المهدي في القرآن
بِسم اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ((الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ))(1) (*). ابن بابويه: قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق((رضي الله عنه)) قال: حدثنا محمد(أحمد) بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن ابي حمزة، عن يحيى بن(ابي) القاسم قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: ((الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب فهو الحجة(الغائب). وشاهد ذلك قوله تعالى: ((وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ))(2)(3). عنه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحدٍ من أصحابنا، عن داوود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) قال: من آمن(اقرّ) بقيام القائم انه حق(4). وعنه: باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث يذكر فيه الأئمة الاثني عشر ويهم القائم عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمتقين على محبتهم اولئك من وصفهم الله في كتابه فقال: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) ثم قال: ((أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)). الهوامش: |
بسم الله الرحمن الرحيم علي بن ابراهيم: في تفسيره قال: حدثني ابي، عن ابن ابي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: والله لكأني انظر الى القائم عليه السلام وقد أسند ظهره الى الحجر، ثم نشد الله حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فانا اولى بالله، أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى بآدم، (ي) أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح، أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم، أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى بموسى، أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى بعيسى، أيها الناس من يحاجني في رسول الله(محمد) فأنا أولى برسول الله(بمحمد)، أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله، ثم ينتهي الى المقام فيصلي ركعتين وينشد الله حقه، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: هو والله(المظطر في كتاب الله في) قوله: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأْرْضِ))(2)، فيكون اول من يبايعه جبرائيل، ثم الثلاثمائه والثلاثة عشر رجلاً، فمن كان ابتلى بالمسير وافى(وافاه)، ومن لم يبتل بالمسير فُقِدَ من فراشه(عن فراشه، وهو قول امير المؤمنين عليه السلام: هم المفقودون عن فرشهم)، وذلك قول الله((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)) قال: الخيرات: الولاية، وقال في موضع آخر: ((وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ))(3)، وهم اصحاب القائم عليه السلام يجتمعون(والله) اليه في ساعةٍ واحدة، فاذا جاء الى البيدآء يخرج اليه جيش السفياني، فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم، وهو قوله: ((وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)) وقالوا آمنّا به(يعني بالقائم من آل محمد عليه السلام) ((وانى لهم التناوش من مكان بعيد(الى قوله) وحيل بينهم وبين ما يشتهون))(يعني ألاّ يعذَّبو)((كما فعل بأشياعهم من قبل)) يعني من كان قبلهم من المكذبين(الذين) هلكو(4). محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن ابي عمير، عن منصور بن يونس، عن اسماعيل بن جابر، عن ابي خالد، عن ابي عبد الله(عن ابي جعفر) عليه السلام في قول الله عز وجل: ((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ)) (قال: الخيرات: الولاية، وقوله تبارك وتعالى): ((أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)) يعني اصحاب القائم عليه السلام الثلاثمائة والبضعة عشر(رجل)، قال: (و) هم والله الأمة المعدودة، قال: يجتمعون والله في ساعةٍ واحدة قزع كقزع الخريف(5). محمد بن ابراهيم: المعروف بابن ابي زينب النعماني في كتاب الغيبة: قال: اخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، (عن ضريس) عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين، ومحمد بن علي عليهما السلام انه قال: الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكة، وهو قول الله عز وجل: ((أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)) وهم اصحاب القائم عليه السلام(6). الهوامش: |
بسم الله الرحمن الرحيم ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ وَالأَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين)) (1)(*) محمد بن ابراهيم النعماني: المعروف بابن ابي زينب قال: حدثنا محمد بن همام، قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال حدثنا(احمد بن هلال(2)، قال حدثنا الحسن بن) محبوب عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن ابي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام(انه) قال: ان قدّام القائم عليه السلام علامات بلوى من الله للمؤمنين. قلت: وماهي؟ قال: (ف) ذلك قول الله عز وجل: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ وَالأَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))، (فذلك) قال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) يعني المؤمنين (بشيء...الخوف) من ملوك(خوف ملك) بني فلان في آخر سلطانهم، (والجوع) بغلاء اسعارهم، (وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ) فساد التجارات وقلة الفضل فيها، (وَالأَْنْفُسِ) موت ذريع، (وَالثَّمَراتِ) قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) عند ذلك بخروج القائم عليه السلام. ثم قال(لي): يامحمد هذا تأويله(ان الله عز وجل يقول): (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم)(3). عنه: قال: اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد بن عقده، قال اخبرني(حدثني) احمد بن يوسف بن يعقوب والحسين(ابو الحسين) الجعفي من كتابه، قال حدثنا اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن ابيه، عن ابي بصير. قال ابو عبد الله عليه السلام: لابد ان يكون قدام(قيام)(4) القائم سنة تجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الاموال والانفس والثمرات، وان ذلك في كتاب الله لبيّن، ثم تلا هذه الآية: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ وَالأَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))(5). وروى ابو جعفر محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها السلام قال: اخبرني ابو الحسين محمد بن هارون(قال حدثني ابي(6) رضي الله عنه) قال حدثنا ابو علي محمد بن همام قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا احمد بن هلال قال: حدثني الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، وابي ايوب الخزّاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان لقيام قآئمنا علامات..... وذكر الحديث(7). العياشي: باسناده عن الثمالي قال: سالت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله(عز وجل): ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ))، قال: ذلك جوع خاص، وجوع عام، فاما بالشام فانه عام، وامام الخاص بالكوفة يخصّ ولايعم، ولكنه يخص بالكوفة اعداء آل محمد عليه الصلاة والسلام، فيهلكهم الله بالجوع. واما الخوف فانه عام بالشام، وذلك(ذاك) الخوف اذا قام القائم عليه السلام، واما الجوع فقبل قيام القائم عليه السلام وذلك قوله: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ))(8) الهوامش: |
عجل الله فرجه الشريف احسنتي اختي العزيزه نورا انا بوركتي |
بسم الله الرحمن الرحيم ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(1) (*) محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة: قال اخبرنا علي بن احمد(النيديحي) عن عبيد (الله) بن موسى(العلوي العباسي)(2) عن هارون بن مسلم، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي، عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام في قوله(عز وجل): (يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) فقال: اصبروا على اداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا امامكم (المنتظر)(3). ورواه الشيخ المفيد في الغيبة: باسناده عن بريد بن معاوية العجلي عن ابي جعفر عليه السلام(4) (والروايات الكثيرة في الآية انها في الائمة عليهم السلام مذكورة في كتاب البرهان)(5). الهوامش: |
بسم الله الرحمن الرحيم العياشي: باسناده عن رفاعة بن موسى، قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها، قال: اذا قام القائم عليه السلام لاتبقى ارض الا نودي فيها بشهادة ان لا آله الا الله وان محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله.(2) عنه: باسناده عن ابن بكير قال: سالت ابا الحسن عليه السلام عن قوله: وله أسلم من في السموات والارض طوعاً وكرهاً، قال: انزلت في القائم عليه السلام اذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة واهل الردّة والكفار في شرق الارض وغربها فعرض عليهم الاسلام، فمن اسلم طوعاً امره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه، حتى لا يبقى في المشارق والمغارب احد الا وحّد الله. قلت جعلت فداك: ان الخلق اكثر من ذلك.. فقال: ان الله اذا اراد امراً قلّل الكثير وكثّر القليل(3). وعنه: باسناده عن عبد الاعلى الحلبي، عن ابي جعفر عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه امر القائم عليه السلام اذا خرج، قال: ولا تبقى (ارض) في الارض قرية الا نودي فيها بشهادة ان لا آله الا الله(وحده لاشريك له) وان محمداً رسول الله وهو قوله(تعالى): ((وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرهاً واليه يرجعون)) ولايقبل صاحب هذا الامر الجزية كما قبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قول الله: ((وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ))(4). الهوامش: |
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ
في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ اقتباس:
اسعدني تواجدك الغالية ربيبة الزهراء لاحرمنا تواصلك |
بسم الله الرحمن الرحيم ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها))(1)(*) محمد بن ابراهيم النعماني في الغيبة: (قال حدثنا)(2) محمد بن يعقوب الكليني(ابو جعفر قال حدثني)(3) (عن) علي بن ابراهيم(بن هاشم)(4) عن ابيه، (قال) (5) وحدثني محمد بن يحيى بن عمران، عن(قال حدثن) احمد بن محمد بن عيسى، وحدثني(ثن) علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد جميعاً، عن الحسن بن محبوب. وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي، عن ابي علي احمد بن محمد بن ناشر، عن احمد بن هلال عن الحسن بن محبوب، قال حدثن(عن) عمرو بن أبي المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال ابو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: ياجابر إلزم الأرض فلا تحرّك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات اذكرها لك ان ادركتها، اولها اختلاف ولد فلان(بني العباس) وما اراك تدرك ذلك ولكن حدّث به من بعدي، (و) منادٍ ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق، الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك فيعقبها هرج الروم، ويستقبل اخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وتستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة، فتلك السنة ياجابر فيها اختلاف كثير في كل ناحية(ارض) من ناحية المغرب، فأول ارض تخرب ارض الشام(ثم)(6) يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات، راية الاصهب، وراية الابقع، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالابقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن معه(تبعه)، ثم يقتل الاصهب، ثم لايكون له همة الا الاقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسا فيقتتلون بها، فيقتل من الجبّارين ماية الف، ويبعث السفياني جيشاً الى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً فيصيبون من اهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبينما هم كذلك اذ اقبلت رايات من نحو خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من اصحاب القائم عليه السلام، و(ثم) يخرج رجل من موالي اهل الكوفة في ضعفاء فيقتله امير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، ويبعث السفياني بعثا الى المدينة فيفر(فينفر) المهدي عليه السلام منها الى مكة، فيبلغ(امير) جيش السفياني بان المهدي عليه السلام قد خرج الى مكة، فيبعث جيشاً على اثره فلا يدرك حتى يدخل مكة خائف يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام. الهوامش: |
بسم الله الرحمن الرحيم ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ))(1)(*) ابن بابويه قال: حدثنا غير واحدٍ من اصحابنا قالوا: حدثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري عن[الفرازي قال حدثنا] الحسن بن محمد بن سماعة، عن احمد بن الحـ[ـا] رث [قال حدثني] المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما انزل الله عز وجل على نبيّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ))، قلت: يارسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن اولوا الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: هم خلفائي ياجابر وأئمة المسلمين[من بعدي] اوّلهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، ستدركه ياجابر فاذا لقيته فاقرئه منِّي السلام ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيّي حجة الله في ارضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي. ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره[به] مشارق الأرض [ومغاربها على يديه]، ذاك الذي يغيب عن شيعته واوليائه غيبة لايثبت فيها على القول بامامته الاّ من امتحن الله قلبه للإيمان. قال جابر: فقلت[له] يارسول الله فهل يقع لشيعة الانتفاع به في غيبته؟ فقال عليه الصلاة والسلام: اي والذي بعثني بالنبوة، انهم يستضيئون بنوره، وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان تجلّلها سحاب، ياجابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علمه فاكتمه الا من أهله(2) الهوامش: (*)المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله. (1) النساء الاية 59. (2)وجلّل الشيء: غطّاه، ومنه جلّل المطر الأرض. |
بسم الله الرحمن الرحيم ((وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً))(1)(*) علي بن ابراهيم: في تفسيره المنسوب للصادق عليه السلام قال: قال: النبيين رسول الله، والصديقين علي، والشهداء الحسن والحسين، والصالحين الأئمة وحسن اولئك رفيقاً القائم من آل محمد عليهم الصلاة والسلام (2) الهوامش: (*)المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله. (1) النساء الاية 69. (2)تفسير القمي- ج1 ص142. |
بسم الله الرحمن الرحيم ((أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً))، ((لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ))(1)(*) محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن ابن سنان، عن ابي الصباح بن عبد الحميد عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر عليه السلام قال: والله للذي صنعه الحسن بن علي عليهما السلام كان خيراً لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس، فو الله لقد نزلت هذه الآية((أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ))، انما هي طاعة الإمام وطلبوا القتال، ((فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ)) مع الحسين عليه السلام، ((وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ)) ((نجب دعوتك ونتبع الرسل)) ارادوا تأخير ذلك الى القائم عليه السلام (2): العياشي في تفسيره: باسناده عن ادريس مولى لعبد الله بن جعفر عن ابي عبد الله عليه السلام في تفسيره هذه الآية((الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم)) مع الحسن((واقيموا الصلوة[واتوا الزكوة] فلما كتب عليهم القتال)) مع الحسين((َقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ)) الى خروج القائم عليه السلام فان معهم النصر والظفر، قال الله تعالى: ((قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالآْخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى... الآية)) (3) عنه: باسناده عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: والله الذي صنعه الحسن بن علي عليهم السلام كان خيراً لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس، والله لفيه نزلت هذه الآية: ((أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ)) انما هي طاعة الإمام فطلبوا القتال((فلما كتب عليهم القتال)) مع الحسين((َقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ)) وقوله((رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ)) ارادوا تاخير ذلك الى القائم عليه السلام.(4) الهوامش: (*)المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله. (1) النساء الاية 77. (2)الروضة - ص 330. (3) تفسير العياشي -ج1 ص 257. (4) تفسير العياشي- ج1 ص258. |
ان مسالة الامام المهدي عجل الله فرجه هي القطب وهي احدى الاسرار الكونية وهي سر الله المكنون الذي يظهرة في دار الدنيا لنشر العدل الالهي في ارجاء المعمورة والذي سوف تنعم به وبعلومه المخلوقات جميعا وليس بني البشر فقط .
فهي من اهم الاطروحات في عقيدة المسلم وفي نفس الوقت هي من اجلها واسماها واهمها وهي تحتاج منا الى تمهيد حتى يفرج الله لنا به . انا لكي من الشاكرين على هذا الطرح اختي الفاضلة |
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ وسام المحبة وفقك الله وجعلك من انصار قائم ال محمد عليه السلام |
احسنت وابدعت حقآ ......... أختي الغالية ن و ر ا انا تحياتي ........ أختك " البصراوية " |
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ البصراوية وفقك الله وسدد خطاك شكرا لمرورك العطر |
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الطيبة .. في كتاب حق السيد الشيرازي قدس سره ... أسمه (( المهدي في القرآن والسنة )) ... كنت كاتبه حق قناة الأنوار أطلبوا مني خدمتهم ابهلشيء .. والحمدالله كتبت الكتاب كامل ... وكل يوم راح أنقل كم صورة ان شاء الله .. في هذه الصفحات راح اخليه المهدي في القران ... وبعد ما نخلص أخلي صفحة كاملة حق (( المهدي في السنه )) .. تحياتي ... |
(1) سورة البقرة وفيها ثمان آيات 1و2 (( هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب )) ،،، ( الآية 2-3) 3- ((فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً )) ،،، ( الآية 60) 4- (( وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن )) ،،، ( الآية 124) 5- (( فاستبقوا الخيرات )) ،،، ( الآية 148) 6- (( ولنبلوبنكم بشيءٍ من الخوف)) ،،، (الآية 155) 7- (( كمثلِ حبةٍ أنبتت سبع سنابل )) ،،، ( الآية 261) 8 – (( آمن الرسول بما نأنزل إليه من ربه )) ،،، ( الآية 285) 1و2 (( هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب )) ،،، ( الآية 2-3) روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي ) في ينابيع المودة ( بإسناده المذكور) عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسأله عن أشياء ، وإسلامه على يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم – في حديث طويل إلى أن قال: سئل النبي (ص) عن أوصيائه ، فعدهم النبي (ص) له إلى أن قال صلى الله عليه واله وسلم : (( .. فبعده ابنه محمد ، يدعى بالمهدي ، والقائم ، والحجة ، فيغيب ثم يخرج ، فاذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً ، طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمقيمين على محبته ، أأأاتتاياياتبتيىلايلاأولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال : (( هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب )) إلى آخر الحديث (1).\ أقول يعني : أن المتقين هم المؤمنون بلإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ويعني بالغيب هو نفس الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، فالغيب ، ما غاب عن الحواس الخمس ، كما أن الله غيب ، لأنه لا يدرك بالحواس الخمس ، والآخرة غيب لغيبها عن الحواس، كذلك الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف غيب ، لأنه لا يرى في زمن الغيبة رؤية عمومية يعرف بها . (1) ينابيع المودة ص 443 3- ((فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً )) ،،، ( سورة البقرة الآية 60) روى العلامة الكبير السيد هاشم البحراني ، في كتابه ( غاية المرام) عن الفقيه أبي الحسن بن شاذان ، في ( المناقب المائة من طريق العامة ) بحذف الإسناد ، عن أبي عباس قال : سمعت رسول الله (ص) يقول ( وسرد حديثاً طويلاً ، وجاء فيه ) قول النبي (ص) : (( من سره ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي ابن ابي طالب ، والأئمة من ذريتي ، فإنهم خزان علمي )). فقام جابر بن عبدالله الأنصاري فقال : يا رسول الله ما عدة الأئمة ؟ قال رسول الله (ص) : يا جابر سألتني – رحمك الله – عن الإسلام بأجمعه. إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم : (( وعدتهم عدة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه الجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا)) إلى آخر الحديث (1) ( أقول ) حيث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي شبه الأئمة الإثني عشر بالعيون التي نزل ذكرها في القرآن ذكرنا هذه الآيه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (1) غاية المرام ، ص244. 4- (( وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن )) ،،، ( الآية 124) روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) ، بإسناده المذكور) عن المفضل بن عمر ، قال : سألت جعفراً الصادق عن قوله عن الله عز وجل: (( وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن )) ،، الآية . قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو أنه قال : (( يا رب أسألك بق ممد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليَ)) . (( فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)). فقلت له : ياابن رسول الله (ص) فما يعني قوله (( فاتمهن )) ؟ قال : يعني : أتمهن إلى القائم المهدي اثني عشر إماماً تسعة من ( ولد الحسين) ((1)). (أقول) : ( ابتلى ) ، بمعنى : الإمتحان ، والأختبار ، ومعنى الحديث أن الله تعالى اختبر نبيه الخليل ابراهيم عليه السلام ، وامتحنه بأسماء رسول الله (ص) والأئمة الإثني عشر عليهم السلام. وأما حقيقة الأختبار ماذا كان ؟ فقد سكتت عنها هذه الآية الكريمة ولكن وضحتها أحاديث شريفة ، وأنها كانت الخضوع لأفضليتهم والأعتقاد بمتابعته إياهم. (1) ينابيع المودة ص50 5- (( فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يات بكم الله جميعاً )) ،،، ( الآية 148) روى الحافظ القندوزي ( الحنفي ) بإسناده المذكور؟ قال : عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام في قول الله عز وجل: (( فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يات بكم الله جميعاً )) قال : يعني : أصحاب القائم ، الثلاثمئة وبضعة عشر . وهم والله (( الأمة المعدودة )) يجتمعون في ساعه واحدة ، كقزع الخريف (1) . (1) ينابيع المودة ، ص 505 . (( أقول )) يعني بلأمة المعدودة ، ما ذكره القرآن الكيم بقوله : (( ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه )) سورة هودة, الآية 8 ) وسيأتي تفسيرها بذلك في سورة هود عليه السلام إن شاءا الله : (( وقد )) ورد في الأحاديث الشريفة ما يفسر هذه الآية الكريمة بالتفصيل ، وخلاصته : أن الرعيل الأول من أصحاب الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف – عددهم 313 كعدد أصحاب بدر – يلتحقون به أول ظهوره عجل الله فرجه وهو بعد في مكة وهم في أكناف الأرض وأطراف البلاد ، خلال ساعه واحدة بقدرة الله تعالى ، نظير قصة (( عرش بلقيس)) ومجيء عاصف بن برخيا – وصي سليمان النبي عليه السلام – به من اليمن إلى (( القدس )) في أقل من لحظه واحدة ، وقد نقلها القرآن الحكيم . 6- (( ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )) ،، (( سورة البقرة ، آية 155 )) . أخرج الحافظ القندوزي ( الحنفي ) في قول الله تعالى في سورة البقرة (( ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )) إلى آخرها . (( بإسناده المذكور )) قال : عن محمد بن مسلم ، عن جعفر الصادق عليه السلام قال : إن قدام (القائم) علامات بلوى من الله للمؤمنين . قلت : وما هي ؟ قال : هذه الآية (( ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف...)) من تلقهم بلأسقام و(الجوع) بغلاء الأسعار ( ونقص من الأموال ) بالقحط (( والأنفس)) بموت ذائع و( الثمرات) بعدم المطر ، ( وبشر الصابرين ) عن ذلك. ثم قال يا محمد هذا تأويله (( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) ونحن الراسخون في العلم (1). (1) ينابيع المودة، ص505 . 7- (( كمثلِ حبةٍ أنبتت سبع سنابل )) ،،، ( الآية 261) أخرج العالم ( الشافعي) جمال الدين المقدسي السلمي الدمشقي في كتابه (عقد الدرر) – بسنده المذكور – عن علي ابن ابي طالب عليه السلام – في وصف الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف قال : ( فيبعث المهدي إلى أمرائه بسائر الأمصار : بالعدل بين الناس ) – إلى أن قال : (ويذهب الشر ، ويبقى الخير ). ( ويزرع مداً يخرج بسبعمائه مد – كما قال تعالى-) الحديث (1). (( أقول )) هذا إشارة إلى أن هذه الآية الكريمة : نزلت بشأن عصر الإمام المهدي عجل الله فرجه وزمانه . والكلام بدوره ظاهر في إنصار ذلك بعهد الإمام عليه السلام لأن الديث بصدد علامات وسمات وظواهر ذلك العهد الوضيء المشرق. والإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام أعرف بمرامي القرآن ومقاصده وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه آنس : (( علي يعلم الناس بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون )) (2). (1) عقد الدرر ، ص 259. (2) شواهد التنزيل ، مج1 ص29. 8 – (( آمن الرسول بما نأنزل إليه من ربه )) ،،، ( الآية 285) أخرج الفقيه الشافعي (( الحمويني )) محمد بن ابراهيم في فرائده، كذا الفقيه النفي موفق بن أحمد الخوارزمي في المقتل بأسانيده العديدة والمذكورة قائلا: عن أبي سلمى راعي إبل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال : سمعت رسول الله ( ص) يقول : ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه)) قلت (( والمؤمنون )) قال : صدقت يا محمد ، قال : من خلفت في أمتك ؟ قلت : خيرها ، قال : علي ابن أبي طالب ؟ قلت : نعم يارب ، قال : يا محمد إني أطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها ، وشققت لك إسماً من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود ، وأنت محمد ، ثم أطلعت الثانية فاخترت منها علياً وشققت له إسماً من أسمائي فأنا الأعلي وهو علي ( يا محمد ) لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولا يتكلم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم ( يا محمد ) تحب أن تراهم ؟ قلت نعم يا رب ، فقال لي : التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ابن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى ابن جعفر وعلي ابن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي ضحضاح من نور قياماً يصلون وهو في وسطهم – يعني المهدي – كأنه كوكب دري وقال ( يا محمد ) هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك وعزتي وجلالي إنه المحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي (1) . (( أقول )) ،،، ( ضحضاح) يعني الماء الكثير ، وقد استعير هنا لمجمع النور (2). قوله ( وهو في وسطهم ) يعني : كأن الأئمة في صورة دائرة قيام ، والإمام المهدي في وسطهم قائم. قوله ( كوكب دري) أي : كالنجمة المتلألئة. قوله ( وهو الثائر ) يعني : الإمام المهدي عجل الله فرجه لأنه يثور على الظلم والباطل، و(المحجة) أي الطريق إلى الحق. (1) فرائد السمطين ، مج2 –آخر المجلد. ومقتل الحسين عليه السلام ، مج1 ، ص95. أقرب الموارد ، ج1 ، مادة ضحح |
(2) سـُـورة آل عمـرآن ( وفيها ثلاث آيات ) 1_ }أَفـَغَير دِينِ اللّـهِ يبـْغَون وَلَـهُ أَسـلَمَ مَـنْ في السماواتِ والأرضِ طَوْعَاً وَكرهَـاً { ( الآيه 83 ) 2_ }وَليمْحُصَ الله الذيِنَ آمَنوا وَيَمحُقَ الكافـِرينْ { (الآية 141 ) 3_ }يَا أيّـها الذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا ورابِطوا { (الآية 200) 1- } أَفـَغَير دِينِ اللّـهِ يبـْغَون وَلَـهُ أَسـلَمَ مَـنْ في السماواتِ والأرضِ طَوْعَاً وَكرهَـاً{ (سورة آل عمران الآية 83) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده المذكـور قال : عن جعفر الصادق عليه السلام في قوله تعالى : } وَلَـهُ أَسـلَمَ مَـنْ في السماواتِ والأرضِ طَوْعَاً وَكرهَـاً { ، يقول : إذا قام ( القائم المهدي ) لا تبقى أرض إلا نودِيَ فيها شهادة أنّ لا إله الله ، وأنّ محمداً رسولُ الله (1) . (أقول) يعنـي أنّ هذهِ الآيـة الكريمة إشارة إلى عهـد ( المهدي ) المنتظر عجل الله فرجه ، إذ في زمانه الكلمة كلها للّه على وجه الأرضْ كلّها ، لأنّ كل من في الأرض يسلّم ويخـضَع للّهِ تعالى ، ولمْ يتم هذا حتى اليوم ، لا في عهد الأنبياءْ السابقيـن (عليهم السلام)،ولا في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا في عهودٍ بعدَه، أنْ يكونَ كل من على وجه الأرضْ مسلماً للـّه،خاضعاً لدينِ الله ( طوعاً وكُرهاً ) . 2- }وَليمْحُصَ الله الذيِنَ آمَنوا وَيَمحُقَ الكافـِرينْ{ (سورة آل عمران الآية 141) أخرجَ الفقيه الشافعي (الحمويني) بسندِه المذكور قال : عن سعيد بن جبيـر عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ عليّاً وصيـّي من ولدِه (القآئمْ) المنتظر الذي يملأ بهِ الأرضْ قسطاً وعدلاً كما مُلـئَت جَوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقِّ بشيراً ونذيراً أنّ الثابـتينَ على القولِ بإمامَتهِ في زمانِ غيبتهِ لأعزّ من الكبريتِ الأحمـَر ، فقامَ إليهِ جابر بن عبدالله الأنصاري فقال : يارسولَ الله وللقائمِ من وِلدِكَ غيبـَة ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) إي وربـّي }وَليمْحُصَ الله الذيِنَ آمَنوا وَيَمحُقَ الكافـِرينْ{ . ياجابر إنّ هذا الأمر مِن أمر الله ، وسرّ من سرّ الله من سرّ علّته مطوية عن عباده فإياكَ والشك ، فإنّ الشك في أمر الله عزّ وجل كفر (2) . (أقول) وممن أخرج الحديث ابن خلدون في (مقدّمتِه) (3) . وهكذا أخرجهُ أيضاً عالم الشافعية الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في كتاب مجمع الفوائد ومنبع الفرائد (4) وغيرهما. _______________________ (1)ينابيع المودّة ص 504. (2)فوائد السـمطين ، مج 2 ، آخره. (3)مقدمة ابن خلدون ، ص 259. (4)مج7 ، ص 318 (الكبريت الأحمر) من معانيه الذهب الأحمر أي الخالص ، والمقصود: أنّ المؤمن بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) في أيام غيبته أقـل وجوداً من الذهب الخالص. ووجه الشـّـبه : هوَ أنّ الذهب الخالص قليل الوجود ، لأنّ الذهب غالباً مصوغاً وغير مصوغ ، مخلوط بغيره من نحاس ، أو صفر ، أو نيكل ، أو غيرها. والمؤمن بالإمام المهدي (عجل الله فرجه) أقل وجوداً منه (وفي هذا) الحديث دليل على أنّ غيبة الإمام (عجل الله فرجه) سببها امتحانُ الناس ، وتمحيص المؤمن الخالص ، والكافر ، والمؤمن المغشوش. ( فالكافر) بالإمام يمحق ويضمحل ، والمؤمن المغشوش ينكر الإمام المهدي عندَ طولِ غيبتِه فينطبقُ عليهِ حديث الرسول (صلى الله عليه وآله): ( من أنكرَ خروجَ المهدي فقد كفر بما أنزِل على محمّد ) (1) . والمؤمن الخالص يبقى على الاعتقاد بإمامته مهما طالت غيبتـه . قوله (صلى الله عليه وآله) : ( إنّ هذا الأمر ) الظاهر أن المراد منه وقت ظهور الإمام (عجل الله فرجه). قوله (صلى الله عليه وآله) : (وإياكمْ والشّك) يعني: إذا طالت الغيبة فلا تشكّوا في الإمام ، ولا تقولوا: لو كانَ لظهر . فإنه كفر . كما أسلفنا حديث النبي (صلى الله عليه وآله ) . 3- }يَا أيّـها الذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا ورابِطوا { ( سورة آل عمران الآية 200) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال : عن محمّد الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى : }يَا أيّـها الذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا ورابِطوا { قال : اصبروا على أداءْ الفرائضْ ، وصابِروا على أذيـّة عدوّكم ، ورابِطوا إمامكمْ المهدي المنتظر (2) . (أقول) يعني : شدّوا أنفسكم بالإمام المهدي (عجل الله فرجه) ، ورابطوا أرواحكم بهِ ، كناية ً عن ثبات الإعتقاد بهِ ، ونيّة التفاني في سبيله والجهاد بين يديهِ طائعين غيرَ مستكرهينْ . (2)أقرب الموارد ، مج 1 ، مادّة ضحح (1) ينابيع المودّه ، ص504 |
(3) ســورة النســآءْ ( وفيها خمس آياتْ ) وفيها خمس آيات 1_ } يَا أيّها الّذينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزّلنَا مُصَدِّقاً لـِمَا مَعَكُمْ مِنْ قبلِ أنْ تَطمِسَ وُجوهاً فَنَردُّها عَـلى أَدبَارِهَـا{( الآية 47 )(الآية 47) 2_ }َأَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكمْ{(الآية 59 ) 3_ } الّذِينَ أَنْعمَ اللّهُ عَلَيْهمْ مِنَ النّبـيينْ وَ الصّدّيقِيين وَ الشُّهَدَاءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولَـئـِكَ رَفِيقاً {(الآية 69) 4_ }وَلَوْ رَدّوه إِلى الّرسُولِ وَإلى أُولِي الأمْرِ مِنْهمْ لَعَلِمَهُ الّذينَ يستنبِطُونَه مِنْهُمْ {(الآية 83) 5_ }وَإنّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إلا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قـَبْلَ مَوْتِهِ {(الآية 159 ) 1- يَا أيّها الّذينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزّلنَا مُصَدِّقاً لـِمَا مَعَكُمْ مِنْ قبلِ أنْ تَطمِسَ وُجوهاً فَنَردُّها عَـلى أَدبَارِهَـا{( الآية 47 ) رَوَى الحافِظ القَنْدوزِي ( الحنفي ) بإسنادِه قال : عنْ محمّد الباقر (رض) في قولِه تعالى : } يَا أيّها الّذينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزّلنَا مُصَدِّقاً لـِمَا مَعَكُمْ مِنْ قبلِ أنْ تَطمِسَ وُجوهاً فَنَردُّها عَـلى أَدبَارِهَـا{ قال :لايفلت من جيش السفياني الهالكين في خسفِ البيدآء إلا ثلاثة يُحوّلْ اللّه وُجوهَهمْ في أقفيتهم ، وذلكَ عندَ قيام (القائم المهدي) (1) . (أقول) هذا تأويل الآية في السفياني وجيشه ، وتفسيرها في أولئك الذين لمْ يؤمنوا برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولامنافاة بينَ المعنيين( التأويل – والتفسير ) فإنّ للقرآنِ تفسيراً وتأويلاً ، وظاهراً وباطناً ، كما دلّت على ذلك آيات قرآنية ، وأحاديث شريفة . 2َ - أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكمْ{( سورة النساءْ الآية 59 ) روى العلامَة البحراني عن العالِم الشافعي إبراهيم بن محمد الحمويني ( بإسناده المذكور ) قال : عن سليم بن قيس الهلالي _ في حديث المناشدة المفصّل _ أنّ عليّاً ناشد أكثرَ من مائتي رجل من الأصحابْ والتابعين في أيام عهد عثمان بن عفان فقال فيما قال لهم : أنشدكم باللّه أتعلمون حيث نزلت: }يَاأيّـها الّذينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكمْ { قال الناسْ : أخاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم؟ فأمر اللّه عزّ وجل نبيّه (صلى الله عليه وآله ) أن يعلمهم ولاة أمرهمْ ، وأن يفسّر لهم من الولاية مافسّر لهم من صلواتهم ، وزكاتهم وحجّهم ( إلى أن قال ) : قال (صلى الله عليه وآله) :]هم[ عليّ أخي ، ووزيري ، ووارثي ، ووصيّي ، وخليفتي في أمّتي وليّ كلِّ مؤمنٍ من بعدي ، ثمّ ابني الحسن ، ثمّ ابني الحسين ، ثمّ تسعة من ولد الحسين واحداً واحداً القرآنُ معهُم وهمْ مع القرآن ، لا يفارقونه ولا يفارقهمْ حتّى يردّوا عليّ الحوض ، فقالوا كلهم : نعمْ سمعنا ذلك وشهِدنا كما قلتَ سواء (2) . _______________ (1)ينابيع المودّة ص 504. (2)غاية المرام ص 244- 245. ( أقول ) فالمقصود من [ أولي الأمر ] همْ الأئمة الإثني عشر عليهم السلام وآخرهم المهدي المنتظر(عجل الله فرجه). 3- } الّذِينَ أَنْعمَ اللّهُ عَلَيْهمْ مِنَ النّبـيينْ وَ الصّدّيقِيين وَ الشُّهَدَاءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولَـئـِكَ رَفِيقاً {( سورة النساء الآية 69) أخرجَ الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال : أخبرنا أبو العبّاس الفرغاني (بسنده المذكور) عن حذيفة بن اليمان قال : دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) ذاتَ يوم وقد نزلت عليهِ هذهِ الآيه : } الّذِينَ أَنْعمَ اللّهُ عَلَيْهمْ مِنَ النّبـيينْ وَ الصّدّيقِيين وَ الشُّهَدَاءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولَـئـِكَ رَفِيقاً { فأقرأنِـها، فقلت : يانبيّ الله فداك أبي وأمي من هؤلاءْ ؟ إنـّي أجدُ الله بهمْ حفياً (أي : مكثراً من المدح والثناءْ والإجلال . أقرب الموارد ). قال (صلى الله عليه وآله ): ياحذيفه أنا } مِنَ النّبيّـينْ { الذينَ أنعم الله عليهم ، أنا أولهم في النبوّة وآخرهم في البعث ، ومنَ }الصّدّيقينْ{ علي ابن أبي طالب ، ولما بعثني الله عزّ وجل برسالته كانَ أوّل من صدّق بي ، ثمّ منَ }الشُّهَدَاءِ{ حمزة وجعفر ، ومن }الصّالِحِينْ{ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنه ، }وَحَسُنَ أولَـئِكَ رَفِيقَاً{ المهدي في زمانِه (1) . ( أقول ) أي : في عهد رجعته الذي تمتلىء بهِ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما مُلئتْ ظلماً وجوراً فإنهم يجتمعون عندَ الرّجعة ، وتكونُ دنيا مؤلّفة من خيرة الصالحين والأولياءْ. 4- } وَلَوْ رَدّوه إِلى الّرسُولِ وَإلى أُولِي الأمْرِ مِنْهمْ لَعَلِمَهُ الّذينَ يستنبِطُونَه مِنْهُمْ {( سورة النساء الآية 83) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) (بإسناده) قال: عن ابن معاوية عن محمّد الباقر(رضي الله عنه) أنه قال: في حديث _ وقال عزّ وجلّ : }وَلَوْ رَدّوه إِلى الّرسُولِ وَإلى أُولِي الأمْرِ مِنْهمْ لَعَلِمَهُ الّذينَ يستنبِطُونَه مِنْهُمْ { فردّ أمر الناس إلى أولي الأمر منهمْ الذين أمر الناس بطاعتهم وبالردّ إليهم ، وروي عن الصادق (جعفر بن محمّد) في تفسير كلمة [أولي الأمر] أنه قال _ في حديث : " فكان علي ، ثمّ صار من بعدهِ حسن ، ثمّ حسين ، ثمّ من بعده علي بن الحسين ، ثمّ من بعده محمد بن علي ، وهكذا يكونُ الأمر ، إنّ الأرض لا تصلح إلا بإمامْ (2). _________________________ (1)شواهد التنزيل \ مج1 ، ص155. (2)ينابيع المودة ص 504. ( أقول ) هذا دليل على أنّ هذا اليوم الإمام موجود ، وليسَ هوَ غير الإمام المهدي (عجل الله فرجه). فتكون الآية الكريمة في الإمام المهدي وآبائه الكرام (عليهم السلام). 5- } وَإنّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إلا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قـَبْلَ مَوْتِهِ وَيَومَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَليْهِمْ شَهـِيداً { ( سورة النساءْ،الآية 159 ) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) (بإسناده) قال: عن محمّد الباقر (عليه السلامْ) في قوله تعالى :}وَإنّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إلا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قـَبْلَ مَوْتِهِ وَيَومَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَليْهِمْ شَهـِيداً { قال : إنّ عيسى (عليه السلام) ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهل ملّة ، يهودي ولا غيره ، إلا آمنوا بهِ [ أي : بالمهدي ] قبل موتهم ، ويصلي عيسى خلف المهدي ( عجل الله فرجه )(1) ، وأخرجَ نحواً منه علامة (ال ؟؟؟؟ ) ابن الصباغ أيضاً وغيره (2) . (أقول) يعني : ينزل عيسى بن مريم إلى الدنيا قبل القيامة ، حين يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ، ويصلي عيسى خلف الإمام المهدي ، فيؤمن النصارى بالإمام المهدي لصلاة عيسى خلفه ، ويؤمن اليهود بالإمام المهدي لإخراجه ألواح التوراة من (فلسطين) وفيها علامات المهدي وأدلته ، ويؤمن أهل سائر الملأ به بمعجزاتٍ آخر نظير ذلك . قوله تعالى : }لَيُؤمنّنّ{ بهِ الضمير عائد _ في التأويل _ إلى الإمام المهدي (عجل الله فرجه ) . _____________________ (1ينابيع المودة ، ص504. (2)الفصول المهمة ، الباب الثاني عشر |
(4) سـورة المـائدة (وفيها ثلاث آيات) 1_ }وَبـَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَي عَشَرَ نَقِيِبَاً{ الآية 12 2_ } وَمِنَ الّذِينَ قَالُوا إنّا نَصَارَى أَخَذنَا مِيِثَاقَهُمْ فَنَسَوا حَظّاً مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ { الآية 14 3_ } فسـَوْفَ يَأتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ{ الآية 54 ***************** 1- }وَلَقَد أخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بِني إسرَائيلَ وَبَعثنَا مِنهمْ اثنَيْ عَشَرَ نَقيبَاً{ (سورة المائدة ، الآية 12) روى العلامة البحراني في ( غاية المرام ) عن أبي الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذانْ في (المناقب المائة من طريق العامّة) بحذف الإسناد ، قالوا : عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول (في الحديث): "مَن سرّ ، ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي ابن أبي طالب والأئمة من ذريتي فإنهم خزّان علمي ". فقام جابر بن عبدالله الأنصاري فقال : يارسول الله ما عدد الأئمة؟ قال (صلى الله عليه وآله) : ياجابر عدتُهم (إلى أن قال): عدد نقباءْ بني اسرائيل، قال الله تعالى:} وَلَقَد أخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بِني إسرَائيلَ وَبَعثنَا مِنهمْ اثنَيْ عَشَرَ نَقيبَاً{ فالأئمة ياجابر اثني عشر إماما أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم (القائم) (1). (أقول) حيث أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) في مقام تعداد الأئمة (عليهم السلام) تلى هذهِ الآية الكريمة مستشهداً بها كان ذلك دليلاً على تأويلها بهم (عليهم السلام) ولذلك ذكرناها هنا. 2- } وَمِنَ الّذِينَ قَالُوا إنّا نَصَارَى أَخَذنَا مِيِثَاقَهُمْ فَنَسَوا حَظّاً مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ{ (سورة المائدةالآية 14) روى الحافظ سليمان القندوزي العالم الحنفي بإسناده،قال:عن أبي الربيع الشآمي; عن جعفر الصادق(عليه السلام) في قولهِ تعالى : } وَمِنَ الّذِينَ قَالُوا إنّا نَصَارَى أَخَذنَا مِيِثَاقَهُمْ فَنَسَوا حَظّاً مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ{ في سورة المائدة قال : سيذكرون ذلك الحظ ، وسيخرج مع (القائم) هنا عصابة منهم (2). (أقول) يعني : أنّ الحظ الذي هوَ الإيمان بالإمام المهدي (عجل الله فرجه) الذي أخذنا ميثاقهم عليه قال الله عنه أنّ النصارى نسوه في ذهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ذلك الحظ سيذكرونه ويعودون إلى الإسلام ، لمـا يشاهدون _____________________ (1) غاية المرام ، ص244 (2) غاية المرام ، ص244 من متابعة عيسى بن مريم لدين الإسلام ، وصلاته خلف الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، ولعل المقصود بـِ(عصابة منهم): العصابة الموجودون في عهد الإمام المهدي (عج)، لما ورد في الأحاديث من ايمان النصارى الموجودين آنذاك. 3- }يَاأيها الّذينَ آمَنُوا مَن يرتَد مِنكمْ عنْ دينِه فَسوفَ يَأتِي اللهُ بِقَومٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَه أذِلّة عَلَى المُؤْمِنِينْ أعِزّةٌ عَلَى الكَافِرينْ يُجَاهِدُونَ فِي سَبيلِ اللّهِ وَلايَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمْ ذلكَ فضلُ اللهِ يُؤتِيِهِ مَنْ يَشَاءْ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيِمْ{ (سورة المائدة،الآية54) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال:عن سليمان بن هارون العجلي قال: سمعت جعفر الصادق(عليه السلام) يقول: إن صاحب هذا الأمر _ يعني القائم المهدي _ محفوظ،لو ذهب الناس جميعاً أتى الله بأصحابه،وهم الذين قال الله فيهم: }يَاأيها الّذينَ آمَنُوا مَن يرتَد مِنكمْ عنْ دينِه فَسوفَ يَأتِي اللهُ بِقَومٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَه أذِلّة عَلَى المُؤْمِنِينْ أعِزّةٌ عَلَى الكَافِرينْ{ (1). (أقول) لامنافاة بينَ ورود تأويل هذه الآية تارةً في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتارةً في أصحابْ الإمام المهدي المنتظر (عج) وذلك لأنّ عليّاً والقائم مع أصحابه كلاهما مصداقان لهذه الآية. فاللهُ يحبّ علياً وعليّ يحبّ الله. والله يحب الإمام المهدي (عج) وأصحابه، وأولئك يحبون الله (غيرَ) أنّ عليّاً هوَ المصداق الأكمل ، والفرد الأتم لهذه الآية ، والإمام المهدي (عج) وأصحابه مصاديق دونه في المنزلة والرتبة. فالقرآن ظاهر وباطن ،وتنزيل وتأويل، وتفسير ومعنى. _________________ (1)ينابيع المودة ،ص507. |
(5) سـُورة الأنعـامْ (وفيها خمس آيات) 1_ }حَـتّى إذَا جَاءَتْهمُ السّاعَةُ بَغتَةً{ الآية 31 2_ }قَلْ أرأيتكمْ إنْ أَتَاكُمْ عَذابُ الله أوْ أتتَكمْ الّساعةُ بَغتَتَةً{ الآية 40 3_ }فإن يَكفُرُ بِهَا هَؤُلاءْ فَقَد وَكّلنا بِهل قَومَاً ليسُوا بِها بِكافِرينْ{ الآية89 4_ }وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدقَاً وَعَدلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ الّسِميعُ العَلِيمْ{ الآية 115 5_} يَومَ يَأتِى بَعض آياتِ رَبّكَ لايَنْفَعُ نفسَاً إيمانها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أوْ كَسبَتْ في إيمَانِها{ الآية 158 ******************** 1_ }حَـتّى إذَا جَاءَتْهمُ السّاعَةُ بَغتَةً{ الآية 31 روى السيوطي (الفقيه الشافعي) قال : وأخرج البخاري عنأبي هريرة (رض) أن اعرابياً سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: متى الساعة؟ فقال (صلى الله عليه وآله)"إذا ضُيّعتْ الأمانة فانتظر الساعة". قال:يارسول الله وكيف إضاعتها؟ قال (صلى الله عليه وآله) " إذا وســد الأمر إلى غير ِ أهله فانتظر الساعة " (1). وروى هوَ أيضاً قال: وأخرج ابن مزدويه عن أبي هريرة (رض) قال : أتى رجل فقال: يارسول الله متى الساعة؟ قال (صلى الله عليه وآله) : ما المسؤول بأعلم من السائل؟ قال : فلو علّمتنا أشراطها (أي:علاماتها) . قال(صلى الله عليه وآله) : تقارب الأسواق . فقلت : وما تقارب الأسواق ؟ قال (صلى الله عليه وآله) : أن يشكو الناس بعضهم إلى بعض قلّة إصابتهم ، ويكثر ولد البغي ، وتفشوا الغيبة ، ويعظّم رب المال،وترتفع أصوات النفاق في المساجد ،ويظهر أهل المنكر،ويظهر الـبغاء (2). قال السيوطي: وأخرج أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم،وابن ماجة عن ابن مسعود (رض): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ((يكونُ بين يدي الساعة أيام فيرفع فيها العلم ، وينزل فيها الجهل ، ويكثر فيها الهرج )) (3). (أقول) استفاضت الروايات بوقوع هذه الأمور قبل ظهور الإمام المهدي المنتظر ، فضياع الأمانة ووصول الأمور إلى غير أهلها وكثر ولد الزنا ، وتفشي الغيبة ، وتعظيم أصحاب الأموال ، وارتفاع أصوات النفاق في المساجد وغلبة أهل المنكر وغلبة البغاء ، وارتفاع العلم ونزول الجهل(الظاهر كونه بمعنى السفاهه) ،وكثرة الهرج ، هذه كلها من علامات _____________________ (1)الدر المنثور ، مج 6 ، ص 50 (2)الدر المنثور ، مج 6 ، ص 50-56. (3)الدر المنثور ، مج6 ، ص 60 ظهور المهدي (عج)، فيكون المراد ب(الساعة) هوَ ساعة ظهور المهدي ، أو الأعم منها ومن ساعة القيامة ، لاشتراك الساعتين في كثير من المقدّمات والعلامات. 2- }قَلْ أرأيتكمْ إنْ أَتَاكُمْ عَذابُ الله أوْ أتتَكمْ الّساعةُ أغير الله تدعون ان كنتم صادقينً{(سورة الأنعام الآية 40) روى السيوطي ( الفقيه الشافعي ) قال: وأخرج الحاكم وصحّحه عن وائلة بن الأسقع سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ((لاتقوم الساعة حتى تكون عشر آياتْ )) : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، والدجال ، ونزول يأجوج ومأجوج ، والدّابة،وطلوع الشمس من مغربها، ونارٌ تخرج من قعر (عدن) تسوق إلى المحشر تحشر الذر والنمل(1). (أقول) لعلّ الراوي نسي اثنتين من الآيات : أو أن يعتبر نزول يأجوج آية ونزول مأجوج آية أخرى. وهكذا يعتبر (تحشر الذر والنمل) آية مستقلة حتى تتم الآيات عشراً . قوله (صلى الله عليه وآله) (والدابة) لعلّه إشارة إلى قوله تعالى:}وَإذا وَقعَ القَولُ عَليهمْ أخرجنَا لَهمْ دَابّةً مِنَ الأرضِ تُكلّمُهمْ أن النّاسَ كانُوا بِآياتِنَا لايُوقِنُونْ{ . [ولايخفى] أنّ هذه العلامات كلّها علامات مذكورة لظهور المهدي (عج) في روايات عديدة ، كما يجدها الباحث في كتب التفسير والحديث والتاريخ ، فالمراد بـِ ( الساعة) هوَ ساعة ظهور المهدي (عج)، أو هيَ ساعة القيامة، لأن القرآن له ظهر وبطن ، وتفسير وتنزيل وتأويل. 3- }فإن يَكفُرُ بِهَا هَؤُلاءْ فَقَد وَكّلنا بِهل قَومَاً ليسُوا بِها بِكافِرينْ{ (سورة الأنعام الآية89) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال : إن صاحب هذا الأمر ، يعني القائم المهدي ، محفوظ ، لو ذهب الناسُ جميعاً أتى الله بأصحابه ، قال الله فيهم :} فإن يَكفُرُ بِهَا هَؤُلاءْ فَقَد وَكّلنا بِهل قَومَاً ليسُوا بِها بِكافِرينْ {(2) . (أقول) يعني : لايمكن أن يذهب الإمام المهدي (عج) أو يذهب أصحابه ، فلو مات الناس بالمجاعات والحروب والأمراض ، لبقي الإمام المهدي وبقي أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر ، وقوله ( أتى الله بأصحابه ) كناية عن إتيان الإمام المهدي نفسه ، لما ورد أنه مادام لم يكتمل عدد أصحابه 313 كعدد أصحاب بدر لايظهر . 4- }وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدقَاً وَعَدلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ الّسِميعُ العَلِيمْ{(سورة الأنعام الآية 115) أخرج الحافظ القندوزي (الحنفي)_بسنده المذكور_ عن عدة من المشايخ الثقاة ، الذين كانوا مجاورين للإمامين سيدنا (علي الهادي) وأبي محمد (الحسن العسكري) (عليهم السلام) ، قالوا : سمعناهما يقولان : أنّ الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق الإمام أنزل قطرة من ماءْ الجنة في ماءْ المزن فتسقط في ثمار الأرض وبقلتها ، فيأكلها أبو الإمام ، فتكونُ نطفته منها ، فإذا استقرّت النطفة في الرحم فيمضي ________________________ (1)الدر المنثور \ مج 1 \ ص 50_51 (2)ينابيع المودة \ ص 507 . لها أربعة أشهر يسمع الصوت وكتَب على عضده:} وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدقَاً وَعَدلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ الّسِميعُ العَلِيمْ{فإذاولد قام بأمر الله ، ورفع له عمود من نور ينظر منه الخلائق وأعمالهم وسرائرهم ، والعمود نصب بين عينيه حيث تولّى ونظر_الحديث(1). (أقول) إن الحديث إما خاص بالإمام (القائم) أو عام للأئمة الاثني عشر، فيكون شاملاً للإمام (القائم) وتؤيد المعنيين أحاديث أخرى أيضاً. 5- } يَومَ يَأتِى بَعض آياتِ رَبّكَ لايَنْفَعُ نفسَاً إيمانها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أوْ كَسبَتْ في إيمَانِها خيراً قُل انتَظِروا إنّا مُنتَظرون{(سورة الأنعام الآية 158 ). روى الحافظ القندوزي (الحنفي) عن أبي هريرة_رفعه_قال: لا تقدم الساعة حتّى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت آمن الناس كلّهم أجمعون ، فيومئذٍ} لايَنْفَعُ نفسَاً إيمانها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أوْ كَسبَتْ في إيمَانِها خيراً{ . للشيخين وأبي داود(2). وروى الحافظ القندوزي نفسه ، عن أبي سعيد الخدري رفعه في قوله تعالى:} أوَ يَأتِي بَعضُ آياتِ ربك{ طلوع الشمس من مغربها.للترمذي ( 3) . (أقول) قد كثرت الروايات في أنّ من علامات ظهور (المهدي من آل محمد) ورجعته طلوع الشمس من مغربها،وهذا أمر ثابت عند المطّلعين على الأحاديث الشريفة فتكون الآية مؤوّله أو مفسّرة بالإمام المهدي(عج) ____________________ (1)ينابيع المودّة ، ص 462. (2)ينابيع المودّة ، ص 476. (3)ينابيع المودة \ص476. |
(6) ســُورة الأعراف(وفيها آيتانْ) 1_ }وَنَادَى أصحابُ الاَعرَافِ رِجَالاً يَعرِفُونَهمْ بِسِيمَاهُمْ{الآية 48. 2_ }يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مرسَاهَا{الآية 187. ******************** 1_ }وَنَادَى أصحابُ الاَعرَافِ رِجَالاً يَعرِفُونَهمْ بِسِيمَاهُمْ{الآية 48. المهدي وآبائه (عليهم السلام) همْ أصحاب الأعراف. روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال: عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ أكثَر من عشر مرّات: [ياعلي إنّك والأوصياءْ من ولدك أعراف بين الجنّةِ والنار، لايدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه] (1). (أقول) حيثْ أن الإمام المهدي (عج) هوَ آخر أوصياءْ النبي (صلى الله عليه وآله) كان ممّن نزلت فيهم هذه الآية ، وقد نصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأسماء أوصيائه، وآخرهم المهدي المنتظر في عدّة موارد ، ذكرنا بعضها فيما سبق. 2- }يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مرسَاهَاقُلْ إِنّمَا عِلمُها عِندَ رَبّي لايُجَلّيها لوقتِها إلاهُوَ ثَقُلَت في السّماواتِ والأرض لا تَأتِيكمْ إِلاّ بَغتَة{ (سورة الأعراف ، الآية 187) روى الحافظ القندوزي في قوله تعالى }يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مرسَاهَا{ .. قال: روى المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام أنه قال: ساعة قيام القائم (2). (أقول) قد ورد في عدّة احاديث شريفة أن ساعة قيام الإمام المهدي(عجل الله فرجه) مما استأثر الله تعالى بعلمه ، وقد سئل عنها رسول الله (ص) وعلي أمير المؤمنين (ع) فقال كلّ واحد منم : [ ما المسؤول بأعلم من السائل]. ___________ (1)ينابيع المودّة. (2)ينابيع المودة ص 429. |
(7) ســُورة الأنفــال ( وفيها آية واحدة ) 1_ }وَقَاتِلوهُمْ حَتّى لاتَكُونَ فِتْنَة وَيَكُونُ الدّين كُلّهُ لِلّه{ الآية 39 روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال: عن محمّد بن مسلم قال: قلت للباقر (عليه السلام) ما تأويل قوله تعالى في الأنفال : }وَقَاتِلوهُمْ حَتّى لاتَكُونَ فِتْنَة وَيَكُونُ الدّين كُلّهُ لِلّه{ قال: لمْ يجيء تأويل هذه الآية ، فإذا جاء، تأويلها بقتل المشركون حتّى يوحّدوا الله عز وجل وحتّى لايكون شرك ، وذلك في قيام (قائمها) (1). (اقول) التأويل يعني: المرمى والمقصد الأعلى للآية الشريفة ، إذ لم يتم في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله ) ولا في عهد أحد من الخلفاءْ والأوصياءْ يوم }يَكُونُ الدّين كُلّهُ لِلّه{. ويتم ذلك في عهد المهدي (عجل الله فرجه) وحسبْ. ___________ (1)الدر المنثور ، مج5\ص 50_51 |
(8) ســـــــورة التـّــوبـة (وفيها ثلاث آيات) 1_}وَلَمْ يَتّخذوا مِن دُون اللهِ وَلارسُولِهِ وَلا المُؤمِنينَ وَلِيجَةً{ الآية 16 2_ } لِيِظهِرَهُ عَلى الدّينِ كّله وَلَو كَرِهَ المُشْرِكونْ{ الآية 33 3_ (أ) } إنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللهِ اثنَا عَشَرَ شَهْرَاً { الآية 36 (ب) } وَقاتِلوا المُشرِكينَ كافّة كَما يُقَاتِلوكمْ كافّة { الآية 36 ********************** 1- } أَمْ حَسِبْتُمْ أن تُترَكوا وَلَما يَعلَم الله الّذينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتّخذوا مِن دُون اللهِ وَلارسُولِهِ وَلا المُؤمِنينَ وَلِيجَةً{(سورة التوبة الآية 16) روى العلامة البحراني عن العالم (الشافعي) ابراهيم بن محمد الحمويني بإسناده المذكور عن سليم بن قيس الهلالي في حديث مفصل ناشد فيه علي بن أبي طالب المهاجرين والأنصار في فضائله وفضائل أهل بيته ، ومما فيه ناشد علي الأصحاب وقال لهمـْ :- أنشدكم الله ألا تعلمون حيث نزلت : }وَلَمْ يَتّخذوا مِن دُون اللهِ وَلارسُولِهِ وَلا المُؤمِنينَ وَلِيجَةً{ قال الناس: أخاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم ، فأمر الله نبيّه أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجّهمْ. إلى أن قال: فقام أبوبكر وعمر فقالا: يارسول الله هذه الآيات خاصة في علي؟ قال (صلى الله عليه وآله) " بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة " قالا : يارسول الله بينهم لنا؟ قال(صلى الله عليه وآله) " علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن من بعدي ثم ابني الحسن ، ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحداً بعد واحد " (1) . (أقول) التسعة ذكرهم النبي (صلى الله عليه وآله) في أحاديث عدّة بأسمائهم وتاسعهم المهدي القائم (عجل الله فرجه) 2- } هُوَ الذِي أرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى وَدِينِ الحَقّ لِيِظهِرَهُ عَلى الدّينِ كّله وَلَو كَرِهَ المُشْرِكونْ{ (سورة التوبة ، الآية 33) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال: عن جعفر الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: } هُوَ الذِي أرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى وَدِينِ الحَقّ لِيِظهِرَهُ عَلى الدّينِ كّله وَلَو كَرِهَ المُشْرِكونْ{ قال : والله مايجيء تأويلها حتى يخرج القائم المهدي(عج) ، فإذا خرج القائم لم يبقَ مشرك إلا كره خروجه ، ولا يبقى كافر إلا قُتِل ، حتى لو كان كافر في بطن صخرة قالت: يامؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله (2). ________________________________ (1)غاية المرام ص 264_265. (2)ينابيع المودة ص 508 (أقول) قوله (ولا يبقى كافر إلا قتل) يعني: الكافر المعاند الذي عبّر القرآن الحكيم عنه بـِ (ازدادوا كفراً)، وإلا فقد تظافرت الأحاديث الشريفة على أن الكفار – غير المعاندين – يؤمنون بالإسلام ديناً ، وبالإمام المهدي إماماً وخليفة لرسول الله ، وذلك فيما سبق تفسيره }وَإنّ مِن أهلِ الكِتابِ إلا ليؤمِننّ بِهِ { الآية . قوله (عليه السلام) ،قالت: يامؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله ، ليسَ هذا غريباً إذا بعد الإيمان بقدرة الله تعالى على إنطاق الجمادات ، وأن الإمام المهدي (عج) إمام من عند الله ، فأي مانع من أن يمنحه الله هذه المعجزات؟ وأي محذور في أن يعمل الله على يد الإمام المهدي هذه الخوارق ليظهر دينه على الدين كلّه؟ أليست الحصى تكلّمت في يد الرسول(ص) ولم يكن الله شاء آنذاك إظهار دينه على كل الأدينا وفي كل بقاع الأرض. فتتكلم الصخرات في عهد حفيد الرسول ومجدد دينه المهدي المنتظر ، من أجل ارداة الله تعالى إظهار دينه على كل الأديان ، وفي كل الأصقاع. (ولايخفى) أنه لامانع من كون المقصود بإرسال الرسول (صلى الله عليه وآله) هوَ إظهار دين الله على كل الأديان، ومع ذلك تأخير هذا الإشهار أكثر من ألف سنة من مبعث الرسول(صلى الله عليه وآله) فإن مصالح الله تعالى في عباده لايضايقها طول الزمان. ألم يبعث الله تعالى نبيّه نوحاً لهداية أمته ومع ذلك لم يؤمن إلا قليل منهم طيلة تسعماءه وخمسين عاماً من بعثته؟ [تنبيه] حيث أنّ هذه الآية بنصّها وألفاظها كررّت في القرآن الحكيم ثلاث مرات ، هنا ، وفي سورة الفتح والصّف ، وحيث أن ذلك يجعلها ثلاث آيات لا آية واحدة ، لذلك تكرّر ذكرها أيضاً_مع تفسيرها وتأويلها في سورتي (الفتح) و(الصف) أيضاً اتّباعاً للقرآن الكريم. 3- (أ) - } إنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللهِ اثنَا عَشَرَ شَهْرَاً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خلق السّمـوَاتْ وَالأَرضْ {( سورة التوبة ،الآية 36) روى العلامة الكبير السيد هاشم البحراني في كتابه(غاية المرام ) عن أبي الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في (المناقب المائة من طريق العامة)، بحذف الإسناد قال: عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول_في حديثٍ طويل: ""معاشر الناس، من سرّهُ يقتدي بي فعليه أن يتولى بولاية علي بن أبي طالبْ والأئمة من ذريّتي فإنهم خُزّانُ علمي "" فقام جابر بن عبدالله الأنصاري فقال: يارسول الله ماعدد الأئمة؟ قال(صلى الله عليه وآله): ياجابر سألتني_رحمَك الله_ عن الإسلام بأجمعه ، عددهم عدد الشهور وهوَ }اثنَا عَشَرَ شَهْرَاً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خلق السّمـوَاتْ وَالأَرضْ { الحديث. ثمّ قال(ص): فالأئمة ياجابر اثنا عشر إماماً أوّلهم علي بن أبي طالب ، وآخرهم القائم (1). (أقول) تشبيه النبي(ص) الأئمة الاثني عشر عليهم السلام بالشهور الإثنى عشر،وقرائَتِه نص الآية الكريمة وتعقيبه (صلى الله عليه وآله) بأنّ الأئمة اثنى عشر وآخرهم (القائم) كلها أدلّة وشواهد على تأويل هذه الآية بالأئمة (عليهم السلام) ، وتأويل النبي (صلى الله عليه وآله) هوَ روح القرآن. ____________________ (1)غاية المرام \ص 244. 3 (ب) } وَقاتِلوا المُشرِكينَ كافّة كَما يُقَاتِلوكمْ كافّة {(سورة التوبة الآية 36) روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) بإسناده ،قال: عن الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: } وَقاتِلوا المُشرِكينَ كافّة كَما يُقَاتِلوكمْ كافّة {حتّى لايكونَ شرك ، ويكون الدين كلّه لله. قال: لم يجيء تأويل هذهِ الآية، وإذا قام قائمناً بعديرى من يدركه (أي يرى من يدرك القائم) مايكون من تأويل هذه الآية. وليبلغنّ دينُ محمد (صلى الله عليه وآله) مابلغ الليل والنهار ، حتى لايكون شرك على ظهر الأرض . كما قال الله عزّ وجل. (1) (أقول) قوله (مابلغ الليل والنهار) يعني : يَطبُق الإسلام الكرة الأرضية كلها ، فلا تبقى بقعة واحدة إلا ودينُ محمّد (ص) يشملها وعلم الإسلام يرفرف عليها. _______________ (1)ينابيع المودّة ص507. |
(9) ســــُورة يــونــــس (وفيها آية واحدة) 1_ } فََقلْ إنّمَا الغَيبُ للهِ فانتَظِرُوا إنّي مَعَكُمْ مِنَ المُنتَظِرينْ {الآية 20 ****************** 1- } وَيَقُولُونَ لوْلا أنزلَ عَلَيهِ آيَة مِن رَبّهِ فََقلْ إنّمَا الغَيبُ للهِ فانتَظِرُوا إنّي مَعَكُمْ مِنَ المُنتَظِرينْ { (سورة يونس ،الآية 20) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال: عن جعفر الصادق(عليه السلام) في قوله تعالى في سورة يونس:} وَيَقُولُونَ لوْلا أنزلَ عَلَيهِ آيَة مِن رَبّهِ فََقلْ إنّمَا الغَيبُ للهِ فانتَظِرُوا إنّي مَعَكُمْ مِنَ المُنتَظِرينْ {قال:الغيب في هذه الآية هوَ الحجة القائم (1). قال: الغيب هوَ كل ما غاب عن الحواس الخمس ، ولهُ مصاديق كثيرة ، وإن كانت متفاوتة في جهات شتّى. (فالله) تعالى غيب مطلق ، لأنه لم ولا ولن يُرى . و(العلم) الذي لايعلمه الناس غيبْ . و(الروح) الذي لا يحسّون به (غيب). و(الحجة الغائب) حيث لا يراه الناس رؤية معرفة فهو ايضاً غيب. وأي مانع من أن يكون تأويل هذه الآية في الإمام الحجة القائم(عجل الله فرجه). ________________ (1)ينابيع المودّة \ص508. |
(10) ســــُورة هــــود(وفيها أربع آيات). 1_ }وَلَئِنْ أخّرنَا عَنهمْ العِذابَ إلى أمةٍ معدُودَةٍ ليَقولنّ مَا .... {الآية 8 2_ }أولَئِكَ الذِيِنَ خَسَرُوا أنْفُسَهمْ{الآية 21 3_ }قَالَ لَو أنّ لِي بِكُمْ قُوّة أَوْ آوِي إلَى رُكنٍ شَدِيد{الآية 80 4_ }بَقِيّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنتُمْ مُؤمِنِينْ{الآية 86 ****************** 1- }وَلَئِنْ أخّرنَا عَنهمْ العِذابَ إلى أمةٍ معدُودَةٍ ليَقولنّ مَا .... أَلا يَومَ يَأْتِهِمْ لَيْسَ مَصرُوفَاً عَنهُمْ وَحآقّ بِهِم مَاكَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونْ {(سورة هود الآية 8 ) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال: عن الباقر والصادق (عليهما السلامْ) في قولهِ تعالى : }وَلَئِنْ أخّرنَا عَنهمْ العِذابَ إلى أمةٍ معدُودَةٍ {أنّهما قالا: الأمة المعدودة هم أصحاب المهدي في آخر الزمان ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً كعدد أهل بدر ، يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف.(1) 2- }أولَئِكَ الذِيِنَ خَسَرُوا أنْفُسَهمْ{(سورة هودالآية 21) همْ الشاكون في الإمام المهدي (عجل الله فرجه). روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده، عن المفضل بن عمر أنه قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، وساقَ حديثاً عن(القائم) المهدي. إلى أن قال: قال الصادق(عليه السلام): يقولون ،يعني:الشكاكون في الإمام المهدي(عج): متى ولد؟ومن رآه؟وأين هوَ؟ومتى يظهر؟ .. كل ذاكَ شكاً في قضائه وقدرته. (ثمّ تلا قوله تعالى) :} أولَئِكَ الذِيِنَ خَسَرُوا أنْفُسَهمْ{في الدنيا والآخرة .(2) (أقول) هذا من التأويل التطبيقي الذي لايعلمه إلا أهل البيت الذين نزل في بيوتهم القرآن والإمام الصادق(عليه السلام) منهم. ____________________ (1)ينابيع المودة \ ص 508 (2)ينابيع المودة \ ص 514 3- }قَالَ لَو أنّ لِي بِكُمْ قُوّة أَوْ آوِي إلَى رُكنٍ شَدِيد{( سورة هود ،الآية 80 ) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال: عن جعفر الصادق(عليه السلام) انه قال : ماكان قول لوط عليه السلام لقومه: }قَالَ لَو أنّ لِي بِكُمْ قُوّة أَوْ آوِي إلَى رُكنٍ شَدِيد{ إلا تمنياً لقوة (القائم المهدي) وشدّة أصحابه ، وهم الركن الشديد ، فإن الرجل منهم يعطى قوّة أربعينَ رجلاً ، وإن قلبَ رجل أشدّ من زبر الحديد ، لو مرّوا بالجبال الحديد لتدكدكت، لا يكفّونَ سيوفهم حتى يرضى الله عزّ وجل. (1) معناه: حتى يتم الجميع مسلمين مؤمنين ، ويطبق الاسلام والإيمان الكرة الأرضية كلها ، ومن الثابت أن القتل ليس إلا للمعاندين الذين تمّت عليهم الحجة وعرفوا الحق ومع ذلك أنكروه وجحدوا بهِ. 4- }بَقِيّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنتُمْ مُؤمِنِينْ{(سورة هود ، الآية 86 ) أخرجَ العالِم(الشافعي) السيد المؤمن الشبلنجي في(نور الأبصار) قال: عن أبي جعفر(رضي الله عنه) قال _في حديث طويل ذكره_ وفيه: (فإذا خرج [يعني:المهدي] أسندَ ظهره إلى الكعبة، واجتمَعَ إليهِ ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه ، فأول ما ينطق بهِ هذه الآية:}بَقِيّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنتُمْ مُؤمِنِينْ{ثمّ يقول أنا بقيّة الله،وخليفته،وحجّته عليكم،فلا يسلّم عليه أحد إلا قال: السلامُ عليكَ يابقية الله في الأرض) الخ(2). وأخرجه العلامة (المالكي) ابن الصباغ وغيره أيضاً (3). (أقول) لاينافي هذا التأويل نزول الآية نقلاً عن النبي شعيب(عليه السلام) لأنّ التنزيل والتأويل شيئان، والقرآن له ظاهر وله باطن ، فلا ينافي قصد أحدهما ، كون المراد من الآية الآخر أيضاً. كما علمه متواتر الروايات . _________________ (1)ينابيع المودّة \ ص509. (2)نور الأبصار \ص 172. (3)الفصول المهمة للباب الثاني عشر. |
(10) ســـورة يــُــــوســف (وفيها آية واحدة) 1-} حـَتى إذا استَيـْأَسَ الّرسـُل وَظنـّوا أنـّهُمْ قـَـد كـُذِّبـُـوا جـَاءَهم نَصرُنا فنـُجّيَ مـَـنْ نَشَاءْ وَلايـرد بَأسنا عَنِ القَوم المُجرِمِين{ الآية 110 روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: مايجيء نصر الله حتى كانوا أهون على الناس من الميتة ، وهوَ قول ربي عزّ وجل في كتابه في سورة يوسف: } حـَتى إذا استَيـْأَسَ الّرسـُل وَظنـّوا أنـّهُمْ قـَـد كـُذِّبـُـوا جـَاءَهم نَصرُنا{ وذلكَ عند قيام (قائمنا) المهدي(عج). (1) (أقول) هذا من باب التطبيق الذي يعلمه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو العالِم بحقائق القرآن المطّلع على اسراره الذي قال عنه النبي (ص) :[علي يعلّم الناس بعدي من تأويل القرآن مالايعلمون]. (2) ___________ (1)ينابيع المودة ص509. (2)شواهد التنزيل \ مج 1 ، ص69. |
(12) ســــورة إبراهــيم (وفيها آيتان) 1-} النّورِ وذَكّرهُمْ بأيامِ الله {الآية 5 2-} كَلِمة طَيّبَة كَشَجَرَةٍ طَيّبَة أَصلُهَا ثَابِتْ وَفَرعُها فِي السّمَاءِ{الآية 24 ********************* 1- }وَلَقَد أَرسَلنَا مُوسَى بِآياتِنـَا أَنْ أَخْرِجْ قَومَكَ مِن الظّلُمَاتِ إِلى النّور وَذكّرهُمْ بأيّامِ اللهِ إنّ فِي ذَلكَ لآياتٍ لِكلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ{(سورة إبراهيم ، الآية 5) روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال: عن الباقر والصادق (عليها السلام) في قوله تعالى في سورة إبراهيم: }وَذّكّرهُمْ بِأيّامِ اللهِ{ قالا: أيامُ اللهِ ثلاثة : يومَ يقوم القائم، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة.(1) (أقول) لعلّ المراد بـِ (يوم الكرّة) يومَ رجعة رسول الله ورجعة علي أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث يقتل الشيطان،وهوَ يوم الوقت المعلوم الذي أمهل الله تعالى الشيطان إليه حيث قال: (قال:فانظرني إلى يوم يبعثون، قال: فإنّك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم (2) ) وسيأتي في سورة الحجر بعض الحديث عنه. وحيث أنّ الأنبياءْ السابقين كان الله تعالى قد أمرهم التبشير برسول الله (صلى الله عليه وآله) وبالإمام المهدي(عجل الله فرجه)، كانت هذه الآية الكريمة إشارة إلى ذلك. 2 - } أَلم تَرَ كيفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمة طَيّبَة كَشَجَرَةٍ طَيّبَة أَصلُهَا ثَابِتْ وَفَرعُها فِي السّمَاءِ{ (سورة ابراهيم، الآية 24) أخرجَ علاّمة الأحناف (الحافظ الحاكم الحسكاني) قال: أخبرنا أبوعبدالله الشيرازي، بسنده المذكور_ عن سلام الخثعمي قال: دخلت على أبي جعفر محمد بن عليّ فقلتُ يابن رسول الله قول الله تعالى: } أَصلُهَا ثَابِتْ وَفَرعُها فِي السّمَاءِ{ قال: يا سَلام، الشجرة محمّد والفرع علي أمير المؤمنين والثمر الحسن والحسين والغصنُ فاطمة وشُعب ذلكَ الغصن الائمة من ولد فاطمة_الحديث(3). (أقول) حيث أنّ الإمام المهدي (عج) هوَ آخر الائمه من ولد فاطمة وعلي (عليهما السلام) كانت هذه الآيه شامله له ومنطبقة عليه. ____________________ (1)الدرّ المنثور \ مج4،ص 50_51. (2)الدرّ المنثور \ مج 4، ص 50_51. (3)الدرّ المنثور\ مج4، ص 50_51. |
(13) ســُــورة الحـَجـَر (وفيها ثلاث آيات) 1\3 _ } قَالَ رَبّ فَأنْظِرنِي إلَى يَومِ يُبعَثُونْ ، قَالَ فِإنّكَ مِنَ المُنظَرِين ، إِلَى يَومِ الوَقتِ المَعلُوم{الأية 36_38 } قَالَ رَبّ فَأنْظِرنِي إلَى يَومِ يُبعَثُونْ ، قَالَ فِإنّكَ مِنَ المُنظَرِين ، إِلَى يَومِ الوَقتِ المَعلُوم{(سورة الحجر الأية 36_38) ********************** 1\3 _ } قَالَ رَبّ فَأنْظِرنِي إلَى يَومِ يُبعَثُونْ ، قَالَ فِإنّكَ مِنَ المُنظَرِين ، إِلَى يَومِ الوَقتِ المَعلُوم{الأية 36_38 أخرج العالم الشافعي محمد بن إبراهيم (الحمويني) بإسناده المذكور عن الحسن بن خالد، قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في حديث: }إِلَى يَومِ الوَقْتِ المَعلُوم{ فقيل له : ياابن رسول الله وَمن القائم منكم أهل البيت؟ قال: الرابع من ولدي ابن سيدة الإماءْ يطهّر الله بهِ الأرض من كل جور ويقدّسه من كل جرم وظلم ، الحديث (1). (أقول) هذهِ الآية مكرّرة بنصّها في سورتي (الحجر)و(ص) ونحن أثبتناها في كِلا المقامين _في ترتيب الآيات _ ليجدها الطالب لها حيث بحثَ عنها في المقامين ، فلعلّ من يعرف وجود هذهِ الآية في إحدى هاتين السورتين ولا يعرف وجودها في الأخرى. أضف إلى ذلك : أنّه مادامَ هما آيتان ، فكونا تنزيلاً أو تأويلاً. في الإمام المهدي(عجل الله فرجه) يعني وجود آيتين في الإمام المهدي ، لا آية واحدة. (تنبيه) لتوضيح أنّ ماورَد في القرآن مكرّراً بالألفاظ فليس مكرّراً بالمعنى نورد الحقيقة التالية الجديرة بالتأمل والتدقيق كشاهد لذكر الآيات المتكررّة في فضل الإمام المهدي (عج) وأنها ليستْ متكرّرة في الواقع _ يقول المؤلفون عن (علوم القرآن): التكرار اللفظي موجود في القرآن. أمّا التكرار الحقيقي _والمعنوي_ فلا يوجد في القرآن [وذلك] لأنّ المقصود من كل كلمة (تكرر لفظها) في القرآن غير نفس تلك الكلمة في مكان آخر ، فإذا كرّرت لفظة القرآن مرتّين ، فاللفظ واحد ، لكن المعنى والمقصود اثنان ، وهكذا الجملة المتكررّة ، والآية المتكرّرة والموضوع المتكرّر .. وإن كرّرت لفظة أو آية في القرآن خمس مرّات ، فاللفظ واحد ، لكن المعاني والمقاصد خمسة. وهكذا دواليكْ. ويسمّون ذلك ب ( علم الأحكام والتفصيل). (2) ______________________ (1)فرائد السمطين ، مج2\ آخره. (2)انظر تقدير الشيخ عطيـّـة صفر ، الأمين بمجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف على كتاب (القرآن القول المفصـّل) تأليف الأستاذ المعاصر محمد العفيفي ، ص 7. وَلا بأس لبيان ذلك من نقل كلمات عن كتب كتبت بهذا الصدد لبيان هذا الموضوع المهم. نصوص لعلماءْ: قال الاستاذ العفيفي المعاصر في كتابه (القرآن القول المفصّـل ):- بصدد بيان هذا المعنى وهوَ عدم التكرار المعنوي في القرآن ،وإنما التكرار لفظي فقط. [ فإذا تعدّدت المواضع في القرآن بآية ، أو جملة أصغر من آية ، أو كلمة ، أو حرف (1) ، كان كل من ذلك ثابتاً في نصّه بلا تبديل ، وإنما لكل مفردة منه عمل جديد ، بكل موضع جديد ، حتّى إذا احتاج أي انسان منـّا بأي زمان أو مكان إلى النظر فيما تصلنا بهِ كل مفردة من هذه المفردات في سياقها من أي موضع، وجدنا لهذا حساباً ، فيه تعميم إلهي معجز من حيث تقدير جملة مواضع كل مفردة ومن حيث جملة تربطنا بهِ من المقاصد. كما أنّ في هذا الحساب تخصيصاً معجزاً من حيث ربط كل مفردة في سياقها من كل موضع تحتاج إليها بهِ ، بالمقصد الذي يعمل مع الفارق بين وبين أي مقصد آخر نحتاج إليه في القرآن كله ، فننظر بكل موضع لكل مفردة ، تتفق مع نوع حاجتنا إلى القرآن ، اذا البشر عاجزون عن (التعميم) حتى يستطيعوا تثبيت القدر المطلوب من الكلام ، بلا زيادة ولا نقصان. (كما) أنهم عاجزون عن تخصيص عدد مواضع أي مفردة من مفردات كلامهم كله أو بعضه، على نحو ثابت لا زيادة فيه ولا نقصان فضلاً عن عجزهم عن تقدير جملة المقاصد التي يحتاجون إليها في كلامهم أو علمهم بذلك (2). وقالَ الخطيب الإسكافي في كتابه (درّة التنزيل وغرّة التأويل) في بيان مثل لاختصاص كل مفردة قرآنية بجدية من العلم وجديد من المعنى: إنّ قوله تعالى في سورة النبأ }كَلاّ سَيعلمُونْ ، ثمّ كَلاّ سيَعلَمُونْ{الآية 4و5 النبأ_ يدل على اختصاص الآية الرابعه من سورة النبأ بالعلم في الدنيا ، ثمّ اختصاص الآية الخامسة من هذه السورة بالعلم في الآخره فهوَ إذاً ليسَ تكرار ، ولم يُرد بالثاني ما أراد بالأول ) (3). يعني: سيعلمون وهم في الدنيا خطأ اختلافهم في (النبأ العظيم) لما يظهر لهم من العلامات والآيات ثمّ إنهم سيعلمون خطأ اختلافهم في الآخره أيضاً. ____________ (1)آية، مثل ( فَبأيّ آلاءِ ربّكما تكذّبَان ) المذكورة في سورة الرحمن ، عدّة مرات (أو جملة أصغر من آية ) مثل تكرار جملة :- (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتمْ لا تعلمون) في سورة النحل آية 43 ، وسورة الأنبياءْ ، آية عليه السلام ). (أو كلمة) مثل تكرار كلمة (عليهم) في سورة الفاتحه (صراط الذين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم) (أو حرف) مثل واو العطف المتكرر في سورة الفاتحة في آيتي ( إياكَ نعبد وإياكَ نستعين) ( ولا المغضوبِ عليهم ولا الضالين) وهكذا أشباهما . (2)القرآن القول المفصّل ، ص16. (3)أسرار التكرار في القرآن ، ص 21. |
وقالَ تاج القراء الكرماني، في كتابه (أسرار التكرار في القرآن) في مقام إعطاءْ مثل آخر لعدم التكرار المعنوي في القرآن ، ما مؤاده : إنّ قوله تعالى في سورة الفاتحة }عَلَيْهِم{ في موضعين بهذه الآية (صراط الذين أنعمتَ (عليهم) غير المغضوب (عليهم) ولا الضالين ) لا تكرار فيه، لأنّ المراد بالأول الارتباط بمعنى ال الإنعام ، أمّا المراد بالثاني فهوَ الإرتباط بمعنى الغضب (1). يعني: إنعام الله تعالى كلّه من معين واحد ، وليسَ إنعام الله ولا غضبه اعتباطا ً وارتجالاً حتى لا يكون لهُ مقياس ووحده وغضبه تعالى ايضاً كله من أصل واحد ، لأنهما ثابتان على أسس حكيمة فوجب الإرتباط في كل واحد منهما. وقالَ العلاّمه الزركشي في كتابه (البيان في علوم القرآن) بصدد توضيح للإصطلاح المعروف (أحكام القرآن وتفصيله)ومعناه: إن أحكام القرآن وتفصيله ، هو العلم الذي يضمن لنا أننا كلما احتجنا إلى أي مفردة قرآنيه ، وجدناها بأي موضع من مواضعها كالحرف الواحد في الكلمة التي تجمع حروفها جميعاً في جملتها، فإذا كل حرف بموضعه الخاص به تفصيلاً وإذاً الحروف جميعاً تارمة الارتباط بها كلها إجمالاً ، وليس كذلك كلام البشر، الذي ترى كيف أننا لا نعلم له جملة ،كما نُقل مثل ذلك عن القاضي أبي بكر بن العربي حيث يقول: إن ارتباط آية القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة علم عظيم فتح الله لنا فيه، فلما لم نجد له جملة ووجدنا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه. (2) (أقول) ولعله قصد بذلك أهل الدنيا المنصرفين عن المعارف الإلهيه، لا الخلق أجمعين وإلا كان كلامه بعيدا عن الصواب. وقال الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه المعروف (إحياء علوم الدين) لبيان تعميم لهذا المصطلح. (يقول بعض العارفين (3) ): إن القرآن يحوي سبعمئة وسبعين ألف علم ومأتي علم ، إذ كل كلمة علم) (4). وقال ابن القيم أبوعبدالله محمد بن أبي بكر في كتابه (أعلام الموقعين عن رب العالمين) نقلاً عن بعض الصحابة: ( حيث سئل عن (الكلالة) فتوقف عن إبداء رأيه في ذلك ، حتى رجع إلى كلمة (كلالة) وكلمة (كلالة) ليجدهما في موضعين قرآنيين) (5). ___________________________________ (1)درّة التنزيل وغرّة التأويل ، ص 516. (2)البيان في علوم القرآن ، مج 1 ، ص 26. (3)العارف : يقال للذين ادّعوا معرفة أكثر بالله وبالكون ، صدقاً أو كذباً. (4)إحياءْ علوم الدين ، مج 6 \ ص 563. (5)أعلام ال ؟؟؟؟ عن رب العالمين \ مج 6 _ ص 82. أولهما بقوله تعالى: }وَإنْ كانَ رَجل يُورث كلالة أو إمرأَة وَلَهُ أَخْ أَو أخْتْ فَلِكلّ وَاحِد مِنْهُمَا السّدس فِإن كَانُوَا أَكثَرَ من ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثّلثْ{سورة النساء ، الآية 12. وثانيهما قوله تعالى : }يَستَفتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُمْ في الكَلاَلَة إن امْرؤ هَلَكَ لَيسَ لَهُ وَلد وَلَهُ أخْت فلَها نِصْفُ ماتَرَك وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَم يَكنْ لَها وَلد{سورة النساء الآية 176(1). ثمّ قال العفيفي تعقيباً على ذلك: فها نحنُ نرى أن النظر في كل موضع من الموضعين المخصصين لكلمة (الكلالة) وكلمة(كلالة) قد وصلنا بمقصد جديد من مقاصد القرآن ، وهذا هوَ الشأن دائماً في ارتباط أي قارىء للقرآن بأي قول قرآني ينظر إليه بسياقه من موضعه الذي يجده به. (2). وقال القاضي أبو بكر(البـاقلاني) في كتابه (اعجاز القرآن)، بعد تفصيل من نقل أقوال الاشاعرة والمعتزلة في المسائل المرتبطه بهذا الموضوع عن قريب وبعيد ، ومسألة خلق القرآن بالذات إلى أنـّه قال رأيه الأخير بذلك :- [لقد علمنا أن الله تحدّى المعارضين بالسّوَر كلّها ولم يخصّ ، فعلم أن جميع ذلك معجز ] وذلك : لأن الكلمات المكرّرة لفظاً ، هيَ ذاتَ معانٍ جديدة بعدد تكرارها. وقال السيد رشيد رضا في كتابه (الوحي المحمدي): لو أن عقائد الاسلام المنزلة فيالقرآن من الإيمان بالله ، وصفاته ، وملائكته وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ومافيه من الحساب، والجزاء ، ودار الثواب ودار العقاب ، جمعت مرتّبه في ثلاث سور ، أو اربع أو خمس ، مثلاً لكتب العقائد المدوّنه. ولو أن عباداته من الطهارة ، والصلاة ، والزكاة والصيام والحج والدعاء والأذكار وضع كل منها في بضع سور أيضا مبوَبة ذات فصول لك الكتب (القله) المصنّفه. -إلى أن قال : ولو أن قواعده التشريعيه وأحكامه الشخصيه والسياسيه والحربية والماليه والمدنيه وحدوده وعقوباته التأديبيه رتبت في عدة سور خاصه بها كأسفار (القوانين الوضعيه). ثم لو أن قصص النبيين والمرسلين ومافيها من العبر والمواعظ والسنن الإلهيه في سورها مرتّبه (كدواوين التاريخ). لو أن كل مقاصد القرآن التي أراد الله بها إصلاح شؤون البشر. جمع كل نوع منها وحده كترتيب أسفار (التوراة) التاريخ الذي لايعلم أحد مرتبها ، أو كتب العلم والفقه ، والقوانين البشريه (لفقد ) القرآن لذلك أعظم مزايا هدايته المقصودة من التشريع وحكمة التنزيل ، وهو التعبد به واستفادة كل حافظ للكثير أو _______________________ (1)أعلام الموقعين عن ربّ العالمين \ مج1\ص82. (2)أعلام الموقعين عن ربّ العالمين والقرآن القول المفصل ، ص 214 (3)إعجاز القرآن ، هامش الاتقان للسيوطي ، مج 2 ،ص 152. |
القليل من سوره حتى القصيرة منها ، كثيرا من مسائل الايمان والفضائل والاحكام ، والحكم المثبته في جميع السور ، لأن السورة الواحدة لاتحوي في هذا الترتيب المفروض إلا مقصداً واحداً من تلك المقاصد ، وقد يكون (أحكام الطلاق) أو (الحيض) فمن لم يحفظ إلا سورة طويلة في موضع واحد ، يتعبد بها وحدها فلا شكّ أنه يملّها. أمـّا السورة المنزلة بهذا الاسلوب الغريب والنظم العجيب فقد يكون في الآية الواحدة الطويلة ، والسورة الواحدة القصيرة عدّة ألوان من الهداية وإن كانت في موضع واحد(1). وقال العلامه مصطفى صادق الرافعي في كتابه (إعجاز القرآن والبلاغة النبوية)_ بعد بحث طويل يذكر فيها نصوص المفردات القرآنيه التي تحمل الإعجاز في مجموعها كمجموع فيقول _ إنها هيَ الحروف ،والكلمات، والجمل) (2). ويقول أيضاً في أوائل كتابه : (نزل القرآن الكريم بهذه اللغه على نمط يعجز قليله وكثيرهُ معاً ، فكان أشبه شيء بالنور في جملة نسقه ، إذ النور جملة واحده ، وإنما يتجزأ باعتبار لا يخرجه من طبيعته). وقال الشيخ محمد بن عبدالله دراز في كتابه (دستور الأخلاق في القرآن)، ملخصاً بعض جوانب الإعجاز القرآني – بعد تفصيلها – في إيجاز فيقول : (استطاعت الشريعة القرآنية أن تبلغ كمالاً مزودجاً لايمكن لغيرها أن يحقق التوافق بين شقيّه ، لطف في حزم ، وتقدّم في ثبات ، وتنوّع في وحدة ) (3). وللتوسع الأكثر في هذا الموضوع يمكن الاستفادة من كتابين مهمين من العلماءْ السابقين ، وكتابين حديثين للمتأخرين وهيَ الكتب التالية: 1-أحكام القرآن ، تأليف أبي بكر بن علي الرازي ( الجصاص ) الذي كانَ إماماً للمذهب الحنفي في زمانه.(4) 2-الاتقان في علوم القرآن ، تأليف عبد الرحمن بن أبي بكر (السيوطي) الذي كان إماماً للمذهب الشافعي في عصره. 3-إعجاز القرآن والبلاغة النبوية ، للأستاذ مصطفى صادق الرافعي. 4-القرآن القول المفصل ، للأستاذ محمد العتيقي _______________________ (1)الوحي المحمدي ، ص 142 (2)اعجاز القرآن والبلاغة النبوية \ ص211 و ص 47. (3)اعجاز القرآن والبلاغة النبوية \ ص211 و ص 47. (4)دستور الاخلاق في القرآن \ ص11 (5)المجلد الثاني \ ص 280 مابعدها. (6)المجلد الثاني \ ص2 ومابعدها. (أقول) إنما ذكرنا هذا – الموجز – من هذا البحث العميق الطويل ، لكي يتضح أن كل ماورد في القرآن من تكرار في الإمام المهدي المنتظر (عج) فليسَ تكراراً ، إذاً فهو ليست آية واحده بشأن الإمام وإنما هيَ آيات عديدة اثنتان ، أو ثلاث ، بعدد تكرارها في القرآن ونضرب لذلك بعض الأمثلة : خذ جملة }يَا أيّها الّذيِنَ آمَنُواَ{ فالأولى منها هي غير الثانية وغير الثالثة وغير الرابعة ، وهكذا دواليك. فجملة }يَا أيّهَا الّذيِنَ آمَنُوَا{ لم تتكرر في القرآن في الواقع والمغزى ، وإنما المتكرر فقط وفقط ألفاظ هذه الجملة وحروفها. ومادام في القرآن عشرات من }يَا أيّهَا الّذيِنَ آمَنُوا{ ومادام تكررت الأحاديث الشريفة (بأنّ كل مافي القرآن يا أيها الذين آمنوا فإن علياّ أميرها وشريفها ورأسها). ومادام أن التكرار ليس في القرآن في المعنى. (إذاً) فبعدد ورود }يَا أيّهَا الّذيِنَ آمَنُوا{ في القرآن ، يكون بنفس العدد آيات في فضل علي ابن ابي طالب عليه السلام. فلا يعتبر كل مافي القرآن من }يَا أيّهَا الّذيِنَ آمَنُوا{ آية واحدة في فضل أمير المؤمنين بل عشرات الآيات في فضله. (وهكذا) الأمر بالنسبة إلى ماورد في القرآن من آيات: }قَالَ ربّ فَانظرنِي إلَى يَومِ يُبْعَثُونَ ، قَالَ فإِنّكَ مِنَ الُمنظَرينَ ، إِلَى يَومِ الوَقْتِ المَعلُوم { فبعدَ تكرارها يكون عدد الآيات في ذكر الإمام المهدي (عج). فلا يؤخذ علينا أنا لماذا كررنا ذكر هذه الآيات هنا وفي سورة (ص). لأن كل واحدة منهما في محليهما غير الآخر في محل آخر. ونستطيع أن نستوضح ذلك أكثر بما يلي: (فمثلاً) وردَ }يـَا أيها الذينَ آمَنُوا{ مرة في مقام بيان عبادة الله (1) وثانية في مقام الاستعانة بالصبر والصلاة (2) وثالثة عند الرد على علماءْ الزور (3) ، ورابعة لبيان أحكام الصوم (4) ، وخامسة للدخول في السلم (5) وهكذا دواليك . ومعنى الحديث المتكرر نقله من (أنّ علياً سيدها وشريفها ورأسها) هوَ أن عليّاً عليه السلام سيد المؤمنين بتوحيد الله العابدين لله .. وفي مقدمتهم . ________________________ (1)سورة البقرة الآية 21 (2)سورة البقرة الآية 153 . (3)سورة البقرة الآية 34 . (4)سورة البقرة الآية 183. (5)سورة البقرة الآية 208. وعلي سيّد المؤمنين بالاستعانة بالصبر والصلاة .. وفي طليعتهم الصابرين والمصلين . وعلي شريف المؤمنين برد علماءْ الزور وأوّل معارضيهم . وعلي رأس المؤمنين بأحكام الصوم .. والصوآمُ عملاً . وعلي أمير المؤمنين بالسّلم وهوَ أول مطبّق لهُ .. وهلم جراً .. (ومثل ذلك) في قولهِ تعالى ، مما نزل بذكر الإمام المهدي (عج) (إلى يوم الوقت المعلوم). فمرّة ذكرت هذه الآيات الثلاث بعدد تهديد إبليس حيث قال متحديّاً لأمر الله تعالى }لَم أكُنْ لأَسجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقـْتَهُ مِنْ صَلصَآلٍ مِنْ حَمَإٍ مَسنُونْ{ (1). ومرة أخرى _ في سورة ص _ ذكرت هذه الآيات الثلاث في مقام تهديد إبليس حيث تحدّى أمر الله تعالى بفلسفة كاذبة . }أَنـَا خَيرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نّارٍ وَخَلَقتَهُ مِنْ طِينْ{(2) وفي كلا الموقفين يمهل الله تعالى بنص واحد إبليس }إِلَى يَومِ الوَقْتِ المَعلُومِ{ ولعلّ التفصيل في ذلك يكمن في أنّ المرة الأولى – في سورة الحجر _ سيعرف ابليس جزاء ردّه لله تعالى بقوله }لَمْ أكُن لِأَسجُدَ{ بعدَ قوله تعالى }فَقَعُوَا لَهُ سَاجِدِين{ ، وفي المرة الثانيه في سورة ص _ سيعرف ابليسَ تفلسفه بالدجل أمام خالق السماوات والأرضين بفلسفة } خــير { وأخذه بالمقاييس الماديّة التي لا خير فيها ، وإنما الخيرُ في المعنويات ولغير ذلكَ أيضاً. _____________________________ (1)سورة الحجر الآية 23. (2)سورة ص الآية 76. |
سورة الإسراء
(14) ســـُــورة الإســرآءْ (وفيها أربَع آياتْ ) 1_2}فَإِذَا جَاءَ وَعدُ أولاهُمَا بَعَثنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدّيَار وَكَانَ وَعداً مَفْعُولاً ، ثُمّ رَدَدنَا لَكُمْ الكَرّةَ عَليْهِم وَأَمدَدنَاكُمْ بِأَموالٍ وَبَنين وَجَعَلنَاكُمْ أكثَرَ نَفِيرا{ الآية 5 و 6. 3-}وَكُلّ إنْسانٍ ألزَمنَاهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِه{ الآية 13. 4-} وَمَن قُتِلَ مَظلُومَاً فَقَد جَعَلنَا لِوليّهِ سُلطَاناً { الآية 33 . \ ************************ 1- } فَإِذَا جَاءَ وَعدُ أولاهُمَا بَعَثنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدّيَار وَكَانَ وَعداً مَفْعُولاً ، ثُمّ رَدَدنَا لَكُمْ الكَرّةَ عَليْهِم وَأَمدَدنَاكُمْ بِأَموالٍ وَبَنين وَجَعَلنَاكُمْ أكثَرَ نَفِيرا{ ( سورة الاسراء الآية 5 و 6.) أخرج العلامة البحراني في تفسيره (البرهان) عن إمام العامة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (بسنده المذكور) عن زاذان عن سلمان ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشَرَ نقيبَاً. فقلت: يارسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لقد عرفت هذا من أهل الكتابين. فقال (صلى الله عليه وآله): يا سلمان هل علمتَ من نقبائي؟ ومن الاثني عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي؟ فقلت : الله ورسوله أعلم . فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا سلمان خلقني الله مِن صفوة نوره ، ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري (عليّاً) ودعاهُ فأطاعه ، وخلق مني ومن علي (فاطمة) فدعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة (الحسن) ودعاه فأطاعه ، وخلق مني ومن علي وفاطمة (الحسين) ودعاه فأطاعه ، ثمّ سمّانا بخمسة أسماءْ من أسمائه (1) ، فالله المحمود وأنا محمّد ، والله العليّ فهذا علي ، واللهُ الفاطِرُ فهذه فاطمة ، ولله الإحسانً فهذا الحسن ، والله المحسِنُ فهذا الحسين . ثمّ خلق منـّـا ومن نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه ، قبل أن خلق الله سماءً مبنية ، ولا ارضاً مدحية ، ولا مُلكاً ولا بشراً دوننا ،نور تسبّح الله وتسمع وتطيع . قالَ سلمان : فقلت : يارسول الله بأبي انتَ وأمي فَمَا لِمَن عرفَ هؤلاء؟ فقال (صلى الله عليه وآله): يا سلمان من عرفهم حقّ معرفتهم واقتدى بهِم ووالى وليّهم وتبرّأَ مِن عدوّهِم فهوُ والله منّا يَرِدُ حيثُ نرد ويسكنُ حيثُ نسكنْ. فقلت : يارسول الله فهل يكونُ إيمانٌ بهم بغير معرفةٍ بأسمائهم وأنسابِهم؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يا سلمان. ______________________ (1)يعني مشتقات من اسمائه. فقلت : يارسول الله فإني لهم قد عرفت إلى الحسين . قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ثمّ سيّد العابدين علي بن الحسين، ثم ابنه محمّد بن علي باقر علوم الأولين والآخرين من النبيينَ والمرسلين ، ثمّ جعفر بن محمّد لسانُ اللهِ الصادق ، ثمّ موسى بن جعفر الكاظم غيضه صبراً في الله عزّ وجل ، ثم علي بن موسى الرضا لأمر الله ، ثمّ محمد بن علي المختار من خلق الله ، ثمّ عليّ بن محمد الهادي إلى الله ، ثمّ الحسن بن علي الصادق الأمين لسرّ الله ، ثمّ محمد بن الحسن الهادي والمهدي الناطق القائم بحق الله. قالَ (صلى الله عليه وآله): إنّك مدركه (1) ومن كانَ مثلَك ومن تولاّه بحقيقة المعرفة. قال سلمان : فشكرت الله كثيراً ، ثمّ قلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) : وإنّي مؤجّل إلى عهده ؟ قال (صلى الله عليه وآله ): يا سلمان اقرأ (قوله تعالى): }فَإِذَا جَاءَ وَعدُ أولاهُمَا بَعَثنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدّيَار وَكَانَ وَعداً مَفْعُولاً ، ثُمّ رَدَدنَا لَكُمْ الكَرّةَ عَليْهِم وَأَمدَدنَاكُمْ بِأَموالٍ وَبَنين وَجَعَلنَاكُمْ أكثَرَ نَفِيرا{. قال سلمان: فاشتدّ بكائي وشَوقـِي ثمّ قلت يارسول الله: بعهدِ منكَ (2). فقال (صلى الله عليه وآله): إي والله الذي أرسل محمداً بالحق مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة وكل من هوُ منـّا ومعنا وفينا أي والله يا سلمان (2). (أقول) هذهِ الرواية الشريقة تدل على أنّ تأويل الآيتين الكريمتين إنّما هوَ في رسول الله وابنته فاطمة الزهراءْ ، والأئمة الإثني عشر عليهم السلام حيث يكرون ويعودون حين بإذن الله تعالى لهم بالرجعة ِ ويشير إلى ذلك أو يدل عليه ما ورد في الأحاديث الشريفة في تفسير قوله تعالى }وَيَومَ نحشُرُ مِن كُلِّ أُمّةٍ فَوجَاً{ وغير ذلك. وهناكَ جمهرة كبيرة من الأحاديث الشريفة تذكر تفاصيل رجعة المعصومين الأربعةَ عشر ، رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابنته فاطمة ، وعلي،والحسن والحسين ، وتسعة أئمة من ولد الحسين عليهم السلام مدوّنه في كتب الحديث وكتب التفسير المفصّلة وكتب اصول الدين المسهبه ونحوها. 3- }وَكُلّ إنْسانٍ ألزَمنَاهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِه{ سورة الاسراءْ الآية 13. أخرج الحافظ القندوزي (الحنفي) بسنده قال: عن أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام_ في حديث_ قال: قالَ الله عز وجل: }وَكُلّ إنْسانٍ ألزَمنَاهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِه{ يعني: ولاية الإمام.(4) ________________________ (1)يعني :مدرك الإمام المهدي في الرجعة كما يدل عليه آخر الحديث. (2)يعني: في زمانك وأنتَ موجود في وقت الرجعة . (3)تفسير البرهان \ مج2 \ ص406 -407. (4)ينابيع المودة ص 454. (أقول) هذا تأويل (الطائر) ، لأن ولاية الإمام هي أظهر مصاديق الطائر ، إذ كل الأعمال تنبثق عن ولاية الإمام ، فمن يتولى الإمام الصادق – مثلاً – تختلف أعماله عن أعمال من يتولى غيره ، وهكذا. وحيث أنّ لكل زمان إماماَ كان إطلاق الحديث شاملاً لجميع الأئمة الإثني عشر ، بدءاً من أمير المؤمنين وختاماً بالمهدي المنتظر (عج). 4- } وَمَن قُتِلَ مَظلُومَاً فَقَد جَعَلنَا لِوليّهِ سُلطَاناً { سورة الإسراء ، الآية 33 . روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال عن عبد السلام بن صالح الهروي ، عن علي الرضا بن موسى الكاظم عليه السلام في قوله تعالى : } وَمَن قُتِلَ مَظلُومَاً فَقَد جَعَلنَا لِوليّهِ سُلطَاناً فـَلا يُـسرِفْ فِي القَتلِ إنّـهُ كَانَ مَنْصُوراً { أنــّه قا : نزل في الحسين والمهدي (1). (أقول) : يعني الحسين عليه السلام هوَ ( من قـُـتِلَ مظلوماً ) والمهدي (عج) هوَ وليـّه المنصور. وقد ورد في الأحاديث الشريفة : أنّ الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه حسنَ يظهر يحيي قتلة الحسين عليه السلام بأمر الله تعالى وينتقم منهم أشدّ انتقام. __________________ (1)ينابيع المودة ص 510. |
(15) ســـُـــورة الأنبيــَــاءْ (وفيها آية واحدة) 1-}وَلَقـَد كَتَبـَنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ أنّ الأرضَ يُورِثهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ{ الآية 105. روى الحافظ القندوزي سليما الحنفي بإسناده قال عن الباقر والصادق عليه السلام في قوله تعالى : }وَلَقـَد كَتَبـَنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ أنّ الأرضَ يُورِثهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ{ قالا: همْ القائم وأصحابه (1). (أقول) لم يحدث إلى هذا التاريخ أن يرث الأرض ويحكمها حكم إلهي واحد شامل سلطانه لجميع بقاع الأرض في عهد نبي الإسلام ، ولا في عهد خلفائه ، وإنما المدّخر لذلك هوَ الإمام المهدي (عج). أو (الزبور) هوَ الكتاب الذي نزل على (داود) عليه السلام. أو (الذكر) يعني: التوراة التي نزلت على موسى عليه السلام. ____________________________ (1)عقد الدرر \ الباب السابع ص 217. |
(16) ســُــورة الحج (وفيها ستّ آيات) 1-} وَأنّ الـسّـاعَةَ آتِية ً لارَيبَ فِيـها {الآية 7 2-}وَلا يَزالُ الذيِنَ كَفَرُوا فِي مِريَةٍ مِنـهُ حَتــّـى تَأتِيهُمْ السّاعَة{ الآية 55 3-}وَمَن عَاقَبَ بِمثلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمّ بَقِيَ عَليِه لَينصُرنّهُ اللّه{ الآية 60 4-}وَيُمْسِكُ السّمَاءَ أَنْ تَقَع عَلَى الأرضِ إلا بِإذنِهِ{ الآية 65 5\6 -} يَا أيّها الذينَ آمَنُوا اركَعوا واسجُدوا واعبُدوا ربّكم وافعَلوا الخيرَ لعلّكم تُفلِحون ، وَجاهِدوا فِي اللهِ حقّ جِهادِه هُو اجتباكُم وَما جَعل عليكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍ مِلّة أبيكُم إبراهيمَ هُوَ سمّاكُم المسلِمينَ من قبلُ وفي هذا ليكونَ الرّسُولُ شهيداً عَليْكُمْ وتَكونُوا شُهَدآءَ عَلى النّاسٍ فَأقيمُوا الصّلاةَ وآتُوا الزّكاةَ وَاعتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَولاكُمْ فَنِعمَ المَوْلَى وَنِعمَ النصير { الآية 77 – 78 }وَ إنّ السّاعَةَ آتِيَة ٌ لارَيبَ فِيها{ سورة الحج الآية 7 روى الفقيه الشافعي عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في تفسيره عن أبي داوود _في سننه_ عن أبي سعيد الخدري (رض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض [المهدي] منّي ، أجلَى الجبهه ،أقنى الأنف ، يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما ملئت قبَله ظلماً وجوراً ، يكون سبع سنين . (1) قال: وأخرج أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري (رض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: [ أبشّركم بالمهدي يبعثه اللّه في أمتّي على اختلافٍ من الزمان ، وزلازِل ، فيملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، ويرضى عنه ساكنوا السماءْ وساكنوا الأرض ، ليقسّم المالَ صحاحاً ] فقال له رجل: ما صِحاحاً؟ قال صلى الله عليه وآله: بالسويّةِ بينَ الناس ويملأ قلوب أمّة محمد غنى ، ويسعهم عدله ، حتى يأمر منادٍ ينادي يقول: من كانت له في مالٍ حاجة؟ فما يقوم من المسلمينَ إلا رجُلٌ واحِد، فيقول ائت السادن _ يعني الخازن _فقل له: إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً إذ عجز عني ما وسعهمْ. قال (ص) : فيرد لا يقبل منه . فيقال له: أنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه (2). (1)الدّر المنثور \ مج6 \ ص 50. (2)الدّر المنثور \ مج6 \ ص 50. ( ( أقول) للساعة في اصطلاح الشرع إطلاقان _ يظهر ذلك من تضاعِف الأحاديث الشريفة (أحدهما) يوم ظهور المهدي (عج) ، (ثانيهما) يوم القيامة ، لاشتراكهما في كونهما للمؤمنين رحمة ، وللكافرين والمنافقينَ نقمة . كما أنّ (الحشر) له إطلاقان (أحدهما) يوم يحشر بعض الناس لقوله تعالى }وَيومَ نحشُرُ مِنْ كلِّ أمّة ً فَوجَاً { (1) ، وهو يوم ظهور المهدي (عج). (ثانيهما) يوم يحشر جميع الناس وهوَ يوم القيامة ، لقوله تعالى: }وَحشرناهم فَلمْ نُغادِر مِنهُمْ أحَدَاً{ (2) ،فهذه الآية الكريمة }وأنّ الساعةَ آتية لا رَيبَ فِيها{ شامِلة ومتطابقة بقرينة الأحاديث الشريفة _على عهد الرجعة وظهور المهدي المنتظر عجل الله فرجه. }وَلا يَزالُ الذيِنَ كَفَرُوا فِي مِريَةٍ مِنـهُ حَتــّـى تَأتِيهُمْ السّاعَة{ (سورة الحج،الآية 55) روى السيوطي الفقيه الشافعي قال: أخرج الحاكم وصحّحه من عقبه بن عامر (رض): سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا تزل عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين على العدو لا يضرهم من خالقهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك. ف قال عبدالله بن عمر: ويبعث الله ريحاً ريحها المسك ، ومسّها مسّ الحرير ، فلا تترك نفساً في قلبه مثقالُ ذرّةٍ من الإيمان إلا قبضته ، ثمّ يبقى شرار الناس عليهم تقومُ الساعه (3). (أقول) روايات عديدة وردت بهذا المضمون في ظهور الإمام المهدي المنتظر وأنه لا يظهر حتى يـُملأْ العالم ظلماً وجوراً أو: حتى يدخل الظلم والجور كل بيت بيت _ ونحو ذلك. فهذه الآية الكريمة تنطبق على ذلك اليوم وهو يوم ظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه. }وَمَن عَاقَبَ بِمثلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمّ بَقِيَ عَليِه لَينصُرنّهُ اللّه{ الآية 60 روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده قال: عن سلام بن المستنير عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: }وَمَن عَاقَبَ بِمثلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمّ بَقِيَ عَليِه لَينصُرنّهُ اللّه{ قال : إن رسول الله (ص) لما أخرجته قريش من مكة وهرب منهم إلى الغار وطلبوه ليقتلوه فعوقب ، ثم في بدر عاقب لأنه قتل عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبى ، وحنظلة بن أبي سفيان ، وأباجهل ، وغيرهم ، فلما قبض رسول الله (ص) بغى عليه ابن هند بن عتبة بن ربيعة (يعني: معاوية بن أبي سفيان) بخروجه عن طاعة أميرالمؤمنين ، ويقتل ابنه يزيد الحسين بغياً وعدواناً ، ثم قال تعالى }لينصرَنّه الله{ يعني: بالقائم المهدي من ولده.(4) _______________ (1)سورة النمل الآية 83 (2)سورة الكهف الآية 47 (3)الدر المنثور \ مج 6 \ ص 64 (4)ينابيع المودة \ من الصفحة 510؟ }وَيُمْسِكُ السّمَاءَ أَنْ تَقَع عَلَى الأرضِ إلا بِإذنِهِ{ الآية 65 روى العلامة البحراني ، عن أبي الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان _ من طريق العامة بحذف الاسناد عن رسول الله (ص): حدثني جبرئيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال: " من علم أن لا إله إلا أنا وحدي وأن محمدا عبدي ورسولي ، وأن علي بن أبي طالب خليفتي ، وأن الأئمة من ولده حججي ، أدخلته الجنة برحمتي ونجيته من النار بعفوي (1). إلى أن قال الراوي: فقام جابر بن عبدالله الأنصاري ، فقال: يارسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال(ص): الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ، ثم الباقر محمد بن علي ، وستدركه ياجابر فإذا أدركته فأقرأه مني السلام _ ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم الكاظم موسى بن جعفر ثم الرضا علي بن موسى ثم التقي محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ، ثم الزكي الحسن العسكري ، ثم ابنه القائم بالحق المهدي ، أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وهؤلاء ياجابر خلفائي ، واوصيائي وأولادي وعترتي ، من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني وبهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها. (2). (اقول) ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية الكريمة في هذا المجال دليل نزولها في الأئمة الإثني عشر عليهم السلام ولو تأويلا الذي هو حقيقة القرآن روح الوحي. }((يا أيّها الذينَ آمَنُوا اركَعوا واسجُدوا واعبُدوا ربّكم وافعَلوا الخيرَ لعلّكم تُفلِحون ، وَجاهِدوا فِي اللهِ حقّ جِهادِه هُو اجتباكُم وَما جَعل عليكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍ مِلّة أبيكُم إبراهيمَ هُوَ سمّاكُم المسلِمينَ من قبلُ وفي هذا ليكونَ الرّسُولُ شهيداً عَليْكُمْ وتَكونُوا شُهَدآءَ عَلى النّاسٍ فَأقيمُوا الصّلاةَ وآتُوا الزّكاةَ وَاعتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَولاكُمْ فَنِعمَ المَوْلَى وَنِعمَ النصير { الآية 77 – 78 __________________ (1)ينابيع المودة من الصفحه 510 (2)غاية المرام ص 692. روى العلامة السيد هاشم البحراني في كتابه (غاية المرام) عن العالم الشافعي إبراهيم بن محمد الحمويني بإسناده المذكور عن سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل _ قال: أقسم علي بن أبي طالب أكثر من مأتي رجل من أصحاب رسول الله (ص) والتابعين – وكانوا مجتمعين في مجلس واحد – ناشدهم بالله على أمور وقال فيما قال: أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج: }يا أيّها الذينَ آمَنُوا اركَعوا واسجُدوا واعبُدوا ربّكم وافعَلوا الخيرَ لعلّكم تُفلِحون ، وَجاهِدوا فِي اللهِ حقّ جِهادِه هُو اجتباكُم وَما جَعل عليكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍ مِلّة أبيكُم إبراهيمَ هُوَ سمّاكُم المسلِمينَ من قبلُ وفي هذا ليكونَ الرّسُولُ شهيداً عَليْكُمْ وتَكونُوا شُهَدآءَ عَلى النّاسٍ فَأقيمُوا الصّلاةَ وآتُوا الزّكاةَ وَاعتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَولاكُمْ فَنِعمَ المَوْلَى وَنِعمَ النصير{ فقام سلمان فقال : يارسول الله من هؤلاءْ الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداءْ على الناس ، الذين اجتباهم الله ولم يجعل في الدين من حرج – ملّة إبراهيم ؟ قال (ص) : أنا وأخي علي ، وأحد عشر من ولدي . قالوا (أي الأصحاب والتابعين تصديقاً لعلي بن أبي طالب): اللهم نعم. (1) (أقول) والأحد عشر من ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما نصّ عليهم الرسول نفسه في موارد أخرى ومنها في الآية السابقة الحج – 65- هم: الحسن بن علي والحسين بن علي وعلي بن الحسين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي التقي والحسن بن علي التقي العسكري والحجة بن الحسن المهدي المنتظر (عج). فهذه الآية الكريمة تشمل بتفسيرها الإمام المهدي (عج). ___________________ (1)غاية المرام \ص 264-265. |
(17) ســــــورة النـــّـــور (وفيها آية واحدة) 1-}وعدَ اللهُ الذينَ آمَنوا مِنكمْ وَعملُوا الصّالِحات ليستَخلِفَنّهُم فِي الأرض كَما استخلَفَ الّذينَ من قَبلهم وليمكّننّ لَهُمْ دِينَهم الّذي ارتَضى لَهُم وليبدّلنّهُم مِن بعدِ خَوفِهمْ أمناً يعبدونَني لا يُشرِكونَ بِي شَيئاً وِمَن كَفَر بَعدَ ذلكَ فأولئِكَ هُمْ الفَاسِقون{سـورة النور الآية55 أخرج العلامه النيسابوري في تفسيره عندَ تفسير سورة البقرة الآية }الذينَ يُؤمِنونَ بِالغَيبِ{ قال: المهدي المنتظر الذي وعد الله به في القرآن بقوله تعالى :} وعدَ اللهُ الذينَ آمَنوا مِنكمْ وَعملُوا الصّالِحات ليستَخلِفَنّهُم فِي الأرض ... { وما وردَ عنه (ص) : " لو لمْ يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أمتي يواطىء اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً " (1). ______________________ (1)تفسير النيسابوري ، بهامش تفسير الطبري \ المجلد الأول عند تفسير سورة البقرة الآية 5. |
(18) ســـــورة الشــّــعراءْ ( وفيها آية واحده ) 1-}إنْ نَشَأْ نُـنَزّل عَليْهِم مِنَ السّمآءِ آيةً فَظلّت أعناقُهمْ لها خاضعين{ الآية 4. أخرج الحافظ الحنفي القندوزي بإسناده المذكور ، قال: عن علي بن موسى الرضا عليه السلام في حديث أنه قال: إن الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماءْ يطهّر اللهُ بهِ الأرض من كل جور وظلم (إلى أن قال): " وهو الذي له ينادي منادٍ من السماءْ يسمعه جميع أهل الأرض:[ ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتّبعوه فإن الحقّ فيه ومعه]. ثمّ قال: وهوُ قول الله عزّ وجل: }إنْ نَشَأْ نُـنَزّل عَليْهِم مِنَ السّمآءِ آيةً فَظلّت أعناقُهمْ لها خاضعين { (1). ______________________ (1)ينابيع المودة ص 448. |
(19) ســـــُــورة النمـل (وفيها آيتان) 1\2- }وَإذا وَقَعَ القَولُ عَليهِم أخرَجنَا لَهُم دَابّةً مِنَ الأرضِ تُكَلّمهُم أنّ النّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يوقِنُونَ{ الآية 82 2-} وَيَومَ نحشُرُ مِن كلّ أمّةٍ فَوجاً{الآية 83 ************ 1- }وَإذا وَقَعَ القَولُ عَليهِم أخرَجنَا لَهُم دَابّةً مِنَ الأرضِ تُكَلّمهُم أنّ النّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يوقِنُونَ {سورة النمل الآية 82 روى جلال الدين السيوطي (الشافعي) في تفسيره عندَ تفسير هذهِ الآية قال: وأخرج ابن جرير الطبري عن حذيفة بن اليمان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدابة ، فقال حذيفة: يارسول الله من أينَ تخرج؟ قال(ص): كم أعظم المساجد حرمة ً على الله (يعني: المسجد الحرام) بينما عيسى بن مريم يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تظطرب الأرض من تحتهم تحرك القنديل ، وتشق الصفا ما يلي المسعى ، وتخرج الدابة من الصفآ ، أوّل ما يبدو رأسها ملمعه ذات وبر وريش لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب ثمّ تعمم الناس مؤمن وكافر ، أما المؤمن فيرى وجهه كأنه كوكب درّي وبين بينَ عينيه [مؤمن] وأما الكافر فـتنكت بين عينيه نكتة سوداءْ [كافر]. (1) وروى هوَ أيضاً قال: وأخرج أبو نعيم عن وهب بن منبه قال: أوّل الآيات (الروم) ثمّ الدّجال والثالثه يأجوج ومأجوج والرابعة عيسى بن مريم والخامسة الدخان والسادسة الدابة . (2) أقول هذه الآيات كلّها علامات ظهور المهدي (عج) كما وردت في عديد من الروايات فتكون هذه الآية إشارة إلى مقدّمات الظهور ومنها دابة الأنصر . ولا ينافي ذلك ما ورد في تفسيرها بالإمام أمير المؤمنين عليه السلام فإن أحد التفسيرين من الظاهر والآخر من الباطن أو كليهما من الباطن ، فللقرآن ظهر وبطن. وروى هوَ أيضاً قال: وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عمرانه قال: وساق حديث الدابة إلى أن قال فتقول (أي الدابة): }إنّ النّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لايُوقِنون{ (3). __________________________ (1)الدر المنثور \ مج2\ ص 116 (2)الدر المنثور\ مج5\ص 116. (3)الدر المنثور\ مج5\ص116. 2- } وَيَومَ نحشُرُ مِن كلّ أمّةٍ فَوجاً{سورة النمل الآية 83 روى جلال الدين السيوطي الشافعي في تفسيره عند هذه الآية قال: وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى }يـَومَ نحشر مِن كلّ أمية فوجاً{ قال: زمرةً. (1) (أقول) كما جاء في مستفيض الروايات أن ذلك اليوم وهو يوم ظهور المهدي من آل محمد عجل الله تعالى فرجه إذا يُخرج الله في ذلك اليوم طائفة من الظالمين للإنتقام منهم قبل يوم القيامة ، وطائفة من المؤمنين ليجزيهم ثواب الدنيا قبل ثواب الآخرة ممن محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً. وليس هذا اليوم يوم القيامة لأن الله تعالى يقول عن يوم القيامة}وَحشَرنَاهُمْ فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحداً{ (2)، وهنا يقول }وَيَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أمّةٍ فَوجَاً{ وحيث لم يحيي الله تعالى زمرة من الناس حتى اليوم ولا يحيي إلا عند الرجعة وظهور الإمام المهدي (عج) فلا بدّ من الإشارة إليه. _______________ (1)الدرّ المنثور \ مج5\ص 117. (2)سورة الكهف الآية 47. |
(20) ســـُورة القصص (وفيها آيتان) 1-}وَنُريدُ أن نمنّ على الذينَ استضعِفوا فِي الأرضِ ونَجعلهُمْ أئمةً ونجعلُهم الوارِثين{ الآية5 2-}وَنُمكّن لَهُم في الأرضِ وَنُري فرعَونَ وهامَانَ وَجُنودَهُما مِنهمْ مَاكانُوا يَحذَرون{الآية6 *************** 1- }وَنُريدُ أن نمنّ على الذينَ استضعِفوا فِي الأرضِ ونَجعلهُمْ أئمةً ونجعلُهم الوارِثين{سورة القصص الآية5 روى في تفسير البرهان عن العالم الحنفي ( الشيباني) في كشف البيان، عن ابي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام أنهما قالا: أن هذه الآية مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان ويبيد الجبابرة والفراعنة ويملك الأرضَ شرقاً وغرباً فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً. (1) وأخرج الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال:- في حديث ، قال أبو محمد للمهدي في اليوم السابع من ولادته: تكلم يابني ، فتشهّد الشهادتين وصلّى على آبائه واحداً بعدَ واحد ، ثمّ تلا قوله تعالى : }وَنُريدُ أن نمنّ على الذينَ استضعِفوا فِي الأرضِ ونَجعلهُمْ أئمةً ونجعلُهم الوارِثين{(2) 2- } وَنُمكّن لَهُم في الأرضِ وَنُري فرعَونَ وهامَانَ وَجُنودَهُما مِنهمْ مَاكانُوا يَحذَرون{سورة القصص الآية6 روى صاحب تفسير البرهان ، عن العالم الحنفي ( الشيباني ) أنه روى عن الباقر والصادق عليهما السلام أنهما قالا: إنّ فرعونَ وهامان هما شخصان من جبابرة قريش يحييهما الله تعالى عندَ قيام القائم من آل محمد في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا (3) (أقول) إذاً تكون هذه الآية محققّه في عصر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه ومن علامات ذلك العصر وسمات ذلك الزمان؟ ___________________ (1)البرهان في تفسير القرآن \ مج3 \ص220 (2)ينابيع المودّة ص 450. (3)البرهان في تفسير القرآن مج 3 ص 220. |
(21) ســـُــورَة الروم (وفيها ثلاث آيات) 1\2- }وَيومَئذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بنصـر الله ينصُرُ من يشاءُ وَهوَ العَزيزُ الرّحيم{الآية4-5 3-}وَعدَ اللهِ لا يخلِف اللهُ وعدَه ولكن أكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمون{ الآية 6 ***************** 1- }وَيومَئذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بنصـر الله ينصُرُ من يشاءُ وَهوَ العَزيزُ الرّحيم{سورة الروم الآية4-5\ روى الحافظ القندوزي الحنفي بإسنادِه عن أبي بصير عن جعفر الصادق عليه السلام في قولهِ تعالى: }وَيومَئذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بنصـر الله{ قال: عند قيام القائم يفرح المؤمنون بنصر الله (1). (أقول) هذا تأويل الآية الكريمة وباطنها الذي يعلمه }الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ{ وهم أهل البيت عليهم السلام حيث أنّ القرآن نزلَ في بيوتهمْ. أضف إلى ذلك : أنّ النصر الإلهي التام والكامل من جميع الوجوه في كل مكان للمؤمنين إنما يكون في ذلك العصر وذاك الزمان فهو المصداق الأتم والأكمل للآية الكريمة. 3- }وَعدَ اللهِ لا يخلِف اللهُ وعدَه ولكن أكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمون{سورة الروم الآية 6 جاء عن (عقد الدرر) للعلامة الشافعي المقدسي الدمشقي بسنده عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ويلُ هذه الأمة من ملوكٍ جبابرة كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من أظهروا طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه بغرفهم بقلبه (فإذا) أراد الله عز وجل أن يعيد الإسلام عزيزاً قسم كل جبار عنيد وهوَ القادر على ما يشاءْ أن يصلح أمة بعد فسادها. ثم قال (ص): ياحذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي تجري الملاحم على يديه ويظهر الإسلام . ثم قال (ص) }لا يخلِفُ اللهُ وعدَه{ . وهوَ سريع الحساب. (2) (أقول) هذا تطبيق من الرسول الأكرم (ص) ، العالم بحقائق القرآن ومعاريضه ومراميه ، لهذه الآية الكريمة على حفيده الإمام المهدي (عج). _______________ (1)ينابيع المودة ص511 (2)الباب الرابع \ المجلد الأول \ الفصل الأول. |
(22) ســُـورة السـّـجدة (وفيها آيتان) 1-} ولنذيقنّهم من العذابِ الأدنى دونَ العذابِ الأكبَر لعلّهُم يرجِعون{ الآية 21 2-}قـُل يَومَ الفتح لا ينفَعُ الذينَ كَفروا إيمَانَهُم ولاهمْ يُنظَرون{ الآية 29 ********************* 1- } ولنذيقنّهم من العذابِ الأدنى دونَ العذابِ الأكبَر لعلّهُم يرجِعون{سورة السجده الآية 21 روى العلامة السيد هاشم البحراني في تفسيره عن محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (الحنفي) أنه قال: وروى عن جعفر الصادق أن الأدنى القحط والجدب والأكبر خروج القائم المهدي بالسيف في آخر الزمان (1). (أقول) وهذا أيضاً من التفسير والتأويل والباطن الذي صرّح بهِ القرآن والسنّه وحصر علمه بالراسخينَ في العلم. 2- }قـُل يَومَ الفتح لا ينفَعُ الذينَ كَفروا إيمَانَهُم ولاهمْ يُنظَرون{سورة السجده الآية 29 روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) بإسناده قال: عن ابن دراج عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى:}قـُل يَومَ الفتح لا ينفَعُ الذينَ كَفروا إيمَانَهُم ولاهمْ يُنظَرون )) أنه كان يقول في هذه الآية: (( يوم الفتح )) يوم تفتح الدنيا على القائم ولا ينفع أحداً تقرب الإيمان مالم يكن قبلَ ذلكَ مؤمناً. وأما من كان قبل هذا الفتح موقناً بإمامته ومنتظراً لخروجه فذلك الذي ينفعه إيمانه ويعظم الله عز وجل عنده قدره وشأنه وهذا أجر الموالين لأهل البيت (2). (أقول) الفتح الأكبر والكامل لكل الكرة الأرضية هوَ ذلك اليوم فهو الفرد الأتم والمصداق الأكمل لكلمة الفتح من كل فتح سبقه وجاءَ قبله. _____________ (1)تفسير البرهان \مج3 \ ص488 (2)ينابيع المودة ص 511. |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:58 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024