![]() |
سلسلة ماذا تعرف عن الفواكه ، الخضار ، الحبوب؟؟
اللهم صل على صاحب الدعوه المحمديه والشجاعه الحيدريه والعصمه الفاطميه والصلابه الحسنيه والأستقامه الحسينيه والعباده السجاديه والماثر الباقريه والاثار الجعفريه والعلوم الكاظميه والحجج الرضويه والفضائل الجواديه والانوار الهاديه والهيبه العسكريه والحجه الالهيه
سوف أبداء بمشيئة الله هذه السلسلة من المواضيع المندرجة تحت هذا العنوان وسوف أتحدث فيها عن كثير من الفواكه والخضروات التي يجهل البعض فائدتها وتاريخها .. تقبلوا تحياتي ... البرتقال The Orange تعريف : هو ثمر شجر من فصيلة البرتقاليات ، أطلق عليه أسم ، ( البرتقال ) ـ والبرتقان والبردقان ـ نسبة إلى البرتقاليين ( البرتغاليين ) الذين كانوا أول من نقله مــــن موطـــــنه الأول ( الصين ) . عرف الصينيون البرتقال قبل ميلاد النبي عيسى بنحو 2200 سنة واعتبروه رمز السعادة ، وورد ذكره في ( كتاب التاريخ ) الذي ينسب إلى ( كونفوشيوس ) ، ومن الصين كان يصدر إلى بلاد كثيرة في آسيا وغيرها ، وكان الصينيون يستفيدون من قشوره وبذوره وأوراقه وزهوره ، وكانوا يعرفون من أنواعه نحو مئتي نوع . البرتقال في التاريخ : نقل البرتقال من الصين إلى الهند والشام ومصر وبدئ بزراعته فيما بين عامي 1500 و 1000 ق . م ، ونقله الصليبيون من بلدان الشرق الأوسط إلى أوروبا ومن أوروبا إلى أمريكا ، وكان أول من حمل بذوره إلى أمريكا في سنة 1493م الرحالة ( كريستوف كولومبس ) في رحلته الثانية إلى ( هايتي ) ومن هناك انتقل إلى المكسيك وأمريكا الوسطى وشاطئ فلوريدا في سنة 1565م ، وإلى كاليفورنيا في سنة 1769م ، واتسعت زراعته في تلك المناطق ابتداء من سنة 1800م . >> وللموضوع بقية << |
|
سوف أكمل عند القسم الذي توقفت عنده ...
مكانة البرتقال في الغذاء : إن البرتقال فاكهة ثمينة ، وبسبب مذاقه الحامض يظن البعض أنه يزيل المعادن من الجسم ، هذا خطأ ، فإن عصيره يركز المعادن كما هو شأن كل الفواكه . وهو يساعد الجسم على الكفاح ضد زيادة الحوامض في الدم التي تحصل من الأغذية باللحوم والمواد الدهنية ، وليس من الفواكه . في تركيب البرتقال عناصر غذائية ووقائية تفيد المرضى والأصحاء على السواء ، وتساعد الأطفال على النمو وزيادة المقاومة . والتركيب الكيماوي لجميع أنواع البرتقال متقارب ، وتحوي الثمار في المتوسط نحو 90 % من الماء و 9% بروتينات ، و2% مواد دهنية ، و 5% مواد معدنية ، و8 % ألياف ، والقيمة الحرورية له هي 45. في البرتقــال من المواد المعدنية 10 % كبريت ، 22% فوسفور ، 3 صودا ، 187 بوتاس ، 43 كلس ، 0.4 حديد ، 0.04 نحاس ، وغيرها مثل : البروم والزنك والمنغنيزيوم . كما فيه حوامض : الليمون والتفاح والطرطير . وفي المشة غرام من عصيره : من 50 ـ 100 ملغ فيتامينات ( ج ) ، و 75 ملغ من فيتامين ( ب 1 ) و 0.04 من فيتامين ( ب2 ) ، و0.15 من الكاروتين . ومما يذكر أن برتقاله واحدة تعطي الشخص العادي حاجته اليومية من فيتامين ( ج ) والكوب الواحد من العصير يحتوي على 122 مليغراماً من هذا الفيتامين المقوي لجدران الأوعية الدموية ، والمعزز للمناعة ضد الجراثيم . البرتقال في الطب : البرتقال مفيد للصدر والسعال ، ويقوي الكبد ، وينمي البدن ، وينشط الدورة الدموية في القلب ، ويجرف الفضلات من الأمعاء ، ويفيد الدماغ والجهاز العصبي ، وإذا مزج عصيره بعصير الليمون الحامض حفظ الجسم من أمراض كثيرة ، ولذا يعد أحد أعظم الفواكه الشتوية في الغذاء وفي العلاج . يوصي الأطباء بأكل البرتقال وشرب عصيره لإزالة السمنة ، وفي حالات ضغط الدم العالي ، وهو ينشط خميرة المعدة الهاضمة إذا أكل بعد الطعام مباشرة ، وقبل الطعام يفتح الشهية . وهو يقي من داء الحفر ( الاسقربوط ) ، ونخر الأسنان ، ويثبت الكلس في العظام ، ويفيد في السعال الديكي ، وذات الرئة والحميات ، والأمراض الانتانية ، والنزف ، وفي الحامل ، والأمراض العصبية ، واضطرابات المعدة والكبد ، والسكري . وإذا أخذ عصير برتقاله مع قليل من السكر خفف من آلام الأنفلونزا والزكام . والإكثار من تناول عصير البرتقال يضر المصابين بالقرحة المعدية والأثني عشر ( القولون ) كما يضر بالأسنان ، ولذا ينصح بأن يتناول الإنسان الثمرة نفسها فهي أفيد من العصير ، وأن يكون التناول باعتدال . ولزهر البرتقال فوائد مؤكدة في تهدئة الأعصاب ن وتخفيف الأرق والقلق والتشنج والخفقان والزحار إذا شرب منقوعه أو مغليه ، وكذلك أوراقه إذا نقع منها 10 أو 20 غراماً في ليتر ماء ، أفادت في تخفيف آلام الرأس والسعال ، والفواق . وقد اكتشفت لقشور البرتقال منافع جديدة ، منها نفعه لعلاج الرثية ( الروماتيزوم ) ، وطريقة استعماله أن تؤخذ قشرة البرتقال ، وتوضع موضع الألم من الجهة الداخلية التي يبقى فيها شيء من اللب المحيط بالبرتقالة ، فلا يلبث الألم أن يخف ، ووضع لب البرتقال على الوجه 15 ـ 20 دقيقة يريح جلده ، ويؤخر حدوث التجعيد فيه . ويقول الدكتور جارفيز في كتابه طب الشعوب : إن عصير نصف برتقاله ونصف ليمونه ومزجها بصفار بيضة ، وملعقة صغيرة من عسل النحل أحسن علاج واق من عدة أمراض ، ويؤخذ هذا المزيج قبل الإفطار بنصف ساعة . البرتقال في الصناعة وغيرها . هذا ، وقد أمكن استخراج زيت نباتي غذائي من البرتقال ، واستخرجت من قشوره صبغة تستعمل في تثبيت ألوان الحرير الصناعي ، كما استخرجت منه مادة التربين التي تستعمل في طلاء السفن ، ومادة أخرى تستعمل في مداواة الجروح العميقة . ويحضر من البرتقال ، ( الكاروتين ) الغني بفيتامين ( أ ) ، وأمكن تحضير سكر من عصيره ، وعلف للحيوان من قشوره . ويستعمل قشر البرتقال في فرك الأحذية والأكياس المصنوعة من الجلد وغيرها من المصنوعات الجلدية فيلمعها وتمسح بعد ذلك بقطعة قماش ناعمة . وإذا علقت برتقاله مغروز فيها أكباش قرنفل في خزائن الثياب طردت العُث ( العت ) وغيرها من الحشرات . ومن لديه سؤال عن فاكهة أو غذاء ( مثال البيض ـ الحليب ـ الجبن ... ألخ ) معين فقط ماعليه إلا أن يذكرها وسوف أقوم بالشرح عنه .. |
سوف أتحدث عن فاكهة ذو فائده كبيرة جداً .. التفاح تركيب التفاح ومزاياه : للتفاح رائحة هي مزيج أكثر من ( 26 ) عنصراً كيماوياً مختلفاً تعطيه رائحته الغريبة . وللتفاح ميزة قابليته للحفظ بالبرودة ، وبالتجفيف ، والتعليب ، ويحوَّل عصير إلى ( سيدر ، خل ) ، ويحول سكر العصير إلى كحول قـــوي ، ويصنع من السيدر شراب كحولي يسمى ( تفاح جاك ) ، ويستخرج من التفاح : مسحوق التفاح ، وعسل التفاح الذي يستعمل للمحافظة على درجة الرطوبة في الخبز والتبغ . التفاح في الطب القديم : في الطب القديم كان للتفاح دور كبير في العلاج ، فاليونانيون كانوا يعالجون أمراض الأمعاء بعصيره ، وكان غيرهم يعالج به الجروح والقروح ، واشتق أطباء القرون الوسطى من اسم التـــــفاح ( Pomme ) اسم ( المرهمPommade ) ، واستعملوا من مسحوق التفاح ومزجه بحليب المرأة علاجاً للرمد كما عالجوا النقرس ، والرثية ( الروماتيزما ) ، والصرع بعصير التفاح المطبوخ . أما الأطـباء العرب فقد عالجوا الجروح النتنة ، والأكال ( الغنغرينة أو الغرغينة ) بعفن التفاح ، وسبقوا بذلك ( البنسلين ومشتقاته ) . وقالوا في فوائد التفاح أقوالاً كثيرة منها : إنه سهل الهضم يقوي الدماغ والقلب ، والمعدة ، ويفيد في علاج أمراض المفاصل ، والخفقان ، ويسكن العطش ، ويقطع القيء ، ويفرح ، ويفيد الموسوسين ، ويقوي الشهوة ، ويذهب عسر التنفس ، ويصلح الكبد والدم . والمربى منه أجود في كل خواصه . وقالوا في سيئاته : إنه يولد الرياح الغليظة ، والنسيان . ومما قاله فيه الشيخ ابن سينا : أعدل التفاح الشامي ، والتَّفِهُ منه رديء قليل المنافع ، وكذلك الفج والحامض فانهما يولدان العفونات والحميات ، وشراب التفاح عتيقه خير من طريه لتحليل البخارات الردئية ، وورقه ولحاؤه وعصارة القابض منه تدمل الجروح ، وعصارة ورقة تنفع من السموم . وللموضوع بقية >>>> |
|
|
التفاح في الطب الحديث : وحين جرى تحليل التفاح وجد في كل مائة غرام منه 90 وحدة من فيتامين أ ، و 40 من فيتامين ب 1 و 20 من فيتامين ج ، 12% من السكر ، و 9 % من سكر العنب وسكر الفواكه ، و85% من الماء ، و10% بروتين ، و3% مواد دهنية ، و9% سليلوز ، و4% بكتين ، و8% أحماض عضوية ، وقليل من النشا ( في التفاح الناضج ) وكثير ( في الفج ) ، وفي التفاح أملاح معدنية مهمة مثل البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم وغيرها مما لا غنى عنه في تغذية الخلايا وإنمائها ، كما فيه مقادير قليلة من الكلور ، والمنغنيز ، والحديد ، والفوسفور ، والكوبالت ، والبروم ، والآلومين ، والزرنيخ ، والكبريت . وفي الطب الحديث كلام كثير عن فوائد التفاح ، منه : أنه أفضل الفواكه وأعظمها نفعاً ، فهو ينشط الأمعاء ، ويكافح الإمساك المزمن ، والإسهال عند الأطفال ، وحصى الكُلى والحالبين والمثانة ،ويزيل حمض البول . ويخفف نقيعه من الحمى ، والعطش ، وينشط الكبد ، ويهديء السعال ، ويخرج البلغم ،ويخلّص الجسم من الأحماض والدهون ، ويسهل إفراز غدد اللعاب غدد اللعاب والأمعاء والكبد ، وينشط القلب ، ويخفف آلام التهاب الأعصاب ، وأمراض الكبد ، والوهن القلبي ، ويصون الأوعية الدموية ، والأسنان من النخر ، ويزيل الشعور بالتعب ، ويقول الدكتور ( جارفيز ) في كتابه ( طب الشعوب ) : إن خل التفاح هو الخل إذا شرب مع الماء كان مسمناً وعلاجاً للبرد ) ، ويذكر أكثر الأطباء : أن خل التفاح هو الخل الوحيد الصالح للجسم ، وما عداه فضرره أكثر من نفعه . ويوصي الأطباء أصحاب المعد والأمعاء الضعيفة أن يأكلوا التفاح مطبوخاً ويذكرون أن قشر التفاح إذا جفف وسحق وغليت ملعقة كبيرة منه في كأس ماء أفادت في إدرار البول وطرد الرمال أكثر من اللب . ويروون أن الأمريكيين والسويسريين يصنعون شراباً من التفاح ؛ يتناوله العمال فيزيد في نشاطهم وإنتاجهم ، ويغنيهم عن تناول المشروبات الكحولية ، كما يوصون بعصير التفاح للمسنين الذين لا يمارسون الرياضة البدنية أو المشي . وللموضوع بقية >>> |
وصفات مجربة من التفاح :
ويورد العالم الفرنسي الدكتور ( جان فالنيه ) مجموعة قيمة من الوصفات المفيدة من التفاح نجملها فيما يلي : 1) استعمال داخلي : ـ مــلـــين ، مــســهل تـفـــاحة كل مــساء ( ملين ) ، تفاحة كل صباح ( مسهل ) . ـ ضد إسهال الأطفال : تفاح مبشور ( يؤخذ منه من 500 إلى 1500 غ ) في اليوم على خمس مرات . ـ ضد العطش : تفاحة مع فنجان شاي خفيف . ـ ضد التهاب المعي الغليظ ، وإسهال خروج الأسنان : يؤخذ خلال يومين مقدار من التفاح وحده يناسب السن ، ويوصف هذا أيضاً ضد الزحار ( الزنتارية ) ، وعسر الهضم ، والمغص ، وتقرحات المعدة. ـ ضد الرشح والزكام تتبع حمية تقتصر على تناول 500 إلى 1000 غ تفاح نيء مبشور يومياً ، وتدوم الحمية يومين أو ثلاثة أيام . ـ ضد الروماتيزما ، والنزلة الرئوية ، وأمراض الامعاء : تقــطع ( حلقات ) تفاحتان أو ثلاث تفاحات بقشورها ، وتغلى في ليتر ماء مدة ربع ساعة ، ويمكن أن يضاف إليها قطع من عرق السوس . ـ ضد الروماتيزما ، وقلة البول ، والنقرس : يغلى 30 غ من قشر التفاح في 250 غ من الماء لمدة 15 دقيقة ، ويشرب منه أربعة إلى ستة أقداح في اليوم . 2) استعمال خارجي : ـ ضد آلام الأذن : تشوى تفاحة في الفرن وتوضع لصقة على الأذن . ـ ضد الجَرَب والقَرَع : تقطع تفاحة نصفين وينزع قلبها وبذورها ويوضع مكانها قليل من زهرة الكبريت ،ويضم النصفان معاً بخيط وتشوى في الفرن ، ثم تهرس وتفرك أماكن المرض بالسائل الذي يخرج من التفاح . ـ ضد الجروح المزمنة : تفاحة مقشرة ومشوية ،وتوضــــــع ( لصقات منها على الجروح ، ويمكن أن تعمل لصقة من مقدار من عصير التفاح ومثلة من زيت الزيتون ) . ـ لتقوية الجلد : إن عصير التفاح يدهن به الوجه ، والرقبة ، والأثداء ، والبطن ، فيقوي خلايا الجلد . ـ في سويسرا يعالج بعض الأطباء ـ بنجاح ـ سكري الأطفال بحمية تقتصر على تناول التفاح والبندورة ( يشويان في الفرن ) . ـ تناول تفاحة في آخر وجبة الطعام ، وبخاصة وجبة المساء ، تلين المعدة وتنظف الأسنان ، وحامض الأوكساليك الذي في التفاح يبيض الأسنان . ـ ذكر ( ليون بينه ) الطبيب الفرنسي الشهير ـ ومن أكبر المدافعين عن الفواكه : فوائد كثيرة للتفاح ، منها: أن النيء منه أو المشوي في الفرن يجوف ويحشى بالعسل ، ويستفاد منه في إعداد فطائر ومربيات وغيرها ، فتكون غذاء وعلاجاً لكثير من العلل . وفي الختام لمن يعطى التفاح ..ويمنع : يُوصى بتناول التفاح لكل الأشخاص ومن كل الأعمار ، ولكن بصورة خاصة للمصابين بالنقرس ، وبأمراض الكُلى ، والمفاصل ، والروماتيزم ( وعلى هؤلاء تناول كيلو من التفاح كل يوم ) . ويوصي الأطباء الروس بتناول التفاح بكثرة لعلاج الضغط الشرياني ، وحصى المرارة ، ويُوصى ضعاف الأمعاء ،والمصابون بالإمساك ـ وكذلك بالإسهال ـ بتناول التفاح ، وحتى غير الناضج منه لا يضر الأمعاء لوجود مادة التانين في أليافه ، ويمكن للمصابين بمغص المعدة أكل التفاح بشرط تقشيره أو مضغه جيداً أو بشره . والتفاح مفيد جداً للنساء الخائفات على جمالهن ، فهو يحافظ على بشرتهن ، ويجدد نشاطها ، ويحفظ جمالها ، ولا يسمِّن أجسامهن . كما يفيد التفاح الذين يأكلون بسرعة ويبتلعون مقادير من الهواء ! أما الذين يمنعون عن تناول التفاح فهم : المصابون بمرض السكر ، وبعض المصابين بعسر الهضم ،والذين يشكون من حرقة في المعدة . وللموضوع بقية مع فاكهة آخرى >>> |
سنتحدث عن البصل ولعله ليس من الفاكهة وهو من الخضروات المفيدة جداً ولكن هل نعرف قيمتها ؟ .... البصل The onion تعريف : هو بقل زراعي بصلي محوَّل من الفصيلة الزنبقية ، وله أنواع كثيرة ، ورائحته نفاذه ، وطعمه متفرع عن طعم الكراث ، وهو معروف ومتداول في جميع أنحاء العالم ، ويرجع تاريخه مع الإنسان إلى أقدم العصور . البصل في التاريخ : عرفه الفراعنة في مصر وقدسوه وكانوا يحلفون به ، وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وأوراق البردي ، وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة ، لاعتقادهم أنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة . وكانوا يحرمون تناول البصل في أيام الأعياد لئلا تسيل دموعهم ، وأيام الأعياد هي للفرح وليس للبكاء ! وذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات ، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدراً للبول . وللموضوع بقية >>> |
رأي الطب القديم : أشاد علماء الطب القديم بفوائد البصل ، فقالوا : إن أكله نيئاً أو مطبوخاً ، ينفع من ضرر المياه الملوثة ، ويحمر الوجه ، ويدفع ضرر السموم ، ويقوي المعدة ، ويهيج ألباه ، ويلطف البلغم ، ويفتح السدُد ، ويلين المعدة ، ويشفي من داء الثعلب والمشوي منه صالح للسعال وخشونة الصدر ، وينفع وجع الظهر والورك ، وماؤه إذا اكتحل به مع العسل نافع من ضعف البصر والماء النازل في العين ، وإذا قطر في الأذن نفع من ثقل السمع والطنين وسيلان القيح . وقالوا : إن الإكثار منه يولد في المعدة خلطاً رديئاً ، ويصدع الرأس ، ويعطش ، ويورث النسيان ويغير رائحة الفم والنكهة . وذكر عنه ( داود الإنطاكي ) أنه يفتح السدُد ، ويقوي الشهوتين خصوصاً المطبوخ مع اللحم ، ويذهب اليرقان ، ويدر البول والحيض ، ويفتت الحصى . وأكله في الصيف يصدع ويضر المحرورين مطلقاً ، وأكله مشوياً يزلق المعدة ، وأجود أنواع البصل الأبيض وخصوصاً المستطيل . وأردؤه الأحمر لا سيما إذا استدار . وقال ( الرازي ) : إذا خلل البصل قلت حرافته وقوى المعدة ، والبصل المخلل فاتق للشهوة جداً . وقال ( ابن البيطار ) : البصل فاتق لشهوة الطعام ، ملطف معطش ، ملين للبطن ، إذا طبخ كان أشد إدراراً للبول ، يزيد في ألباه إن أكل البصل مسلوقاً بالماء . والجوز المشوي والجبن المقلي يقطع رائحة البصل من الفم . وقال ( ابن سيناء ) : إن المطبوخ من البصل كثير الغذاء . وروي عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه أمر آكل البصل أن يميته بالطبخ ، لتذهب رائحته ، ونهى آكل البصل والثوم عن دخول المسجد لئلا يؤذي المصلين برائحته . وللموضوع بقية >>> |
|
فوائده الغذائية : أما فائدة البصل الغذائية فهي تفوق فائدة التفاح ، وفيه عشرون ضعفاً ، من الكلسيوم الموجود في التفاح ، وضعف ما فيه من الفوسفور ، وثلاثة أضعاف ما فيه من فيتامين ( أ ) والحديد. وفيه الكبريت ، وفيتامين ( ج ) ، ومواد مدرة للبول والصفراء ، وملينة ، ومقوية للأعصاب ، ومغذية للقدرة الجنسية ومؤثرة في القلب ودورة الدم ، وفيه مادة ( الغلوكونين Glukonin ) التي تحدد نسبة الكسر في الدم ، وهي تعال الأنسولين في مفعوله . تفيد خمائره في الاستسقاء ، وتشمع الكبد ، وانتفاخ البطن ، وتورم الساقين ، وبعض أمراض القلب ، وخلاصته الطازجة تقتل الجراثيم في الفم والأمعاء ، وتفيد في تصلب الشرايين ، وخناق الصدر ، ومرض السكر ، وله قوة شفائية عالية في تضخم البروستات واشتداد أعراضها ـ وتناوله نيئاً يشفي من الزحير البولي الشديد ، وبفضل الخمائر التي فيه فإنه هاضم جيد ومشهٍ . وهو غذاء جيد لذوي المعد القوية ، وبخاصة إذا أخذ مع الخبر الكامل والجبن ، كما أنه يفيد في أنظمة محاربة السمنة ، ولجعله سهل الهضم يجب أن يطبخ بقشره ليحتفظ بمواده النافعة سليمة . يؤكل البصل عادة كمشهٍ بسبب نكهته الخاصة التي تأتيه من عناصر الكبريتية وبخاصة ( سلفات الآليل ) التي هي مادة طيارة ومهيجة ، وهي التي تهيج العيون عند تقشير البصل وتسيل الدموع ، وهي نفسها التي تجعل البصل عسير الهضم وكريه الرائحة . وسلفات الآليل تحرض الكلى على الإفراز إذا أخذ البصل نيئاً ، وإذا طبخ بطل مفعولها . يمنع البصل عن المصابين بعسر الهضم ، والمغص المعدوي والإمعائي ، وذوي الأجهزة الهضمية الحساسة. والبصل مفيد للجلد ، وللشعر بسبب مركباته الكبريتية ، وللكلى والمثانة . وإذا نقع في الخل الأبيض كان علاجاً جيداً للبروستات ، وينصح بتناول قدح منه على الريق صباح كل يوم ، ويوجد في الصيدليات شراب وتحاميل مركبة على أساس من البصل لتخفيف آلام البروستات . وعصير البصل كان لوقت طويل علاجاً للاستسقاء . إن البصل المطبوخ بالفرن أو بالبخار يكون مطهراً ومليناً وسهل الهضم ، ويصعب هضمه إذا كان نيئاً وأضيف إليه زيت أو زبده . والبصل وحده لا يكفي لغذاء تام ، لأن قيمته الحرارية لا تزيد على 50 حرورياً في المائة غرام ، وإذا أكل مع الجبن والخبز الكامل كان غذاء تاما . إن تناول بصلة صغيرة قبل الذهاب إلى الفراش تجلب النوم الهادئ ، وتناول بصلة صغيرة قبل أكلة الصباح يسهل الهضم . وللموضوع بقية >>> |
حفظ البصل ومعالجة رائحته : يحفظ البصل في مكان جاف وحسن التهوية ، ويبعد عن الرطوبة ، وينتخب منه متوسط الحجم . ولا يجوز الاحتفاظ بالبصلة المقشرة أو المفرومة لأنها تتأكسد بالهواء وتصبح سامة . وللتخلص من إسالة الدمع تقشر البصلة والماء يسيل عليها من الحنفية ، فإن الماء يمنع سلفات الآليل من إثارة الدموع . وللتخلص من رائحة البصل التي تتعلق باليدين ، تغسل اليد بماء فاتر فيه كمية من الملح ، أو ملعقة من الأمونياك ، أو تؤخذ حبة من حبوب خلاصة الكلوروفيل المركزة كل ثماني ساعات . .. وللحديث بقية مع موضوع آخر ... |
سوف نتحدث عن :
الثوم The Ail تعريف : نبات معمر من فصيلة الزنبقيات التي منها البصل والهليون والزنبق والكرات وغيرها ، إشارة إلى مذاقه اللاذع ، وسامه بالعربية الفصــحى ( الفوم ) ، والثوم ) وكلمة ( الفوم ) بضم الفاء ، وردت في سورة البقرة من القرآن الكريم .. ( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد ، فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها .. ) . وورد ذكر ( الثوم ) في أحاديث نبوية أمر فيها النبي من يريد أكله أن يُميتَه طبخاً ، كما أمر آكله نَيِّئاً أن يتجنب دخول المسجد لئلا يؤذي المصلين برائحته الكريهة . يلفظ اسم ( الثوم ) في العامية الشامية والمصرية ( التوم ) ، وهذا مأخوذ من الاسم الفرعــوني ( حتتوم ) . الثوم في التاريخ : عرف الثوم منذ القديم ، واستفاد البشر من خصائصه من القرن الخامس قبل ميلاد المسيح ، والنقوش المحفورة على هرم الجيزة الذي بني منذ 4500 سنة ، تذكر أن فصوص الثوم كانت توزع على العمال الذين عملوا في بناء الأهرامات ليأكلوها قبل البدء في العمل ، فتعطيهم القوة وتحفظهم من الأمراض . وكان الفراعنة يقدّسون الثوم ويحرّمون مضغه ، ويعتبرون ذلك جريمة ، ويبتلعون الفصوص تكريماً لها ، كما كانوا يقدمون الثوم قرباناً لآلهتهم . وكان اليونانيون يكرمون الثوم ، ويقدّمونه قُرباناً إلى مذبح ( هيكات ) لطرد الأرواح الشريرة منه ، وورد ذكر الثوم في مسرحيات ( اريستوفان ) ، ومدح العالم الروماني ( بليني ) فوائده في علاج بعض الأمراض ، ونصح بوضع عقود منه في أعناق الأطفال لحفظهم من العين والشر ! وللحديث بقية >>> |
|
الثوم عند العرب :
وعرف العرب الثوم منذ القديم ، فأشاروا إليه في كتاباتهم الطبية ، ومما قاله فيه الشيخ الرئيس ابن سينا : ( الثوم ملين يحل النفخ جداً ، مقرح للجلد ، ينفع من تغير المياه ، ورماده إذا طُلي بالعسل على البهاق نفع ، وينفع من داء الثعلب ، ومن عرق النسا ، وطبخه ومشويه يسكن وجع الأسنان ، وكذلك المضمضة بطبيخه . ويصفي الحلق مطبوخاً ، وينفع من السعال المزمن ، ومن أوجاع الصدر من البرد والجلوس في طبيخ ورقه يدر البول والطمث ، وشرب مدقوقة مع العسل يخرج البلغم . وقال ( القزويني ) في كتابه ( عجائب المخلوقات ) : ورق الثوم يمضغ ويجعل على العين الرمدة أنفع لها من كل ذرور ، وإن مضغ مع العسل وطلي به الوجه ذهب شِقاقُه وكلَفُه . وقال فيه ( ابن البيطار ) : محرك للريح في البطن ، والسخونة في الصدر ، وفي الرأس والعين . يلين البطن ، ويخرج الديدان . وقالوا : إن طبخه يخفف حرارته وحدته ، ويصلحه الحوامض والأدهان واللحوم السمان . ومما يذكر أن عرب الصحارى البعيدة المنقطعة كانوا يعلقون الثوم في أعناق الأطفال علاجاً للإسهال والديدان المعوية وللوقاية من الأمراض الأخرى ، ويجددونها كلما ضعفت رائحتها . وللثوم بقية >>> |
الثوم في الطب الحديث :
تستعمل من الثوم ـ في المآكل وفي الطب ـ فصوصه البيضية المحدبة الظهر ، ولدى تحليلها تبين أنها تحتوي على 25% من زيت طيار فيه مركبات كبريتية ، كما يحتوي على 49% بروتين ، و 0.2 دهن و 22 فحمائيات ، 0.47% أملاح ، و60% ماء . ولـدى إجـراء التجارب عليه ظهر أنه : مطهر معوي ، ومنبه معدي ، موقف للإسهال المكيروبي ( يؤكل بلعاً على الريق ، أو يستعمل فص أو فصان تحميلة ) ، يؤكل مع اللبن الرائب ـ لتطهير الأمعاء ومعالجة السعال ، والربو ، والسعال الديكي ، وهو يطرد الأرياح ، ويفيد الأعصاب ، وينشط القوة الجنسية ، ويفيد دهوناً في أمراض الصدر وصعوبة التنفس ، وسقوط الشعر ( تقطع الفصوص وتوضع في وعاء وتُغطى بكمية من الفازلين أو الدهن النقي ، ويُغطى الوعاء ويوضع في ماء ساخن مدة ساعتين ثم يهرس ويمزج جيداً فيكون منه مرهم يدهن به مكان الألم ) . والثوم معرق ، ومدر للبول والطمث ، ومطبوخة بالماء أو الحليب يفيد ـ شرباً ـ في الحصى الكلوي والمغص ، ويستعمل لخفض ضغط الدم فص واحد على الريق يومياً ( وكان الفراعنة يدقونه في الزيت ويتركونه مغطى في الشمس أربعين يوماً ويتناولونه ـ باعتدال ـ لتصلب الشرايين وضغط الدم ) . واستعمل عصير الثوم في حالة السل الحنجري شرباً ، والسل الرئوي نشوقاً ، كما وصف مع الخل المعقم ضد الجروح وإنتاناتها ، ولإثارة العُطاس ، وكواقٍ من الطاعون ، وقاتل للجراثيم ، وقضمه ببطء يمنع انتقال عدوى الرشح ، ويحفظ البلعوم واللوزتين من الالتهاب ، ويمنع تجمع الكولسترول على جدران الشرايين ، ويطرد الديدان . وأخذ مائة غرامة منه مع 200 غ من الماء و 200 غ من السكر ، لشفاء أوجاع المعدة والأمعاء الناتجة عن الإسهال . وفي حالة السعال الديكي يفيد دهن أسفل الرجلين والعمود الفقري بمسحوقه ، ومسحوقه يوضع لبخات على مسامير الرجل فيزيلها . ويحضر منه مستحضر طبي معروف باسم ( الانيودول ) ( يستعمل من الخارج كمحمر ومهيج للجلد ) . ويستعمل الثوم بمفرده ، أو مع البقدونس وزيت الزيتون لطرد الحصى والرمل . ويصنع منه شراب يستعمل ضد السعال ( تقشر فصوص الثوم وتقطع ويضاف إليها ملعقتان من العسل الأسود ويترك مدة ثلاث ساعات ثم يصفى ويحفظ لاستعماله عند اللزوم . هذا ، وقد أعلن الطبيب الأستاذ : هانزرويتر الألماني أنه تأكد له أن الثوم ينقي الدم من الكولسترول والمواد الدهنية ، وأنه يقتل الجراثيم التي تسبب السل والدفتيريا ، وفي بعض الحالات كان أشد فعالية من البنسلين وبعض المضادات . وجاء في نتيجة أبحاث حديثه أجراها علماء روس : أن الأبخرة المتصاعدة من الثوم المقشر أو المقطع تكفي لقتل كثير من الجراثيم دون حاجة إلى أن يلمسها الثوم ، وشاهدوا أن جراثيم الزنتارية والدفتيريا والسل تموت بعد تعريضها لبخار الثوم ـ أو البصل ـ لمدة خمس دقائق ، كما أن مضغ الثوم مدة ثلاث دقائق يقتل جراثيم الدفتيريا المتجمعة في اللوزتين . وأكل الثوم ـ أو استنشاق رائحته ـ ينفذ إلى الدم بطرق المعدة أو التنفس ، ويظل محتفظاً بتأثيره في إبادة الجراثيم بضع ساعات ، كما له تأثير في الجراثيم التي تسبب تقيحات الجروح ، والالتهابات والأمراض التسممية . وكما للثوم هذه الفوائد الكثيرة التي ذكرت ، فإن الإكثار منه يؤدي إلى أضرار ، منها : زيادة ضغط الدم ، الضرر للنساء الحاملات ، الضرر للأطفال لمفعول الكاوي ، ولذا ينصح باستعماله بمقادير معتدلة . وللثوم بقية >>> |
قيمة الثوم الغذائية :
الثوم تابل من التوابل الهامة التي تضاف إلى المآكل لتطييب طعمها وتحسين نكهتها ، وهو يحتوي على عناصر مطهرة ومعقمة تتركز في خلاصة كبريتية مؤلفة من الكبريت وأكسيد الآليل ( جذر المركبات المكتشفة في روح الثوم ) ، وهي التي تعطيه رائحته الخاصة التي يستطيبها بعض الأشخاص ويأنف منها آخرون . هذه العناصر الطيارة تترك في الفم ( رائحة الثوم ) القوية التي تشعر بتناول هذه المادة الحريفة اللاذعة . ومع أن الثوم مادة مغذية ، فهو عسير الهضم ، مهيج للمعدة والجهاز البولي ، ولذا يمنع عن المصابين بضعف المعدة والهضم والكلى والمثانة ، كما يمنع عن المرضعات ، لأن رائحة الثوم تختلط بالحليب فيأنفه الطفل . أما غير هؤلاء فيمكنهم تناول الثوم للاستفادة من فوائدة الطبية . وللثوم بقية >>> |
وصفات مفيدة من الثوم :
ـ إن الثوم الغض ليس له الطعم الموجود في اليابس ، ولذا يجب حفظه في رزم تنتشر في مكان حسن التهوية والجفاف . ـ إن القشور التي تغطي فصوص الثوم تحميها من العفن فيجب أن يحتفظ بها . ـ إن الاحتفاظ بالثوم طويلاً يجعله مخرشاًَ ، ويعرف ذلك من اصفرار قشوره الخارجية ، وسقوطها ، وخروج براعم خضر من فصوصه ، وهذا عسير الهضم ، وأحياناً يكون مؤذياً . ـ هناك وصفات كثيرة للخلاص من رائحة الثوم ، منها تناول حبات غضه من الفول ، أو حبات من البن ، أو الكمون ، أو الينسون أو الهيل ، أو عروق من البقدونس ، أو قطعة من الجوز ، أو تفاحه . ـ الثوم النيئ أسهل هضماً من الثوم المطبوخ مع مأكولات فيها دهن أو لحم . ـ حساء الثوم غذاء ودواء ، وتصنع بطبخ أربعة رؤوس من الثوم في 500 غرام من الماء لمدة نصف ساعة ، ويضاف إليها قليل من الزعتر الأخضر فيزيد ذلك في خواصها المطهرة والمعقمة . ـ إضافة فص من الثوم إلى قليل من الحليب المغلي يفيد في علاج السعال العادي والديكي ، ويطرد الدود من معد الأطفال ، ويشفي المغص . ـ هرس فصين من الثوم ونقعهما في ماء مغلي طوال الليل وشربهما في الصباح على الريق ـ يفتح الشهية . ـ تناول قطعة من الخبز على الريق مع قليل من الزبد وفص ثوم مهروس يزيل توتر الشرايين . وللحديث بقية عن موضع آخر بإذن الله |
سوف نتحدث عن موضوع مهم جداً ومادة غذئية مهمة في حياتنا اليومية
العسل تعريف : هو المادة الصافية التي تخرجها النحل من بطونها ، ويُعرف ـ علمياً ـ بأنه : مادة حلوة ينتجها النحل من عناصر سكَّرية تفرزها أزهار بعض النباتات ، فيمتصها النحل ويصنعها في جسمه ، ويخرجها سائلاً يضعه في ثُقْب مهيّأة يصنعها من الشمــع تسمى ( النَّخاريب ) تعدها النحل لتمجّ العسل فيها ، وتسترها بغطاء رقيق من الشمع ، ولذلك سمي العســـل (( مُجاج النحل )) وسميت النحل (( المُجج )) لأنها تمج العسل من أفواهها ، أي ترمي به . ـ العسل في اللغة العربية .. وفي اللغة العربية تستعمل أسماء عديدة للعسل يظن أنها مترادفة ، والصحيح أن لكل أسم معنى يشير إلى خصائصه وصفاته . فكلمة العَسَل تعني : الصافي مما تخرجه النحل من بطونها . وكلمة ( الشَّهِد ، الشُّهد ) تعني : العسل المختلط ما دام لم يعصر من شمعه . وكلمة ( الضّرَب ) تطلق على : العسل الأبيض الغليظ . وكلمة ( الذَّوْب ) تطلق على : العسل الخالص من أية شائبة . وكلمة : ( الأَرْي ) تطلق على : عمل النحل ( وهو صنع العسل وإخراجه ) ، كما تطلق على العسل نفسه . ويطلق على العسل أيضا : ( رحيق النحل ) أي الصافي والخالص من منتوج النحل . والعرب ـ في لغتها ـ تُذَكِّر لفظ العسل وتُؤنِّثه ، وكان التأنيث أكثر في الشعر القديم ، أما التذكير فلغة معروفة ومتداولة أكثر في العصور الحديثة . تجمع كلمة ( العسل ) على : أَعْسَال ، عُسُل ، عُسُول ، عُسْلان . وعسل النحل هو المنفرد بالاسم دون ما سواه من الحلو المسمى به على التشبيه ؛ فإذا قيل العسل ، ذهب الذهن رأساً إلى عسل النحل ، أما إذا أريد غيره من الحلو فلا بد من ذكر النوع ، مثل : عسل الرُّطب ، عسل التمر ( أي الدبس بالعامية ) ، عسل قصب السكر . والمعروف عند العرب أنها تسمي كل ما تستحليه (عسلاً) سواء أكان من المأكولات أم غيرها . ـ تاريخ العسل مع الإنسان تعود معرفة الإنسان إلى أقدم العصور ، وربما يكون قد عرفه منذ وجد على سطح الارض لما في العسل من مغريات تجذبه إلى تذوقه واستعماله . وأقدم الكتب التي تحدثنا عن العسل يعود إلى ما قبل ثلاثة الآف سنة قبل ميلاد المسيح ، فهي منقوشة على آثار فرعونية تشير إلى اشتيار الانسان العسل من خلايا النحل ، كما وجدت مقادير من العسل في مقابر فرعونية ، لم تفسد ، وإنما تحوّل لونها ـ فقط ـ إلى لون كامد مسود ، وعثر على ملاعق في برميل عليها آثار العسل من أيام الفراعنة ، والمعروف أن الفراعنة كانوا يحنطون جثث موتاهم بالعسل وكان الرومانيوم واليونانيون يستعملون العسل لحفظ اللحم . والرياضي اليوناني ( فيثاغوراس ) نصح تلاميذه بأن يتغذوا بالعسل والخبز . وبإيجاز : إن الشعوب كلها عرفت للعسل قيمته ، وجميع الأديان أوصت بتناول العسل . وللعسل بقية >>> |
|
ـ العسل عند العرب : ـ عرف العرب العسل والنحل منذ زمن بعيد ، وفي العصر الإسلامي ورد ذكر النحل في القرآن الكريم في سورة النحل ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) آية 68 ( ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) آية 69 ) . ورويت عن النبي محمد ( ص ) عدة أحاديث عن العسل ، منها : ـ نْعم الشرابُ العسلُ ، يرعى القلب ويُهبُ بردَ الصدرِ . ـ إن كان في شيء من أدويتكمُ خيرٌ ، ففي : شرطة ـ محجمٍ ، أو شرْبةِ عَسلٍ ، أو لذعةٍ بنار تُوافق الدواءَ ، وما أُحِبّ أن أكتوي . ـ عليكم بالشفاءَين : العسلِ والقُرآن . ـ من لعق من العسل ثلاث غدواتٍ كلَّ شهرٍ ، لم يُصبُــه عظيم البلاءٍ ، (( الغدوة : أي النهار )) . وروي : أن النبي ( محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم كان يشربُ العسل على الريق . كيف يصنع النحل العسل : تنطلق النحلة ( العاملة ) من خليتها التي بنتها مع زميلاتها بمهارة هندسية عجيبة أو من الوكر ـ في شجرة أو صخرة ـ الذي أتخذه النحل مأوى له ، وذلك مع إشراقة النهار الأولى ، فتمر في طريقها بكل زهرة أو نبته ـ تصادفها ، فتمتص من رحيقها ( المادة الحلوة الموجودة فيـها ) الذي تقدمه لها بسخاء ، وبدون ممانعة ، لأن التعامل بينهما يقوم على أخذ وعطاء .. تأخذ النحلة الرحيق ، وتعطي النبتة عملية التلقيح .. وهذا الرحيق يكون ـ في البدء سائلاً مائياً سكرياً رقيقاً جداً ، وهو يختلف في مواده بين زهرة وأخرى ، والنحلة تعرف ذلك تماماً ، فتقصد الزهرة ـ أو النبته ـ التي تعطيها المواد الأفضل ، ويقدر ما تحمله في كل رحلة من رحلاتها اليومية البالغة ستين رحلة ـ بنقطة صغيرة ، ويبلغ مجموع ما تجمعه في اليوم عشرة غرامات من العسل زارت لأجلها زهرات ونبتات يتراوح عددها بين 500 إلى 1100 زهرة . تجمع النحلة الرحيق الذي تمتصه في (( كيس العسل )) الموجود في جسمها ، وفي هذا الكيس خمائر وعصارات تحوّل السكر العادي إلى سكر بسيط ، وبذلك يتغير الرحيق إلى عسل غير ناضج ، كما تجري تحولات أخرى معقدة ، يجري هذا كله خلال طيران النحلة بين الزهور والنباتات ، وخلال عودتها إلى الخلية . وعند الخلية تسلم النحلة العاملة ما حملته إلى زميلة أخرى تنتظرها وتعود هي إلى الجني ، أو يقنع حملــهــا فـــي عـــين من عيون قرص الشمع . وفي هذه المرحلة يمـر ( العسل غير الناضج ) في طريق طويل قبل أن يصبح ناضجاً وتغلق العين بالشمع عليه ، ليأخذ شكله النهائي . إن الجهد الذي يبذله النحل لملء قرص واحد بالعسل يقتضيه قطع مسافة تزيد على ثلاثين مليون كيلو متر قام خلالها بأربعين ألف رحلة ذهاباً وغياباً ، وكيلو العسل يحتاج إلى عمل 300 نحلة تقوم بأربعين ألف سفرة !!! وللعسل بقية >>> |
صفات العسل وطرق غشه : تختلف صفات العسل باختلاف البلاد الآتي منها ن والفصول ، ونوع النحل ، والنباتات التي يطوف عليها ، وأحبها إليه : البرسم ، والزيزفون ، والنعناع ، وأكثر أشجار الحمضيات . إن العسل النقي سائل صاف ، وهو حلو مقبول ورائحته عطرية ،والأسمر طعمه حِريّف ورائحته غير مقبولة . وأجودهم للأكل الأبيض الصافي ، أو الأزرق الصافي الخالي من الحدة والحرفة وكراهة الرائحة ، وأما المر الأحمر الثخين المتقطع والأسود واليابس فرديء كالعتيق . وأجوده الربيهي ، ثم الصيفي ، وأردأه الشتوي . يباع العسل مصفى وبشهده ، ويندر أن يكون المصفى غير مغشوش بمــادة الغلـوكوز ( سكر العنب ) الذي يباع بأقل من نصف قيمة السكر . ويغــش العسل بالدقـيـق المحمـص ، ويعـرف بواسطة ( الكحول ) الضعيف حيث لا يرسب فيه ، كما يغش بالنشا أو الدقيق غير المحمص ، فيزيل منه خاصة سيولته بالحرارة وعدم ذوبانه بالماء البارد ، ويكتسب اللون الأزرق بمادة اليود ؛ وبذلك يعرف هذا الغش . كان العسل يستعمل عند القدماء بمنزلة السكر ، فكان قاعدة لشرابهم ولا يزال حتى الآن عند بعض الأقوام ، كما يحضِّر بعضهم منه سائلاً كحولياً . ويمكن حفظ العسل زمناً طويلاً إذا أذيب وأصبح سائلاً ، وإذا وضع في وعاء من البلور ( الزجاج ) ، أو الفخار ، أو البورسلان ، وفي مكان بعيد عن الهواء والنور . قيمة العسل الغذائية : وصف العسل بأنه غذاء منشط جداً ، وهو يعطي ( 300 ) سعره حرارية في كل 100 غرام ، وهو غذاء ذو قيمة كبيرة بحجم صغير . والكيلو الواحد منه يعادل في تغذيته خمسة كيلوات من الحليب ، أو 26 موزة ، أو 60 برتقاله ، أو 50 بيضة ، أو11.750 كيلو غرام من لحم العجل ، أو 12 كيلو من الخضراوات والمواد السكرية الموجودة فيه هي سكاكر سهلة الهضم ، وهو يقدم لعضلات الجسم نشاطاً سريعاً وقوياً . ويقول عنه الدكتور ( كارتون ) : إنه غذائي حيوي ، معدني معطر ، ذو خمائر مفيدة للهضم ، وعطره يفتح الشهية ، وما فيه من الحديد يكافح فقر الدم ، والفسفور فيه ينشط الخلايا الدماغية . وفيتامينات ( أ ، ب ، ج ) فيه تجعله غذاء ناجحاً لتغذية العضلات وإنمائها وحمايتها . وقد أشادت الدكتورة ( بربارا كارتلاند ) في كتابها ( سحر العسل ) بفوائد العسل ، ونصحت لمدراء الشركات بأن يقدموا لعمالهم وجبة كل صباح فيها مقدار كاف من العسل ، فإن يضاعف نشاطهم ويزيد إنتاجهم ، وأشارت في كتابها إلى أن المسلمين كانوا أول من عرف قيمة غذاء العسل وفوائده العلاجية بفضل ما ذكره قرآنهم عنه . ووصف العسل بأنه سريع الهضم والتمثل في الجسم ، لأنه سبق أن هضم في معد النحل ، ولأنه لا يتعب الكبد كما تتعبها النشويات والسكاكر التجارية . والعسل غذاء مركز يتمثل في الجسم بسهولة ، ويمنحه الدفء والحركة والنشاط ، وينفع في مداواة علل كثيرة ، وخصوصاً في أمراض الرئة والحلق والمثانة ، وهو ملطِّف ومسهل خفيف. إن العناصر المغذية في العسل تؤلف 80% من تركيبه ، وقيمته الغذائية تفوق أنواع السكاكر والحلويات والمربيات والزبدة . وهو يحوي عناصر شافية مستخلصة من الزخور والنباتات وتتضمن قوة حيوية عظيمة لا تفسد بسهولة ، كما هو شأن بقية المنتوجات الطبيعية . وللعسل بقية >>> |
رأي الأطباء العرب : وفي الطب الحديث تبين من تحليل العسل أنه يحوي عناصر ثمينة كثيرة ، أهمها السكاكر ـ التي أكتشف منها حتى الآن نحو ( 15 ) نوعا فقط ، والبروتين ، والمعادن ( الحديد ، النحاس ، الكبريت ، البوتاسيوم ، المنغنيز ، الفوسفور ، الكلور ، الصوديوم ، الكلسيوم ، السليكيا ، السيليكون ، المنغنيزيوم ) ، وفيتامينات ( ب1 ، ب2 ، ب5 ، ب6 ، ج ) ، والخمائر ، والنتروجين ، والحوامض ، والزيوت الثيرية ، والمواد القطرانية . وفي الطب الحديث تبين من تحليل العسل أنه يحوي عناصر ثمينة كثيرة ، أهمها السكاكر ـ التي أكتشف منها حتى الآن نحو ( 15 ) نوعا فقط ، والبروتين ، والمعادن ( الحديد ، النحاس ، الكبريت ، البوتاسيوم ، المنغنيز ، الفوسفور ، الكلور ، الصوديوم ، الكلسيوم ، السليكيا ، السيليكون ، المنغنيزيوم ) ، وفيتامينات ( ب1 ، ب2 ، ب5 ، ب6 ، ج ) ، والخمائر ، والنتروجين ، والحوامض ، والزيوت الثيرية ، والمواد القطرانية . وهنا نسرد بعض أقوال كبار الأطباء في العالم اليوم عن فؤاد العسل : - قال الطبيب الشهير الدكتور جافس Dr.Jarvis في كتابه طب الشعوب : - ( إن التجربة المحققة قد أثبتت أن البكتريا لا تعيش في العسل ؛ لا حتوائه على مادة البوتاس ، وهي تحرم البكتريا الرطوبة التي هي مادة حياتها . ) ويقول : لقد وضع الدكتور ( ساكيت ) استاذ البكتيريا في كلية الزراعة فـي ( فورت كولنز ) أنواعاً من جراثيم الأمراض في قوارير مملوءه بالعسل الصرف ، فماتت جراثيم التيفوئيد بعد ثمان وأربعين ساعة ، وما تت جراثيم النزلات الصدرية في اليوم الرابع ، وجراثيم الزنتارية بعد عشر ساعات ، وجراثيم أخرى بعد خمس ساعات . وأثبتت تجارب أجريت في ( معهد باستور ) بفرنسا : أن العسل مُعقِّم ، ومضاد للفساد ، وأن أي جرثوم لا يستطيع أن يعيش فيه طويلاً ، لأن درجة تركيزه تجذب الماء من أجسام الجراثيم فتبددها . وتبين من أبحاث جرثومية أجراها أطباء وعلماء كبار في روسيا أن العسل لا يفسد ولا يتعفن إذا كان في وعاء مفتوح ، لأن فيه مادة لا تمكن الجراثيم أو الفطور التي يأتي بها الهواء أن تنمو ف يالعسل ، وأن العَصَويَّات التيفية لا تعيش فيه أكثر من 48 ساعة ، والزحارية تموت خلال 10 ساعات ، وعصيات السل يوقف تكاثرها . وللعسل بقية >>> |
فوائد العسل في العلاج : وصف العسل ـ نتيجة أبحاث طويلة ودقيقة ـ بأنه ذو تأثير مدهش في بناء جسم الطفل إذا خلط بلبن المرضعة أو غيره ، فهو يقوي الرضيع ، ويساعده على النمو ، ويطهر جسمه ، ويسهل وظائف أعضائه . وثبتت فائدة العسل في معالجة الجروح المتقيحة ، والتقرحات الجلدية ، والتهاب الغدد العرقية ، والعظم والنّفْي ، والحروق ، وذلك بدهنها بالعسل ، وعولجت الدمامل والحميرة والخبيثة بدهنها بالعسل عدة مرات في اليوم بعد تشطيب المكان المصاب ليدخل العسل إلى مكان الداء . ويوصف العسل اليوم كأحسن علاج لحفظ حيوية الجلد ، ونضارة الوجه ، وقوة الشعر وجماله ولمعانه . يفيد العسل ـ خاصة ـ المفكرين ، وكبار السن الضعفاء ، والأطفال الرُّضع ، وفي مرض البلاغرا المتصف بخشونة الجلد أو الاضطرابات الهضمية والعصبية . وهو يثبت الكلس في العظام ، ويحمي من الكُساح ونخر الأسنان ، وتقوس الساقين ، وينظم حركة التنفس ، ويفيد المصابين بأمراض الصدر ، ويلين ، ويلطف صعوبة البلع والسعال وجفاف الفم ، ويقي من فقر الدم . وهو ينفع الكبد والكليتين والالتهابات في المعدة ، والسل الرئوي ، وضيق النفس والنزلات الصدرية ، ويفيد في الأمراض التي تصيب الكليتين مصحوبة بالصديد ، كما يفيد في حالات سوء الهضم ، والقرحة في المعدة . والعسل منوِّم ومقو ، وذو فائدة عظيمة في الأمراض الباطنية ، وأمراض المسالك الهوائية وهو يلائم كل الأمزجة . وتحدث الطبيب ( جارفس ) عن مزايا المادة السكرية في العسل ، فقال : إنها لا تهيج جدران قناة الهضم ، وهي سريعة التمثيل ، وتتحول سريعاً إلى طاقة بدنية ، وهي مناسبة للمشتغلين بالألعاب الرياضية ، وهي من بين أنواع السكريات ـ أوفقها للكليتين ، وهي مهدئه ملطفة ومساعدة طبيعية لعملية الهضم . وللعسل بقية >>> |
غذاء ملكة النحل : يطلق على أسم (( الشَّهد الملوكي )) على غذاء ملكة النحل ، وهو الإفراز الغددي الذي تخرجه صغيرات النحل من ريقها وغدد فمها ، وتغذي به ( ملكة النحل ) من ساعة تكوينها إلى يوم زوالها . والمعتقد أن هذا الغذاء العجيب هو الذي يجعل ( الملكة ) تعيش ستة أعوام ، بينما النحلة العادية لا تعيش أكثر من بضعة شهور ، وهناك شيء أهم هو أن الملكة لتبيض بضعة آلاف بيضة يومياً ـ ما يعادل ثقل جسمها ـ وهذا ما حمل العلماء على درس ( الشهد الملوكي ) درساً عميقاً وأن يجربوه كغذاء وعلاج ، ويحاولوا اكتشاف أسراره . وكانت أول حصيلة للدراسات الجديدة التي قام بها عدد كبير من الأطباء والاختصاصيين أن أعلنوا في سنة 1959م ، ( أن الشهد الملوكي يجب أن يعتبر غذاء ممتازاً ، مجدداً للحيوية ، ولا شيء غير ذلك ...) وعلى هذا ، اشترط أن يكون ما يؤخذ منه مقدار كاف يتراوح بين خمسة ، وعشرين ميليغراماً في اليوم . وذكرت تلك الدراسات أن ( الشهد الملكي ) يفقد خواصه الحيوية بعد ساعتين من خروجه من الخلية . وعلى هذا ، فإن الذين يقومـون بتربية النحل أخذوا يعملون لاستثمار هذا ( الكشف العجيب ) بطرق ووسائل توصل ( الشهد الملكي ) ـ في الوقت المحدد ـ إلى المحتاجين إليه من المرضى الراغبين في الشفاء ، والشيوخ الطامعين بالحياة الطويلة ، والنساء الساعيات وراء الجمال . وفور الإعلان عـن النتائج المشجعة التي أظهرت أن ( الشهد الملكي ) يحوي مجموعة من الفيتامينات والهرمونات المقوية والمنبهة ، وقد جرب على الحيوانات ، واستعملت للإنسان ـ كمقو ومجدد للغدد والأنسجة ـ فأعطى نتائج حسنة للضعفاء ومتعبي الأعصاب والغدد ـ سارعوا إلى اتباع الوسائل التي تكفل اخراج ( الدواء الثمين ) من الخلية وحفظه في حالات خاصة تضمن احتفاظه بخواصه المدة المحدودة له . وعلى هذا ، نرى الآن في المؤسسات الغذائية صناديق يحوي كل واحد منها ثلاث حقن صغيرة مملؤه بالعسل وثلاثة أنابيب من الشهد الملكي الثمين ، وكل واحد من الحقن يضاف إلى واحد من الأنابيب فيؤخذان لمدة ثمانية أيام ، وتكرر العملية ذاتها لاكتمال ثلاثة أسابيع ، وهكذا قيل إن الشهد الملكي اصبح يُثدَّم لطالبية حين يريدونه ، ويكون محتفظاً بخواصه العجيبة . وهكذا ، يعالج اليوم بالغذاء العجيب : الضعف والشيخوخه ، وتصلب الشرايين والشعور بالتعب وفقر الدم . ويجيب العلم : أن فاعلية ( الشهد الملكي ) تنقص تدريجياً مهما كانت طريقة حفظه جيده ، وكذلك تعاطية بطريق الفم يفقده كثيراً فاعليته بتأثير عصارات الهضم في محتوياته من الهرمونات الدقيقة التركيب ، ولا بد من صبر طويل ن وبحث دقيق حتى يمكن الوصول إلى اكتشاف ما خفي من أسراره وخواصة . وللعسل بقية >>> |
سم النحل وشمعه : إن السائل الذي يخرج من بطون النحل ـ من المؤخرة ـ هو ( سم النحل ) تفرزه في الجسم الذي تلسعه دفاعاً عن نفسها . لقد تبين ـ بالبحث والتحليل ـ أن فيه شفاء لبعض الأمراض ، فقد لسع النحل ـ بطريق الصدفة ـ مريضاً بالروماتيزما بجوار مفصله المريض ، وكان عجيباً أن شفي من مرضه بعد اللسع ، فحدا هذا ببعض المختبرات إلى إجراء تجارب على مرض الروماتيزما ، و المرض القطني ، وعرق النسا ، فظهرت نتائج حسنة ومشجعه على استنباط علاج لهذه الأمراض من ( سم النحل ) . وجرَّب الطبيب الأمريكي الشهير ( إيكارت ) علاج لسعة النحل بدهنها بالعسل ، فهدأ الألم ، وزال الورم . والشمع الذي تفرزه النحلة من غدة خاصة بين حلقات بطنها ، يخرج أولاً كصفائح رقيقة صلبة ، تتلقفها النحلة في فمها ، وتمضغها فتلين صلابتها ، ويسهل بعد ذلك تشكيلها في صنع الحجرات الصغيرة السداسية ذات الشكل الهندسي الرائع ، وتخبئ فيها العسل . هذا الشمع كان يستعمله الإنسان قديماً في صناعة شموع الإضاءة ، واليوم يستعمله ـ في الطب ـ أساساً لصنع المراهم والدهانات والكريمات المرطبة ، كما يستعمل العسل قاعدة لصنع مركبات ومعاجين علاجية ، ومسوغات لعمل الحبوب الطبية ، ولإخفاء طعم بعض الأدوية الكريهة . وللسعل بقية >>> |
وصفات طبية من العسل : وفيما يلي مجموعة من وصفات طبية من العسل مفيدة لبعض العلل والآفات : ـ لتقوية الشعر : يمزج مقدار من العسل بنصفه من زيت الزيتون ويسخن قليلاً ، ثم يدعك به الشعر ( مرة في الشهر ) ويغسل بعد وقت قصير . ـ لبشرة الوجه الجافة : يصنع قناع من 40 غراماً من العسل ، و25 من القمح و10 غ من الماء ، ينظف الوجه بالماء البارد ، ثم توضع عليه كمادات دافئة لمدة ثلاث دقائق ، ويصنع قناع من الشاش المفصل بحجم الوجه وتجعل فيه فتحات للفم والأنف والعينين وينشر فوقه المزيج ، ويوضع على الوجه مدة 20 دقيقة ، ثم ينزع ، وتكرر الكمادات الدافئة بضع دقائق ، ويغسل الوجه بالماء . ـ قناع آخر : يضاف إلى دقيق القمح والماء صفار بيضه ، وملعقة صغيرة من العسل ويطبق كالسابق لمدة 20 دقيقة . ( ويمكن إضافة ملعقة صغيرة من زيت الزيتون ) . ـ قناع ثالث : تمزج 50 غرام من العسل بصفار بيضه ـ أو ملعقة كبيرة من القشطة وقليل من الماء ـ ينظف الوجه بزيت نباتي ، ثم يدهن الوجه بالمزيج ، ويغسل بعد ربع ساعة بماء فاتر ، ويغطى بالبودرة . ـ لخشون اليدين : تمزج ملعقة كبيرة من العسل ، بملعقة صغيرة من الجلسيرين ، وقليل من الطحين ، وبياض بيضه ، وتدهن بها اليدين . ـ لالتهاب البشرة وحب الشباب : يمزج مقدار من العسل مبثله من عصير الجزر ويدلك الوجه بالمزيج كل يوم . وأكل هذا المزيج يفيد أيضاً . ـ لالتهاب العين : يمزج مقدار من العسل في ماء الورد وتقطر به العين الملتهبة . ـ للتقوية وتطهير الفم : يغلي ورق الجوز ويحلى بالعسل ، فيحصل شراب مطهر للدم ، ومقو ، يشرب في كل يوم فنجان منه . ـ لالتهاب الحلق والنزلات الشعبية : 100 غ من العسل تمزج بعصير نصف ليمونه أو بمقدار من الحليب الساخن ، أو الشاي ، أو شراب الخردل ، تؤخذ على دفعات وينفع العسل بالماء الفاتر غرغرة . ـ للقرحة والتهاب المعدة : كأس من الماء المغلي ـ أو الحليب ـ يذاب فيه 30 غرام من العسل يشرب صباحاً قبل الطعام بساعة ونصف أو ساعتين ، أو بعد تناول الطعام بثلاث ساعات ، وفي النهار يؤخذ كأس آخر مقدار العسل فيه 40 غرام ، وفي المساء كأس ثالث مقدار العسل فيه 30 غرام ، ويستعمل لمدة شهرين ، ويعاد عند اللزوم . وفي حالة التهاب المعدة تؤخذ المقادير نفسها قبل الطعام أو بعدة بدقائق . ـ للآفات القلبية : تناول سبعين غراما من العسل يومياً لمدة شهر إلى شهرين يفيد المصابين بآفات قلبية شديدة ن ويعيد تركيب الدم إلى طبيعته ، ويزيد نسبة الهيموغلوبين في المقوية القلبية الوعائية . ـ لآفات الجهاز العصبي : تناول 30 غرام من العسل صباحاً و 30 نهاراً ، و40 مساءً يفيد كثيراً في معالجة آفات الجهاز العصبي . ـ لمكافحة الأرق : تناول كأس من الماء الفاتر المحلَّى بملعقة كبيرة من العسل يزيل الأرق إذا شرب قبل النوم بساعة . ـ لتخفيف الوزن : ملعقة من العسل صباحاً بعدها فنجان شاي أحسن دواء لتخفيف الأرق. ـ ضد مرض السكر : تناول ثلاث ملاعق من العسل يومياً على 3 مرات يكافح مرض السكر . ـ ضد أدمان الخمر : تناول ملعقة من العسل صباحاً تمنع من إدمان الخمر . ـ لإراحة المعدة : تناول ملعقة من العسل صباح كل يوم تريح المعدة والأمعاء وتنشط وتدفء وتهدئ . ـ لتسنن الأطفال وتكلمهم : مزج قليل من العسل بعصير الليمون الحامض تدلك به لثة الأطفال لتسهيل خروج الأسنان . ويفيد التدليل به لثات الكبار والصغار ، وتدليل لسان الصبي الذي تأخر كلامه بالعسل مع الملح يجعله يتكلم بفصاحه . ـ ضد النحافة : تؤخذ ملعقتان صغيرتان من العسل في الصباح ، وملعقتان في الساعة العاشرة ، وملعقتان مع الغذاء . ـ ضد القُلاع ( بثور الفم واللسان ) : يؤخذ من مزيج العسل والليمون ملعقة صغيرة تحفظ في الفم أكبر وقت ممكن . ـ ضد الحروق : دهن الحروق بالعسل يسكن الألم ، ويمنع ظهور نفطات ، ويعجل بالشفاء. ـ للمغص الليلي : يسكن الألم أخذ ملعقتين صغيرتين من العسل مع كل وجبة ، ويستمر ذلك حتى معالجة السبب . ـ ضد التبول : يعطى للأطفال ملعقة قهوة من العسل قبل النوم . ـ ضد التعب العضلي : تؤخذ ملعقتان كبيرتان من العسل قبل القيام بأي جهد عضلي ، كما ينصح بتناول الفواكه ، واللبن الرائب ، أو الكريما . ـ ضد الأرق : تؤخذ ملعقة كبيرة من العسل وقت الغذاء ، وإذا لم تكف ، تؤخذ ملعقة من العسل ممزوجة بملعقة من خل التفاح ثلاث مرات ، فيزول الأرق المستعصي بعد نصف ساعة . ـ ضد التهاب الحلق والعيون : يغلي لتر من الماء بضع دقائق ويضاف إليه ملعقة كبيرة من العسل ، يستعمل غرغرة للحلق عدة مرات في النهار ، وكمادات للعيون . ـ ضد الروماتيزما وأوجاع المفاصل والعضلات : يدهن مكان المرض بالعسل ، وتوضع فوقه قطعة قماش من الصوف مدة ساعتين ، وتجدد عنه الحاجة ، وتؤخذ ملعقتان كبيرتان من العسل على الريق كل صباح . وتقبلوا تحياتي إلى أن نلتقي مع موضوع آخر ... >> |
أعود لكم بموضوع له علاقة كبيرة بحياتنا وهو موضوع :
الغِذَاءُ لعل الكثير منا يجهل الغذاء الذي يغني الكثير عن الدواء .. وسوف نتحدث بإسهاب عن هذا الموضوع وهو موضوع الغذاء .. ولعل فيه الاستفادة لنا جميعاً .. إن الحقيقة الثابتة في حياة الإنسان أو الحيوان ـ منذ وجد على سطح الأرض أنه يأكل يتغذى ، وليعيش ، وليس يعيش ليأكل ـ كما يحب بعض الناس أن يخرج الحقيقة عن جوهرها الصحيح .. ولكي يحصل على الغذاء الذي يقيم أوده ، ويحفظ القوة والنشاط في جسمه ، اعتمد إلى أقرب شيء إليه ، وأسهل مادة يحصل عليها ليدفع بها إلحاح الجوع عليه . سيرة الإنسان مع الغذاء : ولما كان الأكل ضرورياً للإنسان لصيانة حياته ، والغاية منه تغذية جسمه ، فقد تغذى أولاً بلحوم الحيوانات التي كانت تحيط به ، وكان يتناول اللحوم النيئة ، ويدل على هذا أن هذه العادة ما زالت آثار منها باقية حتى اليوم عند أقوام متوحشة من قبائل في أواسط أفريقية ، تأكل جثث موتاها نيئة ، ومثلهم من قبائل ( نيام نيام ) يأكلون لحوم الموتى من أعدائهم ، ومن وقع في أسرهم بعد قتلهم ! وكان الإنسان يتغذى أيضا ببعض الفواكه من أشجار الغابات وببعض الأسماك ، ولما استقر في الوديان النهرية واحترف الزراعة كانت المحصولات الزراعية غذاءه المهم مع ألبان الحيوانات ، ورغم تقدمه في سلم الحضارة فقد ظل غذاؤه يختلف بحسب الأحوال الجغرافية ، ونوع الحياة ، ثم موارد الأرض ، وأخيراً المعتقدان الدينية ، كنظام أكل الخضراوات عند البراهمة في الهند ، وتحريم بعض المواد عند سكان بولينيزيا واعتبارها مقدسة يمتنع تدنيسها . وفي أفريقيا كانت بعض القبائل تمنع النساء من حلب الحيوانات الحلوب ، ويسمحون للمرأة بتناول حليب البقر فقط ، وللأولاد بحليب الماعز ، والرجال يتناولون حليب النوق . وقبائل منطقة البحيرات تخصص الحليب للنبلاء ! وللغذاء بقية >>> |
الصناعة تفسد الغذاء : وفي عصرنا الحاضر لا ننسى ما لحاسة التذوق من دور في تفضيل غذاء على آخر ، فالسكر مثلاً قد استغلته صناعة السكاكر أفظع استغلال ، وأصبحت تنتج منه الأصناف المغرية التي ترضي الأذواق ، وإن كانت لا تفيد في الغذاء . وكذلك الدعاية وطرق النشر لعبت ـ وتلعب ـ دوراً كبيراً في جذب الناس إلى صنف دون آخر ، ويروي في هذا الصدد أن بعض تجار اللحوم نشروا في أفريقيا الشرقية دعاية قالوا فيها : إن تناول لحوم الطير والبيض يجعل المرأة ولوداً ، مما يؤدي إلى إضعافها وشيخوختها ، وأكل لحم الماعز ينبت لها ذقناً ! .. فأثرت هذه الدعاية في نساء تلك المنطقة ، وانصرفن عن أكل البيض ولحوم الماعز والطيور الوفيرة لديهن . والإنتاج الكبير للمواد الغذائية ، وسهولة نقلها ، وارتفاع دخل الفرد .. هذه العناصر وغيرها كثير ؛ كان لها أثر عميق في تطوير الغذاء ، وتبديل عادات الشعوب في تناوله ، ولما كانت الشعوب ـ وبخاصة المتخلفة ـ لا تأكل ما يفيد ، وإنما تأكل ما يحبه ذوقها ، أو ما تحب أن تقلد به غيرها تقليداً أعمى ، فقد ازداد إقبالها على ما يرضي الذوق ، وأصبح إنتاج المواد الغذائية ليس لسد حاجة الشعوب الغذائية ، بل لسد متطلبات البيع ، وقد صدق الدكتور ( جان ماير ) أستاذ التغذية في مدرسة الصحة العامة في جامعة هار فارد الأمريكية حين قال : ( إن أكثر الأمراض الخطيرة التي تزداد انتشاراً في العالم اليوم لا ينشأ عن نقص الغذاء ، بل عن تناول الأطعمة الفقيرة بالمواد المغذية ) . إن القسم الأكبر من أغذيتنا ـ اليوم ـ يخضع لمقتضيات التحول الصناعي في المواد الأولية الطبيعية ، مثل : القمح الذي يُطحن وينتج منه الدقيق الأبيض وتحذف منه النخالة التي فيها المواد المغذية الصحيحة ، والخضراوات والفواكه واللحوم والأسماك تخضع لعمليات الطبخ والتعقيم والحفظ في علب معدنية تجعلها عرضة للسموم ، إلى جانب ما فقدته من خواصها ، والحبوب والفواكه والزيتون وفستق العبيد وفول الصويا وعباد الشمس ، تُحول عصاراتها المفعمة بالغذاء الثمين إلى زيوت مصفاة نقية ، أو سمون بيض ناصعة ، وقد خسرت أكثر جواهـرها ، واستبدلتــها بسموم ( الهيدروجين ) وغيرها من وسائل التصفية والتبييض .. وللغذاء بقية >>> |
علاج التعب .. بالأكل : لقد أجرى عالمان كبيران من علماء وظائف الأعضاء في أمريكا هما الدكتوران ( هوارد هاغارد ) و ( ليون غرينبرغ ) من أساتذة ( جامعة ييل ) دراسات عملية طويلة على عمال بعض المصانع ليتبينا علاقة التعب بأصول التغذية ، فأسفرت عن نتائج هامة تلخص بما يلي : 1ـ كفاية العضلات تزداد ازدياداً سريعاً بعد تناول طعام منوع فيه زلال وبروتين ودهن ، وتظل الكفاية ساعة واحدة بعد الطعام ، ثم تأخذ بالهبوط شيئاً فشيئاً خلال الساعات الخمس التالية . 2ـ تناول وجبتين من الطعام في اليوم يبقي الكفاية ضئيلة طول النهار ، وتناول ثلاث وجبات يجعل الكفاية جيدة بعد الوجبة ثم تنخفض تدريجياً . وتناول أربع وجبات يزيد الكفاية عقب كل وجبة ثم تبدأ بالانخفاض . تناول خمس وجبات يجعل مستوى الكفاية عالياً طول النهار . مع العلم أن مقدار الطعام اليومي لم يتبدل في كل الحالات ، وإنما كانت النتائج تظهر بحسب عدد الوجبات . 3ـ اقترح العالمان الباحثان ـ بعد ظهور نتائج دراساتهما العلمية ـ أن يسير الإنسان في غذائه على نظام تعديد الأكلات في اليوم ، ويقترحان أن يتناول بين وجبة وأخرى شيئاً من الطعام ( كوب حليب أو لبن ، قطعة فاكهة أو خضرة ) ، و ألا يريح معدته بإفراغها من الغذاء ، ولا ينتظر من معدته أن تجوع فتطلب الغذاء ، ويقولان : ( إذا شعرت بشيء من التعب أو بإعياء نفسي يصدك عن الطعام ، فكل أي شيء من مقدار ما تأكله في وجباتك ولا تزده ، فالعبرة في توزيع الغذاء ، وليس في زيادته . والتعب الذي تشعر به لا يزول بالراحة بل بالطعام الذي ينعش الجسم ) . وللغذاء بقية >>> |
الهضم لا يتوقف أثناء النوم : وقد ذكر الدكتور ( ادمون روفيه ) أن أحسن طرق الأكل أن يتناول الإنسان في الصباح ترويقة كاملة يحاول تنويع المآكل فيها بين يوم وآخر ، وعند الظهر يتناول شيئاً بسيطاً من الطعام ـ بحسب رغبته وشهيته ـ ويحاول ألا يقطع عمله بتناول الطعام مدة ساعتين أو ثلاث ساعات ولا يتعب المعدة بالهضم ، والجسم بثقل الطعام . وفي المساء ـ خلافاً للمعتاد ـ يتناول وجبة كاملة تتناسب مع تعب الجسم ثماني ساعات متوالية ، وإذا تناول المرء هذه الوجبة بين الساعة السادسة والسابعة مساءً فيكون لديه الوقت الكافي للدراسة أو القراءة أو مشاهدة التلفاز ، أو التحدث إلى العائلة ، وعندما يأوي إلى فراشه ينام بعمق ، وإن من الوهم أن يظن بأن طعام المساء ثقيل على المعدة ، وأن الشغل وحده هو الذي يهضم الطعام ، وأن الهضم يتوقف خلال النوم ، مع أن الواقع خلاف ذلك كله . إن ( المُحرك البشري ) يعمل ببطء أثناء النوم ، ولكنه لا يتوقف .. لقد حسب ما يصرف الشخص من الحروريات خلال نومه ثماني ساعات فبلغ ( 550 حرورياً ) ، فإذا كانت وجبة المساء تعطي ما بين 800 ـ 900 حروري لأنها أخف من وجبة الظهر فمعنى ذلك أن ثلثي حروريات الوجبة المسائية صرفت أثناء النوم ، وهذا يؤكد أن الهضم لا يتوقف في الليل بل يخف بمقدار الثلث فقط عن هضم النهار . وللغذاء بقية >>> |
تأثير الغذاء في الإنسان : أعلن الدكتور ( شانتلو ) الأخصائي في الأمراض التناسلية : أن تجارب أجريت على أشخاص من قبائل الاسكيمو ، فظهر منها أن حجم أولادهم أصبح ثلاثة أضعاف منذ كفوا عن تناول الأسماك واللحوم ، وبعد أن كان الزوجان ينجبان ولداً في كل ثلاث سنوات أصبحا ينجبان ولداً في كل عام . وذلك بفضل استغنائهما عن لحوم الصيد وتناولهما الأطعمة الأخرى . ـ وقال : حدث لبعض الجنود الإنكليز الذين أسروا في اليابان في الحرب الماضية أن أخذت تنبت لهم نهود في صدورهم بسب ما أصابهم من نقص بعض المواد في طعامهم . فلما عادوا إلى بلادهم وإلى طعامهم المعتاد اختفت هذه النهود . ـ ولاحظ العلماء أن ملكة النحل تضع في بعض الأحوال نحو مأتي ألف بيضة ، وتعيش الملكة خمس سنوات ، بينما النحلة العاملة لا تعيش أكثر من خمسة اشهر ، والسبب هو انتقاء غذاء خاص للملكة . ـ وظهر للباحثين أن حليب الأم يحوي من فيتامين ( أ ) خمسة أضعاف ما يحويه حليب البقر ، ولذا من الضروري أن ترضع الأم طفلها ، وإلا فيبقى مفتقراً إلى حاجته من هذه المادة . ـ ويتدرج جسم الإنسان في تأمين مخزونة من هذا الفيتامين ، فيملك البالغ خمسة أضعاف ما يملكه اليافع ، وتنخفض هذه الكمية عندما يبلغ المرء الستين وتعود إلى ما كانت عليه . والمرأة تملك من الفيتامين ( أ ) أكثر من الرجل بسبب استعدادها لخزنه ، ولأنها أكثر من الرجل ميلاً إلى التهام الخضراوات ويختزن الرجل من ( التوكوفيرول ) من 2 ـ 4 غرامات ، بينما تختزن المرأة ضعف هذا الرقم ، وعند الرجل الضعيف جنسياً يقل ( توكوفيرول الدم ) وثبت علمياً أن المتاعب الجنسية تعود إلى سوء انتقاء الغذاء . ـ إن قشرة القمح هي وحدها التي تحتوي المواد الغذائية القيمة ، والرجل السلافي هو أكثر ا لرجال قوة جنسية لأنه يتناول الخبز الأسمر ، والذين يأكلون الخبز الأبيض والمأكولات السكرية والنشوية يكون أكثر أولادهم من الإناث . ـ يظن البعض أن اللحم هو خير غذاء ، مع أن الوحش عندما ينقضُّ على فريسته يهجم على الكبد والقلب والرئتين ولا يقرب اللحم إلا أخيراً ، وقد قدمت لحوم الأفخاذ إلى أسود فظهر عليها الضعف بعد أيام ، وعندما تركت تأكل ما تشاء عادت قوية . ـ ظهر للدكتور الأستاذ ( كاتاز ) الياباني ـ من تجاربه الكثيرة ـ أن الرجال الذين يكثرون من أكل اللحوم والمواد الغنية بالفوسفور يكون أولادهم الإناث أكثر من الذكور ، والذين يتغذون بالخضراوات والفواكه الغنية بالكلسيوم يكون أكثر أولادهم من الذكور . وللغذاء بقية >>> |
تأثير الغذاء في الجمال : ـ للغذاء تأثير كبير في حالة بشرة الوجه وفي الجمال ، ولذا يجب أن يكون الغذاء بسيطا ، سهل الهضم ، حاوياً المواد المغذية ، كما يجب الإكثار من أكل الفواكه الطازجة والخضراوات ، ويجب الحذر من الإمساك فهو أكبر عدو للجمال ـ ويعالج بالتمرينات الرياضية للبطن وتنظيم الغذاء . والتفاح من أحسن الأغذية للبشرة ، فإذا واظبت المرأة على أكل تفاحة على الريق قبل الترويقة بساعة تنحو من ظهور البثور أو البقع في بشرتها ، ويؤكل التفاح بقشرة ، ويمكن الاستعاضة عنه بالبرتقال ، والعنب . ـ ظهر من تجارب أجريت في نيويورك من قبل علماء وأطباء كـــــــــبار أن ( حامض الجيلاتين ) يرفع مستوى ذكاء العقل ، ويقوي العقول الضعيفة ، وهذا الحامض مستخلص من البروتين ، ويجري العمل لتركيب هذه المادة في حبوب تستعمل مع الغذاء . والمواد التي تفيد في هذا المضمار هي : الفسفور ، والكلسيوم ، والمنغنيز يوم ، والليستين ، وحامض الغلوتوميك ، وفيتامينات ب1 ، ب ب PP ، وتوجد هذه المواد بوفرة في : الحليب ، والجبنة ، والسمك ، واللوز ، والجوز ، وحبوب القمح ، والبندق ، والخضراوات ، وخميرة البيرة والفواكه . وللغذاء بقية >> |
أغذية جديدة واكتشافات : يجري العلماء تجارب واسعة لتخليص بعض الأطعمة من المواد والعناصر الضارة . ففي كندا ـ مثلاً ـ يسعى علماء جامعة ( ساسكا تشوان ) إلى تخليص البيض من المواد التي تؤثر في القلب ، وقد استطاعوا إنتاج بيض من نوع جديد له طعم البيض العادي ولا يؤذي القلب .. ففي البيضة الجديدة زيت يغسل القلب والشرايين ويزيل من الدم الشحم الذي كان يسد الشرايين ويؤذي القلب . ـ واكتشف هـؤلاء العلماء أن حبوب زهرة ( عباد الشمس ) تحتوي على زيت Ufa ) الذي يغسل الشرايين ، فوضعوا هذا الزيت في طعام الفراخ وحصلوا على البيض الجديد ـ وتجري تجارب في إنجلترا لإنتاج خراف بلا دهن ولا شحم ، وفي السويد يحاول العلماء إنتاج سمك لا يفسد إذا ترك بلا طهي ثلاثة أيام . ـ ويجري في أمريكا إنتاج غذاء كيماوي كامل من مسحوق أحماض الامينو ( وهي المواد الموجودة في اللحم والحليب والبيض وغيرها من الأطعمة البروتينية ) ، ومن الفوسفات والغلوكوز والملح والفيتامينات ، وسيكون هذا الغذاء مسحوقاً أبيض يذوب في الماء ثم في حبوب صغيرة أو برشامات. وهناك سباق عنيف بين علماء التغذية لانتاج أطعمة كثيرة أوفر غذاء وفائدة . ـ وجرت مؤخراً دراسات كثيرة وواسعة على نبات ( التابيوكا ) الذي يسمى أيضاً مانيو أو مانيهوت فظهرت له قيمة في الغذاء ـ أكثر مما كان يظن ـ كما اكتشفت فيه مواد لها نفع عظيم في مكافحة علل الغدة الدرقية . وللغذاء بقية >> |
الرجوع إلى النبات : وإلى جانب هذا النشاط العلمي لإنتاج أطعمة جديدة ، تنشط في أوربة وأمريكا جمعيات ومؤسسات تدعو لرجوع الإنسان إلى طبيعته الأولى ، القائلة بأنه نباتي في غذائه وتقـيــم دعــواتها على آراء علماء وأطباء قالوا بهذا منهم : ( كوفييه ) العالم الطبيعي المشهور القائل : إن جسد الإنسان مركب بحيث يكون معظم تغذيته من الفواكه وجذور النباتات وأجزائها المائية . ـ والعالم فلونس القائل : إن تكوُّن معدة الإنسان وأسنانه وأمعائه يدل على أنه من أكلة النباتات والفواكه . ـ والدكتور كويناك القائل : لا شك في إمكان جعل البنية في حالة صحية جيدة بالاقتصار على الأغذية النباتية دون سواها . إن العضلات لا تقوى بأكل اللحم ، بل بأكل الخبز والأدهان . لقد كان اليونان يهيئون شبابهم للمصارعة بحصر تغذيتهم منذ الصغر بالتين ، والجوز ، والجبن ، والخبز الخشن . ـ والدكتور هو شار القائل : إن الأغذية النباتية تحتوي من حمض الفوسفوريك على المعدة فهي تهضم في الأمعاء ، أما اللحم فيهضم في المعدة . إن أفضل علاج للنورستانيا هو الاقتصار على تدبير غذائي نباتي لَبَني يُنَقِّي البنية . إن الغذاء النباتي يطيل الحياة لأنه لا يهدم البنية ، ويقي الجسم من الإصابة ببعض الأمراض ، وأكثر المعمرين كانوا من النباتيين . وغير هؤلاء كثيرون يقولون : إن الغذاء النباتي يزيد القوة ، ويساعد على إطالة الحياة ، ويستدلون على ذلك بالحيوانات ذات الأجسام الضخمة كالفيل والجمل والثور ، فهي أقوى الحيوانات وهي نباتية ، والسلحفاة التي تعمر مئات السنين نباتية . وقد ثبت في الدراسات الحديثة ما قيل قديماً وما عرف عن الشعوب التي تعتمد في غذائها على اللحوم : أنها تتميز بسرعة الغضب ، وشدة الاندفاع والقسوة ، بينما الشعوب التي تعتمد على النبات تعرف الهدوء ، وضبط النفس ، واللين ، والرأفة ، في معاملة الناس . وقال الدكتور سوير و يسكي : لا يوجد للدم نقاءه وزيادة قلوياته إلا النباتات . وللغذاء بقية >>> |
الغذاء المطلوب للجسم : ويجمع علماء الغذاء على انتقاد أكثر الأطعمة التي تقدم للإنسان ـ سواء في المطاعم العامة أو في المنازل ، أو في المؤسسات التي تديرها الدول ـ لما فيها من أسواء وأضرار ، وينادون بضرورة احتوائها على المواد اللازمة للجسم ، ويقولون : ( إن لكل نوع من أنواع الأغذية أثراً في الصحة العامة ، والجسم الحي في حاجة ماسة إلى كل نوع منها للحصول على الحرارة ، والقوة ، وترميم العضوية ) . فالنوع الأول من الأغذية ، هو الذي يعطي القوة والحرارة ، ويتألف من : الزيتون ، والشحوم ، والزبدة ، والفواكه الجافة ، والمواد السكرية ، وعصارات الفواكه ، والشكولاته ، وهذه مواد تعطي الجسم القوة والحرارة لتسيير آلته ، وتعوضه عما يفقده من خلايا ، ويضاف إليها مواد متممة تستخرج من الحبوب وأنواع البذور كالخبز الأسمر وغيره . والنوع الثاني من الأغذية : هو النوم المرمم للعضوية ، من اللحم ، والأسماك ، والبيض ، والحليب ، والفاصوليا والبزلياء والعدس وغيره . والنوع الثالث : هو الذي يفيد العضوية ويتمم عمل النوعية الأولى كالفيتامينات والأملاح المعدنية . وهذا يوجد في معظم الخضراوات الطرية كالقرنبيط والجزر والبطاطا والفاصولياء الخضراء والخس ، وفي كافة الفواكه كالتفاح والكمثرى والموز والبرتقال والليمون وما شاكلها . ويقول العالم الغذائي الإيطالي الدكتور ( لوزينا لوزنسكي ) : إن الغذاء للإنسان يجب أن يتألف من أطعمة تحوي : أولاً : البروتين لبناء خلايا الجسد . ثانياً : الحروريات ( من اصل نباتي ) لا يجاد الحرارة في الجسم ( كما نعطي الفحم للآلة ) . ثالثاً : الدهن الذي يعطي الجسم المرونة والقوة . وهناك عناصر مساعدة لا يستغني الجسم عنها هي : الفيتامينات ، والأملاح ، والماء فنقص هذه العناصر ـ أو بعضها ـ يضعف الجسم ، وزيادتها توجد السمنة ، وبعض العلل والأمراض . فعلى الإنسان إذن أن يراعي التوزان بني هذه المواد ليظل محتفظاً بجسم سليم . ويقول : إن وزن الرجل يجب أن يكون بنسبة كيلو لك سنتمتر يزيد من طوله عن المئة سنتمتر ، فالرجل الذي طوله 160 سنتمتراً مثلاً ، يجب أن يكون وزنه 60 كيلو ، أما المرأة فينقص وزنها عن هذه النسبة بمعدل 10% من السنتمترات التي تزيد عن المئة ، فالتي طولها 160 سنتمتراً يجب أن يكون وزنها 54 كيلو . أما الحرور ( الكالوري ) اللازم للشخص ، فهو يعادل 30 ـ 32 حروراً لكل كيلو من الوزن ، فالرجل الذي وزنه 255 كيلوا غراماً يلزمه من الحروريات هذه النسبة : 55× 32 = 1760 كلورياً في اليوم . ويخرج العلماء والأطباء من أقوالهم هذه إلى مطالبة الجهات المختصة بمراعاة هذه القواعد في الغذاء الذي يقدمونه لزبائنهم . وللغذاء بقية >>>> |
وجبة الصباح لدى الشعوب : ويختلف علماء التغذية أيضاً في الوقت الأفضل لتناول الوجبة الكبيرة هل هو الصباح أو الظهر ، ولكل منهم حجة في رأيه ... ويذكرون أمثلة لعادات في هذا الصدد . ـ في فرنسا يقصرون وجبة الصباح على تناول فنجان قهوة بالكريمة ، وقطعتين من رقائق الخبز مع الزبده ، أو فنجان حليب مع الشكولاته ، ونادراً ما يتناولون الشاي ، وكثيرون يكتفون بشرب القهوة . ـ وفي هولندا تتألف وجبة الصباح من قطع من لحم الخنزير ( أجلكم الله ) وبيض غير ناضج وعدة أنواع من المربيات ، وأرغفة خبز صغيرة مع قهوة بالحليب . ـ وفي النرويج تتألف وجبة الصباح من : شرحات رقيقة من اللحم المبرد والسمك المحفوظ ، والبيض والجبن . ـ وفي النمسا : يتناولون القهوة مع قطعتين من الخبز ، والزبدة ، أو قطعتي خبز مع الحليب وأنواع من المربيات . ـ وفي إنجلترا : يتناولون مع الشاي الخبز المحمص ، ومربى البرتقال ، والزبدة ، وحساء الشعير ، والبيض ، مع لحم الخنزير ( أجلكم الله ) ، والنقانق المشوية ، والفطائر . ـ وفي إسبانيا : يتناولون خبزاً مدهوناً بالزبدة ، وحليباً بالشكولاته ، والمربيات وفطائر مقلية . ـ وفي أمريكا : يتناولون القهوة بالحليب ، مع الفطائر المصنوعة من الحبوب أو الذرة ، وقطع الخبز المحمص مع المربيات ، أو عصير الفواكه . ـ وفي الشرق الأوسط : تتألف وجبة الصباح من : عصير الفواكه وقهوة خفيفة ، ولبن رائب ، وجبن أبيض ، وسلطة خضراوات ، وفول مدمس ، عدس ، كبده ... الخ . وللغذاء بقية >>> |
نظام الفرنسيين سيئ : يتفق علماء التغذية على أن نظام وجبة الصباح الفرنسية هو نظام سيء لا يُقبلُ ، لأنه لا يقدم للجسم حاجته من الحروريات اللازمة لذوي الأعمال المرهقة ـ ولذلك قيل : إن ضعف العامل الفرنسي في عمله ناشئ عن طعامه التافه في الصباح ، بينما غيره من عمال أوروبا وغيرهم أقوى منه وأصلب في معاناة العمل . وإذا كان هذا رأيهم في وجبة الصباح فقد جعلوه مثلاً صارخاً للوجبات الأخرى غير الصالحة أيضاً . فهم غير راضيين ـ كل الرضى عن غذاء الشعوب الأخرى ـ كله ، لأنه غير حائز الشروط التي يتطلبها بنيان الجسم ، ولذا كثرت أنظمة الغذاء كثرة عظيمة ، وأصبح لكل عالم نظامه ومدرسته التي يدعو إلى اتباع تعاليمها والتقيد بما تراه صحيحاً ويتفق مع متطلبات الجسم الذي يجب أن يبقى سليماً حتى آخر نفس من الحياة . وهم ـ طبعاً ـ لا يريدون أن يفهم من رفضهم أمثال نظام وجبة الصباح الفرنسية ، أنهم يؤيدون أنظمة الشعوب الأخرى التي تتناول طعاماً كثيراً غير مركز ولا متوازن ، وإنما هم يؤيدون رأي زميل لهم سابق هو الدكتور ( غاستون دور فيل ) الذي قال : ( الإفراط في الطعام جرح دام في جسم الإنسانية ) ، كما يؤيدون رأي الفيلسوف الروسـي ( تولستوي ) القائل : ( إننا نأكل ما تتطلبه أجسامنا فتصاب بأمراض عديدة تقصر أمد الحياة ) . إنهم ينطلقون من واجبهم نحو الإنسانية كأطباء ملزمين بالسهر على الصحة العامة ، ومن حرصهم على مال الناس فلا يذهب هدراً على أطعمة لا تحقق للجسم تغذية صالحة بسيطة واقتصادية . وللغذاء بقية >>> |
يقول الطبيب الفرنسي ( أنكوس ) : لو أن الغريزة كانت هي المسيطرة لما سمحت للفم أن يتناول الطعام إلا عند الجوع ، والشراب إلا عند العطش . ولكن ـ مع الأسف ـ لا يعمل الإنسان بوحي الغريزة ، بل بوحي الطمع والرغبة والنهم ، وهذا ما يقوده إلى الإصابة بكثير من الأمراض يكون في غنى عنها لو أنه أتبع الطرق الصحية في طعامه وشرابه ، وعرف كيف يتصرف بأمور معدته تصرفه بأموره المالية والاجتماعية . كيف تكون وجبة الصباح : إن النظام الصحيح للغذاء اليومي يوجب أن تقدم وجبة الصباح للجسم من ألف إلى ألف ومئتي حروري ، ولا يقبل لمن لا يأكل في الصباح عذر يعبر عنه بقوله ( لست جائعاً ) ، وهو لو نهض قبل نصف ساعة من موعد ذهابه إلى عمله وابتلع قدحاً من الماء ، أو قدحاً من عصير الفواكه ، وأجرى تمرينات رياضية خلال ربع ساعة ، لشعر بالجوع و أكل ما يحتاج جسمه إليه . والذي يقول : ( إني لا آكل خوفاً من السمنة ) هو مخطئ في ظنه ، لأن الطعام الذي يتناوله في الصباح يحرقه الجسم كله وبشكل جيد ، ولا يترك منه إلا المخلفات التي تحدث السمنة . ولكن الواقع الذي يحدث هو أن وجبة الصباح ترسخ التوازن في الغذاء ، ولا يأكل في وجبة الظهر كثيراً ، بينما الذي يمتنع عن الأكل في الصباح ويتناول فنجان القهوة ، يجعل معدته تكسل في الهضم ، وتضعف قوته ، ويقل إنتاجه في العمل ، وحين يأتي وقت وجبة الغذاء يكون قد اشتد جوعه ، فيلتهم الطعام الكثير ، فيعجز جهاز الهضم عن القيام بعمله . ويمتد السوء إلى وجبة المساء وإلى النوم القلق المضطرب . إن وجبة الصباح يجب أن تكون أحسن من الوجبات الأخرى ، فتتركب من : خليط مختلف أنواع الغذاء الضروري للجسم ، أي من المواد البروتينية والهيدروكربونية . والدهنية ، والأملاح المعدنية ، والفيتامينات . وهذا التركيب المتوازن يجب أن يحتوي على بيضتين ، أو قطعة لحم وعصير فواكه ، أو فواكه طازجة وحبوب القمح ، أو دقيق الشوفان مع الحليب . وليذكر الإنسان أنه يتناول وجبة يجب أن تكون كافية بعد استراحة طويلة ، وجديرة بأن تقدم لجهد العمل القوة والحيوية والنشاط . وليلاحظ في تناول وجبته أنه يجب الامتناع عن شرب القهوة بالحليب أو الشوكولاته بالحليب ، إذا كان الكبد ضعيفاً ، لأن هذه المواد تتعب خلاياه ؛ فيستعاض عنها بحَساء الحبوب وعصير الفواكه . وإذا كانت الأمعاء سريعة العطب ، فيفضل البسكويت على الخبز الطري الذي يحدث تخمرات في الأمعاء ، كما يفضل عصير الفواكه على الفواكه نفسها ، لأن أليافها يمكن أن تهيج جدران الأمعاء . وإذا كان هناك التهاب مفاصل أو روماتيزما ؛ فيتجنب البيض أو اللحم ، لأن هذه المواد غنية ثالكو ليسترول ، وتستبدل بالمربيات والحبوب وعصير الفواكه . وإذا كان هناك مرض السكر فيعتمد على اللحم والبيض مع خبز خاص بمرض السكر ، ويسمح بالبسكويت والعسل والمربى . وللغذاء بقية >> |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 10:01 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025