أوراق في مهب الخريف
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. للخريف أبعاد في حياة الناس قد لا يحظى بها اي فصل من فصول السنة ,, فهو انتقالة من حالة الى حالة تناقضها كلياً ,, و خلاصة تجارب في عمر الانسان قد تمنحه نوعاً من النضج لم يكن ليمر به في صباه أو شبابه المبكر ,, ورياحه معروفة بجرفها للأوراق اليابسة أو التي تكاد ,, و لعل ما يميزه أنه قصير العمر في أجوائنا ,, و قد راقني ان أصوره هنا في العنوان على انه ريح تهب فتثير الاوراق في الفضاء فتأخذ منها بعيداً ما تأخذ و تترك مالا تستطيع حمله في زوايا الارض و ثنايا العشب و جذوع الشجر و أغصانه و برك الماء و مجاري الانهار .. و لكون الاوراق الخريفية تتباين الوانها و اشكالها و أعمارها لذا فأن موضوعي المتجدد سوف يحمل بين طياته الواناً من المقاطع الادبية من خواطر نثرية و أبيات شعر و قصص قصيرة وحِكَم ,, و يفتح ذراعيه بكل سحر الخريف ليستقبل جميع الاقلام التي تروم نثر اوراقها في مهب رياحه لعل منها ما يمر على الاغصان أو يلامس وجه الماء في البحار و الانهار أو يسابق الطيور في السماء أو يرمي بنفسه على زجاج النوافذ الراقدة في عمق الذاكرة ... تحياتي لكم جميعاً أحبتي |
تمايل وجهها خلف زجاج النافذة ,, و المطر يغشاه كموج نهر يضرب الجرف بتحد رتيب ,, راح يراقب مسارات المطر على خديها ,, كأنه يرسم خارطة احلامه التي استهلكها مع ذوبان السنين بكف الزمن ,, مد يده ليلامس الندى المتراكم فوق الزجاج فغارت بعيداً في الفراغ ,, لم يكن ليشعر بشيء ,, حتى اطراف اصابعه تلاشت من ذاكرة إحساسه ,, راح يخطو إليها كأنما يطأ على كل جارحة في قلبه ووجدانه ,, و النافذة , بنداها , ومطرها , وعينيها , وشفتيها ,, راحت تبتعد وئيداً في عمق الظلام ,, صاح بكل ما في جوفه من صوت متراكم منذ أيام ,, لا ترحلي ..!!!.. و فتح عينيه على صورتها المعلقة على الجدار وفي أحد طرفيها العلويين شريط اسود ,, ثم غرق في سكون ثقيل . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 1 والزوار 12)
الرجل الحر هل اِستهوتكم رياح الخريف أحبتي ؟؟... |
بين ارتعاشة السهاد في عينيه ,, و بقايا صور ممزقة لوجهها في غياهب ذاكرته ,, تستفيق موجة من وجع شفيف ,, تنساب مع دفقات النبض في أوردته ,, ثم ارتحالة زفرات تقلع خلف الراحلين ,, و خيال أطلال أنست بالامس بهم ,, و بعد غياب الضوء من أعينهم ,, باتت خرائب |
إمنحني نشوراً في قعر الصبر أَسكبه ,,, و اسقني حلماً في حرقة الدمع أَبكيه |
إمنحني قيامة ارجع الليل بها ,, لعل في غابر الفجر انبعاثي |
كُنت ماره فجذبني العنـوان، فالخريف يُثير في نفسيّ مشاعر متناقضة ويجذبني بغرابة وفوق هذا كله ان يكون صاحب الموضوع الرجل الحر لا مجال ان اغض الطرف وامر هكذا مرور الكرام :) مسائك يعبق بالياسمين ايها الفاضل مضمون رائع لموضوع اتمنى لك فيه كل التوفيق و يسعدني كثيراً المشاركة بقطعة قديمة بقلمي كتبتها في بداياتي هنا في الآنا نشرتها ربما في مقهى انا شيعي او هنا لا اذكر حقيقةً ههه على كل حال أليكم ماكتبت : فصلُ الخريف ابتدا ولكن... أحيانا تشعر بأنك لا تريد سوى الأختباء والبقاء بعيداً عن الأعيون.. وحيداً مع ألمك ودموعك.. تلعق جراحـك لعلها تُشفى وأوجعها تخف .. لقد اعتدتُ ان اشعر هكذا ولكن أدركتُ فداحت خطأي يوم ازحتُ الستار عن نافدتي لأرى منظراً يسرقُ الأنفاس ! لقد حل الخريف ! الأرض تكسوها أوراق الأشجار لتبدو وكأنها فُرشتْ بسجادة من نوعاً فريد لم اطق البقاء بين الجدران واسرعت خارجاً وقفتُ الى جوار الشجرة التي كانت تتوسط الفناء كانت تبدو وحيدة.. مددتُ يدي لملامسة جدعها لم ألمس ضعفاً بل قوةً وصلابة فرفعت بصري نحوالسماء أغصانها تمتد عالياً بكُلِّ شموخ لتعانق خيوط الشمس الرقيقة التي تنفذ من بين الغيوم بكل خجل بين الحين والآخر ملكةُ تخلت عن تاجها ولكن لم تتخلى عن كبرياءها هكذا خُيلِّ لي وانا في حضرة تلك الشجرة انحيت والتقطُ مجموعة من الأوراق التي كانت تزين ذاك التاج الملكي يوماً.. لم تُعد بلون حجر الزمرد بل كانت كالكهرمـان بلونها فصلٌ في حياتها أبتدا وفصلٌ من حياتي أنتهى هذاماأدركتهُ وأنا انظر الى رمزٌ من رموز الصمود في معركة الحياة نثرت الأوراق عالياً والسرور يغمرُني فصل أحزاني انتهى أجل وربما سيعود فالحياة فصول ولكن لهُ سأكون مستعدة سأقاوم ضعفي .. دموعي واحزاني وسيظل رأسي عالياً حتى لو قست الظروف وتحالفت مع الأقدار سأصمد فلكلِّ شيْ منتهى وختام.. تحياتي لك اخي الفاضل وسلمت يمناك ما تكتبه دائماً مميز.. |
تعب النبض من عد السنين ,, فمتى تلوح في أقصى السراب لافتة المحطة الاخيرة |
اقتباس:
سيدتي .. يسعدني أن لامست ذوقك الكبير حروفي المتناثرة و أوراقي ,, و أنه لباذخ كرم من شخصك النبيل أن تكوني أول من يمر بساحة خريفي .. أحييك على هذا الدرس الرائع في قراءة جدلية الحياة و الموت و الاخذ و العطاء .. و كذلك الثبات و فرض الارادة و إثبات الوجود .. و التشخيص الدقيق لحقيقة نصفي الكأس التي تفرض نفسها في معادلة وجودنا على صفحات الدنيا. راقني ما كتبتيه سيدتي .. تقبلي خالص تقديري و إمتناني و بالغ شكري و احترامي |
هبني رؤى فوق الخيال ,, و دلني على نجمة القطب في لون عينيك ,, و اقذف بأشرعتي الى الضياع ,, فأنا في رجوع الى أُولى خطوات الدرب ,, و زفرات اللظى بين اضلعي ,, تحرق أُسطورة النسيان |
أذكر خيوط الشمس قبل ان يغطيها الغسق ,, لست انسى |
هبني بحراً بعمق الكون ,, و قل لي أن في نهاية الدرب رجوع ,, و انظرني اخوض حتى النفس الاخير ,, اليك وحدك |
أعلم ان سنن الله نظم تحكم الوجود ,, و أن قوانين الفيزياء لا تتبدل إكراما لأصحاب العيون السود ,, و أن الاكفان لا تنشق إلا عن جوامد ,, إلا انني أخدع الشعور بحلم و الحلم بأغماضة جفن عن عقارب الزمن |
إمنحني هجعة وصل ولو في قلب اللحد ,, لعلي أشهق و لو مرة في العمر بنفحة من شذاك |
الرجل الحر ..ما أكرمك وأنت تزرع أنواع الزهور في باحة الخريف...
فليس من لون رمادي قاتم .... يجثو على مدى البصر ... حدائق غنّاء .... ومشاعر متلاطمة الأمواج .... ومائدة مما رزق الله من فاكهة الروح والقلب... خريفك لا ككل خريف .... سأنتظر هنا .... كل سفور فجر ...برفقة النور |
عند منتصف المسافة ...أدركتك ...كأول شهقة أسمعها ....
وعادت المسافة لا نهاية لها |
اقتباس:
استاذنا الكبير كبر القلم و الحرف كبر الورق المحمل معنىً و دمعاً و خبزاً وورداً .. أُجلُ اطلالتك التي ابهرت المكان فأهتزت بحضورك الكلمات الجدب وربت و أنبتت عطراً عم المساحات .. أشكر لكم حضوركم الباهر |
أردت بملئي أن اصرخ ,, كلا ,, فاستدركت ,, و كأني أفقت ,, فقلت ,, نعم ,, أُسلك يدك في يده و لا تخرجها بيضاء كانت او سوداء ,, و اترك لي النزف أُضمد به مكمن الالم |
سوف لن ترَ غير الابتسامة مرسومة على محياي حتى و لو غادرت آخر محطات الانتظار,, فهكذا يكون الصاحب يا صاحبي |
زدني فضاءاً ,, ماعادت مساحات كفيك تكفيني ..
|
أتعلمْ ..
وحدها الآلام من تجعل منا .. كالعودّ الهـش .. ووحده الصبرّ .. من يجعلُ منا شعاعاً مستقيماً .. في كل حين .. ! |
الحر الأنيق ..
دَعني في مهب خريفك .. أطير .. ! |
أتراه مقدراً ان تزيدنا الساعات غربة في هذه الدنيا ؟؟!!! |
اقتباس:
لك كل فضاءات الخريف وقف لحرفك ,, دام إبداعك متألقاً |
لعل الحق فيما تقول فأكون أنا المتأخر عن ركب السائرين ,, لكنني و عينيك لا أعرف نفسي إلا بهذا الوجه فأخاف إن استبدلته يوما لن أعرفني الى الابد |
كـ حمامة بيضاء ..
أنتفضُ حنيناً ... وفي قلبي الصغير .. هديل أمنيتي ... ! |
أتراك تدرك حجم اللظى .. عند نشور الحزن قبيل الكرى ,,؟؟ .. و كيف تذوب المحاريب في قداس شمع ,, يسرق الضوء من خافت النبض ,, ليضيء ما بقي في قعر الكأس من ذكرى ,, ألم تك تعلم بأن الله يَرى ؟؟؟... |
أمضِّ الى حيث آنس قلبك ناراً ,, ولا تلتفت الى رفيق الدرب ,, فالغرباء دوماً على رحيل |
لعلك تجد على النار هدىً ,, ,,,,,, أو سمفونية حياة تارة أُخرى |
و مع الرغبة الشوهاء بالغياب ,, إلا أنك لن تغيب |
إمنحني كن ,, لأكون |
هُناكْ مَنْ يُثيرُ زوابَع ..
الفوضى بِضلعيّ الأيَسر... فَـ فتنةُ الحَرفْ الشَهيّ .. صَاخبُ في روحي .. ! |
طعنه حين تصيبك الطعنة في الظهر فهذا لا يعني سوى ,, انك تتقدم الصفوف ودي |
اقتباس:
حياك الله أيها الانصاري الكريم ,, لحضورك الكبير بهاء و ضياء يليق بشخصكم .. |
ليلة أمس دخلت الى حيث انتمى الشعور يوماً ,, كانت قفاراً من بعدك ,, فسبحان الباقي بعد فناء كل شيء
|
تسحبني كثبان الخطى على الدرب الطويل ,, و يهزأ بي عازف الليل ,, بأنين الناي يحكي عني الف قصة مجنونة ,, فيها مع كل نغمة يرد اسمي ووصف شكلي و رسمي .. إلا أنها لا تشبهني .. |
أتراه في قبضة الردى ,, إستفاق قلبك فسمع النداء ؟؟ |
اقتباس:
وهل بات يُعْشى في الضحى ,, أم أن احتطاب الليل غاية المتخبط ,, أم تراهم لا تكترث القلوب لما تجترح الضمائر ,, و لا تتوجل السرائر لما تقترف الايدي .. ((إن السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا)) |
من بين كل الفصول كانت تعشق الخريف في عينيه ,, شيء ما جعلها تتعلق بتلك النظرة البعيدة التي لطالما لمعت من تحت أحداقه كلما التقيا ,, كانت تشعر بصوت إنزلاق اوراق االشجر على كف الريح ,, و هي تسترق على استحياء لمحة من لحاظ طرفه .. سألته يوماً ,, مالذي يجعل الخريف يعصف بعقلي كلما تلاقت نظراتنا ,, فأجابها و قد أدار وجهه حيث كانت الشمس ترتمي رويداً خلف غابات النخيل الغارقة في احمرار قاتم حد الاعتام,, صغيرتي ,, لربما آن الاوان أن تعلمي أن كهلاً قد افنى عقوده الاربعة مرتحلاً من الصعب أن ترسو اشرعته عند رصيف عينيك الى الابد ,, فخلاصة عمري أختصرها بأنني رجل ادمنت الرحيل ,, ثم انسابت خطاه على الطريق بتثاقل حتى تلاشى في افق الظلام ,, أغمضت عينيها على حرارة دمع كادت تذيب جفنيها ,, و نزف لكل ذكرى خطت بها على درب انتظاره الطويل ,, حتى آخر كلماته ماعادت تشعر بحروفها ,, سوى ,, صغيرتي .. ما أقساها من ذكرى تختزل الحنين و الاحلام و الضياع ,, تتبقى ممن زرع تنهدات الانتظار في رئتيها |
اترك لهم أن يتساقطوا تباعاً و لا كرامة ,, و ما عليك الا ان تراقب خطواتك و أنت تطأ على بقايا صورهم المتكسرة على الارض . |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 07:18 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024