![]() |
محمد باقر الصدر..السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق-تأليف احمد عبدالله ابو زيد العاملي
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق http://www.yahosein.com/vb/attachmen...1&d=1313664954 تأليف احمد عبدالله ابو زيد العاملي http://www.yahosein.com/vb/attachmen...1&d=1313664954 http://www.yahosein.com/vb/attachmen...1&d=1313664954 http://www.yahosein.com/vb/attachmen...1&d=1313664954 http://www.yahosein.com/vb/attachmen...1&d=1313664954 موضوع مرتبط قبل استعراض الكتاب حوار مع مؤلف كتاب محمد باقر الصدر..السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=174076 الكتاب تجده هنا دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر : كتب وتسجيلات صوتية وصور http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=172799 |
|
|
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ج1، ص: 17 - 18 كلمة شكر لأشكرنّك إنّ الشكر من أممٍ حقٌّ على حامل المعروف مفروضُ «1» البحتري أيّ شكرٍ به أقوم لقومٍ حمّلوني من الجميل جبالا «2» ناصيف اليازجي __________________________________________________ (1) ديوان البحتري (2) ديوان ناصيف اليازجي. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ج1، ص: 19 إنّ أخلاقيّة البحث العلمي تستدعي الإشارة إلى أنّ الكتاب لم يكن ليصدر بصيغته الحاليّة لولا مساعدة العديد من الأشخاص وتواتر خدماتهم. وقبل سرد أسمائهم، أرغبُ في التوجّه بالشكر الخاص إلى من كان له ارتباطٌ خاصٌّ بهذا المشروع، وأتقدّم بالشكر أوّلًا إلى: ممثَّلًا بمديره العام السيّد نور الدين الإشكوري الذي بسط لي يد جوده، وأطلق عنان عونه، ومنحني وافر ثقته، واضعاً تحت تصرّفي الكامل أرشيفاً معلوماتيّاً ضخماً. * وأشكر إلى جانبه السيّد حامد علي الحسيني الذي بذل على مدى سنين متمادية جهوداً جبّارة في سبيل جمع هذا الأرشيف، فيسّر لي بذلك الاطّلاع على ما أفادني في الكتاب أيّما إفادة. * كما أتوجّه بالشكر الخاص إلى أسرة الشهيد الصدر على حسن استقبالها وعظيم لطفها، وبذلها ما أمكن من مساعدةٍ وإرشاد: زوجته السيّدة أم جعفر الصدر، ونجله السيّد محمّد جعفر، وكريمتيه أم أحمد وأم علي، وقد تفضّلت السيّدات بقسطٍ من وقتهنّ صرفنه في مطالعة الكتاب في مسودّته قبل الأخيرة، متفضّلات بالإضافة والتصحيح بالقدر الذي سمح به الوقت. * ولا يفوتني استنزال الرحمة على روح السيّد عبد الغني الأردبيلي (ره)، الذي أثمرت مثابرته وجهوده مجموعة نفيسة من الوثائق والمعلومات والمحاضرات والتقريرات، والتي كان لها دور بارز في إثراء مواد الكتاب. * وإلى جانب من ذكرت، أتقدّم بالشكر الخاص إلى كلّ من كانت له علاقة خاصّة بهذا المشروع بالذات، دون الأعمال الأخرى المرتبطة بالسيّد الصدر، وأذكر منهم «1»: الدكتور جودت القزويني. السيّد حسين شرف الدين. الشيخ عبد الحليم الزهيري. السيّد علي أكبر الحائري. الشيخ محمّد رضا النعماني. السيّد محمّد الغروي. السيّد محمود الخطيب. وذلك على تفاعلهم الخاص مع المشروع وبذلهم ما أمكنهم في سبيل تطويره وإنجاحه. * ثمّ أتوجّه بالشكر إلى كلّ من أفادني ممّن عاصر الشهيد الصدر (ره) وعايشه، وجاد عليّ بما لديه أو بشيءٍ منه، إضافةً إلى كلّ من أفادني في هذا العمل بنحو أو بآخر، بإعارة كتابٍ أو نقل معلومةٍ أو الإجابة عن استفسار أو تقديم خدمة، أو غير ذلك ممّا ساعد في اكتمال هذا العمل .. __________________________________________________ (1) سأعمد إلى سرد أسماء الأشخاص بحسب التسلسل الأبجدي. |
اللهم صل على محمد وآل محمد قمت بتقسيم الكتاب الى عدة اقسام يسهل تحميلها وها هو القسم الاول من الجزء الاول / القسم الاول http://www.hajr-up.info/download.php?id=8699 الصفحات من 1 ـ 24 ويحتوى على المواضيع التالية الاهداء ايها القاري الكريم كلمة شكر مع وجود الملف بصيغة وورد (هنا) نسألكم الدعاء |
اللهم صل على محمد وآل محمد المصادر والمراجع هناك مصادر الكتاب يجب وضعها قبل التسلسل في عرض نص الكتاب لأن المؤلف يرجع إليها كثيرا في الهامش دون ذكر اسم المؤلف أحيانا أو ذكر الطبعة والمطبعة وتاريخ الطباعة ولذلك يتوجب الرجوع إليها للتوثيق وقد ذكرها في الجزء الرابع من الكتاب http://www.hajr-up.info/download.php?id=8799 وكذلك هناك ملحقات تصب في نفس الغاية الملحقات آثار السيد الشهيد الصدر قدس سره ابرز طبعات كتبه موسوعة تراث الشهيد الصدر ما كتب عن السيد الصدر تواريخ دروسه الاصولية تلامذة السيد الصدر قدس سره http://www.hajr-up.info/download.php?id=8800 ملحق الصور وهناك ملحق الصور منها صور ملونة للسيد الشهيد وصور اخرى للعلماء رحمهم الله تعالى جاءت في الجزء الخامس من الكتاب http://www.hajr-up.info/download.php?id=8801 وفقكم الله تعالى ونسألكم الدعاء وبانتظار الباقي ان شاء الله تعالى |
|
|
|
شفافيّة العرض |
الأمر الخامس |
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 51 الأمر الثامن وأخيراً أشير إلى فائدة الثقافة التاريخيّة ومساهمتها في التخفيف من حدّة الأزمات النفسيّة التي قد يولّدها الاصطدام مع الواقع الخارجي ومعطياته. ودعونا هنا نعرّج مباشرةً على ما يرتبط من الكتاب بهذا الجانب، فإنّنا قد نورد بعض الروايات التي قد لا يستسيغها القارئ- وإن كنّا قد نبّهنا على أنّنا لا نتبنّى كلّ ما نورده- فيردّها لمجرّد تصادمها مع بعض المسلمّات التي لا يصادق على سلامتها الواقع الخارجي. ومنهجنا في التعامل مع أصل الجامع الذي تجتمع حوله الأخبار قائمٌ على حساب الاحتمالات، وإليك بعض النماذج: المثال الأوّل: يحضرني الآن مثالٌ أوردناه ضمن أحداث سنة 1387 هـ: فقد حدّثني الأستاذ محمود سالم صاحب دار الفكر ببيروت بأنّه كان يزور السيّد الصدر (ره) مرّتين في السنة تقريباً، وقد بقي على ديدنه هذا حتّى بعد طلب السيّد الصدر (ره) منه التوقّف عن طباعة كتبه نتيجة بعض الحرج الذي وقع فيه (ره) مع دار أخرى. وذات مرّة وصل الأستاذ سالم إلى منزل السيّد الصدر (ره) عند الظهر في وقتٍ لم يره مناسباً للزيارة، فقصد حرم الإمام علي (ع) ريثما يصبح الوقت ملائماً. وقد تأذّى هناك من مشهد قابضي النذورات وغيرهم من المعتاشين على هذه الأمور. وعندما التقى بالسيّد الصدر (ره) أخبره بما جرى معه، فبادله (ره) استياءه هذا، فقال له: «سيّدنا، أنتم العلماء، أليس من واجبكم الردع عن هذه الأمور؟!»، فتبسّم السيّد الصدر (ره) وأجابه بكلّ شفافيّة: «إنّ مشكلة علماء السنّة هي أنّهم توظّفوا عند الدولة، فهم عنها ساكتون، ومشكلتنا نحن أنّ وارداتنا من عامّة الناس، فنسكت عنهم قليلًا». قد يسارع بعض القرّاء لردّ هذه الرواية مع ما تحمله، لمجرّد إشعارها بأنّ العنصر المالي دخيلٌ في تحديد مسار بعض سياسات المرجعيّة. وأنا أقدّر شعور هذا الصنف من القرّاء، لأنّني أعي تماماً طبيعة البيئة التي تكوّنت فيها قناعاته، ولكنّي على الصعيد الشخصي تجاوزت هذه المرحلة ولم أعد أشعر بأزمة نفسيّة إذا طرقت سمعي هذه الحكايا، لأنّني وبكل بساطة استطعت الجمع بين الإيمان العملي بعدم عصمة من لم تثبت عصمته، وبين محاولة تبرير الدوافع متى كان مجالٌ لذلك، والمجال واسع .. ولستُ أدري حقّاً ما المشكلة في أن نفترض صحّة رواية من هذا القبيل- طبعاً بعد الإيمان بأنّ الإمكان لا يكفي في نفسه مبرّراً للبناء على الصحّة إذا لم تتوفّر المبرّرات الموضوعيّة لذلك- ونفترض في الوقت نفسه أنّ الذين راعوا عوام الناس كانوا فعلًا بانين بأنّ المصلحة الدينيّة من وراء مراعاتهم والحفاظ على مقدّرات المؤسّسة المرجعيّة أكبر من مفاسد مقاطعتهم؟! ما المشكلة في ذلك حتّى لو اعتقدنا مثلًا بأنّهم مخطئون وبأنّ المفاسد هي الأعظم؟! طبعاً، جواب السيّد الصدر (ره) هذا ممّا يُمكن تأييده بحوادث أخرى: 1- فالشهيد مرتضى المطهّري (ره) يشير إلى الموضوع بالشفافيّة نفسها وبالوضوح نفسه، حيث يعترف بأنّ من العناصر الإيجابيّة للعامل المالي لدى الشيعة استقلال المؤسّسة الدينيّة عن الدولة وقدرتها على الوقوف بوجهها، ولكن من عناصره السلبيّة حمل العلماء على مراعاة أذواق عوام السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 52 الناس ومعتقداتهم، والحفاظ على حسن ظنّ هؤلاء الناس بهم «1»، وعندما يتحدّث (ره) عن ذلك- وهو المعايش والمعاين لشؤون المرجعيّة عن قرب- فهو لا ينطلق في حديثه من فراغ. 2- وعندما تمّ تدشين مدرسة (الخان) التي تولّى بناءها وإدارتها من قبل السيّد حسين البروجردي (ره) الشيخ مجتبى العراقي، وتمّ تعيين السيّد بدلا والشيخ عبد الحسين الدشتي وشخصين آخرين لإعانة الشيخ العراقي في إدارة المدرسة، تمّ إدخال اللغة الإنجليزيّة مادةً للتعليم. ولمّا عُرض ذلك على السيّد البروجردي (ره) استحسن الفكرة قائلًا: «من يعرف لغة واحدة فهو شخص، ومن يعرف لغتين فهو شخصان، ومن يعرف ثلاثاً فهو ثلاثة أشخاص». ولكن سرعان ما التقى به أحد الأشخاص وقال له: «إذا علم الناس أنّك تبذل أموالهم في سبيل تدريس اللغة الأجنبيّة فستسقط من أعينهم»، فاقتنع (ره) بذلك وأعرض عن الفكرة «2». 3- وإذا عدنا قليلًا إلى الوراء، سنجد قريباً منه ما يذكره السيّد محسن الأمين (ره) في ترجمة السيّد حسين ابن السيّد دلدار علي ابن السيّد محمّد معين الدين النقوي النصيرآبادي الرضوي اللكهنوئي، حيث يقول: «لمّا وصل مجلّد الصلاة من كتابه مناهج التحقيق إلى صاحب الجواهر كتب فيما كتب إليه: (بالله أقسم أنّها كاسمها، إذ هي منهج التدقيق لمن أراد إلى التدقيق سبيلًا، ومعارج التحقيق لمن رام على التحقيق دليلًا، وهداية الحق لطالب الحق، ونجاة الصدق لمريد الصدق. كيف لا! وهي من مصنّفات فرع تلك الذات الملكوتيّة، وغصن تلك الشجرة الزيتونيّة المتبحبح من الأبوّة بين الإمامة والنبوّة، الإمام ابن الإمام، والهمام ابن الهمام، لا يقف على حدٍّ حتّى ينتهي إلى أشرف جدّ، ذريّة [بعضها] من بعض، والله سميع عليم. ولمّا وصلت إلينا رتعت النواظر في خمائل رياضها الزاهرة، وابتهجت الخواطر بتحقيقاتها الباهرة ... إنّ رجائي ممّن هو كعبة رجائي أن ترسلوا باقي أجزاء المناهج إن كانت له بقيّة، وإلّا فمأمولي والتماسي السعي في إتمامه، فإنّني رأيته ما بين، فقد اشتمل على مزيد التحقيق. ولعمري لهو بذلك حقيق، فالتماسي لكم بل إلزامي إيّاكم الجدّ في ذلك ليقرّ به ناظري ويبتهج به خاطري ...)». ويعلّق السيّد الأمين (ره) قائلًا: «وأنت ترى في هذه الكتابة أثراً ظاهراً لمراعاة المصلحة العامّة؛ فصاحب الجواهر يطلب ويؤكّد أن ترسل بقيّة الأجزاء إليه، فهل كان في حاجة إليها؟! وإذا كان يرسل بواسطته ثمانين ألف ليرة عثمانيّة إلى الشيخ لإيصال الماء إلى النجف، وإن لم يساعد التوفيق على وصوله، وألوف الروبيّات لتفضيض ضريح العباس (ع)، وتعمير قبري مسلم وهانئ كما يأتي، فلا حرج على الشيخ في ما كتب» «3». __________________________________________________ (1) مشكل اساسى در سازمان روحانيت (فارسي) : 299- 300؛ وانظر: محاضرات في الدين والاجتماع: 554 (2) مجلّه حوزه (فارسي)، شماره (43) : 167، مصاحبه با حاج آقاى مجتبى عراقى؛ چشم وچراغ مرجعيت .. گفتگو با شاگردان آيت لله بروجردى (فارسي) : 175. والمصدر الثاني هو عين المصدر الأوّل ولكن بعنوان آخر، فما ورد في (يادنامه شرق، ضميمه رايگان تاريخ وانديشه، شماره 12، ويژه آيت الله بروجردى، فروردين85 : 16) نقلًا عن المصدر الثاني من أنّ إعراض السيّد البروجردي (رحمه الله) عن المشروع كان نتيجة اعتراض التجّار والمؤمنين ليس دقيقاً، بل الوارد ما أوردناه في المتن (3) أعيان الشيعة (ط. ق) 9: 173. |
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 53 وعن هذه المسألة في شقّها المرتبط بأهل السنّة، يقول الشيخ محمّد رشيد رضا صاحب (المنار) : «إنّ للعلماء من الاحترام والنفوذ الروحي في بلاد الأعاجم ما ليس لهم في البلاد العربيّة، وإنّ احترامهم في بلاد الفرس أشدّ منه في سائر بلاد العجم؛ فإنّ الحكّام ليس لهم عليهم من السلطة هناك مثل ما لغيرهم من حكّام المسلمين، وما أزال الملوك والأمراء احترام العلماء ومحو نفوذهم- حاشا ما كان منه مؤيّداً لهم ومعيناً لاستبدادهم- إلّا بما اخترعوه لهم من الرتب العلميّة وكساوي الشرف الوهميّة، وبما جعلوا من موارد أرزاقهم في تصرّفهم، فصار رزق العالم وجاهه الدنيوي بيد الأمير أو السلطان، وهما الرسنان اللذان يقودون بهما طالب المال والجاه من العلماء إلى حيث شاءوا، فإذا أمكن لطلّاب الإصلاح الإسلامي أن يبطلوا هذه الرتب العلميّة وما لها من الشارات، ويخرجوا أرزاق علماء الدين من أيدي الحكّام فإنّهم يحرّرون العلماء من رقٍّ يكون مقدّمةً لإصلاح الأمّة كلّها» «1». المثال الثاني: وربّما أوردنا في الكتاب ما يُستفاد منه تحفّظ العلماء على إبداء ما يتوصّلون إليه من فتاوى مراعاةً للناس، وهو ممّا يثير حفيظة الكثيرين. ولكنّه على أيّة حال ليس ممّا يتفرّد به الكتاب: 1- فها هو الشيخ محمّد جواد مغنيّة مثلًا يقول لدى حديثه عن طهارة أهل الكتاب: «وما زلتُ أذكر أنّ الأستاذ قال في الدرس ما نصّه: (إنّ أهل الكتاب طاهرون علميّاً- أي نظريّاً- نجسون عمليّاً)، وأنّي أجبته بالحرف أيضاً: (هذا اعترافٌ صريحٌ بأنّ الحكم بالنجاسة عملٌ بلا علم)، فضحك الأستاذ ورفاق الصف، وانتهى كلّ شيء. وقد عاصرتُ ثلاثة مراجع كبار من أهل الفتيا والتقليد، الأوّل كان في النجف الأشرف، وهو الشيخ محمّد رضا آل ياسين؛ والثاني في قم، وهو السيّد صدر الدين الصدر؛ والثالث في لبنان، وهو السيّد محسن الأمين، وقد أفتوا جميعاً بالطهارة، وأسرّوا بذلك إلى من يثقون به، ولم يعلنوا خوفاً من المهوّشين، على أنّ آل ياسين كان أجرأ الجميع. وأنا على يقينٍ بأنّ كثيراً من فقهاء اليوم والأمس يقولون بالطهارة، ولكنّهم يخشون أهل الجهل، والله أحقّ أن يخشوه» «2»، حتّى لو لم يكن اعتقادنا بالمسألة بالمستوى الذي صوّره (ره). 2- وقد قدّمنا في ما سبق رسالة السيّد الصدر (ره) التي يسجّل فيها موقفه من انعكاسات إفتائه بطهارة أهل الكتاب، وفيها إشارة إلى ما نحن فيه. 3- كما أنّ للشهيد مطهّري (ره) كلاماً متعلّقاً بدواعي كتمان الفتاوى عن الناس تحت عنوان (كتمان يا اظهار؟) «3». المثال الثالث: قد يجد القارئ في هذا الكتاب بعض الأحداث التي توحي- أو تصرّح- بأنّ لأبناء العلماء دوراً- يختلف خفّةً وشدّةً- في التأثير على سياسات آبائهم، وهو أمرٌ يلمسه أهل __________________________________________________ (1) نامه ها واسناد سياسى- تاريخى از سيد جمال الدين الحسينى اسدآبادى (فارسي) : 198 (2) فقه الإمام جعفر الصادق1: 43 (3) مسأله حجاب (فارسي)، مجموعه آثار19 : 560 السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 54 الداخل، وهو في قسمٍ منه أمرٌ طبيعي، ولكنّه أحياناً زائدٌ بمدّه عن حدّه. وفي هذا الصدد كلامٌ للشيخ محمّد جواد مغنيّة (ره)، ونحن وإن خالفناه في مستوى الشدّة وفي تصوير المسألة، إلّا أنّ كلامه ليس نابعاً من فراغ على أيّة حال، وربّما كان ناظراً في هذا النص إلى بعض المصاديق الخارجيّة التي عايشها (ره). يقول (ره) : «وبهذه المناسبة نذكر أوجه الشبه بين بعض أولاد العلماء بالدين وأولاد إسرائيل، وهو الاسم الثاني ليعقوب: قال أولاد بني إسرائيل إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ «1»، وبهذا الوصف ينعت بعض أولاد العلماء آباءهم إذا قالوا كلمة أو تصرّفوا تصرّفاً لا يعجبهم ولا يتّفق مع أهوائهم، حتّى ولو كان وحياً منزلًا. وقال أولاد إسرائيل: اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ «2». وهكذا يفعل بعض أولاد العلماء، يتآمرون على الناصح الأمين، ويدسّون عليه الدسائس والمفتريات ليخلو لهم وجه أبيهم وللشياطين من أمثالهم، ثمّ يوحون إليه بما استوحوه من وسطاء الشر وعملاء الشيطان، ويقبضون الأجر بالعملة الصعبة والنقد النادر، وكلّما كان التأثير بالغاً تضاعف الأجر. وجاء أولاد إسرائيل على قميص يوسف بِدَمٍ كَذِبٍ «3». وفي كل يومٍ يحمل بعض أولاد العلماء لأبائهم أحاديث وروايات ابتدعوها ظلماً وزوراً ينالون بها من مقام المخلص الأمين، ويرفعون من شأن الخائن العميل عند الوالد الكريم، ليأخذ منه ومنهم دون مراقبٍ ومعاتب «4». وجاء أولاد إسرائيل أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ «5»، يسترون فعلتهم الشنعاء بالنفاق ودموع التماسيح. وتظاهر أولاد العلماء أمام أبيهم المقدّس بالتقى والقداسة كذباً ورياءً؛ لينخدع بدسائسهم ومؤامراتهم» «6». المثال الرابع: وإذا أوردنا من الروايات ما يُستفاد منه وجود خلافات بين العلماء، علت صيحات الاتّهام بالوضع والتزوير والتحامل ... باعتبار أنّ لدى الناس مصادرات أوليّة قبليّة حول الموضوع مفادها أنّ «العلماء لا يختلفون»، فكلّما ورد خبر يفيد اختلافهم، حملوه على هذه الكبرى الأوليّة التي لا مجال لمسّها بحسب الفرض، باعتبارها أوليّة، فيتمّ طرح الخبر. وهذا شبيهٌ ببحث المصادرات الذي وقع في فخّه المنطق الأرسطي، الذي حسب أنّ التواتر يفيد اليقين لاعتماده على كبرى عقليّة أوليّة مفادها «استحالة الاتفاق الدائمي»، إلى أن أتى دور السيّد الصدر (ره) الذي أرشد هذا المنطق إلى أنّ هذه الكبرى هي بنفسها وليدة حساب الاحتمال، وأنّها بَعديّة لا قبليّة، وأنّ حياتها تعتمد على مدى جود أو بخل الاحتمالات تبعاً للدرجة الذي يوصل إليها تراكمها. وما نحن فيه من هذا القبيل؛ فإنّ إيماننا بقضيّة عدم اختلاف العلماء منوط بما يمنحه لنا __________________________________________________ (1) يوسف: 8 (2) يوسف: 9 (3) يوسف: 18 (4) انظر إلى هنا: التفسير الكاشف 4: 293 - 294؛ صفحات لوقت الفراغ: 177 (5) يوسف: 16 (6) التفسير الكاشف 2: 294. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 55 الاستقراء، لا أنّنا نفترضها مصادرةً من عنديّاتنا ثمّ نحاكم على ضوئها أعداداً هائلة من الاحتمالات المتراكمة التي تنازعها. ومن هنا، فإنّ جولة تاريخيّة ستوصلنا إلى ما يكاد يبلغ حدّ التواتر الإجمالي بوجود خلافات من هذا القبيل، علماً بأنّ ما ينعكس في الكتب لا يعبّر بطبيعة الحال سوى عن جزءٍ يسير ممّا كان يجري، خاصّةً إذا لم يكن هناك قوّة إعلاميّة قائمة. والخلافات التي نتحدّث عنها ليست ناشئة فقط من الاختلاف في وجهات النظر المتعلّقة بكبريات العمل السياسي والاجتماعي مثلًا، لأنّنا نلمس توتّر الأجواء حتّى في مقام البحث العلمي، حتّى أنّك تجد الشيخ صاحب (الجواهر) (ره) مثلًا يطيل البحث كثيراً في بحث الوجوب العيني لصلاة الجمعة، وممّا يقوله: «ومن مضحكات المقام دعوى بعض المحدثين تواتر النصوص بالوجوب العيني»، وكذلك قوله: «ولقد وقفت على جملة من الرسائل المصنّفة في المسألة نسجوا فيها على منوال هذه الرسالة، وقد أكثروا فيها من السب والشتم، خصوصاً رسالة الكاشاني التي سمّاها بـ (الشهاب الثاقب ورجوم الشياطين)، ولولا أنّه آية في كتاب الله لقابلناه بمثله، لكن لا يبعد أن تكون هذه الرسالة وما شابهها من كتب الضلال التي يجب إتلافها، اللهمّ إلّا أن يرجّح بقاءها أنّها أشنع شيء على مصنّفيها لما فيها من مخالفة الواقع في النقل وغيره، بل فيها ما يدلّ على أنّهم ليسوا من أهل العلم كي يعتدّ بكلامهم ويعتنى بشأنهم ... ولقد قيل: إنّ بعضهم كان يبالغ في حرمتها حال قصور يده ولمّا ظهرت له كلمة بالغ في وجوبها» «1».ومن هنا- وبعيداً عن المثال المتقدّم- يقول الشيخ مرتضى الأنصاري (ره) : «وقد وقع من بعض الأعلام بالنسبة إلى بعضهم ما لا بدّ له من الحملٍ والتوجيه، أعوذ بالله من الغرور وإعجاب المرء بنفسه، وحسده على غيره، والاستيكال بالعلم» «2». ويقول في موضع آخر: «وأمّا ما وقع من بعض الأعلام بالنسبة إلى من تقدّم عليه منهم من الجهر بالسوء من القول، فلم يعرف له وجهٌ، مع شيوعه بينهم من قديم الأيّام!» «3»، وليس المقام مقام إحصاء كلماتهم الكاشفة عن ذلك ولو بعضاً. ونحن سنقوم بعرض بعض النماذج التي تؤكّد على وجود خلافات تتفاوت عمقاً وسعةً، ولكنّنا نؤكّد على أنّنا لسنا في مقام بيان حقيقة العلاقة بين علمائنا لتكون هذه النماذج معبّرة عنها، فإنّ هذا سيعني- حينها- تشويهاً للحقيقة؛ لأنّ لدينا مئات الشواهد والحاكايا التاريخيّة التي تكشف عن طهارة وعظمة العلاقات التي قامت بين الكثيرين منهم، وسيأتيك بعضها في هذا الكتاب. إذن نحن في مقام بيان أصل وجود خلاف بينهم فحسب، ولا ندّعي أنّ هذه النماذج تتكفّل بييان طبيعة علاقاتهم بشقّيها الإيجابي والسلبي: 1- الخلاف الواقع بين المحقّق الكركي (ره) وبين الشيخ إبراهيم القطيفي (ره) الذي عارضه بشدّة __________________________________________________ (1) جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام 11: 174، 178 (2) كتاب المكاسب 1: 331 (3) كتاب المكاسب 1: 357. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 56 حول دخوله في سلطان الدولة الصفويّة، وهي علاقة وصفها السيّد الأمين (ره) بحالة (العداء) «1»، وقال في موضع آخر: «عاب عليه معاصره ومنافسه الشيخ إبراهيم القطيفي قبوله جوائز السلاطين ... ونرجو أن لا يكون الباعث للقطيفي على ذلك الحسد، وهو ليس من رجال الكركي وأقرانه مع زيادة علمه وفضله. وبالجملة كانت بينهما منازعات وردود ونقوض صنعها القطيفي وأجابه الكركي، ذكرت ترجمتها ... ألّف معاصره الشيخ إبراهيم القطيفي رسالة في الرضاع ردّ بها على المحقّق الكركي، أساء فيها الأدب، وتكلّم بما لا يليق بالعلماء، مع عدم إصابته في أكثر ما ردّ به. ولو فرض جدلًا أنّه مصيب في ردّه لكان مخطئاً كلّ الخطأ وخارجاً عن طريقة أهل العلم في بذاءته» «2». وكان الشيخ القطيفي (ره) قد ردّ على الرسالة الرضاعيّة للمحقّق الكركي (ره) بما يوحي بطبيعة الموقف بينهما، حيث قال: «أشهد بالله أنّ جهاد مثل هذا الرجل على الغلط والأغلاط في المسائل أفضل من الجهاد بالضرب بالسيف في سبيل الله»، وكان يصفه بـ «المعاصر القاصر» «3». 2- أضف إلى ذلك الخلاف الأصولي الأخباري الحاد الذي تجاوز ميادين الصناعة العلميّة، حتّى أنّ الشيخ عبد الله المامقاني (ره) يقول- نقلًا عن ثقات مشايخه بحسب ظاهر عبارته- : «ومن غريب ما نقلوا ممّا يكشف عن قوّة ديانة صاحب الحدائق أنّ مسجد الوحيد (ره) كان محاذياً لمسجد صاحب الحدائق، وكان الوحيد يحكم ببطلان الصلاة خلف صاحب الحدائق، وكان صاحب الحدائق يحكم بصحّة الصلاة خلف الوحيد (ره)، وكانوا يخبرون صاحب الحدائق بما يقوله الوحيد (ره)، فكان يجيب بأنّ: (تكليفه الشرعي ذاك، وتكليفي الشرعي هذا، فكلٌّ منّا يعمل بما كلّفه الله تعالى به)، وكان صاحب الحدائق يتحمّل ذلك لأجل رواج مذهب الأصوليّة ..» «4». وفي الوقت الذي يكشف فيه هذا النص عن ديانة صاحب الحدائق (ره)، فإنّه يكشف عن أمور أخرى نحن بصدد الإلماح إليها. وقد أودى الخلاف الأصولي الأخباري- في بعض تجلّياته العليا- بحياة الميرزا محمّد الأخباري (ره) الذي يُعرف بالـ (المقتول) «5»؛ فبعد أن حاول الميرزا المذكور إقناع فتح علي شاه القاجاري بتبنّي مذهبه الأخباري، سعى علماء النجف لقطع الطريق عليه، فألّف الشيخ جعفر كاشف __________________________________________________ (1) انظر: أعيان الشيعة (ط. ق) 10: 225، تحت عنوان (الأمير نعمة الله الحلي، السيّد الصدر الكبير) (2) انظر: أعيان الشيعة (ط. ق) 10 : 209 - 211، تحت عنوان (الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي) (3) رسائل الكركي 1: 18؛ أعيان الشيعة (ط. ق) 8: 211؛ وانظر حول الموضوع: تاريخ المؤسّسة الدينيّة الشيعيّة: 289 (4) انظر بهذا الصدد: تنقيح المقال في علم الرجال (ط. حجريّة) 2: 85، حرف الميم، ترجمة (محمّد بن أكمل البهبهاني) تحت رقم (10429)؛ مع علماء النجف الأشرف: 74، نقلًا عنه دون تعيين التفاصيل؛ البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة 1: 25 (مقدّمة التحقيق) (5) انظر التعبير عنه بـ (المقتول) في: الذريعة 2: 223، 318، 349، 408؛ 3: 92؛ 6: 190، 266؛ 9 : 986؛ 12: 209؛ 14: 197، 221؛ 15 : 3، 22، 104، 129، 193؛ 16 : 60 ؛ 18: 129؛ 19: 373؛ 21: 161، 207؛ 21: 317؛ 24: 33. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 57 الغطاء (ره) رسالة في الرد عليه أهداها- ضمن من أهداها إليهم- إلي فتح علي شاه القاجاري سنة 1222 هـ، وممّا جاء فيها مخاطباً الميرزا الأخباري: «اعلم والله أنّك نقصت اعتبارك، وأذهبت وقارك، وتحمّلت عارك، وأجّجت نارك، وعرفت بصفات خمس هي أخس الصفات، وبها نالتك الفضيحة في الحياة، وتناولتك بعد الممات: أوّلها نقص العقل، ثانيها نقص الدين، ثالثها عدم الوفاء، رابعها عدم الحياء، خامسها الحسد المتجاوز للحد؛ وعلى كل واحد منها شواهد ودلائل لا تخفى عن العالم بل ولا الجاهل ..» «1». ويبدو من التفاصيل والحكايا التي ينقلها الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء (ره) أنّ الموقف تجاه الميرزا الأخباري (ره) كان متوتّراً إلى أبعد الحدود. وبعد استقراره في العراق، عقد درساً يباحث فيه في الردّ على الوحيد البهبهاني (ره) أستاذ الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ره)، فاستاء الأخير لذلك، وإلى جانبه السيّد علي الطباطبائي (ره) صاحب (رياض المسائل) [وهو صهر الوحيد البهبهاني (ره)] «2»، وكذلك الآغا محمّد علي ابن الوحيد، فعزموا على إخراجه من العراق، فاستفتوا الشيخ كاشف الغطاء (ره) : «ما يقول شيخنا في مبتدعٍ بالدين يسعى بإتلاف شريعة سيّد المرسلين؟ وما جزاء من سعى في الأرض الفساد وحارب أولياء الله الأمجاد؟»، فجاء في جواب الشيخ: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ «3»»، ولمّا بعثوا بحكم الشيخ إلى حاكم البلد، نفي الميرزا خارج العراق «4». وبعد رجوع الميرزا مجدّداً إلى الكاظميّة بعد وفاة الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ره)، خطّط السيّد محمّد الطباطبائي المجاهد (ره) «5»- نجل السيّد علي صاحب (الرياض)- لقتله، فوجّه إلى الشيخ موسى كاشف الغطاء (ره) نجل الشيخ جعفر السؤال التالي: «ما رأي حجّة الله على خلقه وأمينه في أرضه في رجلٍ يؤلّب على العلماء الصالحين، ويسعى في قتلهم إطفاءً لنور الدين؟»، فوقّع الشيخ موسى (ره) : «يجب على كلّ محبٍّ وموالٍ أن يبذل في قتله النفس والمال، وإلّا فلا صلاة ولا صيام له، وليتبوّأ في جهنّم منزله»، ثمّ حكم السيّد عبد الله شبّر (ره)- إمام الكاظميّة آنذاك- بوجوب اتّباع حكم الشيخ موسى، وأيّده علماء آخرون، من قبيل السيّد محسن [الأعرجي]- صاحب المحصول- والشيخ أسد الله. وبعد نشر الفتوى في الكاظميّة، هجم الناس على الميرزا في بيته وقتلوه «6» مع ولده الكبير السيّد أحمد وأحد تلامذته «7»، وذلك يوم الأحد 28 / ربيع الأوّل / 1232 هـ «8». وقد أرجع آغا بزرگ الطهراني (ره) السبب __________________________________________________ (1) انظر: أعيان الشيعة (ط. ق) 4: 101، تحت عنوان (الشيخ جعفر ابن الشيخ خضر ... الجناجي النجفي) (2) ما بين [ ] من: تنقيح المقال في علم الرجال (ط. حجريّة) 2: 85، ترجمة رقم (10429) (3) المائدة: 33 (4) العبقات العنبريّة في الطبقات الجعفريّة: 86- 103 (5) انظر حول هذا التصريح: روضات الجنّات 7: 129 (6) العبقات العنبريّة في الطبقات الجعفريّة: 183- 187 (7) انظر: أعيان الشيعة (ط. ق) 9: 173؛ موسوعة طبقات الفقهاء13 : 481؛ وانظر: فهرس التراث 2: 112 (8) الوارد في (الذريعة 8: 273) أنّ ذلك كان يوم الأحد سنة 1233 هـ، ووردت هذه السنة في: (مستدرك أعيان الشيعة 7: 94)، بينما جاء في: (الذريعة 8: 227، 10: 241 ...) و (أعيان الشيعة، ط. ق 7: 331) أنّه كان سنة 1232 هـ، وقد أفاد محقّق (العبقات العنبريّة) الدكتور جودت القزويني- استناداً إلى مخطوطات أسرة الأخباري- أنّ ذلك كان يوم الأحد 28 / ر 1 / 1232 هـ. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 58 في ذلك إلى كتابه (السلّم المرونق في من تكفّر وتزندق) «1». وكان الميرزا قد كتب أيضاً (معاول العقول لقطع أساس الأصول)، ردّاً على كتاب (أساس الأصول) للسيّد دلدار علي بن محمّد معين النصير آبادي، فردّ عليه تلامذة الأخير بكتاب (مطارق الحق واليقين لكسر معاول الشياطين) «2». 3- الحالة المضطربة التي ذُكرت بين الشيخ صاحب (الجواهر) وبين الشيخ محسن بن خنفر العفكي (ره)، الذي يقول السيّد الأمين (ره) في ترجمته: «... قال تلميذه السيّد محمد الهندي في (نظم اللآل في علم الرجال) : (... وكان لغزارة علمه وإحاطته وتفرّده بذلك ربّما أنكر فضيلة بعض الأساطين، وكان خشناً في الله لا يداهن ولا يبالي، أقبل الناس عليه أم أعرضوا) ... وبعض الأساطين المشار إليه في كلام السيّد الهندي هو صاحب (الجواهر) : فيحكى عنه أنّه كان يقول له: (أعطِ جواهرك هذه لبائعي الفلفل والكمّون يصرّون بها «3»)، ولذلك نسب إلى اعوجاج السليقة. ويقال: إنّ صاحب (الجواهر) كان يرميه بذلك، والله أعلم. ولا يبعد أن يكون رميه من علماء عصره باعوجاج السليقة لما كان يبديه من التحقيق ودقّه النظر في المسائل. ويدلّ على ذلك ما يقال: إنّ الشيخ مرتضى الأنصاري كان يُرمى من بعضهم بمثل ذلك. ويحكى أنّه حجّ عن طريق نجد، فزاره صاحب (الجواهر)، وقال لبعض الحاضرين: (سلوه عن هواء نجد الذي أجمع الناس كافّة على حسنه، حتّى ذكرته الشعراء في أشعارها، لتعلموا حال سليقته)، فسألوه فذمّ هواء نجد. وسأله صاحب (الجواهر) مرّة من باب [المطايبة]: (هل للمجتهد جميع ما للإمام؟! وكان يقول بذلك، وصاحب (الجواهر) لا يقول به، فقال: (نعم)، فقال صاحب (الجواهر) : (اشهدوا أنّي طلّقت زوجة الشيخ)، فقال الشيخ محسن: (ثبّت العرش ثمّ انقش). ومثل هذا قد يقع بين المتعاصرين كثيراً، ولا يقدح في جلالة شأنهم، تغمّدنا الله وإيّاهم بعفوه ورحمته» «4». 4- ومثالٌ رابع: الشيخ هادي الطهراني (ره) الذي كاد أن لا يباري الآخوند الخراساني (ره) في زمانه إلّا هو والميرزا حبيب الله الرشتي (ره) «5»، حتّى سمع الشيخ صدر الإسلام محمّد أمين الإمامي الخوئي (ره) بنفسه من بعض من كان ينتسب إلى الشيخ الطهراني (ره) وقرأ على بعض فضلاء تلاميذه اعتقاده بأنّ أكابر أعلام الشيعة مثل المفيد والطوسي والحلّي والطوسي والعلّامة والشهيدين (ره) ومن في طبقتهم لو كانوا حاضرين في عصر الشيخ كانوا يتبادرون إلى حضور درسه والاستفادة من حضرته، وكلّهم يعترفون بأعلميّته وتقدّمه عليهم .. «6». __________________________________________________ (1) انظر الذريعة 12: 221 (2) انظر الذريعة 21: 207 (3) يقصد: يلفّون بها (4) أعيان الشيعة (ط. ق) 9: 47 - 48 (5) انظر: أعيان الشيعة (ط. ق) 9: 6، تحت عنوان (الآخوند الشيخ ملّا كاظم) (6) مرآة الشرق 2: 1381. |
|
وقد نقل الشيخ عبد الله آل آغا الطهراني (ره) للشيخ علي الدوّاني أنّه- أي آل آغا- ذهب مع الإمام الخميني والسيّد ريحان الله الگلپليگاني والشيخ مرتضى الحائري (ره) إلى السيّد البرورجردي (ره) واجتمعوا به. وبعد المباحثات، تمّ الاتّفاق على تعيين الشيخ آل آغا الطهراني مديراً للمدرسة الفيضيّة، وكُتب ذلك في ورقة موقّعة ومختومة من السيّد البروجردي (ره). إلّا أنّ الشيخ آل آغا يفاجأ بعد صلاة الصبح من اليوم التالي بخادم السيّد البروجردي (ره) يأتيه ويبلغه طلب الأخير تسليمه الورقة التي منحه إيّاها، فيعطيه إيّاها ويبلغ الإمام الخميني (ره) بذلك، فيقصد الوفد الأخير نفسه السيّد البروجردي (ره) للمرّة الثانية مستوضحاً الأمر، [وقد ذكر لهم السيّد البروجردي (ره) أنّهم يسعون إلى سحب الأمور من يديه] «1»، ويسأله الإمامُ (ره) : «سيّدنا! إنّ أعضاء هيئة المصلحين أقاموا عدّة جلسات وعملوا، حتّى استطعنا الحصول على هذه الورقة، وكان الجميع مسرورين لأنّ العمل قد آتى ثماره. ماذا استجدّ حتّى سحبتم الورقة من الشيخ عبد الله؟!»، فأجاب السيّد البرورجردي (ره) : «لقد ذكروا لي بعض الأمور التي جعلتني أخشى أن يسوء الوضع مع وجود توقيعي وختمي، ثمّ إنّ من الممكن العمل على هذا النحو»، فقال الإمام (ره) : «لا، لا بدّ من وجود الورقة»، فقال السيّد (ره) : «لا، ليس ذلك ضروريّاً»، فقال الإمام: «إنّ الشيخ عبد الله لن يحرّك ساكناً طالما أنّ الورقة ليست بحوزته». عندها تدخّل بعض الأصحاب «2» فقال السيّد البروجردي (ره) : «من أين لي أن أعلم بأنّكم ستقومون بإصلاح الوضع؟!»، فأجابه الشيخ مرتضى الحائري (ره) بغضب وهو يرمي عمامته أرضاً: «وهل نحن مفسدون؟ إنّ أبي «3» قد أجاد في تأسيس هذه الحوزة، والآن نحن مفسدون؟!». ومع تدخّل بعض الأصحاب «4» يضرب الإمام الخميني (ره) بفنجان الشاي الذي كان في يده عرض الحائط فيكسره، ويقوم السيّد البروجردي ويدخل إلى الدار، بينما يقوم الوفد ويخرج. وبعدها يعتزل الإمام الخميني (ره)، بينما يسافر الشيخ مرتضى الحائري (ره) إلى مشهد لمدّة ستّة أشهر، ويقرّر البقاء هناك. وعندما بلغ ذلك السيّد البرورجردي (ره)، أرسل إليه من يستميله ويرجعه إلى قم، ففعل، ولكنّه خفّف من تردّده على منزل السيّد البروجردي (ره)، وبقي الاثنان على الاحترام __________________________________________________ (1) ما بين [ ] من: تاريخ شفاهى انقلاب اسلامى ايران .. پيدايش وتحولات حوزه علميه قم (فارسي) : 201، وفي هذا الكتاب كلامٌ كثيرٌ حول دور حاشية السيّد البروجردي (رحمه الله) في تكوين قناعاته (2) يبدو أنّ المراد بعض أصحاب السيّد البروجردي (رحمه الله) (3) أي الشيخ عبد الكريم الحائري (رحمه الله) مؤسّس الحوزة العلميّة في قم (4) يبدو كذلك أنّ المراد بعض أصحاب السيّد البروجردي (رحمه الله). السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 68 المتبادل «1»، وقيل: إنّ السيّد الخميني (ره) لم يذهب إلى بيت السيّد البروجردي (ره) سوى في أيّام العزاء، وعند وفاة الأخير «2». وجاء في كلام آخر أنّه أراد زيارته بعد قطيعة دامت لفترة، وذلك أثناء تواجد السيّد محمّد صادق اللواساني (ره) في قم وعزمه على زيارة السيّد البرورجردي (ره)، ولكنّ حاشية الأخير عندما علمت بوجوده لم تطلع السيّد البروجردي (ره) على تواجده في البيت، فجلسا لفترة ثمّ غادرا «3». 9- كما أنّ الشيخ مرتضى المطهّري (ره) كان أحد الكوادر العاملة إلى جانب الإمام الخميني (ره) في سبيل إصلاح الحوزة ضمن ما عرضناه في النقطة السابقة. وبعد فشل المشروع، اتّخذ المقرّبون من السيّد البروجردي (ره) موقفاً سلبيّاً منه، وكلّما أراد توضيح موقفه كان يقابل برفض الاستماع إلى شهادته، فلجأ إلى كتابة رسالة إلى السيّد البروجردي (ره) يوضح فيها الموقف ويعترض بأنّه في أيّ نظام تتمّ فيه محاكمة المتّهم غيابيّاً دون سماع شهادته؟! وطلب من الشيخ حسين المنتظري تسليمه إيّاها شخصيّاً. ولمّا التقى به، رفض السيّد البروجردي (ره) استلامها، فكان من الشيخ المطهّري (ره) أن انتقل إلى طهران، ليبدأ مرحلةً جديدةً من حياته في الجامعة «4». 10- أو ما كان يلقاه الإمام الخميني (ره) من الوسط العلمائي، و «كانوا إذا أرادوا أن يمسكوا كتاب (المنظومة) يستعينون بخرقة لئلّا يتنجّسوا، أو أنّهم يعتبرون الشخص الذي يدرّس الفلسفة عديم الدين» «5»، حتّى أنّ البعض كان يتّهمه بأنّه لا يصلّي «6». وفي هذا المجال يقول نجله السيّد أحمد (ره) : «أعتقد أنّ نضال الإمام ضدّ المتظاهرين بالقداسة داخل الحوزة كان أصعب بكثيرٍ من نضاله في ساحة الصراع السياسي» «7». وبيانات ورسائل الإمام الخميني (ره) تشتمل على الكثير من الانتقادت التي يوجّهها إلى الحوزة والحوزيّين، ولعلّ آخرها وأشدّها ما يُعرف بالفارسيّة بـ (منشور روحانيت)، وهو عبارة عن ندائه إلى الحوزات العلميّة الذي وجّهه بتاريخ 22 / 2 / 1989 م قبيل أشهرٍ من وفاته، والذي أثار في حينه- على ما سمعته من بعض معاصري الأحداث- بلبلة في الوسط الحوزي، كادت أن تقلب الموازين فيها بسعي من السيّد أحمد الخميني (ره) لولا تدخّل بعض الشخصيّات، ونحن نترجم مقاطع __________________________________________________ (1) زندگانى زعيم بزرگ عالم تشيع آيت الله بروجردى (فارسي) : 307- 312؛ وانظر حول موضوع إصلاح الحوزة وملابساته في: تاريخ شفاهى انقلاب اسلامى ايران .. پيدايش وتحولات حوزه علميه قم (فارسي) : 200- 248 (2) تاريخ شفاهى انقلاب اسلامى ايران .. پيدايش وتحولات حوزه علميه قم (فارسي) : 168 (3) تاريخ شفاهى انقلاب اسلامى ايران .. پيدايش وتحولات حوزه علميه قم (فارسي) : 255- 256؛ وانظر حول هذا الخلاف: سرگذشتهاى ويژه از زندگى امام خمينى (فارسي)، شماره 6: 60 (4) انظر: خاطرات من از استاد شهيد مطهرى (فارسي) : 88- 91، نقلًا عن الشيخ المطهّري (رحمه الله)؛ ذكرياتي مع الشهيد مطهّري: 127- 128؛ زندگانى زعيم بزرگ عالم تشيع آيت الله بروجردى (فارسي) : 322 (5) مرآة الشمس: 75 (6) انظر: صحيفه دل (2) (فارسي) : 15. وهذه النسبة بطبيعة الحال ليست إلى كبار العلماء (7) انظر: صحيفه امام (فارسي) 21: 150 - 152. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 69 منه: «... طبعاً هذا لا يعني أن ندافع عن جميع رجال الدين؛ لأنّ رجال الدين المرتهنين والمتظاهرين بالقداسة والمتحجّرين لم يكونوا قلّة، وليسوا كذلك. في الحوزات العلميّة يوجد من يعمل ضدّ الثورة والإسلام المحمّدي الأصيل، واليوم هناك أشخاص يلجأون إلى مظاهر القداسة من أجل تحقيق مآربهم في ضرب أصل الدين والثورة والنظام، وكأنّ هذا شغلهم الوحيد. إنّ خطر المتحجّرين والمتظاهرين بالقداسة الحمقى في الحوزة العلميّة ليس بالقليل، وعلى الطلّاب الأعزّاء أن لا يغفلوا ولو للحظة واحدة عن هذه الأفاعي، إنّ هؤلاء يروّجون للإسلام الأمريكي، وهم أعداء رسول الله. ألا يجب في مقابل هذه الأفاعي ذات الملمس المخادع المحافظة على اتّحاد الطلّاب الأعزّاء؟! في بداية المواجهة الإسلاميّة، كنتَ إذا قلت: إنّ الشاه خائن، تسمع مباشرةً من يقول: إنّ الشاه شيعي! هناك مجموعة من المتظاهرين بالقداسة الرجعيّين كانوا يحرّمون كلّ شيء، ولم يكن بوسع أحد الوقوف بوجههم. إنّ النزف الذي ألحقه هؤلاء المتحجّرون بقلب أبيكم العجوز لم تُلحقه به أيٌّ من الضغوطات والصعوبات الأخرى. عندما راجت مقولة فصل الدين عن السياسة وصار معنى الفقاهة في منطق غير الواعين عبارة عن الغرق في الأحكام الفرديّة والعباديّة، وصار ممنوعاً على الفقيه أن يخرج من هذه الدائرة ويكسر طوق هذا الحصار ليتدخّل في أمور السياسة والحكومة، صارت حماقة رجل الدين في طريقة تعامله مع الناس تعدُّ فضيلة. وبزعم أحدهم، فإنّ مؤسّسة رجال الدين كانت تلقى الاحترام والتكريم عندما تتدفّق الحماقة من جنبيها، وإلّا فإنّ العالم الخبير بأمور السياسة ورجل الدين العاقل والواعي كان يعتبر مكّاراً. إنّ هذه المسائل كانت رائجة في الحوزات، حتّى أنّ كلّ من يتمايل أكثر في ميشه يعدّ أكثر تديّناً. كانت دراسة اللغة الأجنبيّة كفراً، ودراسة الفلسفة والعرفان ذنباً وشركاً. في مدرسة الفيضيّة شرب ابني الحدث المرحوم مصطفى الماء من الإبريق فغسلوه، لأنّني كنتُ أدرّس الفلسفة. لا يساورني شكٌّ في أنّ الوضع السابق لو طال، لوصلت مؤسّسة رجال الدين والحوزات إلى ما كانت عليه الكنائس في القرون الوسطى، ولكنّ الله منّ على المسلمين وعلى هذه المؤسّسة بحفظ الكيان الحقيقي لهذه الحوزات ...» «1». 11- كما أنّ السيّد محسن الحكيم (ره) تعرّض لنقد شديد إثر إفتائه بطهارة أهل الكتاب، فقد كتب الشيخ محمّد الشيخ مهدي الخالصي (ره)- وكان مقيماً حينها في كاشان- : «أفتى الحكيم بكذا وثبت كفره»، وقال يومذاك: إنّه في الوقت الذي نواجه فيه اليهود، فإنّ فتوى من هذا القبيل تدلّ على كفر ونفاق مفتيها «2». إضافةً إلى ما ستجده في هذا الكتاب من الأمور المرتبطة بالسيّد الصدر (ره) والموقف منه ... __________________________________________________ (1) انظره كاملًا بالفارسيّة في: صحيفه امام (فارسي) 21 : 273 - 293؛ وانظر ترجمةً أخرى له في: بحثاً عن نهج الإمام (2) : 79- 105؛ وانظر أيضاً رسالته (رحمه الله) إلى [الشيخ] محمّد حسن قديري في: صحيفه امام (فارسي) 21: 150 - 152 (2) انظر: هفتاد سال خاطره از آيت الله حسين بدلا (فارسي) : 197؛ جريان ها وسازمانهاى مذهبى سياسى ايران .. سالهاى 1320- 1357 (فارسي) : 353، نقلًا عنه. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ق1، ص: 70 ونحن هنا أيضاً لا نريد من خلال هذا الاستعراض المختصر والسريع لبعض أحداث الماضي أن نسجّل انتصاراً لطرفٍ على آخر، وإنّما نريد الإشارة إلى أنّ ما سردناه يختزن في طيّاته مدلولين اثنين: أحدهما: أصل وقوع الخلاف بين علمائنا رضوان الله تعالى عليهم أجمعين بمستويات مختلفة أفقيّاً وعموديّاً، الأمر الذي يعني بدوره أنّ ما قد يتعثّر به القارئ في هذا الكتاب ليس- في اتّجاهه العام- بدعاً من القول، وإنّما يأتي في سياق أمور متكرّرة الوقوع. وأنا أعتبر أنّ ما وقع ويقع أمرٌ طبيعيٌّ في ظلّ غياب إمامة فكريّة ونفسيّة معصومة قائمة بالفعل، ولكنّ المهم أن يكون الاختلاف ممّا يعتقد كلّ طرفٍ من أطرافه أنّه في سبيل خطّ تلك الإمامة. والثاني: نقلُ علمائنا هذه الأخبار في كتبهم وتعرّضهم لها في كلماتهم، وبعضهم من الفقهاء أصحاب الفتوى، الأمر الذي يكشف عن عدم تحرّزهم من ذلك. ولكن حيث يكون الحديث عن الماضين، فإنّ القارئ المعاصر لا يجد مزيد حزازة في التعامل مع مجريات التاريخ، لأنّ طرف المعاملة عندما يكون ميتاً، تسري بصمات موته لتخلق شيئاً من البرودة في التعامل معه. ولذلك لا يجد المحقّق حزازةً نفسيّة في تحقيق مسألة تاريخيّة تتمحور مثلًا حول استيلاء ابن عبّاس على أموال البصرة «1»، بينما لا يستطيع تحقيق مسألة من هذا القبيل ترجع إلى إنسان معاصر أو متّصل نِسبيّاً من الناحية الزمنيّة. وفي المقابل تجعل حياتُه العلاقةَ به حيّة ملؤها الحرارة والتفاعل العاطفي الواضح، وهو ما يبرّر حالات التعاطف أو الاستنفار التي قد يتركها طرحٌ من هذا القبيل، حيث يعتبر تأريخاً لمرحلةٍ متّصلةٍ بمرحلتنا. _____________________________________ (1) انظر مثلًا: أعيان الشيعة (ط. ق) 1: 528 ،8 : 57 |
|
الألقاب |
|
اللهم صل على محمد وآل محمد انتهينا من عرض نص مقدمة المؤلف وهنا نسخة المقدمة المصورة مع وجود الملف بصيغة وورد (هنا) وسندرج الجزء الأول مصورا تباعا بحول الله تعالى وقوته وفقكم الله تعالى ونسألكم الدعاء |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 08:18 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025