منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=63)
-   -   ملف خاص عن الامام الكاظم عليه السلام متنوع المشاركات (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=62956)

نووورا انا 18-05-2009 03:19 AM

ملف خاص عن الامام الكاظم عليه السلام متنوع المشاركات
 
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

علم الامام الكاظم سلام الله عليه


إن قاعدة الرسالات الإلهية قائمة على أساس الإيمان بالغيب ، وأبرز مظاهر الغيب هو العلم به من قبل عباد اللـه المقربين ، أوليس ذات الكتاب الذي يوحى إلى النبي - أيّ نبي - ويؤمر الناس باتباعه من الغيب ؟

كيف علّم اللـه رسوله النبي الأمي كل تلك الرسالة العظيمة وذلك الكتاب الكريم ، الذي تحدّى العالمين أن يأتوا بمثل بعض سوره أو آياته .

إننا نقرأ في الكتاب حجة عيسى ابن مريم على قومه أن ينبئهم بما يدّخرون في بيوتهم .

وهكذا يكون علم الإمام الإلهي الذي تجاوز حدود علم الناس دليلاً على أنه مؤيد باللـه ، وأنه الإمام ، والحجة على الناس أجمعين .

كيف يكون هذا العلم ؟ هل يكون عبر توارث الحديث عن رسول اللـه عن جبرائيل عن اللـه ، أم عبر نكت في القلوب ونقرٍ في الأسماع ، أو عبر عمود من نور ينظر إليه الإمام متى شاء اللـه أن يعلم شيئاً فيعلم ، أم بنزول الروح - وهو أعظم من الملائكة - عليه ليلة القدر ؟!

الصحيح أن كل ذلك وربما غير ذلك مما لا نعلم من سبل العلم الإلهي يكون طريق علم الإمام ، ولم نكلف نحن بمعرفة تفاصيل ذلك ، إنما يكفينا أن الإمام يعلم - بإذن اللـه - بما يجهله الناس ، وبذلك يفضّل عليهم ، ولا بدّ أن يكون مطاعاً فيهم بإذن اللـه .

جاء في حديث شريف عن أبي عبد اللـه الصادق (ع) :

“ فال قلت : أخبرني عن علم عالمكم ؟ قال : وراثة من رسول اللـه (ص) ومن علي بن أبي طالب (ع) ، فقلت : إنَّا نتحدث أنه يقذف في قلبه أو ينكث في إذنه ، فقال : أو ذاك “ (9).

أي لعله يكون ذلك .

والإمام الكاظم نطق بعلم الرسالة في كافة الحقول ، ويكفيك وصيته لهشام التي تعتبر خلاصة حكم الأنبياء ، وزبدة رؤى الرسالات ، وما نذكره فيما يلي رشح من بحر علمه الزاخر :

1 - روي أن إسحاق بن عمار قال : ( لما حبس هارون أبا الحسن موسى (ع) دخل عليه أبو يوسف ، ومحمد بن الحسن ، صاحبا أبي حنيفة فقال أحدهما للآخر : نحن على أحد الأمرين ، إما أن نساويه أو نشكله ، فجلسا بين يديه ، فجاء رجل كان موكلاً من قبل السندي بن شاهك ، فقال : إن نوبتي قد انقضت وأنــا على الإنصراف فإن كان لك حاجة أمرتني حتى آتيك بها في الوقت الذي تخلفني النوبة ؟ فقـال : مالي حاجة ، فلما أن خرج قال لأبي يوسف :

( ما أعجب هذا يسألني أن أكلفه حاجة من حوائجي ليرجع وهو ميت في هذه الليلة ) .

فقاما فقال أحدهما للآخر : إنا جئنا لنسأله عن الفرض والسنَّة وهو الآن جاء بشيء آخر كأنه من علم الغيب .

ثم بعثا برجل مع الرجل فقالا : إذهب حتى تلزمه وتنظر ما يكون من أمره في هذه الليلة وتأتينا بخبره من الغد ، فمضى الرجل فنام في مسجد في باب داره ، فلما أصبح سمع الواعية ورأى الناس يدخلون داره فقال : ما هذا ؟ قالوا قد مات فلان في هذه الليلة فجأة من غير علة ، فانصرف إلى أبي يوسف ومحمد واخبرهما الخبر ، فأتيا أبا الحسن (ع) فقالا : قد علمنا أنك أدركت العلم في الحلال والحرام فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكل بك أنه يموت في هذه الليلة ؟ قال :

( من الباب الذي أخبر بعلمه رسول اللـه (ص) علي بن أبي طالب (ع) ) . فلمّا ردّ عليهما هذا بقيا لا يحيران جواباً ) (10) .

هكذا أوتي الإمام موسى بن جعفر (ع) علم المنايا كما أوتي ذلك من قبل أنبياء اللـه وأوليائه الكرام .

2 - وكذلك أوتي علم منطق الناس بإذن اللـه تعالى ، فقد جاء في الحديث عن ابن أبي حمزة قال : (كنت عند أبي الحسن موسى (ع) إذ دخل عليه ثلاثون مملوكاً من الحبشة اشتروا له ، فتكلم غلام منهم فكان جميلاً بكلام فأجابه موسى (ع) بلغته ، فتعجب الغلام وتعجبوا جميعاً وظنوا أنه لا يفهم كلامهم ، فقال له موسى : إني لأدفع إليك مالاً فادفع إلى كل منهم ثلاثين درهماً ، فخرجوا وبعضهم يقول لبعض : إنه أفصح منا بلغاتنا ، وهذه نعمة من اللـه علينا .

قال علي بن أبي حمزة : فلما خرجوا قلت : يابن رسول اللـه رأيتك تكلم هؤلاء الحبشيين بلغاتهم ؟! قال : نعم ، قال : وأمرت ذلك الغلام من بينهم بشيء دونهم ؟ قال : نعم أمرته أن يستوصي بأصحابه خيراً ، وأن يعطي كل واحد منهم في كل شهر ثلاثين درهماً ، لأنه لما تكلم كان أعلمهم فإنه من أبناء ملوكهم ، فجعلته عليهم وأوصيته بما يحتاجون إليه ، وهو مع هذا غلام صدق ، ثم قال : لعلك عجبت من كلامي إياهم بالحبشة ؟ قلت : إي واللـه قال : ( لا تعجب فما خفي عليك من امري أعجب وأعجب ، وما الذي سمعته مني إلاّ كطائر أخذ بمنقاره من البحر قطرة ، أفترى هذا الذي يأخذه بمنقاره ينقص من البحر ؟! والإمام بمنزلة البحر لا ينفذ ما عنده وعجائبه أكثر من عجائب البحر ) (11) .

3 - وجاء في حديث آخر يرويه علي بن حمزة قال : ( أرسلني أبو الحسن (ع) إلى رجل قدّامه طبق يبيع بفلس فلس وقال : أعطه هذه الثمانية عشر درهماً وقل له : يقول لك أبو الحسن : انتفع بهذه الدراهم فإنهــا تكفيك حتى تموت ، فلما أعطيته بكى ، فقلت : وما يبكيك ؟ قال : ولم لا أبكي وقد نعيت إليّ نفسـي ، فقلت : وما عند اللـه خير مما أنت فيه ، فسكت وقال : من أنت يا عبد اللـه ؟ فقلت علي بن أبي حمزة ، قال : واللـه لهكذا قال لي سيدي ومولاي أني باعث إليك مع علي بن أبي حمزة برسالتي ، قال علي : فلبثت نحواً من عشرين ليلة ثم أتيت إليه وهو مريض فقلت : أوصني بما أحببت أنفذه من مالي ، قال : إذا أنا متّ فزوج ابنتي من رجل دين ، ثم بع داري وادفع ثمنها إلى أبي الحسن ، واشهد لي بالغسل والدفن والصلاة . قال : فلما دفنته زوّجت ابنته من رجل مؤمن وبعت داره وأتيت بثمنها إلى أبي الحسن (ع) فزكاه وترحم عليه وقال : رد هذه الدراهم فادفعها إلى ابنته ) (12) .

4 - وإذا كان علم الأئمة من اللـه ، فإن اللـه سبحانه لا يعجزه شيء في السماوات والأرض ، وقد تقضي حكمته أن يجعل علمه عند صبي في المهد ، كما فعل بالمسيح عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا (ع) ، وهكــذا أظهر قدرته في شخص الإمام الكاظم (ع) حيث جاء في حديث شريف مأثور عن عيسى شلقان قال : ( دخلت على أبي عبد اللـه (ع) وأنا أريد أن أسأله عن أبي الخطاب فقال لي مبتدئاً من قبل أن أجلس : ما منعك أن تلقى ابني موسى فتسأله عن جميع ما تريد ؟ قال عيسى : فذهبت إلى العبد الصالح (ع) وهو قاعد في الكتّاب وعلى شفتيه أثر المداد فقال لي مبتدئاً : يا عيسى إن اللـه أخذ ميثاق النبيين على النبوة فلم يتحوّلوا عنها ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلم يتحولوا عنها أبداً ، وإن قوماً إيمانهم عارية ، وإن أبا الخطاب ممن أعير الإيمان فسلبه اللـه إياه ، فضممته إليّ وقبلت ما بين عينيه وقلـت : ذرية بعضها من بعض .

ثم رجعت إلى الصادق (ع) فقال : ما صنعت ؟ قلت : أتيته فأخبرني مبتدئاً من غير أن أسأله عن جميع ما اردت ، فعلمت عند ذلك أنه صاحب هذا الأمر ، فقال : يا عيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف ، لأجابك فيه بعلم ثم اخرجه ذلك اليوم من الكتاب ) (13).

5 - حينما يسقط الحجاب بين الرب وعبده ، وحينما يبلغ الصفاء الروحي والمعرفة الإلهية القمة ، فإن الدنيا تاتي مطيعة للعبد الصالح ، كما قال اللـه في الحديث القدسي :

“ عبدي ، أطعني تكن مِثلي ( أو مَثَلي ) أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون “ .

هكذا يروي لنا شقيق البلخي جانباً من الكرامة التي خصها اللـه تعالى لإمامنا السابع موسى بن جعفر (ع) فيقول : ( خرجت حاجّاً في سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلت القادسية فبينا أنا أنظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم ، فنظرت إلى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف ، فوق ثيابه ثوب من صوف مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان وقد جلس منفرداً ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس في طريقهم ، واللـه لأمضين إليه ولأوبخنَّه ، فدنوت فلما رآني مقبلاً قال : يا شقيق :

{ اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } (الحُجُرات/12)

ثم تركني ومضى ، فقلت في نفسي إن هذا الأمر عظيم قد تكلم بما في نفسي ونطق بإسمي ، وما هذا إلاّ عبد صالح لألحقنَّه ولأسألنه أن يحللني ، فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني ، فلما نزلنا واقصة وإذا به يصلّ وأعضاؤه تضطرب ، ودموعه تجري فقلت : هذا صاحبي أمضي إليه وأستحلّه .

فصـبرت حتى جلس ، وأقبلت نحوه فلما رآني مقبلاً قال : يا شقيق اتلُ : { وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ وءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } (طه/82)

ثم تركني ومضى ، فقلت : إن هذا الفتى لّمِنَ الأبدال ، لقد تكلّم على سرّي مرتيــن ، فلما نزلنا زُبالـة إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركــوة يريد أن يسقي ماءً ، فسقطت الركوة من يده في البئر وانا أنظر إليه ، فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول :

أنــت ربـي إذ ظمئت إلـى الماء * وقوتـي إذا أردت الطعـــــــــامـا

“ اللـهم سيدي مالي غيرها فلا تعدمنيها “ .

قال شقيق : فواللـه لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها فمد يده وأخذ الركوة وملأها ماءً ، فتوضأ وصلى أربع ركعات ، ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب ، فأقبلت إليه وسلّمت عليه ، فرد عليّ السلام فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم اللـه عليك ، فقال : يا شقيق لم تزل نعمة اللـه علينا ظاهرة وباطنة فاحسن ظنك بربك ، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكّر ، فواللـه ما شربت ألذّ منه ولا أطيب ريحاً فشبعت ورويت وأقمت أياماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً .

ثم لم أره حتى دخلنا مكة ، فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب في نصف الليل قائما يصلي بخشوع وأنين وبكاء ، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ، فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبّح ، ثم قام فصلّى الغداة وطاف بالبيت أسبوعاً وخرج فتبعته ، وإذا له غاشية وموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ، ودار به الناس من حوله يسلّمون عليه ، فقلت لبعض من رأيته بقرب منه : من هذا الفتى ؟ فقال : هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فقلت : قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلاّ لمثل هذا السيد ، ولقد نظم بعض المتقدّمـين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها فقال :

ســـل شقـــيــق البلخــــي عـــنه ومــــــا * عـا يــن منـــه ومـــا الــــذي كــان أبصـرْ

قــــال لمـــا حجـــجــت عــاينـت شخصــاً * شــاحـــب اللون ناحــــل الجـــسم أســمرْ

ســــائـراً وحـــــده ولـــيـس لــــــــه زا د * فـــمــــــــازلـــــت دائـــمـــــــا اتـــفـــكــــرْ

وتـــــوهـــمـت أنـــــه يـــسـأل النــــــاسّ * ولـــــم أدر أنـــه الحــــــج الأكــــــبــــــــر

ثـــم عـــايـــنـــتــــــه ونـــحـــن نــــــزول * دون فيـدٍ عَـــلــى الكثـــيـــب الأحـــمــــــر

يضــع الـــرمل فـي الإنـــاء ويـشـــربـــــ * ــهْ فـــنــــاديتــه وعـــقـــلــــي مـــحـــيـــر

أسقـنــي شربـــــة فــــنــاولـــنــي مـــنــــ * ـهُ فـــعــــايـــنـــتـــــه ســويـــقـاً وسكّـــــر

فســألت الحجـــيج مــــن يــــــــك هــذا ؟ * قيل هـذا الإمـام موسى بــن جعفـر(14)




(1) العلاّمة المجلسي خصص في موسوعته بحار الأنوار الجزء 48 جزءاً مفصلاً ( من ص 29 - 100 ) حول بعض معاجزه .

(2) المصدر : ( ص 213 - 215 ) .

(3) المصدر : ( ص 66) .

(4) المصدر : ( ص 45) .

(5) المصدر : ( ص 44) .

(6) المصدر / ( ص 85 ) .

(7) المصدر : ( ص 45 - 46 ) .

(8) المصدر : ( ص 46 - الرقم 30 ) .

(9) بحار الانوار : ( ج 2 ، ص 174) .

(10) المصدر : ( ص 64 ، 65) .

(11) المصدر : ( ص 70 ) ( 93/ ) .

(12) المصدر : ( ص 76) .

(13) المصدر : ( ص 58 ) .

(14) المصدر : ( ص 80 - 82 ) .


عاشق الامام الكاظم 19-05-2009 12:54 AM

اللهم صلي على محمد وال محمد
سلمت اناملكِ اختي
في ميزان اعمالج يا رب
حشركِ الله مع ال بيت النبي (صلوات الله عليهم)
لا تنسيني اختي بلدعاء

أرجوان 19-05-2009 12:46 PM

اللهم صل على محمد وال محمد
وفقك الله ..


غصون الحياة 19-05-2009 03:42 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و على آله وعجل فرجهم يا كريم

بارك الله فيك

أختي الكـريمة

طرح قيم

وفقك الله لخدمة أهل البيت

( سلام الله عليهم )


نووورا انا 20-05-2009 09:11 PM

اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُم


الحب احساس مو كلمة

ارجوان

غصون الحياة

شكرا للمرور العطر

نووورا انا 29-05-2009 10:15 PM

عبادة وزهد الامام الكاظم عليه السلام
 
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

عبادة وزهد الامام الكاظم عليه السلام


من أبرز سمات القيادات الرسالية الزهد ، والتقشف والإجتهاد في التبتل إلى اللـه تعالى ، وقد كان عصر الإمام الكاظم (ع) معروفاً بالعصر الذهبي ، وكانت بيوت السلطة العباسية تفيض بالثروات الطائلة، وتشهد حفلات المجون ، كالتي نقرأ بعضها في قصص ألف ليلة وليلة ، وفي ذات الوقت ينقل إبراهيم بن عبد الحميد ويقول : ( دخلت على أبي الحسن الأول (ع) في بيته الذي كان يصلي فيه فإذا ليس في البيت شيء إلاّ حضفة (1) وسيف معلق ومصحف ) (2).
وكان (ع) يسعى إلى بيت اللـه الحرام ماشياً لشدة تواضعه لله ، واجتهاده في العبادة ، وإذا عرفنا المسافة بين المدينة ومكة التي تقارب ( 400) كليو متر وطبيعة الصحراء في أرض الحجاز ، عرفنا مدى تحمل الإمام للصعاب في سبيل اللـه .
يقول علي بن جعفر (ع) : ( خرجنا مع أخي موسى بن جعفر (ع) في أربع عُمَرٍ يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله ، واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوماً ، وأخرى خمسة وعشرين يوماً ، وأخرى أربعة وعشرين يوماً ، وأخرى واحداً وعشرين يوماً ) (3).
أما شدة اجتهاده في الصلاة وهي قرة عين المؤمنين وملتقى الحبيب مع الحبيب فيقول عنها الحديث التالي :
“ روي أنه كان يصلي نوافل الليل ، ويصلها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ، ويخر لله ساجداً فلا يرفع رأسه من السجدة والتحميد حتى يقرب زوال الشمس ، وكان يدعو كثيراً فيقول : اللـهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب ، ويكرر ذلك ، وكان من دعائه (ع) عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك ، وكان يبكي من خشية اللـه حتى تخضلّ لحيته بالدموع ، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه ، وكان يفتقد فقراء المدينة “ (4) .
والواقع أن اجتهاد الإمام في عبادة ربه والتبتل إليه بالصلوات والأدعية ، هو السبب الذي بعثه اللـه به مقاما محموداً . وهو الذي أعطاه قدرة تحمل أعباء الرسالة التي نهض بها وضحّى بما لديه في سبيل تبليغها ، وكانت صلواته أعظم مؤنس له في ظلِّ ظُلم الطغاة ، فهذا أحمد بن عبد اللـه ينقل عن أبيه فيقول : ( دخلت على الفضل بن الربيع وهو على سطح فقال لي : إشرف على هذا البيت وانظر ما ترى ؟ فقلت : ثوباً مطروحا فقال : أنظر حسناً فتأملت فقلت : رجل ساجد ، فقال لي : تعرفه ؟ هو موسى بن جعفر أتفَّقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلاّ على هذه الحالة ، إنه يصلي الفجر فيعقب إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة ، فلا يزال ساجداً حتى تزول الشمس ، وقد وكّل من يترصّد أوقات الصلاة ، فإذا أخبره وثب يصلّي من غير تجديد وضوء ، وهو دأبه فإذا صلّى العتمة أفطر ، ثم يجدد الوضوء ثم يسجد فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر ، وقال بعض عيونه : كنت أسمعه كثيراً يقول في دعائه :
“ اللـهم إنك تعلم أنني كنت أسألك أن تفرِّغني لعبادتك ، اللـهم وقد فعلت فلك الحمد “ (5) .
أما قراءته للقرآن ، فيحدثنا عنها حفص ويقول : ( ما رأيت أحداّ أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر (ع) ولا أرجى للناس منه ، وكانت قراءته حزناً ، فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً (6).
لقد علّمه القرآن الكريم أسمى القيم ، ومن أبرزها الإشفاق على نفسه ، والسعي الدائب لتزكيتها وخلاصها من غضب الرب ، وإصلاحها لتكون موضع محبة الخالق ورضوانه .
بينما كان يرجو للناس كل خير ، ولم يكن رجاؤه مجرداً عن العمل ، بل كان (ع) يتقرب إلى اللـه بالإحسان إلى الناس ، فقد كان يتفقد فقراء أهل البيت فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير ذلك ، فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو)(7).

الهوامش
(1) الحضفة : الحيكة تعمل من الخوص للتمر ، وأيضاً يقال للثوب الغليظ جداً .
(2) المصدر : ( ص 100 ).
(3) المصدر.
(4) المصدر : ( ص 102 ).
(5) المصدر : ( ص 107 ، 108 ) .
(6) المصدر : ( ص 111 ) .
(7) المصدر : ( ص 108 )

نووورا انا 29-05-2009 10:20 PM

علم الامام الكاظم عليه السلام
 
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

علم الامام الكاظم عليه السلام

سبق الحديث عن علم الإمام ونعود هنا لنثبت رواية طريفة في علمه ، حيـث ينقل عن محمـد بن النعمان المعروف بأبي حنيفة إمام المذهب أنه قال :
( رأيت موسى بن جعفر وهو صغير السن في دهليز أبيه ، فقلت : أين يحدث الغريب منكم إذا أراد ذلك ؟ فنظر إليّ ثم قال : يتوارى خلف الجدار ويتوقَّى عن أعين الجار ، ويتجنب شطوط الأنهار ومساقط الثمار ، وأفنية الدور والطرق النافذة ، والمساجد ، ولا يستقبل القبلة ، ولا يستدبرها ، ويرفع ويضع ذلك حيث شاء .
قال : فلما سمعت هذا القول منه ، نبل في عيني ، وعظم في قلبي فقلت له : جعلت فداك ممن المعصية ؟ فنظر إليّ ثم قال : إجلس حتى أخبرك ، فجلست فقال : إن المعصية لابد أن تكون من العبد أو من ربه أو منهما جميعاً ، فإن كانت من اللـه تعالى فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله ، وان كانت منهما فهو شريكه ، والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف ، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر ، وإليه توجه النهي ، وله حق الثواب والعقاب ، ووجبت الجنة والنار فقلت :
{ ذريةً بعضها من بعض } ( آل عمران / 34) .
وروي عنه الخطيب في تاريخ بغداد ، والسمعاني في الرسالة القومية ، وأبو صالح أحمد المؤذن في الأربعين ، وابو عبد اللـه بن بطة في الإبانة ، والثعلبي في الكشف والبيان ، وكان أحمد بن حنبل مع انحرافه عن أهل البيت (ع) لما روي عنه قال : حدثني موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد وهكذا إلى النبي (ص) ثم قال أحمد : ( وهذا إسناد لو قُرِأ على المجنون أفاق ) .

نسمات شرقية 29-05-2009 11:44 PM

جزاكِ الله خيراً غاليتي
حفظكِ الرحمن

ايمان حسيني 30-05-2009 02:34 AM

السلام على باب الحوائج
السلام عليك سيدي سلام متصل بإتصال الليل والنهار
سلمت يداك غاليتي وبارك الله فيك

القلب الصبور 30-05-2009 03:52 AM

الف شكر اختي على الموضوع

قضى الله حوائجكم بحق الامام الكاظم

عاشق الامام الكاظم 30-05-2009 01:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

الله يعطيكِ العافية على الطرح الرائع

جزاكِ الله خير الجزاء


وجعلة الله في موازين حسناتكِ

سلمت يداكِ اختي

نووورا انا 01-06-2009 03:29 AM

اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُم

ايمان حسني

عاشق الامام الكاظم

شكرا للمرور لاحرمنا تواجدكم

ثائر محسن 12-07-2009 02:30 PM

من عبق راهب آل محمد --عاشق وفاء العباس
 
من عبق راهب آل محمد صلوات الله عليهم
نعزي الامة الاسلامية وامامها صاحب العصر القريب الظهور ومراجعنا العظام
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ( رحم الله شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتا وعُجنوا بنور ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ))
أن الحديث عن المعذب بالقعر والسجون حديث الاباء والعزة والشهامة
فلقد سأل هارون الرشيد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : أنت الذي تبايعك الناس سرا
قال عليه السلام : أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
القرآن يُقسم الأئمة على نوعين :
أئمة حق ، وأئمة باطل قال تعالى (وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ) وقال في موضع أخر ( وجعلناهم ائمة يهدون إلى النار )
فحتى هارون العباسي يعلم من هو موسى بن جعفر لكنه ( الملك ) كما يقول فلقد دخل عليه موسى الكاظم عليه السلام أكرمه وعانقه ويسأله عن حاله وعياله ولما قام الإمام نهض هارون وودعه باجلال واحترام فلما خرج سأله المأمون : من هذا الذي فعلت له ما لم تفعله لأحد ٍ سواه .
فقال هارون : هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر فأن أردت َ العلم الصحيح فعند هذا.
فلماذا أذن سجن وقتل الإمام هل هو اللؤم والحقد ؟؟
أما أنه المنصب ؟؟
أن ذات الإنسان أي أنسان تتحول من حقيقيتها قبل الحكم إلى حقيقة أخرى بعده ؟؟
بحيث أن أرباب المناصب يقيسون كل شيء بما يحفظ مناصبهم وسلطانهم فلا دين ولا عقل ولا وجدان ولا علم ولا شيء ألا المنصب
كما نرى اليوم من شخصيات كان لها وزن لكنها سقطت في هذا الداء الوبيل ؟؟
حتى الزعامة الدينية ليست ببعيدة عن هذا الداء الجاه السلطة ؟
وهذه الكلمة المشهورة لسماحة آية الله السيد محسن الحكيم ( للأنصاف أنه يصعب جدا بقاء العدالة للمرجع في الفتوى اذا لم تكن نفسه بمرتبة عالية ذات مراقبة ومحاسبة فأن في ذلك مزلة الاقدام ومخطرة الرجال العظام )
أما حال الأمة في عهد الإمام الكاظم عليه السلام كانت كاليوم فعشرات الارامل لم يملكن غير ثوب واحد فالعلويات الارامل في عهده لم يملكن غير ثوب واحد يتناقلنه في الصلاة فكانت تخلع الثوب وتعطيه للأخرى فتصلي به في البرد يحتمين بالشمس هذا الا يذكرني بالمهجرين وأزمة الوقود بالعراق الجريح وفقرائه .
ولقد كانت أمراة تستجدي في شوارع الكوفة وكانت تتبع احمال الرطب فتلتقط ما يسقط منه فتجمعه في كساء رثّ عليها , فمرَّ بها محمد بن ابراهيم بن أسماعيل بن أبراهيم بن طباطبا بن الحسن بن الأمام حسن عليه السلام وهو صاحب أبي السرايا لا فسألها عما تصنع بذلك فأنتسبت فأذا بتا من عائلة من الأنصار ، ثم قالت : أني امراة لا رجل لي يقوم بمؤونتي ولي بنات لا يملكن شيء فانا اتتبع هذا من الطريق واتقوته إنا وولدي ، فبكى بكاءا شديدا وقال : أنت ِ والله والله وأشباهكِ تخرجوني غدا حتى يسفك دمي .
أي ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن كلفه ذلك دمه لما يرى من الضيم والحيف والابتعاد عن الله جلّ في علاه واليوم نرى الفساد الاداري في كل مكان والرشوة والمحسوبية وانتهاء التعليم بالرشوة والغش حتى إن اغلب الطلبة لا يحسنون لغتهم العربية ،
أما الكاظم عليه السلام فكان يعيش في هذه المحن العظام نعم الإمام ضحى بنفسه من أجل اهداف عظام ذكرها بقوله عليه السلام
( طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم وقد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة ، طوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة ))
أي حبّ يعنيه الأمام الكاظم ( المتمسكين بحبنا ) حتى إن الأمام الصادق يقول ويحصر الدين بالحبّ ( وهل الدين ألا الحب ّ)
بعقيدتي ليس الحب بلقلقة لسان أنما عمل قال السجاد عليه السلام ( أحبونا حبّ الأسلام ولا تحبونا حبّ الأصنام ) لقد وقع الكثير منا في الحب الثاني حبّ الاسماء لا حبّ من يكون موسى بن جعفر لذلك في الأختبار والتمحيص يخسر المبطلون ..
موسى بن جعفر كان ثوري كما في لغة اليوم مغامر في سبيل بقاء كلمة الله هي العليا .
من خلال الثورات التي يدعمها أو الحركات الرسالية كعلي بن يقطين وغيرهم .
أن آل محمد يعلموننا ..
.قال باقرهم ( ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر )
قال صادقهم عليهم السلام ( أمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر فأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يبعدا رزقا ))
وهذا والله ما تيقنت منه .
فوالله ما سُجن موسى بن جعفر بل كان يحمد الله على هذا ما يسمونه سجن الطغاة كان يقول (( اللهم أنك تعلم طالما سألتك أن تفرغني لعبادتك ))
نعم إن من هوان الدنيا على الله ما يجري بها على آل محمد
قال جعفر الصادق عليه السلام ( أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
وقال أيضاً ( لو يعلم المؤمن مالهُ في المصائب من الأجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض )
فلنؤدي واجبنا وليكن ما يكون ولنتحدى كل طاغوت كقول موس بن جعفر لهارون ( أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
وقال له ( يا هارون ... ما ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء ثم نفنى جميعا ألى يوم ليس له أنقضاء ويخسر هنالك المبطلون )
نعم يتنقل من سجن عيسى بن جعفر إلى سجن الفضل بن ربيع إلى سجن الفضل بن يحيى وكلهم يرففضون قتله لهيبته وعبادته خوفا من نزول البلاء بهم حتى أن هارون العباسي بعث له بجارية لها من الجمال والفتنة العالية في سجنه لعله يقع في ما يتمناه هارون ولكن خرجت الجارية عابدة أثار الخشوع على نفسها واضحة ، لا ترفع رأسها وتقول : قدوس سبحانك قدوس
فقال هارون : سحرها والله موسى بن جعفر .
وفي أحد الأيام صعد هارون سطحا يشرف على السجن فكان يرى الأمام ساجدا
فقال للربيع : ما ذاك الذي أراه كل يوم
قال الربيع : يا أمير الكذا ما ذاك بثوب أنما هو موسى بن جعفر
فقال هارون : أما أن هذا من رهبان بني هاشم
فقال الربيع : فما بالك قد ضيقت عليه في الحبس
قال هارون : هيهات لا بدّ من ذلك
نعم انه المنصب والملك والجاه والرئاسة
وأذكر هنا قول الشهيد محمد باقر الصدر مخاطبا طلبته متسائلا ؟
من منا أ ُعطي دنيا هارون الذي يخاطب السحاب قائلا : أينما تمطرين يأتيني خراجك
كان يملك من الصين إلى الاندلس
نحن نلعن هارون لقتله موسى وسجنه وا عجباه لو أعطينا هذه الدنيا بيننا وبين الله ألا نقتل موسى الكاظم
صدقت يا أبا جعفر أنه التمحيص والتمييز والغربلة التي نعيشها اليوم
وكم من باكي على ظلم الشعب وهو اليوم بمكان الظالم فما قدم للشعب المظلوم
انتم أجيبوني يرحمكم الله

خادم الشيخ الكوراني 12-07-2009 03:10 PM

عظم الله اجورنا واجوركم بااستشهاد سيدنا ومولانا الامام الكاظم عليه السلام سلمت يداك اخي ثائر في ميزان حسناتك

القلم المستبصر 14-07-2009 09:21 PM

بهذه العبارات المتواضعة نخاطب ذلك الإمام العظيم:

في ذلك الوقت... عند غروب الشمس يهبّ النسيم العليل فيبدأ سعف النخيل يهمس في اذن بعضه البعض ويتناجى بنشيد ملحمة حياتك ايّها الإمام الفذ، ويرسل مع ذلك النسيم المهاجر رسالة تتضمن كل الوان الظلم التي جرت عليك...
وفي الربيع عندما ينشق ويتفجّر حزن السماء الكئيبة فتتساقط دموع السحاب، تمثّل هذه الدموع همّ وحزن اتباعك الذين يتجرّعون الوان الظلم على طول التاريخ فيبكون عليك ايّها الإمام العظيم !
لكنّ الستائر الغليظة لهذه الدموع لا يمكن ان تحول دون رؤية ملحمتك وصمودك وصبرك وبالتالي شهادتك في سبيل الحق، واذا كنّا نبكيك واقفين حتّى نجلّ فيك الصمود والوقوف، وحتّى ينهض التاريخ اجلالاً لبطولتك.
فسلام لك من اروع واشجع نقطة في اعماق قلوبنا دائماً ومن غير انتهاء..



عظم الله اجورنا واجوركم بذكر استشهاد المعذب بقعرالسجون موسى الكاظم عليه السلام

أحسنت اخينا الموالي ثائر محسن لموضوعك القيم والمحزن بحق الامام الكاظم

Dr.Zahra 14-07-2009 11:30 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعزيكم بذكرى استشهاد المعذب في قعر السجون امامنا الغريب الكاظم
ورحم الله والديكم
قضى الله جوائجكم بحق الغريب
موفقين بحق محمد وال محمد الطاهرين
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

مرتضى العاملي 15-07-2009 04:33 AM

لماذا اغتالوا الإمام الكاظم عليه السّلام ؟!
 

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

لماذا اغتالوا الإمام الكاظم عليه السّلام ؟!
الوصوليون، والنفعيّون، والعاشقون للرئاسة والسلطة، والسياسيّون الذين لا يُعْمِلون سياستهم بالدِّين.. هؤلاء غالباً ما يركبون الموجة ويردّدون مطاليب الأُمّة وشعاراتها التي تنطوي فيها آمالها، ويتملّقون لها ويطالبون بحقوقها وتحقيق أهدافها، أو يفتعلون الأحداث ويختلقون الفتن، ويستثمرون الوقائع لصالحهم، أو يخدعون الجماهير بالأضاليل، ويشترون الذممَ الرخيصة بالأموال والمغريات الدنيويّة.

وعلى كلّ حال.. يسلكون كلَّ ما يؤدّي إلى هدفهم، وهو: السلطة الحاكمة. فإذا قبضوا عليها تنكّروا لما ادّعَوا، وعاثُوا في الأرض فساداً.. يُهلكون الحرثَ والنسل، وينشرون الظلم والرذيلة. كما فعل الأُمويّون، فطغَوا وذبحوا عشرات الآلاف من المؤمنين والصحابة والتابعين والأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. وهنا وجد العبّاسيّون الفرصة مناسبةً لاستثمار النقمة الشعبيّة، فتباكَوا على ظليمة أهل البيت عليهم السّلام وركبوا التيّار العامّ.. حتّى إذا قبضوا على الحكم قتلوا أضعاف ما قتل الأُمويّون وعاثوا في الأرض ظلماً وإفساداً، تقتيلاً وتشريداً.

والمقطع التاريخيّ الذي عاشه الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام صورة موضِّحة لهذا الأمر.. نتبيّنه للمثال والاعتبار.

* * *
لقد علم العبّاسيّون أنّهم لن يصلوا إلى السلطة إلاّ من خلال التظاهر بالتعاطف مع أئمّة أهل البيت النبويّ.. ثمّ وجدوا أنفسهم بعد تسلّطهم في خوفٍ وريبةٍ إذا فسحوا المجال للأئمّة عليهم السّلام ليؤدّوا مسؤولياتهم الرسالية، فذلك يهدّد سلطتهم التي قامت على الادّعاء والنفاق. فالعبّاسيّون مغتصبون لخلافة النبيّ صلّى الله عليه وآله، والسلطة التي حصلوا عليها بعد سنواتٍ طويلةٍ من الخداع والتضليل أعزّ عليهم حتّى من أولادهم، فكيف يتركون أبناء رسول الله صلّى الله عليه وآله يوضّحون للناس شروط الخلافة ومواصفات الخليفة ؟! والحال أنّ العبّاسيّين بعيدون كلَّ البعد عن الإسلام الذي يتقمّصونه في المناسبات العامّة.. كصلاة الجمعة وصلاة العيدين، وإذا أرادوا قتل أئمّة أهل البيت اصطدموا بالمسلمين أوّلاً، وبالرَّحِميّة ثانياً؛ فهم أولاد عمّ العلويّين، فأبو طالب والد أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام هو أخو العبّاس بن عبدالمطّلب، والنبيّ صلّى الله عليه وآله هو ابن أخ العبّاس، فالعبّاسيّون المنسوبون إلى العبّاس بن عبدالمطّلب هم أولاد عمّ الأئمّة أولاد رسول الله صلّى الله عليه وآله من فاطمة الزهراء وعليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهما، ولذلك:
حينما غضب هارون الرشيد وأراد قتل الإمام موسى الكاظم عليه السّلام على ما كان يسمعه ويصله مِن أنّ الأموال تأتي من الشيعة إلى الإمام الكاظم عليه السّلام ـ أفهمَه الإمام بأنّ ذلك ليس خَراجاً وإنّما هو هديّة.. ثمّ قال عليه السّلام بعد أن استأذنه لرواية حديثٍ عن أبيه عن جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله:
ـ حدّثني أبي عن جدّي، يرفعه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله: « إنّ الرَّحِم إذا مسّت رحماً تحرّكت واضطربت.
بعدها قال عليه السّلام لهارون العبّاسيّ: فإن رأيتَ أن تناولني يدك. فما كان من هارون إلاّ أن ناوله يدَه بعد أن كان غاضباً طائشاً، ثمّ أشار إليه بأن يدنوَ منه.. فلمّا دنا الإمام موسى الكاظم عليه السّلام صافحه الرشيد وجذبه إلى صدره مليّاً، ثمّ فارقه وعينه دامعة قائلاً:
ـ إجلسْ يا موسى، فليس عليك بأس.. صدقتَ وصدق جدُّك، وصدق النبيّ، لقد تحرّك دمي واضطربت عروقي، واعلمْ أنّك لحمي ودمي.

* * *
ومع ذلك.. فإنّ العقدة ظلّت تعيش في قلوب العبّاسيين، تُريبهم وتكدّر عليهم عيشَهم وحكمهم، فيتصابرون حيناً وحيناً يطيشون قتلاً بالسيوف والسموم والسجون المظلمة الرهيبة.
وقد حاولوا أن ينتقصوا من المقام العلميّ للأئمّة عليهم السّلام، فعجزوا.. بل بان ضعف العبّاسيين وجهلهم أمامَ أهل البيت عليهم السّلام في كلّ شيء حتّى افتضحوا أمام الناس. سأله هارون الرشيد يوماً:
ـ لِمَ جوّزتُم للعامّة والخاصّة أن ينسبوكم إلى رسول الله، ويقولوا لكم: يا بني رسول الله، وأنتم بنو عليّ ؟! وإنّما يُنسَب المرء إلى أبيه، وفاطمة إنّما هي وعاء، والنبيّ جدُّكم مِن قِبلَ أُمِّكم!
ـ لو أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله نُشر، فخطب إليك كريمتك.. هل كنتَ تُجيبه ؟
قال هارون: سبحان الله! ولِمَ لا أُجيبُه ؟! بل أفتخر على العرب والعجم بذلك.
ـ لكنّه لا يخطب إليّ ولا أُزوّجه.
ـ ولِمَ ؟!
ـ لأنّه وَلَدني ولم يلدك.
ثمّ قال هارون يسأل: كيف قلتم: إنّا ذريّة النبيّ صلّى الله عليه وآله، والنبيّ لم يعقّب، وإنّما العقب للذَّكَر لا للأُنثى ؟! وأنتم وُلْد الابنة، ولا يكون لها عقب!
فأجابه الإمام موسى الكاظم عليه السّلام قائلاً:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: « ومِن ذُرّيّتِهِ داودَ وسليمانَ وأيّوبَ ويُوسُفَ وموسى وهارونَ، وكذلك نَجزي المُحسنين * وزكريّا ويَحيى وعيسى.. مَن أبو عيسى ؟
قال هارون: ليس لعيسى أب.
فقال الإمام الكاظم عليه السّلام: إنّما ألْحَقناه بذراري الأنبياء عليهم السّلام مِن طريق مريم عليها السلام، وكذلك أُلِحقْنا بذراري النبيّ صلّى الله عليه وآله مِن قِبَل أُمِّنا فاطمة عليها السّلام.
ثمّ سأله عليه السّلام: أزيدُك ؟
قال هارون: هاتِ!
فقال عليه السّلام: قول الله عزّوجلّ: « فمَن حاجَّك فيهِ مِن بَعدِ ما جاءَك مِن العِلْمِ فقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفسَنا وأنفسَكم ثمّ نبتهلْ فنجعَلْ لعنةَ اللهِ على الكاذبين ، ولم يَدَّعِ أحدٌ أنّه أدخله النبيُّ صلّى الله عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلاّ عليَّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام.
فكان تأويل قوله عزّوجلّ « أبناءَنا » الحسن والحسين، و « نساءَنا » فاطمة، و « أنفسَنا » عليّ بن أبي طالب.

*****

من كلام الامام موسى ابن جعفر عليهم السلام
عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام):
يَا هِشَامُ إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ :فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ الله وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الالْبابِ.
يَا هِشَامُ إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ وَنَصَرَ النَّبِيِّينَ بِالْبَيَانِ وَدَلَّهُمْ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ بِالادِلَّةِ فَقَالَ :وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالارْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ الله مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالارْضِ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.
يَا هِشَامُ قَدْ جَعَلَ الله ذَلِكَ دَلِيلاً عَلَى مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّ لَهُمْ مُدَبِّراً فَقَالَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَقَالَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَقَالَ إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ الله مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالارْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَقَالَ يُحْيِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الاياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَقَالَ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى‏ بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى‏ بَعْضٍ فِي الاكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَقَالَ وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَقَالَ قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَقَالَ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الاياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.يَا هِشَامُ ثُمَّ وَعَظَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَرَغَّبَهُمْ فِي الاخِرَةِ فَقَالَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الاخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ .
يَا هِشَامُ ثُمَّ خَوَّفَ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ عِقَابَهُ فَقَالَ تَعَالَى ثُمَّ دَمَّرْنَا الاخَرِينَ. وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ. وَقَالَ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى‏ أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَقْلَ مَعَ الْعِلْمِ فَقَالَ وَتِلْكَ الامْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلا الْعالِمُونَ.

يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَمَّ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ فَقَالَ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ الله قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ وَقَالَ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلا دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ. وَقَالَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ وَقَالَ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالانْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً وَقَالَ لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ وَقَالَ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ.
يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَمَّ الله الْكَثْرَةَ فَقَالَ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الارْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله وَقَالَ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالارْضَ لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الْحَمْدُ لله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَقَالَ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الارْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الْحَمْدُ لله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.
يَا هِشَامُ ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ فَقَالَ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ وَقَالَ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله وَقَالَ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ وَقَالَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَقَالَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَقَالَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَشْعُرُونَ.

نسألكم الدعاء

عشقي حيدره 15-07-2009 07:36 AM

سلمت يمنااك اخي العزيز(مرتضى العاملي)***
في ميزان اعمالك ان شاااء الله

ابوجواد السنبسي 15-07-2009 12:00 PM

سلمت الأنامل
مشكورين.

ثائر محسن 15-07-2009 12:57 PM

السلام عليكم
احسن الله لكم العزاء وشكرا للمروركم الكريم
تلميذ الشيخ الكوراني
القلم المستبصر
خادمة السيد الفالي

ثائر محسن 15-07-2009 01:00 PM

من عبق راهب آل محمد صلوات الله عليهم
نعزي الامة الاسلامية وامامها صاحب العصر القريب الظهور ومراجعنا العظام
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ( رحم الله شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتا وعُجنوا بنور ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ))
أن الحديث عن المعذب بالقعر والسجون حديث الاباء والعزة والشهامة
فلقد سأل هارون الرشيد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : أنت الذي تبايعك الناس سرا
قال عليه السلام : أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
القرآن يُقسم الأئمة على نوعين :
أئمة حق ، وأئمة باطل قال تعالى (وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ) وقال في موضع أخر ( وجعلناهم ائمة يهدون إلى النار )
فحتى هارون العباسي يعلم من هو موسى بن جعفر لكنه ( الملك ) كما يقول فلقد دخل عليه موسى الكاظم عليه السلام أكرمه وعانقه ويسأله عن حاله وعياله ولما قام الإمام نهض هارون وودعه باجلال واحترام فلما خرج سأله المأمون : من هذا الذي فعلت له ما لم تفعله لأحد ٍ سواه .
فقال هارون : هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر فأن أردت َ العلم الصحيح فعند هذا.
فلماذا أذن سجن وقتل الإمام هل هو اللؤم والحقد ؟؟
أما أنه المنصب ؟؟
أن ذات الإنسان أي أنسان تتحول من حقيقيتها قبل الحكم إلى حقيقة أخرى بعده ؟؟
بحيث أن أرباب المناصب يقيسون كل شيء بما يحفظ مناصبهم وسلطانهم فلا دين ولا عقل ولا وجدان ولا علم ولا شيء ألا المنصب
كما نرى اليوم من شخصيات كان لها وزن لكنها سقطت في هذا الداء الوبيل ؟؟
حتى الزعامة الدينية ليست ببعيدة عن هذا الداء الجاه السلطة ؟
وهذه الكلمة المشهورة لسماحة آية الله السيد محسن الحكيم ( للأنصاف أنه يصعب جدا بقاء العدالة للمرجع في الفتوى اذا لم تكن نفسه بمرتبة عالية ذات مراقبة ومحاسبة فأن في ذلك مزلة الاقدام ومخطرة الرجال العظام )
أما حال الأمة في عهد الإمام الكاظم عليه السلام كانت كاليوم فعشرات الارامل لم يملكن غير ثوب واحد فالعلويات الارامل في عهده لم يملكن غير ثوب واحد يتناقلنه في الصلاة فكانت تخلع الثوب وتعطيه للأخرى فتصلي به في البرد يحتمين بالشمس هذا الا يذكرني بالمهجرين وأزمة الوقود بالعراق الجريح وفقرائه .
ولقد كانت أمراة تستجدي في شوارع الكوفة وكانت تتبع احمال الرطب فتلتقط ما يسقط منه فتجمعه في كساء رثّ عليها , فمرَّ بها محمد بن ابراهيم بن أسماعيل بن أبراهيم بن طباطبا بن الحسن بن الأمام حسن عليه السلام وهو صاحب أبي السرايا لا فسألها عما تصنع بذلك فأنتسبت فأذا بتا من عائلة من الأنصار ، ثم قالت : أني امراة لا رجل لي يقوم بمؤونتي ولي بنات لا يملكن شيء فانا اتتبع هذا من الطريق واتقوته إنا وولدي ، فبكى بكاءا شديدا وقال : أنت ِ والله والله وأشباهكِ تخرجوني غدا حتى يسفك دمي .
أي ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن كلفه ذلك دمه لما يرى من الضيم والحيف والابتعاد عن الله جلّ في علاه واليوم نرى الفساد الاداري في كل مكان والرشوة والمحسوبية وانتهاء التعليم بالرشوة والغش حتى إن اغلب الطلبة لا يحسنون لغتهم العربية ،
أما الكاظم عليه السلام فكان يعيش في هذه المحن العظام نعم الإمام ضحى بنفسه من أجل اهداف عظام ذكرها بقوله عليه السلام
( طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم وقد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة ، طوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة ))
أي حبّ يعنيه الأمام الكاظم ( المتمسكين بحبنا ) حتى إن الأمام الصادق يقول ويحصر الدين بالحبّ ( وهل الدين ألا الحب ّ)
بعقيدتي ليس الحب بلقلقة لسان أنما عمل قال السجاد عليه السلام ( أحبونا حبّ الأسلام ولا تحبونا حبّ الأصنام ) لقد وقع الكثير منا في الحب الثاني حبّ الاسماء لا حبّ من يكون موسى بن جعفر لذلك في الأختبار والتمحيص يخسر المبطلون ..
موسى بن جعفر كان ثوري كما في لغة اليوم مغامر في سبيل بقاء كلمة الله هي العليا .
من خلال الثورات التي يدعمها أو الحركات الرسالية كعلي بن يقطين وغيرهم .
أن آل محمد يعلموننا ..
.قال باقرهم ( ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر )
قال صادقهم عليهم السلام ( أمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر فأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يبعدا رزقا ))
وهذا والله ما تيقنت منه .
فوالله ما سُجن موسى بن جعفر بل كان يحمد الله على هذا ما يسمونه سجن الطغاة كان يقول (( اللهم أنك تعلم طالما سألتك أن تفرغني لعبادتك ))
نعم إن من هوان الدنيا على الله ما يجري بها على آل محمد
قال جعفر الصادق عليه السلام ( أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
وقال أيضاً ( لو يعلم المؤمن مالهُ في المصائب من الأجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض )
فلنؤدي واجبنا وليكن ما يكون ولنتحدى كل طاغوت كقول موس بن جعفر لهارون ( أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
وقال له ( يا هارون ... ما ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء ثم نفنى جميعا ألى يوم ليس له أنقضاء ويخسر هنالك المبطلون )
نعم يتنقل من سجن عيسى بن جعفر إلى سجن الفضل بن ربيع إلى سجن الفضل بن يحيى وكلهم يرففضون قتله لهيبته وعبادته خوفا من نزول البلاء بهم حتى أن هارون العباسي بعث له بجارية لها من الجمال والفتنة العالية في سجنه لعله يقع في ما يتمناه هارون ولكن خرجت الجارية عابدة أثار الخشوع على نفسها واضحة ، لا ترفع رأسها وتقول : قدوس سبحانك قدوس
فقال هارون : سحرها والله موسى بن جعفر .
وفي أحد الأيام صعد هارون سطحا يشرف على السجن فكان يرى الأمام ساجدا
فقال للربيع : ما ذاك الذي أراه كل يوم
قال الربيع : يا أمير الكذا ما ذاك بثوب أنما هو موسى بن جعفر
فقال هارون : أما أن هذا من رهبان بني هاشم
فقال الربيع : فما بالك قد ضيقت عليه في الحبس
قال هارون : هيهات لا بدّ من ذلك
نعم انه المنصب والملك والجاه والرئاسة
وأذكر هنا قول الشهيد محمد باقر الصدر مخاطبا طلبته متسائلا ؟
من منا أ ُعطي دنيا هارون الذي يخاطب السحاب قائلا : أينما تمطرين يأتيني خراجك
كان يملك من الصين إلى الاندلس
نحن نلعن هارون لقتله موسى وسجنه وا عجباه لو أعطينا هذه الدنيا بيننا وبين الله ألا نقتل موسى الكاظم
صدقت يا أبا جعفر أنه التمحيص والتمييز والغربلة التي نعيشها اليوم
وكم من باكي على ظلم الشعب وهو اليوم بمكان الظالم فما قدم للشعب المظلوم
انتم أجيبوني يرحمكم الله

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 01:13 PM

اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم اخي الغالي ثائر
عظم الله لكم ولنا الاجر بهذه المصاب العظيم
ان شاء الله اخي لن انساك بلزيارة والدعاء
عند الكاظمين (عليهم السلام)

شيعي الدم 15-07-2009 03:39 PM

مشكوورررر....

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 03:45 PM

اللهم صلي على محمد وال محمد
عظم الله لك ولنا الاجر بمصاب سيدنا ومولانا
الامام الكاظم (عليه السلام)
ان شاء الله تعالى سازور نيابة عنك اخي
واشكرك على هذه الطرح القيم

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 05:37 PM

كيف كان الامام موسى بن جعفر(عليه السلام) يقضي أيّام سجنه :
 
كيف كان الامام (عليه السلام) يقضي أيّام سجنه :


خُلِقَت الارض كلّها في نظرِ الامامِ لتكونَ معبداً ومسجداً ـ كما جاء في حديث رسول الله (ص) ـ وَوُجِدَت الدُّنيالتكونَ مِحراباللعبادةِ ومجالاللتسبيح والتقديس ، ورحلةً للتقرّب إلى الله سبحانه والوصول إلى معرفته ، فلا تتغيّر عليه الاحوال ، ولا تختلفُ لديه الاماكنُ ، بل كلّما ضاقتْ عليه حلقاتُ المضيق،وعظمتِ الشّدائدُ،وتراكمتِ المحنُ ازداد قُرباً من الله،واستعانةً بالصّبرِ والصّلاة.فلقد اتّخذ الامام من السجن مسجداً،ومن وحشة الحبس ووحدته مُعْتَكَفاً ومأنساً بذكر الله وقربه سبحانه ، فنهاره صيام وليله مناجاة وقيام.
فقد روى أحد الّذين كُلِّفوا بمراقبةِ الامامِ في سجنِ عيسى بن جعفر أنّه سمع الامام يقول :
«اللّهمّ ! إنّكَ تعلم أ نّني كنتُ أسالكَ أن تُفَرِّغَني لعبادَتِك ، اللّهمَّ ! وقَد فَعلتَ فَلَكَ الحَمْدُ»
وعن أحمد بن عبد الله عن أبيه قال :
« دخلتُ على الفضل بن الرّبيع وهو جالسٌ على سطح ، فقال لي : أشرفْ على هذا البيت ، وانظر ماذا ترى ؟ فقلت : ثوباً مطروحاً . فقال : انظر حسناً ، فتأمّلت فقلت : رجلٌ ساجد . فقال لي : تعرفه ؟ هو موسى بن جعفر ، أتفقّدُهُ اللّيلَ والنّهارَ ، فلم أجِدْهُ في وقت من الاوقات إلاّ على هذه الحالة ، إنّه يصلِّي الفجرَ فَيُعَقِّبُ إلى أنْ تطلعَ الشمسُ ، ثمّ يسجدْ سجدةً ، فلا يزالُ ساجداً حتّى تزولَ الشمسُ ، وقد وكّل مَن يترصّدُ أوقاتَ الصّلاة ، فإذا أخبرهُ وثبَ يُصلِّي مِن غيرِ تجديدِ وضوء ، وهو دأبُهُ ، فإذا صلّى العُتمةَ أفطَرَ ، ثمّ يُجدِّدُ الوضوءَ ، ثمّ يسجِدُ فلا يزالُ يُصلِّي في جوفِ اللّيلِ حتّى يطلعَ الفجرُ »
وأضيف في رواية اُخرى :
«فهذا دأبه منذ حُوِّلَ إلَيَّ»
وجاء كذلك :
«فأمر بتسليم موسى إلى الفضل بن يحيى ، فجعله في بعض دوره ، وَوَضَعَ عليه الرّصد، فكانَ مشغولاً بالعبادة ، يُحيي اللّيل كلّه : صلاةً ، وقراءةً للقرآنِ ، ويصوم النّهار في أكثرِ الايّام ، ولا يصرفُ وجهَهُ عَنِ المحرابِ ، فوسّعَ عليه الفضل بن يحيى وأكرمه»
وهكذا كان الامام يؤثّر في سجّانيه وجلاّديه ، فقد كان يقضي أوقاته في السجن دعاءً ومناجاةً واستغفاراً ، وركوعاً وسجوداً وتفرغا للذكر والعبادة ، وهو يعـتبر ذلك منّةً من الله ورحمة ، إذ فرّغه لعبادته ، واستخلصه لنفسه .
أيّ رجل هذا ، وأيّة قوّة يمكنها أنْ تقهرَهُ ، لقد كان نورُ قلبه يُزيحُ ظُلماتِ السجون ، وصلابةُ صبرِهِ تُحطِّمُ قيودَ السجّان وإرادةَ الطّاغية ، ولذيذُ مناجاته يملا آفاقَ الوحدة والوحشة اُنساً وسُروراً ، فما عسى الجلاّدُ أنْ يصنعَ ، وماذا بوسعِ الطّاغية أن يفعل ؟ فالامام يؤثِّرُ فيمن حولَهُ ويشعُّ بسلوكه وخُلُقِهِ وروحِهِ على مَنْ يُجاورونَه .
فمِن روائع تأثيرِهِ وهَدْيِهِ،وإشعاعِ سلوكِهِ وإخلاصِهِ،ما رواهُ العامري في كتاب«الانوار»قال:
« إنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جاريةً خصيفةً ، لها جمالٌ ووضاءةٌ لِتَخدِمَهُ في السجنِ فقال : قُل له : «بَلْ أنتُمْ بهديّتكُمْ تَفرحون» . لا حاجةَ لي في هذه ولا في أمثالها ، قال : فاستطارَ هارون غضباً ، وقال : ارجع إليه وقُل له : ليسَ برضاكَ حبسناكَ ، ولا برضاكَ أخذناك ، واتركِ الجاريةَ عندهُ وانصرِفْ . قال : فمضى ورجعَ ، ثمّ قامَ هارون عن مجلسِهِ وأنفذَ الخادمَ إليهِ ليستفحّصَ عن حالِها ، فرآها ساجدة لربِّهالا ترفعْ رأسَها ، تقولُ : قدّوسٌ ، سبحانكَ ، سبحانكَ ، فقال هارون : سَحَرَها والله موسى ابن جعفر بسحره
فلعلّ هارون أراد أن يُغريَ الامامَ ويشغلَهُ عن أهدافِهِ بجمالِ الحسان ، ومُتَعِ الحياة ، منطلقاً من فهمه وتقييمه هو لنفسه ، وما درى أنّ الامام مستغرقٌ في جمال الحقِّ وفان بحبِّ الله ، قد أعرضَ عن الدُّنيا وزينَتَها ، فلا الجواري يشغلن بالَهُ ، ولا مُتَع الحياة تستهوي نفسه ، بل هو داعيةُ حقٍّ ، وصاحبُ رسالة؛ قد نذرَ نفسه لمبادئه ، وأوقفَ ذاته على ذات الله سبحانه ، فغدا مناراً يهدي بقوله وعمله ، وداعيةً يرشدُ بِصَمْتِهِ ونُطقِهِ ، فَصمتُهُ نَطَقَ بلسانِ العمل ، ونطقُهُ هَدى بكلمة الحقّ ، لذا استهوى هديُ قلبَ الجارية ، واستولى سلطانُ روحِهِ على روحها وعقلها حتّى غدت تُنادي «سبّوحٌ ، قدّوسٌ» ، مشدوهةً ساجدةً ، بعد أنْ كانت تَرتَعُ في مسارحِ اللّهوِ ، وتكرعُ في كؤوسِ الهَوى والغَرام ، وتقضي وقتها وهي تداعب أوتارَ الطّربِ وأنغامَ الشِّعر ، وتستمتعُ بِحُلَلِ الديباجِ وعقودِ اللّؤلؤ، فصار ديدنُها الصّلاةَ والتسبيحَ والتقديسَ حتّى ماتت ، وقيل إنّ موتها كان قبلَ شهادة الامام موسى بن جعفر (ع) بأيّام .
وهكذا اختطَّ الامام لاجيال المسلمين السيرة الفذّة ، والسير في طريق ذات الشوكة، رغم الصعاب والمحن، فعلّم السائرين في هذا الطّريق الصّبرَ على مرارة السّجون والثّبات على الحقِّ ، والاسـتهانةَ بأساليبِ الجلاّدين ، ووسائلِ القهرِ والارهابِ ، فقد كان الرشيدُ ينقلُ الامامَ مِن سجن إلى سجن ، فمن عيسى ابن جعفر ، إلى الفضل بن الربيع ، إلى الفضل بن يحيى ، إلى السندي بن شاهك لعلّه يُخفي شخصَ الامام ، ويقتلُ روحَ المقاومة ويُغيِّبُهُ عن الاذهان ، إلاّ أنّ وجود الامام موسى بن جعفر في السجن كان له مغزىً سياسي ، وقيمة جهادية كبرى ، وخصوصا لتنقّله بين السّجون ومتابعة أبناء الاُمّة لاخباره ، وعجز السلطة عن حسم الموقف معه .
فقد كان وجودُهُ يغذِّي روحَ الثورة والرّفض والمقاومة ، ويُضفي عليها صفةَ الشرعيّة ، لذلكَ فقد رفضَ الامام التوسّط لدى الحكّام لاخراجه من السجن ، أو اللّجوء إلى أي موقف من شأنه أنْ يُضعِفَ في الاُمّة هذه الرّوح ، فقد رفضَ وقالَ لبعضِ مَن طلبَ منه أن يُرسِلَ بعض الشّخصيات إلى هارون الرشيد للوساطة وإطلاق حرِّيّته :
« حدّثني أبي عن آبائه ، أنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى داودُ : يا داود ! إنّه ما اعتصمَ عبدَ مِن عبادي بأحَد مِن خَلقي دوني ، وعرفتُ ذلكَ منهُ إلاّ قطعتُ عنهُ أسبابَ السّماء ، وأسَخْتُ الارضَ مِن تحته » .
بهذا الردّ الحاسم الصادق عزّز موقِفَهُ وإباءَهُ وثقتَهُ بالله سبحانه .
ولمّا أحسَّ الرشيد أنّ روح المقاومة الصامتة الّتي أبداها الامام في السجن قد بدأت تأخذ طريقها إلى النفوس ، وأنّ مواقفه بدأت تتفاعل مع وعي الجمهور وإحساس الاُمّة ، خاف أن يتكثّف هذا الوعي ، وينمو ذلك الاحساس فيتحوّل إلى ثورة ، فاستشار وزيرَهُ يحيى بن خالد ، فأشار عليه باطلاق سراح الامام .
وقد نقل العلاّمة المجلسي صاحب «بحار الانوار» هذا الموقف من السلطة العباسية كالآتي:
« لمّا حَبَسَ هارونُ الرشـيد أبا إبراهيم ـ موسى بن جعفر ـ ، وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس ، تحيّر الرشيد ، فدعا يحيى بن خالد البرمكي ، فقال له : يا أبا عليّ ! أما ترى ما نحنُ فيه من هذه العجائب ؟ ألا تدبِّر في أمرِ هذا الرّجل تدبيراً تُريحنا مِن غمِّهِ ؟ فقالَ يحيى بن خالد : الّذي أراهُ لكَ يا أمير المؤمنين ! أنْ تمتَنَّ عليه ، وتَصِلَ رَحِمَهُ ، فقد والله أفسدَ علينا قلوبَ شيعتنا ، وكان يحيى يتولاّه ، وهارون لا يعلم ذلك ، فقالَ هارون : انطلِق إليه ، وأطلِقْ عنهُ الحديدَ ، وأبلِغْهُ عنِّي السّلامَ وقُل له : يقولُ لكَ ابن عمّك أنّه قد سبقَ منِّي فيكَ يمينٌ أنِّي لا اُخَلِيك حتّى تقرَّ لي بالاساءة ، وتسألَني العفوَ عمّا سَلَفَ مِنكَ ، وليسَ عليكَ في إقرارِكَ عارٌ ، ولا في مسألتك إيّايَ مَنْقَصَةٌ »
ولمّا وصل يحيى إلى الامام موسى بن جعفر وأخبرَهُ برسالة الرشيد ، رفضَ الامام أن يلبّي طلب الرشيد الّذي أراد أن يوقف الامام موقف المخاطب المعتذر ، وأجابه :
«وستعلمُ غداً إذا جاثَيْتُكَ بينَ يدي الله مَنِ الظّالِم والمُعتدي على صاحبِهِ والسّلام»
وهكذا حطّمَ الامام موسى الكاظم (ع) بصبره وثقته بالله سبحانه كلَّ وسائل الجور والارهاب من السجن والضغط والقيود والتزييف وتضليل الرأي العام ، فلم يكن أمامَ الرشيد إلاّ الحلُّ الاخير وهو اغتيال الامام ، وإنهاء حياته الشريفة ، وقد تخيّل أنّه سيسدلُ الستارَ بذلك على أروعِ فصل من فصولِ الجهـادِ والثـورةِ ضدّ الطّغيان ، وسيُطفئُ نورَ الامامةِ في أهل هذا البيت ، ويتخلّصُ من أعظمِ شخصيّة علمية وقيادية في عصره ، لذلك أقدمَ على الجريمة الكبرى ، وقرّرَ اغتيال الامام




اسالكم الدعااء

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 07:23 PM

عظم الله أجوركم ساداتي وموالي

وائمتي بمصاب سابع أنوار العترة الطاهرة(ع)

سيدي ومولاي موسى بن جعفر سلام الله عليه

عظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا رسول الله (ص)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا أمير المؤمنين (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسديتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي يا أبا صالح (ع) في جدك فلعن الله

امة اسست اساس الظلم والجور عليكم أهل البيت(ع)

ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء

والحرب وازالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها

عظم الله لكم الأجر بمصابه الجلل

السلام عليك ياسيدي ومولاي يوم ولدت طاهرا مطهرا

ويوم ظلمت ويوم استشهدت مسموما مظلوما

فلعن الله اول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد واخر تابع له على ذلك

اللهم العن العصابة التي شايعت وتابعت وبايعت على قتالهم من الأولين

والآخرين الى قيام يوم الدين "ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وَقَبْرٌ بِبَغْدَادٍ لِنَفْسٍ زَكِيَّةٍ.. تَضَمَّنَهَا الرَّحْمَنُ بِالغُرُفَاتِ







لم يكتفوا أن يسجنوا شمس الهدى ... ما بين قضبـان بسجن مظلـم ِ
لا بل أرادوا الشمس في بطن الثرى ... كي لا يشعّ ضياؤهـا للمعتـم ِ
خسئوا. فإن شمـوس آل محمّـد ... أبداً بكلّ عصورهـا لـم تُعـدَم ِ
حتى النشور تظـلّ نبـع هدايـةٍ ... وتظلّ مصباحـاً لكـلّ العالَـم ِ


عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 07:46 PM

ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)
 

http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)


http://anwaralhuda.com/vb/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 526x360 والحجم 42 كيلوبايت .http://www.aljamri.org/Cards/w_emam(7)-1424.jpg




عظم الله أجوركم ساداتي وموالي

وائمتي بمصاب تاسع أنوار العترة الطاهرة(ع)

سيدي ومولاي موسى بن جعفر سلام الله عليه

عظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا رسول الله (ص)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا أمير المؤمنين (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسديتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي يا أبا صالح (ع) في جدك فلعن الله

امة اسست اساس الظلم والجور عليكم أهل البيت(ع)

ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء

والحرب وازالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها

عظم الله لكم الأجر بمصابه الجلل

السلام عليك ياسيدي ومولاي يوم ولدت طاهرا مطهرا

ويوم ظلمت ويوم استشهدت مسموما مظلوما

فلعن الله اول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد واخر تابع له على ذلك

اللهم العن العصابة التي شايعت وتابعت وبايعت على قتالهم من الأولين

والآخرين الى قيام يوم الدين "ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

إنا لله وإنا اليه راجعون

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين




نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 07:48 PM

سيرة الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www8.0zz0.com/2008/11/07/06/488774640.gif




الإسم :



موسى (ع)



اللقب :



الكاظم



الكنية :




أبو الحسن




اسم الأب :




جعفر بن محمد الصادق (ع)




اسم الأم :





حميدة




محل الولادة :




الأبواء ـ بين مكة والمدينة




تاريخ الولادة :





7 صفر 127هـ




أشهر الألقاب :





الكاظم




كتابة الخاتم :




حسبي الله





العمر الشريف :





55 سنة





عدد البنون :




18




عدد البنات :




19




الشهادة :




25 رجب 183هـ



مدة الإمامة :




35 سنة



تاريخ الوفاة :





الجمعة 25 رجب 183 هـ




قاتله أو سبب القتل :




هارون الرشيد بسبب السم الذي سقاه إياه




مكان الدفن :




العراق - الكاظمية





نسألكم الدعاء





عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 07:50 PM

http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www.ebaa.net/khaber/2003/09/30/images/002.jpg



إمامة الكاظم (ع):

ترعرع الامام موسى بن جعفر في حضن أبيه أبي عبد الله الصادق (ع) فنهل منه العلوم الالهية وتخلق بالأخلاق الربانية حتى ظهر في صغره على سائر إخوته، وقد ذكرت لنا كتب السيرة أن مناظرة حصلت بينه وبين أبي حنيفة حول الجبر والاختيار بيّن له فيها الامام على صغر سنه بطلان القول بالجبر بالدليل العقلي ما دعا أبا حنيفة الى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الامام الصادق وخرج حائراً مبهوتاً

عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) مدة إمامته بعد أبيه في فترة صعود الدولة العباسية وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعلى رأسها المنصور العباسي، ومما أوقع الشيعة في حال اضطراب إدَِّعاء الإمامة زوراً من قبل أحد أبناء الإمام الصادق (ع) وهو عبد الله الأفطح وصار له أتباع عُرفوا بالفطحية

كما كان هناك الاسماعيلية الذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) الابن الأكبر للإمام الصادق مع أنه توفي في حياة أبيه. ولكن هذه البلبلة ساعدت في الحفاظ على سلامة الإمام الفعلي وهو الإمام موسى الكاظم (ع)، حيث اشتبه الأمر على الحكام العباسيين فلم يتمكنوا من تحديد إمام الشيعة ليضيقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطى الامام الكاظم فرصة أكبر للقيام بدوره الالهي كإمام مسدد للإمامة

منزلة الإمام (ع):

وبما أن الإمام في عقيدة الشيعة هو وعاء الوحي والرسالة، وله علامات وميزات خاصة لا يتمتع بها سواه فقد فرض الامام الكاظم نفسه على الواقع الشيعي وترسخت إمامته في نفوس الشيعة

فجسّد الإمام الكاظم (ع) دور الإمامة بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأعلمهم. وكان دائم التوجّه لله سبحانه حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسيين حيث كان دعاؤه "اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد" كما احتل الإمام (ع) مكانة مرموقة على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة في عصره. حيث برز في مواجهة الاتجاهات العقائدية المنحرفة والمذاهب الدينية المتطرفة والأحاديث النبوية المدسوسة من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكرية مما جعل المدينة محطة علمية وفكرية لفقهاء ورواة عصره يقصدها طلاب العلوم من بقاع الأرض البعيدة فكانوا يحضرون مجالسه وفي أكمامهم ألواح من الإبنوس (نوع من الخشب) كما ذكر التاريخ

وقد تخرّج من مدرسة الإمام الكاظم (ع) في المدينة، والتي كانت امتداداً لمدرسة الإمام الباقر (ع) واستمراراً لمدرسة الإمام الصادق (ع) الكثير من العلماء والفقهاء في مختلف العلوم الأسلامية انذاك

الإمام (ع) والسلطة:

عاصر الامام الكاظم (ع) من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد، وقد إتسم حكم المنصور العباسي بالشدّة والقتل والتشريد وامتلأت سجونه بالعلويين حيث صادر أموالهم وبالغ في تعذيبهم وتشريدهم وقضى بقسوة بالغة على معظم الحركات المعارضة. وهكذا حتى مات المنصور، وانتقلت السلطة إلى ولده المهدي العباسي الذي خفّف من وطأة الضغط والرقابة على ال البيت (ع) مما سمح للإمام الكاظم (ع) أن يقوم بنشاط علمي واسع في المدينة حتى شاع ذكره في أوساط الأمة

وفي خلافة الهادي العباسي الذي اشتهر بشراسته وتضييقه على أهل البيت (ع). قام الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن (ع) بالثورة على العباسيين فيما عرف فيما بعد بثورة "فخ" وسيطر على المدينة واشتبك مع الجيش العباسي في قرية "فخ" قرب مكة ولكن انتهت المعركة بفاجعة مروّعة، وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي العباسي الذي راح يتوعد ويهدّد بالإمام الكاظم (ع) فقال بصدده: "والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ولا اتبع إلا محبته لأن صاحب الوصية في أهل البيت، قتلني الله إن أبقيت عليه". ولكن وبحمد الله لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير، فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه في ممارسة الضغط والإرهاب على العلويين

إزاء هذا الأمر دعا الامام أصحابه واتباعه الى اجتناب كافة أشكال التعامل مع السلطة العباسية الظالمة التي مارست بحق العلويين ظلماً لم تمارسه الدولة الأموية ودعاهم الى اعتماد السرية التامة في تحركهم واستخدام التقية للتخلص من شر هؤلاء الظلمة

ومع كل هذا الحذر فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد والخوف من الامام (ع) فأودعه السجن وأقام عليه العيون فيه لرصد أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه. ولكنهم فشلوا في ذلك فلم يقدروا على ادانته في شيء، بل أثّر فيهم الامام (ع) بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليه، مما حدا بهارون الرشيد الى نقله من ذلك السجن الى سجن السندي بن شاهك بغية التشديد عليه والقسوة في معاملته

ورغم شدة المعاناة التي قاساها الامام (ع) في ذلك السجن فقد بقي ثابتاً صلباً ممتنعاً عن المداهنة رافضاً الانصياع لرغبات الحاكم الظالم

زوجاته وأولاده (ع):

كان غالب زوجاته (ع) من الاماء، لذلك لم يذكر أولاد من غيرهن وكان له منهن أولاد كثيرون أبرزهم علي بن موسى الرضا (ع)

وابراهيم وكان يكنى به والعباس والقاسم واسماعيل وجعفر وهارون والحسن ومن بناته فاطمة المعصومة المدفونة في قم المقدسة

شهادته (ع):

أمضى الامام الكاظم (ع) في سجون هارون الرشيد سبع سنوات، وفي رواية 13 سنة حتى أعيت هارون فيه الحيلة ويئس منه فقرر قتله، وذلك بأن أمر بدس السم له في الرطب فاستشهد سلام الله عليه في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183ه. ودفن في الكاظمية

زيارة الإمام الكاظم عليه السلام

السَّلامُ عَلَيكَ يا وَليَّ اللهِ وَابنَ وَليِّهِ،السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صَفيَّ اللهِ وَابنَ صَفيِّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمينَ اللهِ وَابنَ أمينِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نورَ اللهِ في ظُلماتِ الأرضِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إمامَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَلَمَ الدِّينِ وَالتُّقى، السَّلامُ عَلَيكَ يا خازنَ عِلْمِ النَبيينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خازِنَ عِلمِ المُرسَلينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نائِبَ الأوصياءِ السّابِقينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَعدِنَ الوَحي المُبينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صاحِبَ العِلْمِ اليَقينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَيبَةَ عِلْمِ المُرسَلينَ

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللهِ

السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ الصّالحُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ الزّاهِدُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ السَيِّدُ الرَّشيدُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها المقتولُ الشَّهيدُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا ابنَ رَسولِ اللهِ وَابنَ وَصيِّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ يا موسى بن جَعفرٍ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ



نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 07:52 PM

http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)


http://i252.photobucket.com/albums/h...52/kathum1.jpg



قصيدة بمناسبة استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام



تجري المدامع يا سجين لجل المصارع يا سجين

طوال دهري الحزن يسري يا سجين

يشهد التاريخ عنه ويروي ما عاش بحياته

صابر وزاهد وعالم ذني كلهن من صفاته

بالعلم بحر ألمعرفه وبصبر خاتم مماته


عابد وزاهد يا سجين ** والله شاهد يا سجين

دمعاتي تجري والحزن يسري يا سجين

سيدي بيومك تجدد عاشر ألطف ومصابه

وعادت أحزان الزچية وظلــع بسمارة صابه

وهاشم انجمعت تعزي وتنحب بصوت ألصحابه


تلك الرزايا يا سجين ** أعظم بلايا يا سجين


أحنيت ظهري والحزن يسري يا سجين

حالته السجان يروي يحچي أهات ومحن

تنقله الزمرة الخبيثة من سجن عاش بسجن

موسى بن جعفر أمامي والده محيي السنن


ماذا جنيته يا سجين ** يوم اعتقلته يا سجين


للاه أمري والحزن يسري يا سجين

ما يهم بالموت موسى ويدري ما عدهم رحم

قارع بصبره وتحده وناده كلا للحكم

يشبه حسين بو كفته من تحده لظم

صوتاً تجلا يا سجين بالحق علا يا سجين

أفديت عمري والحزن يسري يا سجين

أخر أيام بحياته ناده أنصاره ويكه

نلتقي باجر يشيعه على جسر موسى وعده

وشيعته طلعت تتأني يخرج وتنظر أملـه

چثه رموها يا سجين قد سمموها يا سجين

قد ضاق صدري والحزن يسري يا سجين


بقلوب تتجرع الحزن والأسى نتقدم بجليل العزاء



للنبي العظيم وآله الطيبين الطاهرين

لاسيما مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف

والعلماء الأفاضل والأمة الإسلامية ولكم بذكرى استشهاد

الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام


فعظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الجلل




نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 07:57 PM

http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www.maash.com/vb/imgcache/2913.imgcache.jpg


قصة الإمام كاظم الغيظ موسى بن جعفر سلام الله عليه



وُلد الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) يومَ الأحد السابعَ من شهر صفر سنة 128 هجرية في الأبواء 1 بين مكة والمدينة المنوّرة

أبوه : الإمامُ جعفرٌ الصادق ؛ السادسُ من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام )

أمّه : حميدة ؛ جارية من البربر ، كانت امرأة على قدر كبير من الأدب والخلق ؛ قال فيها الإمامُ الصادق : حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب

قال أبو بصير – وكان من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) : كنتُ مع أبي عبد الله – ( عليه السلام ) فلما وصلنا الأبواء وضع لنا الإمامُ طعامَ الغداء ، وفي الأثناء جاءه رسول من حميدة وقد جاءها المخاض . فنهض أبو عبد الله فرِحاً وانطلق مع الرسول ثم عاد إلينا مسروراً وقال : وهَب الله لي غلاماً وهو خير من برأ الله

وعندما وصل الإمام المدينة صنع وليمة ، ودعا إليها الفقراء ثلاثة أيام ؛ وقد اخبر الإمام الصادقُ بعض أصحابه بأنّ ابنه هذا هو الإمام من بعده .
نشأ الإمام الكاظم في أحضان أبيه ، وأدّبه فأحسن تأديبه

أطلق الناسُ عليه ألقاباً عديدة تدلّ على صفاته الأخلاقية ؛ منها : الصابر ، العبد الصالح ، الأمين ، ولكنه اشتهر بلقب ( الكاظم ) ، لأنه كان يكظم غضبه


http://www.maash.com/vb/imgcache/2914.imgcache.jpg

أمضى الإمام مع والده عشرين سنة ، وعاش بعد والده 34 سنة . . قضى نصفها في السجون المظلمة

كان الإمام الكاظم نحيفَ الجسم . . أسمرَ اللون . . كثُّ اللحية . . عليه سيماءُ الأنبياء


أخلاقه


كان رجلٌ بالمدينة يؤذي الإمام ، فكلَّما رآه شتمه وسبّ سيدنا علياً ( عليه السلام )
فقال بعض أصحاب الإمام : دعنا نؤدّبه
فنهاهم الإمام عن التعرض له بسوء
وسأل الإمام عن شغل الرجل ، فقالوا : إنّ له مزرعة خارج المدينة .فقصده الإمام واخترق المزرعة
فصاح الرجل : لا تطأ زرعنا


http://www.maash.com/vb/imgcache/2915.imgcache.jpg


واستمر الإمام في طريقه حتى وصل إليه ، فسلّم عليه وجلس عنده ، وراح يضاحكه ، ثم قال له : كم تضرّرتَ في زرعك ؟
قال الرجل : مائة دينار
فقال الإمام فكم ترجو أن يكون محصولك منه ؟
فقال الرجل : أنا لا أعلم الغيب !
فقال الإمام موضحاً : إنّما قلتُ لك كم ترجو
فقال الرجل : مائتا دينار . فأعطاه الإمام ثلاثمائة دينار
فأخذها الرجل شاكراً
وفي اليوم التالي ، وعندما ذهب الإمام إلى المسجد ، نهض الرجلُ واستقبله بحفاوة وقال له : الله أعلم حيث يجعل رسالته
وتعجب أصحاب الإمام ، فأخبرهم الإمام بما فعل ، وأوصاهم بمداراة الناس ، ومعاملتهم بالحسنى

كرَمُ الإمام

http://www.maash.com/vb/imgcache/2916.imgcache.jpg


كان الإمام الكاظم يتفقّد فقراءَ المدينة ، فيخرج في الليل ويوزّع عليهم الطعام والمال ، وكانوا لا يعرفون من أين يأتيهم ذلك

وحُكي أن المنصورَ طلب من الإمام الكاظم ( عليه السلام ) الجلوسَ للتهنئة في عيد النيروز واستلام الهدايا

فقال الإمام : إني قد فتّشتُ الأخبار عن جدّي رسولِ الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم أجد لهذا العيد خبراً وأنه سنّة للفرس ، ومحاها الإسلام ، ومعاذَ الله أن نحيي ما محاه الإسلام

ولكن المنصور أصرّ على الإمام أن يفعل ذلك ، فجلس الإمام كارهاً ودخل عليه الأمراء والقادة يهنّئونه ويقدّمون الهدايا والتحف ، وكان خادمُ المنصور يسجّل كلَّ ذلك

فجاء في آخر الناس شيخٌ طاعنٌ في السن ، فقال له : يا بن بنت رسول الله إني رجلٌ فقير ، وليس معي هدية ولكن أتحفك بثلاث أبيات قالها جدّي في جدِّك الحسين (عليه السلام )

عجبتُ لمصقول علاك فرندُهُ يومَ الهياج وقد علاك غبارُ
ولأسهم نفذتك دون حرائر يدعون جدّك والدموعُ غزارُ
ألا تغضغضت السهام وعاقَها عن جسمكَ الإجلالُ والإكبارُ


أبيات رقيقة يتعجّب فيها الشاعر لجرأة السيف على ضرب جسم علاه الغبار ، وعلى سهام تستهدف رجلاً يدافع عن بنات النبي ، وكان الأولى بالسهام أن تتحطّم إجلالاً وإكباراً له

http://www.maash.com/vb/imgcache/2917.imgcache.jpg


تأثر الإمام وقال للشيخ : اجلس بارك الله فيك ، وقال لخادم المنصور : انطلق إلى سيّدك وعرّفه بهذا المال وما يصنع به ، فذهب الخادم وعاد وهو يقول : كلها هبة مني له ، يفعل بها ما أراد
فالتفت الإمام إلى الشيخ وقال : قد وهبتُها لك

الإمام والعمل

كان الإمامُ الكاظم يحبّ العمل ، وكان له أرض يزرعها ويعمل فيها ، وذات يوم مرّ به أحد أصحابه وكان اسمه " علي " فرآه منهمكاً في العمل والعرق يتصبّب منه . فقال له ( علي )

جعلت فداك أين الرجال ؟ أليس هناك من يقوم بالعمل عنك ؟

فقال و هو يجفّف جبينه : يا علي قد عمل باليد من هو خيرٌ مني ومن أبي ، فقال علي : من هو ؟ فقال الكاظم ( عليه السلام ) : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وآبائي كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين و الأوصياء والصالحين

حكاية وعبرة


http://www.maash.com/vb/imgcache/2918.imgcache.jpg


كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) يمشي في الأزقّة يوماً فسمع غناءً ماجناً ينبعث من أحد البيوت . وفي الأثناء خرجتْ فتاة ، فتوقّف الإمام وسلّم عليها ، ثم سألها قائلاً : صاحب البيت حرٌّ أم عبد ؟
فقالت متعجّبة : بل حرّ
فقال الإمام : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده
عادت الفتاة وسألها صاحب البيت – واسمه بشر – عن سبب تأخّرها ، فقالت : مرّ رجلٌ وسألني : صاحب البيت حرّ أم عبد
فقال بشر : وبماذا أجبتيه ؟
قالت الفتاة : قلت له : حرّ ، فقال لي : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده
أطرق بشر مفكراً ، وشعر بالكلمات تهزّ أعماقه ، فانطلق خلف الإمام حافياً يعلن توبته وعودته إلى أحضان الدين والإيمان . ومن ذلك اليوم دُعي ببشر الحافي ، واشتهر بين الناس بزهده وعبادته

زهد الإمام


http://www.maash.com/vb/imgcache/2919.imgcache.jpg


كان الإمامُ مضرِبَ الأمثال في الزهد والعبادة ، وكان يطيل السجود لله معمقاً معاني العبودية للخالق القهّار

وعندما يعبد الإنسانُ ربَّه فإنه يشعر بالحرّية تملأ كيانه ، فلا يخشى شيئاً ولا يهاب شيئاً إلا الله سبحانه ؛ لهذا نرى صمودَ الإمام في وجه الظلم فلم ينحنِ لغير الله رغم ظلام السجون ، بل أنه شكر الله على السجن وعدّ ذلك نعمةً لأنه تفرّغ إلى عبادة الله سبحانه

لقد حيّرت مواقف الإمام أعداءه ، وكان بعض سجّانيه يبكي أمامه ويلتمس منه العفو

لم ينفع معه الجوعُ ، ولا القيود ، ولا ظلمة السجن في النيل من إرادته . وكان هارون يسعى في كل شيء من أجل رؤية الإمام خاضعاً

حتى انه أرسل له ذات يوم جاريةً حسناء علّها تغوي الإمام ، فعادت مبهورة بروح الإمام ، فإذا هي تترك حياة اللهو والمجون ، وتأوي إلى عبادة الله والدعاء والصلاة

في بغداد

http://www.maash.com/vb/imgcache/2920.imgcache.jpg

تُوفّيَ المنصورُ سنة 158 هجرية وخلفه في الحكم ابنُه المهدي

أراد المهديّ اتّباعَ سياسةٍ جديدة تجاه العلويين والشيعة ، فأطلق سراح السجناء السياسيين وأعاد إليهم أموالهم المصادَرة ، وراح يُنفق من بيت المال بلا حساب

حتى أنه صرف على زواج ابنه ( هارون ) أكثر من 59 مليون درهم ، ووهب الشعراء الذين يهاجمون أهل البيت الجوائزَ الضخمة


نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 08:00 PM

http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www.maash.com/vb/imgcache/2913.imgcache.jpg


قصة الإمام كاظم الغيظ موسى بن جعفر سلام الله عليه


وأراد بعضُ ذوي الأطماع التزلّف إلى السلطة ، فاختلقوا أخباراً كاذبة عن نشاط الإمام ومعارضته ، فأمر المهدي بإشخاص الإمام من المدينة إلى بغداد وزجّه في السجن ، ولكنه سرعان ما أطلق سراحه

يقول المؤرخون أن المهدي رأى ذات ليلة – في منامه – أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) يقرأ هذه الآية ويقول له : يا محمد ، فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم

فاستيقظ المهدي مذعوراً ، وأمر بإطلاق سراح الإمام في منتصف الليل


واقعة فخّ


http://www.maash.com/vb/imgcache/2921.imgcache.jpg


مرّت عشرة أعوام ، وتُوفّي المهدي ، فجاء إلى الحكم ابنُه الهادي ، وكان شابّاً نزِقاً ، معروفاً بالقسوة ، وقد ارتكب الهادي مذبحة مروّعة بأهل البيت تُشبه _ إلى حدّ بعيد – مذبحةَ كربلاء ، وذلك في واقعة فخ ، عندما حاصر الجيش العباسي ثلاثمائة ثائر بقيادة الحسين بن علي من أولاد الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وقد لقي الحسينُ مصرعه في المعركة ، واقتيد الكثيرُ منهم أسرى إلى بغداد ، فأصدر الهادي أمراً بإعدامهم

هارون الرشيد

بعد مذبحة " فخّ " توعد الهادي الإمام الكاظم بالتهديدات ، ولكنه مات قبل أن ينفِّذ تهديداته ، فجاء إلى الحكم بعده هارونُ الرشيد سنة 170 هجرية ، كان الإمام الكاظم قد بلغ من العمر 42 سنة . وفي عهد هارون سيطر البرامكة على مرافق الدولة ، وعاشوا حياة البذخ والترف والتلاعب بأموال المسلمين . واتّبع هارون الرشيد سياسةَ البطش والقتل ، وراح يطارد العلويين في كلّ مكان

المذبحة

استدعى هارونُ الرشيد " حميدَ بن قحطبة " في منتصف الليل ، وأراد ان يعرف مدى وفائه للسلطة ، فقال له : كيف وفاؤك لي ؟


http://www.maash.com/vb/imgcache/2922.imgcache.jpg


فقال حميد بن قحطبة : أفديك بأهلي وأولادي
فكرّر الرشيد سؤاله ، وأجاب ابن قحطبة : أفديك بأهلي وأولادي
وللمرة الثالثة كرر الرشيد السؤال
عندها أدرك قحطبة هدف الرشيد ، فقال : أفديك بديني

وهنا قال الرشيد : إذن انطلق مع " مسرور " 2 ونفّذ ما يأمره بك

قال مسرور لابن قحطبة – بعد أن وصلا إلى السجن : إنّ الخليفة يأمرك بقتل جميع من في السجن ورمي جثثهم في البئركان المسجونون من أولاد علي وفاطمة ، وكان عددهم 60 شخصاً فيهم الصبي الصغير والشيخ الكبير ، وراح " حميد بن قحطبة " يضرب رقابَهم الواحد تلو الآخر دون رحمة أو شفقة

وقد بلغت قسوة " الرشيد " من الفظاعة أنّه أمر بفتح الماء على قبر سيّدنا الحسين ( عليه السلام ) ، ومنَع الناسَ من زيارته والتبرك به

موقف للإمام

http://www.maash.com/vb/imgcache/2923.imgcache.jpg


كانت حكومةُ هارون الرشيد تمثّل الظلمَ والقهر والاستبداد والاعتداء على أرواح الأبرياء وممتلكاتهم ، وكان الناس يعيشون حياة القهر والبؤس والحرمان ، في حين يتمتع هو وأعوانه بحياة تشبه حياة الأساطير

السجون المظلمة تزخر بالمظلومين والأبرياء ، وهو يعيش في قصور خيالية

لهذا كان موقف الإمام ( عليه السلام ) شديداً تجاه الرشيد . وكان ينهى الناس عن التعاون مع حكمه ؛ لأنه ركون إلى الظلم ، وهو حرام

قال الإمام يوماً لصفوان الجمّال – وكان من أصحابه
-كل ّ شيء فيك حسِن لولا كِراؤك الجِمال إلى هارون
فقال صفوان : أنا لا أكريه الجمال ألا إذا أراد الحج !
فقال الإمام تحبّ ان يعود هارون سالماً حتى يعطيك أجرك ؟
فقال صفوان : نعم
فقال الإمام : من أحبّ الحياة للظالمين كان منهم
قرّر صفوان بيع جماله جميعاً حتى لا يضطرّ إلى تأجيرها للرشيد
وعندما سمع هارون ، أدرك أن صفوان قد باع الجمال استجابة للإمام ( عليه السلام ) ، فقرّر قتله ، ولكنه تراجع فيما بعد ، وظلّ يحقد على الإمام

كان موقف الإمام عدم التعاون مع الظالمين ، ولكنه كان يسمح للبعض أن يشغلوا مناصب حساسة في حكومة الرشيد لكي يخفّفوا من حدّة الظلم والقهر ، ويقدِّموا بعض العون للمظلومين ، كما حصل للوزير " علي بن يقطين " الذي كان من أتباع الإمام ، ولكنه كان يُخفي ذلك

وكان الرشيد يراقب وزيره بدقّة ، ولكنه فشل في العثور على أي مستمسك يؤيد تشيّعه للإمام الكاظم ( عليه السلام )

حوار مع هارون


http://www.maash.com/vb/imgcache/2924.imgcache.jpg


كان هارون يعتبر الإمام خطراً يهدّد حكمَه ، وكان يحاول ان يوجِّه له أسئلة محرجة . . لعلّها تُظهر عجزه وعدم قدرته

سأل الرشيدُ الإمامَ ذات يوم ، وقال له

ـ أخبرني لم فُضِّلتم علينا ونحن وأنتم من شجرة واحدة . . نحن بنو العباس وأنتم بنو أبي طالب ، وهما عمّا رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

فأجاب الإمام

ـ نحن أقرب إلى رسول الله لأن عبد الله ( والد النبي ) وأبو طالب أخوان من أم واحدة وأب واحد ، والعباس ليس من أم عبد الله
وسأله هارون سؤالاً آخر : لِمَ يدعوكم الناسُ بأنّكم أولاد رسول الله وهو جدّكم ، وأبوكم علي ؟
فقال الإمام : يا أمير المؤمنين لو بُعث النبي فخطب ابنتك هل تزوِّجه ؟
فقال هارون : نعم ، وأفتخر بذلك على العرب والعجم
فقال الإمام : أما نحن فلا يخطب منا رسول الله ولا نزوِّجه ؟
فقال هارون : ولماذا ؟

http://www.maash.com/vb/imgcache/2925.imgcache.jpg


فقال الإمام : لأنّه ولدني ولم يلدك

الخيانة

هناك نفوس مريضة لا ينفع معها كل شيء . . كخيانة علي بن إسماعيل لعمه الكاظم ( عليه السلام )

لقد عامل الإمام ابن أخيه بالإحسان ، فكان جوابه الإساءة

قرر علي بن إسماعيل السفر إلى بغداد ، فاستدعاه الإمام وسأله عن الهدف . فقال: عليّ دينٌ وأريد أن أقضيهفقال الإمام

أنا أقضي دينك ، فلا تذهب إلى بغداد

رفض علي بن إسماعيل ذلك ، وأصرّ على السفر
فقال الإمام : إذا ذهبت إلى بغداد ، فلا تشترك في قتلي
نهض علي بن إسماعيل دون جواب ، وناوله الإمام صرّة فيها ثلاثمائة دينار ينفقها على عياله


http://www.maash.com/vb/imgcache/2926.imgcache.jpg



وأمام هذا الإحسان كان عليُّ بن إسماعيل يضمر في نفسه الخيانة .
كان يريد التملّق إلى الرشيد ، وكان يعرف أنّ الطريق إلى ذلك هو اتهام الإمام

دخل علي بن إسماعيل على الرشيد ، وقال بخبث : خليفتان في زمن واحد ! . لقد تركتُ موسى بن جعفر في المدينة يدّعي الخلافة وتجبى إليه الأموال

شعر الرشيد بالغضب ، وأصدر أمره بإلقاء القبض على الإمام وإيداعه السجن في البصرة

لم يحصل علي بن إسماعيل إلاّ على جائزة تافهة قيمتها 200 درهم وخرج من القصر ذليلاً ، ولكنه شعر بآلام شديدة ، وسرعان ما لقي حتفه فخسر الدنيا والآخرة

إلى البصرة


http://www.maash.com/vb/imgcache/2927.imgcache.jpg

قَدِم الرشيدُ بنفسه إلى المدينة للإشراف على إعتقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وخرج الناس يبكون

كان الرشيد يدرك مدى حبّ الناس للإمام ، فخاف أن يحدث ردّ فعل لاعتقاله ، فأصدر أمره بنقل الإمام إلى البصرة في منتصف الليل

وفي الصباح تحرّكت قافلة باتجاه بغداد . . أشاع الرشيد بأنّها تحمل الإمام الكاظم إلى بغداد

أُلقي الإمام في زنزانة مظلمة في سجن البصرة ، وقد تعجّب حاكم البصرة من اعتقال رجلٍ على هذا المستوى من التقوى والعبادة والزهد ، وبعث إلى الرشيد برسالة يطلب فيها الإفراج عن الإمام

أمر الرشيدُ بإرسال الإمام مخفوراً إلى بغداد . . حيث أودع السجن

وقد بهرتْ أخلاقُ الإمام سجّانيه ، فتنقّل من سجن إلى سجن ، وكان الرشيدُ يسعى للتخلّص من الإمام ، فأودعه في سجن السندي بن شاهك وهو رجل غاية في القسوة والوحشية

وقضى الإمام حياته في السجن بين صلاة ودعاء وصوم ، وهو لا يزداد إلى الله إلاّ شكراً

وقد حاول البعض دفع الإمام إلى التماس العفو من الرشيد ، ولكن الإمام كان يرفض الخضوع ، وبعث برسالة إلى الرشيد يقول فيها : لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك معه يوم من الرخاء ثم نمضي معاً ! إلى يوم ليس له انقضاء لا يخسر فيه إلاّ المبطلون

كانت حالة الإمام تدعو إلى الأسف ، فأراد بعضهم نصيحة الإمام بأن يتوسّط أهل النفوذ في الخروج من السجن ، ولكن الإمام رفض ذلك أيضاً وقال : حدَّثني أبي عن آبائه أنّ الله أوصى إلى داود أنه ما اعتصم عبدٌ من عبادي بأحد من خلقي دوني إلا قطعتُ عنه أسباب السماء وأسخْتُ الأرض من تحته

وبعد أعوام طويلة قضاها الإمام في سجون العباسيين ، لقي مصرعه شهيداً بعد أن دسّ إليه الرشيدُ السمَّ في الطعام وذلك سنة 183 هجرية

وُضع جثمانُ الإمام فوق الجسر غريباً بعيداً عن أهله وأحبّته ، وادعى الرشيد أنّه تُوفيّ وفاة طبيعية ، ولكن طبيباً مرّ – صدفة – من فوق الجسر وفحص جثمان الإمام قال : إنّ الإمام قد سُقي سمّاً قاتلاً أدّى إلى موته .
وأحدثت شهادة الإمام ضجّة في بغداد ، وخلّفت مرارة في قلوب شيعة أهل البيت ( عليهم السلام )

دُفن الإمام في مقابر قريش . . . حيث مرقده الآن في مدينة الكاظمية

أصحاب الإمام

ابن أبي عمير : وقد لازم الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وبعده علياً الرضا (عليه السلام ) ثم محمداً الجواد ( عليه السلام ) ، أُلقي القبض عليه ، وطلبوا منه الاعتراف على شيعة العراق ، ولكنه رفض ذلك ، فتعرض إلى ألوان من التعذيب ، ومكث في السجن 17 سنة ، وصادروا جميع أمواله .
علي بن يقطين :وكان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، تعرّض لمطاردة الأمويين ، وعندما حكم العباسيون عاد إلى الكوفة ، وكان له علاقات حسنة معهم

عيّنه الرشيد وزيراً له ، وكان يهبّ لمساعدة المظلومين والمقهورين ؛ لذا حظي بمباركة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وقد عرض على الإمام الاستقالة ولكن الإمام ( عليه السلام ) كان يشجّعه على البقاء والاستمرار في مسؤوليته في حفظ جزء من تراث أهل البيت ( عليهم السلام )

مؤمن الطاق : وكان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) أيضاً ، كان عالماً كبيراً ومتكلماً لبقاً ، وكان له دور في التصدي للحركات الإلحادية والضالّة

هشام بن الحكم : وهو من تلامذة الإمام الصادق ( عليه السلام ) . . ترك مؤلفات كثيرة

من كلماته المضيئة

المؤمن مثل كفّتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه
ليس حسن الجوار كفّ الأذى و لكن حسن الجوار الصبر على الأذى
ينادي منادٍ يوم القيامة : ألا من كان له على الله أجرٌ فليقم . . فلا يقوم إلا من عفا وأصلح فأجره على الله
ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه



نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 08:04 PM

http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www8.0zz0.com/2008/08/18/16/308533059.jpg


السلام على المعذب في قعر السجون


حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) تشع بالنور والجمال والخير، وتحمل العطاء السمح، والتوجيه المشرق للأمة

إن حياة الإمام موسى بجميع أبعادها تتميز بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النير الذي لم يؤثر فيه أي انحراف أو التواء، وإنما كان متسماً بالتوازن، ومنسجماً مع سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهديه واتجاهه، والتزامه بحرفية الإسلام

وكان من بين تلك المظاهر الفذة التي تميزت بها شخصيته هو الصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره، فقد أمعنوا في اضطهاده، والتنكيل به، وقد أصر طغاة عصره على ظلمه فعمدوا إلى اعتقاله وزجّه في ظلمات السجون، وبقي فيها حفنة من السنين يعاني الآلام والخطوب. ولم يؤثر عنه أنه أبدي أي تذمر أو شكوى أو جزع مما ألم به، وإنما كان على العكس من ذلك يبدي الشكر لله، ويكثر من الحمد له على تفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته

فكان على ما ألمّ به من ظلم واضطهاد من أعظم الناس طاعة، وأكثرهم عبادة لله تعالى، حتى بهر هارون الرشيد بما رآه من تقوى هذا الإمام وكثرة عبادته فراح يبدي إعجابه قائلاً: (إنه من رهبان بني هاشم)

ولما سجن في بيت السندي بن شاهك، كانت عائلة السندي تطلّ عليه فترى هذه السيرة التي تحاكي سيرة الأنبياء، فاعتنقت شقيقة السندي فكرة الإمامة، وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره

إنها سيرة تملك القلوب والمشاعر فهي مترعة بجميع معاني السمو والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله. لقد كانت سيرة الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضيء بها حياتنا

ومن ظواهر شخصيته الكريمة هي السخاء، وإنه كان من أندى الناس كفاً، وأكثرهم عطاءً للمعوزين. لقد قام الإمام موسى (عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدور مهم في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى (عليه السلام) من ألمع أئمة المسلمين في علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته

ويضاف إلى نزعاته الفذّة التي لا تُحصى حلمه وكظمه للغيظ، فكان الحلم من خصائصه ومقوماته، وقد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه في ذلك شأن جدّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من سوء وأذى، ومكروه من الحاقدين عليه، بالصبر والصفح الجميل حتى لقب بالكاظم وكان ذلك من أشهر ألقابه

وما أحوج المسلمين إلى التوجيه المشرق ، والرسالة التي سطرها لنا هذا الإمام في التضحية في سبيل الله والانطلاق نحو العمل المثمر البناء



نسألكم الدعاء

مرتضى العاملي 15-07-2009 08:06 PM

عظم الله اجوكم جميعا في ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم سابع الحجج الاطهار عليهم السلام
شكرا لحضوركم جميعا وتقديركم

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 08:11 PM

http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://i252.photobucket.com/albums/h...dc465be4ef.jpg




شعر عن الإمام الكاظم عليه السلام





وما لعيني لا تبكي وقد نظرت

باب الحوائج موسى فخر عدنان

لهفي عليه سجينا طول مدته

مازال ينقل من سجن إلى ثاني

إلك يا موسى بـن جعفـر

لهيـب الـروح يتـوجـر

حزينة الشيعة لمصابـك

وتـذرف دمعـة أحبابك

إلك يا موسى بـن جعفـر

إلك يـا سابـع الأطهار

آنـه وكـل هلـي ننحـب

نعـزي الهـادي والكـرار

يل عمرك سجـن غيهـب

ووين الزهرة والمختـار

ماتـم بالحـزن ننـصـب

وانطـوف بسـواد الليـل

نشيـع نعشـك بتمثـيـل

بكل شبـر وارض نفتـر

إلك يا موسى بـن جعفـر

آنه من الصغـر مـولاي

شفت دمعة أبوي عليـك

وحق موسى بن جعفر هاي

اسمع صوته مـن ينخيـك

ويـاه أصبحت رجـواي

عشقتك بالكلـب أفديك

مـولاي وإلك هالـيـوم

اذرف دمعـه يـا مظلـوم

تشفـع والـدي وتحضـر

إلك يا موسى بـن جعفـر

يسابع نور مـن عدنـان

يا حامـل سـراج الديـن

للحـق والعـدل عنـوان

شخصـك علـة التكويـن

حـار بشانـك السـجـان

يل نورك سطـع صوبيـن

من سجن لسجـن خلـوك

اطــاوع للظـلـم رادوك

وانته لكل عـزم مصـدر

إلك يا موسى بـن جعفـر

يم (جسر الائيمه ) اليـوم

زحـفـت شيعـتـك زوار

يـا مسجـون يامسمـوم

تنعـاك بـدمـع مــدرار

يــدرون التشـيـع دوم

ثـوره اتزلـزل الاشـرار

يم جسـر الائيمـه ارواح

يمـك هـومـت تـرتـاح

والمـاي الصبـح احمـر

الك يا موسى بن جعفـر

ضريحـك مكصـد الوفـاد

وشخصك قبلـة العرفـان

وبيـك أتنورت بـغـداد

ونورك شع على الأكوان

الكل حاجه وطلـب تنـراد

أصبح قبـرك العنـوان

سمـوك بـابـو طلـبـه

تكشف كل محـن صعبـه

ابن حنبل شهد مـن قـر

إلك يا موسى بـن جعفـر

يسـر يمفسـر الآيات

يل جفـك طفـح بالجـود

طورك بالسجـن سجـدات

طويلة أتسبح المعبـود

ونارك تكشـف الأزمات

وسجانـك صبـح نمـرود

نعـاك بحسرتـه التأويـل

وبصوته اتنحـب جبريـل

واسرافـيـل والمحـشـر

إلك يا موسى بـن جعفـر




نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

مرتضى العاملي 15-07-2009 08:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الامام الكاظم (المشاركة 847046)
اللهم صلي على محمد وال محمد

عظم الله لك ولنا الاجر بمصاب سيدنا ومولانا
الامام الكاظم (عليه السلام)
ان شاء الله تعالى سازور نيابة عنك اخي

واشكرك على هذه الطرح القيم



احسن الله لك اخي الفاضل وتقبل الله زيارتكم وهذه افضل هدية تقدمها لاخيل المقصر في زيارة نيابة عني
لك شاركا
ولك خالص دعائي

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 08:15 PM

http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)


http://anwaralhuda.com/vb/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 640x427 والحجم 64 كيلوبايت .http://www3.0zz0.com/2008/07/25/04/877741215.jpg


الإمام السابع : أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام )


ولادته ( عليه السلام )

ولد بالأبواء بين مكة والمدينة يوم الأحد في 7 صفر سنة 128 ه‍

إمامته ( عليه السلام )

كان ( عليه السلام ) نموذج عصره ، وفريد دهره ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، مهيب الطلعة ، كثير التعبد ، يطوي ليله قائما ونهاره صائما ، عظيم الحلم ، شديد التجاوز ، حتى سمي لذلك كاظما ، لاقى من المحن ما تنهد لهولها الجبال فلم تحرك منه طرفا ، بل كان ( عليه السلام ) صابرا محتسبا كحال آبائه وأجداده ( عليهم السلام ) . يعرف بأسماء عديدة منها : العبد الصالح ، والكاظم ، والصابر ، والأمين

وفاته

وقد اتفقت كلمة المؤرخين على أن هارون الرشيد قام باعتقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وإيداعه السجن لسنين طويلة مع تأكيده على سجانيه بالتشديد والتضييق عليه

قال ابن كثير

فلما طال سجن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كتب إلى الرشيد : " أما بعد يا أمير المؤمنين إنه لم ينقض عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء ، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون "

ولم يزل ذلك الأمر بالإمام ( عليه السلام ) ، ينقل من سجن إلى سجن حتى انتهى به الأمر

إلى سجن السندي بن شاهك ، وكان فاجرا فاسقا ، لا يتورع عن أي شئ تملقا ومداهنة للسلطان ، فغالى في سجن الإمام ( عليه السلام ) وزاد في تقييده حتى جاء أمر الرشيد بدس السم للكاظم ( عليه السلام ) ، فأسرع السندي إلى إنفاذ هذا الأمر العظيم ، واستشهد الإمام ( عليه السلام ) بعد طول سجن ومعاناة في عام 183 ه‍

ولما كان الرشيد يخشى ردة فعل المسلمين عند انتشار خبر استشهاد الإمام ( عليه السلام ) ، لذا عمد إلى حيلة ماكرة للتنصل من تبعة هذا الأمر الجلل ، فقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني وغيره: أن الإمام الكاظم لما توفي مسموما أدخل عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد ، وفيهم الهيثم بن عدي وغيره ليشهدوا على أنه مات حتف أنفه دون فعل من الرشيد وجلاوزته ، ولما شهدوا على ذلك أخرج بجثمانه الطاهر ووضع على الجسر ببغداد ونودي بوفاته

ودفن في بغداد في الجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش المشهورة في أيامنا هذه بالكاظمية

فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد سجينا مظلوما مسموما ، ويوم يبعث حيا


نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 08:18 PM

انطباعات عن شخصية الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)


أجمع المسلمون - على اختلاف نحلهم ومذاهبهم - على أفضلية أئمّة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وأعلميّتهم ، وسموّ مقامهم ، ورفعة منزلتهم، وقدسيّة ذواتهم وقرب مكانتهم من الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) حتّى تنافسوا في الكتابة عنهم، وذكر أحاديث الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) فيهم، وبيان سيرهم، وأخلاقهم، وذكر ما ورد من حكمهم وتعاليمهم

ولا غرو في ذلك بعد أن قرنهم الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بالقرآن الكريم ـ كما ورد في حديث الثقلين- ووصفهم النبي(صلى الله عليه وآله) بسفينة نوح التي من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى، ومثّلهم بباب حطّة الذي من دخله كان آمناً. الى كثير من أحاديثه(صلى الله عليه وآله) في بيان فضلهم، والتنويه بعظمة مقامهم

ونقدّم في هذا الفصل بعض الانطباعات ممّن عاصر الإمام الكاظم(عليه السلام) عنه وممّن تلا عصره

1 ـ قال عنه الإمام الصادق(عليه السلام)

فيه علم الحكم، والفهم والسخاء والمعرفة فيما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق، وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله عزّ وجلّ

2 ـ قال هارون الرشيد لإبنه المأمون وقد سأله عنه

هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلقه، وخليفته على عباده

وقال له أيضاً

يا بنيّ هذا وارث علم النبيين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا

3 ـ قال المأمون العباسي في وصفه

قد أنهكته العبادة، كأنه شنّ بال، قد كلم السجود وجهه وأنفه

4 ـ كتب عيسى بن جعفر للرشيد

لقد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدّة، فما وجدته يفترعن العبادة، ووضعت من يسمع منه مايقوله في دعائه فما دعا عليك ولا عليّ، ولا ذكرنا بسوء، وما يدعو لنفسه إلاّ بالمغفرة والرحمة، فإن أنت انفذت اليّ من يتسلّمه مني وإلاّ خليت سبيله، فإني متحرّج من حبسه

5 ـ قال أبو علي الخلال ـ شيخ الحنابلة ـ

ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به، إلاّ وسهّل الله تعالى لي ما أحبّ

6 ـ قال أبو حاتم

ثقة صدوق، إمام من ائمّة المسلمين

7 - قال الخطيب البغدادي

كان سخيّاً كريماً، وكان يبلغه عن الرجل أنّه يؤذيه، فيبعث إليه بصُرّة فيها ألف دينار، وكان يصرّ الصرر: ثلاثمائة دينار، وأربعمائة دينار، ومائتي دينار ثم يقسّمها بالمدينة، وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى

8 ـ قال ابن الصبّاغ المالكي

وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة، وفضائله وصفاته الباهرة، تشهد له بأنّه افترع قبّة الشرف وعلاها، وسما الى أوج المزايا فبلغ علاها، وذلّلت له كواهل السيادة وامتطاها، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فأصطفاها

9 ـ قال سبط ابن الجوزي

موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، ويلقّب بالكاظم والمأمون والطيّب والسيّد، وكنيته أبو الحسن، ويدعى بالعبد الصالح لعبادته، واجتهاده وقيامه بالليل

10 ـ قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي

هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكبير المجتهد الجادّ في الاجتهاد، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، المشهور بالكرامات، يبيت الليل ساجدا وقائما، ويقطع النهار متصدّقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي (كاظماً). كان يجازي المسيء باحسانه إليه، ويقابل الجاني بعفوه عنه، ولكثرة عبادته كان يسمّى بـ (العبد الصالح) ويعرف في العراق بــ (باب الحوائج الى الله) لنجح مطالب المتوسّلين الى الله تعالى به . كراماته تحار منها العقول، وتقضي بان له عند الله قدم صدق لا تزال ولا تزول

11 ـ قال أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني

هوالإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجّة، الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما،المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين ( كاظماً ) وهو المعروف عند أهل العراق بـ (باب الحوائج) لأنه ما خاب المتوسّل به في قضاء حاجة قط... له كرامات ظاهرة، ومناقب باهرة، افترع قمة الشرف وعلاها، وسما الى اوج المزايا فبلغ علاها

12 ـ قال محمد بن أحمد الذهبي

كان موسى من أجود الحكماء، ومن عبادالله الاتقياء، وله مشهد معروف ببغداد ، مات سنة ثلاث وثمانين وله خمس وخمسون سنة

13 ـ قال ابن الساعي

الإمام الكاظم : فهو صاحب الشأن العظيم، والفخر الجسيم، كثير التهجّد، الجادّ في الاجتهاد، المشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادات، المواظب على الطاعات، يبيت الليل ساجدا وقائما، ويقطع النهار متصدّقاً وصائماً

14 - قال عبدالمؤمن الشبلنجي

كان موسى الكاظم رضي الله عنه أعبد أهل زمانه، وأعلمهم، واسخاهم كفّاً، وأكرمهم نفساً، وكان يتفقّد فقراء المدينة فيحمل إليهم الدراهم والدنانير الى بيوتهم ليلاً، وكذلك النفقات، ولا يعلمون من أيّ جهة وصلهم ذلك، ولم يعلموا بذلك إلاّ بعد موته. وكان كثيراً ما يدعو

« اللّهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب »

15 - قال عبد الوهاب الشعراني

احد الأئمة الاثني عشر، وهو ابن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، كان يكنّى بـ (العبد الصالح) لكثرة عبادته واجتهاده وقيامه الليل، وكان إذا بلغه عن احد يؤذيه يبعث إليه بمال

16 ـ قال عبد الله الشبراوي الشافعي

كان من العظماء الاسخياء، وكان والده جعفر يحبّه حبّاً شديداً، قيل له: ما بلغ من حبّك لموسى؟

قال : وددت أن ليس لي ولد غيره، لئلاّ يشرك في حبّي أحد

ثم تحدث عن الإمام(عليه السلام) ونقل بعض كلامه

17 ـ قال محمد خواجه البخاري

ومن أئمة أهل البيت: أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما، كان رضي الله عنه صالحاً، عابداً، جواداً، حليماً، كبير القدر، كثير العلم، كان يدعى بـ (العبد الصالح) وفي كل يوم يسجد لله سجدة طويلة بعد ارتفاع الشمس الى الزوال

وبعث الى رجل يؤذيه صرّة فيها ألف دينار

طلبه المهدي بن المنصور من المدينة الى بغداد فحبسه، فرأى المهدي في النوم علياً كرّم الله وجهه يقول: يا مهدي « فهل عسيتم أن تولّيتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم » فأطلقه

18 ـ قال محمد أمين السويدي

هوالإمام الكبير القدر، الكثير الخير،كان يقوم ليله، ويصوم نهاره، وسمّي (كاظماً) لفرط تجاوزه عن المعتدين ... له كرامات ظاهرة، ومناقب لا يسع مثل هذا الموضع ذكرها

19 ـ قال محمود بن وهيب القراغولي البغدادي الحنفي

هو موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وكنيته أبو الحسن، والقابه أربعة: الكاظم، والصابر، والصالح، والامين، الأول هو الاشهر، وصفته معتدل القامة أسمر، وهو الوارث لأبيه رضي الله عنهما علماً ومعرفة وكمالا وفضلا سمي بـ (الكاظم) لكظمه الغيظ، وكثرة تجاوزه وحلمه. وكان معروفاً عند أهل العراق بـ (باب قضاء الحوائج عند الله) وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم ، واسخاهم

20 - قال محمد أمين غالب الطويل

وكان العلويون يقتدون بالرجل العظيم، الإمام موسى الكاظم، والمشهور بالتقوى، وكثرة العبادة، حتى سماه المسلمون (العبد الصالح) وكان يلقب أيضاً بــ (الرجل الصالح ) تشبيها له بصاحب موسى بن عمران، المذكور في القرآن، وكان الإمام الكاظم كريماً وسخياً







نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 08:26 PM

http://farm4.static.flickr.com/3257/...0d322fac_o.gif




مظاهر من شخصية الإمام الكاظم (عليه السلام)



1 ـ وفور علمه :

لقد شهد للإمام موسى الكاظم(عليه السلام) بوفور علمه أبوه الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) إذ قال عنه

«إنّ ابني هذا لو سألته عمّا بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم»

وقال أيضاً:

«وعنده علم الحكمة، والفهم، والسخاء، والمعرفة بما يحتاج إليه الناس فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم»

ويكفي لمعرفة وفور علومه رواية العلماء عنه جميع الفنون من علوم الدين وغيرها مما ملأوا به الكتب، وألّفوا المؤلّفات الكثيرة، حتى عرف بين الرواة بالعالم

وقال الشيخ المفيد:

وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى فأكثروا، وكان أفقه أهل زمانه

2 - عبادته وتقواه :

نشأ الإمام موسى (عليه السلام) في بيت القداسة والتقوى، وترعرع في معهد العبادة والطاعة، بالاضافة الى أنه قد ورث من آبائه حب الله والايمان به والاخلاص له فقد قدموا نفوسهم قرابين في سبيله ، وبذلوا جميع إمكانياتهم في نشر دينه والقضاء على كلمة الشرك والضلال فأهل البيت أساس التقوى ومعدن الايمان والعقيدة، فلولاهم ماعبد الله عابد ولا وحّده موحّد. وما تحقّقت فريضة، ولا أقيمت سنة ، ولا ساغت في الاسلام شريعة

لقد رأى الإمام(عليه السلام) جميع صور التقوى ماثلة في بيته، فصارت من مقوّمات ذاته ومن عناصر شخصيته، وحدّث المؤرخون أنه كان أعبد أهل زمانه حتى لقّب بالعبد الصالح، وبزين المجتهدين إذ لم تر عين انسان نظيراً له قط في الطاعة والعبادة. ونعرض انموذجاً من مظاهر طاعته وعبادته

أ ـ صلاته

إنّ أجمل الساعات وأثمنها عند الإمام(عليه السلام) هي الساعات التي يخلو بها مع الله عزّ اسمه فكان يقبل عليه بجميع مشاعره وعواطفه وقد ورد: أنه إذا وقف بين يدي الله تعالى مصلّياً أو مناجياً أو داعياً ارسل ما في عينيه من دموع، وخفق قلبه، واضطرب موجدة وخوفاً منه، وقد شغل أغلب أوقاته في الصلاة «فكان يصلّي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح، ثم يعقب حتى تطلع الشمس، ويخرّ لله ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد حتى يقرب زوال الشمس ، من مظاهر طاعته أنه دخل مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) في أول الليل فسجد سجدة واحدة وهو يقول بنبرات تقطر إخلاصاً وخوفا منه

« عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك»

ولمّا أودعه طاغية زمانه الملك هارون الرشيد في ظلمات السجون تفرغ للطاعة والعبادة حتى بهر بذلك العقول وحير الالباب، فقد شكر الله على تفرغه لطاعته قائلا :

« اللّهم انّني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهمّ وقد فعلت فلك الحمد»

لقد ضرب الإمام المثل الأعلى للعبادة فلم يضارعه أحد في طاعته واقباله على الله، فقد هامت نفسه بحبه تعالى، وانطبع في قلبه الايمان العميق

وحدّث الشيباني عن مدى عبادته، فقال : كانت لأبي الحسن موسى (عليه السلام) في بضع عشر سنة سجدة في كل يوم بعد ابيضاض الشمس الى وقت الزوال وقد اعترف عدوه هارون الرشيد بأنه المثل الأعلى للانابة والايمان، وذلك حينما أودعه في سجن الربيع فكان يطل من أعلى القصر فيرى ثوباً مطروحاً في مكان خاص من البيت لم يتغير عن موضعه فيتعجب من ذلك ويقول للربيع

«ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع» ؟ !

ـ يا أمير المؤمنين: ما ذاك بثوب، وإنما هو موسى بن جعفر، له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس الى وقت الزوال

فبهر هارون وانطلق يبدي إعجابه

ـ أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم ! !

والتفت إليه الربيع بعد ما سمع منه اعترافه بزهدالإمام وعزوفه عن الدنيا طالباً أن يطلق سراحه ولا يضيّق عليه قائلاً

يا أمير المؤمنين: ما لك قد ضيّقت عليه في الحبس ! ! ؟

فأجابه هارون بما انطوت عليه نفسه من عدم الرحمة والرأفة قائلاً

«هيهات: لابد من ذلك !»

ب ـ صومه

كان الإمام(عليه السلام) يصوم في النهار ويقوم مصلّياً في الليل، خصوصاً لمّا سجنه هارون فإنه لم يبارح العبادة الاستحبابية بجميع أنواعها من صوم وغيره، وهو يشكر الله ويحمده على هذا الفراغ الذي قضاه في عبادته

ج ـ حجّه

وما من شيء يحبه الله وندب إليه إلاّ فعله الإمام عن رغبة واخلاص، فمن ذلك أنه حج بيت الله ماشياً على قدميه، والنجائب تقاد بين يديه، وقد حج معه أخوه علي بن جعفر وجميع عياله أربع مرات، وحدّث علي بن جعفر عن الوقت الذي قطعوا به طريقهم فقال: كانت السفرة الاُولى ستاً وعشرين يوماً، والثانية كانت خمساً وعشرين يوماً، والثالثة كانت أربعاً وعشرين يوماً، والرابعة كانت إحدى وعشرين يوماً

د ـ تلاوته للقرآن

كان الذكر الحكيم رفيق الإمام في خلواته، وصاحبه في وحشته وكان يتلوه بامعان وتدبر، وكان من أحسن الناس صوتا به، فاذا قرأ يحزن، ويبكي السامعون لتلاوته

وحدّث حفص عن كيفية تلاوته للقرآن فقال: وكان قراءته حزناً فاذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً بهذه الكيفية كان يتلو آيات الذكر الحكيم فكان يمعن في تعاليمه ويمعن في آدابه، ويتبصر في أوامره ونواهيه وأحكامه

هـ ـ عتقه للعبيد

ومن مظاهر طاعة الإمام(عليه السلام) عطفه واحسانه على الرقيق فقد أعتق الف مملوك[13] كل ذلك لوجه الله، وابتغاء مرضاته، والتقرب إليه

3 ـ زهده :

كان الإمام في طليعة الزاهدين في الدنيا والمعرضين عن نعيمها وزخارفها فقد اتجه الى الله ورغب فيما أعدّه له في دار الخلود من النعيم والكرامة، وقد حدثنا عن مدى زهده ابراهيم بن عبد الحميد فقال: دخلت عليه في بيته الذى كان يصلي فيه، فاذا ليس في البيت شيء سوى خصفة، وسيف معلق، ومصحف، لقد كان عيشه زهيداً، وبيته بسيطاً فلم يحتو على شيء حتى من الأمتعة البسيطة التي تضمها بيوت الفقراء الأمر الذي دل على تجرده من الدنيا، وإعراضه عنها. على أنه كانت تجبى له الأموال الطائلة، والحقوق الشرعية من العالم الشيعي، بالاضافة الى أنه كان يملك البسرية وغيرها من الأراضي الزراعية التي تدر عليه بالاموال الخطيرة، وقد أنفق جميع ذلك بسخاء على البائسين والمحرومين في سبيل الله وابتغاء مرضاته، وكان(عليه السلام) دوماً يتلو على أصحابه سيرة أبي ذر الصحابي العظيم الذي ضرب المثل الاعلى لنكران الذات والتجرد عن الدنيا والزهد في ملاذها، فقال (عليه السلام):

«رحم الله أبا ذر . فلقد كان يقول: جزى الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير، أتغدى بأحدهما، وأتعشى بالآخر، وبعد شملتي الصوف أئتزر باحدهما وارتدي بالاُخرى...»

4 ـ جوده وسخاؤه :


لقد تجلّى الكرم الواقعي، والسخاء الحقيقي في الإمام فكان مضرب المثل في الكرم والمعروف، فقد فزع إليه البائسون والمحرومون لينقذهم من كابوس الفقر وجحيم البؤس وقد أجمع المؤرخون أنه أنفق(عليه السلام) جميع ما عنده عليهم كل ذلك في سبيل الله لم يبتغ من أحد جزاءاً أو شكورا، وكان(عليه السلام) في صِلاته يتطلب الكتمان وعدم الذيوع لئلا يشاهد على الآخذ ذلة الحاجة، وكان يلتمس في ذلك وجه الله ورضاه، ولهذا كان يخرج في غلس الليل البهيم فيصل الطبقة الضعيفة ببرّه وإحسانه وهي لا تعلم من أيّ جهة تصلها تلك المبرة، وكان يوصلهم بصراره التي تتراوح ما بين المائتي دينار الى الاربعمائة دينار[1] وكان يضرب المثل بتلك الصرار فكان أهله يقولون

«عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي القلة والفقر!!»

وبلغ من عطفه المستفيض أنه إذا بلغه عن شخص يؤذيه ويسيء إليه بعث له بصرّة فيها ألف دينار وقد قامت هباته السرية وصلاته الخفية بإعاشة فقراء يثرب، فكانوا جميعاً يرتعون بنعمته ويعيشون من عطاياه.

وحدّث عيسى بن محمّد القرطي قال : «زرعت بطيخاً وقثاءً وقرعا في موضع بالجوانيّة على بئر يقال لها اُم عضام

فلمّا استوى الزرع بغتني الجراد، فأتى على الزرع كلّه، وكنت قد غرمت عليه مع ثمن جملين مائة وعشرين ديناراً. فبينما أنا جالس إذ طلع عليّ الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) فسلّم ثم قال لي: كيف حالك؟

فقلت: أصبحت كالصريم بغتني الجراد فأكل كل زرعي

فقال: كم غرمت فيه؟

فقلت: مائة وعشرين ديناراً مع ثمن الجملين

فالتفت (عليه السلام) لعرفة وقال له: زن لابن المغيث مائة وخمسين ديناراً. ثم قال لعيسى: فربحك ثلاثون ديناراً مع الجملين

5 ـ حلمه :

وكان الحلم من أبرز صفات الإمام موسى(عليه السلام) فقد كان مضرب المثل في حلمه وكظمه للغيظ، وكان يعفو عمن أساء إليه، ويصفح عمن اعتدى عليه، ولم يكتف بذلك وانماكان يحسن لهم ويغدق عليهم بالمعروف ليمحو بذلك روح الشر والانانية من نفوسهم، وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من حلمه فقد رووا: «أن شخصاً من احفاد عمر بن الخطاب كان يسيء للامام، ويكيل السب والشتم لجده أمير المؤمنين(عليه السلام) فأراد بعض شيعة الإمام اغتياله فنهاهم (عليه السلام) عن ذلك ورأى أن يعالجه بغير ذلك فسأل عن مكانه فقيل: أنه يزرع في بعض نواحي المدينة، فركب(عليه السلام) بغلته ومضى إليه متنكراً، فوجده في مزرعته فأقبل نحوه، فصاح به: لا تطأ زرعنا واستمر الإمام حتى وصل إليه، ولمّا انتهى إليه جلس الى جنبه وأخذ يلاطفه ويحدّثه بأطيب الحديث، وقال له بلطف ولين :

ـ كم غرمت في زرعك هذا ؟

- مائة دينار

- كم ترجو أن تصيب منه ؟

- أنا لا أعلم الغيب !

- انما قلت لك : كم ترجو أن يجيئك منه ؟

- أرجو أن يجيئني منه مئتا دينار

فأعطاه (عليه السلام) ثلاثمائة دينار، وقال: هذه لك وزرعك على حاله فتغير العمري، وخجل من نفسه على ما فرط من قبل في حق الامام، وتركه (عليه السلام) ومضى الى الجامع النبوي، فوجد العمري قد سبقه، فلما رأى الإمام مقبلاً قام إليه تكريماً وانطلق يهتف

(الله أعلم حيث يجعل رسالته) في من يشاء»

فبادر إليه اصحابه منكرين عليه هذا الانقلاب، فأخذ يخاصمهم، ويتلو عليهم مناقب الإمام ومآثره، ويدعو له، فالتفت(عليه السلام) إلى أصحابه قائلا:

أيّما كان خيراً؟ ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار؟»

ومن آيات حلمه(عليه السلام) أنه اجتاز على جماعة من حسّاده وأعدائه، وكان فيهم ابن هياج فأمر بعض اتباعه أن يتعلق بلجام بغلة الإمام ويدّعيها فمضى الرجل الى الإمام وتعلق بزمام بغلته فادعاها له فعرف الإمام غايته فنزل عن بغلته وأعطاها له لقد أقام(عليه السلام) بذلك أسمى مثل للانسانية الفذّة والحلم الرفيع

وكان(عليه السلام) يوصي أبناءه بالتحلّي بهذه الصفة الرفيعة ويأمرهم بالصفح عمن أساء إليهم فقد جمعهم وأوصاهم بذلك فقال

«يا بُنيّ : إني أوصيكم بوصية من حفظها انتفع بها، إذا أتاكم آت فأسمع أحدكم في الاذن اليمنى مكروهاً ثم تحوّل الى اليسرى فاعتذر لكم، وقال: إني لم أقل شيئاً فاقبلوا عذره»

6 ـ ارشاده وتوجيهه :

إنّ إرشاد الناس الى الحق وهدايتهم الى الصواب من أهم الأمور الاصلاحية التي كان الإمام يعنى بها، فقد قام بدور مهم في انقاذ جماعة ممن أغرّتهم الدنيا وجرفتهم بتيّاراتها. وببركة ارشاده ووعظه لهم تركوا ما هم فيه من الغيّ والضلال وصاروا من عيون المؤمنين. وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة له في هذا المجال فقد رووا قصته مع بشر الحافي، إذ كان في بداية أمره ـ فيما يقول الرواة ـ يتعاطى الشراب ويقضي لياليه وأيامه في المجون والدعارة فتاب ببركة إرشاد الإمام(عليه السلام) وتوجيهه كما سوف نشير الى قصّته مع الإمام (عليه السلام) فيما سيأتي

وممن أرشدهم الإمام(عليه السلام) الى طريق الحق: الحسن بن عبدالله، فقد كان شخصية مرموقة عند الملوك زاهداً في الدنيا، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم، فاجتمع بالامام فقال(عليه السلام) له

يا أبا علي ، ما أحب اليّ ما أنت عليه، وأسرني به، إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة

قال: وما المعرفة ؟

فقال له: تفقّه واطلب الحديث

فذهب الرجل فكتب الحديث عن مالك وعن فقهاء أهل المدينة، وعرضه على الإمام فلم يرض (عليه السلام)، وأرشده الى فقه أهل البيت وأخذ الأحكام منهم، والاعتراف لهم بالامامة فانصاع الرجل لذلك واهتدى

لقد كان (عليه السلام) يدعو الناس الى فعل الخير ويدلّهم على العمل الصالح ويحذرهم لقاء الله واليوم الآخر، فقد سمع رجلا يتمنّى الموت فانبرى(عليه السلام) له قائلا : «هل بينك وبين الله قرابة يحابيك لها ؟

فقال: لا

فقال له(عليه السلام): فأنت إذن تتمنّى هلاك الأبد»

7 - احسانه الى الناس :

وكان الإمام بارّاً بالمسلمين محسناً إليهم، فما قصده أحد في حاجة إلاّ قام بقضائها، فلا ينصرف منه إلاّ وهو ناعم الفكر مثلوج القلب، وكان(عليه السلام) يرى أن إدخال الغبطة على الناس وقضاء حوائجهم من أهم أفعال الخير فلذا لم يتوان قط في إجابة المضطر، ورفع الظلم عن المظلوم، وقد أباح لعلي بن يقطين الدخول في حكومة هارون وجعل كفارة عمل السلطان الاحسان الى الاخوان مبرّراً له، وقد فزع إليه جماعة من المنكوبين فكشف آلامهم وملأ قلوبهم رجاءاً ورحمة

ومن هؤلاء الذين أغاثهم الامام(عليه السلام) شخص من أهالي الري كانت عليه أموال طائلة لحكومة الري فلم يتمكّن من أدائها، وخاف على نعمته أن تسلب منه، فأخذ يطيل الفكر فيما يعمل، فسأل عن حاكم الري، فأخبر أنه من الشيعة، فطوى نيته على السفر الى الإمام ليستجير به فسافر الى المدينة فلما انتهى اليها تشرف بمقابلة الإمام فشكى إليه حاله، فزوده(عليه السلام) برسالة الى والي الري جاء فيها بعد البسملة

إعلم أنّ لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلاّ من أسدى الى أخيه معروفاً، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سروراً، وهذا أخوك والسلام

وأخذ الرسالة، وبعد أدائه لفريضة الحج، اتّجه الى وطنه، فلما وصل، مضى الى الحاكم ليلا، فطرق عليه باب بيته فخرج غلامه، فقال له : من أنت ؟

فقال: رسول الصابر موسى ؟

فهرع الى مولاه فأخبره بذلك فخرج حافي القدمين مستقبلا له، فعانقه وقبّل ما بين عينيه، وجعل يكرر ذلك، ويسأله بلهفة عن حال الامام، ثم إنه ناوله رسالة الإمام فقبّلها وقام لها تكريماً، فلما قرأها أحضر أمواله وثيابه فقاسمه في جميعها وأعطاه قيمة ما لا يقبل القسمة وهو يقول له : يا أخي هل سررتك ؟

فقال له: أي والله وزدت على ذلك ! !

ثم استدعى السجل فشطب على جميع الديون التي عليه وأعطاه براءة منها، وخرج الرجل وقد طار قلبه فرحاً وسروراً، ورأى أن يجازيه على إحسانه ومعروفه فيمضي الى بيت الله الحرام فيدعو له، ويخبرالإمام بما أسداه إليه من البر والمعروف، ولمّا أقبل موسم الحج مضى إليه ثم اتّجه الى يثرب فواجه الإمام وأخبره بحديثه، فسرّ(عليه السلام) بذلك سروراً بالغاً، فقال له الرجل: يا مولاي : هل سرّك ذلك ؟

فقال الإمام(عليه السلام): إي ، والله ! لقد سرّني، وسرّ أمير المؤمنين، والله لقد سرّ جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولقد سرّ الله تعالى..»

وقد دلّ ذلك على اهتمامه البالغ بشؤون المسلمين ورغبته الملحة في قضاء حوائج الناس







نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم 15-07-2009 08:37 PM

http://www.amal-alalam.net/forum/img.../78alsh3er.gif


سيرته وفضائله

لقد نقلت الروايات عن علاقة هذا الإمام بالله تعالى، وعن عبادته وورعه وزهده، ولقد كان الإمام دؤوباً على ترتيل القرآن وحفظه، وله صوت رائع، وكان من العاملين بمبادئه وقيمه والتمسك به، وكان (عليه السلام) إذا قرأ يحزن ويبكي السامعين لتلاوته، ولورعه وزهده وتقواه كان الناس بالمدينة يسمّونه (زين المجتهدين). ومن فضائله بالإضافة الى ما ذكر العلم والحلم والتواضع وشدّة الخوف من الله تعالى, والكرم وكثرة التصدق على الفقراء والمساكين

ولقد كان من (الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس...)

وكان عفوه مشهوداً للناس، فروي أنّ غلاماً زنجيّاً مملوكاً، قد اشتاقت نفسه الى الحرية فلم يجد سبيلاً الى ذلك غير الإمام الكاظم (عليه السلام)، فقصده إلاّ أن الحياء عقد لسانه، ولكنه عرض أمره الى الإمام (عليه السلام)، وأهدى هدية للإمام فقبلها, مما حدا بالإمام الى إطلاقه وحرّره من عبوديته ردّاً للجميل. وهذه القصة طويلة ذكرها الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد)

حكمه ومواعظه (عليه السلام)

قال (عليه السلام)

(وجدت علم الناس في أربع: أولها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك عن دينك)

وقال (عليه السلام)

(كثرة الهمّ تورث الهرم، والعجلة هي الخرق، وقلة العيال أحد اليسارين، ومن أحزن والده فقد عقّهما)

وقال (عليه السلام)

(اتّق الله وقل الحقّ وإن كان فيه هلاكك فإنّ فيه نجاتك، واتّق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك)

استشهاده (عليه السلام)

لقد عاصر الإمام (عليه السلام) أربعة خلفاء عباسيين, وهم: المنصور، المهدي، الهادي، الرشيد، وقد امتلأت هذه الحقبة بالأحداث والوقائع التاريخية المريرة، وأبرز مظاهرها الملاحقات والسجن والقتل بأنواعه والتشريد لآل الرسول وأتباعهم. فالحكّام الجائرون يتحكّمون بالمسلمين كيف شاؤوا دون رادع أو وازع، حيث التسلّط على الرقاب, لا إرادة بسط العدل وإقامة أحكام وحدود الإسلام

ومن وقع تحت تأثير الظلم والجور المستشري هو الإمام الكاظم (عليه السلام)، فقد زجّه هارون العباسي في السجن، بل أخذ ينقله من سجن الى سجن

حتى سمّ الإمام (عليه السلام) بغضاً له وحسداً، حيث استشهد (عليه السلام) مسموماً في سجن السندي بن شاهك في بغداد. وكان ذلك اليوم هو الخامس والعشرين من رجب الأصب من سنة (183هـ)، ووضعه على الجسر وحيداً, ثم دعا الناس لتشيّعه

فسلام على عالم آل محمد يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً


نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:52 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024