منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى العقائدي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   منع تدوين الحديث من قبل ابوبكر وعمر ومعاوية ومانتج منه (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=206397)

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:33 PM

منع تدوين الحديث من قبل ابوبكر وعمر ومعاوية ومانتج منه
 
منع تدوين الحديث من قبل ابوبكر وعمر ومعاوية ومانتج منه

النبي صلى الله عليه وأله وسلم يوصي بكتابة احاديثه وابو بكر وعمر يمنعوا تدوين الحديث واحرقوا الأحاديث المدونه


سُنَنُ الدَّارِمِيِّ >> بَابُ مَنْ رَخَّصَ فِي كِتَابَةِ الْعِلْمِ >>

أَخْبَرَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ ، وَقَالُوا : تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا ؟ فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابِ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَوْمَأَ بِإِصْبَعِهِ إِلَى فِيهِ ، وَقَالَ : " اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ " *

وذكر الحديث في سنن أبي داود ج 2 ص 126 ، وسنن الدارمي ج 1 ص 125 ، ومسند أحمد ج 2 ص 162 و 207 و 216 ، والمستدرك للحاكم ج 1 ص 105 و 106 ، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 1 ص 85 .


مسند احمد بن حنبل

6221 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِالْاَخْنَسِ، اَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِمَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ كُنْتُ اَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍاَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اُرِيدُحِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ فَقَالُوا اِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُمِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الغضب والرضا فَاَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي اِلَّا حَقٌّ‏.‏


الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 11/191
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح





ابن قيم الجوزية : السنة النبوية وحي واجب الايمان بها (وثيقه)


الكتاب : الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة و
المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله
الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت ، 1395 - 1975


ص 75


الْمَسْأَلَة الثَّامِنَة وَهِي قَول السَّائِل مَا الْحِكْمَة فَيكون عَذَاب الْقَبْر لم يذكر

فِي الْقُرْآن مَعَ شدَّة الْحَاجة إِلَى مَعْرفَته وَالْإِيمَان بِهِ ليحذر ويتقى فَالْجَوَاب من وَجْهَيْن مُجمل ومفصل
أما الْمُجْمل فَهُوَ أَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أنزل على رَسُوله وحيين وَأوجب على عباده الْإِيمَان بهما وَالْعَمَل بِمَا فيهمَا وهما الْكتاب وَالْحكمَة وَقَالَ تَعَالَى {وَأنزل الله عَلَيْك الْكتاب وَالْحكمَة} وَقَالَ تَعَالَى هُوَ الذى بعث فِي الْأُمِّيين رَسُولا مِنْهُم يَتْلُو عَلَيْهِم آيَاته ويزكيهم ويعلهم الْكتاب وَالْحكمَة وَقَالَ تَعَالَى واذكرن مَا يُتْلَى فِي بُيُوتكُمْ من آيَات الله وَالْحكمَة
وَالْكتاب هُوَ الْقُرْآن وَالْحكمَة هى السّنة باتفاق السّلف وَمَا أخبر بِهِ الرَّسُول عَن الله فَهُوَ فِي وجوب تَصْدِيقه وَالْإِيمَان بِهِ كَمَا أخبر بِهِ الرب تَعَالَى على لِسَان رَسُوله هَذَا أصل مُتَّفق عَلَيْهِ بَين أهل الْإِسْلَام لَا يُنكره إِلَّا من لَيْسَ مِنْهُم وَقد قَالَ النَّبِي إنى أُوتيت الْكتاب وَمثله مَعَه


يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:33 PM

المنع عن كتابة الحديث وتدوينه بل التحدّث عنه
إذا كانت السنّة هي في الدرجة الثانية من الدين بعد القرآن الكريم في الحجية والاعتبار، حتى إنّك لا تجد فيها شيئاً إلاّ وفي القرآن أُصوله وجذوره، ولا إسهاباً إلاّ وفيه مجمله وعناوينه.
وإذا كان الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لا يصدر في قوله وكلامه إلاّ بإيحاء من اللّه سبحانه كما يصرح بذلك قوله سبحانه: (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى* وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى* إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى).
فهل يصحّ للرسول أن يمنع عن تدوينه وكتابته أو مدارسته ومذاكرته؟! بالطبع هذا مستحيل، اذ كيف ينهى النبي عن الكتابة وهو الذي امر اصحابه بان يكتبوا عنه كل ما يسمعونه منه، فعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: قلت: يا رسول اللّه أكتب كلّ ما أسمع منك؟ قال: «نعم». قلت: في الرضا والسخط؟ قال: «نعم فإنّه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك إلاّحقاً».
ام كيف ينهى عن الكتابة و الذكر الحكيم يحثّ المسلمين على كتابة ما يتداينون بينهم، قال سبحانه: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْن إِلى أَجَل مُسمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُب وَلْيُمْلِلِ الَّذي عَلَيْهِ الحَقّ…).
ثمّ يعود ويؤكد على المؤمنين أن لا يسأموا من الكتابة فقال سبحانه:(وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغيراً أَوْ كَبيراً إِلى أَجلهِ…) ومن اليقيني ان حفظ دين الله واحكامه وصيانتها عن الضياع بالكتابة اولى واهم من حفظ دراهم يتداينها المؤمن من اخيه.
وقد استمر المنع من تدوين الحديث إلى عهد الحاكم الأموي عمر ابن عبد العزيز(99ـ101هـ) مع هذا الإصرار المؤكّد منه إلا أنه لم يكتب شيء من أحاديث النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بعد صدور الأمر منه، إلاّ صحائف غير منظمة ولا مرتبة، إلى أن دالت دولة الأمويّين وقامت دولة العباسيّين، وأخذ أبو جعفر المنصور بمقاليد الحكم، فقام المحدّثون في سنة (143 هـ ) بتدوين الحديث.
إذا كان هذا هو تاريخ الحديث وتدوينه وانتشاره، يتبيّن للقارئ بسهولة أنّ حديثاً لم يكتب طوال قرن ونصفه كيف تكون حاله مع أعدائه الذين كانوا له بالمرصاد، وكانوا يكذبون عليه بما يقدرون، وينشرون كل غث وسمين باسم الدين وباسم الرسول، وما قيمة العقائد التي دونت على أساس تلك الأحاديث؟!!


مثال / الصلاة مذكور في القران ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ( 78 ) ) الاسراء * هذه الاية تدل على وجوب الصلاة على مدار اليوم ولكن لاتوجد اية تصرح
بعدد ركعات الصلاة ان صلاة الصبح ركعتين والمغرب ثلاثة ركعات والظهر والعصر والعشاء اربعة ركعات لكل منهن * عدد ركعات الصلاة مذكورة في الحديث وكذلك الكثير من الواجبات
والاحكام والامور الموجودة في القران الكريم نجد تفاصيلها في الاحاديث فمعنى قبول تصرف عمر وابو بكر بمنع تدوين الحديث هو الغاء جزء كبير من الد ين الاسلامي


يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:33 PM

فسح المجال للأحبار والرهبان للتحدّث عن العهدين
لقد خسر الإسلام والمسلمون من جرّاء حظر تدوين الحديث ونشره، خسارة عظمى لا يمكن تحديدها بالأرقام والأعداد. كيف؟! وقد انتشرت الفوضى في العقائد، والأعمال، والأخلاق، والآداب، وصميم الدين، ولباب الأُصول، كنتيجة لهذا المنع، لأنّ الفراغ الذي خلفه هذا العمل، أوجد أرضية مناسبة لظهور بدع يهودية، وسخافات مسيحية، وأساطير مجوسية، خاصة من ناحية كهنة اليهود، ورهبان النصارى، الذين افتعلوا أحاديث كثيرة ونسبوها إلى الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام كما افتعلوا على لسان النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلَّم ـ ألأساطير، وقد وقف على ذلك عدة من الأجلّة.
1. يقول الشهرستاني: وضع كثير من اليهود الذين اعتنقوا الإسلام، أحاديث متعددة في مسائل التجسيم والتشبيه، وهي كلّها مستمدة من التوراة.( الملل والنحل:1/117)
2. ويظهر من المقدسي وجود تلك العقائد في العرب الجاهليين، يقول في «البدء والتاريخ» عند الكلام عن شرائع أهل الجاهلية: (كان فيهم من كلّ ملّة ودين، وكانت الزندقة والتعطيل في قريش والمزدكية والمجوسية في تميم واليهودية والنصرانية في غسان والشرك وعبادة الأوثان في سائرهم).( البدء والتاريخ:4/31).
وقد سمحت السلطة بعد رحيل النبي الاعظم لكعب الأحبار و زميله وهب بن منبه والمتقدّم عليهما تميم الداري برواية ونشر القصّص الخرافية واساطير الانجيل والتوراة في المجتمع الإسلامي بينما كانت الصحابة ممنوعة عن التحدث عن النبي، مما ادى الى ايجاد موجة من الاحاديث والقصص المنحرفة قابلت من بعد الاحاديث النبوية الصحيحة وصارت دينا بديلا للدين الاصلي.

واليك الادلة من كتب اهل السنة

اولا- ابي بكر بن ابي قحافة



ا- ( أبوبكر يحرق أحاديث النبي (ص) ويمنع تدوينها )

عدد الروايات : ( 3 )

المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 285 )

29460 - مسند الصديق (ر) : قال الحافظ عماد الدين بن كثير في مسند الصديق : الحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، حدثنا : بكر بن محمد الصريفيني بمرو ، حدثنا : موسى بن حماد ، ثنا : المفضل إبن غسان ، ثنا : علي بن صالح ، حدثنا : موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن ، عن إبراهيم بن عمرو عن عبيد الله التيمي ، حدثنا : القاسم بن محمد ، قال : قالت عائشة : جمع أبي الحديث عن رسول الله (ص) فكانت خمسمائة حديث ، فبات ليلة يتقلب كثيراًً ، قالت : فغمني فقلت تتقلب لشكوى أو لشئ بلغك ؟ فلما أصبح قال : أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فأحرقها ، وقال : خشيت أن أموت وهي عندك فيكون فيها أحاديث عن رجل إئتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثني : فأكون قد تقلدت ذلك ، وقد رواه القاضي أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي ، عن أبيه ، عن علي بن صالح ، عن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي ، حدثني : القاسم بن محمد أو إبنه عبد الرحمن بن القاسم شك موسى فيهما ، قال : قالت عائشة - فذكره وزاد بعد قوله : فأكون قد تقلدت ذلك ويكون قد بقي حديث لم أجده ، فيقال : لو كان ، قاله رسول الله (ص) : ما غبي على أبي بكر إني حدثتكم الحديث ولا أدري لعلي لم أتتبعه حرفاًً حرفاًً ، قال إبن كثير : هذا غريب من هذا الوجه جداً وعلي بن صالح لا يعرف ، والأحاديث عن رسول الله (ص) أكثر من هذا المقدار بألوف ولعله إنما إتفق له جمع تلك فقط ، ثم رأى ما رأى لما ذكرت قلت : قال الشيخ جلال الدين السيوطي (ر) : أو لعله جمع ما فاته سماعه من النبي (ص) ، وحدثه عنه به بعض الصحابة كحديث الجدة ونحوه ، والظاهر أن ذلك لا يزيد على هذا المقدار لأنه كان أحفظ الصحابة وعنده من الأحاديث ما لم يكن عند أحد منهم كحديث ( ما دفن نبي إلاّّ حيث يقبض ) ثم خشي أن يكون الذي حدثه وهم فكره تقلد ذلك وذلك صريح في كلامه.

________________________________________

الذهبي - تذكرة الحفاظ - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 5 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وقد نقل الحاكم فقال : حدثني : بكر بن محمد الصيرفي بمرو ، أنا : محمد إبن موسى البربري ، أنا : المفضل بن غسان ، أنا : علي بن صالح ، أنا : موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن ، عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي ، حدثني : القاسم بن محمد ، قالت عائشة : جمع أبي الحديث عن رسول الله (ص) وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيراًً ، قالت : فغمني فقلت : أتتقلب لشكوى أو لشئ بلغك ؟ فلما أصبح قال : أي بنية هلمى الأحاديث التى عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها ، فقلت لم أحرقتها ؟ ، قال : خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد إئتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني : فأكون قد نقلت ذاك ، فهذا لا يصح والله أعلم.

________________________________________

الذهبي - تذكرة الحفاظ - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 2 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- ومن مراسيل إبن أبي مليكة : إن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال : إنكم تحدثون ، عن رسول الله (ص) أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد إختلافاً فلا تحدثوا ، عن رسول الله شيئاًً فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله فإستحلوا حلاله وحرموا حرامه.






اقول حتى عائشة بنت ابي بكر كانت متاثرة بالكتب السماوية المحرفة والدليل من كتب اهل السنة






عائشة تشتكي من شيء ما و ترقيها يهودية ...

المصنف في الأحاديث والآثار - أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي - الجزء 5 الصفحة 47
23581 - حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحيم عن يحيى بن سعيد عن عمرة ابنة عبد الرحمن قالت اشتكت عائشة أم المؤمنين وإن أبا بكر دخل عليها ويهودية ترقيها فقال أرقيها بكتاب الله
______________________

سنن البيهقي الكبرى - أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي - الجزء 9 الصفحة 349
19386 - وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال : سألت الشافعي عن الرقية فقال لا بأس أن يرقي الرجل بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله فقلت أيرقي أهل الكتاب المسلمين فقال نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وذكر الله فقلت وما الحجة في ذلك فقال غير حجة وأما رواية صاحبنا وصاحبك فإن مالكا أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر رضي الله عنه دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها قال أرقيها بكتاب الله قال الشيخ رحمه الله والأخبار فيما رقى به النبي صلى الله عليه و سلم ورقي به وفيما تداوى به وأمر بالتداوي به كثيرة قد أخرجت بعض ما ورد في الرقى في كتاب الدعوات وبالله التوفيق
_______________

الموطأ - مالك بن أنس - الجزء 5 الصفحة 1377

3472 - و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ارْقِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ

___________________

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - بدر الدين العيني الحنفي - الجزء 31 الصفحة 356

الأول قال ابن الأثير وقد جاء في بعض الأحاديث جواز الرقى وفي بعضها النهي عنها فمن الجواز قوله استرقوا لها فإن بها النظرة أي اطلبوا لها من يرقيها ومن النهي قوله لا يسترقون ولا يكتوون والأحاديث في القسمين كثيرة ووجه الجمع بينهما أن الرقى يكره منها ما كان بغير اللسان العربي وبغير أسماء الله تعالى وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة وأن يعتقد أن الرقية نافعة لا محالة فيتكل عليها وإياها أراد بقوله ما توكل من استرقى ولا يكره منها ما كان بخلاف ذلك كالتعوذ بالقرآن وأسماء الله تعالى والرقى المروية وفي ( موطأ مالك ) رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها فقال أبو بكر إرقيها بكتاب الله يعني بالتوراة والإنجيل ولما ذكره ابن حبان ذكره مرفوعا أن رسول الله دخل الحديث
الثاني هل يجوز رقية الكافر للمسلم فروي عن مالك جواز رقية اليهودي والنصراني للمسلم إذا رقى بكتاب الله وهو قول الشافعي وروي عن مالك أنه قال أكره رقي أهل الكتاب ولا أحبه لأنا لا نعلم هل يرقون بكتاب الله أو بالمكروه الذي يضاهي السحر وروى ابن وهب أن مالكا سئل عن المرأة ترقي بالحديدة والملح وعن الذي يكتب الكتاب يعلقه عليه ويعقد في الخيط الذي يربط به الكتاب سبع عقد والذي يكتب خاتم سليمان في الكتاب فكرهه كله مالك وقال لم يكن ذلك من أمر الناس
___________________

شرح ابن بطال - الجزء 18 الصفحة 33

وقد روى مالك فى الموطأ أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهى تشتكى ويهودية ترقيها، فقال أبو بكر: ارقيها بكتاب الله. يعنى بالتوراة والانجيل؛ لأن ذلك كلام الله الذى فيه الشفاء. وقد روى عن مالك جواز رقية اليهودية والنصرانى للمسلم إذا رقى بكتاب الله، وهو قول الشافعى، وفى المستخرجة أن مالكًا كره رقى أهل الكتاب وقال: لا أحبه. وذلك والله أعلم لأنه لايدرى هل يرقون بكتاب الله أو الرقى المكروهات التى تضاهى السحر.
_________________




يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:34 PM

ثانيا-

عمر بن الخطاب

ا-


( عمر يحرق أحاديث النبي (ص) )

عدد الروايات : ( 4 )

الذهبي - سير أعلام النبلاء - الطبقة الثانية - القاسم بن محمد - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 59 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- قال زيد بن يحيى : ، حدثنا : عبدالله بن العلاء قال : سألت القاسم أن يملي علي أحاديث فمنعني ، وقال : إن الأحاديث كثرت على عهد عمر ، فناشد الناس أن يأتوه بها ، فلما أتوه بها ، أمر بتحريقها ، ثم قال : مثناة كمثناة أهل الكتاب.


________________________________________

محمد إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 188 )

5793 - قال : أخبرنا : زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي قال : ، أخبرنا : عبد الله بن العلاء قال : سألت القاسم يملي علي أحاديث فقال : إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها فلما أتوه بها أمر بتحريقها ، ثم قال : مثناة كمثناة أهل الكتاب قال : فمنعني القاسم يومئذ أن أكتب حديثاًًًً.

________________________________________

عبد الرحمن أحمد البكري - عمر بن الخطاب - رقم الصفحة : ( 157 )

- تحريقه لأحاديث رسول الله (ص) : أخرج إبن سعد ، عن عبد الله بن العلاء أنه قال : سألت القاسم أن يملي علي أحاديث فقال : إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد أن يأتوه بها ، فلما أتوه بها ، أمر بتحريقها ، ثم قال : مثناة كمثناة أهل الكتاب ، قال : فمنعني القاسم يومئذ أن أكتب حديثاًًًً.

________________________________________

عبد الرحمن أحمد البكري - عمر بن الخطاب - رقم الصفحة : ( 175 )

- أخرج إبن سعد ، عن عبد الله بن العلاء قال : سألت القاسم يملى علي أحاديث فقال : إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها ، فلما أتوه بها أمر بتحريقها ، ثم قال : مثناة كمثناة أهل الكتاب ، قال : فمنعني القاسم يومئذ أن أكتب حديثاًًًً.





ب-




( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 2 )

صحيح مسلم - كتاب الزكاة - النهي عن المسألة

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

1037 - حدثنا : ‏ ‏أبوبكر بن أبي شيبة ‏ ، حدثنا : ‏ ‏زيد بن الحباب ‏ ‏أخبرني : ‏ ‏معاوية بن صالح ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏ربيعة بن يزيد الدمشقي ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الله بن عامر اليحصبي ‏ ‏قال : سمعت ‏ ‏معاوية ‏ ‏يقولا ‏ ‏إياكم وأحاديث إلاّ حديثاًًًً كان في عهد ‏ ‏عمر ‏ ‏فإن ‏ ‏عمر ‏ ‏كان يخيف الناس في الله عز وجل ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وهو يقول : من يرد الله به خيراًًً ‏ ‏يفقهه في الدين ‏ ‏وسمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول : إنما أنا خازن ‏ ‏فمن أعطيته ، عن طيب نفس فيبارك له فيه ومن أعطيته ، عن مسألة وشره كان كالذي يأكل ولا يشبع.


________________________________________

مسند أحمد - مسند الشاميين - حديث معاوية بن أبي سفيان (ر)

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

16467 - حدثنا : ‏ ‏عبد الرحمن بن مهدي ‏ ‏، عن ‏ ‏معاوية بن صالح ‏ ‏، عن ‏ ‏ربيعة بن يزيد ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الله بن عامر اليحصبي ‏ ‏قال : ‏ ‏سمعت ‏ ‏معاوية ‏ ‏يحدث وهو يقول : إياكم وأحاديث رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏إلاّ حديثاًًًً كان على عهد ‏ ‏عمر ‏ ‏وإن ‏ ‏عمر ‏ ‏(ر) ‏ ‏كان أخاف الناس في الله عز وجل سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول : من يرد الله به خيراًًً يفقه في الدين وسمعته يقول : إنما أنا خازن وإنما يعطي الله عز وجل فمن أعطيته عطاء ، عن طيب نفس فهو إن يبارك لأحدكم ومن أعطيته عطاء ، عن شره وشره مسألة فهو كالآكل ولا يشبع وسمعته يقول : لا تزال أمة من أمتي ظاهرين ، عن الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس.



( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 3 )

مستدرك الحاكم - كتاب العلم - أمر عمر (ر) بتجريد القرآن وتقليل الرواية - رقم الحديث : ( 353 )

319 - حدثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ : محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ : إبن وهب قال : سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب قال : خرجنا نريد العراق ، فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار فتوضأ : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم ، جردوا القرآن ، وأقلوا الرواية عن رسول الله (ص) ، وأمضوا وأنا شريككم ، فلما قدم قرظة قالوا : ، حدثنا : ، قال : نهانا إبن الخطاب ، هذا حديث صحيح الإسناد له طرق تجمع ويذاكر بها ، وقرظة بن كعب الأنصاري : صحابي سمع من رسول الله (ص) ، ومن شرطنا في الصحابة أن لا نطويهم ، وأما سائر رواته فقد إحتجا به.


________________________________________

مستدرك الحاكم - كتاب العلم - حبس عمر (ر) إبن مسعود وغيره على كثرة الرواية - رقم الحديث : ( 382 )

345 - حدثنا : أبوبكر محمد بن أحمد بن بالويه ، ثنا : محمد بن غالب ، ثنا : عفان ، ثنا : شعبة ، وأخبرني : أحمد بن يعقوب الثقفي ، ثنا : محمد بن أيوب ، أنبأ : أبو عمرو الحوضي ، ثنا : شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب قال : لإبن مسعود ولأبي الدرداء ولأبي ذر ما هذا الحديث عن رسول الله (ص) وإحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب.



________________________________________

مستدرك الحاكم - كتاب العلم - حبس عمر (ر) إبن مسعود وغيره على كثرة الرواية - رقم الحديث : ( 383 )

345 - حدثنا : أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار محمد بن الحسن بن علي بن بحر البري ، ثنا : عبد الله بن جعفر البرمكي ، ثنا : معن بن عيسى ، ثنا : مالك بن أنس ، حدثني : عبد الله بن إدريس ، عن شعبة ، فذكر الحديث بإسناده نحوه ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وإنكار عمر أمير المؤمنين على الصحابة كثرة الرواية عن رسول الله (ص) فيه سنة ، ولم يخرجاه.




( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 2 )

صحيح إبن حبان - كتاب الزكاة - باب المسائلة

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية !! ، وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

3470 - أخبرنا : عمران بن موسى بن مجاشع ، قال : ، حدثنا : عثمان بن أبي شيبة ، قال : ، حدثنا : زيد بن الحباب ، قال : ، حدثنا : معاوية بن صالح ، قال : ، حدثنا : ربيعة بن يزيد الدمشقي ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : أسمعت معاوية ، يقول على منبر دمشق : إياكم وأحاديث رسول الله (ص) إلاّّ حديثاًًًً كان في عهد عمر ، فإن عمر كان يخيف الناس في الله ، أسمعت رسول الله (ص) ، يقول : من يرد الله به خيراًًً يفقهه في الدين وسمعت رسول الله (ص) ، يقول : إنما أنا خازن ، فمن أعطيته ، عن طيب نفس يبارك له فيه ، ومن أعطيته ، عن مسألة ، وعن شره كان كالذي يأكل ولا يشبع.

________________________________________

إبن حبان - كتاب المجروحين - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 35 )

- حدثنا : عمر بن محمد الهمداني قال : ، حدثنا : أبو الطاهر قال : ، حدثنا : إبن وهب قال : أسمعت سفيان يحدث عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب قال : خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار ، فتوضأ ثم قال : أتدرون لمشيت معكم ؟ ، قالوا : نعم نحن أصحاب رسول الله (ص) - مشيت معنا ، قال : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث ، جودوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله (ص) إمضوا وأنا شريككم ، فلما قدم قرظة قالوا : ، حدثنا : قال : نهانا : عمر بن الخطاب قال أبو حاتم : لم يكن عمر بن الخطاب - وقد فعل - يتهم الصحابة بالتقول على النبي (ص) ولا ردهم ، عن تبليغ ما سمعوا من رسول الله (ص).



( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 2 )

سنن إبن ماجه - كتاب المقدمة - باب التوقي في الحديث عن رسول الله (ص)

28 - حدثنا : ‏ ‏أحمد بن عبدة ‏ ، حدثنا : ‏ ‏حماد بن زيد ‏ ‏، عن ‏ ‏مجالد ‏ ‏، عن ‏ ‏الشعبي ‏ ‏، عن ‏ ‏قرظة بن كعب ‏ ‏قال : ‏ ‏بعثنا ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏إلى ‏ ‏الكوفة ‏ ‏وشيعنا فمشى معنا إلى موضع يقال له : ‏ ‏صرار ‏ ‏فقال : أتدرون لم مشيت معكم ، قال : قلنا لحق صحبة رسول الله ‏ ‏(ص) ‏ ‏ولحق ‏ ‏الأنصار ‏ ‏، قال : لكني مشيت معكم لحديث أردت أن أحدثكم به وأردت أن تحفظوه لممشاي معكم ‏ ، ‏إنكم تقدمون على قوم للقرآن في صدورهم ‏ ‏هزيز ‏ ‏كهزيز ‏ ‏المرجل ‏ ‏فإذا رأوكم مدوا إليكم أعناقهم ، وقالوا : ‏ ‏أصحاب ‏ ‏محمد ‏ ‏فأقلوا الرواية عن رسول الله ‏ ‏(ص) ‏ ‏وأنا شريككم.

________________________________________

إبن حجر - الإصابة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 69 )

( ه‍ ) - قالوا : نهاه عمر ، عن التحديث ، وقال له : لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) أو لألحقنك بأرض دوس ، وهذا من عمر يدل على كذب أبي هريرة.

والجواب : أن أبا هريرة كان يرى لزاماً عليه : أن يحدث الناس بما سمعه من رسول الله (ص) خرجا من أثم كتمان العلم ، وقد الجاه ذلك إلى أن يكثر من رواية الحديث ، فكان في المجلس الواحد يسرد الكثير من أحاديث (ص) ولكن عمر (ر) كان يرى أن يشتغل الناس أولاًًً بالقرآن ، وأن يقلوا الرواية عن رسول الله (ص) في غير أحاديث العمل ، وأن لا يروى للناس أحاديث الرخص لئلا يتكلوا عليها ، ولا الأحاديث المشكلة التي تعلو على أفهامهم ، كما إنه كان يخاف على المكثرين الخطأ في رواية الحديث إلى غير ذلك ، ومن أجل ذلك كله نهى عمر الصحابة ، عن الإكثار من الرواية ، وأغلظ لأبي هريرة القول وهدده بالنفي ، لأنه كان أكثر الصحابة رواية للأحاديث.



عمر يمنع تدوين أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها

عدد الروايات : ( 4 )

الطبراني - مسند الشاميين - ما إنتهى إلينا من مسند بشر

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية !! وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

1903 - حدثنا : أبو يزيد القراطيسي ، ثنا : أسد بن موسى ح ، وحدثنا : بكر بن سهل ، ثنا : عبد الله بن صالح ، حدثني : معاوية ، حدثني : ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن يعمر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية ، على المنبر بدمشق يقول : أيها الناس إياكم وأحاديث رسول الله (ص) إلاّ حديثاًًًً كان يذكر على عهد عمر ، فإن عمر كان رجلاًًً كان يخيف الناس في الله ، وسمعته يقول : إلا أني سمعت رسول الله (ص) : يقول : من يرد الله به خيراًًً يفقهه في الدين.

________________________________________

الطبراني - مسند الشاميين - ما إنتهى إلينا من مسند بشر

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية !! وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

2142 - حدثنا : أحمد بن المعلى الدمشقي ، ثنا : هشام بن عمار ح ، وحدثنا : أبو زرعة الدمشقي ، ثنا : العباس بن عثمان المعلم ح ، وحدثنا : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا : محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ، قال : ، ثنا : الوليد بن مسلم ، عن مروان بن جناح ، عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ، يخطب فقال : يا أيها الناس أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) وأنتم متحدثون لا محالة ، فتحدثوا بما كان يتحدث به في عهد عمر ، إن عمر (ر) ، كان يخيف الناس في الله ، أقيموا وجوهكم وصفوفكم في صلاتكم وتصدقوا ، ولا يقول الرجل : إني مقل لا شيء له ، فإن صدقة المقل أفضل عند الله من صدقة المكثر ، إياكم وقذف المحصنات ، ولا يقولن أحدكم سمعت وبلغني ، فوالله ليؤخذن به ولو كان قيل على عهد نوح ، عودوا أنفسكم الخير فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : الخير عادة والشر لجاجة ، ومن يرد الله به خيراًًً يفقهه في الدين.

________________________________________

الطبراني - المعجم الأوسط - باب الألف

2206 - حدثنا : أحمد قال : ، نا : أحمد بن يحيى السوسي قال : ، نا : عبد الوهاب بن عطاء ، عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن قرظة بن كعب قال : شيعنا عمر بن الخطاب (ر) فقال : أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) ، وأنا شريككم ، لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلاّ عبد الوهاب بن عطاء.

________________________________________

الطبراني - المعجم الكبير - باب الميم

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية !! وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

15623 - حدثنا : أبو يزيد القراطيسي ، ثنا : أسد بن موسى ، ثنا : معاوية بن صالح ، ثنا : ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية ، على المنبر بدمشق يقول : أيها الناس إياكم وأحاديث رسول الله (ص) ، إلاّ حديثاًًًً كان يذكر على عهد عمر ، فإن عمر (ر) كان رجلاًًً يخيف الناس في الله ، ثم سمعته يقول : إلا أني سمعت رسول الله (ص) : يقول : من يرد الله به خيراًًً يفقهه في الدين.


( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 10 )

الذهبي - سير أعلام النبلاء - الصحابة رضوان الله عليهم - أبو الدرداء - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 345 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه : أن عمر قال : لإبن مسعود ، وأبي ذر ، وأبي الدرداء : ما هذا الحديث عن رسول الله (ص) ! وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب.
________________________________________

الذهبي - سير أعلام النبلاء - الصحابة رضوان الله عليهم - أبو هريرة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 600 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد : سمع عمر يقول لأبي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) ، أو لألحقنك بأرض دوس ! وقال لكعب : لتتركن الحديث ، أو لألحقنك بأرض القردة.

- يحيى بن أيوب ، عن إبن عجلان : أن أبا هريرة كان يقول : إني لأحدث أحاديث ، لو تكلمت بها في زمن عمر ، لشج رأسي ، قلت : هكذا هو كان عمر (ر) يقول : أقلوا الحديث عن رسول الله (ص) ، وزجر غير واحد من الصحابة ، عن بث الحديث ، وهذا مذهب لعمر ولغيره.



( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 2 )

أبي نعيم الإصبهاني - تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة - خلافة عثمان

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية !! ، وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

129 - حدثني : سليمان بن أحمد ، ثنا : يوسف بن يزيد ، ثنا : أسد بن موسى ، ثنا : معاوية بن صالح ، حدثني : ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : أسمعت معاوية على المنبر بدمشق يقول : أيها الناس إياكم وأحاديث رسول الله (ص) إلاّّ حديثاًًًً كان يذكر على عهد عمر (ر) فإن عمر (ر) كان رجلاًًً يخيف الناس في الله.

________________________________________

الإصبهاني - القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع - رقم الصفحة : ( 231)

- وفي كنز العمال ، عن السائب بن يزيد ، قال : أسمعت عمر بن الخطاب ، يقول لأبي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) أو لألحقنك بأرض دوس ، وقال لكعب : لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة.


( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 5 )

إبن كثير - البداية والنهاية - ثم دخلت سنة تسع وخمسين - ذكر من توفي في هذه السنة من المشاهير والأعيان -
الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 370 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وقال أبو زرعة الدمشقي : حدثني : محمد بن زرعة الرعيني ، ثنا : مروان بن محمد ، ثنا : سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبد الله عن السائب بن يزيد قال : أسمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) ولألحقنك بأرض دوس ، وقال لكعب الأحبار : لتتركن الحديث عن الأول أو لألحقنك بأرض القردة.


________________________________________

إبن كثير - البداية والنهاية - ثم دخلت سنة تسع وخمسين - ذكر من توفي في هذه السنة من المشاهير والأعيان -
الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 372 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وقال إبن وهب : ، حدثني : يحيى بن أيوب ، عن محمد بن عجلان ، أن أبا هريرة كان يقول : إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمان عمر أو عند عمر لشج رأسي.

- وقال صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة : أسمعت أبا هريرة يقول : ما كنا نستطيع أن نقول : قال رسول الله (ص) حتى قبض عمر.

- وقال محمد بن يحيى الذهلي ، ثنا : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : قال عمر : أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) إلاّّ فيما يعمل به.

- قال : ثم يقول أبو هريرة : أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي ؟ أما والله إذا لأيقنت أن المحففة ستباشر ظهري ، فإن عمر كان يقول ، إشتغلوا بالقرآن فإن القرآن كلام الله ، ولهذا لما بعث أبا موسى إلى العراق قال له : إنك تأتي قوماًً لهم في مسأجدهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فدعهم على ما هم عليه ، ولا تشغلهم بالأحاديث ، وأنا شريكك في ذلك.



( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 3 )

إبن عبدالبر - جامع بيان العلم وفضله - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 121 )

12000 - قال : ، ونا : محمد بن العلاء ، ثنا : أبوبكر بن عياش ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، قال :.... وعن أبي هريرة : أنه قال : لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر بن الخطاب لضربني عمر بالدرة ....

________________________________________

إبن عبدالبر - جامع بيان العلم - باب ذكرمن ذم الإكثار من الحديث - أقلوا الرواية....

15005 - حدثنا : عبد الرحمن بن يحيى ، ثنا : عمر بن محمد ، ثنا : علي بن عبد العزيز ، ثنا : سعيد بن منصور ، ثنا : سفيان بن عيينة ، عن بيان ، عن الشعبي ، عن قرظة ، أن عمر (ر) قال لهم : أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) وأنا شريككم.

________________________________________

إبن عبدالبر - جامع بيان العلم - باب ذكرمن ذم الإكثار من الحديث

15006 - وحدثنا : عبد الرحمن بن يحيى ، ثنا : علي بن محمد ، ثنا : أحمد بن داود ، ثنا : سحنون بن سعيد ، ثنا : إبن وهب ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يحدث عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب ، ح قال : ونا محمد بن إبراهيم ، نا : أحمد بن مطرف ، ثنا : سعيد بن عثمان ، وسعيد بن خمير ، ثنا : يونس بن عبد الأعلي قال : ، أنا سفيان ، عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب ، ولفظهما سواء قال : خرجنا نريد العراق فمشى عمر (ر) معنا ، إلى صرار فتوضأ فغسل إثنتين ثم قال : أتدرون لم مشيت معكم ؟ ، قالوا : نعم نحن أصحاب رسول اللّه (ص) مشيت معنا قال : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم ، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول اللّه (ص) إمضوا وأنا شريككم فلما قدم قرظة قالوا : ، حدثنا : ، قال : نهانا : عمر بن الخطاب.




( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 7 )

إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 44 ) - رقم الصفحة : ( 277 )

- أخبرنا : أبو سهل بن سعدويه ، أنا : أبو الفضل الرازي ، نا : جعفر بن عبد الله ، نا : محمد بن هارون ، نا : أبو عوانة ، عن عاصم ، عن بعض أصحابه أنه زعم أن عمر كان إذا سرح عماله شيعهم فإذا أراد أن يرجع ، قال : إتقوا الله فإني لم أؤمركم على دماء المسلمين ولا على أموالهم ولا على أعراضهم ولا على أبشارهم ، ولكن إنما أمرتكم لتصلوا بهم الصلاة وتقسموا بينهم فيئهم بالعدل وتقضوا بينهم بالحق ، ولا تجلدوا العرب فتذلوها ولا تجهلوها فتفتنوها ولا تعملوا عليها فتحرموها وجردوا القرآن ، وأقلوا الرواية عن رسول الله (ص) وأنا شريككم إنطلقوا.

________________________________________

إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 47 ) - رقم الصفحة : ( 142 )

- أخبرنا : أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا : أبوبكر الخطيب ، أنا : أبو القاسم بن غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان السمسار ، نا : محمد بن عبد الله الشافعي ، نا : الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة ، نا : إسحاق بن موسى ، الأنصاري ، نا : معن بن عيسى ، عن مالك بن أنس ، عن عبد الله بن إدريس ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه : أن عمر بعث إلى أبي الدرداء وإبن مسعود وأبي مسعود فقال : ما هذا الحديث عن رسول الله (ص) فحبسهم بالمدينة حتى مات ، قال الخطيب تفرد بروايته معن بن عيسى ، عن مالك ولم يروه فيما يعلم غير إسحاق بن موسى.

- أخبرنا : أبوبكر وجيه بن طاهر ، أنا : أحمد بن الحسن الأزهري ، أنا : الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي ، أنا : عبد الله بن محمد بن مسلم ، نا : أحمد بن منصور الرمادي ، نا : يحيى بن أبي بكر ، نا : شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه : أن عمر قال لعبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وأبي ذر : ما هذا الحديث عن رسول الله (ص) وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب.

- أخبرنا : أبوبكر محمد بن عبد الباقي ، أنا : أبو القاسم عمر بن الحسين الخفاف ، أنا : عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ، حدثني : أبي ، حدثني : عبد الله بن أحمد ، حدثني : أبي ، نا : إبراهيم بن سعد ، حدثني : أبي ، عن أبيه قال : قال عمر لأبي ذر ولعبد الله ولأبي الدرداء (ر) : ما هذا الحديث الذي تحدثون ، عن محمد (ص) وأحسبه قال : حبسهم عنده ، قال : المصنف وهذا من عمر لم يكن على وجه الإتهام لهم وإنما أراد إقلالهم الرواية لئلا يشتغل الناس بما يسمعونه منهم ، عن تعلم القرآن

________________________________________

إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 50 ) - رقم الصفحة : ( 171 )

- أخبرنا : أبو القاسم بن السمرقندي ، حدثنا : أبو محمد الكتاني ، أنبئنا : تمام بن محمد ، وأبو محمد بن أبي نصر ، وأبو نصر بن الجندي ، وأبوبكر القطان ، وأبو القاسم بن أبي العقب ، حدثنا : أبو زرعة ، حدثنا : محمد بن زرعة الرعيني ح ، وأخبرنا : أبو محمد بن الأكفاني ، حدثنا : عبد العزيز الكتاني ، أنبئنا : تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عثمان ، وعقيل بن عبيد الله ح ، وأخبرنا : أبو محمد بن الأكفاني ، أنبئنا : أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبئنا : أبو محمد بن أبي نصر قالوا : ، أنبئنا : أبوبكر أحمد بن القاسم ، أنبئنا : أبو زرعة ، حدثنا : محمد بن زرعة ، حدثنا : مروان ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) أو لألحقنك بأرض دوس وإنقطع من كتاب أبي بكر كلمة معناها دوس وقال لكعب : لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة.

________________________________________

إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 67 ) - رقم الصفحة : ( 343 / 344 )

- أخبرنا : أبو عبد الله بن البنا قراءة ، عن أبي تمام علي بن محمد ، أنا : أحمد بن عبيد ، نا : محمدي بن الحسين ، نا : إبن أبي خيثمة ، نا : الوليد بن شجاع قال : ، حدثني : إبن وهب ، حدثني : يحيى بن أيوب ، عن محمد بن عجلان : أن أبا هريرة كان يقول : إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمان عمر أو عند عمر لشج رأسي.

- أخبرنا : أبوبكر وجيه بن طاهر ، أنا : أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا : أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنا : أبو حامد بن الشرقي ، نا : محمد بن يحيى الذهلي ، نا : محمد بن عيسى ، أنا : يزيد بن يوسف ، عن صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة قال : سمعت أبا هريرة يقول : ما كنا نستطيع أن نقول : قال رسول الله (ص) حتى قبض عمر ، قال أبو سلمة : فسألته بم قال : كنا نخاف السياط وأومأ بيده إليّ ظهره ، قال : ، ونا : الذهلي ، نا : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : قال عمر أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) إلاّّ فيما يعمل به قال : ثم يقول أبو هريرة : أفأنا كنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي أما والله لا بقيت إن المخففة ستباشر ظهري.



عدد الروايات : ( 2 )

إبن شبة النميري - تاريخ المدينة - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 800 )

1266 - حدثنا : عمر بن سعيد ، قال : ، حدثنا : سعيد بن عبد العزير ، عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد بن أخت النمر : أن عمر (ر) قال : ألا لا أعلمن ما قال : أحدكم : إن عمر إبن الخطاب (ر) منعنا أن نقرأ كتاب الله ، إني ليس لذلك أمنعكم ، ولكن أحدكم يقوم لكتاب الله والناس يستمعون إليه ، ثم يأتي بالحديث من قبل نفسه ، إن حديثكم هو شر الحديث ، وإن كلامكم هو شر الكلام ، من قام منكم فليقم بكتاب الله وإلاّ فليجلس ، فإنكم قد حدثتم الناس حتى قيل قال : فلان وقال : فلان ، وترك كتاب الله ، قال سعيد : وقال عمر لأبي هريرة (ر) : لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) أو لألحقنك بأرض الطفيح - يعني أرض قومه - وقال لكعب : لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القرية.

________________________________________

إبن شبة النميري - تاريخ المدينة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 691 )

- حدثنا : موسى بن إسماعيل قال : ، حدثنا : صدقة أبو سهل الهنائي قال : ، حدثني : أبو عمرو ( الجملي ) ، عن زاذان : أن عمر (ر) خرج من المسجد فإذا جمع علي رجل فسأل : ما هذا ؟ ، قالوا : هذا أبي بن كعب ، كان يحدث الناس في المسجد ، فخرج الناس يسألونه ، فأقبل عمر (ر) حرداً فجعل يعلوه بالدرة خفقاً ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنظر ما تصنع ، قال : فإني على عمد إصنع ، أما تعلم أن هذا الذي تصنع فتنة للمتبوع مذلة للتابع ؟!.


( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 6 )

المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 284 )

4017 - عن قرظة بن كعب الأنصاري قال : أردنا الكوفة فشيعنا عمر إلى صرار فتوضأ فغسل مرتين ، ثم قال : تدرون لم شيعتكم ؟ قلنا : نعم نحن أصحاب رسول الله (ص) قال : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله (ص) ، إمضوا وأنا شريككم.

________________________________________

المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 10 ) - رقم الصفحة : ( 179 )

29472 - عن السائب بن يزيد قال : أسمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة‏ :‏ لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) أو لألحقنك بأرض دوس وقال لكعب ‏:‏ لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة‏.‏

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية ، وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

29473 - عن إبن أبي سفيان أنه خطب فقال : يا ناس أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) وإن كنتم تتحدثون فتحدثوا بما كان يتحدث به في عهد عمر كان يخيف الناس في الله‏.

29474 - عن الزهري ، عن عروة : أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فإستفتى أصحاب رسول الله (ص) في ذلك فأشاروا عليه : أن يكتبها فطفق ‏(‏ فطفق ‏:‏ طفق‏ :‏ بمعنى أخذ في ألفعل وجعل يفعل، وهي من أفعال المقاربة‏ ، النهاية 3/129‏/‏ ب ‏)‏ عمر (ر) يستخير الله فيها شهراًً ، ثم أصبح يوماًً وقد عزم الله له ، فقال : إني كنت أريد أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوماًً كانوا قبلكم كتبوا كتاباًً فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبداً‏.‏

29475 - عن إبن وهب قال : أسمعت مالكاًً يحدث أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب هذه الأحاديث أو كتبها ثم قال : لا كتاب مع كتاب الله‏.‏

29476 - عن يحيى بن جعدة قال : أراد عمر (ر) : أن يكتب السنة ثم بدا له أن لا يكتبها ، ثم كتب في الأمصار ‏:‏ من كان عنده شيء من ذلك فليمحه‏.‏



( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 2 )

جامع معمر بن راشد - باب الكذب - أقلوا الرواية ...

1109 - أخبرنا : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : قال أبو هريرة : لما ولي عمر ، قال : أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) إلاّّ فيما يعمل به قال : ثم يقول أبو هريرة : أفإن كنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي ، أما والله إذا لألفيت المخفقة ستباشر ظهري.

________________________________________

جامع معمر بن راشد - باب الإمام راع

1271 - أخبرنا : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عاصم بن أبي النجود ، أن عمر بن الخطاب ، كان إذا بعث عماله شرط عليهم : ألاّ تركبوا برذوناً ، ولا تأكلوا نقياً ، ولا تلبسوا رقيقاً ، ولا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس ، فإن فعلتم شيئاًً من ذلك فقد حلت بكم العقوبة ، قال : ثم شيعهم ، فإذا أراد أن يرجع قال : إني لم أسلطكم على دماء المسلمين ، ولا على أعراضهم ، ولا على أموالهم ، ولكني بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة ، وتقسموا فيئهم ، وتحكموا بينهم بالعدل ، فإن أشكل عليكم شيء ، فإرفعوه إلي ، إلاّ فلا تضربوا العرب فتذلوها ، ولا تجمروها فتفتنوها ، ولا تعتلوا عليها فتحرموها ، جردوا القرآن ، وأقلوا الرواية عن رسول اللّه (ص) ، إنطلقوا وأنا شريككم.



( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 2 )

الطحاوي - مشكل الآثار - باب بيان مشكل

5274 - وهو ما ، حدثنا : موسى بن أبي موسى ، الأنصاري ، حدثنا : أبي ، عن معن بن عيسى ، عن مالك بن أنس ، عن عبد اللّه بن إدريس ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه : أن عمر (ر) قال لأبي مسعود ، وأبي الدرداء ، وأبي ذر : ما هذا الحديث عن رسول اللّه (ص) ؟ ، قال : وأحسبه حبسهم ، حتى أصيب ، فقال قائل : فما وجه هذا الذي رويتموه ، عن عمر ، وهو إمام راشد مهدي ، وأنتم تعلمون أنه لا يقف الناس على ما كان رسول اللّه (ص) إلاّّ بما يحدثهم به أصحابه عنه ، وفيما كان من عمر : ما يقطعهم ، عن ذلك مما كان منه ؟ ، فكان جوابنا له في ذلك : أن عمر كان مذهبه حياطة ما يروى عن رسول اللّه (ص) ، وإن كان الذين رووه عدولاًً ، إذ كان على الأئمة تأمل ما يشهد به عندهم ، ممن قد ثبت عدله عندهم ، فكان عمر فيما يحدث به عن رسول اللّه (ص) مما لا يحفظه عنه كذلك أيضاًً ، وكذلك فعل بأبي موسى مع عدله عنده ....

________________________________________

الطحاوي - مشكل الآثار - باب بيان مشكل

5276 - كما ، حدثنا : يونس ، وإبن أبي عقيل قالا ، حدثنا : سفيان ، عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب قال : خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب (ر) إلى صرار ، فتوضأ ، فغسل إثنتين ، فقال : أتدرون لم مشيت معكم ؟ ، قالوا : نعم نحن أصحاب رسول اللّه (ص) مشيت معنا ، قال : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث ، فتشغلوهم ، جردوا القرآن ، وأقلوا الرواية عن رسول اللّه (ص) ، إمضوا ، وأنا شريككم ، فلما قدم قرظة قالوا : ، حدثنا : ، قال : نهانا : عمر بن الخطاب (ر) واللفظ ليونس.


( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 2 )

الرام هرمزي - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي - باب من كره كثرة الحديث

670 - حدثنا : محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا : محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا : حفص بن غياث ، عن أشعث ، عن الشعبي ، عن قرظة بن كعب الأنصاري قال : قال عمر : أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) ، وأنا شريككم.

________________________________________

الرام هرمزي - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي - باب من كره كثرة الحديث

671 - حدثني : أبو عبد الله بن البري ، ثنا : عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي الشيخ الصالح ، ثنا : معن بن عيسى ، عن مالك بن أنس ، عن عبد الله بن إدريس ، عن شعبة بن الحجاج ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب ، حبس بعض أصحاب النبي (ص) فيهم إبن مسعود وأبو الدرداء فقال : قد أكثرتم الحديث عن رسول الله (ص) قال أبو عبد الله بن البري : يعني منعهم الحديث ، ولم يكن لعمر حبس.


( عمر يمنع تدوين وبث أحاديث النبي (ص) ويضرب عليها )

عدد الروايات : ( 12 )

البيهقي - معرفة السنن والآثار - إنتقاد الرواية

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

26 - وقد قال الشافعي في كتاب حرملة : ، أخبرنا : سفيان قال : ، حدثنا : بيان بن بشر ، عن الشعبي ، عن قرظة بن كعب قال : شيعنا عمر بن الخطاب إلى ضرار فتوضأ مرتين مرتين ، ثم قال : تدرون لما شيعتكم ؟ ، قالوا : نحن أصحاب رسول اللّه (ص) ، فقال : إنكم تأتون أهل قرية لهم بالقرآن دوي كدوي النحل ، فلا تصدوهم بالاًَحاديث فتشغلوهم ، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول اللّه (ص) إمضوا وأنا شريككم ....

________________________________________

إبن سعد - الطبقات الكبرى - طبقات البدريين من الأنصار

6819 - قال : ، أخبرنا : سفيان بن عيينة ، عن بيان ، عن الشعبي ، قال : قال قرظة بن كعب الأنصاري : أردنا الكوفة فشيعنا عمر إلى صرار فتوضأ فغسل مرتين ، وقال : تدرون لم شيعتكم ؟ فقلنا : نعم نحن أصحاب رسول اللّه (ص) ، فقال : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم ، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول اللّه (ص) إمضوا وأنا شريككم.

________________________________________

إبن أبي شيبه - المصنف - كتاب الأدب

25709 - حدثنا : أبوبكر قال : ، حدثنا : إبن إدريس ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : قال إبن عمر لإبن مسعود ولأبي الدرداء ولأبي مسعود عقبة بن عمرو : أحسب ما هذا الحديث عن رسول اللّه (ص) قال : وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب.

________________________________________

الخطيب البغدادي - شرف أصحاب الحديث - ذكر نهي عمر بن الخطاب

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

187 - أخبرنا : أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي ، بإصبهان ، قال : ، أخبرنا : سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، قال : ، حدثنا : أبو يزيد القراطيسي ، قال : ، حدثنا : أسد بن موسى ، قال : ، حدثنا : معاوية بن صالح ، قال : ، حدثني : ربيعة بن زيد ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية ، على المنبر ، بدمشق ، يقول : أيها الناس إياكم وأحاديث رسول الله (ص) إلاّ حديثاًًًً كان يذكر على عهد عمر (ر) ، فإن عمر كان يخيف الناس في الله عز وجل وإلى المعنى الذي ذكرناه ذهب عمر (ر) في طلبه من أبي موسى ، الأشعري أن يحضر معه رجلاًًً يشهد أنه سمع من رسول الله (ص) حديث السلام.

________________________________________

إبن قانع - معجم الصحابة - قرضة بن كعب

1446 - حدثنا : أحمد بن عمرو القريعي ، بالبصرة ، نا : أبو كامل الجحدري ، نا : عبد العزيز بن المختار ، عن منصور يعني إبن عبد الرحمن ، عن الشعبي ، عن قرظة قال : خرجنا إلى الكوفة ، فشيعنا عمر (ر) ، فقال : أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) ، وأنا شريككم في ذلك قال قرظة : فوالله ما رويت عنه حديثاًًًً بعد ، ولا أروي عنه شيئاًً حتى أموت.

________________________________________

الخليلي - الإرشاد في معرفة علماء الحديث - عبدالله بن إدريس

- عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي من تلامذة مالك ، ولم يرومالك ، عن أحد من الكوفيين غيره ، روى عنه حديثاًًًً واحداًً تفرد به معن ، وهو غريب ، أخبرنيه محمد بن إبراهيم العاصمي ، في كتابه إلي ، حدثنا : أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد بن هلال الكاتب ، ببغداد ، حدثنا : إسحاق بن موسى ، الأنصاري ، حدثنا : معن بن عيسى ، حدثنا : مالك بن أنس ، حدثني : عبد الله بن إدريس ، عن شعبة بن الحجاج ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب حبس جماعة منهم أبو هريرة ، وقال : أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) وكانوا في حبسه إلى أن مات.

________________________________________

مستخرج أبي عوانه - مبتدأ كتاب الجهاد - باب بيان إثبات الجهاد

تعليق شخصي : ( كيف يا معاوية وعمر منع تدوين وبث الحديث بزمانه ؟؟!! )

6063 - حدثنا : أبو العباس عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي ، قال : ، نا : أسد بن موسى ، قثنا : معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ، يقول على المنبر بدمشق : أيها الناس إياكم ، وأحاديث رسول الله (ص) إلاّ حديثاًًًً كان يذكر على عهد عمر (ر) فإنه كان يخيف الناس في الله ، ثم سمعته ، يقول : إلا أني سمعت رسول الله (ص) ، يقول : من يرد الله به خيراًًً يفقهه في الدين.

________________________________________

المزي - تهذيب الكمال - الجزء : ( 23 ) - رقم الصفحة : ( 565 )

- وأخبرنا : أبو الحسن إبن البخاري ، قال : ، أخبرنا : القاضي أبو المعالي أسعد بن المنجى التنوخي ، (ح) وأخبرنا : أبوبكر محمد بن إسماعيل إبن الأنماطي ، قال : ، أخبرنا : أبو البركات بن ملاعب ، قالا : ، أخبرنا : الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي ببغداد ، قال : ، أخبرنا : أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي المكي ، وقال : ، أخبرنا : أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي ، قال : ، أخبرنا : أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الله إبن يزيد المقرئ ، قال : ، حدثنا : جدي ، قال : ، حدثنا : سفيان ، عن بيان ، عن الشعبي ، عن قرظة ، قال : بعثنا عمر (ر) إلى الكوفة فشيعنا على مثلين ، فقال : أتدرون لم شيعتكم ؟ ، قالوا : نحن أصحاب رسول الله (ص) ، قال : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تحدثوهم فتشغلوهم ، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله (ص) قال قرظة : فأتوني بعد ، فقلت : إن عمر قد نهانا أن نحدث ، رواه إبن ماجة ، عن أحمد بن عبدة ، عن حماد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي نحوه.

________________________________________

عبدالرزاق الصنعاني - المصنف - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 324 )

20662 - أخبرنا : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عاصم بن أبي النجود أن عمر بن الخطاب كان إذا بعث عماله شرط عليهم إلاّ تركبوا برذوناً ، ولا تأكلوا نقياً ، ولا تلبسوا رقيقاً ، ولا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس ، فإن فعلتم شيئاًً من ذلك فقد حلت بكم العقوبة ، قال : ثم شيعهم ، فإذا أراد أن يرجع قال : إني لم أسلطكم على دماء المسلمين ، ولا على أعراضهم ، ولا على أموالهم ، ولكني بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة ، وتقسموا [ فيئهم ] ، وتحكموا بينهم بالعدل ، فإن أشكل عليكم شئ فإرفعوه إلي ، إلاّ فلا تضربوا العرب فتذلوها ، ولا تجمروها فتفتنوها ، ولا تعتلوا عليها فتحرموها ، جردوا القرآن ، وأقلوا الرواية عن رسول الله (ص) ، إنطلقوا وأنا شريككم.

________________________________________

إبن سلام - غريب الحديث - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 49 )

- ومما يبين ذلك حديث عمر حين وجه الناس إلى العراق فقال : جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله (ص) وأنا شريككم ، ففي قوله : أقلوا الرواية عن رسول الله (ص) ، ما يبين لك أنه لم يرد بتجريد القرآن ترك الرواية عن رسول الله (ص) ، وقد رخص في القليل منه ، وهذا يبين لك أنه لم يأمر بترك حديث رسول الله (ص) ، ولكنه أراد عندنا علم أهل الكتب للحديث الذي سمع من النبي (ص) فيه حين قال : أمتهوكون فيها يا إبن الخطاب ومع هذا إنه كان يحدث عن النبي (ص) بحديث كثير.

________________________________________

إبن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 173 )

- وقيل لإبن عباس لما أظهر قوله في العول بعد موت عمر - ولم يكن قبل يظهره : هلا ، قلت : هذا وعمر حي ؟ ، قال : هبته ، وكان أمراً مهاباً.

________________________________________

إبن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 12 ) - رقم الصفحة : ( 93 )

- وروى أبو جعفر الطبري في تاريخه قال : كان عمر يقول : جردوا القرآن ولا تفسروه ، وأقلوا الرواية عن رسول الله (ص) ، وأنا شريككم.






ج-



( عمر يقول بأن النبي (ص) يهجر وحسبنا كتاب الله )

عدد الروايات : ( 26 )

صحيح البخاري - كتاب العلم - باب كتابة العلم

‏114 - حدثنا : ‏يحيى بن سليمان ‏‏قال : ، حدثني : ‏‏إبن وهب ‏ ‏قال : أخبرني : ‏‏يونس ‏، عن ‏إبن شهاب ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن عباس ، قال : ‏ لما إشتد بالنبي ‏(ص) ‏وجعه قال : ‏ ‏إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباًً لا تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏غلبه ‏ ‏الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فإختلفوا وكثر ‏ ‏اللغط ‏ ‏قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ‏فخرج ‏إبن عباس ‏ ‏يقول ‏: ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين كتابه.

________________________________________

صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب مرض النبي (ص) ووفاته

‏4168 - حدثنا : قتيبة ، حدثنا : سفيان ، عن سليمان الأحول ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال إبن عباس : يوم الخميس وما يوم الخميس إشتد برسول الله (ص) وجعه فقال : ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : ما شأنه أهجر إستفهموه فذهبوا يردون عليه ، فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، وأوصاهم بثلاث ، قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها.


*****
إبن حجر - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب مرض النبي (ص) ووفاته - رقم الصفحة : ( 740 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- قوله : ( فقالوا ما شأنه ؟ أهجر ) : .... وقال النووي ‏:‏ إتفق قول العلماء على أن قول عمر : حسبنا كتاب الله ‏‏من قوة فقهه ودقيق نظره ، لأنه خشي أن يكتب أموراً ربما عجزوا عنها فإستحقوا العقوبة لكونها منصوصة ، وأراد أن لا ينسد باب الإجتهاد على العلماء‏.


________________________________________

صحيح البخاري - كتاب الأشربة - باب قول المريض قوموا عني

‏5345 - حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن موسى ، حدثنا : ‏ ‏هشام ‏‏، عن ‏‏معمر ‏‏وحدثني : ‏‏عبد الله بن محمد ، حدثنا : ‏عبد الرزاق ‏، أخبرنا : ‏‏معمر ‏‏، عن ‏الزهري ‏‏، عن ‏‏عبيد الله بن عبد الله ‏، عن ‏ ‏إبن عباس ‏‏(ر) ‏‏قال : ‏لما حضر رسول الله ‏(ص) ‏‏وفي البيت رجال فيهم ‏‏عمر بن الخطاب ‏قال النبي ‏(ص) : هلم أكتب لكم كتاباًً لا تضلوا بعده ، فقال عمر ‏: ‏أن النبي ‏(ص) ‏قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت فإختصموا منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي ‏(ص) ‏‏كتاباًً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول : ما قال عمر ‏‏فلما أكثروا اللغو ‏ ‏والإختلاف عند النبي ‏(ص) ‏قال رسول الله ‏(ص) : قوموا ، قال عبيد الله ‏: ‏فكان ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم.


________________________________________

صحيح البخاري - كتاب الإعتصام بالكتاب والسنة - باب كراهية الخلاف

‏6932 - حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ، أخبرنا : ‏ ‏هشام ‏ ‏، عن ‏ ‏معمر ‏ ‏، عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن عباس ، قال : لما حضر النبي ‏ (ص) ‏ ‏قال : وفي البيت رجال فيهم ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏قال : ‏ ‏هلم أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله وإختلف أهل البيت وإختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كتاباًً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول : ما قال عمر ‏ ‏فلما أكثروا اللغط ‏ ‏والإختلاف عند النبي ‏ (ص) ‏ ‏قال : قوموا عني قال عبيد الله ‏ ‏فكان ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم. ‏

________________________________________

صحيح مسلم - كتاب الوصية - باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه

1637 - وحدثني : محمد بن رافع ، وعبد بن حميد ، قال عبد ، أخبرنا : وقال إبن رافع ، حدثنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : معتمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة ، عن إبن عباس قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي (ص) : هلم أكتب لكم كتاباًً لا تضلون بعده ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت فإختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباًً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول : ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند رسول الله (ص) قال رسول الله (ص) : قوموا قال عبيد الله : فكان إبن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم.


________________________________________

إبن تيمية - منهاج السنة النبوية - الفصل الثاني في أن مذهب الإمامية واجب الاتباع - فصل كلام الرافضي على عمر (ر) -
فصل موقف عمر (ر) عند مرض الرسول (ص) ووفاته - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 24 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- .... وسئلت من كان رسول الله (ص) مستخلفاً لو إستخلف قالت : أبوبكر ، فقيل لها : ثم من بعد أبي بكر قالت : عمر ، قيل لها : ثم من بعد عمر قالت : أبو عبيدة عامر بن الجراح ثم إنتهت إلى هذا ، وأما عمر فإشتبه عليه هل كان قول النبي (ص) من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة ، والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال : ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلاّ النبي (ص) : لا سيما وقد شك بشبهة فأن النبي (ص) كان مريضاً فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض ، أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله ، وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات والنبي (ص) قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ....


________________________________________

مسند أحمد - ومن مسند بني هاشم - بدايه مسند عبدالله بن عباس (ر)

‏2983 - حدثنا : ‏ ‏وهب بن جرير ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبي ‏ ‏قال : سمعت ‏ ‏يونس ‏ ‏يحدث عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن عباس ، قال : ‏لما حضرت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏الوفاة قال : ‏ ‏هلم أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده وفي البيت رجال فيهم ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏فقال : ‏ ‏ عمر ‏: ‏أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، قال : فإختلف أهل البيت فإختصموا فمنهم من يقول يكتب لكم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أو قال : قربوا يكتب لكم رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏ومنهم من يقول : ما قال عمر ‏ ‏فلما أكثروا اللغط ‏ ‏والإختلاف وغم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال : قوموا عني ‏فكان ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏يقول ‏: ‏إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم.


________________________________________

مسند أحمد - ومن مسند بني هاشم - بدايه مسند عبدالله بن عباس (ر)

‏3101 - حدثنا : ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ، حدثنا : ‏ ‏معمر ‏ ‏، عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن عباس ، قال : ‏لما حضر رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وفي البيت رجال وفيهم ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏(ر) ‏ ‏قال النبي ‏ (ص) ‏ ‏هلم أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده أبداًً ،فقال عمر ‏: ‏أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قد غلب عليه الوجع وعندنا القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت فإختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم كتاباًً لا تضلوا بعده وفيهم من يقول : ما قال عمر ‏ ‏فلما أكثروا اللغو ‏ ‏والإختلاف عند رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قوموا ‏قال عبيد الله ‏: ‏وكان ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏يقول ‏: ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏ ‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ‏ ‏ولغطهم.


________________________________________

مسند أحمد - باقي مسند المكثرين - مسند جابر بن عبد الله (ر)

‏14316 - حدثنا : ‏ ‏موسى بن داود ‏ ، حدثنا : ‏ ‏إبن لهيعة ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي الزبير ‏ ‏، عن ‏ ‏جابر : أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباًً لا يضلون بعده ، قال : فخالف عليها ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏حتى رفضها.


________________________________________

الهيثمي - مجمع الزوائد - كتاب الوصايا - باب وصية رسول الله (ص)

7108 - عن جابر : أن رسول الله (ص) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباًً لا يضلون بعده ولا يضلون‏ ، وكان في البيت لغط فتكلم عمر بن الخطاب فرفضها رسول الله (ص)‏ ، رواه أبو يعلي وعند رواية يكتب فيها كتاباًً لأمته قال :‏ ‏‏لا يظلمون ولا يظلمون‏‏‏ ، ورجال الجميع رجال الصحيح‏.


________________________________________

النسائي - السنن الكبرى - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 433 )

4732 - أنبأ : زكريا بن يحيى قال : ، حدثنا : إسحاق بن إبراهيم قال : ، أنبأ : عبد الرزاق قال : ، حدثنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال رسول الله (ص) : هلم أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده أبداًً ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فإجتمعوا في البيت ، فقال : قوم قربوا يكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده أبداًً ، وقال قوم ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والإختلاف عند رسول الله (ص) قال لهم : قوموا قال عبيد الله فكان بن عباس يقول : الرزية كل الرزية ما فات من الكتاب الذي أراد رسول الله (ص) : إن يكتب أن لا يضلوا بعده أبداًً لما كثر لغطهم وإختلافهم.

________________________________________

النسائي - السنن الكبرى - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 435 )

4736 - أنبأ : محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن عثمان بن عمر قال : ، أنبأ : قرة بن خالد ، عن أبي الزبير ، عن جابر : أن رسول الله (ص) دعا بصحيفة في مرضه ليكتب فيها كتاباًً لأمته لا يضلون بعده ولا يضلون وكان في البيت لغط ، وتكلم عمر فتركه كتابة العلم في الألواح والأكتاف.

________________________________________

النسائي - السنن الكبرى - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 360 )

6310 - أخبرني : زكريا بن يحيى قال : ، ثنا : إسحاق بن إبراهيم قال : ، أنا : عبد الرزاق قال : ، ثنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال رسول الله (ص) : هلم أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده أبداًً ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فإجتمعوا في البيت ، فقال : قوم قوموا يكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده أبداًً ، وقال قوم ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والإختلاف عند رسول الله (ص) ، قال لهم : قوموا عني قال عبيد الله وكان بن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما فات من الكتاب الذي أراد رسول الله (ص) : إن يكتب أن لا تضلوا بعده أبداًً لما كثر لغطهم وإختلافهم تمني المريض الموت.

________________________________________

إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 243 )

1937 - أخبرنا : محمد بن عبدالله الأنصاري ، حدثني : قرة بن خالد ، أخبرنا : أبو الزبير ، أخبرنا : جابر بن عبدالله الأنصاري قال : لما كان في مرض رسول الله (ص) الذي توفي فيه دعا بصحيفة ليكتب فيها لأمته كتاباًً لا يضلون ولا يضلون ، قال : فكان في البيت لغط وكلام وتكلم عمر بن الخطاب قال : فرفضه النبي (ص).

________________________________________

إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 243 )

1940 - أخبرنا : محمد بن عمر ، حدثني : هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب قال : كنا عند النبي (ص) وبيننا وبين النساء حجاب فقال رسول الله (ص) إغسلوني بسبع قرب وأتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده أبداًً فقال : النسوة إئتوا رسول الله (ص) بحاجته ، قال عمر : فقلت أسكتهن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا صح أخذتن بعنقه ، فقال رسول الله (ص) هن خير منكم.

________________________________________

إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 244 )

1942 - أخبرنا : محمد بن عمر ، حدثني : أسامة بن زيد الليثي ومعمر بن راشد ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة ، عن بن عباس قال : لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال رسول الله (ص) : هلم أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده ، فقال عمر : أن رسول الله : قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت وإختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) ومنهم من يقول : ما قال عمر فلما كثر اللغط والإختلاف وغموا رسول الله (ص) ، فقال : قوموا عني فقال عبيد الله فكان بن عباس يقول : الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم.

________________________________________

إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 244 )

1943 - أخبرنا : محمد بن عمر ، حدثني : إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن إبن عباس : أن النبي (ص) قال : في مرضه الذي مات فيه : إئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده أبداًً ، فقال عمر بن الخطاب : من لفلانة وفلانة مدائن الروم ؟ أن رسول الله (ص) ليس بميت حتى نفتتحها ، ولو مات لأنتظرناه كما إنتظرت بنو إسرائيل موسى ، فقالت زينب زوج النبي (ص) : ألا تسمعون النبي (ص) يعهد إليكم ؟ فلغطوا فقال : قوموا ، فلما قاموا قبض النبي (ص) مكانه.

________________________________________

مسند أبي يعلى الموصلي - مسند جابر

1828 - حدثنا : عبيد الله ، حدثنا : أبي ، حدثنا : قرة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : دعا النبي (ص) بصحيفة عند موته يكتب فيها كتاباًً لأمته قال : لا يضلون ولا يضلون ، فكان في البيت لغط ، فتكلم عمر بن الخطاب ، فرفضه النبي (ص).

________________________________________

مسند أبي يعلى الموصلي - أول مسند إبن عباس - مسند جابر

1830 - حدثنا : إبن نمير ، حدثنا : سعيد بن الربيع ، حدثنا : قرة بن خالد ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أن رسول الله (ص) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباًً لا يضلون بعده ولا يضلون ، وكان في البيت لغط ، وتكلم عمر بن الخطاب فرفضها رسول الله (ص).

________________________________________

عبدالرزاق الصنعاني - المصنف - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 438 )

9468 - عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن إبن عباس قال : لما إحتضر رسول الله (ص) ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب (ر) ، فقال النبي (ص) : هل أكتب لكم كتاباًً لا تضلوا بعده ؟ ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت ، وإختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباًً لا تضلوا بعده ، ومنهم من يقول : ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : قوموا ، قال عبد الله : فكان إبن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب ، من إختلافهم ولغطهم.

________________________________________

البيهقي - دلائل النبوة - جماع أبواب غزوة تبوك

3109 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ قال : ، أخبرنا : أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني قال : ، حدثنا : إسحاق بن إبراهيم بن عباد قال : ، أخبرنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن إبن عباس قال : لما حضر رسول الله (ص) ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي (ص) : هلموا أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده أبداًً ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت وإختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) ، ومنهم من يقول : ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند رسول الله (ص) قال النبي (ص) : قوموا قال عبد الله : فكان إبن عباس يقول : إن الرزية ، كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لإختلافهم ولغطهم ، رواه البخاري في الصحيح ، عن علي بن المديني وغيره ، ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع وغيره ، عن عبد الرزاق.

________________________________________

مستخرج أبي عوانه - مبتدأ كتاب الوصايا - بيان الخبر المبين

4658 - حدثنا : محمد بن يحيى ، قثنا : عبد الرزاق ، ح ، وحدثنا : الدبري ، عن عبد الرزاق ، قال : ، أنبأ : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله عن إبن عباس ، قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال النبي (ص) : هلموا أكتب لكم كتاباًً لا تضلون بعده ، فقال عمر بن الخطاب : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت وإختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباًً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول : ما قال عمر فلما أكثروا اللغو ، والإختلاف عند رسول الله (ص) قال رسول الله (ص) : قوموا زاد الدبري قال عبيد الله : فكان إبن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) ، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم ، حدثنا : أبو أمية ، قثنا : يعقوب بن محمد الزهري ، قثنا : عبد الله بن معاذ ، عن معمر ، بإسناده مثله ، حدثنا : محمد بن عبد الحكم ، قثنا : أبو زرعة ، قثنا : يونس بن يزيد ، قال : ، حدثني : محمد بن مسلم ، قال : ، حدثني : عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن إبن عباس ، قال : لما حضر رسول الله (ص) الوفاة ، قال : وفي البيت رجال فذكر مثله بطوله.

________________________________________

إبن حبان - صحيح إبن حبان - الجزء : ( 14 ) - رقم الصفحة : ( 562 )

6717 - أخبرنا : إبن قتيبة ، حدثنا : إبن أبي السري ، حدثنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله عن إبن عباس ، قال : لما حضر النبي (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال (ص) : أكتب لكم كتاباًً لا تضلوا بعده أبداًً ، قال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، قال : فإختلف أهل البيت ، وإختصموا لما أكثروا اللغط والأحاديث عند رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : قوموا ، فكان إبن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم.

________________________________________

شرح أصول الإعتقاد - باب جماع الكلام في إيمان - باب جماع فضائل الصحابة

1990 - أخبرنا : أحمد بن عمر بن محمد الإصبهاني ، قال : ، أنا : عبد الله بن محمد بن زياد ، قال : ، نا : أحمد بن عبد الرحمن الوهبي ، قال : ، نا : إبن وهب ، عن أويس ، عن الزهري ، أخبرني : عبيد الله بن عبد الله عن إبن عباس ، قال : لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة وفي البيت رجال منهم عمر فقال : هلموا لكتاب أكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت وإختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا له يكتب لكم رسول الله (ص) ، ومنهم من يقول : ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط والإختلاف عند رسول الله (ص) ، قال : قوموا عني قال عبيد الله : فكان إبن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب بإختلافهم ولغطهم ، أخرجه البخاري ، عن يحيى بن سليمان ، عن إبن وهب.

________________________________________

إبن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 55 )

- وفي الصحيحين أيضاًً خرجاه معاً ، عن إبن عباس (ر) قال : لما إحتضر رسول الله ص وفي البيت رجال منهم عمر بن الخطاب قال النبي ص : هلم أكتب لكم كتاباًً لا تضلون بعده ، فقال عمر : أن رسول الله ص : قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف القوم وإختصموا فمنهم من يقول : قربوا إليه يكتب لكم كتاباًً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول : القول ما قاله عمر فلما أكثروا اللغو والإختلاف عنده (ع) قال لهم : قوموا فقاموا فكان إبن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لكم ذلك الكتاب.

________________________________________

إبن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 51 )

- قال أبوبكر : ، وحدثنا : الحسن بن الربيع ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن علي (ع)بد الله بن العباس ، عن أبيه ، قال : لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة ، وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال رسول الله (ص) : إئتوني بدواة وصحيفة ، أكتب لكم كتاباًً لا تضلون بعدى ، فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله (ص) ، ثم قال : عندنا القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف من في البيت وإختصموا ، فمن قائل يقول : القول ما قال رسول الله (ص) ، ومن قائل يقول : القول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط واللغو والإختلاف غضب رسول الله ، فقال : ( قوموا أنه لا ينبغي لنبي أن يختلف عنده هكذا ) ، فقاموا ، فمات رسول الله (ص) في ذلك اليوم ، فكان إبن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله (ص) يعنى الإختلاف واللغط ، قلت : هذا الحديث قد خرجه الشيخان محمد بن إسماعيل البخاري ، ومسلم بن الحجاج القشيرى في صحيحيهما ، وإتفق المحدثون كافة على روايته.











ثالثا- (


عثمان يكتم حديث النبي (ص) خوفاًً ويمنعه )

عدد الروايات : ( 12 )

مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة - مسند الخلفاء الراشدين - مسند عثمان بن عفان (ر)

472 - حدثنا : ‏ ‏هاشم ‏ ، حدثنا : ‏ ‏ليث ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏زهرة بن معبد القرشي ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏مولى ‏ ‏عثمان بن عفان ‏ ‏(ر) ‏قال : سمعت ‏ ‏عثمان ‏ ‏(ر) ‏ ‏يقول ‏ ‏على المنبر أيها الناس إني كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كراهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار إمرؤ لنفسه ما بدا له ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول ‏: ‏رباط يوم في سبيل الله تعالى خير من الف يوم فيما سواه من المنازل.

________________________________________

مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة - مسند الخلفاء الراشدين - مسند عثمان بن عفان (ر)

‏559 - حدثنا : ‏ ‏هاشم بن القاسم ‏ ، حدثنا : ‏ ‏ليث ‏ ، حدثنا : ‏ ‏زهرة بن معبد القرشي ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏مولى ‏ ‏عثمان ‏ ‏(ر) ‏ ‏قال : ‏ ‏سمعت ‏ ‏عثمان ‏ ‏يقول على المنبر : أيها الناس إني كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كراهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار إمرؤ لنفسه ما بدا له سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول ‏: ‏رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏مولى ‏ ‏بني هاشم ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عكرمة بن إبراهيم باهلي ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ‏ ‏وذكره.


________________________________________

سنن الترمذي - كتاب فضائل الجهاد عن رسول الله (ص) - باب ما جاء في فضل المرابط

1667 - حدثنا : ‏ ‏الحسن بن علي الخلال ‏ ، حدثنا : ‏ ‏هشام بن عبد الملك ‏ ، حدثنا : ‏ ‏الليث بن سعد ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏أبو عقيل زهرة بن معبد ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي صالح ‏مولى ‏ ‏عثمان ‏ ‏قال : سمعت ‏ ‏عثمان ‏ ‏وهو على المنبر ‏ ‏يقول ‏: ‏إني كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كراهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار إمرؤ لنفسه ما بدا له سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول ‏: ‏رباط ‏ ‏يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل ‏، ‏قال ‏أبو عيسى ‏: هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح غريب ‏ ‏وقال ‏محمد بن إسماعيل ‏ ‏أبو صالح ‏ ‏مولى ‏ ‏عثمان ‏ ‏إسمه ‏ ‏تركان.


________________________________________

سنن الدارمي - كتاب الجهاد - باب فضل من رابط يوماًً وليلة

2424 - أخبرنا : ‏ ‏أبو الوليد ‏ ، حدثنا : ‏ ‏ليث بن سعد ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبو عقيل زهرة بن معبد ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏مولى ‏ ‏عثمان ‏ ‏قال : سمعت ‏ ‏عثمان ‏ ‏على المنبر وهو يقول ‏: ‏إني كنت كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كراهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار إمرؤ لنفسه ما بدا له إني سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول :‏ ‏رباط ‏ ‏يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل.


________________________________________

إبن كثير - تفسير القرآن العظيم - تفسير سورة آل عمران - تفسير قوله تعالى :
وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 199 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- طريق أخرى ، عن عثمان (ر) قال الترمذي ، حدثنا : الحسن بن علي الخلال ، حدثنا : هشام بن عبد الملك ، حدثنا : الليث بن سعد ، حدثنا : أبو عقيل زهرة بن معبد ، عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان قال : سمعت عثمان وهو على المنبر يقول : إني كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول الله (ص) كراهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار إمرؤ لنفسه ما بدا له سمعت رسول الله (ص) : يقول : رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل ، ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.


________________________________________

البيهقي - السنن الكبرى - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 39 )

16395 - أخبرنا : علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ : أحمد بن عبيد ، ثنا : عباس بن الفضل ، ثنا : أبو الوليد ، ثنا : ليث بن سعد ، ثنا : أبو عقيل زهرة بن معبد ، عن أبي صالح مولى عثمان قال : سمعت عثمان بن عفان (ر) على المنبر يقول : إني كنت كتمتكم حديثاًًًً سمعت من رسول الله (ص) كراهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار إمرؤ منكم لنفسه ما بدا له سمعت رسول الله (ص) : يقول : رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل.

________________________________________

عبد بن حميد الكسي - منتخب مسند عبد بن حميد - رقم الصفحة : ( 47 )

52 - حدثني : أبو الوليد ، ثنا : الليث بن سعد قال : ، حدثني : أبو عقيل زهرة بن معبد ، عن أبي صالح مولى عثمان قال : سمعت عثمان بن عفان على المنبر يقول : إني كنت كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول الله (ص) كراهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار إمرؤ لنفسه ما بدا له إني سمعت رسول الله (ص) : يقول : رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل.

________________________________________

عبد بن حميد الكسي - منتخب مسند عبد بن حميد - مسند عبادة بن صامت

188 - حدثني : إبن أبي شيبة ، ثنا : أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان ، عن محمد بن عجلان ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن إبن محيريز ، قال : كنا جلوساًً عند عبادة بن الصامت إذ جاءه الصنابحي فبكى ، فقال له : ما يبكيك ؟ فواللّه لئن إستشهدت لأشهدن لك ، ولئن شفعت لأشفعن لك ، ولئن إستطعت لأنفعنك ، وما كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول اللّه (ص) إلاّ حديثاًًًً واحداًً ، وسأحدثكموه وقد أحيط بي ، سمعت رسول اللّه (ص) ، يقول : إن اللّه عز وجل حرم النار على من شهد أن لا إله إلاّ اللّه وأني رسول اللّه.

________________________________________

الرامهرمزي - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي - باب من كره كثرة الحديث

672 - حدثنا : عبيد الله بن هارون بن عيسى ، ينزل جبل رامهرمز ، ثنا : إبراهيم بن بسطام ، حدثنا : أبو داود ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن محمد ، قال : أظنه إبن يوسف قال : سمعت السائب بن يزيد يحدث قال : أرسلني عثمان بن عفان إلى أبي هريرة فقال : قل له : يقول لك أمير المؤمنين : ما هذا الحديث عن رسول الله (ص) ، لقد أكثرت لتنتهين أو لألحقنك بجبال دوس ، وأت كعباً ، فقل له : يقول لك أمير المؤمنين عثمان : ما هذا الحديث ؟ قد ملأت الدنيا حديثاًًًً ، لتنتهين أو لألقينك بجبال القردة.

________________________________________

عبدالله بن قدامة - المغني - الجزء : ( 10 ) - رقم الصفحة : ( 376 )

- وعن عثمان بن عفان (ر) : أنه قال علي المنبر إني كنت كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول الله (ص) كراهية تفرقكم عني ، ثم بدالي أن أحدثكموه ليختار إمرؤ منكم لنفسه سمعت رسول الله (ص) : يقول : رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل ، رواه أبو داود والأثرم.

________________________________________

عبد الرحمن بن قدامة - الشرح الكبير - الجزء : ( 10 ) - رقم الصفحة : ( 375 )

- وعن عثمان بن عثمان (ر) : أنه قال علي المنبر : أني كنت كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول الله (ص) كراهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار إمرؤ منكم لنفسه سمعت رسول الله (ص) : يقول : رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل ، رواه أبو داود والأثرم وغيرهما.

________________________________________

المزي - تهذيب الكمال - الجزء : ( 33 ) - رقم الصفحة : ( 421 )

- روى له الترمذي ، والنسائي ، وقد وقع لنا حديثه بعلواخبرنا : به أبو الحسن إبن البخاري ، وإسماعيل إبن العسقلاني ، قالا : ، أخبرنا : أبو حفص بن طبرزد ، قال : ، أخبرنا : الحافظ أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، والمبارك بن أحمد بن بركة الكندي ، قالا : ، أخبرنا : عاصم بن الحسن العاصمي ، قال : ، أخبرنا : أبو عمر بن مهدي الفارسي ، قال : ، حدثنا : عبد الله بن أحمد بن إسحاقالمصري إملاءً ، قال : ، حدثنا : عبد الله بن محمد إبن سعيد بن أبي مريم ، قال : ، حدثنا : جدي سعيد بن أبي مريم ، قال : ، حدثني : الليث بن سعد ، قال : ، حدثني : زهرة بن معبد ، عن أبي صبيح مولى عثمان بن عفان ، قال : سمعت عثمان بن عفان ، وهو على المنبر يقول : إني كتمتكم حديثاًًًً سمعته من رسول الله (ص) كراهية تفرقكم عني ، ثم قد بدا لي أن أحدثكموه ، فلينظر إمرؤ لنفسه ، فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل ، كذا وقع في هذه الرواية عن أبي صبيح ، وهو خطأ ، رواه الترمذي ، عن الحسن بن علي الخلال ، عن هشام بن عبد الملك ، عن الليث ، وقال : حسن غريب من هذا الوجه ، ورواه النسائي ، عن عمرو بن منصور ، عن عبد الله بن يوسف ، عن الليث ، وأخرجه من وجه آخر ، عن زهرة بن معبد.





يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:35 PM

رابعا-


[ معاوية يمنعُ من نشر حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ]
كان معاوية متشدّداً في المنع من حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، مستنّاً في ذلك بسنّة أولياء نعمته؛ ولو لا هم لما جرأ على ذلك.
ولقد كانت الهمّة لدى الجميع منصرفة إلى إخفاء الأحاديث النبويّة الدالّة على خلافة عليّ وأهل بيته عليهم‌السلام.
فاعتدت تلك السياسة على السنّة والحديث فأخفتها وأبادتها، وتجاوزت كرامة الصحابة فأهدرتها، واتّهمتهم! وتعدّت على حُريّاتهم فحبستهم ونفَتْهم ومنعتهم من بثّ علومهم. وأخطر ما فيها أنّها كادت أن تُؤدِّي إلى وأدِ حقّ أمير المؤمنين عليّ وأهل بيته في الخلافة والإمامة؛ وهذا أسوأ آثار سياسة المنع.

أبوبكر يحرق أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله
لم يكن لمنع التدوين ذكر قبل جلوس أبي بكر على كرسي الحكم، وعلى العكس من ذلك، فإنّ أبابكر قام هو بعمليّة التدوين أوّل حكمه.
نقل الذهبيّ: أنّ أبابكر جَمعَ أحاديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتاب فبلغ عددها
____________________
(1) نفسه.
خمسمائةَ حديثٍ، ثمّ دعا بنارٍ فأحرقها. (1)
ولم يكن لأبي بكر نصٌّ شرعيّ يستند إليه في إتلافه هذا الكتاب، وإنّما ذهب إلى القول بأنّه: أتلفه مخافةَ أنْ يكونَ كتبَ شيئاً لم يَحْفَظه جيّداً (2).
ثَمّةُ سؤال: هلاّ جمع أبوبكر عِلْيَةَ الصحابة ومَن إليهم المـَفْزع ومنهم عِدْلُ القرآن - على لسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله - ونفس الرسول في آية التطهير، وأخو رسول الله الذي هو منه بمنزلة هارون من موسى؛ فعرض عليهم تلك الأحاديث فأثبت ما أثبتوه وأحرق الباقي عوض أن يحرم الأُمّة ثروة هائلة من تراث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله؟!
وروى القاسم بن محمّد، من أئمّة الزيديّة عن الحاكم؛ بسنده عن عائشة قالت: جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكانت خمسمائة حديث فبات ليلةً ... فلمّا أصبح قال: أي بُنيَّة، هلمّي الأحاديث التي عندك، فجئته بها، فدعا بنارٍ فحرقها.
فقلت: لم حرقتها؟!
قال: خشيتُ أن أموت وهي عندي، فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت به، ولم يكن كما حدّثني فأكون قد نقلتُ ذلك (3).
هناك ذريعته في إحراقه حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله: خوفه من أنّه لم يحفظه جيّداً؛ وهنا علّل حرق الحديث بمجرّد خشيته المخالفة، مع تصريحه بأمانة الناقل
____________________
(1) تذكرة الحفّاظ، للذهبيّ 1: 5، وعلوم الحديث ومصطلحه، للدكتور صبحي الصالح 39.
(2) نفسه.
(3) الاعتصام بحبل الله المتين، القاسم بن محمّد الزيديّ 1: 30.
ووثاقته، إن كان بينه وبين النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله واسطة «ناقل»!
وهلاّ كان ممكناً له أن يجمع أولئك الذين نقل عنهم فيعرض عليهم ما سمع منهم فيصحّح موضع الاختلاف، إن وُجد، ويُثبت ما ليس فيه اختلاف.
ولنا أن نقول له: عشت مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، فما سمعته أثْبته وما لم تسمعه احذفه حتّى لو كان ما عندك خمسة أحاديث مثلاً، ويأتي عمر بحديثين أو كذا سمعهما، وهكذا حتّى يجمتمع لنا عدد كذا على نحو السماع! ودعنا من الوثاقة والأمانة، وإن كان ثَمّة معترض يقول أحدكم ليس بأمين ولا ثقة وهنا نبدأ في مشكلة مع المشكّكين ...!
روى الذهبيّ: أنّ الصدّيق - أي أبابكر - جمع الناس بعد وفاة نبيّهم، فقال: إنّكم تُحدِّثون عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديثَ تختلفون فيها، والناسُ بعدكم أشدُّ اختلافاً، فلا تُحدِّثوا عن رسول الله شيئاً فمَن سألكم فقولوا: بَيْنَنا وبَيْنَكم كتابُ الله، فاستحِلّوا حلالَه وحَرِّموا حرامَه (1).
ولا ندري مَن هم الناس، هل هم عوامّ الناس فلَهُ أن يرشدهم بالرجوع إلى مَن هم أوْلى بالحديث وفيهم بابُ علمه؛ أخصّ النّاس وأكثرهم به لُزوقاً، الذي كان ينتجيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيختصّه بكثير من علومه حتّى أثار ذلك حفيظة بعض الصحابة!
عن أبي الزُّبير، عن جابر بن عبد الله، قال: ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليًّا عليه‌السلام - يوم الطّائف فطال نجواه، فقال أحدُ الرجلين: لقد أطال نجواه لابن عمّه! فلمّا
____________________
(1) تذكرة الحفّاظ 1: 3، ترجمة أبي بكر، الأنوار الكاشفة، لعبد الرحمان المعلمي اليماني: 53.
بلغ ذلك النبيّ، قال: «ما أنا انتجيتُه، ولكن الله انتجاه» (1)، وأيضاً أعلام الأُمّة ممّن لا يُنكر فضلهم في هذا الأمر.
إنّ منع أبي بكر بهذه الصورة وقوله: بيننا وبينكم كتاب الله، نظير حديث «الأريكة»، واجتهاد عمر في المنع وسيأتي تفصيله.
وقوله: (فلا تُحدِّثوا)، فإنّه منع نقل حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، روايةً وكتابةً، وأثر الكتابة أشدّ لبقائه وانتشاره أكثر ممّا هو أثر النقل.
ولم يقدِّم أبوبكر دليلاً شرعيّاً على المنع من حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وعلى العكس: فإنّ رسول الله دعا إلى كتابة حديثه وفعله الصحابة: أخرج الحاكم قال: حدّثنا أبوبكر إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الضرير بالري، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس، حدّثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد.
وأخبرنا أبوقتيبة سلم بن الفضل الآدمي بمكّة، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن ناجية، حدّثنا عبدة بن عبد الله الخزاعيّ، حدّثنا زيد بن حباب، حدّثنا ليث بن سعد المصريّ، حدّثني خالد بن يزيد، عن عبد الواحد بن قيس، عن عبد الله بن عمرو قال: قالت لي قريش: تكتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وإنّما هو بشرٌ يغضب كما
____________________
(1) مناقب الإمام عليّ، لابن المغازليّ: 125. ويرد الحديث في مصادر أُخرى بنفس اللفظ أو اختلاف يسير في اللّفظ، في: صحيح الترمذي 5: 639، تاريخ بغداد 7: 402، المناقب، للخوارزمي: 138، شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 2: 431، كفاية الطّالب: 328، أسد الغابة 4: 107، جامع الأُصول 9: 474، كنز العمّال 11: 599، البداية والنهاية 7: 356، العُمدة، لابن البطريق: 190.
يغضب البشر؟، فأتيتُ رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت: يا رسول الله، إنّ قريشاً تقول: تكتب عن رسول الله، وإنّما هو بشر يغضب كما يغضب البشر، قال: فأومأ لي شفتيه فقال: «والذي نفسي بيده ما يخرج ممّا بينهما إلاّ حقّ فاكتبْ».
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد أصل في نُسخ الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، ولم يخرّجاه (1).
قال: ولهذا الحديث شاهد قد اتّفقا على إخراجه على سبيل الاختصار، عن همام بن منبّه، عن أبي هريرة أنّه قال: ليس أحد من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أكثر حديثاً منّي إلاّ عبد الله بن عمرو، فإنّه يكتب وكنت لا أكتب (2).

فأمّا حديث الشاهد:
فحدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أنبأ محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني عبد الرحمان بن سلمان، عن عقيل بن خالد، عن عمرو ابن شعيب: أنّ شعيباً حدّثه، ومجاهداً أن عبد الله بن عمرو حدّثهم: أنّه قال: يا رسول الله أكتب ما أسمع منك؟ قال: «نعم»، قلت: عند الغضب وعند الرضا؟ قال: «نعم، إنّه لا ينبغي لي أن أقول إلاّ حقًّا» (3).
وأخرج الحاكم بسنده عن عمرو بن العاص: أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «مَن كتَم
____________________
(1) المستدرك على الصحيحين 1: 186/357، ووافقه الذهبي في التلخيص.
(2) نفسه.
(3) نفسه 187/ 358.
عِلماً ألْجَمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نار» (1).
وبسنده عن عبد الله بن بريدة قال: قال عليّ عليه‌السلام: تذاكروا الحديث، فإنّكم إلاّ تفعلوا يندرس (2).
وكذلك بسنده عن أبي يحيى الحماني، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال عبد الله تذاكروا الحديث، فإنّ ذِكر الحديث حياتُه (3).
وعن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: ما كلّ الحديث سمعنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: كان يحدّثنا أصحابنا وكنّا مشتغلين في رعاية الإبل (4).
وعن فُضَيل بن عِياض، عن الأعمش، عن عبيد الله بن عبد الله، عن سعيد ابن جُبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «تسمعون، ويُسمع منكم، ويُسمع من الذين يسمعون منكم» (5).
وذكر مثله بسند آخر عن جرير، عن الأعمش عن ... (6) قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وليس له علّة، ولم يخرّجاه، وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن مسعود، وثابت بن قيس بن شمّاس، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.
وابن جريج عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول
____________________
(1) نفسه 182/ 346.
(2) نفسه 173/ 324.
(3) المستدرك على الصحيحين ح 325.
(4) نفسه ح 326. قال الذهبيّ في التلخيص: هذه الأحاديث صحاح.
(5) نفسه 174/ 326.
(6) نفسه، ح 327.
الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «قيّدوا العلم» قلت: وما تقييده؟ قال: «كتابته» (1).
وبسند عن عبد الله الأنصاريّ، حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس: أنّه كان يقول لبنيه: قيّدوا العلم بالكتاب (2).

فائدة
لقد كان فعل أبي بكر بحرق أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ منعه من التحديث عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله: «فمن سألكم فقولوا: ...» مخالفاً للقرآن الكريم الذي يأمر بطاعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَمَا آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) (3)، ولا تختلف السنّة عن القرآن في الحجيّة، وما الحديث إلاّ مفسّراً للقرآن وشارحاً لمراده، فما جاء من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كلّه وحيٌ، إمّا بلفظه وهو القرآن الكريم لأنّه مُعجِز، أو أحكام وبيان بلفظ وكلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؛ فكيف يُؤخذ نصف الوحي ويُهمل نصفه الآخر؟!
إنّ القرآن الكريم عدا كونه معجزة النبيّ، ففيه أحكام وعبادات ذُكرت إجمالاً نجدُ تفصيلها في أحاديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيرته ...
أخرج الحاكم بسنده عن الحسن قال: بينما عمران بن حصين يحدّث عن سُنّة نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قال له رجل: يا أبا نجيد، حدّثنا بالقرآن، فقال له عمران: أنت وأصحابك يقرأون القرآن، أكنتَ محدّثي عن الصلاة وما فيها وحدودها، أكنت
____________________
(1) نفسه 188/ 362.
(2) نفسه، ح 361.
(3) الحشر: 7.
محدّثي عن الزكاة في الذهب والإبل والبقر وأصناف المال؟ ولكن قد شهدتُ وغبتَ أنت، ثمّ قال: فرض علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الزكاة كذا وكذا، وقال الرجل: أحييتني أحياك الله.
قال الحسن: فما مات ذاك الرجل حتّى صار من فقهاء المسلمين (1).
وإنّ فعله هذا مخالف لسنّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، فإذا كان القرآن مبهماً له كما هو شأن آية الكلالة، والعمّة! فإنّ حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصّة في هذا الأمر لا يحتاج إلى بيان، وجوابه صلى‌الله‌عليه‌وآله «اكتب» للّذين سألوه يفهمها الصغير والكبير، إلاّ أن يقول أبوبكر لم أكن حاضراً حينما سأله كلّ أولئك! ولا بلغني أيضاً عنهم، وحتّى لو بلغني فقد قدّمت المعذرة وقلت إنّي خفت الخلاف وإن بلغني من ثقة فأحرقتها!
والأحاديث والروايات الواردة بلفظ «قيّدوا العلم بالكتاب» فتقييده بالكتاب، أي كتابته، لا يختلف فيه أحد، والعلم هنا واضح: هو السُنّة والحديث فكيف يحرقها؟!
وقد جرت سنّة البشر في تتبّع آثار الناس العاديّين وحفظ أقوالهم اعتزازاً بها فيكتبونها لئلاّ تضيع؛ فهل يجوز أن تُترك أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، بل تُحرق؟!
واعتذار أبي بكر بأنّه أحرق الأحاديث خوف الخلاف تحوّطاً، فقد سمعها من ثقات ولكن لا يدري هل سجّلها على مثل ما حدّثه الثّقة، وفي قول: مخافةَ أن يكونَ كتبَ شيئاً لم يحفظه جيّداً؛ قد نسفه أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكتابة حديثه ومارسه الصحابة في حياته، وحديث عمران بن حصين مع الرجل الذي طلب
____________________
(1) المستدرك على الصحيحين 1: 192/ 372.
منه أن يحدّثه بالقرآن، فحدّثه بالسُنّة - وقد مضى - مصداق صادع عن اجتراء أبي بكر إثماً عظيماً في حرقه أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّه إن لم يكن الأدب واللّياقة حكماً في احترام أثر الرسول؛ فإن الله تعالى أمرنا بطاعته وليس لنا الخيرة بعد قضاء الله ورسوله؛ (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (1).
وقد أمر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بكتابة حديثه، فإن قلت: بل أقرّ، فتقريره وأمره وفعله وقوله سُنّة. وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «قيّدوا العلم». فلمّا سُئل ما تقييده؟ قال: «كتابته». فهذا أمر صريح بالكتابة، ولكن كتابة ماذا وأيّ علم؟ إنّها أحاديثه صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يُنكر ذلك عاقل!
وحديث ابن عبّاس عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله: «تسمعون، ويُسمع منكم ويُسمع من الذين يسمع منكم». حثّ من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على التحرّز في حفظ حديثه ونقله بأمانة وممّا يعين على ذلك كتابته ز ولم يقل لهم إن أنا متُّ كفاكم كتاب الله!!، فما مستند أبي بكر في قوله: «بيننا وبينكم كتاب الله؟!»، الذي يذكّرنا بقول عمر بن الخطّاب ليلة الرزيّة - سنذكرها - لما اعترض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتابة الكتاب، فرفع عمر صوته: «حسبُنا كتاب الله» ولما كثر اللّغط طردهم رسول الله من رحمة الله فراحوا إلى حلبة الصراع في سقيفة بني ساعدة ولم يبق مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ عليّ عليه‌السلام يمرّضه مسنده إلى صدره ورسول الله يسرّه حتّى فاضت نفسه الزكيّة بين سَحْر ونَحْر عليّ عليه‌السلام.
ولقد تنبّأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما سيكون بعده من الحيلولة دون حديثه الشريف
____________________
(1) الأحزاب: 36.
والتذرّع في ذلك بكتاب الله المجيد وقطع الطريق أمام أولئك بقوله: «إنّما حرّم رسول الله كما حرّم الله»، وذلك أنّ رسول الله لا ينطق عن الهوى؛ إن هو إلاّ وحيٌ يوحى، قرآناً أو حديثاً. وهذه بعض الأحاديث في ذلك:
أحاديث الأريكة
بسندٍ عن المِقدام بن مَعْدِ يَكرِبَ الكنديِّ؛ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «يُوشِكُ الرجلُ منكم مُتّكِئاً على أريكته يُحدَّث من حديثي فيقولُ: بيننا وبينكم كتابُ الله عزّ وجلّ. فما وجدنا فيه من حلالٍ استحللناه. وما وجدنا فيه من حرامٍ حرّمناه. ألاَ وإِنّ ما حرّمَ رسولُ الله مثلُ ما حرّمَ اللهُ» (1).
«يوشك» من أفعال المقاربة، والأريكة رمز للحكم والحاكميّة، والاتّكاء: الاستيلاء والاستقواء ...؛ وكلّ ذلك تحقّق في أبي بكر ثمّ عمر ومَن استنّ بسنّتهما في المنع من حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. فأبوبكر صار إلى الأريكة «الحكم» في سقيفة بني ساعدة ...، وكانت الأحاديث فيها تبيان وتفصيل للعبادات، وفيها الكثير من الحديث عن منزلة عليّ أميرالمؤمنين وأنّه الوصيّ وقتاله كفر وأنّه من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلة هارون من موسى عليهما‌السلام، وأنّه بابُ مدينة علم النبيّ وأحبُّ الخلق إليه
____________________
(1) مسند أحمد 4/ 131، سنن أبي داود (كتاب السنّة) باب (5) لزوم السنّة (4/ 200، ح 4604)، سنن ابن ماجة 1/ 6، ح 12، سنن الدارمي (1/ 117 ح 592)، سنن البيهقي (9/ 331) دلائل النبوّة له (1/251)، صحيح ابن حبّان (1/147) سنن الترمذي، كتاب العلم (2/ 110)، الحازمي في: الاعتبار (7)، الخطيب في (الكفاية 39 - 40) و (الفقيه والمتفقّه 1/ 88)؛ المستدرك على الصحيحين 1/ 191/ 371).
والذي لم يكفر طرفة عين وأسبق الناس إلى الإسلام ...، هذه وغيرها من الخصائص التي تليق بالحاكم والحاكميّة؛ فضلاً عن حديث القرطاس. وهو من دلائل النبوّة، إذ لو لم يبادر أبوبكر فيحرق أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول: «بيننا وبينكم كتاب الله، ويتبعه عمر فيشدّد ويحرق الأحاديث ويحبس الصحابة لئلاّ يخرجوا إلى الآفاق فيحدّثوا، وكذلك عثمان الذي بلغت به الجرأة بتسيير فضلاء الصحابة المعارضين لسياسته إلى الشام ليجدوا فيها مَن هو أعظم جرأة على الله ورسوله ذلك هو معاوية الذي هتك حُرمتهم وكان أكثر نكيراً على رواة الحديث على ما سنرى.

لفتُ نظر
ومهما قدّم البعض من ذرائع لفعل أبي بكر أو عمر ...؛ فإنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حذّر من فعل هؤلاء بتستّرهم بالقرآن الكريم، فقطع الطريق عليهم بقوله: «أَلاَ وإنّ ما حرّم رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مِثلُ ما حرّم الله». فالقرآن وحيٌ بلفظه ومعناه، والحديث وحيٌ بمعناه ولفظُه للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.
وقد ذكرنا أنّ الحديث مفسّر للقرآن شارح لمراده؛ فالسنّة امتدادٌ للقرآن وتطبيق عمليّ لمؤدّاه واتّباعها اتّباع للقرآن.
وعقد الدارميّ باباً ترجمه: «باب أنّ السُنّة قاضية على كتاب الله» نقل فيه
عن ابن أبي كثير شيخ الأوزاعي (1) قوله: «السُنّة قاضيةُ على القرآن، وليس القرآنُ بقاضٍ على السُنّة» (2).
ونقل عن مكحول قوله: القرآن أحوج إلى السنّة، من السنّة إلى القرآن (3).
قول الدارميّ، وقول مكحول؛ ذلك أنّ القرآن الكريم كما ذكرنا جاء معجزاً في أصله مبنيًّا على الإعجاز البلاغيّ في إثبات رسالة الإسلام وما فيه من أحكام وعقيدة جاءت مجملةً كلّف الله تعالى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله تفصيلها.
وقد جاء مَن قال لعمران بن الحصين: ما هذه الأحاديث التي تحدّثوناها وتركتم القرآن؟ لا تحدّثونا إلاّ بالقرآن!
فقال عمران: أرأيتَ لو وُكّلتَ أنت وأصحابك إلى القرآن، أكنت تجد الطوافَ بالبيت سبعاً، والطوافَ بالصفا والمروة؟
وبطريق آخر أضاف: والموقف بعرفة؟ ورمي الجمار، كذا، واليد من أين تُقطع؟ أمن هاهنا؟ أم هاهنا؟ أهاهنا؟ ووضع يده على مفصل الكفّ، ووضع يده عند المرفق، ووضع يده عند المنكب.
____________________
(1) يحيى بن أبي كثير الطائيّ، مولاهم. قال عليّ ابن المديني، عن سفيان بن عُيينه، قال: قال أيّوب: ما أعلمـُ أحداً بعد الزُّهري أعلم بحديث أهل المدينة من يحيى بن أبي كثير. (المعرفة والتاريخ للفَسَوي 1/ 621).
قال شُعبة: يحيى بن أبي كثير أحسن حديثاً من الزُّهري. (الجرح والتعديل 9/ الترجمة 599) وقال العِجليّ: ثقةٌ، كان يُعدُّ من أصحاب الحديث. (ثقاته 475/ الترجمة 1823).
(2) سنن الدارمي (1/ 117) الباب 49 ح 594.
(3) الكفاية في علوم الرواية، للخطيب البغداديّ: 47.
ثمّ قال: اتّبعوا حديثنا ما حدّثناكم، وخذوا عنّا، وإلاّ والله ضللتم (1).
وعن أيّوب السختياني، قال: إذا حدّثت الرجل بالسنّة، فقال: دعنا من هذا، وحدّثنا من القرآن؛ فاعلم أنّه ضالٌّ مضلٌّ (2).
وأورد في كتابه (الفقيه والمتفقّه) أحاديث استدلّ بها على أنّ السنّة معتبرةٌ في عرض الكتاب الكريم (3).

مزيدٌ من النصوص النبويّة في وجوب رواية الحديث
ذكرنا بعض أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في جواز وأخرى وجوب كتابة حديثه الشريف، ونذكر بعضاً آخر:
بسندٍ عن زيد بن ثابت: «نَضَّرَ اللهُ امرأ سمِع مقالتي فبلّغها. فرُبّ حامِلِ فقهٍ غيرِ فقيهٍ. ورُبَّ حامِلِ فقهٍ إلى مَن هو أَفْقَهُ منه» (4).
ومحمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالخِيف من مِنى (5) فقال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثمّ أدّاها إلى مَن لم يسمعها، فرُبّ حامل فقه لا فقه له، وربّ حامل فقه
____________________
(1) نفسه: 48.
(2) الكفاية في علوم الرواية، للخطيب البغداديّ: 49.
(3) الفقيه والمتفقّه، للخطيب (1/ 86 - 90).
(4) سنن ابن ماجة 1: 84/230، مسند أحمد 1: 437 و 4: 80.
(5) (الخيف من مِنى) الخِيف، الموضع المرتفع عن مجرى السيل المنحدر عن غلظ الجبل. ومسجد منى سمّي مسجد الخيف لأنّه في سفح جبلها.
إلى مَن هو أفْقه منه ...» (1).
وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله: «من رغب عن سنّتي منّي» (2) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله: «مَن سُئل عن علمٍ فكتمه، ألجمه الله بلجامٍ من نار يوم القيامة» (3).
وقد روى حُذيفة بن اليمان، قال: دخلتُ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي قُبض فيه، فرأيته يتساند إلى عليّ، فأردتُ أن أُنَحّيه وأجلس مكانه، فقلت: يا أبا الحسن، ما أراك إلاّ تعبت في ليلتك هذه، فلو تنحّيْتَ، فأعَنْتُك.
فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: دَعْهُ، فهو أحقّ بمكانه منك، اُدْنُ منّي يا حُذيفة، مَن أطعم مسكيناً لله عزّ وجلّ دخل الجنّة».
قال: قلتُ: يا رسول الله، أكتمُ أم أتحدّث؟!
قال: «بل تُحدّث به» (4).

توجيهٌ غيرُ مقبول من الذهبيّ
بعد أن نقل الذهبيّ كلام أبي بكر في المنع من الحديث، عقّب على ذلك بقوله: إنّ مراد الصدّيق التثبُّتُ في الإخبار، والتحرّي، لا سدّ باب الرواية ... ولم يقُلْ «حسبُنا كتابُ الله» كما تقول الخوارج (5).
____________________
(1) المستدرك على الصحيحين 1: 162/295.
(2) مسند أحمد (2/ 263 و 305 و 353 و 495).
(3) الفقيه والمتفقّه (1: 144).
(4) مختصر تاريخ دمشق 18: 295.
(5) تذكرة الحفّاظ 1/3.
وقول الذهبيّ، مع علمه غريب! فقوله: «إنّ مراده التَثبّت في الإخبار والتحرّي ... لا سدّ باب الرواية» لا دليل عليه ولا وجود له في النصّ، ولم ترد كلمة واحدة في هذا المعنى: التَثبّت والتحرّي، كأن يقول: لا تحدّثوا بكلّ ما تسمعون أو تروون. أو لا تحدّثوا بما لا تتثبّتون ويأمرهم بالاحتياط عن الخطأ والاشتباه.
وأمّا سدّ باب الرواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومنع نقل الحديث عنه مطلقاً؛ هل أوضح بياناً ودلالةً على عموم المنع من جملة: «لا تحدِّثوا عن رسول الله شيئاً»؟
وقوله: «بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه» قرينة واضحة على أنّ مراده نَبْذُ السنّة مطلقاً، والاكتفاء بكتاب الله تعالى؛ لا سيّما إذا نظرنا إلى النهي الذي تقدّمها: «لا تحدّثوا عن رسول الله شيئاً».
وأمّا قول الذهبيّ ولم يقل أبوبكر: «حسبنا كتاب الله كما تقول الخوارج». فمن البديهيّ: أنّ كلّ جملة يقولها إنسان تؤدّي هذا المعنى فهو يمنع الاستناد إلى الحديث ويكتفي بكتاب الله تعالى.
وكلام أبي بكر: «لا تحدّثوا عن رسول الله شيئاً» وبعده: «بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه»، يؤدّي نفس معنى: «حسبنا كتاب الله» تماماً!
وإذا كبُر على الذهبيّ، أو أراد أن يوجّه أو قل: اجتهد فأخطأ في فهم كلام أبي بكر؛ فدعنا نستريح هنيهةً من «حسبنا»، ولنكتفِ بجملة: «بيننا وبينكم كتاب الله» التي قالها أبوبكر، وقبلها الذهبيّ، فنقول: إنّ هذه الجملة هي عينها التي
قالها رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مجذّراً من صاحب الأريكة - أي الحُكم - الذي عهده قَرُبَ وأنّه يحذف حديث النبيّ ويمنع منه ويقول: «بيننا وبينكم كتاب الله عزّ وجلّ» وقد ذكرناه مع مصادره.
وأمّا ذكر الذهبيّ للخوارج في هذا الموضع فعجيب منه! إذ لم نعهد من الخوارج ذكرهم جملة «حسبنا كتاب الله» وإنّما شعارهم «لا حُكمَ إلاّ لله» وأمّا جملة «حسبُنا كتاب الله» فهي معروفةٌ من كلام عمر أكثرهم تشدّداً في منع تدوين حديث رسول الله، وأسبقُهم إلى ذلك! فهو الذي منع من تقديم «القرطاس» إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليكتب لهم كتاباً لنْ يضلّوا بعده، ومضى على هذه السياسة بعد رحلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتشدّد بها وحبس الصحابة من الخروج إلى الأمصار خوفاً من نشر الحديث وكتب كتاباً بالمنع إلى الآفاق ...
إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، أراد وهو يُودّع أُمّته ويُودِعُها تَرِكَته:
الثَّقلين، كتاب الله وعترته الطّاهرة، وفي سعيٍ منه لتوكيد ما عهدَهُ إليهم سابقاً، أراد أن يكتب لهم كتاب هداية وعصمة، إلاّ أنّه جُوبه بمعارضةٍ شديدة اُطلقت فيها كلمة لا تنبغي في حقّ مسلم محترم، فكيف بالنبيّ؟!
عن عبد الله بن عبّاس، قال: لمّا احتُضر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب، قال: «هَلُمّ أكتبْ لكم كتاباً لن تضِلّوا بعده». فقال عمر: إنّ النبيّ غَلَبه الوجع، وعندكم القرآن فحسبُنا كتابُ الله واختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم مَن يقول: قرِّبوا يكتب لكم رسولُ الله كتاباً لن تضلّوا بعده، ومنهم مَن يقول ما قال عمر!! فلمّا أكثروا اللّغط والاختلاف عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، قال: قُوموا عنّي
فكان ابن عبّاس يقول: إنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (1).
وليس الخبر بهذا اللفظ الذي هذّبته بعض الأقلام! ولكنّه كافٍ وبهذا اللفظ لتوضيح عمق المأساة! فإنّ ميّتاً من عَرَض المجتمع يتنادى ذَوُوه وأصدقاؤه وتقع جَلَبة ويُحمل نعشه إلى مثواه الأخير ظاهرة عليهم آثار الحزن والأسى لفقده؛ وهذا سيّد الخَلق طرًّا خاتم الأنبياء والرُّسل يعيش لحظاته الأخيرة مع أصحابه ويريد أن يُتمّ لهم نصيحته وهدايته لئلاّ يضلّوا من بعده فيتعرّضوا لغضب الله تعالى كما حدث لليهود والنصارى، إلاّ أنّ البعض منهم قدّم بين يَدَيْه وقطع كلامه، وهو أمرٌ منهيٌّ عنه في القرآن الكريم؛ وخالف سنّته وهو حيٌّ يمارس وظيفته في التبليغ، فكيف يكون الأمر بعد وفاته؟! وكيف كانت المقاطعة والردّ؟ كان نابياً، فإنّ «غَلَبه الوجَع» تساوي «يَهْجُر» التي تعني: يَهذي - والعياذ بالله! كما أنّ حالة اللّغو واللغط والاختلاف الناتجة عن هذا التصرّف سوء أدب في حضرة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، وقد نهى القرآن عن رفع الأصوات فوق صوت النبيّ وعن الجهر له بالسّوء؛ «وإنّ النبيّ ليهجر»، أو «غلبه الوجع» ما هو إلاّ جهر بالسُّوء ثمّ ماذا يعني قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لهم: «قوموا عنّي»؟ إنّه يعني أنّه ساخط وغير راض عنهم، ورضاه من رضى الله تعالى وسخطه من سخطه!
ثمّة سؤال: لماذا اعترض عمر على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتابة الكتاب؟ هل
____________________
(1) صحيح البخاري 1: 37، 5: 138، 8: 161، طبقات ابن سعد 2: 242، صحيح مسلم 12: 95، المصنّف، لعبد الرزّاق 5: 438 و 439 مسند أحمد 1: 336، دلائل النبوّة، للبيهقي 7: 181.
كان يُدرك ما سيكتبه؟
ورواية ابن عبّاس تؤكّد أنّه قال: أهْجَر. عن سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال: يومُ الخميس وما يوم الخميس! قال: اشتدّ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعُه فقال: «ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعدي أبداً». فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبيّ أن يُتنازع - فقالوا: ما شأنه أهْجَرَ؟ استفهموه! فذهبوا يُعيدون عليه، فقال: دَعُوني، فما أنا خيرٌ ممّا تدعونني إليه. وأوصى بثلاث، قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفدَ بنحوٍ ممّا كنتُ أجيزهم، وسكت عن الثالثة عمداً أو قال: فنسيتُها. (1)
نعم، يومُ الخميس وما يوم الخميس؟! اشتدّ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعُه، واشتدّ بقومٍ وَجْدُهم إلى أُمورٍ، فأساؤوا إلى نبيّهم بالقول الفاحش ذلك قولهم: ما شأنه؟!
أيليق هذا بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله! أنكرةٌ هو؟ هلاّ تأدّبوا فخاطبوه بما يليق بمقامه العظيم إن لم تطاوعهم أنفسهم فيسارعوا مطيعين فيقدّموا القرطاس والقلم؛ فإن لم يفعلوا فعليهم أن، يقولوا: يا رسول الله، لو بيّنت لنا مرادك ...، مثلاً. ثمّ جاؤوا بها صلعاء لا توارها عمامة؛ تلك هي مقولتهم: أهْجَرَ؟ وهي شتيمة! ذكر ابن السّكّيت في كتابه «تهذيب الألفاظ باب رَفْعِك الصوتَ بالوقيعة في الرجل والشّتم له» قال: وأهْجَرَ إهْجَاراً، إذا قال القبيح (2).
فهل يجوز على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقول القبيح، فعند مَن تجد الأُمّة الحَسَن
____________________
(1) تاريخ الطبري 2: 436.
(2) تهذيب الألفاظ، لابن السكّيت: 264.
- إذن - لتأخذه منه فلا تضلّ؟ ومتى كان كتاب الهداية والعصمة من الضّلالة هُجْراً؟!
والرّاوي لم يُعيّن صاحب هذا الكلام المـُستهجَن، فقد استعمل لفظ الجماعة «فقالوا»!
ترى ماذا تعني كلمة «استفهموه» الواردة في الخبر، وماذا يعني أنّ القوم ما زالوا يعيدون سؤالاً ما على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى ردعهم؟ أيّ سؤال هو؟ هل هو الوصيّة الثالثة التي سكت عنها ابن عبّاس عمداً؟! فلماذا سكت؟! أمّا هذا الاستدراك: «أو قال: فنَسيتُها» فهو ممّا لا يليق بمَنْ ابن عبّاس بكثير، فكيف بحَبْر الأُمّة؟!
غير أنّ المرويّ عن ابن عبّاس - كما في البخاريّ وطبقات ابن سعد، ذكرناه - ينصّ على أنّ صاحب القول هو عمر بن الخطّاب، وحسب تلك الرّواية وقول عمر فيها: «وعندكم القرآن فحسبُنا كتاب الله» يتّضح أنّ النبيّ قد اوصى باثنين متلازمَين، هما: كتاب الله وأهل بيته، وهو ما كان يُعيده على مسامعهم في أكثر من مناسبة.
وعن عمر بن الخطّاب قال: لمّا مرِض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «ادعوا لي بصحيفةٍ ودواة أكتب كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً» فقال النُّسوة من وراء السّتر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله؟! فقلت: إنّكنّ صواحبات يُوسف: إذا مَرِض رسول الله عَصَرْتُنّ أعينَكنّ، وإذا صحّ ركِبْتُنّ عُنُقَه! فقال رسول الله: «دَعوهُنّ، فإنّهنّ خيرٌ منكم» (1).
____________________
(1) المعجم الأوسط، للطبراني 5: 288، كنز العمّال 5: 644، مجمع الزوائد 9: 34.
حصحص الحقّ وثبت أنّ عمر هو الذي قدّم بين يدّي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله. ومع أنّه لم يذكر في هذه الرواية اعتراضه على رسول الله في كتابة الكتاب، إلاّ أنّ قول النّسوة: «ألا تسمعون ما يقول رسول الله؟» بَيِّن الدلالة على هذا المعنى، وذلك بعد أن صلّ أسماعَهنّ لغَطُ الرِّجال واختلافهم على أثر الكلام الذي قاله عمر كما في الروايات السّابقة، فزجرتهم النساء على سوء سلوكهم هذا. ويؤيّد أنّ عمر هو صاحب الاعتراض على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله؛ رفعُ صوته من جديد ليُسمِع النّسوةَ مقالَته فيهنّ، إذ اللّغط الدائر بين الرِّجال ووجود السّتر بينهم وبين النّساء يقتضي مناداتهنّ بصوت عالٍ، وإلاّ لِمَ ردّ عليهنّ دون غيره من الحاضرين؟ وقوله: «إنّكنّ صواحبات يوسف ...» فيه تنقيص لهنّ، ومَن هنّ؟ إنّهن أمّهات المؤمنين، وحاضنة الرسول، والصّحابيّات المبايعات، والمعصومة الطّاهرة فاطمة الزهراء عليها‌السلام بنت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله؛ ووصف هؤلاء بالنّسوة اللاّتي شُغِفنَ بجمال يوسف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، أراد بذلك: إنّكنّ ما كرات وأتباع لذّة!! وكلامه لم يتنقّص من النّساء وحسب، وإنّما تطاول به على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وانتهك حرمته إذ ذكره بصيغة الغائب النّكرة من غير ما ينبغي له من النعت بالنبوّة والرّسالة. «رَكِبتُنّ عُنُقَه» فيها ما فيها من المعاني السلبيّة والتجاوز على شخص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، ووصفه بالشخص الضعيف أمام النساء - والعياذ بالله ...؛ ومن هنا جاء جواب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «إنّهنّ خيرٌ منكم» في البُعد عن الاعتراض والتقديم بين يَدَي رسول الله، والاعتراض عمّا أراد، وإنّما على العكس اعترضن سبيل أُولئك الذين آذوا رسول الله بلَغْوِهِم وتنازعهم في أن يقدّموا أو لا يقدّموا القرطاس والقلم وكان زعيم جبهة الرافضين، بل لم يحفظ لنا
التاريخ اسماً بعينه إلاّ عمر بن الخطّاب.
«وخيرٌ منكم»، إذ لم يكنّ من أصحاب السقيفة؛ وما كان من الأحداث الساخنة بعد ذلك إلاّ امتداد لرزيّة الخَميس والحيلولة بين النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتابته الكتاب وما وقع في السقيفة وتمخّض عنها من أُمور منها: المنع من كتابة حديث رسول الله.
وطَرْدُ رسول الله إيّاهم إلاّ عليّاً، له من المعاني: أنّه طردهم من رحمة الله، وفي ذلك: لئلاّ يقول أحدهم إنّي تشرّفت بتمريض النبيّ وبدفنه كما تشرّفت بصحبته، فقطع عليهم الطريق بذلك. صحيح أنّ سوء الأدب الذي أبدوه يستوجب ذلك الطرد، ولكن نستجلي ضمناً هذا المعنى مثلما نستجلي أن لم تكن له صلى‌الله‌عليه‌وآله ذرّيّة إلاّ من خديجة رضي الله عنها ثمّ من فاطمة الزهراء عليها‌السلام بينما حُرِمت زوجاته حتّى اللاّتي في عُمر الصِّبا فالشباب من الحمل، وإلاّ لكان الويلُ لأُمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك الحمل! ثمّ كان من حكمة الله تعالى: أن حرّم الزواج من زوجات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فجعلهنّ بمنزلة أُمّهات المؤمنين.
وفي الصحابة مَن هم أنقياء الثوب إلاّ أنّ الفتنة عمّت، ومنهم مَن كان بعيداً عن الحدث، فأفرد عليّاً عليه‌السلام يناجيه ويختصّه وهذه ليست أوّل مرّة يفرده فيناجيه، إلاّ أنّ هذه الليلة لها خصوصيّة فهو صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر عهده من الدنيا، فكان لعليّ عليه‌السلام شرف الانفراد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهما شيء والناس شيء آخر، هما الرسالة والناس خليط بين بعيد عن ساحة الأحداث وبين مصطرع في سقيفة بني ساعدة من أجل (الأريكة) فصدق مَن لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى، مضى
اُولئك في مهمّتهم من أجل الأريكة، ومضى عليّ في مهمّته بعد أن سمع توجيهات الوحي على لسان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، فتولّى غُسل النبيّ وتكفينه ...، فيما حُرِم اُولئك من كلّ هذا.
فرسول الله يخطّط لعليّ السبق في كلّ شيء: السبق في الإسلام، والسبق في الفداء، والسبق في الصحبة (إلى الطّائف فلم يصحبه غير عليّ) وبعد مبيته على فراش النبيّ وأدائه ودائع النّاس التي كانت عنده التحق بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، وكان النبيّ قد افترق عن أبي بكر لمّا وصل إلى قُباء ولم يدخل المدينة، فنزل أبوبكر على خارجة بن زيد، فيما نزل النبيّ على كُلثوم بن هِدْم، فلمّا التحق به عليّ عليه‌السلام، دخلا المدينة (1).
ولقد جَرَت أحاديث ومحاورات بين ابن عبّاس وعمر بن الخطّاب - بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله - أقرّ فيها عمرُ أنّه الذي منع النبيَّ من كتابة الكتاب؛ من ذلك: قال عمر لابن عبّاس: هل بقي في نَفْس عليّ شيء من أمر الخلافة؟ فقال ابن عبّاس: نعم. قال عمر: ولقد أراد رسولُ الله في مرضه أن يُصرِّح باسمِه فمنعتُه من ذلك إشفاقاً وحيطةً على الإسلام (2).
إنّ الله تعالى أعلم بمواطن الحيطة على الإسلام فيوحي بها إلى نبيِّه، ومن ذلك التبليغ بإمامة عليّ وخلافته في كلّ مَوْطن، ومنه المهرجان الكبير يوم عيد غدير خُمّ، وفي مرضه لمّا أراد أن يكتب كتاباً فمنعه عمر. ولكنْ ما الذي وجده
____________________
(1) السيرة النبويّة، لابن هشام 2: 138.
(2) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 12: 21.
عمر من نقصٍ في عليّ فتخوّف منه على مستقبل الإسلام، وهو الذي سلّم عليه بالإمارة يوم خُمّ؟! فهلاّ عابه يومئذٍ؟!
أم أنّه ندم على ما كان منه من التسليم على عليّ أميرالمؤمنين عليه‌السلام بالإمرة بقوله: بَخٍ بَخٍ لك يا ابنَ أبي طالب! أصبحتَ مولاي ومولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنة، قالها على رؤوس الأشهاد يوم غدير خُمٍّ، والآن يعلم أنّ رجالاً يأتمرون في الخفاء على إزواء الخلافة عن عليّ عليه‌السلام وكتبوا بذلك عهداً، فتخوّف فشل الخطّة؟!
إنّ ما ذهبنا إليه لم يكن كلاماً يُقال جُزافاً، فالّذي يقدِّم بين يدي الله ورسوله، وهو أمرٌ منهيٌ عنه في القرآن إذ لا يجوز له إلاّ التسليم لأمرِ الله سبحانه وأمر رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله، ولا يعترض. وكيف كان الاعتراض؟ بتلك الصورة القاسية وهتك حرمة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله؛ فلمّا طرده النبيّ ومَن معه صاروا إلى «السقيفة» ودخل في صراع مرير تمهيداً لـ «الأريكة» التي حذّر رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منها ومن صاحبها الذي يوشك أن يُعلن صاحبها المنع من حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وها هو يمنع ورسول الله موجود بين المسلمين؛ فكيف سيكون الأمر بعدك يا رسول الله صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك الطيّبين الطّاهرين؟! هذا ما سنراه. ولكن: كلمة عجلى، إنّ حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتضمّن أحكاماً وعبادات وسُنن ...، فهل المنع يهدف ويقصد مثل هذه الأحاديث؟ قطعاً لا. فما بقي إلاّ الوصيّة والخلافة وهو الأمر الذي أقرّ به عمر وأنّه الذي حمله على منع النبيّ من كتابة الكتاب والتصريح باسم عليّ عليه‌السلام خليفة من بعده؛ وقد مرّ ذِكرُ ذلك. ثمّ صارت سنّةً لأصحاب الأريكة ممّن هم وشيكوا عهدٍ برسولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وامتدّت ليلقفها معاوية ومن جاء
بعده من الشجرة الملعونة في القرآن الكريم وعلى لسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فلم يكتفِ بمنع الحديث في فضائل عليّ وأهل البيت عليهم‌السلام، وإنّما امتدّت يدُ النّصب لوضع الأحاديث المكذوبة للنيلِ من أمير المؤمنين وتفضيل أعدائه! وسنّ سنّته البغيضة في لعن الإمام عليّ عقب كلّ صلاة، فعاشت الشام بعيدة عن روح الإسلام تجهل مَن هو عليّ؟! وفضائل أهل البيت، أُمويّة ناصبيّة أجيالاً طويلة لا يمكن أن تنمحي آثارها. فإذا جاء ابن تَيمِيه بإرثهِ الخارجيّ وسوء تربيته وضياع نسبه وتأثير محيطه وبيئته الأولى: حرّان، ليحطّ رحاله في بيئته الجديدة؛ كان أشدّ من معاوية على عليّ وأهل البيت عليهم‌السلام في المنع من الحديث! وكان معاوية أكثر إنصافاً من ابن تَيمِيه؛ ذلك أنّ معاوية إذا أُحْصِر في الحِجَاج أقرّ لأبي الحسن عليه‌السلام فضله، أمّا ابن تَيمِيه فقد عاهد الشيطان إلاّ شنّ الغارة على أهل البيت بعد ما تجاوز حرمة الرسول والمـُرْسِل!!
وإذا كان مَن سبق معاوية اكتفوا بمنع حديث رسول الله وحبسوا الصحابة - على ما ستقف على معنى الحبس هنا - فإنّ معاوية قد أحلّ الحرام وانتهك حرمة كبار الصحابة لأجل ذلك وكان أكثر جرأةً وصراحة من غيره لمّا خطب فقال: «ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلُّوا ولا لتحجُّوا ولا لتزكُّوا، قد عرفتُ أنّكم تفعلون ذلك، ولكن إنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم ...».
حديث رسول الله؛ وردّ عمر بلفظ آخر
ويأتي حديث رسول الله بلفظ مقارب لما ذكرناه سابقاً، وأمّا ردّ عمر
واعتراضه فإنّه يرِد أكثر جَفْوة، فقد ذكروا: لمّا مات رسول الله قال قبل وفاته بيسير: «ائتوني بدواةٍ وبياضٍ لأكتب لكم كتاباً لا تختلفوا فيه بعدي». فقال عمر: دَعُوا الرجُلَ، فإنّه لَيَهْجُر (1)!
الله أكبر!، دَعُوا الرجل، وليس النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله؛ أي اتركوه وتخلّوا عنه ولا تلتفتوا إلى قوله، فإنّي أُؤكّد لكم «لَيَهْجُر» أنّه يهذي ولا يدري ما يقول - معاذ الله يا رسول الله أن نقول شيئاً من ذلك - وهي أبلغ من كلّ العبارات التي مضت في القُبْح والشتيمة! وهذا النصّ أقرب إلى القبول؛ وإن كان التقديم أي الاعتراض على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منهيّ عنه في القرآن الكريم وليس من أدب الإسلام في شيء، واللّغط الذي حدث بسبب ذلك، وشتيمة عمر للنّسوة اللاّتي اعترضن عمر وشيعته وطلبن استجابة أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ...، فإنّ هذه الأمور كافية لطرد رسول الله للقوم: إلاّ أنّ في العبارة هذه زيادة على ما تقدّم: فَصْمُ العُرَى بينهم وبين الرسول، من خلال دَعُوا الرجل؛ فلا معنى بعد ذلك لكلام عمر: «حسبُنا كتابُ الله». إذ أركان الإسلام ثلاثة: التوحيد، والنبوّة، والمعاد؛ فمَن أنكر واحدة منها فليس بمسلم، وهذه الدعوة صريحة لإنكار أحد الأركان والتخلّي عنه وهو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كلّ هذا ورسول الله بينهم يرَونه بوجهه الوضيء بنور النبوّة ويسمعون
____________________
(1) مسند أحمد 3: 346، صحيح البخاري - كتاب العلم، باب كتابة العلم، المجلّد الأوّل صفحة 39، والمجلّد 4 باب قول المريض ... صفحة 5، و 6 باب مرض النبيّ ووفاته صفحة 11، و 4 كتاب الجهاد - باب جوائز الوفد، صفحة 85، شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 2: 536. مجمع الزوائد 4: 390 و 391، الكامل، لابن الأثير 2: 217، طبقات ابن سعد 2: 243، تذكرة الخواصّ: 65.
صوته، فكيف بهم إذا قبضه الله تعالى ورفعه إلى أعلى عِلّيِّين؟!
أنعجل ونقول: سيرتدّ بعضهم القَهْقرى؟
لا نجافي الحقيقة ولا نعدوها إن قُلنا: نعم؛ فالّذي وقع من عمر وأصحابه بحقّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وطرد رسول الله إيّاهم من ساحة رحمته فلم يعتذروا بل لجّوا في طغيانهم ففارقوه إلى السقيفة ولم يرجعوا إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله؛ إلاّ وقد قبض الله تعالى نفسه الزكيّة إليه - هذا في أحسن الأحوال وتنزّلاً في قبول الرّواية، وإلاّ فالمرويّ عن عائشة قولها: لم نعلم بوفاة رسول الله إلاّ بوقع المساحي والرجال يحفرون ليلاً ...، وكان أمير المؤمنين في ثلّة من بني هاشم قد تولّوا دفنه -؛ ولقد كان صلى‌الله‌عليه‌وآله حذّرهم الرِّدّة والتبديل.

أحاديث النبيّ في الرِّدّة
أخرج مسلم بنسده عن أبي حازم قال: سمِعتث سَهْلاً يقول: «سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: أنا فَرَطُكُم على الحوض مَن وَرَدَ شرِبَ ومَن شرِب لم يظمأ أبداً، ولَيَرِدَنّ علّيَّ أقوامٌ أعرِفُهم ويعرِفوني ثمّ يُحال بيني وبينهم»، قال أبو حازم: فسمِع النُّعمان بن أبي عيّاش وأنا أُحدّثهم هذا الحديث فقال: هكذا سمِعتَ سهلاً يقول؟ قال: فقلتُ نعم قال: وأنا أشهدُ على أبي سعيدٍ الخُدْريّ لَسمِعتُه يزيدُ فيقولُ: «إنّهم منّي، فيُقال: إنّك لا تدري ما عمِلوا بعدَك فأقولُ سُحْقاً سُحْقاً لِمَن بَدّلَ بعدي» (1).
فأيّ تبديل أعظم من رفض سنّته في حياته، ثمّ المنع من تدوينها
____________________
(1) صحيح مسلم، بشرح النووي المجلّد 8، الجزء 15: 54.
والتحديث بها وحبس الصحابة على ذلك بعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله؟!
وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «إنّي على الحوض حتّى أنظرَ مَن يرِدُ علَيَّ منكم وسَيُؤخذُ أُناسٌ دوني فأقولُ يا ربِّ منّي ومن أُمّتي، فيقولُ: إنّك لا تدري ما عمِلوا بعدك ما زالوا يرجعون على أعقابهم» (1).
وعن أمّ سَلَمة، قالت: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «أيّها الناس إنّي لكم فَرَطٌ على الحوض فإيّايَ لا يأتِيَنّ أحدُكم فيُذَبُّ عنّي كما يُذبّ البعيرُ الضالّ فأقول: فِيمَ هذا؟ فيُقال إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقولُ: سُحْقاً» (2).
فالذي أحدثوه «بعده» من جنس «الأريكة»، والذي يرد فيه لفظ «يوشك». ومن حديثه صلى‌الله‌عليه‌وآله في عِظم الخطر المحدق بأصحاب الأريكة:
عن عُقبة بن عامر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج يوماً فصلّى على أهل أُحُد صلاتَه على الميِّت ثمّ انصرف إلى المنبر فقال: «إنّي فَرَطٌ لكم وأنا شهيدٌ عليكم وإنّي والله لأَنظرُ إلى حوضي الآن وإنّي قد أُعطيتُ مفاتيح خزائن الأرض وإنّي واللهِ ما أخافُ عليكم أن تُشركوا بعدي ولكن أخافُ عليكم أن تتنافسوا فيها» (3).
وهذا الذي وقع ليلة وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله، فبعد ما أساؤوا الأدب كما لحظنا، راحوا إلى سقيفة بني ساعدة فكان ممّا يندى له الجبين من أجل «الأريكة»، وغُصبت الزهراء الطاهرة عليها‌السلام إرثها من أبيها صلى‌الله‌عليه‌وآله واعتدوا عليها وكادوا يحرقوا بيتها وهي
____________________
(1) نفسه: 56.
(2) نفسه.
(3) نفسه: 57. وانظر الجمع بين الصحيحين، وتاريخ دمشق 8: 109 و 3: 8 و 47: 117.
فيه! وقوتلت قبائل قد امتنعت من بيعة أبي بكر وكانت ترى أنّ الخليفة الشرعيّ هو عليّ عليه‌السلام ...
والأحاديث في هذا الحقل من الوفرة ممّا يضعنا أمام الواقع الصعب الذي كان يعاني منه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى.
إنّ ما وقع من القوم في حجرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وفيما أحدثوه بعده، سبقتها وقائع مرّة! فقد استجابوا لهتاف الشيطان وفرّوا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونزل بهم بيان من الله سبحانه يوبّخهم على ذلك. وفرّوا بالرّاية يوم خيبر، ولم نسمع أنّهم جرحوا بطلاً فضلاً عن جندلة أبطال!
ويبقى عليّ عليه‌السلام بعيداً عن كلّ هذه اللّوثات في جمعٍ من الأتقياء ممّن لم يبدّلوا ولم يغيّروا. وكان عليه‌السلام يستبق الأحداث وكيف لا؟ وسرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عنده.
عن عمرو بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن سِماك، عن عِكرِمة عن ابن عبّاس: أنّ عليًّا قال في حياة النبيّ إنّ الله عزّ وجلّ يقول: (أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى‏ أَعْقَابِكُمْ) (1)، واللهِ لا ننقلب على أعقابنا أبداً بعد أن هدانا الله، والله لَئِن مات أو قُتل لأُقاتلنّ على ما قاتل عليه حتّى أموت، والله إنّي لأَخوهُ ووليُّه وابن عمّه ووارثه، فمَن أحقُّ به منّي (2)؟!
____________________
(1) آل عمران: 144.
(2) الفضائل، لأحمد، حديث 232، خصائص النّسائيّ: 130 ح 65، المستدرك على الصحيحين 3: 126، المعجم الكبير، للطبرانيّ 1: 107/ ح 176، وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة 1: 23، =
أبو هريرة
واحدٌ من زمرة معاوية ممّن أوكل إليهم وظيفة تقليب الحديث ووضعه مقابل ما جعلَ لهم من عطاءٍ اشترى به بقيّة دينهم!
فقد ذكر الإسكافي رواية عن الأعمش، قال: لمّا قدم أبو هريرة مع معاوية عامَ الجماعة - بعد الصلح بين معاوية والإمام الحسن عليه‌السلام -، جاء إلى المسجد الكوفة، فلمّا رأى كثرة من استقبله من الناس جَثَا على ركبتيه، ثمّ ضربَ صَلْعته مراراً، وقال: يا أهل العراق، أتزعمون أنّي أكذي على الله وعلى رسوله، وأحرق نفسي بالنار! والله لقد سمعتُ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يقول: «إنّ لكلّ نبيٍّ حَرَماً، وإنّ حَرَمي بالمدينة، ما بين عَيْر إلى ثور، فمَن أحدثَ فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، وأشهد بالله أنّ عليّاً أحدث فيها، فلمّا بلغ معاويةَ قولُه أجازه وأكرمه وولاّه إمارة المدينة.
قلت - والقول لابن أبي الحديد -: أمّا قوله «ما بين عَيْر إلى ثَوْر» فالظاهر أنّه غلط من الراوي، لأنّ ثوراً بمكّة وهو جبل يقال له: ثَوْر أطحل، وفيه الغار
____________________
(1) الأغاني.
الذي دخله النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبو بكر؛ وإنّما قيل أطحل لأنّ أطحل بن عبد مناف بن أدّ ... بن عدنان كان يسكنه، وقيل اسم الجبل أطْحَل، فأضيف «ثور» إليه والصواب: «ما ين عَيْر إلى أحد» (1).
وزاد في معجم البلدان في القول: إلى - التي ذكرها أبو هريرة عير إلى ثور - بمعنى مع، كأنّه جعل المدينة مضافة إلى مكّة في التحريم (2).
فأمّا قول أبي هريرة: «إنّ عليّاً عليه‌السلام أحدثَ في المدينة» فحاشَ لله! كان عليه‌السلام أتقى لله من ذلك؛ والله لقد نصر عثمان نصراً لو كان المحصورُ جعفر بن أبي طالب لم يبذُلْ إلاّ مثله (3).
قال أبو جعفر - الإسكافيّ -: وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضيّ الرواية، ضربه عمر بالدِّرة، وقال: قد أكثرتَ من الرواية وأحْر بك أن تكون كاذباً على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (4).
وروى سفيان الثوريّ، عن منصور، عن إبراهيم التيميّ، قال: كانوا لا يأخذون عن أبي هريرة إلاّ ما كان من ذِكْر جنّة أو نار (5).
وروى أبو أسامة عن الأعمش، قال: كان إبراهيمُ صحيحَ الحديث، فكنتُ
____________________
(1) شرح نهج البلاغة 4: 67، معجم البلدان 2: 86 - 87.
(2) معجم البلدان 2: 87.
(3) شرح نهج البلاغة 4: 67.
(4) نفسه 68.
(5) شرح نهج البلاغة 4: 67.
إذا سمعتُ الحديث أتيتُه فعرضتُه عليه، فأتيتُه يوماً بأحاديث من حديث أبي صالح عن أبي هريرة، فقال: دعني من أبي هريرة، إنّهم كانوا يتركون كثيراً من حديثه (1).
وقد روي عن عليّ عليه‌السلام أنّه قال: ألاَ أنّ أكذبَ الناس على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبو هريرة الدَّوْسيّ (2).
وروى أبو يوسف، قال: قلت لأبي حنيفة: الخبر يجيء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؛ يخالف قياسنا ما نصنع به؟ قال: إذا جاءت به الرواة الثقاتُ عمِلنا به وتركنا الرأي، فقلت: ما تقول في رواية أبي بكر وعمر؟ فقال: ناهيك بهما! فقلت: عليّ و عثمان؟ قال: كذلك، فلمّا رآني أعُدّ الصحابة قال: والصحابة كلّهم عدول ما عدا رجالاً، ثمّ عدّ منهم أبا هريرة وأنس بن مالك (3).
وروى سفيان الثوريّ، عن عبد الرحمان بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار، أنّ أبا هريرة لمّا قدِم الكوفة مع معاوية، كان يجلس العشِيّات بباب كِنْدة، ويجلس الناس إليه، فجاء شابٌّ من الكوفة، فجلس إليه، فقال: يا أبا هريرة، أنشُدُك الله، أسمعتَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ بن أبي طالب: «اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ من عاداه»؟! فقال: اللّهمّ نعم؛ قال: فأشهد بالله ن لقد واليتَ عدوّه، وعاديت
____________________
(1) نفسه.
(2) نفسه.
(3) نفسه.
وليّه! ثمّ قام عنه (1).
وروى أنّ عمرو بن ثابت، كان عثمانيّاً، من أعداء أميرالمؤمنين عليّ عليه‌السلام ومبغضيه.
روى أنّه كان يركب ويدور القرى بالشام ويجمع أهلها، ويقول: أيّها الناس، إنّ عليّاً كان رجلاً منافقاً؛ أراد أن يبْخس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة العقبة، فالعنوه، فيلعنه أهلُ تلك القرية؛ ثمّ يسير إلى القرية الأخرى، فيأمرهم بمثل ذلك. وكان في أيّام معاوية (2). فما أحرى هؤلاء أن يكونوا مصداق قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام: روى حمّاد بن صالح، عن أيّوب، عن كهمس؛ أنّ عليّاً عليه‌السلام قال: يهلِك فيَّ ثلاثة: اللاعن والمستمع المقرّ ن وحامل الوِزْر، وهو الملك المـُترَف، الذي يُتَقَرَّب إليه بلعنتي، ويُبرأ عنده من ديني، ويُنتقص عنده حسبي؛ وإنمّا حَسَبي حَسَبُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وديني دينه. وينجو فيَّ ثلاثة: مَن أحبّني، ومَن أحبّ محبّي، ومَن عادى عدوّي؛ فمَنْ أُشرِب قلبُه بُغضي أو ألّب على بُغضي؛ أو انتقصني؛ فليعلم أنّ الله عدوّه وخصمه؛ واللهُ عدوٌّ للكافرين (3).
فأين مستقرّ كلّ مَن عادى وألّب وحارب وزَوي حقّ أميرالمؤمنين عليه‌السلام وكذب على الله ورسوله بوضع الحديث واختلاقه، وأيّ حديث مفترى؟! إنّه تنقيص وسبّ لنفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بصريح القرآن الذي هو عِدْلُه وليّ أمير
____________________
(1) شرح نهج البلاغة 4: 67.
(2) نفسه 23.
(3) نفسه 105.
المسلمين بعد الله تعالى ورسوله بنصّ القرآن وبيعة الغدير وغير ذلك سيّد العرب وأبو سبطي سيّد البشر اللّذين هما سيّدا شباب أهل الجنّة، وزوج سيّدة نساء العالمين التي ردّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجالات كانوا يعدّون أنفسهم سادة فقال لهم: إنّ زواجها بيد الله؛ فزوّجها عليّاً عليه‌السلام صاحب الفتوحات حتّى هتف ملك السماء باسمه مرّتين: يوم بدر، وأُحد ...
ومن ثَمَّ هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من شجرة واحدة والناس من أشجار شتّى؛ فهما في الذروة إذ عُدّ النسب؛ فبأيّ وجهٍ يُقدح أبو الحسنين؟!
أيّهم أولى بالنقيصة وعذاب الخُلد؟؛ روى صاحب كتاب «الغارات» عن الأعمش، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «سيظهر على الناس رجل من أُمّتي، عظيم السُّرم، واسع البُلعوم، يأكل ولا يشبع، يحمل وِزْر الثَّقَلين، يطلب الإمارة يوماً، فإذا أدركتموه فابقروا بطنَه، قال: وكان في يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قضيب، قد وضع طرفه في بطن معاويه» (1).
عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبد الله بن سلمة، عن عليّ عليه‌السلام، قال: رأيتُ الليلة رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فشكوت إليه، فقال: هذه جهنّم فانظر مَن فيها، فإذا معاوية وعمرو بن العاص معلّقين بأرجلهما منكّسين، تُرْضَخ رؤوسهما بالحجارة (2).
____________________
(1) شرح نهج البلاغة 4: 108.
(2) نفسه 109.






يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:35 PM

السبب الحقيقي لتغييب أبي بكر وعمر سنة النبي’!

روى أبو داود:2/404: (عن عمرو بن أبي قرة قال: كان حذيفة بالمدائن ، فكان يذكر أشياء قالها رسول الله(ص)لأناس من أصحابه في الغضب ، فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة ، فيقول سلمان: حذيفة أعلم بما يقول ، فيرجعون الى حذيفة فيقولون له: قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك .
فأتى حذيفة سلمان وهو في مَبْقَلة فقال: يا سلمان ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله(ص)؟ فقال سلمان: إن رسول الله(ص)كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ، ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه ! أما تنتهي حتى تورث رجالاً حبَّ رجال ورجالاً بغضَ رجال ، وحتى توقع اختلافاً وفرقة ؟ ولقد علمت أن رسول الله(ص)خطب فقال: أيما رجل من أمتي سببته سبَّةً أو لعنته لعنةً في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون ، وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة . والله لتنتهين أو لأكتبن الى عمر ). انتهى .
فهذه الحادثة التي وقعت في المدائن في عهد عمر ، بين اثنين من كبار الصحابة ، تدل على أن حذيفة الذي أجمع المسلمون على أنه صاحب سر رسول الله’وأنه كان يعرف أسماء المنافقين ، كان يروي أحاديث غضب النبي’ على بعض أصحابه ولعنه إياهم ، وأنها كانت أحاديث خطيرة بحيث لو عرفها المسلمون لتبرؤوا من أولئك الصحابة ، وأن سياسة عمر كانت تحريم روايتها تحريماً مشدداً ، الى حد أن الوالي الذي يرويها يتعرض لغضب الخليفة وعقوبته عزله، حتى لو كان من وزن حذيفة أمين رسول الله ’! فسياسة عمر كانت التغطية المشددة على الممدوحين والملعونين على لسان النبي’ !!
أما الحديث الذي نسبته الرواية الى النبي’عن لسان سلمان&(إن رسول الله(ص)كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ، ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه) ! فسوف تعرف أنه موضوع وأن النبي’لا ينطق عن الهوى وأن الملعونين على لسان الأنبياء^محكومٌ عليهم من الله تعالى بالطرد الأبدي من رحمته لعصيانهم وطغيانهم ، وأن اللعن الإلهي لا يمكن رفعه .
بل يفهم من الآيات والأحاديث أن لعنة الأنبياء^تجري في ذرية الملعون الى يوم القيامة ، فهو يبلغ حداً ينضب صلبه من الخير ويختار أولاده طريق الشر !
وهذا ما يفسر لنا تشاؤم العرب من الملعون ، فقد تشاءم عمر من ناقة لعنها بدوي ! فكيف بمن لعنه رسول الله’؟! روى في كنز العمال:3/877 (عن أبي عثمان قال: بينما عمر يسير ورجل على بعير له فلعنه ، فقال من هذا اللاعن؟ قالوا: فلان قال: تخلف عنا أنت وبعيرك ، لاتصحبنا راحلة ملعونة) !!

إن رواية أبي داود وأمثالها تدل على أن السبب الحقيقي في منع كتابة الحديث النبوي والتحديث ، هو التغطية على الذين غضب عليهم رسول الله ’ولعَنَهُم ، والتغطية على مَن مدحهم وأمرَ الصحابة والأمة باتباعهم ! وهذا واضح من قوله: (حتى تورث رجالاً حبَّ رجال ، ورجالاً بغضَ رجال ، وحتى توقع اختلافاً وفرقة) ، وأن الموضوع يتصل بأناس من وزن أهل البيت^ورجال السلطة كعمر وأبي بكر ! وهذا يستوجب إعادة النظر في أصل شرعية السلطة وشخصياتها !!

~ ~
 
الأسئلة

1 ـ أليس من حق المسلمين أن يعرفوا موقف نبيهم’من صحابته ، وقد بينه لهم وأبلغهم إياه وأمرهم بإبلاغه؟ فلماذا كتمه أبو بكر وعمر ، ونهيا عن كتابته وروايته ، والله تعالى يقول: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَابَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ. ؟!

2 ـ هل يستحق الصحابة الملعونون على لسان رسول الله’أن ترتكب السلطة تغييب السنة النبوية للتغطية عليهم ، وتتهم رسولَ الله’من أجلهم بأنه أخطأ في ذمهم ولعنهم ، كما أخطأ في مدح غيرهم من عترته^وشيعتهم ، وتفتري عليه بأنه يقول في الغضب والرضا غير الحق ، وهي تقرأ قول الله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى . ؟!



وايضا
كان هدفهم من منع تدوين الحديث هو منع وصول فضائل أهل البيت (عليهم السلام) ومناقبهم والأحاديث التي تثبت ولايتهم إلى الناس، لأن الأحاديث النبوية تزخر بهذا. ومع كل المنع الذي مارسه أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وسائر الحكام الأمويين والعباسيين؛ إلا أن الأحاديث في فضائلهم (صلوات الله عليهم) وصلتنا بكل هذا الكم الهائل والذي هو ليس سوى نزر يسير مما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! وما ذلك إلا لأن الحقيقة مثل الشمس، لا يمكن تغطيتها بشيء.
أما عن الذين اعترضوا على هذا المنع في زمان الثلاثة الغاصبين؛ فالتاريخ لم ينقل لنا على وجه التحديد من هم، لكننا من خلال قرائن أخرى كما وقع مع أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه) من اضطهاد عثماني بسبب روايته حديث رسول الله صلى الله عليه وآله؛ نفهم أنهم كانوا معترضين على هذا المنع الجائر






يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:35 PM

تفنيد ما زعموه من أعذار لتغييب السنة !

يرجع ما ذكره أبو بكر وعمر وأتباعهما ، في الدفاع عن منعهما من كتابة سنة النبي’وروايتها ، الى ثلاثة أمور :
الأول: أن هدفهما التثبت ومنع الكذب في التحديث عن النبي’، وقد اعتذر بذلك أبو بكر ، ثم اعتذروا به عن عمر .
الثاني: الخوف من انشغال الناس بالحديث عن القرآن . وقد ذكره عمر في أوائل خلافته .
الثالث: الخوف من اختلاط الحديث النبوي بالقرآن . وقد اعتذر به عمر ، ولعله في أواخر خلافته ، حيث كثر انتقاد الصحابة لسياسة منع التحديث !

~ ~

الأسئلة

1 ـ لماذا لم يرد عذر التثبت من الحديث إلا على لسان أبي بكر ، ولم يؤكد عليه عمر ، بل لم يذكره أبداً في حيثيات حكمه ؟

2 ـ إذا كان غرض السلطة التثبت في رواية الحديث عن النبي’، فلماذا لم تستعمل الطرق الطبيعية لتعليم الصحابة كيف يتثبتون ، فتعلن مثلاً أن يحضر كل من يحفظ حديثاً أو عنده شئ مكتوبٌ من السنة، الى دار الخلافة، ثم تكلف شخصاً أو هيئة للتثبت وطلب الشهود على كل حديث .
فهل خفي عليها ذلك حتى قامت بإحراق السنة وحرَّمت كتابتها وروايتها؟!
وقد قالت إنها استعملته في القرآن؟ أم أنها لم تكن تريد سنة النبي’أصلاً ، فجمعتها لكي تحرقها ! أما أنها كانت تريد الإنتقاء فتأخذ بعضها وتغيب بعضها؟!

3 ـ إن أبا بكر لم يكتف بحرق ما جمعه من مدونات الصحابة من السنة ، بل نهى عن الحديث كلياً ، وأمر المسلمين أن يكتفوا بما حلله القرآن وحرمه فقط، وهذا يكشف عن رفضه للسنة كلياً، بحجة أن فيها أحاديث مختلفاً فيها!
قال في تذكرة الحفاظ:1/2 عن أبي بكر: (جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله(ص)أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافاً ، فلاتحدثوا عن رسول الله شيئاً !! فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ) ! انتهى.
فكيف تجمعون بين قول أبي بكر: فلا تحدثوا عن رسول الله شيئاً ! (تذكرة الحفاظ:1/2) ، وقولكم عن النبي’: حدثوا عن أهل الكتاب ولاحرج ! أليس معنى ذلك رفض سنة النبي’التي هي نصف الإسلام ، واستيراد سنة اليهود والنصارى بدلها ؟!

4 ـ كيف تقولون إن عمر منع عن كثرة التحديث وليس عن أصله ، مع أن قراراته بالمنع جاءت نهياً وزجراً مطلقاً بدون تعليل! وقدصرح قرظة بأن عمر نهاهم عن الحديث ومنعهم منه منعاً باتاً، لكي لايشغلوا الناس به عن القرآن !

5 ـ إن مقولة عمر (جرِّدوا القرآن) وإيهامه الناس بأن الحديث يشغلهم عن القرآن غير صحيح ، لأن غرضه إما ضرورة التوازن في صرف المسلمين أوقاتهم بين القرآن والسنة ، وإما المحافظة على فهم القرآن وعدم تشويشه بالسنة .
وترك التحديث عن النبي’ليس علاجاً لأي من المشكلتين؟! فمسألة الوقت ـ على أنها بعيدة عن قصد عمر ـ علاجها بتوجيه قسم من المسلمين الى الإهتمام بالقرآن وتعليمه ، وقسم آخر الى السنة .
ومسألة التشويش على فهم القرآن علاجها بأن يعين عمر مفسرين موثوقين عنده ، عايشوا نزول القرآن وتفسير النبي’لآياته ، يقومون بتفسير القرآن للمسلمين بالأحاديث التي يرتضيها عمر .
لكن مقصوده الحقيقي هوأن يترك المسلمون السنة، ويقرؤوا القرآن ولو من غير فهم، ولايسألوا عن معاني آياته ، ولا يفسروها حتى بأحاديث النبي’!
ويؤيد ذلك منعه المسلمين من السؤال عن معاني آيات القرآن كما في قصة صبيغ التميمي وغيره ! وهذه سياسة التجهيل بدل التعليم ! والكتمان بدل التبليغ !

6 ـ أما مقولة اختلاط السنة بالقرآن ، فلو قالها غير عمر لسخر منه العلماء وقالوا هذا امتهانٌ للعقل! فالقرآن والسنة مقولتان متميزتان ، وقد كانا معاً ولم يختلطا ولم يشتبها ، حتى عند متوسطي الثقافة والمعرفة ، فضلاً عن العلماء والفقهاء !
ولكن كلامه صار عند محبيه عذراً مقبولاً لمجرد أنه صدر عن عمر ! وصاروا يبحثون عن وجه معقول لكلام غير معقول ! ومثله قول عمر ومن وافقه: نزل القرآن على سبعة أحرف! وأن النبي’قصد ألفاظه لامعانيه ، فما زال محبوه الى يومنا يبحثون عن السبعة أشكال التي نزل فيها القرآن من عند الواحد الأحد !

قال الباحث المصري محمود أبو رية تعليقاً على عذر اختلاط السنة بالقرآن ، في كتابه أضواء على السنة المحمدية ص50: (وهو سبب لايقتنع به عاقل عالم.. اللهم إلا إذا جعلنا الأحاديث من جنس القرآن في البلاغة ، وأن أسلوبها في الإعجاز من أسلوبه ! وهذا ما لايقره أحد حتى الذين جاءوا بهذا الرأي ، إذ معناه إبطال معجزة القرآن وهدم أصولها من القواعد ... وبين الحديث والقرآن ولاريب فروق كثيرة يعرفها كل من له بصر بالبلاغة وذوق في البيان ... على أن هذا السبب الذي يتشبثون به قد زال بعد أن كتب القرآن في عهد أبي بكر على ما رووه، وبعد أن نسخ في عهد عثمان ووزعت منه نسخ على الأمصار ، وأصبح من العسير بل من المستحيل أن يزيدوا على القرآن حرفاً واحداً...). انتهى .
فما رأيكم ؟!






يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:36 PM

إعطاؤهم عمر حق النقض على أحاديث النبي’ !!

أراد الشيخ رشيد رضا صاحب تفسير المنار أن يحقق قفزة في الدفاع عن تغييب أبي بكر وعمر للسنة النبوية ، فأغمض عينيه أولاً عن بدائه العقل في الكتابة والتدوين ، وعن تاريخ الدين الإلهي والأنبياء^والشعوب .
وأهمل ثانياً كل الأحاديث الآمرة بكتابة السنة ، كحديث عبدالله العاص ، وسنذكر طرفاً منها . ثم بحث ، وبحث.. فوجد بعض روايات عن النبي(تنهى) عن كتابة حديثه’ ، فحمد الله عليها لأنها ترفع المسؤولية عن عاتق أبي بكر وعمر ، وتضعها على عاتق النبي’ ، وتقول هو الذي نهى عن كتابة حديثه !
فأفتى رضا بترجيح روايات منع التدوين على روايات الأمر بالتدوين ، وجعل دليله فعل أبي بكر وعمر ! أي استدل بالمدعى عليه على إثبات الدعوى !!

ثم بحث ، وبحث.. فجاء بفرية تخرُّ منها الجبال ! فزعم أن عمل أبي بكر وعمر يكشف أن لهما حق النقض على سنة رسول الله’!!
قال في تفسيره (:10/ 766 و:19/511 ، كما نقله عنه أبو رية في أضواء على السنة المحمدية): ( وقول عمر بن الخطاب عند الفكر في كتابة الأحاديث أو بعدم الكتابة مع كتاب الله في الرواية الأولى، وقوله في الرواية الثانية بعد الإستشارة في كتابتها: والله إني لا أشوب كتاب الله بشئ أبداً .
وقولُ ابن عباس: كنا نكتب العلم ولا نكتبه . أي لا لأحد أن يكتب عنا .
ونهيه في الرواية الأخرى عن الكتابة...
ومحوُ زيد بن ثابت للصحيفة ثم إحراقها ، وتذكيره بالله من يعلم أنه توجد صحيفة أخرى في موضع آخر ولوبعيداً، أن يخبره بها ليسعى إليها ويحرقها...
وقولُ سعيد بن جبير عن ابن عمر: إنه لو كان يعلم بأنه يكتب عنه لكان ذلك فاصلاً بينهما . ومحوُ عبد الله بن مسعود للصحيفة التي جاءه بها عبد الرحمن بن الأسود وعلقمة ، وقوله عند ذلك: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره .
كل هذا الذي أورده ابن عبد البر ، وأمثاله مما رواه غيره ، كإحراق أبي بكر لما كتبه ، وعدم وصول شئ من صحف الصحابة الى التابعين ، وكون التابعين لم يدونوا الحديث لنشره إلا بأمر الأمراء ، يؤيد ما ورد من أنهم كانوا يكتبون الشئ لأجل حفظه ، ثم يمحونه... وإذا أضفت الى هذا ماورد في عدم رغبة كبار الصحابة في التحديث بل في رغبتهم عنه ، بل في نهيهم عنه ، قويَ عندك ترجيح كونهم لم يريدوا أن يجعلوا الأحاديث(كلها)ديناً عاماً دائماً كالقرآن !
ولو كانوا فهموا من النبي أنه يريد ذلك لكتبوا ولأمروا بالكتابة ، ولجمع الراشدون ما كتب ، وضبطوا ما وثقوا به وأرسلوه الى عمالهم ليبلغوه ويعملوا به ، ولم يكتفوا بالقرآن ). انتهى.
فتأمل جيداً قوله: (قويَ عندك ترجيح كونهم لم يريدوا أن يجعلوا الأحاديث (كلها)ديناً عاماً دائماً كالقرآن) ! فالسركله في رفض بعض السنة وقبول بعضها!!

~ ~

 
الأسئلة

1 ـ نلاحظ أن هذا المفسر المثقف الناصبي ، وغيره من الذين احتجوا بأحاديث نهي النبي’عن كتابة حديثه ، لم يسألوا أنفسهم أنه لو صح أنه كانت توجد أثارة من علم عن النبي’تنهى عن رواية حديثه أو كتابته ، لتمسك بها أبو بكر وعمر مع شدة حاجتهم اليها !
مع أنا لانجد شيئاً من ذلك رغم تتبع علمائهم لأعذارهم وحرصهم على تبرير فعلتهم ! فقد طلب أبو بكر من الناس أن يأتوه بما دونوه من سنة النبي’ وجاؤوه به صادقين وهم لايتصورون أنه سيحرقه ! وتأرق ليله كما تقول عائشة ، ثم قرر إحراقه بحجة وجوب التحقق من رواة الحديث النبوي!
فلو كان هناك أثارة من علم ، أو شبهة تنهى عن التدوين ، لاستند إليها وأراح نفسه ! ولو قلنا إنه لم يطلع عليها لأطلعه عليها الصحابة !
ولو وجد شئ من ذلك لقاله الصحابة لعمر عندما أشاروا عليه بتدوين السنة ، ولم يذكر أحد منهم ولا نصف رواية ، تزعم أن النبي’نهى عنه !
ألا يكفي ذلك للحكم بأن أحاديث النهي عن الكتابة قد وُضعت بعد قرار تغييب السنة ومنع كتابتها ، من أجل تبرير عمل أبي بكر وعمر؟!
أوَليس ذلك موجباً لأن يتوقف الباحث المنصف في أحاديث النهي، ولايعارض بها أحاديث الأمر بالتدوين ، كما ارتكب رشيد رضا ؟!

2 ـ ماتوصل اليه رشيد رضا من تتبعه لآراء(كبارالصحابة)في تدوين السنة وأنهم(لم يريدوا أن يجعلوا الأحاديث كلها ديناً عاماً دائماً كالقرآن) هو وصفٌ دقيق لحالة الشيخين وتحيرهما وتصرفاتهما المتضاربة تجاه سنة النبي’!
فقد أرادا أن يكون (بعض)سنة النبي’ديناً كالقرآن وليس(كلها)! ولكنهما لم يجرؤا على إعلان ذلك خوفاً من أن يقرأ عليهما بعض الصحابة: ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)؟! ألم يقل لكم الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) . (الحشر:7) ؟!!
نعم ، إنه لا تفسير لمواجهتما للنبي’لمنعه من كتابة وصيته ، ثم منعهما من تدوين سنته ، ثم مصادرتهما حرية الصحابة في تحديث الأمة عن نبيها ’، ثم تحديثهما هما عن النبي’.. الخ . إلا أنهما أرادا اختيار هذا (البعض) الذي يصلح أن يكون جزءاً من الدين ، واستبعاد ذلك (البعض) الذي لايصلح !! وقد صرح بنحو ذلك عمر فقال للصحابة الذين حبسهم بجرم التحديث: (أقيموا عندي ، لاوالله لاتفارقوني ما عشت ! فنحن أعلم نأخذ ونرد عليكم) . (كنز العمال:19/285) !

نعم إن الذي أفصح عنه رشيد رضا هو لبُّ المسألة ، وهو تحديد دائرة الدين وجعل هذا الشئ جزءً منه أو خارجاً عنه !
لكن الذي يملك هذا الحق في اعتقادنا نحن أتباع أهل البيت الطاهرين^هو فقط رسول الله محمد بن عبدالله’! لا عمر ، ولا علي ، ولا كل الصحابة ، ولا كل أهل الأرض أجمعين أكتعين !
ويظهر أن أتباع أبي بكر وعمر يعتقدون أن الله تعالى ورسوله’أعطيا هذا الحق للشيخين فصارا أمينين على الرسالة بعد النبي’! وهذا يعني تأسيس دين جديد يكون فيه لأبي بكر وعمر حق النقض على أحاديث خاتم الأنبياء’؟!! فهل تعطون لهما حقاً لم يعطه الله تعالى لرسوله’فقال: وَلَوْ تَقَوَلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيل. لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ . فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أحد عَنْهُ حَاجِزِينَ. (الحاقّة: 43 ـ 46) ؟!!
3 ـ مادام الله تعالى أعطى بزعمكم لعمر بن الخطاب حق الحذف والإثبات في سنة النبي’ ! فلا بد أن تضيفوا أصلاًً جديداً لأصول الإسلام وهو: عدم حجية سنة النبي’إلا ما أمضاه عمر وجعله جزءاً من الدين !
لكن كيف تعرفون ذلك بيقين ، والأحاديث عن عمر متفاوتة بل متناقضة؟! فلا بد لكم من الإحتياط بترك السنة حتى تعلموا ما أمضاه منها عمر !!
وبعبارة أخرى: لو فرضنا أن سنة النبي’عشرون ألف حديثاً ، ثابتاً قطعيَّ الصدور عنه’، فبعضها جزءٌ من الدين وبعضها ليس منه ، وما لم تعلموا ذلك يقيناً يجب التوقف عن نسبة أي حديث منها ، حتى يثبت إمضاء عمر له !
فيكون المطلوب في البحث العلمي صحة السند الى عمر ، لا الى النبي’! ويكون الميزان الشرعي ما قَبِلَهُ عمر من قول النبي ، وليس ما قاله النبي’!! ويكون الأصل عدم حجية قول النبي’حتى نعرف رأي عمر فيه !!
وعلى هذا الأصل لايسلم لكم من السنة حتى ربع صحيح البخاري!
وعليه ، فالأصح أن تسموا السنة سنة عمر وليس سنة النبي’؟! لأنكم جعلتم حق طاعة عمر على الأمة أعظم من حق النبي’، لأن طاعة النبي’ في مثل قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ، مشروطة بأن لايزيد في أوامر ربه حرفاً ولا ينقص منها حرفاً ، بينما وجوب طاعة عمر غير مشروط ، فله أن ينقص ما شاء من أحاديث النبي’ ويمنع من العمل بها !! فأفصحوا واعلنوها بأن عمر نبي فوق النبي’!!




يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:36 PM

أحاديث غيبوها عن البحث من أجل تبرير تغييب السنة !

أمر النبي’بكتابة أحاديثه الشريفة

روى البخاري في صحيحه:1/36: (فجاء رجل من أهل اليمن فقال: أكتب لي يا رسول الله ، فقال: أكتبوا لأبي فلان ) .

وفي:3/95: (فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال أكتبوا لي يا رسول الله ، فقال رسول الله(ص):أكتبوا لأبي شاه . قلت للأوزاعي: ما قوله أكتبوا لي يا رسول الله ؟ قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله(ص) . انتهى .
(ورواه في:8/38 وأحمد في مسنده:2/238 ، ومسلم:4/110 و111، وأبو داود:1/448 و:4/34 ، وص177و368 ). وجاء في هامش ص76: الذين كتبوا عبد الله بن عمرو ، وكان عنده صحيفة يسميها الصادقة . والترمذي:4/146، وقال: هذا حديث حسن صحيح . وقد روى شيبان عن يحيى بن أبي كثير مثل هذا . والبيهقي في السنن:8/52 ، والسيوطي في الدر المنثور:1/122 .

وعقد الهيثمي في مجمع الزوائد:1/150، باباً بعنوان (باب كتابة العلم) لم يرو فيه ما تقدم من البخاري ، وروى فيه أحاديث وآثاراً في تحريم كتابة السنة ، وفي الحث على كتابتها ، وضعَّفها ما عدا بعض الآثار .
وأولها: حديثٌ ظاهر الوضع لمصلحة عمر: عن ابن عباس وابن عمر قالا: خرج رسول الله(ص)معصوباً رأسه فرقى المنبر فقال: ما هذه الكتب التي يبلغني أنكم تكتبونها ، أكتاب مع كتاب الله؟! يوشك أن يغضب الله لكتابه فيسري عليه ليلاً فلا يترك في ورقة ولا في قلب منه حرفاً إلا ذهب به ! فقال بعض من حضر المجلس: فكيف يا رسول الله بالمؤمنين والمؤمنات؟ قال من أراد الله به خيراً أبقى في قلبه لا إله إلا اله . رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن ميمون الواسطي وهو متروك ، وقد وثقه حماد بن سلمة ).
أقول: لو كان لهذا الحديث وجود لرفعه عمر علماً عندما تحير شهراً !!
ثم روى الهيثمي حديثاً آخر مثله مكذوباً على أبي سعيد الخدري لمصلحة أبي بكر وعمر ، قال: كنا قعوداً نكتب ما نسمع من النبي(ص)فخرج علينا فقال: ما هذا تكتبون؟ فقلنا: ما نسمع منك ، فقال: أكتاب مع كتاب الله ! إمحضوا كتاب الله وأخلصوه ! قال فجمعنا ما كتبناه في صعيد واحد ، ثم أحرقناه بالنار ! فقلنا: أيْ رسولَ الله ، نتحدث عنك؟ قال: نعم ، تحدثوا عني ولا حرج ، ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار . قال قلنا: أيْ رسولَ الله ، أنتحدث عن بني إسرائيل؟ قال: نعم ، تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، فإنكم لا تحدثون عنهم بشئ ، إلا وقد كان فيهم أعجب منه.
وقال الهيثمي: قلت: له حديث في الصحيح بغير هذا السياق ، رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

ثم روى حديثاً آخر مكذوباً أيضاً: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: لاتكتبوا عني إلا القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه ! وحدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج ، فذكر الحديث. رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف.
ثم روى أثراً عن أبي بردة بن أبي موسى وصححه ، قال: كتبت عن أبي كتاباً فقال لولا أن فيه كتاب الله لأحرقته ، ثم دعا بركن أو بإجانة فغسلها ثم قال عِ عني ما سمعت مني ولا تكتب عني ، فإني لم أكتب عن رسول الله كتاباً ، كدت أن تهلك أباك ! رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه ، إلا أن البزار قال إحفظ كما حفظنا عن رسول الله . ورجاله رجال الصحيح . انتهى.
ويكفي لرد هذا الأحاديث والحكم بأنها مكذوبة على رسول الله’ ، أنه لو صح شئ منها لأخذه عمر قميص عثمان يوم فكر شهراً والصحابة يُلحُّون عليه في كتابة السنة ، ولَخَطَبَ به فوق المنبر مرات !
وأما أثر أبي موسى فلا قيمة له ، لأنه نهيٌ من أبي موسى وليس نهياً نبوياً !
ومما رواه الهيثمي: (عن أبي هريرة قال: ماكان أحد أعلم بحديث رسول الله (ص)مني إلا ماكان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب بيده ويعيه بقلبه ، وكنت أعيه بقلبي ولا أكتب بيدي. واستأذن رسول الله في الكتابة عنه فأذن له.
وعن رافع بن خديج قال خرج علينا رسول الله(ص)فقال: تحدثوا ، وليتبوأ من كذب على مقعده من جهنم . قالوا يا رسول الله أنا نسمع منك أشياء فنكتبها قال: أكتبوا ولا حرج . وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله(ص): قيِّد العلم . قلت: وما تقييده ؟ قال: الكتابة .
وعن ثمامة قال: قال لنا أنس: قيدوا العلم بالكتابة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح .
وعن أنس قال شكى رجل الى النبي(ص)سوء الحفظ فقال: إستعن بيمينك . وعن أبي هريرة أن رجلاً شكى الى رسول الله(ص)سوء الحفظ فقال: إستعن بيمينك على حفظك ) . انتهى.

وهذه الأحاديث حتى لو ضعَّفوها ، تؤيد ما صح عندهم من أمر النبي’ بكتابة حديثه كما في البخاري ، وتنسجم مع أسلوب الدين الإلهي في الكتاب والكتابة ، ومع سيرة الأنبياء^، وسيرة العقلاء والشعوب في كل العصور .

~ ~


الأسئلة

1 ـ مادام صح عندكم في البخاري أن النبي’أمر أن يكتبوا خطبته الشريفة الى رجل يماني طلبها ، مع أن النبي’كان على قيد الحياة ، وبإمكان المسلم أن يرجع اليه ويسأله عما يريد ! فكيف ترفعون اليد عنها ، وتقبلون ما يعارضها مع أنه ضعيف معلول، توجد قرائن على وضعه لمصلحة تغييب السنة ؟!

2 ـ ما دام ثبت عندكم أن بعض أحاديث النهي عن الكتابة موضوعة لتبرير عمل أبي بكر وعمر ، ألا يوجب ذلك أن تفتحوا باب الشك في الأحاديث المؤيدة لأعمالهما الأخرى ، التي اعترض عليها الصحابة أو أهل البيت^؟!

3 ـ لماذا تُعرضون عن أحاديث أهل البيت^التي تؤكد أمر النبي’ بكتابة السنة ، وتعرضون عن سيرتهم العملية في مقاومة تغييب السنة ، وأنتم تروون أن النبي’أوصى الأمة قائلاً: (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي )؟!







يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:36 PM

أحاديث وجوب طلب العلم

عندما يصل المدافعون عن سياسة تغييب السنة الى أحاديث وجوب طلب العلم وبذله ، وأحاديث وجوب أن يبلغ الشاهد الغائب ، وأحاديث ثواب التحديث وحفظ الأحاديث..الخ. يحاولون العبور عنها وتجاهلها ، أو الإلتفاف عليها كما التفُّوا على أحاديث الأمر بكتابة السنة ، ويقولون إنها تقصد التبليغ الشفهي دون المكتوب ، وتقصد الحفظ في الصدر بدون الكتابة !
لكن هل يستطيع عاقل أن يقنع نفسه بأن النبي’أكد على أمته فقال: إحفظوا أحاديثي وحدثوا بها ، لكن يحرم عليكم أن تكتبوها ! وبلغوها الى الأجيال لكن تبليغاً شفهياً فقط ، لا كتبياً ؟!

ونحن نورد فينا يلي نماذج لأربعة أنواع من الأحاديث في مصادرهم ، كلها تأمر بالتحديث وتدوين الحديث ، أو تستلزم ذلك بالضرورة ، وهي:
أحاديث وجوب طلب العلم وتعليمه .
وأحاديث وجوب التبليغ والتحديث
وأحاديث النهي عن كتمان العلم
وأحاديث من حفظ على أمتي أربعين حديثاً .
أما أحاديث وجوب طلب العلم ، وفيها أحاديث صحيحة متفق عليها ، وهي بمجموعها متواترة في مصادر الشيعة والسنة . فإذا كان طلب العلم فريضة ، وعلم الدين إنما هو كتاب الله تعالى وسنة رسوله’، فهو يستلزم بالضرورة أنه يجب على الصحابة بذل العلم وأن يحدثوا بما سمعوه من النبي’كما يستلزم جواز كتابة الحديث أو وجوبها، لأنه لايمكن لأكثر المسلمين أن يحفظوا الحديث من إلقائه مرة أو مرتين ، بل ولا خمس مرات !
فهل سقطت هذه الفريضة بمجرد وفاة النبي’أم أراد عمر أن يحصر مصدر العلم به شخصياً ، وبأحاديث أهل الكتاب التي أجازها وشجعها ؟!
روى البخاري في صحيحه:1/28: (باب فضل من علَّمَ وعَلِم...عن النبي(ص) قال: مَثَلُ ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا . وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعانٌ لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعَلِمَ وعَلَّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ) .

وفي ابن ماجة:1/81: (قال رسول الله(ص): طلب العلم فريضة على كل مسلم).
(قال فإني سمعت رسول الله(ص)يقول: من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً الى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب . إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) .

وقد عقد أبو داود:2/175باباً باسم (باب الحث على طلب العلم) أورد فيه روايات . وكذلك الترمذي:4/137 باسم (باب فضل طلب العلم)، وأوسع منه في مستدرك الحاكم: 1/89 و: 3/511 ومسند أحمد:4/240، والدارمي:1/95 والبيهقي:1/282 والهيثمي:1/124 و 131 و191 و 201 وكنز العمال:10/130 الى 261 و:12/85 و:13/ 426 و:15/840 و:16/127 ... وغيرها .
كما عقد الترمذي:4/138 باباً بإسم (باب ما جاء في الإستيصاء بمن يطلب العلم). جاء فيه عن أبي هارون قال: (كنا نأتي أبا سعيد فيقول مرحباً بوصية رسول الله إن النبي(ص)قال: إن الناس لكم تبعٌ وإن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين ، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً .
عن أبي سعيد الخدري عن النبي(ص)قال: يأتيكم رجال من قبل المشرق يتعلمون فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيراً . قال: فكان أبوسعيد إذا رآنا قال مرحباً بوصية رسول الله(ص). انتهى .

والسؤال هنا: كيف نفَّذ أبو بكر وعمر هذه الوصية ! وأي صدمة كان يواجهها طالب العلم عندما كان يأتي الى مدينة النبي’ومركز أصحابه ، فلا يجد شخصاً يعلمه أو يحدثه عن رسول الله’؟! لأن أبا بكر وعمر منعا التحديث عن النبي’تحت طائلة العقوبة والسوط والسجن !!


الأسئلة

1 ـ هل ألغى أبو بكر وعمر فريضة طلب العلم في مدة سلطتهما ؟ فإن كان الجواب بالإيجاب فهو البدعة مقابل القرآن والسنة ! وإن كان بالنفي فكيف يجب طلب العلم ويحرم التحديث عن النبي’؟!

2 ـ استطاع عمر أن يتخلص من مطلب الصحابة في تدوين السنة النبوية ، وأن يمنع كتابتها في المدينة المنورة وبقية ولايات الدولة الإسلامية ، وأن يمنع مجرد التحديث عن النبي’منعاً باتاً ، حتى أنه حبس بعض الصحابة بهذا الجرم ! وضرب بعض الصحابة الكبار مثل أبي بن كعب ! فهل وجدتم اعتراضاً من أحد من الصحابة على تعطيل عمر لفريضة طلب العلم ؟!
وإذا لم يعترض الصحابة على تعطيل فريضة لخوفهم من عمر ، فمعناه أن عمر كان بإمكانه أن يوقف أي فريضة مشابهة ، والصحابة أمامه مشلولون لا يملكون إلا الصمت !! فقد روى عمر بن شبة في تاريخ المدينة:2/681 ، قال: ( بينما عمر يمشي وخلفه عدة من أصحاب رسول الله وغيرهم ، بدا له فالتفت ، فما بقي منهم أحدٌ إلا سقط إلى الأرض على ركبتيه ) !!

ألا يستوجب ذلك إعادة النظر في أعمال عمر التي سكت عليها الصحابة طيلة خلافته ! وكل ما ادعيتم أنه إجماع الصحابة لسكوتهم عن فعل عمر ؟!







 

آيات وأحاديث النهي عن كتمان العلم

قال الله تعالى: أم تَقُولُونَ إِنَّ إبراهيم وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أعلم أم اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . (سورة البقرة:140)
وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ . إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وأنا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . (سورة البقرة:159 ـ 160)
وروى البخاري:1/38 ونحوه في:3/74 (عن أبي هريرة قال: إن الناس يقولون أكثر أبوهريرة ، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً ، ثم يتلو: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى..الى قوله الرحيم . إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم ، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله(ص)بشبع بطنه ، ويحضر ما لا يحضرون ، ويحفظ ما لايحفظون ) .

وروى في:1/48: (قال ابن شهاب: كان عروة يحدث عن حمران ، فلما توضأ عثمان قال: ألا أحدثكم حديثاً، لولا آية ما حدثتكموه: سمعت النبي (ص) يقول: لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه ويصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها . قال عروة الآية: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا...). (ونحوه في مسلم:1/142 و:7/167 وابن ماجه:1/97 وأحمد:2/240 و247 والحاكم:2/271 والسيوطي في الدر المنثور:1/163)

وقال السيوطي في:2/162: (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله: الذين يبخلون.. الآية.. قال: هؤلاء يهود يبخلون بما آتاهم الله من الرزق ، ويكتمون ما آتاهم الله من الكتب إذا سئلوا عن الشئ !
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كان علماء بني إسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم ، وينهون العلماء أن يعلموا الناس شيئاً ، فعيَّرهم الله بذلك ، فأنزل الله: الذين يبخلون .. الآية !!
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل قال: هذا في العلم ، ليس للدنيا منه شئ) !

وعقد الترمذي:4/138، باباً باسم (باب ما جاء في كتمان العلم) وروى فيه (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص): من سئل عن علم ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار . ثم قال: وفي الباب عن جابر، وعبد الله بن عمر . قال أبو عيسى (أي الترمذي) :هذا حديث حسن ) .

وفي سنن ابن ماجة:1/97:(عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(ص): من كتم علماً مما ينفع الله به في أمر الناس وأمر الدين ، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار ) .انتهى .

وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:20/267، عن علي×: ليس كل ذي عين يبصر ، ولا كل ذي أذن يسمع ، فتصدقوا على أولي العقول الزَّمِنَة والألباب الحائرة ، بالعلوم التي هي أفضل صدقاتكم . ثم تلا: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَابَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ.

~ ~

 
الأسئلة

1 ـ إذا لم يكن نهي عمرأمراً بالكتمان، فهل هو أمر ببذل العلم والحديث ؟!

وإذا لم يكن امتناع قرظة وأمثاله عن التحديث كتماناً ، فما هو الكتمان الذي تنهى عنه الآيات والأحاديث؟!
أليس من الكتمان امتناع أكثر الصحابة من التحديث عن النبي’رغم إلحاح المسلمين عليهم ، خاصة المسلمين الجدد الذين لم يروا نبيهم’، وكانوا في شغف لأن يسمعوا أحاديثه ، ويتعرفوا على أخباره؟!
قال الحاكم في المستدرك:1/102: (فلما قدم قرظة قالوا حدثنا ، قال: نهانا ابن الخطاب ! هذا حديث صحيح الإسناد له طرق تجمع ويذاكر بها ) . انتهى.
وفي مصنف عبد الرزاق:3/584: (أتى رجل أبا الدرداء فسأله عن آية فلم يخبره فولى الرجل وهو يقول: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى..!!).

2 ـ هل تقدمون نهي أبي بكر وعمر عن التحديث وأمرهما بالكتمان ، على نهي الله تعالى ورسوله’عن الكتمان ، وأمرهما ببذل العلم ؟!
وماذا تقولون في فتاوي أئمتكم كالجصاص والآمدي والمناوي وغيرهم: ففي الأحكام للآمدي:2/59:(ومنها قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى.. الآية. ووجه الحجة بها أن الله تعالى توعد على كتمان الهدى، وذلك يدل على إيجاب إظهار الهدى، وما يسمعه الواحد من النبي(ص) فهو من الهدى فيجب عليه إظهاره ) .

وفي أحكام القرآن للجصاص:1/122: (ولذلك قال أبو هريرة: لولا آية في كتاب الله عز وجل ما حدثتكم ، ثم تلا: الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى، فأخبر أن الحديث عن رسول الله(ص)من البينات والهدى الذي أنزله الله تعالى ... وقد روى حجاج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، عن النبي(ص) قال: من كتم علماً يعلمه ، جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار .
فإن قيل: روي عن ابن عباس أن الآية نزلت في شأن اليهود حين كتموا ما في كتبهم من صفة رسول الله(ص)؟
قيل له: نزول الآية على سبب غير مانع من اعتبار عمومها في سائر ما انتظمته ، لأن الحكم عندنا للفظ لا للسبب ، إلا أن تقوم الدلالة عندنا على وجوب الإقتصار به على سببه ) .

وفي فيض القدير للمناوي:4/707:(وقد تظافرت النصوص القرآنية على ذم كاتم العلم: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَايَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إلا النَّارَ وَلايُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلايُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وإذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ ! فوصف المغضوب عليهم بأنهم يكتمون العلم ، تارةً بخلاً به ، وتارة اعتياضاً عن إظهاره بالدنيا ، وتارة خوفاً أن يُحتجَّ عليهم بما أظهروه منه ! وهذا قد يبتلى به طوائف من المنتسبين للعلم ، فإنهم تارةً يكتمونه بخلاً به ، وتارة كراهة أن ينال غيرهم من الفضل والتقدم والوجاهة ما نالوه ، وتارة اعتياضاً برئاسة أو مال فيخاف من إظهاره انتقاص رتبته ، وتارة يكون قد خالف غيره في مسألة أو اعتزى إلى طائفة قد خولفت في مسألة ، فيكتم من العلم مافيه حجة لمخالفه، وإن لم يتيقن أن مخالفه مبطل! وذلك كله مذمومٌ ، وفاعله مطرودٌ من منازل الأبرار ومقامات الأخيار، مستوجب للَّعنة في هذه الدار ودار القرار).انتهى.
فهل ينطبق ذلك على أبي بكر وعمر ومن أطاعهما في كتمان السنة ؟!
3 ـ احتج علينا المخالفون بأنا نقول بإمامة علي والأئمة من ذريته^استناداً الى نص النبي’فقالوا أين النص؟ وأجبناهم بالأحاديث الصحيحة المتواترة التي رواها رواتهم ودونتها صحاحهم رغم تغييب السنة ، كحديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وحديث المنزلة ، وعشرات غيرها !
ولنا أن نجيبهم أيضاً ، بأن سياسة أبي بكر وعمر في تغييب السنة وتعطيلها، تُسقط حجتكم علينا ومطالبتكم بالأحاديث من مصادركم ، لأن أئمتكم تعمدوا تغييبها ، وعاقبوا رواتها بالضرب والسجن !
وبهذا يظهر بطلان قول ابن تيمية في منهاج سنته:7/48: (لكن أهل العلم يعلمون بالإضطرار أن النبي(ص)لم يبلغ شيئاً من إمامة علي ، ولهم على هذا طرق كثيرة يثبتون بها هذا العلم، منها: أن هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فلو كان له أصل لنقل كما نقل أمثاله من حديثه ، لاسيما مع كثرة ما ينقل من فضائل علي من الكذب الذي لا أصل له ، فكيف لاينقل الحق الصدق الذي قد بلغ للناس؟! ولأن النبي(ص)أمر أمته بتبليغ ما سمعوا منه ، فلا يجوز عليهم كتمان ما أمرهم الله بتبليغه ). انتهى.
لأنا نقول له: نعم إن النبي’بلَّغ الأمة ولاية علي×في عشرات الأحاديث والخطب في مناسبات عديدة ، وأمر الحاضرين بتبليغ ما سمعوا منه ، لكن مخالفي علي×ألزموا المسلمين بعدم كتابة الحديث ، وحرموا عليهم حتى قول (قال رسول الله’) ! فالكتمان وقع منهما لامن النبي’!
ولذا ورد عن الإمام العسكري×في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أنزل اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قليلاً أُولَئِكَ مَايَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إلا النَّارَ وَلايُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلايُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. (البقرة:174) قال: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَاأَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ ، المشتمل على ذكر فضل محمد’على جميع النبيين ، وفضل علي×على جميع الوصيين، وَيَشْتَرُونَ بِهِـ بالكتمان ـ ثَمَناً قليلاً، يكتمونه ليأخذوا عليه عرضاً من الدنيا يسيراً ، وينالوا به في الدنيا عند جهال عباد الله رياسة . قال الله تعالى:أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ـ يوم القيامة ـ إِلا النَّارَ ، بدلاً من إصابتهم اليسير من الدنيا لكتمانهم الحق . وَلايُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بكلام خير ، بل يكلمهم بأن يلعنهم ويخزيهم ويقول بئس العباد أنتم! غيَّرتم ترتيبي وأخرتم من قدمته ، وقدمتم من أخرته ، وواليتم من عاديته ، وعاديتم من واليته ). انتهى.

ويظهر منه أن الكتمان المذموم في الآية شامل لكتمان اليهود ، ولكتمان قريش لصفات النبي وآله ، وكتمان فضائلهم صلوات الله عليهم . فما رأيكم؟!

4 ـ نعيد آية الكتمان لنعرف حكم اللعن فيها ، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَابَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُون )َ. فمن هم الذين يشملهم هذا اللعن ، وهل لعنهم واجبٌ، أو مستحب ؟!







 


أحاديث وجوب التبليغ والتحديث عن رسول الله’
ماذا يصنع المدافعون عن تغييب السنة بهذه المجموعة من الأحاديث المتواترة التي تنص على أنه’كان يوصي دائماً بأن يبلغ الحاضر الغائب؟!
فقد عقد البخاري:1/34 باباً باسم ( باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب ) وأورد فيه ما يدل على وجوب تبليغ أحاديث النبي’. وكذا في:2/191 ، وفيها: (قال: اللهم اشهد ، فليبلغ الشاهد الغائب ، فرب مبلغ أوعى من سامع ) ونحوه في:5/94 و127 . وفي:6/236: ( ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه) . ثم قال البخاري: ( وكان محمد إذا ذكره قال: صدق النبي(ص) ، ثم قال: ألا هل بلغت ألا هل بلغت ؟). وكرره في:8/186 وفي:8/91: ( فإنه رب مبلغ يبلغه من هو أوعى له). وفي ص115: ( ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه) .
ونحوه في صحيح مسلم:5/108 ، وابن ماجه:1/85 و86 ، والترمذي:2/152 ، وعقد الأخير في: 4/141 ، باباً باسم (باب في الحث على تبليغ السماع) روى فيه عن زيد بن ثابت (سمعت رسول الله(ص) يقول: نَضَّرَ الله أمراً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه ليس بفقيه . ثم قال الترمذي: وفي الباب عن عبدالله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وجبير بن مطعم ، وأبي الدرداء ، وأنس . وروى نحوه عن عبد الله بن مسعود . ثم قال: هذا حديث حسن صحيح ).
وكذا في مستدرك الحاكم:3/174 ، وسنن البيهقي:5/140 و:6/92 وفيه: ( ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، مرتين ، فرب مبلغ هو أوعى من سامع). ونحوه في:8/20و:9/212 وسنن النسائي:5/206 ، ومسند أحمد:1/83 و437 و:4/31 ، وكذا في:5/37 و39 و183.
وفي ص4 من مسند أحمد:5/: (ألا إن ربي داعيَّ ، وإنه سائلي هل بلغت عبادي ، وأنا قائل له رب قد بلغتهم ، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب).
وفي ص41 منه:(فلعل الغائب أن يكون أوعى له من الشاهد ). وفي ص45 منه: (ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، مرتين ) .
وفي ص73 منه: (ثم قال ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع . قال حميد قال الحسن حين بلغ هذه الكلمة: قد والله بلغوا أقواماً كانوا أسعد به ) .

وفي366 منه: (فليبلغ الشاهد الغائب . ولولا عزمة رسول الله(ص)ما حدثتكم) .

وفي:6/456 ( فمن حضر مجلسي وسمع قولى فليبلغ الشاهد منكم الغائب ) .

وفي مجمع الزوائد:1/139:(وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله(ص)كان يقول إني محدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب.رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وفيه:(فرفع يديه(ص)الى السماء فقال: اللهم اشهد . ثم قال يا أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب. (وقال الراوي): فادنوا نبلغكم كما قال لنا رسول الله . رواه البزار ورجاله موثقون ) .

وفي كنز العمال:10/224: ( إني أحدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب. طب ـ عن عبادة بن الصامت ) .

وفي ص229: إني أحدثكم بحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب- الديلمي عن عبادة بن الصامت . نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه - حم ، ه‍ ، ص ـ عن أنس، الخطيب عن أبي هريرة ، طبـ عن عمير بن قتادة الليثي ، طس عن سعد ، الرافعي في تاريخه عن ابن عمر ). انتهى. وقد أورد تحت الأرقام التي بعده نحو ثلاثين حديثاً بألفاظ ما تقدم ، أو مضمونها ، أو مايشهد لها .
~ ~

الأسئلة

1 ـ هذه أحاديث نبوية صحيحة ومتواترة ، تؤكد فريضة شرعية في أعناق الصحابة: أن يبلغوا ما سمعوه من رسول الله’؟!
فما قولكم بمن يستدركُ على رسول الله’ويقول: أيها المسلمون قال رسول الله ليبلغ الشاهد منكم الغائب، ولكني أنهاكم عن ذلك وأعاقبكم عليه، فلا تحدثوا عن رسول الله’بشئ ، وأنا شريككم في الإثم ! فإن لم يكن هذا استدراكاً على النبي’، فما هو الإستدراك الذي يعتبر رداً على النبي’؟!


2 ـ عاش الصحابة خوفاً شديداً من عمر ، لنهيه إياهم عن كتابة الحديث والتحديث ، وأزمة تأنيب ضمير لتركهم فريضة فرضها عليهم النبي’!
ونلاحظ ذلك حتى عند الصحابة والرواة الذين حدثوا الناس بعد وفاة عمر بسنين طويلة ، كما في قول أبي هريرة الذي تقدم من البخاري: (ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً ، ثم يتلو: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ...) وفي قول البخاري عن شيخه محمد بن سلام: (وكان محمد إذا ذكره قال: صدق النبي(ص)، ثم قال: ألا هل بلغت ، ألا هل بلغت ؟ وما تقدم من مجمع الزوائد: ( ولولا عزمة رسول الله(ص) ما حدثتكم... فادنوا نبلغكم كما قال لنا رسول الله(ص) !
فما قولكم في هذا الإرهاب العمري الذي صار ديناً ، أو خوفاً مستمراً ؟!



 
يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:37 PM

أحاديث: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً

اهتم عدد من علماء المسلمين السنة والشيعة بتأليف كتاب يحتوي على أربعين حديثاً ، في موضوع واحد ، أو مواضيع متعددة ، لقول النبي’: (من حفظ من أمتي أربعين حديثاً ينتفعون به بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً). وقد أوردت معاجم المؤلفات أسماء العديد منها:
من ذلك: الأربعون حديثاً لمحمد بن المقري المتوفى381 (معجم المؤلفين: 8/210) ، والأربعون حديثاً لابن أبي الصيف المتوفى 609، عن أربعين شيخاً في أربعين بلداً (الأعلام:6/36) ، والأربعون حديثاً الطائية لأبي الفتوح الطائي المتوفى سنة 555 عن أربعين شيخاً (الأعلام:7/24)، والأربعون حديثاً في العبادات، لابن أبي زيد الأندلسي (الأعلام:8/240) والأربعون البلدانية لابن عساكر ، والأربعون في الجهاد للمقري ، والأربعون العشارية للعراقي ، وهي مطبوعة .
ومن أشهرها عند الشيعة الأربعون حديثاً للبهائي من الشيعة ، والأربعون حديثاً للنووي من السنة .
وقد أورد الطهراني&في المجلد الأول من الذريعة نحو ثمانين كتاباً لمؤلفين شيعة باسم:الأربعون حديثاً، وقال في ص1/409: (قد تحققت السنة الأكيدة البالغة إلينا بالطرق الصحيحة عن سيد الرسل’بقوله: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً..إلخ. قال شيخنا الشهيد سنة 786 في أول أربعينه: إن حديث حفظ الأربعين هو المشهور في النقل الصحيح عنه’.

كما عقد العلامة المجلسي في أول مجلدات البحار باباً لمن حفظ أربعين حديثاً ، أورد فيه ما وصل إليه من رواياته عن كتب كثيرة بأسانيد متعددة ومتون متقاربة ، وقال في آخر الباب: هذا المضمون مشهور مستفيض بين الخاصة والعامة بل قيل إنه متواتر). انتهى. (ورواه في الكافي:1/49 ، ونحوه في عيون أخبار الرضا×: 1/28و41 ، والخصال ص541 ، و542، والأمالي ص382 ، وثواب الأعمال ص134، وغيرها) .
ونسبه العلامة الى النبي’بلا ترديد في تحرير الأحكام:1/40فقال: قال’:من حفظ من أمتي أربعين حديثاً ينتفعون به ، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ).

ورواه في كنز العمال:10/158 بألفاظ متقاربة وطرق متعددة ، منها: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتيـ ابن النجارـ عن أبي سعيد.
من حمل من أمتي أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ـ عن أنس .
وفي ص164:( من تعلم أربعين حديثاً ابتغاء وجه الله تعالى ليعلم به أمتي في حلالهم وحرامهم ، حشره الله يوم القيامة عالماً ـ أبونعيم ـ عن علي.

وفي ص224:(من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها ، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ـ عد في العلل ـ عن ابن عباس عن معاذ ، حب في الضعفاء ـ عن ابن عباس ، ابن سعد وابن عساكر من طرق عن أبي هريرة ، ابن الجوزي عن أنس .

من حفظ على أمتي أربعين حديثاً فيما ينفعهم من أمر دينهم ، بُعث يوم القيامة من العلماء، وفضل على العالم على العابدسبعين درجة، الله أعلم بمابين كل درجتينـ ع، عد ، هب ـ عن أبي هريرة . انتهى . ونحوه الأحاديث التي بعده الى رقم 29192 .

ومن طريف ما رواه في كنز العمال:10/232:(من كتب عني أربعين حديثاً رجاء أن يغفر الله له ، غفر له وأعطاه ثواب الشهداء . ابن الجوزي في العلل ، عن ابن عمرو .

لكن مع تصحيح علماء الشيعة لهذا الحديث ، وكثرة طرقه عند السنيين ، وعمل الجميع به ، وتأليفهم الكتب الأربعينية ، فلا عبرة بتضعيفهم له !!


~ ~

الأسئلة

1 ـ ما رأيكم في أسانيد حديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً..) ، ولماذا لا تأخذون بسنده الصحيح من طرق أهل البيت^؟

2 ـ من الواضح أن هدف النبي’أن تصل أحاديثه وما أوحاه الله اليه الى أوسع نطاق من الأمة والعالم ، وأن يحفظ الصحابة والرواة هذه الأحاديث ويعلموها للناس ، بمختلف الوسائل المناسبة المتجددة في كل عصر .
فلماذا لاتعترفون بأن عمر نقض هذا الغرض النبوي في إصراره على تغييب السنة ومنع تدوينها ، وحتى التحديث بها ، ومعاقبته على ذلك ؟!








متى تم الإفراج عن تدوين السنة وبأي شروط؟!

استطاع عمر بن الخطاب أن يمنع الأمة من كتابة حديث نبيها’! واستبدلها بإسرائيليات تميم الداري التي كان يلقيها في المسجد النبوي يومين أسبوعياً !! ثم زاده عثمان يوماً آخر ، فصارت مجالس تميم ثلاثة أيام .
ثم أضاف اليه كعب الأحبار وأعطاه يومين في الأسبوع !
ولك أن تقدر حالة أهل البيت^والصحابة الأبرار ، الذين حرَّم عليهم عمر باسم مصلحة الإسلام أن يقولوا: قال رسول الله’!!
وحالة الجمهور المتعطش لمعرفة سيرة نبيه ومعجزاته وأحاديثه’!
وهذا التعطش يفسر لنا الخروقات لقانون عمر ، التي لم يستطع السيطرة عليها !
وقد استمر منع التحديث وكتابة الحديث بعد عمر في خلافة عثمان ، لكنه كان متسامحاً غالباً في خرق المنع ، فكثرت في زمنه الخروقات !
ومع أن عصر خلافة علي×الذي دام أكثر من خمس سنوات ، كَسَرَ منع عمر وفتح الباب على مصراعيه للتحديث عن النبي’وكتابة حديثه.. لكن ما أن استشهد الإمام×وسيطر معاوية حتى أعاد سياسة المنع العمرية ! فكان معاوية يقول: ( عليكم من الحديث بما كان في عهد عمر ، فإنه كان قد أخاف الناس في الحديث عن رسول الله (ص). (تذكرة الحفاظ للذهبي:1/5)

وعادت سياسة المنع ، وغالى فيها المتعصبون لعمر ، ورووا الأحاديث التي تنهى عن كتابة التحديث، وكان بعضهم ينظر الى كتابة الأحاديث على أنها إثم! لكن ذلك لم يمنع انتشار التحديث الشفهي خاصة أن السلطةكانت بحاجة اليه !

وهكذا استمر منع التدوين أكثر من قرن من الزمان ، حتى دعا عمر بن عبد العزيز الأموي ، في مطلع القرن الثاني علماء السلطة الى كتابته ، وعمل شخصياً على كسر حرمة الكتابة !
( قال أبو قلابة: خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قرطاس، ثم خرج علينا لصلاة العصر وهو معه فقلت له: يا أمير المؤمنين ما هذا الكتاب ؟ قال: حديث حدثني به عون بن عبد الله ، فأعجبني فكتبته). (الدارمي:1/130) .
لكن مع ذلك ، تأخرت استجابتهم لدعوته فترة زمنية طويلة !

قال الدارمي:1/126:(عن عبد الله بن دينار قال كتب عمر بن عبد العزيز الى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن أكتب الى بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله (ص) ، وبحديث عمر ، فإني قد خشيت درس العلم وذهابه ) .

وفي طبقات ابن سعد:8/480: (أخبرنا يزيد بن هارون ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن حزم أن: أنظر ما كان من حديث رسول الله(ص)، أو سنة ماضية ، أو حديث عمرة (خادمة عائشة) فاكتبه ، فإني خشيت دروس العلم وذهاب أهله ).

وفي تنوير الحوالك للسيوطي ص4: (وأخرج الهروي في ذم الكلام من طريق يحيى بن عبدالله بن دينار ، قال: لم يكن الصحابة ولا التابعون يكتبون الحديث إنما كانوا يؤدونها لفظاً ويأخذونها حفظاً ، إلا كتب الصدقات والشئ اليسير الذي يقف عليه الباحث بعد الإستقصاء ، حتى خيف عليه الدروس وأسرع في العلماء الموت ، فأمر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أبا بكر الحزمي فيما كتب إليه: أن انظر ما كان من سنة ، أو حديث عمر ، فاكتبه ).


شروط عمر بن عبد العزيز لتدوين السنة !

الشرط الأول: أن يقوم بالمشروع أمويون دون سواهم ! فالخليفة الأموي هو صاحب المشروع ، وقد طلب أن يُرسل اليه كل ما يدون ! لكنه مات قبل أن يرسل اليه ابن حزم وغيره ما جمعوه .
والمكلف بالمشروع ابن حزم الأنصاري النسب ، الأموي الهوى ، وهو والي بني أمية على المدينة ، ثم قاضيهم فيها ! الذي كان يلبس خاتماً ذهبياً بارزاً ، وكان راتبه ثلاث مئة دينار، وهو مبلغ كبير في ذلك العصر. قال الذهبي في سيره:5/313: (أبو بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم ... أمير المدينة ، ثم قاضي المدينة ... قال أبوالغصن المدني: رأيت في يد أبي بكر بن حزم خاتم ذهب فصُّهُ ياقوتة حمراء! قلت: لعله ما بلغه التحريم ! ويجوز أن يكون فعله وتاب! وقيل: كان رزقه في الشهر ثلاث مئة دينار... وقيل: مات في سنة سبع عشرة). انتهى .

ومع الوالي والقاضي ابن حزم: ابن شهاب الزهري ، من علماء البلاط الأموي ، أخذ علم الحديث من سالم ونافع عبدي عمر ، وكان يرى أن أحاديث أبي بكر وعمر وعثمان سنة كسنة رسول الله ’! ففي طبقات ابن سعد:2/388: (وأخبرت عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر أخبرني صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نكتب السنن، قال وكتبنا ما جاء عن النبي(ص).
قال ثم قال: نكتب ما جاء عن الصحابة فإنه سنة ! قال قلت: إنه ليس بسنة فلا نكتبه ، قال فكتب ولم أكتب ، فأنجح وضيعت...!!
وأخبرت عن عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري قال: كنا نكره كتاب العلم ، حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء ...!
وأخبرت عن عبد الرزاق قال: سمعت معمراً قال: كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد ، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه ، يقول من علم الزهري ! ) . انتهى.

فسبب تَحَسُّر ابن كيسان أن زميله الزهري ( أنجَحَ ) بكتابة سنة الخلفاء ، وفاز بجائزة الدولة ، ومنها ألوف الوليد بن عبد الملك بن مروان التي قبضها الزهري ثمناً لدفاتره ! أما هو فلم (يُنجح) لأنه اقتصر على سنة النبي’!

والشرط الثاني: أن تدون أحاديث أبي بكر وعمر وعثمان وسنتهم ، وأحاديث عائشة الى جانب أحاديث النبي’أما أحاديث أبي هريرة فقد كتب لهم الخليفة: ( إلا حديث أبي هريرة ، فإنه عندنا ) ! (الطبقات: 7/447)
وقد تقدم ذلك في كلام صالح بن كيسان ، وفي مرسوم الخليفة لابن حزم: (أنظر ما كان من حديث رسول الله ، أو سنة ماضية ، أو حديث عمرة ، فاكتبه) ، فسنة أبي بكر وعمر وعثمان سنة ماضية شرعية ، يجب أن تدون مع سنة النبي ’ومعها حديث عائشة ، لأن أحاديث عمرة هي أحاديث عائشة !
قال الذهبي في من له رواية في كتب الستة:2/514: (عمرة بنت عبد الرحمن ... من فقهاء التابعين ، أخذت عن عائشة وكانت في حجرها . ماتت 106 ).
وقال ابن سعد في الطبقات:2/387: أن عمر بن عبد العزيز قال: (ما بقي أحد أعلم بحديث عائشة منها ، يعني عمرة ، قال: وكان عمر يسألها ).
وفي طبقات المحدثين بأصبهان:2/190: عن (عبد الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: أنظر ما كان من حديث عمرة عن رسول الله (ص) فاكتبه ، فإني أخشى ذهاب العلماء ودروس العلم). انتهى.

وقد مات الخليفة الأموي ، ومات ابن حزم والزهري ، قبل نشر ما جمعوه، (فتوفي عمر وقد كتب ابن حزم كتباً قبل أن يبعث بها إليه).( تنوير الحوالك4 ) ، وتأخر ظهور المسانيد نصف قرن آخر !

وقد ورث العباسيون خلافة بني أمية ، وورثوا منها هذا المشروع وعدَّلوا في شروطه ، وكلف المنصور العباسي مالك بن أنس أن يكت كتاباً سهلاً موطأً ليفرضه على الناس ويحملهم عليه ، فألف له ( الموطأ ) ونشره الخليفة ، وألزم به المسلمين! ولكن الخط الأموي عاد وغلب في زمن المتوكل العباسي فألفوا الصحاح الستة وغلبت الموطأ ، لأنها أقرب منه الى خط عمر ومعاوية !


الأسئلة

1 ـ إذا كان عمل عمر في منع كتابة السنة غير شرعي، فلماذا تدافعون عنه؟ وإذا كان شرعياً فلماذا خالفتموه وكتبتم ؟!


2 ـ ألا ترون أن تأخير كتابة السنة النبوية قرناً أو قرنين من الزمان ، قد كلف السنة الشريفة خسارات أساسية كبيرة ؟!

ـ فلو أن عمر سمح للصحابة أن يدونوا السنة ، لوصلت إلينا بأسانيد عالية بواسطة واحدة ، بينما صارت الآن بوسائط عديدة ! والفرق كبير بين الحديث المنقول بواسطة راو واحد ، أو عن بضعة رواة ، على مدى قرن أو قرنين ؟!
ـ ولكان كذب الرواة على رسول الله’قليلاً ، بينما هو اليوم كثير كثير !

ـ ولكانت رقابة الصحابة وتذكيرهم لبعضهم عاملاً مهماً في ضبط السنة ، بينما كتبت السنة برضا الحكام بلا رقابة على المؤلفين !
ـ ولوصلت الينا أحاديث المعارضة لحكم أبي بكر وعمر وعثمان ، بينما لا نجد منها اليوم إلا لقليل !
ـ ولظهرت مكانة العترة النبوية الذين أمر النبي’الأمة أن تتمسك بالقرآن وبهم ، ولنقدوا أحاديث النبي’وبينوا الصحيح منها والمكذوب !

فهل تعترفون بأن عمر يتحمل مسؤولية ذلك جميعاً ؟!

3 ـ ما هو أقدم كتاب في الحديث عندكم ؟وهل كَتَبَ البخاري صحيحه نقلاً من كتب لمؤلفين قبله ، أو من أفواه الرواة ؟!

4 ـ يمتاز شيعة أهل البيت^بأنهم لم يطبقوا تحريم عمر ، وواصلوا التحديث وكتابة الحديث عن النبي’والأئمة من العترة الطاهرة^.
ومن جهة أخرى ، فإن حضور الأئمة من العترة النبوية^الذي هو امتدادٌ لوجود النبي’بحكم عصمتهم وعلمهم^قد استمر ثلاثة قرون وكان الرواة يتلقون منهم الحديث النبوي ويكتبونه مباشرة ، وكان الراوي الذي عنده كتاب يسمى(صاحب أصل)، ثم جاء مؤلفوا الموسوعات كالكليني والصدوق ومن بعدهم فألفوا موسوعاتهم من تلك الأصول المكتوبة ، ووثقوها بالسماع المباشر . ألاترون أن ذلك يمثل ميزةً كبرى للأحاديث المروية في مصادرنا ، وأنها أدقُّ في نقل معاني الأحاديث النبوية وألفاظها ، وأصحُّ من مصادركم التي اعتمدت محفوظات راوٍ عن راوٍ عن راوٍ ، لمدة قرنين من الزمان ؟!
وقد أخبرني السيد مرتضى الرضوي أن الكاتب المصري الدكتور حفني داود كان يقول له: ألاحظ أن أحاديثكم مروية بألفاظ النبي’وأهل البيت^، بينما أحاديثنا مروية بالمعنى ! فما رأيكم بذلك ؟!

5 ـ لماذا لم يكلف الخليفة الأموي غير ابن حزم والزهري بكتابة السنة ، وأين هو عن بقية علماء الإسلام، وأين هو عن الإمامين محمد الباقر وجعفر الصادق ‘، وهو يعرفهما جيداً ، وقد طبقت شهرتهما في عصره الآفاق ؟!


6 ـ كيف تثقون بالزهري وابن حزم ، وهما موظفان عند بني أمية ، وهذه أخبار ترفهما وتقربهما الى السطة في مصادر الجرح والتعديل ؟!

7 ـ هل أن سنة أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة برأيكم ، سنةٌ شرعية تعبَّدنا الله تعالى بها كسنة النبي’؟!

8 ـ قال مالك في الموطأ: (عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن: أنظر ما كان من حديث رسول الله(ص)أو سنة ، أو حديث عمر ، أو نحو هذا ، فاكتبه لي). انتهى. (تنوير الحوالك ص6) . فهل الحديث النبوي غير السنة وما معنى قوله (أو نحو هذا) ؟!


9 ـ ما قولكم في زعم البخاري أن عمر بن العزيز أمر ابن حزم أن لايقبل إلا حديث النبي’؟ قال في صحيحه:1/33: (وكتب عمر بن عبد العزيز الى أبي بكر بن حزم: أنظر ما كان من حديث رسول الله(ص)فاكتبه ، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ، ولا تقبل إلا حديث النبي(ص) . انتهى.
فمن أين أتى به البخاري ، وهل قاله إلا ليرفع خلطهم لسنة النبي’بغيرها ؟!




يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:37 PM

كيف صار الرافضونَ لسنة النبي’أهل السنة والجماعة !!

من مفارقات التاريخ وما أكثرها ، أن الذي واجه النبي’في مرض وفاته ومنعه من كتابة وصيته وعهده لأمته ، ورفع في وجهه شعار رفض سنته فقال له:(كتاب الله حسبنا) ! صار هو رئيس الدولة بعد النبي’!!
وأن الذي أصدر مرسوماً من دار الخلافة بتحريم كتابة السنة النبوية ونهى عن التحديث بها.. صارت دولته دولة السنة ، وصار أتباعها: (أهل السنة والجماعة) !
أما الذين جاهدوا من أجل تبليغ سنة النبي’وتدوينها، وتحملوا اضطهاد الحكومات وعقوبات المنع ، فصاروا أعداء السنة والخارجين عن الجماعة !
إنها السياسة التي تجعل الأبيض أسود كالليل ، والفحم أبيض كالثلج !!

والذي حدث أن السلطة الأموية اختارت اسم(عام الجماعة) لعام تسلط معاوية على المسلمين ، وسمت أتباعها (أهل الجماعة) ، وسمت من خالفهم (أهل الفرقة والفتنة). ثم طورت إسم أتباعها فصار (أهل السنة والجماعة) ! وصار اسم من خالفهم (أهل البدعة والفرقة ) !


 
الأسئلة

1 ـ ما معنى قول عمر للنبي’الذي رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه: (قال عمر إن النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللغط !! قال: قوموا عني ولاينبغي عندي التنازع! فخرج ابن عباس يقول إن الرزيئة كل الرزيئة ما حال بين رسول الله وبين كتابه)!! (صحيح البخاري:1/37)
وما حكم من قال في عصرنا: حسبنا كتاب الله ، لا نريد سنة النبي’؟!

2 ـ مهما كان دفاعكم عن عمر ومؤيديه الذين صاحوا في وجه النبي’: (القول ماقاله عمر) ! فهل يصدق عليهم: (أهل السنة النبوية) أم السنة العمرية ؟!

3 ـ في تهذيب الكمال:2/269: (عن أبي نضرة العبدي: قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر: طلبت حاجة إلى عمر في خلافته فانتهيت إلى المدينة ليلاً ، فغدوت عليه...وإلى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب . . . فقلت: يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي إلى جنبك؟ قال: سيد المسلمين أبيُّ بن كعب ) .

وفي تحفة الأحوذي:10/271:(فضل أبي بن كعب رضي الله عنه)هو أبيُّ بن كعب الأنصاري الخزرجي كان يكتب للنبي(ص)الوحي وهوأحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله(ص)، وأحد الفقهاء الذين كانوا يفتون على عهد رسول الله(ص) ، وكان أقرأ الصحابة لكتاب الله تعالى، كنَّاهُ النبي (ص)أبا المنذر، وعمر أبا الطفيل! وسماه النبي(ص): سيد الأنصار، وعمر: سيد المسلمين . مات بالمدينة سنة تسع عشرة ).

وفي تاريخ المدينة لابن شبة:2/691: (حدثني أبو عمرو الجملي ، عن زاذان أن عمر خرج من المسجد فإذا جَمْعٌ على رجل فسأل: ما هذا؟ قالوا: هذا أبي بن كعب كان يحدث الناس في المسجد ، فخرج الناس يسألونه ، فأقبل عمر حرداً فجعل يعلوه بالدرة خفقاً ، فقال: يا أمير المؤمنين أنظر ما تصنع ! قال: فإني على عمد أصنع ، أما تعلم أن هذا الذي تصنع فتنة للمتبوع مذلة للتابع)! انتهى.
فمن هو الأحق باسم أهل السنة: أبيُّ بن كعب الذي ضربه عمر من أجل تحديثه المسلمين بأحاديث رسول الله’أم عمر الذي ضربه بجرم نشر السنة؟!









المعنى الأصلي لأهل السنة والجماعة: أهل سنة عمر وجماعة معاوية !

المعنى المشهور في عصرنا لإسم (أهل السنة والجماعة) أنهم أتباع المذاهب الأربعة المعروفة بالمذاهب السنية: المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي .
وفي المقابل يزعم السلفيون أو الوهابيون أنهم هم (أهل السنة والجماعة) مع أن أسلافهم متعصبةُ الحنابلة كانوا يعرفون باسم: المجسمة ، أو حشوية أهل الحديث . لكنهم يحاولون إثبات أن أئمة المذاهب وكبار علمائها كانوا يقولون مثلهم بالتجسيم ، ويفسرون الصفات الإلهية على ظاهرها الحسي بلا تأويل !

لكن عند البحث عن أصل هذه التسمية نكتشف أن معنى(أهل السنة)عند الأمويين ليس الحديث النبوي ، بل أهل سنة أبي بكر وعمر وعثمان ! وأن السنة التي أمر عمر بن عبد العزيز بتدوينها هي سنة الخلفاء الى جانب أحاديث النبي’!
فقد كتب في مرسومه الى ابن حزم: (أنظر ما كان من حديث رسول الله(ص) ، أو سنة ماضية ، أو حديث عمرة ، فاكتبه فإني خشيت دروس العلم وذهاب أهله ). (طبقات ابن سعد:8/480) ( أنظر ما كان من حديث رسول الله، أو سنة، أو حديث عمر ، أو نحو هذا ، فاكتبه لي ). (تنوير الحوالك ص6) .
وفي طبقات ابن سعد:2/388: (وأخبرت عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر أخبرني صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نكتب السنن ، قال وكتبنا ما جاء عن النبي(ص)قال: ثم قال: نكتب ما جاء عن الصحابة فإنه سنة ! قال قلت إنه ليس بسنة فلا نكتبه ، قال فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت...!!). انتهى . فهذه النصوص تدل على أن مقصود الخليفة الأموي بالسنة الماضية ليس الحديث والسنة النبوية، فقدجعلها قسيماً لحديث النبي’!
قد يقال: إن السنة عند الزهري وبني أمية تعني سنة النبي’، لكنها تشمل أيضاً سنة الخلفاء وسيرتهم ؟

والجواب: أن هذا صحيح في فهمنا اليوم ، لكن في مرسوم عمر بن عبد العزيز: ( أنظر ما كان من حديث رسول الله ، أو سنة ، أو حديث عمر ، أو نحو هذا، فاكتبه لي) فقد جعل (السنَّة الماضية) مقابل الحديث النبوي ، مضافاً الى القرائن الأخرى على أنهم كانوا يستعملون السنة في عصر عمر وعثمان ومعاوية بمعنى سنة الخلفاء دون سنة النبي ! وأحياناً بمعنى يشمل سنة النبي’وسنة أبي بكر وعمر، وأحياناً يعبرون بسيرة أبي بكر وعمر ! فقد جعلوا أقوال أبي بكر وعمر وعملهما سنة كسنة النبي’! كما رأيت في مناقشة صالح بن كيسان للزهري !
ولذلك رفض علي×في الشورى عرض عبد الرحمن بن عوف عليه أن يبايعه على كتاب الله وسنة رسوله’وسنة الشيخين ، لأنه يعني أن يعترف بأن سيرتهما جزءٌ من الإسلام !
ففي مسند أحمد:1/75: (عن أبي وائل قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: كيف بايعتم عثمان وتركتم علياً ؟ قال: ما ذنبي، قد بدأت بعلي فقلت أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر؟ قال فقال: فيما استطعت . قال: ثم عرضتها على عثمان فقبلها ) .

وفي فتح الباري:13/171: (فقال أي عبد الرحمن مخاطباً لعثمان: أبايعك على سنة الله وسنة رسوله وخليفتيه من بعده... فقال نعم فبايعه ).

وفي الفصول للجصاص:4/55: (فقال علي: أعمل بكتاب الله وسنة نبيه ، واجتهاد رأيي ، وعرضه على عثمان فقبله على ما شرطه عليه ).

وفي محصول الرازي:6/87: (قال لعثمان أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين ، فقال نعم ، وكان ذلك بمشهد من عظماء الصحابة ولم ينكر عليه أحد فكان ذلك إجماعاً ! فإن قلت: إن علياً خالف فيه؟ قلت: إنه لم ينكر جوازه لكنه لم يقبله ونحن لانقول بوجوبه). ونحوه في أحكام الآمدي:4/207 وغيره.

وفي كفاية الخطيب ص150: (عن ابن سيرين قال: كان في زمن الأول الناس لا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة ، فلما وقعت الفتنة سألوا عن الإسناد ليحدث حديث أهل السنة ، ويترك حديث أهل البدعة) . انتهى.
يقصد بذلك أنه بعد فتنة عثمان صار المطلوب عند المحدثين أن يكون الراوي من أهل السنة أي سنة عمر ، وإن كان شيعياً فيجب أن يكون حديثه حديث أهل السنة ، أي يرتضيه أهل سنة عمر !

وفي أمالي الطوسي ص709: ( فقال علي×: عليَّ عهد الله وميثاقه ، لئن وليت أمركم لأعملن بكتاب الله وسنة رسوله’).









سنة عمر مطلب لدهماء الناس !

فقد عمل عمر على تركيز سنته في دهماء الناس تشبُّهاً برسول الله’!
روى مالك في الموطأ:2/824 ،عن عمر:(ثم قدم المدينة فحطب الناس ، فقال: أيها الناس: قد سنت لكم السنن ، وفرضت لكن الفرائض ، وتركتم على الواضحة . إلا أن تضلوا بالناس يميناً وشمالاً ). انتهى.
وكان بعضهم مشغوفاً بسنة عمر حتى لو كانت مخالفة لسنة رسول الله’!
وعندما يقول السنيون سنة الخلفاء أو سنة الصحابة ، فالعمدة فيها سنة عمر بن الخطاب ، لأن خلافة أبي بكر كانت قصيرة ، وعثمان مختلف فيه عندهم.
وقد أفرط أتباع عمر في إطاعته في حياته وبعد وفاته ، حتى اشتكت عائشة من اتِّباع الناس لعمر في تحريمه الطيب في مني ، فقالت: (كنت أطيِّب رسول الله (ص) إذا رمى جمرة العقبة قبل أن يفيض ، فسنة رسول الله أحق أن يؤخذ بها من سنة عمر) . (إرواء الغليل للألباني:4/239، قال:أخرجه الطحاوي:1/421 بسند صحيح).
واشتكى من ذلك عبد الله بن عمر ! قال ابن كثير في سيرته:4/278: (وقد كان الصحابة يهابونه كثيراً ، فلا يتجاسرون على مخالفته غالباً ، وكان ابنه عبدالله يخالفه فيقال له: إن أباك كان ينهى عنها ، (أي متعة الحج وهي الإحلال من الإحرام بعد العمرة) فيقول: لقد خشيت أن تقع عليكم حجارة من السماء، قد فعلها رسول الله! أفسنة رسول الله نتبع ، أو سنة عمر بن الخطاب؟! ) !

وقد اشتكى من ذلك أمير المؤمنين علي×في خطبة بليغة رواها في الكافي بسند صحيح:8/58 ، قال: (خطب أمير المؤمنين×فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي’، ثم قال: ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خَلتان: اتباع الهوى ، وطول الأمل ، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة .
إلا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ، ولكل واحدة بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عملٌ ولا حساب ، وإن غداً حسابٌ ولا عمل .
وإنما بدءُ وقوع الفتن من أهواءٌ تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله يتولى فيها رجالٌ رجالاً !
إلا إن الحق لو خَلُصَ لم يكن اختلاف ، ولو أن الباطل خلص لم يَخْفَ على ذي حجى ، لكنه يؤخذ من هذا ضِغْثٌ ومن هذا ضغثٌ فيمزجان فيجللان معاً ، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه ، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى !
إني سمعت رسول الله’يقول: كيف أنتم إذا لبستم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة ، فإذا غير منها شئ قيل: قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكراً ! ثم تشتد البلية وتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحا بثفالها ، ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ، ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة .
ثم أقبل بوجهه وحوله ناس من أهل بيته وخاصته وشيعته فقال:
قد عملت الولاة قبلي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله’متعمدين لخلافه ، ناقضين لعهده ، مغيرين لسنته ، ولو حَمَلتُ الناس على تركها وحوَّلتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله’لتفرق عني جندي ، حتى أبقى وحدي ، أو في قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله ’!! أرأيتم لو أمرتُ بمقام إبراهيم×فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله’، ورددتُ فدك إلى ورثة فاطمة÷، ورددتُ صاع رسول’كما كان وأمضيتُ قطائع أقطعها رسول الله’لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ، ورددت قضايا من الجور قضي بها ، ونزعت نساءً تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام ، وسبيت ذراري بني تغلب ، ورددت ما قسم من أرض خيبر ، ومحوت دواوين العطايا ، وأعطيت كما كان رسول الله’يعطي بالسوية ، ولم أجعلها دولة بين الأغنياء ، وألقيت المساحة ، وسويت بين المناكح وأنفذت خُمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه، ورددت مسجد رسول الله’إلى ما كان عليه ، وسددت ما فتح فيه من الأبواب ، وفتحت ما سدَّ منه ، وحرمت المسح على الخفين ، وحددت على النبيذ ، وأمرت بإحلال المتعتين ، وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات ، وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله ’في مسجده ممن كان رسول الله أخرجه، وأدخلت من أخرج بعد رسول الله ’ممن كان رسول الله أدخله ، وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها ، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم ، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه’، إذن لتفرقوا عني !! والله لقد أمرت الناس أن لايجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة ، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الإسلام غُيِّرتْ سنة عمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعاً ! ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري !!
ما لقيتُ من هذه الأمة من الفرقة ، وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار)!!

وقد كان ملوك بني أمية يستكتبون الناس سنة عمر ليختاروا منها ما يلائمهم ، وفي نفس الوقت نقم بعض الناس على عثمان وغيره من الحكام الأمويين لأنهم تركوا سنة عمر !
إن هذه النصوص وغيرها تثبت أن سنة عمر جُعلت الى جانب سنة النبي’ بل كانت مقدمة عليها ، وأن إسم أهل السنة كان يطلق على أتباع سنة عمر ، كما كان يطلق على أتباع سنة النبي’!
وأن معنى السنة الممضاة ، أي المتبعة عند الناس ، التي أصدر عمر بن عبد العزيز مرسومه بتدوينها هي سنة عمر ! فقد جعلها في صف حديث النبي’ وحديث عمر ، وحديث عمرة بنت عبد الرحمن ، الراوية عن عائشة !
وأن حكم علي×قد استطاع أن يحدث موجة نبوية ، ويهزَّ وجدان المسلمين في أمور كثيرة ، منها التمييز بين سنة النبي’وسنة عمر !

 
الأسئلة

1 ـ ماذا تفهمون من تبني الدولة الأموية لتدوين سنة عمر الى جانب سنة رسول الله’؟

2 ـ بماذا تفسرون قول عمر (الموطأ:2/824): (أيها الناس: قد سنت لكم السنن ، وفرضت لكن الفرائض، وتركتم على الواضحة، إلا أن تضلوا بالناس يميناً وشمالاً) .

3 ـ ماهو موقفكم من قول عمر وفعله وتقريره ، هل تعتبرونه جزء من الدين كسنة النبي’، حتى لو خالف النبي’؟!

4 ـ لماذا شرط عبد الرحمن بن عوف على عليِّ×العمل بسنة الشيخين وهو يعرف أن علياً×لايقبل بذلك ، بينما صهره عثمان يقبل بأي شرط ؟!

5 ـ ما قولكم في نقمة عبد الرحمن بن عوف على عثمان بعد مدة قصيرة من خلافته ، واتهامه له بالإنحراف عن الإسلام ، وموته مهاجراً له ؟!

6 ـ ما رأيكم فيما جاء في خطبة عليٍّ×من مخالفات عمر وأبي بكر وعثمان وتحريفات الإسلام في عصرهم ، وبماذا تفسرون قوله×:(ما لقيت من هذه الأمة من الفرقة ، وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار) ؟!




يتبع

الشيخ عباس محمد 10-01-2018 08:37 PM

من هم أهل سنة النبي’وأهل جماعة الإسلام

سمى معاوية السنة التي قتل فيها أمير المؤمنين×واضطر الإمام الحسن× للتنازل له عن الحكم (عام الجماعة) ، وبذلك أضافوا الى إسم أهل السنة: أهل الجماعة. فأهل الجماعة الذي أطلقه معاوية لم يكن بمعنى جماعة الإسلام، بل بمعنى اجتماعهم على خلافته !
قال ابن كثير في تفسيره:4/567: (فإن معاوية بن أبي سفيان استقل بالملك حين سلم إليه الحسن بن علي الإمرة سنة أربعين ، واجتمعت البيعة لمعاوية وسمي ذلك عام الجماعة ، ثم استمروا فيها متتابعين بالشام وغيرها ، لم تخرج عنهم إلا مدة دولة عبد الله بن الزبير في الحرمين) .
وفي مسند ابن راهويه:4/21: (توفيت حفصة أم المؤمنين سنة إحدى وأربعين، عام الجماعة ) .

وفي مقدمة ابن الصلاح ص178: ( أفضلهم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر. ثم إن جمهور السلف على تقديم عثمان على علي . وقدَّم أهل الكوفة من أهل السنة علياً على عثمان ، وبه قال منهم سفيان الثوري أولاً ، ثم رجع الى تقديم عثمان ، روى ذلك عنه وعنهم الخطابي . وممن نقل عنه من أهل الحديث تقديم عليٍّ على عثمان محمد بن إسحاق بن خزيمة . وتقديم عثمان هو الذي استقرت عليه مذاهب أصحاب الحديث ، وأهل السنة). انتهى.

فأهل السنة كما في هذا النص غير أصحاب الحديث النبوي ، وهم أهل سنة عمر الذين يفضلون عثمان على علي×!
قال الشيخ أبورية في كتابه شيخ المضيرة أبوهريرة الدوسي ص309:(إننا لا نعرف شيئاً إسمه (أهل السنة) ولاشيئاً آخر يقابلها من سائر الفرق ، أو المذاهب التي استحدثت بين المسلمين لتعريفهم ، وبخاصة فإن وصف أهل السنة هذا لم يكن معروفاً قبل معاوية بن أبي سفيان ، وقد استحدثوه في عهده في العام الذي وصفوه بأنه (عام الجماعة) نفاقاً للسياسة لعنها الله ، وما كان إلا عام الفرقة) .

وفي الطرائف للسيد ابن طاووس ص205: (وجه تسميتهم بأهل السنة والجماعة: ومن ذلك ما ذكره الشيخ العسكري في كتاب الزواجر وهو من علماء السنة قال: إن معاوية سمى العام عام السنة . ومن ذلك ماذكر ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد قال: لما صالح الحسن معاوية سمى ذلك العام عام الجماعة ).

وروى في كنز العمال:8/439، عن ابن عساكر ، وصححه: (عن ربيعة بن قسيط أنه كان مع عمرو بن العاص عام الجماعة وهم راجعون ، فمُطروا دماً عبيطاً قال ربيعة: فلقد رأيتني أنصب الإناء فيمتلي دماً عبيطاً ! فظن الناس أنها هي دماء الناس بعضهم في بعضهم ، فقام عمرو بن العاص فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال: يا أيها الناس أصلحوا ما بينكم وبين الله تعالى ، ولايضركم لو اصطدم هذا الجبلان ).
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج:11/44: روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني في كتابه (الأحداث): كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون علياً ويبرؤون ويقعون فيه وفي أهل بيته ، وكان أشد كل الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة !
وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة! وكتب إليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان محبيه وأهل ولايته ، والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته ، ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعث إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع !
ثم كتب إلى عماله: إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإن هذا أحبُّ إليَّ وأقرُّ لعيني وأدحضُ لحجة أبي تراب وشيعته ، وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضله.

فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجدَّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرى ، حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، وألقيَ إلى معلمي الكتاتيب فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع ، حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن ، وحتى علموه بناتهم ونسائهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله .

ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: أنظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه !

وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره !! فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة ، حتى أن الرجل من شيعة علي ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره ، ويخاف من خادمه ومملوكه ولايحدثه ، حتى يأخذ عليه الإيمان الغليظة ليكتمن عليه !
فظهر حديثٌ كثيرٌ موضوعٌ وبهتانٌ منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة ، وكان أعظم الناس في ذلك القراء المراءون والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك ، فيفتعلون الأحاديث ليخظوا بذلك عند ولاتهم ، ويقربوا مجالسهم ويصيبوا بها الأموال والضياع والمنازل !
حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لايتسحلون الكذب والبهتان ، فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق ، ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها .
فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي ، فازداد البلاء والفتنة ، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه ، أو طريد في الأرض !
ثم تفاقم الأمر بعد قتل الحسين ووليَ عبد الملك بن مروان ، فاشتد على الشيعة وولَّى عليهم الحجاج بن يوسف .
وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تأريخه ما يناسب هذا الخبر وقال: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية ، تقرباً إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم ) . انتهى.
( راجع النصائح الكافية لمن يتولى معاوية: 97 ـ 99 والبحار 44: 123والنص والإجتهاد: 368 ).
وفي العقد الفريد لابن عبد ربه:4/349: (لما قدم أبو الأسود الدؤلي على معاوية عام الجماعة قال له معاوية: بلغني يا أبا الأسود أن علي بن أبي طالب أراد أن يجعلك أحد الحكمين ، فما كنت تحكم به ؟
قال: لوجعلني أحدهما لجمعت ألفاً من المهاجرين وأبناء المهاجرين ، وألفاً من الأنصار وأبناء الأنصار ، ثم ناشدتهم الله: المهاجرون وأبناء المهاجرين أولى بهذا الأمر أم الطلقاء؟!قال له معاوية: لله أبوك أيَّ حَكَمٍ كنتَ تكون لو حكمت ) !!










جماعة الإسلام أهل الحق وإن قلوا

ومن الواضح أن معاوية لم يكن من أهل سنة النبي’فإنما أهلها من اتبعها وإن قلوا ، ولم يكن من جماعة الإسلام ، لأنهم أهل الحق وإن قلوا ، وقد روى تحديد جماعة المسلمين أهل البيت^عن النبي’وأعرض عنها مخالفوهم !
ففي أمالي الصدوق ص413: (قال رسول الله’: من فارق جماعة المسلمين فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ، قيل: يا رسول الله وما جماعة المسلمين؟ قال: جماعة أهل الحق وإن قلوا ) .

وفي المحاسن للبرقى:1/220: عن الإمام الصادق عن آبائه^:قال: (سئل رسول الله’عن جماعة أمته، فقال: جماعة أمتي أهل الحق وإن قلوا ). وفي رواية أخرى: من كان على الحق وإن كانوا عشرة ) .

وفي الخصال للصدوق ص 584: (الجماعة أهل الحق وإن قلوا ، وقد روي عن النبي’أنه قال: المؤمن وحده حجة ، والمؤمن وحده جماعة ).

وفي كتاب سليم بن قيس ص484: (سأل ابن الكوَّا علياً×عن السنة والبدعة وعن الجماعة والفرقة، فقال×: يا ابن الكوا حفظت المسألة فافهم الجواب: السنة والله سنة محمد’والبدعة ما فارقها . والجماعة والله مجامعة أهل الحق وإن قلوا ، والفرقة مجامعة أهل الباطل وإن كثروا ).
وفي كنز العمال:16/183: عن كتاب وكيع ، من حديث طويل:(عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه قال: كان علي يخطب فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين ! أخبرني من أهل الجماعة ، ومن أهل الفرقة ، ومن أهل السنة ، ومن أهل البدعة ؟
فقال: ويحك ، أما إذ سألتني فافهم عني ، ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي: فأما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قلوا ، وذلك الحق عن أمر الله وأمر رسوله فأما أهل الفرقة فالمخالفون لي ومن اتبعني وإن كثروا .
وأما أهل السنة فالمتمسكون بما سنه الله لهم ورسوله’وإن قلوا وإن قلوا . وأما أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله ، العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا . وقد مضى منهم الفوج الأول وبقيت أفواج ، وعلى الله قصمها واستئصالها عن جديد الأرض .
فقام إليه عمار فقال: ياأمير المؤمنين ، إن الناس يذكرون الفئ ويزعمون أن من قاتلنا فهو وماله وأهله فئٌ لنا وولده . فقام رجل من بكر بن وائل يدعى عباد بن قيس وكان ذا عارضة ولسان شديد فقال: يا أمير المؤمنين والله ما قسمتَ بالسوية ، ولا عدلتَ في الرعية !
فقال علي×:ولمَ ويحك؟ قال: لأنك قسمت ما في العسكر ، وتركت الأموال والنساء والذرية . فقال عباد: جئنا نطلب غنائمنا ، فجاءنا بالتُّرَّهات !
فقال له علي×: إن كنت كاذباً فلا أماتك الله حتى تدرك غلام ثقيف !
فقال رجل من القوم: ومن غلام ثقيف يا أمير المؤمنين؟ فقال×: رجل لا يدع لله حرمة إلا انتهكها .
قال: فيموت أو يقتل؟ قال×: بلي يقصمه قاصم الجبارين قتلةً بموت فاحش يحترق منه دبره ، لكثرة ما يجري من بطنه . (يقصد الحجاج الثقفي ، وهكذا مات ! )
يا أخا بكر ! أنت امرؤ ضعيف الرأي ، أما علمت أنا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير ! وأن الأموال كانت لهم قبل الفرقة وتزوجوا على رَشدة ، وولدوا على الفطرة، وإنما لكم ما حوى عسكرهم، وما كان في دورهم فهو ميراث لذريتهم، فإن عدا علينا أحد منهم أخذناه بذنبه ، وإن كفَ عنا لم تحمل عليه ذنب غيره .
يا أخا بكر ! لقد حكمتُ فيهم بحكم رسول الله’في أهل مكة ، قسم ما حوى العسكر ولم يعرض لما سوى ذلك ، وإنما اتبعت أثره حذوَ النعل بالنعل .
يا أخا بكر ! أما علمت أن دار الحرب يحل ما فيها ، وأن دار الهجرة يحرم ما فيها إلا بحق ، فمهلاً مهلاً رحمكم الله ! فإن أنتم لم تصدقوني ، وأكثرتم عليَّ ـ ـ وذلك أنه تكلم في هذا غير واحد ـ فأيكم يأخذ أمه عائشة بسهمه ؟!
قالوا أيُّنا يا أمير المؤمنين؟! بل أصبت وأخطأنا ، وعلمت وجهلنا ، ونحن نستغفر الله! وتنادى الناس من كل جانب: أصبت يا أمير المؤمنين ! أصاب الله بك الرشاد والسداد !
فقام عمار فقال: يا أيها الناس ! إنكم والله إن اتبعتموه وأطعتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيد شعرة ، وكيف يكون ذلك وقد استودعه رسول الله المنايا والوصايا وفصل الخطاب ، على منهاج هارون بن عمران ، إذ قال له رسول الله ’: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، فضلاً خصه الله به إكراماً منه لنبيه ، حيث أعطاه الله ما لم يعطه أحداً من خلقه .
ثم قال علي×: أنظروا رحمكم الله ما تؤمرون به فامضوا له ، فإن العالم أعلم بما يأتي من الجاهل الخسيس الأخس ، فإني حاملكم إن شاء الله تعالى إن أطعتموني على سبيل الجنة ، وإن كان ذا مشقة شديدة ومرارة عتيدة ، وإن الدنيا حلوة الحلاوة لمن اغتر بها ، ومن بعدها الشقوة والندامة عما قليل ، ثم إني مخبركم أن خيلاً من بني إسرائيل أمرهم نبيهم أن لايشربوا من النهر ، فلجُّوا في ترك أمره فشربوا منه إلا قليلاً منهم ، فكونوا رحمكم الله من أولئك الذين أطاعوا نبيهم ، ولم يعصوا ربهم .
وأما عائشة فأدركها رأي النساء ، وشئ كان في نفسها عليَّ يغلي في جوفها كالمرجل ، ولو دُعيت لتنال من غيري ما أتت إليَّ لم تفعل ! ولها بعد ذلك حرمتها الأولى، والحساب على الله ، يعفو عمن يشاء ويعذب عمن يشاء .
فرضي بذلك أصحابه وسلموا لأمره بعد اختلاط شديد فقالوا: يا أمير المؤمنين حكمت والله فينا بحكم الله إنا جهلنا ومع جلهلنا لم نأت ما يكره أمير المؤمنين) .


الأسئلة

1 ـ روى ابن سعد في الطبقات:3/342 ، عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمر قال: هذا الأمر في أهل بدر ما بقي منهم أحد ، ثم في أهل أحد ما بقي منهم أحد ، وفي كذا وكذا ، وليس فيها لطليق ولا لولد طليق ، ولالمسلمة الفتح شئ ) . انتهى.

ورواه في تاريخ دمشق:59/145 ، وفي أسد الغابة:4/387 ، والإصابة :4/70 . فقد حكم عمر أنه لانصيب للطلقاء في الخلافة ، فكيف صار حكم معاوية شرعياً عندكم ؟!

2 ـ صحح الشيخ الألباني الحديث النبوي الذي رواه ابن عساكر:18/160: (أول من يغير سنتي رجل من بني أمية ). وقال: ولعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة ، وجعله وراثة ، والله أعلم ) (الصحيحة:4/329 ـ 330). فكيف تصححون هذا الحديث وتقولون إن معاوية كان على سنة رسول الله’؟!

3 ـ صحح الألباني حديث أن الخلافة ثلاثون سنة ، في صحيحته: 1/742 ، وقال:( رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي والحاكم . وهذا من دلائل صدق نبوة النبي(ص)فإن أبا بكر تولى عام 11 هـ، وتنازل عنها الحسن بن علي عام 41 هـ . وهي ثلاثون عاماً كاملة ).انتهى . وقد رويتم أن ما بعد الخلافة ملكٌ عضوضٌ يعضُّ المسلمين ، فكيف تسمون معاوية خليفة رسول الله’؟!

4 ـ هل يشترط في أهل السنة أن يكونوا كثرة؟ وفي جماعة الإسلام أن يكونوا جمهوراً واسعاً أو أكثرية ، وما هو الدليل الشرعي على ذلك ؟!

5 ـ من هم جماعة الإسلام الذين أمرنا النبي’أن نكون معهم ، ونهانا عن مفارقتهم ؟! وهل يعقل أن يكون جماعة أمة النبي’بدون أهل بيته ، وقد قال ’فيهم: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ؟!

6 ـ ما هي الأحكام الشرعية المتعلقة بالكثرة وسواد الأمة الإسلامية عندكم؟!








أقدم نص ورد فيه إسم (أهل السنة والجماعة)

لم أجد أثراً في مصادر المسلمين لإسم (أهل السنة والجماعة) ، لا في زمن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي× ، إلا حديثاً نبوياً وردت فيه هذه التسمية وصفاً لشيعة علي والعترة الطاهرة^ ، رواه الثعلبي المتوفى427 هـ في تفسيره قال: (عن الإمام محمد بن أسلم الطوسي ، عن يعلى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله (ص): من مات على حب آل محمد مات شهيداً .
ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له .
ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً .
ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان .
ألا ومن مات على حب آل محمد بشَّره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير.
ألا ومن مات على حب آل محمد يزفُّ إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها .
ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له بابين من الجنة .
ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره ملائكة الرحمة .
ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة .

ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيسٌ من رحمة الله تعالى . ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً .
ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة ). انتهى.

ونقله عن الثعلبي كثيرون من علماء السنة ، كالزمخشري في الكشاف:3/82 ، 339 الطبعة الثانية، والقرطبي في تفسيره:16/23 والفخر الرزي في تفسيره: 27/165، والمقريزي في فضل آل البيت /128 ،وابن الفوطي في الحوادث الجامعة ص153، والحموي في فرائد السمطين ص49 ، وابن حجر في الصواعق ص109 أوله ، والحضرمي في رشفة الصادي ص45 ، والقندوزي في ينابيع المودة 2/332 و:3/139، والشبلنجي في نورالأبصار ص104، والحنفي في أرجح المطالب ص320 ، واللكنهوي في مرآة المؤمنين ص5 .

ورواه من علمائنا محمد بن أحمد القمي المتوفى412 ، في كتابه مائة منقبة ص67 ، وهو المنقبة السابعة والثلاثون ، بسنده عن عبدالله بن عمر ، برواية أطول من رواية الثعلبي ، ومحمد بن علي الطبري المتوفى525 هـ ، في كتابه بشارة المصطفى ص305 .
ونقله العديد من علمائنا عن الثعلبي والزمخشري ، كالسيد ابن طاووس في الطرائف ص159 ، عن الثعلبي ، وفي سعد السعود ص141عن الزمخشري ، والعلامة الحلي في الرسالة السعدية ص22 ، والمجلسي في البحار:23/233، عن الثعلبي ، وفي:27/111 عن الكشاف والثعلبي ، وفي:65/137 عن جامع البيان . وفي إحقاق الحق:9/486، عن مخطوطة تفسير الثعلبي .

فيكون هذا الحديث أقدم نص ورد فيه تعبير أهل (السنة والجماعة) ، وتكون تسميتهم مأخوذة منه . ولم نجد حديثاً غيره فيه هذا الإسم إلا حديثاً مكذوباً ذكره ابن عدي في الكامل في الضعفاء(5/329) عن النبي’أنه قال:(طوبى لأهل السنة والجماعة من أهل القرآن والذكر ). وقال ابن عدي: هذا حديث منكر بهذا الإسناد ). انتهى.
وقال الذهبي في ميزان الإعتدال:2/641: عبد الغفور ، أبو الصباح الواسطي ، عن أبي هاشم الرماني وغيره . قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشئ . وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث . وقال البخاري: تركوه . وقال ابن عدي: عبد الغفور بن عبد العزيز أبو الصباح الواسطي . ضعيف منكر الحديث....
محمد بن عمرو بن حنان ، حدثنا بقية ، حدثنا عبدا لغفور الأنصاري ، عن عبد العزيز الشامي ، عن أبيه ، عن النبي(ص) قال: طوبى لأهل السنة والجماعة ، من أهل القرآن والذكر ). انتهى.

وقد انتقد قدماء علمائنا تسمية من خالف أهل البيت^أنفسهم بأهل السنة والجماعة ، فقال الفضل بن شاذان الأزدي المتوفى260هـ في( الإيضاح)ص503: (ومن جهة أخرى تروون عن المرجئة ويروون عنكم ، وتروون عن القدرية ويروون عنكم ، وتروون عن الجهمية ويروون عنكم ، فتقبلون منهم بعض أقاويلهم وتردون عليهم بعضها ، فلا الحق أنتم منه على ثقة ، ولا الباطل أنتم منه على يقين ، وأنتم عند أنفسكم أهل السنة والجماعة ، فهذه صفتكم التى تعرفونها من أنفسكم وتنطق بها عليكم ألسنتكم ! فالحمد لله الذي بصرنا ما جهلتم ، وعرفنا ما جحدتم ). انتهى .

وقال القاضي النعمان المغربي المتوفى363 ، في شرح الأخبار:1/367: (والذي تعلق العامة به من قولهم إنهم أهل السنة والجماعة ، وإن النبي’ذكر السنة والجماعة وفضلهما ، فالسنة سنة رسول الله’لايتهيأ لأحد أن يقول إنها سنة غيره . والجماعة الذين عناهم رسول الله’بالفضل هم المجتمعون على القوام بكتاب الله جل ذكره وسنة رسوله’فأما من قال في دين الله والحلال والحرام والقضايا والأحكام برأيه وبقياسه واستحسانه ، وبغير ذلك مما هو من ذات نفسه ، فليس من أهل السنة ولا من الجماعة التي أثنى عليها رسول الله’).

وقال أبو الفتح الكراجكي المتوفى449 هـ ، في(التعجب من أغلاط العامة)ص65:
(ومن العجب أن يكون كل مجتهد مصيباً إلا الشيعة ، فإنهم في اجتهادهم على خطأ وبدعة ! وكل من أفتى في الإسلام بفتوى ، سواء قام إليها أم رجع الى غيرها ، فهو من فقهاء الأمة ، وفتواه معدوة في خلاف أهل الملة ، وأقواله مسموعة ، وهو من أهل السنة والجماعة . إلا الأئمة من أهل بيت النبوة^فإن الباقر والصادق وآبائهما والأئمة من ذريتهما صلوات الله عليهم أجمعين ، ليسوا عندهم من الفقهاء ، ولايعدون أقوالهم خلافاً ، ولا يصدقون لهم قولاً ، ولا يصوبون لهم فعلاً ، وليسوا من أهل السنة والجماعة ، ومن اتبعهم واقتدى بهم فهو من أهل البدعة ! وهذا من التجريد في العدواة الى الغاية !! ) .



الأسئلة

1 ـ هل عندكم نص ورد فيه استعمال تعبير (أهل السنة والجماعة ) إسماً كالعلم أقدم من هذا النص؟ وما دام هذا أقدم نص لهذا الإسم فكل الإستعمالات المتأخرة عنه تكون مأخوذة منه ، أو تحريفاً له ! ما رأيكم ؟!

2 ـ لما ذا لاتقبلون تعريف النبي’لأهل السنة والجماعة بأنهم أتباع أهل بيته الطاهرين^بقوله: (ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة). وقد بيَّنَ بذلك من هم أهل السنة وأهل البدعة والفرقة ؟!








موقف أهل البيت ^من تغييب السنة

وقف علي وأئمة العترة النبوية^وشيعتهم ضد سياسة منع الحديث ، وكان علي×وأهل بيته يحدِّثون المسلمين ، ويأمرون من يطيعهم بذلك .
روى في كنز العمال:10/262: (عن علي(ع) قال: قال رسول الله(ص):أكتبوا هذا العلم فإنكم تنتفعون به أما في دنياكم وأما في آخرتكم ، وإن العلم لايضيِّع صاحبه).

وروى ابن شهرآشوب في الإحتجاج:1/42 ، من حديث: (ثم قال رسول الله’: يا معشر المسلمين واليهود: أكتبوا بما سمعتم ، فقالوا: يا رسول الله قد سمعنا ووعينا ولا ننسى . فقال رسول الله’: الكتابة أذكر لكم ).

وفي الكافي:1/41: (قال رسول الله’: تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا ، فإن الحديث جلاء للقلوب ، إن القلوب لتَرِينُ كما يرينُ السيف ، وجلاؤها الحديث ) .

وفي الكافي:1/52:(عن أبي بصير قال: سمعت أباعبدالله(الإمام الصادق×) يقول: أكتبوا ، فإنكم لاتحفظون حتى تكتبوا...وعن عبيد بن زرارة قال قال أبو عبدالله×: إحتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها ) .

وفي الكافي:1/57:(عن سماعة بن مهران ، عن أبي الحسن موسى(الإمام الكاظم ×) قال قلت:أصلحك الله أنا نجتمع فنتذاكر ما عندنا ، فلا يرِدُ علينا شئ إلا وعندنا فيه شئ مُسَطَّر ، وذلك مما أنعم الله به علينا بكم ، ثم يرد علينا الشئ الصغير ليس عندنا فيه شئ فينظر بعضنا الى بعض ، وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه؟ فقال: وما لكم وللقياس ! إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس ، ثم قال: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به، وإن جاءكم ما لاتعلمون فها، وأهوى بيده الى فيه(أي اسكتوا)... فقلت: أصلحك الله أتى رسول الله’الناس بما يكتفون به في عهده؟ قال: نعم وما يحتاجون إليه الى يوم القيامة ، فقلت: فضاع من ذلك شئ؟ فقال: لا ، هو عند أهله)!

...عن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله×يقول: ضلَّ علم ابن شبرمة عند الجامعة ، إملاء رسول الله’وخط علي×بيده ! إن الجامعة لم تدع لأحد كلاماً ، فيها علم الحلال والحرام . إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الحق إلا بعداً . إن دين الله لا يصاب بالقياس ) . انتهى .


الأسئلة

1 ـ قال عبدالله العاص في الصحيح عندكم: (فنهتني قريش وقالوا أتكتب كل شئ تسمعه ورسول الله (ص) بشر يتكلم في الغضب والرضا؟! فأمسكتُ عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله(ص) ، فأومأ بإصبعه الى فيه فقال: أكتب ، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق ! ) .

فما رأيكم لو أن النبي’كان في زمن أبي بكر وعمر وقيل له: لقد نهتنا قريش عن كتابة سنتك ، فماذا تأمر ماذا يمكن أن يقول ؟!

2 ـ ثبت عندكم أن النبي’قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ) ومعناه: خذوا سنتي من عترتي ، فلماذا لم يأخذ عمر والأمة السنة منهم^؟!


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:37 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024