (الديهي) اليوم نحن كلنا صفا واحدا سنة شيعة علمانيين كل المواطنين كل الأحرار كلنا صوت واحد ضد هذا النظام البائد وضد هذا النظام الظالم.

وقفة وطنية واحدة ضد نظام العائلة المعادي لجميع شعب البحرين
إذاً، اليوم ليس هناك كلام عن شيعي وسني ولم نطرح في يوم من الأيام مطلبا شيعيا في مقابل مطلب سني. نحن كنا في السجن وتتم مساومتنا على أن نترك علاقاتنا مع الإخوة السنة والإخوة الوطنيين بشكل عام وكنا نصر أن نبقى إخوةً.. إخوةَ الجهاد، إخوةَ النصر .. كنا (كذلك) أيّام الإستعمار وسنبقى إخوة مناضلين صفا إلى صف. أريد أن أقول لكل الإخوة في المحرق والرفاع وفي كل منطقة أننا إخوة ونحن نمدُّ أيدينا إليكم ونحن مستعدون أن نكون في خندق واحد ضد هذا الظالم وفي (سبيل) نيل حقوقنا ومطالبنا.

الحكومة - أو العائلة - لأنه ليس لدينا حكومة - العائلة تتحكم في كل شيء؛ تسرق الأموال، هي التي تفرض القانون .. آن الآوان في هذا الزمن زمن الشعوب أن نتحرَّر من ذلك وأن يكون هناك واقع سياسي جديد في هذه الأرض كما هو الحال في الأراضي العربية الأخرى.

لقد انطلق هذا الشعار في تونس ثم تحرَّك المارد إلى مصر بنفس الشعار واليوم في البحرين هو نفس الشعار وفي ليبيا الذين يقدمون التضحيات والشهداء بالآلاف أيضا يقولون: نريد إسقاط النظام.

العائلة - مرةً أخرى - تحاول أن تمارس من خلال هذا الضغط الذي صنعمتوه، من خلال هذا التاريخ المجيد الذي سجل لكم كلكم شبابا نساءا رجالا كل هؤلاء الحاضرون هنا، كلهم مستعدون وكلهم قد عانوا وكلهم في طريق النضال والنصر مستعدون لنهاية المطاف. إذا، أقول: أنتم من صنعتم هذا التاريخ وأنكم من تحققون هذا النصر.. أقول: العائلة اليوم تعمل من أجل أن تعكس للعالم وتعكس للإعلام أن هناك صراعاص سنياً شيعياً وأنها تخشى وتخاف أن تكون هناك فتنة بين السنة والشيعة وهم من يحركون البعض يحركونهم ويوهمونهم أن هناك صراعاً بين السنة والشيعة، هناك من يطبِّل، هناك من يقبل هذه الاكاذيب، هناك من يسوق لهذه الاكاذيب .. لكن نحن ينبغي أن نقول أنَّ أمامنا تاريخٌ ممتدٌ في الستينات، في الخمسينات، فيما قبل ذلك في 1932م وما قبل ذلك كانت دائماً في كل المحطات حركات وطنية مشتركة يشترك فيها الشيعي يشترك فيها العالِم يشترك فيها المواطن السنِّي.. كلنا أمام الإستعمار وما بعد الإستعمار لم نشعر في يومٍ في من الأيام أننا أعداء. اليوم من يخلق هذا العداء وهذا الصراع هو العائلة وبالتالي اليوم قد فضحوا لأنهم الآن يحاولون أن يروِّجوا لهذه الأكاذيب لكنهم لن يستطيعوا ولن يفلحوا لأنَّ الإعلام والمنظمات قد اكتشفت ذلك.

لا نثق في حوار مع نظام العائلة الذي اعتاد الكذب ونكث العهود
أنا سئلت أكثر من مرة: ما رأيك في الحوار؟ قلت: ليس هناك حوار؛ لأننا تعوَّدنا من هذه العائلة الكذب وتعوَّدنا منها نكث العهود فكيف يمكن أن نثق (فيها) مرَّة أخرى؟ .. أقول: نحن اليوم أمام منحنى تاريخي مهم فإما أن نحقِّق النصر وإما أن يرجع هؤلاء ليمارسوا التعذيب ضدنا مرة أخرى ويعتقلون الأبرياء مرة أخرى فلا بد أن نواصل المعركة ولا بد أن نستمر في هذا التواجد وفي هذا الضغط حتى نحقِّق المطالب الحقيقية وتعود لنا الكرامة ويكون صنع القرار السيادي بيد الشعب ويكون الشعب هو السيِّد وليس هناك سيِّدٌ غيره.

التحذير من التفريط في الفرصة التاريخية السانحة لتحقيق نصرٍ حقيقي
أريد أن أؤكد أيضاً أمام هذا الحدث التاريخي الفريد، أمام هذه التضحيات، أمام هذه المواقف البطولية، أمام هذا الإستعداد الموجود الذي أقرؤه في وجوهكم جميعا، أمام صدقكم وإخلاصكم وإصراركم على نيل كرامتكم وعزتكم، أقول: أمام هذا الإصرار وأمام هذا الحدث التاريخي الفريد لا بد أن نكون على حذرٍ ألا نُغشَّ مرة أخرى وأقول هنا رسالة لكل الجمعيات السياسية ولكل السياسيين: حذارِ أن نقع في نفس الأخطاء السابقة.. حذار أن نقع في الأخطاء السابقة، هذه فرصة أمام شعب البحرين الأبيّ، أمام شعب البحرين الذي ضحَّى بدمائه ردحاً من الزمن؛ لا نتحدث عن هذه الأيام.. هناك شهداء في انتفاضة التسعينات وهناك شهداء في سنة 1954م وهناك شهداء سقطوا في 1934م وهناك شهداء سقطوا في سنة 1922م بل إذا قرأتم الكتب التاريخية ستجدون قبل حتى مائتي عام كان هناك نضالٌ ضدَّ الظلم. اليوم هي فرصتنا لكي نتحرَّر، لكي نغيِّر هذا التاريخ ونغيِّر هذا الواقع الإجتماعي وهذا الواقع السياسي.. لن نعيش أبداً بعد اليوم عبيداً لهؤلاء، نحن أسياد، نحن أحرار.

لذلك، نصيحتي لكل القوى والجمعيات السياسية ألا نحاول أن نقفز على نضال هؤلاء وتضحية هؤلاء. أنتم من خلقتم الأمل، أنتم من خلقتم النصر، لن نسمح بعد اليوم أن يقفز علينا ثم بعد ذلك لا ننال شيئا. لذلك أقول: اليوم فرصتنا جميعا.. كل الجمعيات، كل القوى السياسية، فرصتنا جميعاً أن نكون يداً واحدة وأن تكون مطالبنا واحدة، أن نجتمع ونلتقي لكن في نهاية المطاف يكون مطلبنا مطلب الشعب؛ لأن الشعب صاحب السيادة. إذا قبل الشعب أيَّ مطلب في المستقبل غير ما تطرحه (القوى السياسية) أقول: إذا كان هناك أيّ حوار .. نحن لا نتحدث عن حوار لأن هؤلاء غير صادقين.. هؤلاء يمارسون الكذب.. هؤلاء هم اليوم في ورطة ويحاولوا أن يتخلصوا من الورطة عن طريق الدعوة إلى الحوار وإلا أيّ حوار والمعتقلون لا زالوا هناك، أيّ حوار؟

الحوار الوطني يكون بين أطياف الشعب وقواه السياسية الفاعلة
إذاً، هذا الإصرار.. هذا الثبات.. هذه المواقف.. هذه العقيدة الراسخة لديكم.. هذا الإيمان بضرورة التحرُّر وبضرورة الخلاص من كل القيود التي قيِّدنا بها من قبل لا يمكن أن تتخطى. أيُّ كلام عن أيِّ مطلب من المطالب لا بدَّ أن يكون عبر الشعب عبر هذه الوجوه عبر هؤلاء الرجال لذلك أدعو إلى الحوار بيننا؛ بين القوى السياسية، بيننا كإخوان سنة وشيعة، بين الجمعيات السياسية كلها، لكن لكي نتفق ونسير معاً لأن أيَّ اتفاق دونكم، أيّ اتفاق يقفز على ظهوركم..أنتم قدَّمتم التضحيات والشهداء لن يقودنا إلى الأمل المرجو ولن يقودنا إلى النصر. وأقول أيضا أنكم الذين صنعتم هذا النصر وهذا التواجد مع أني لا أميل الآن أن أعبّر بالنصر الحقيقي والنهائي إلا بعد أن ننال حقوقنا وننال حريتنا وننال كرامتنا جميعا.

ضرورة تطوير التجربة وتصعيد العصيان المدني المقاوم وتنويعه
لذلك أقول مع أنَّ تواجدنا هنا بهذه الأعداد الكبيرة قد فرض واقعا جديدا كما فرض الشعب المصري والشباب المصري والنساء المصريات، كلّ هؤلاء فرضوا واقعاً جديداً في مصر وسيفرضون واقعاً جديداً في ليبيا رغم التضحيات وهذا لا بدَّ أن يعطينا حافزاً اليوم في ليبيا يتساقط الشهداء بالآلاف لكنّ الإباء والإصرار موجود رغم التضحيات نحن من باب أولى أن نقدِّم تلك التضحيات للوصول إلى تلك الكرامة؛ لأن اليوم فعلاً هو يوم كرامات الشعب واليوم هو زمن عزة الشعوب.. نحن نقرأ كل التجارب ونقرأ التجربة التونسية ونقرأ ما يحدث الآن في ليبيا وأيضا الطريق مستمر، في اليمن هناك ثورة، وفي الجزائر هناك ثورة، وفي المغرب هناك ثورة، إذاً ليس هناك بلد عربي مستثنى! هذا الوقت هو وقت الشعوب بكل مكان واليوم الشعوب تنتصر لبعضها. سابقاً كان الحاكم الصمري يقف مع الحاكم البحريني ويقف مع الحاكم السعودي أما اليوم فالذي يقف معنا هو شعب مصر ويقف معنا شعب تونس ويقف معنا شعب ليبيا وستقف كل الشعوب معنا.

أقول في هذه العجالة أيضا: لقد فعلتم وصنعتم شيئاً لم يكن على بال أحد.. أنا صحيح بيني وبين نفسي وبيني وبين الله .. وكنت قد سجلت حديثا قبل 14 فبراير قلت: أنا أشعر هذه المرة أن الشباب سينجحون وأن شعب البحرين سينتفض انتفاضة حقيقية والحمد لله رب العالمين. إذاً أقول لكم : كلّ هذه الوجوه، كل هؤلاء الناس، كلكم مشاركون اليوم في معركتنا.. لأول مرة في تاريخ شعب البحرين الأطباء وقفوا، المهندسون وقفوا، المحامون وقفوا، الكل قال: لا للنظام، والكل قال: إننا مستعدون للسير إلى نهاية المطاف حتى تحقيق النصر.

لكني أيضاً أقول برغم قناعتي وثقتي بكم؛ بالشباب بالشابات، بالأسلحة الجديدة الفتاكة، تويتر وفيسبوك أصبحت هي الأسلحة القاتلة اليوم وهي المدمِّرة للحكام الطغاة. لم يعد هذا السلاح الذي شُهِرَ في صدوركم ولم يعد المدفع ولم تعد الدبابة هي الطريق (لذلك) لأنَّ الشعوب عرفت طريقها هذا ليس طريق القضاء على الثورات وليس طريق منع الناس من الإنطلاقة لتحقيق مطالبهم. إذاً أنتم انتصرتم لأنكم أوجدتم تقنيات وأساليب عمل أخرى. أيضا أقول: رغم ثقتي بكم ورغم معرفتي بكم ورغم احترامي وتقديري وخَجَلي منكم ومن عملكم الجبَّار أقول أيضا وإذا سمحتم لهذا الخادم المتواضع أن يقول بعض الكلمات لكم .. كنت قبل أكثر من سنتين.. لم نفقد الأمل في يومٍ من الأيام أطلقناها في ذلك الوقت قلنا: لا بدَّ أن يكون دستوراً يكتبه شعب البحرين وقد آن الآوان أن تكتبوا دستوركم بيدكم الذي يعطيكم الكرامة الحقيقية والسيادة الحقيقية وكنا نقول ونعقد ندوات لنتعرف على فنون المقاومة المدنية وحاولنا عبر أفلام أن نقدِّم هذه الدراسات لعلَّنا نتحرك ونستعملها كما استعملتها الشعوب الأخرى وأسقطت الطغاة، لكنكم صنعتم المقاومة المدنية، مارستم المقاومة المدنية وآن الآوان اليوم أن تستمروا في هذا الدور لتلعبوا مجاميع بمعنى ليس مجرد الوجود هنا أو التظاهر - وهذه وسائل وأساليب المقاومة المدنية حتما - مع احترامي للجميع.. لكنكم كشباب كشعب وكرجال ونساء - مع احترامي وتقديري للجميع- أقول: إنكم مارستم هذه المقاومة وأيضاً في مصر مارسوا المقاومة بأساليب وأشكال مختلفة من الممكن أن نستفيد من تجربة مصر ومن تجارب أخرى لنمارس استمرارية أساليب العمل المتراكم والعمل المتصاعد، لا يكفي فقط هذا التواجد وإن كان هذا يحرج النظام وإن كان هذا يسلّط الضوء الإعلامي بشكل واضح.. أنتم اليوم ترون أنَّ كل وسائل الإعلام تغطي هذا المجد، تغطي هذا الشرف، تغطي هذا التواجد، تغطي هذه الملحمة إلى الحرية والكرامة. الكل اليوم يعتدُّ بشعب البحرين، الكل اليوم يفتخر بخطوات شعب البحرين، الكل اليوم يمدح البحرينيين في ثورتهم ونضالهم وكفاحهم.

أقول: اليوم لقد ابتكرتم وأبدعتم، صدقوني أنا لحد الآن - وقد يشاركني كثير- رغم أملي بالله ورغم أملي دائماً كان الناس يقولون في ذلك الوقت كيف يمكن أن نخلق هذا الذي تتحدث عنه للوصول إلى حقوقنا. أقول سيأتي الجيل الذي يصنع النصر ويصنع التاريخ وها أنتم تصنعون النصر والتاريخ. أقول بالرغم من ذلك أنا خادمكم المتواضع الصغير أمامكم، أمام حركتكم، أمام قدرتكم على صنع الحدث.. اسمحوا لي أن أقول أن هناك خطوات أخرى ينبغي أن تمارسوها بالشكل السلمي طبعا، الإستمرار في الضخِّ السلمي، في الحركة السلمية بأشكال وأساليب تشكل ضغطاً يقرِّب موعد النصر وموعد تحقيق الطموحات والآمال لشعب البحرين. أقول: أيضاً لكي نفعِّل ذلك لا يكفي أن أقول هنا خطاباً ولا يكفي أن أقول أننا إخوة سواء كنا شيعة أو سنة. أقول: كلنا إخوة هذا لا يكفي أن يقال في خطاب كلنا مسئولون: علماء أجلاء، شباب، أطباء، بنات، طالبات، مدرِّسات، كلنا مسئولون اليوم أن نصنع هذه الوحدة عمليا، كلنا مسئولون أن نقترب من بعضنا البعض عمليا. لقد كان سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري رحمة الله عليه يمارس هذا الدور لذلك الفجوة التي حاول أن يخلقها النظام بين السنة والشيعة وبين القوى الوطنية استطاع الشيخ عبد الأمير بانفتاحه رحمة الله عليه وبزياراته المتكررة إلى الحد والمحرق أن يكسر شيئا من تلك المحاولات للعائلة.

اليوم نحن الذين صنعنا هذا المجد وهذا الموقف وهذه العزة وهذا التاريخ يمكن فعلاً أن نمدّ أيدينا إلى إخوتنا، أن نمارس الوحدة، أن نتواصل، أن نرسل رسائل تعبِّر عن الثقة ونستقطب بقية الإخوة؛ لأننا اليوم في خندقٍ واحدٍ ضدَّ هذا النظام الظالم.

......................