![]() |
ملف ولادة فاطمة الزهراء ( ع)
ولادة فاطمة الزهراء ( ع )
http://www.tebyan.net/image/big/1386...9192147237.jpg وُلِدَت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في العشرين من جَمادي الآخرة ، من سنة خمس من البعثة ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) له من العمر خمسة وأربعين عاماً ، فأقامَتْ ( عليها السلام ) بمكة ثمان سِنين ، وبالمدينة عشر سنين ( بحار الأنوار 43 / 9 ح 16 ) . لما حملت خديجة ( عليها السلام ) بفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، كانت فاطمة ( عليها السلام ) تحدِّثُها من بطنها وتصبِّرها ، وكانَتْ تَكتم ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً ، فسمع خَديجَة تحدِّث فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) لها : ( يَا خَدِيجَة ، مَنْ تُحدِّثِينَ ؟ ) . قالت : الجنين الذي في بطني يُحدِّثني ويُؤنِسني . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا خديجة ، هذا جبرائيل يخبرني أنَّها أنثى ، وأنَّها النَسلَة الطَّاهِرَة المَيْمُونَة ، وَأنَّ اللهَ سَيَجْعل نَسْلِي مِنْهَا ، وسَيَجْعَل مِنْ نَسْلِهَا أئِمَّة ، ويَجْعَلهُم خُلَفَاء فِي أرْضِهِ بَعْدَ انقِضَاءِ وَحْيِه ) . فلم تزل خديجة ( عليها السلام ) على ذلك إلى أن حَضَرَت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أنْ : تعالين لتلينَّ منِّي مَا تَلي النسَاءُ من النسَاءِ . فأرسلْنَ إليها : أنتِ عَصيتِنَا ، ولم تقبَلِي قولَنا ، وتزوَّجتِ مُحمَّداً يتيم أبي طالب ، فقيراً لا مال له ، فلسْنَا نجيء ولا نَلِي من أمرك شيئاً . فاغتمَّت خديجة ( عليها السلام ) لذلك ، فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوَة سُمْر طِوال ، كأنَّهُنَّ مِن نساءِ بني هاشم ، ففزعت مِنهنَّ لمَّا رأتْهُنَّ . فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة ، فإنَّا رُسُل ربِّك إليك ، ونحن أخواتك ، أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم ، وهي رفيقتُكِ في الجنة ، وهذِهِ مريم بنت عمران ، وهذه كلثم أخت موسى بن عمران ، بَعَثَنا اللهُ إليك لِنَلي منك ما تلي النساءُ من النساء . فجلسَتْ واحدة عن يمينها ، وأخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعَتْ فاطمةَ الزهراءِ ( عليها السلام ) طاهِرَة مُطهَّرة . فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النُور ، حتى دخلَ بيوتات مَكَّة ، فلم يبْقَ في شرق الأرض ولا غَربها موضعٌ إلاَّ أشرق منه ذلك النور . ودَخلْنَ عشر من الحُورِ العين ، كلُّ واحدة منهن معها طَست وإبريق من الجنة ، وفي الإبريق ماء من الكوثر . فتناولَتْها المرأة التي كانت بين يديها ، فغسَّلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خِرقَتَين بيضائين أشدَّ بياضاً من اللَّبن ، وأطيب ريحاً من المسك والعنبر ، فلفَّتْها بواحدة وقنَّعَتْها بالثانية . ثم استنطقتها ، فنطقت فاطمة ( عليها السلام ) بالشهادتين ، وقالت : ( أشْهَدُ أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ ، وَأنَّ أبِي رَسُولَ اللهِ سَيِّدَ الأنْبِيَاءِ ، وأنَّ بَعْلِي سَيِّدَ الأوصِيَاءِ ، وَولْدِي سَادَة الأسْبَاطِ ) . ثم قالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهَّرة ، زكيَّة ميمونة ، بورِكَ فيها وفي نَسْلِها ، فتناولَتْها فرحة مستبشرة ، وألقمَتْها ثَدْيها فدرَّ عليها . وكانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر ، وتنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة ( بحار الأنوار 43 / 2 ح 1 ) . |
أقوال في حق فاطمة ( ع )
http://www.tebyan.net/image/big/1386...6317567117.jpg 1 - روى الخوارزمي بإسناده عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة ، بل هي أعظم ، إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً ) مقتل الحسين 1/60 . 2 - روى السمهودي بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة : ( إن الله غير معذبك ولا ولدك ، وفي رواية أخرى : ولا أحداً من ولدك ) جواهر العقدين ، العقد الثاني ، الذكر الثاني : ص 216 ، عوالم العلوم : ص 44 رقم1 . 3 - روى الشيخ عبد الله البحراني بإسناده عن ابن عباس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين ) نفس المصدر السابق : ص46 رقم5 . 4 - وروى عنه أنه قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون ، وأفضلهنَّ فاطمة ) نفس المصدر السابق : ص53 رقم5 . 5 - وروى عنه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( يا علي إنَّ فاطمة بضعة مني ، وهي نور عيني وثمرة فؤادي ، يسوؤني ما ساءها ويَسُرُّني ما سرَّها ) نفس المصدر السابق : ص53 رقم6 . 6 - وروى عنه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( إنَّ فاطمة شجنة منِّي ، يؤذيني ما آذاها ، ويَسُرُّني ما سرَّها ، وإنَّ الله تبارك وتعالى يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها ) المناقب : ج3 ، ص 333 . 7 - روى ابن شهر آشوب بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس ، وعن أبي ثعلبة الخشني وعن نافع عن ابن عمر قالوا : ( كان النبي إذا أراد سفراً كان آخر الناس عهداً بفاطمة ، وإذا قدم كان أول الناس عهداً بفاطمة ، ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل معها ذلك إذ كانت ولده ، وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد ولا يجوز أن يفعل معها ذلك وهو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى ) نزل الأبرار : ص47 ، وسيلة المآل الباب الثالث : ص150 ، كفاية الطالب : ص82 ، استجلاب ارتقاء الغرف : باب بشارتهم بالجنة : ص76 ، جواهر العقدين : العقد الثاني : الذكر الثاني : ص109 . 8 - روى البدخشي بإسناده عن ابن مسعود : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إن فاطمة أحصنت فرجها فحرَّمها الله وذريتها على النار ) مقتل الحسين 1 / 59 ، ينابيع المودّة : ص263 مع الفرق . 9 - روى الخوارزمي بإسناده عن سلمان قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا سلمان ، من أحبَّ فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ، ومن أبغضها فهو في النار ، يا سلمان حبُّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن ، أيسر تلك المواطن : الموت ، والقبر ، والميزان ، والمحشر ، والصراط ، والمحاسبة ، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة ، رضيت عنه ، ومن رضيت عنه رضي الله عنه ، ومن غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه ، ومن غضبت عليه غضب الله عليه ، يا سلمان ، ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً ، وويل لمن يظلم ذرِّيتها وشيعتها ) كشف الغمة 1 / 467 . 10 - روى أبو نعيم بإسناده عن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما خير للنِّساء ) ؟ فلم ندر ما نقول ، فسار عليِّ إلى فاطمة فأخبرها بذلك ، فقالت : ( فهلا قلت له خيرٌ لهنَّ أن لا يرين الرجال ولا يرونهنَّ ) ، فرجع فأخبره بذلك ، فقال له : ( من علَّمك هذا ) ؟ قال : ( فاطمة ) ، قال : ( إنَّها بضعة مني ) وسيلة المآل : ص175 . 11 - روى الحضرمي بإسناده عن أنس : إن بلالاً أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما حبسك ) ؟ فقال : مررت بفاطمة والصبي يبكي ، فقلت لها : إن شئت كفيتك الصبي وكفيتيني الرَّحا فقالت : ( أنا أرفق بإبني منك ، فذاك الذي حبسني ) قال : ( فرحمتها رحمك الله ) أسنى المطالب : الباب الثاني عشر : ص 75 رقم 15 . 12 - روى الوصابي بإسناده عن بريدة : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) قال لعلي وفاطمة ( عليهما السلام ) ليلة البناء : ( اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك نسلهما ) مسند أحمد 4 / 332 . 13 - روى أحمد بإسناده عن المسور ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما قبضها ، وأنه تنقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلا نسبي وسببي ) . 14 - روى النسائي بإسناده عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو على المنبر يقول : ( فإنَّما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها ، ومن آذى رسول الله فقد حبط عمله ) . 15 - روى الحمويني بإسناده عن أبي هريرة قال : لما أسرى بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم هبط إلى الأرض مضى لذلك زمان ، ثم إن فاطمة ( عليها السلام ) أتت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقالت : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي رأيت لي ) ؟ فقال لي : ( يا فاطمة ، أنت خير نساء البرية ، وسيدة نساء أهل الجنة ) ، قالت : ( فما لعلي ) ؟ قال : ( رجل من أهل الجنة ) ، قالت : ( يا أبة فما الحسن والحسين ) ؟ فقال : ( هما سيدا شباب أهل الجنة ) . 16 - روى ابن حجر بإسناده عن أبي هريرة قال : قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أتاني جبرئيل فقال : يا محمد ، إن ربَّك يحبُّ فاطمة فاسجد ، فسجدت ، ثم قال : ان الله يحب الحسن والحسين فسجدت ، ثم قال : ان الله يحبُّ من يحبهما ) . 17 - روى النسائي بإسناده عنه قال : أبطأ علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً صبور النهار فلمَّا كان العشى قال له قائلنا : يا رسول الله قد شقَّ علينا لم نرك اليوم ، قال : ( إنَّ ملكاً من السماء لم يكن زارني ، فاستأذن الله في زيارتي فاخبرني وبشَّرني ، أنَّ فاطمة بنتي سيدة نساء أمتي ، وأنَّ حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة ) . 18 - روى الإربلي عنه قال : ( إنما سميت فاطمة لأن الله عز وجل فطم من أحبَّها من النار ) . 19 - روى البحراني بإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أول شخص يدخل الجنة فاطمة ) . 20 - روى الطيالسي بإسناده عن أسامة ، قال : مررت بعلي والعباس ، وهما قاعدان في المسجد ، فقالا : يا أسامة ، استأذن لنا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقلت : يا رسول الله هذا علي والعباس يستأذنان ، فقال : ( أتدري ما جاء بهما ) ؟ قلت : لا والله ما أدري ، قال : ( لكني أدري ما جاء بهما ) ، قال : فإذن لهما ، فدخلا فسلَّما ، ثم قعدا ، فقالا : يا رسول الله ، أيُّ أهلك أحبُّ إليك ؟ قال : ( فاطمة ) . 21 - روى الحاكم النيسابوري بإسناده عن عائشة : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال – وهو في مرضه الذي توفي فيه - : ( يا فاطمة ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين ) . 22 - روى البدخشي بإسناده عنها قالت : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة : ( يا فاطمة ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء المؤمنين ، وسيدة نساء هذه الأمة ) . 23 - روى الهيثمي بإسناده عن عائشة ، قالت : ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها قالت : وكان بينهما شيء ، فقالت : يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب . 24 - وروى بإسناده عن عائشة ، أنها سألت : أي الناس أحبُّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قالت : فاطمة ، وقيل : من الرجال ؟ قالت : زوجها . 25 - وروى بإسناده عنها ، قالت : ما رأيت أصدق لهجة من فاطمة ، الا أن يكون الذي ولدها . 26 - روى الحضرمي بإسناده عن أسماء بنت عميس ، قالت : قبلت فاطمة بالحسن فلم أرَ لها دماً ، فقلت : يا رسول الله إنِّي لم أر لفاطمة دماً في حيض ولا نفاس ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ ابنتي طاهرة مطهَّرة لا ترى لها دماً في طمث ولا ولادة ) . 27 - روى الخوارزمي بإسناده عن حذيفة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( نزل ملك من السماء فاستأذن الله تعالى أن يسلم عليَّ ، لم ينزل قبلها ، فَبَشَّرَني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ) . 28 - روى الترمذي بإسناده عن زيد بن أرقم : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين : ( أنا حربٌ لمن حاربتم ، وسلمٌ لمن سالمتم ) . 29 - روى ابن الصبّاغ المالكي عن مجاهد ، قال : خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو آخذٌ بيد فاطمة فقال : ( من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ) . |
حياة فاطمة الزهراء ( ع ) الزوجية
http://www.tebyan.net/image/big/1386...2081929122.jpg قال الإمام علي ( عليه السلام ) في حق الزهراء ( عليها السلام ) : ( فَوَالله ما أغضبتُهَا ولا أكرهتُهَا على أمر حتى قَبضَهَا اللهُ عَزَّ وجلَّ ، ولا أغضبَتْنِي ، ولا عَصَتْ لِي أمراً ، وَلقد كنتُ أنظرُ إِليها فتنكشفُ عَنِّي الهُموم والأحزان ) . وجاء في تفسير العياشي بسنده عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( إن فاطمة ( عليها السلام ) ضَمِنَتْ لعليٍ ( عليه السلام ) عمل البيت والعجين والخبز وقَمِّ البيت – كَنسِه – ، وضمن لها عليٌ ( عليه السلام ) ما كان خلف الباب ، أي : نقل الحطب ، وأن يجيء بالطعام . وقال ( عليه السلام ) لها يوماً : ( يا فاطمة هل عندك شيء ؟ ) . فقالت ( عليها السلام ) : ( والذي عَظَّم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نُقرِيكَ به ) . فقال ( عليه السلام ) : ( أفلا أخبرتني ؟ ) . فقالت : ( كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نهاني أن أسألك شيئاً ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا تسألينَ ابن عَمِّك شيئاً ، إن جاءك بشيء وإلا فلا تسأليه ) . ففاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت هي التي تقوم بأعمال المنزل كله ، ودأبت عليه مدة طويلة حتى قالت بعض الروايات أنها : استَقَت بالقِربَة حتى أَثَّر في صدرها ، وطَحنَتْ بالرَّحى حتى مجلت يداها ، وَقَمَّتِ – كنست – البيت حتى اغبرَّت ثيابها . ويوم جاءتها فضة خادمة لم تُلقِ ( عليها السلام ) إليها كل الأعمال ، وتخلد هي إلى الراحة ، بل نَاصَفَتْهَا العمل ، فيوم على الزهراء ( عليها السلام ) ، ويوم على فضة ( رضوان الله عليها ) . فهذه هي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بضعة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، وزوجة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأم الحسنين ( عليهما السلام ) ، وهذه هي عظمتها وجلالتها ، وهذه هي رحمتها واحترامها ( عليها السلام ) لإنسانية الإنسان . |
عفاف فاطمة الزهراء ( ع ) وحجابها
http://www.tebyan.net/image/big/1386...1971440114.jpg سَأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه عن المرأة : ( متى تكون أدنى من رَبِّها ؟ ) فلم يدروا . فلما سمعت فاطمة ( عليها السلام ) ذلك ، قالت : ( أدنى ما تكون من رَبِّها تلزم قعر بيتها ) . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إن فاطمة بضعة منّي ) . وحين سُئلت ( عليها السلام ) : أي شيء خير للنساء ؟ أجابت : ( وَخَير لَهُنَّ أن لا يَرَيْنَ الرجالَ ، وَلا يَرَاهُنَّ الرجالُ ) . وقال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( استأذن أعمى على فاطمة ( عليها السلام ) فَحَجَبَتْهُ ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لها : لِمَ حَجَبْتِيه وهو لايراك ؟ فقالت ( عليها السلام ) : إن لم يكن يراني فإني أراه ، وهو يشم الريح ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أشهد أنك بضعة منّي ) . |
كرامات فاطمة الزهراء ( ع)
http://www.tebyan.net/image/big/1386...2712914798.jpg ورد عن الثعلبي في ( قصص الأنبياء ) ، والزمخشري في ( الكشاف ) في تفسير قوله تعالى : ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ) آل عمران : 37 . في خبر طويل نقتطف منه ما يلي : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة ( عليها السلام ) : ( يَا بُنَيَّة هَلْ عندك شيء آكل ؟ فإني جائع ) . فقالت ( عليها السلام ) : ( لا والله ، بأبي أنت وأمي ) . فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من عندها ، بَعَثَت إِليها جارةٌ لها بِرَغِيفَيْنِ ، وبضعة لحم . فأخذَتْهُ ( عليها السلام ) منها ، ووضعته في جفنة ، وغطت عليه ، وقالت : ( لأُوثِرَنَّ بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على نفسي ، ومن عندي ) وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبْعَة من طعام . فبعثت حَسَناً وحسيناً إلى جَدِّهِما ( صلى الله عليه وآله ) ، فرجع ( صلى الله عليه وآله ) إليها ، فقالت ( عليها السلام ) : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، قد أتانا الله بشيء فخبأتُه لك ) . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فَهَلُمِّي به ) فَأْتِي به ، فكشفت ( عليها السلام ) عن الجفنة ، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً . فلما نظرَتْ ( عليها السلام ) إليه بهتَت ، وعرفت أنها بركة من الله تعالى ، فحمدت الله تعالى ، وصلّت على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أين لك هذا يا بُنَيَّة ؟ ) . قالت ( عليها السلام ) : ( هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( الحمد لله ، جعلك شبيهة بسيِّدة نساء بني إسرائيل ، فإنها كانت إذا رَزَقها الله رزقاً حسناً ، فسُئلت عنه ، قالت : هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) . فبعث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) ، فَأتَى . فأكل الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وجميع أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شبعوا ، وبقيت الجفنة كما هي . فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( وأوسعت منها على جميع جيراني ، وجعل الله فيها بركة ، وخيراً طويلاً ) . وكان أصل الجفنة رغيفين ، وبضعة لحم ، والباقي بركة من الله تعالى . وعن الحسن البصري ، وابن إسحاق ، عن ميمونة قالت : وَجدتُ فاطمة ( عليها السلام ) نائمة ، والرَحى تدور ، فأخبرتُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فقال : ( إن اللهَ عَلِمَ ضَعفَ أَمَتِهِ ، فَأوحى إِلى الرَّحى أَن تدورَ ، فَدَارَتْ ) . ورهنت ـ مرَّةً ـ فاطمة ( عليها السلام ) كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي في المدينة ، واستقرضت الشعير ، فلما دخل زيد داره ، قال : ما هذه الأنوار في دارنا ؟! قالت : لِكِسوَةِ فاطمة ( عليها السلام ) . فأسلَمَ في الحال ، وأسلَمَت امرأتُه وجيرانُه ، حتى أسلم ثمانون نفساً . وعن علي بن معمر ، قال : خرجَتْ أمُّ أَيمَن إلى مكة ، بعد وفاة فاطمة ( عليها السلام ) ، وقالت : لا أرى المدينة بعدها . فأصابها عطش شديد في الجحفة ، حتى خافت على نفسها ، فكسرت عَينَيها نحو السماء ، ثم قالت : يَا ربِّ ، أَتَعَطِّشَنِي ، وأنا خَادمة بنت نبيك ( صلى الله عليه وآله ) . قال : فنزل إليها دَلوٌ من ماء الجنَّة ، فَشَرِبَتْ ، ولم تَجُعْ ، وَلَمْ تَعطَشْ سَبع سِنين . وما ذكرناه شيء يسير من كرامات فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) . |
فصاحة فاطمة الزهراء ( ع ) وبلاغتها
http://www.tebyan.net/image/big/1386...4358147229.jpg قالت عائشة : ما رأيت أحد من خَلق الله أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من فاطمة ( عليها السلام ) . ومن يعرف مواضع الجودة في الكلام ، ويلتمس بدائع الصنعة فيه ، يرى أن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) التي لم تبلغ من العُمر ـ ما به تستطيع أن تُغنِيها التجارب ، وتجري بين يديها الأمثال ـ ثمانية عشر عاماً قد امتطت ناصية الكلام ، وجاءت بالعَجَبِ العُجَاب ، وحيَّرت العقول والألباب ، بما احتُوِيَ منطقُها من حكمة ، وفصل الخطاب ، وهي المَثكُولة بأبيها خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله ) . ولا عجب من ذلك ، فهم ( عليهم السلام ) أئمة الكلام ، وأمراء البيان ، ومن يتأمل خطبتها ( عليها السلام ) التي رَدَّدَتْها الأجيال ، وتناولها المُحققون والشراح ، يجد ما نرمي إليه جلياً واضحاً . فقد قال العلامة الأربلي صاحب ( كشف الغُمَّة ) في خطبة الزهراء ( عليها السلام ) في محفل من المهاجرين والأنصار : إنها من مَحَاسن الخُطَب وبدايعها ، عليها مَسْحَةٌ من نور النُبُوَّة ، وفيها عبقة من أَرجِ الرسالة ، وقد أوردها المُوَالف والمُخَالف . |
فضل تسبيح فاطمة الزهراء ( ع )
http://www.tebyan.net/image/big/1386...1282011525.jpg روي أن فاطمة ( عليها السلام ) طلبت من أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خادمة تخدمها . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أوَلا أدلُّكِ على خير من ذلك ؟ ) . فقالت ( عليها السلام ) : ( بلى يا رسول الله ) . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( تُسَبِّحِينَ الله تعالى ثلاثاً وثلاثين ، وتُحَمِّدينَه ثلاثاً وثلاثين ، وَتُكَبِّرينَهُ أربَعاً وثلاثين ) . وروى العلامة المجلسي في البحار زيادة على ذلك : ( فَذلكَ مِائَة باللِّسان ، وألفُ حسنة في الميزان ، يا فاطمة ، إِنَّكِ إن قلتِها كل يوم كفاك الله ما أهمَّك من أمرِ الدنيا والآخرة ) . ما ورد عن الإمامين الصادق والباقر ( عليهما السلام ) : أولاً : عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال في قوله تعالى : ( وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ ) ـ الأحزاب : 35 ـ : ( مَن باتَ على تسبيحِ فاطمة ( عليها السلام ) كَان مِن الذَّاكرين كثيراً والذَّاكِرات ) . ثانياً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( تَسبيحُ فاطمة ( عليها السلام ) كل يومٍ في دُبرِ كل صلاة أَحَبُّ إليَّ من صلاة ألف رُكعةٍ في كل يوم ) . ثالثاً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَن سَبَّح اللهَ في دُبرِ كل فَريضة قبل أن يُثنِي رِجلَيه تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) المائة ، وأتبَعَها بـ( ِلا إِلَه إِلاَّ الله ) مَرَّةً واحدة ، غُفِرَ لَهُ ) . رابعاً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَن سَبَّحَ تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) في دُبرِ المكتوبة قبل أن يبسِطَ رِجلَيه ، أوجب الله لَهُ الجَنَّة ) . خامساً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَن سَبَّحَ تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) قبل أن يثنِي رِجلَيه من صلاة الفريضة ، غَفَر الله له ، ويبدأُ بالتكبير ) . سادساً : وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَن سَبَّحَ تسبيح الزهراء ( عليها السلام ) ثُمَّ استغفرَ ، غُفِرَ لَهُ ، وهي مِائَة باللِّسان ، وألفٌ في الميزان ، وَتطردُ الشيطان ، وتُرضِي الرَّحمن ) . سابعاً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَا عُبِدَ الله بِشيء مِن التَمْجِيد أَفضَل مِن تَسبِيحِ فَاطمَة ( عليها السلام )) . ثامناً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( إن رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة ( عليها السلام ) : يَا فاطمةَ ، إذا أخذتِ مَضجعَكِ من اللَّيل فَسَبِّحي الله ثلاثاً وثلاثين ، واحمديهِ ثلاثاً وثلاثينَ ، وكَبِّريهِ أربعاً وثلاثين ، فَذلِكَ مِائَة هي أثقل في الميزانِ مِن جَبَلِ أُحُد ذَهَباً ) . |
أدعية فاطمة ( ع)
http://www.tebyan.net/image/big/1386...6748622789.jpg لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عدة أدعية عُرفت باسمها ( عليها السلام ) ، ومنها ما ورد في كتاب ( مُهَجِ الدعَوَات ) : الدعاء الأول : ( بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّوم ، بِرَحمَتِكَ أستَغيثُ فأَغِثْنِي ، وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفسي طَرفَةَ عَينٍ أَبَداً ، وأَصلِحْ لِي شَأنِي كُلِّه ) . الدعاء الثاني : ( اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي واستُرنِي وَعَافِنِي أبداً ما أبقيتَنِي ، واغفِرْ لي وارحَمنِي ، اللَّهُمَّ لا تُعيِنَنِي في طَلَبِ مَا لا تقدِّر لي ، وَمَا قَدَّرتَهُ علَيَّ فاجعلهُ مُيَسَّرا سَهلاً . اللَّهُمَّ كافِئ عَنِّي وَالِدَيَّ وَكُلَّ مَن لهُ نِعمَة علَيَّ خيرُ مُكَافَأةٍ ، اللَّهُمَّ فَرِّغنِي لما خَلقتَنِي لَهُ ، وَلا تُشغِلنِي لما تَكَفَّلتَ لي به ، ولا تعذِّبنِي وَأنا استغفرُك ، وَلا تَحرِمني وَأنَا أَسأَلُك . اللَّهُمَّ ذَلِّل نَفسِي فِي نَفسِي ، وَعَظِّم شَأنَكَ في نَفسي ، وأَلهِمْنِي طاعَتَك ، وَالعَمَلَ بِما يُرضِيكَ ، والتجنُّبَ لما يُسخِطُك يا أرحَمَ الرَّاحِمِين ) . الدعاء الثالث : ( اللَّهُمَّ بِحقِّ العَرشِ وَمَن عَلاَّه ، وَبِحقِّ الوَحي وَمن أَوحَاه ، وَبِحقِّ النَّبِي وَمَن نَبَّاه ، وَبِحقِّ البَيت وَمَن بَنَاه ، يا سَامِعَ كلَّ صَوتٍ ، يا جَامِعَ كُلَّ فَوتٍ ، يَا بَارئَ النُّفُوسِ بَعدَ المَوتِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأهلِ بَيتِهِ . وآتِنَا وَجميعَ المُؤمِنينَ وَالمؤمِنَاتِ فِي مَشَارقِ الأرضِ وَمَغارِبِهَا فَرَجاً مِن عِندِك عاجلاً ، بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبدُكَ وَرَسُولُك صَلَّى اللهُ عَليهِ وَعَلى ذُرِّيتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ) . |
إنفاق فاطمة الزهراء ( ع ) في سبيل الله
http://www.tebyan.net/image/big/1386...7410195232.gif سافر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مَرَّةً ، وقد أصاب علي ( عليه السلام ) شيئاً من الغنيمة ، فدفعه إلى فاطمة ( عليها السلام ) ، فعملت به سِوَارَيْن من فضة ، وعَلَّقت على بابها ستراً . فلما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دَخَل المسجد ، ثم توجّه نحو بيت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كما كانت عادته ؟ فقامت ( عليها السلام ) فَرِحَةً إلى أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، فنظر فإذا في يدها سِوَارَان من فضة ، وإذا على بابها ستر ، فقعد ( صلى الله عليه وآله ) حيث كان ، فبكت فاطمة ( عليها السلام ) وحزنت . ثم دعت ابنيها ( عليهما السلام ) فنزعت الستر والسوَارَين وقالت لهما : ( إِقرَآ أَبي السلام ، وقولا له : ما أحدثنا بعدك غير هذا فشأنك به اجعله في سبيل الله ) . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( رَحِمَ الله فاطمة ، لَيَكسُونَها اللهُ بهذا الستر من كسوة الجنة ، وَلَيُحَلِّيَنها بهذين السوارين من حُلِية الجنة ) . وعن الإمام الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين (عليهم السلام ) قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : كنت عند فاطمة جَدَّتِك ، إذ دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفي عنقها قلادة من ذهب ، كان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) اشتراها لها من فيء له . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا يَغُرَّنَّك الناس أن يقولوا : بنت محمد ، وعليك لباس الجبابرة ) . فَقَطَّعتْهَا ( عليها السلام ) ، وبَاعَتْها ، واشتَرَت بها رَقَبة ، فاعتَقَتْها ( عليها السلام ) ، فَسُرَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك . نسئلکم الدعاء |
ماشاء الله ملف مبارك ورااااائع جدا
بارك الله فيج اختي مليكا على الموضوع الراااااااائع |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 02:50 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025