![]() |
سر العلاقة بين الإمام المهدي (عج) والحجر الأسود في مخيلة الشعوب . الجزء الأول .
الجزء الأول .
سر العلاقة بين الإمام المهدي (عج) والحجر الأسود في مخيلة الشعوب . |
الجزء الثاني
الجزء الثاني : السر الكامن وراء علاقة المهدي بالحجر الأسود . هو سرٌ خطير تدركه كل الأمم فمنهم من هو مكابر ومنهم من هو معاند أو منكر.فماذا تعرف عنه الأمم ولماذا الحجر الأسود صديق الأنبياء والشاهد لهم في كل مراحل دعواتهم ؟ فهذا الحجر هو الذي وصفه الكتاب المقدس : ((ها أنا أوسس ( فيها) حجرا ،حجر امتحان حجر زاوية كريما أساسا مؤسسا من آمن لا يهرب )) ( 1) . وهو الذي نطق به لسان سًطيح الكاهن فكان يقسم به فيقول : ((حلفتُ بالبيت والحرم والحجر الأصم )) وهذا الحجر هو الذي أشار إليه شهراجاثلبيت ( Aggathalbaeth) الذي ذكره أبيفانيوس والذي كان يُنبئ في ملامحه عن وجود معبد في الشمال فيه الحجر الكوني الذي لا نظير له في الأرض . ثم لماذا هذا الحجر بالذات والذي قد لا يملأ الحضن هل هو حجر العهد الذي يُذكّر الإنسان بالعهد الذي قطعهُ مع ربه ، أم هو حجر الميثاق كما يقول النبي (ص) فكتب تعالى كتاب العهد ثم ألقمه هذا ا لحجر . أو هو يمين الله في الأرض . أم انهُ المراقب الذي يشهد يوم القيامة حيث يأتي ولهُ لسان وعينان ويتكلم بلسان ذلق عربي فصيح يشهد لمن استلمهُ أو أومأ إليه من بعيد . هذا الحجر يمين الله في الأرض مستودع العهد وخزانة الميثاق . لو حذفنا منه حرفا واحداً لأصبح ( حج ) فتتم بذلك كلمة مبرورة مقبولة وإذا أرجعناها إلى أصلها كانت (حجر) فهو كناية عن الحجر الأسود الذي لا يتم الحج إلا باستلامه أليس هو نفسهُ حجر الزاوية في شريعة موسى (ع) . الذي وصفه الله تعالى بأنهُ حجرا كريما أساسا مؤسسا من آمن لا يهرب . فقال : (ولا يثبُت ميثاقكم مع الهاوية ) . أهي إشارة إلى ميثاق العهد الذي ألقمه الله جوف هذا الحجر المبارك . أليس هو نفسه حجر زاوية الأرض الذي ذكره تعالى لأيوب فقال)) : أين كنت حين أسست الأرض ... على أي شيء قرت قواعدها ؟ أو من وضع حجر زاويتها )) ؟ ألم يشهد يعقوب لذلك الحجر بأنهُ عمود بيت الرب فقال : ((ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء . وبكّر يعقوب في الصباح وأخذ الحجر ... وأقامه عمودا ودعا ذلك المكان بيت إيل ... وهذا الحجر أقمتهُ عمودا يكون بين الله .(( أليس هذا الحجر هو نفسه يشهد ليشوع : ((وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله وأخذ حجرا كبيرا ونصبهُ هناك ثم قال يشوع لجميع الشعب : إن هذا الحجر يكون شاهدا علينا لأنه قد سمع كل كلام الرب الذي كلمنا به فيكون شاهدا عليكم لئلا تجحدوا إلهكم )) أليس هذا الحجر هو الذي ألهم داود ترنيمته الخالدة فكانت أساس مزاميره وبها أشار إلى نبوة الحبيب فقال مرنما : ((الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيبٌ في أعيننا .(( ولربما هذا هو عينه الحجر الذي شهد لهُ (يسوع ) المسيح في متى فقال : وقال : ((الحجر الذي رفضهُ البناؤون هو قد صار رأس الزاوية .(( وهذا الحجر هو نفسهُ في إنجيل متى حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون . وهو الحجر الذي ذكره لوقا . فقال عنه بأنه حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون . وكذلك هذا الحجر في أعمال الرسل الذي قال عنه بأنه الحجر المرفوض من البنائين . وكثير كثير من هذه الأقاويل التي رمى بها المشككون هذا الحجر وكأن هناك سرا خطيرا يكمن في هذا الحجر لا بد من تغطيته والتعمية عليه . فهل هناك فعلا سر يحيط بهذا الحجر حاول المنحرفون وأعداء الإسلام إخفاءه عنا لتضيع حقيقة شيٍ ما . الذي اجزم به ـ وعلى ضوء الدليل والبرهان ـ بأن هذا الحجر الأسود رمز السر الإلهي ، شاءت الحكمة الإلهية أن تمنع الرسول (ص) عن البوح بأسراره للناس في ذلك الوقت كما اقتضت الحكمة الإلهية ألا تكشف للناس أسرار الروح عندما سألوا النبي (ص) عنها ، فأمر الله نبيه بأن لا يخبرهم أي شيء فقال تعالى : يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا . وكذلك شاءت الحكمة الإلهية أن لا يكشف تعالى أسماء المنافقين وهو القادر على ذلك فقال تعالى : ومن حولك من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم . وهكذا كان الحجر الأسود الذي لا يتم الحج إلا به وبإستلامه فقد تركه تعالى وأمر نبيه بأن لا يُحدث منه ذكرا فكان النبي (ص) لا يُجيب على الأسئلة التي تدور حول هذا الحجر إلا بما يرد به السائل كقوله : إنه حجر من الجنة ، او أنه حجر الميثاق ... الخ فترك هذه المسألة للزمان وأن هناك من يأتي ليُجيب على الكثير من الغموض المحيط ببعض ما تركه النبي (ص) ولربما تركه لمن يتحقق لديهم من العلم القدر الكافي لفهم تلك الرموز ولربما لم يتحقق بعد ذلك ولم تتوفر شروطه لأن ذلك لم يتوقف عند حدود زمان معين لأن أهداف القرآن أعظم من أن يحدها زمان . إن الإسلام ليس دين مظاهر خارجية و مادية فحسب . وذلك لأن كل جانب من جوانبه المتعددة مشتمل على رموز لا تُحصى وأسرار لا تندرج تحت العد ، لأنها صادرة عن الذي لا يتناها ، وما يصدر من المعنويات عن الذي لا يتناها ، لا يتناها . فلا حدود لعلمه ولاحدود لقدرته . ولكنه ومن نافلة القول : أن الحجر الأسود لما كان وسيطا في تطهيرنا من آثامنا وخطايانا واحتمالها عنا فقد أمر النبي (ص) تقبيله إشارة إلى عرفان الجميل . إما كيف ؟ لا نعلم فقد ترك النبي ذلك ولم يردنا منه إلا تلك الاشارات القليلة مثل قوله : كان ابيضا مثل الثلج فسودته خطايا البشر ، وإنه يشهد لمن أستلمهُ ، وأنه يمين الله في الأرض ..الخ فالحجر الأسود كاد ـ في كثير من المواقف ـ أن يكون سببا في تبلبل عقول بعض المسلمين ابتدءا من الخليفة الثاني الذي كان أول من شكك في كون الحجر الأسود ينفع ويضر ، وإنه إنما يفعل ذلك لأنهُ رأى الرسول يستلمهُ ويُقبلهُ ، وكان علي ابن ابي طالب (ع) وارث علم الرسول خلفه فقال له : نعم يا عمر أن هذا الحجر ينفع ويضر . ولما كان عقل عمر لا يرقى إلى مستوى الإجابات الغيبية فقد أجابه الإمام علي بما يُناسبهُ ، فأسكت عمر ، وأعلم علي بذلك المسلمين بأن هذا الحجر ينفع ويضر . أما كيف ينفع و كيف يضر ؟ وهذا ما سكت عنه الإمام كما سكت عنه الرسول (ص) أيضا الذي طالما رفع شعاره الخالد : نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نُكلم الناس على قدر عقولهم . بعد أن استعرضنا فيما تقدم من البحث الكثير من النصوص التي تؤكد عالمية فكرة الإمام المهدي عليه السلام وأنه لا توجد أي عقلية او مخيلة أوفكرة تخلو من قضية الامام المهدي ثم ذكرنا طرفا من أسرار الحجر الأسود . نأتي هنا لنبحث في ((السر الأكبر)) قضية جدا خطيرة حول علاقة الإمام المهدي بالحجر الأسود ((حجر الجرال المقدس))( 2) ولكن المذهل في هذا البحث أننا سوف نعالج مسالة غريبة تتكتم عليها الديانات وخصوصا النصرانية التي تحاول إماتتها بكل ما أوتيت من قوة . فقد أشارت المسيحية إلى رمز الحجر الأسود في الإسلام وشهد النصارى أن هذه المسألة من مختصات المسلمين وحدهم . وأسندوا القدح المعلى في ميدان الرمز إلى الإٍسلام وحده . وشهدوا لهذا الحجر كل الصفات التي تنزهه عن العبادة الباطلة الأخرى . وشهدوا للإسلام الذي يحضن الحجر الأسود في أقدس بقعة لديه شهدوا لهُ بالقيادة والإرشاد . الجرال أو الحجر الأسود . شيءٌ مادي يرمز في المخيلة الغربية إلى سرٍ خطير مقدس ( 3). وهذا الشيء المادي هو حجر نفيس نزل من السماء إلى الأرض بواسطة الملائكة .يحمل في طياته سرا لا يستطيع الوصول إليه إلا شخص واحد ، لو وصل إليه لأمتلك مفاتيح العالم وتسلم زمام القيادة في الكون كله وخضعت له كل ذراته . ( 4) ففي أواخر القرن الثاني عشر ظهرت بغتة في أوربا ثلاث أقاصيص تعالج موضوعا واحدا وهو القيام بحملة مكثفة للبحث والتنقيب عن (( الجرال المقدس )) وكشف أسراره الغريبة التي تترك تأثيرها على قلوب الملايين من الناس فتشدهم إليه ملبين طائعين . هذه الأقاصيص تحدثنا بأن ذلك الجرال مودع بطريقة غامضة في قصر خفي بين جبال شاهقة ، يحرسهُ خمسة من الفرسان توافرت فيهم الفضيلة . وقد اتفق مؤلفو هذه الأقاصيص الثلاث على أنهم ليسوا سوى مسؤولين أمناء لرواية مأثورة ظلت تتداولها الشعوب فترة طويله من الزمن حتى هذا الحين الذي قرروا فيه إظهارها للعلن . وهذه الأقاصيص الشعبية الثلاث راجعة في أصلها إلى جذور سماوية . في رأي هؤلاء أن قضية الجرال ـ الحجر الأسود ـ ظلت لغزا يكتنفهُ شيء من الغموض يتفاوت كثرة وقلة ولم تتضح قط تمام الاتضاح . ولكن الافتراضات كثيرة التي تدور حول فائدة هذا الحجر الجرال ، فعند البعض أن هذا الجرال رمزٌ للغوث الإلهي على الأرض . وعند آخرين نهجٌ لعبادة معينة ، وعند البعض الآخر هو حجر العهد ، أو حجر زاوية الأرض ... الخ. ويذكر لنا أحد هؤلاء المؤلفين تأويلا جديدا مؤسسا على معارف اقتبسها من مؤلفات المغفور له الأستاذ (( رينيه جينون )) (5 )أو الشيخ عبد الواحد يحيى الذي أسلم وحسُن إسلامه وكتب عن الإسلام صفحات خالدة مفعمة بالجلال . ومن المنابع التي انتهل منها المؤلف هذه التأويلات أيضا كتب الشيخ محي الدين بن عربي وابن مسرة والجيلي . وفي الأقصوصة الثالثة التي كتبها المؤلف الألماني (( فولفرام فون ايشانباك )) كان المؤلف أكثر وضوحا فقد كانت أكثر اشتمالا على العناصر الإسلامية ، وكشف فيها على أن مؤلفي الأقصوصتين اللذان سبقاه قد أخفيا قصدا مسألة البحث في سر هذا (الحجر المقدس) . عندما علما أنهُ يُشير إلى الحجر الأسود في العقيدة الإسلامية. وقد حذا فولفرام حذوهما حيث اتهم علنا أحد سالفيه بأنه أتلف ((مخطوطة سر الحجر الأسود)) ، أو شوهها على اقل تقدير حيث اختفت من بين ثنايا المخطوطة الفاتيكانية القديمة معالم الشخصية الإسلامية العربية التي سوف تستلم عهد القيادة من جوف هذا الحجر . أما الأستاذ (( بيير نونسواي )) فإنهُ يرى أن الجرال ـ الحجر الأسود ـ رمز للوجود الإلهي على الأرض وأن البحث عن سر ذلك الجرال طريقٌ دينيةٌ خالصة عميقة للوصول إلى كنه الحياة الكونية برمتها مما دون الله وأن الظفر بذلك السر هو الشهود الإلهي المؤدي إلى التصرف بكل ذرات الكون المادي (6). أن العالم المسيحي بكامله يجهل أو يتجاهل ـ بغرور وحقد ـ المكان الذي أخفي فيه الجرال الحامل للسر الإلهي ـ من وجهة نظر الديانة المسيحية ـ وكل ما يعرفونه هو أن هذا الحجر الغريب العجيب أخفي في الغرب في جهة أخرى من العالم . ففي رأي الأستاذ بيير ـ من الناحية الفلسفية ـ أن فكرة الجرال تمثل بعثٌ غربي للتيار الكوني الفطري الذي أختفى أصلهُ في غياهب الزمن ، وعز مناله على الذاكرة البشرية . وأنهُ يتعلق بالسر الجوهري لكل وحي حقيقي ، أي أن في هذا الحجر سرا لو كُشف فإنهُ سوف يُساهم في معرفة سر الإله والمساهمة في العرفان السماوي وكل هذا سوف يتحقق على يد مستلم كتاب العهد من جوف الحجر . ولكن ماهو أصل هذه الأقصوصة التي تتحدث عن سر الحجر الأسود وعلاقته بالسماء ؟ يحدثنا فولفرام : أن هذه الأقصوصة قد أكتشفها عالم مسيحي في أحد المخطوطات العربية في (( توليدو)) باسبانيا ، وأن مؤلفها عالم كبير يُدعى (( فليجتانيس )) كان يعرف أسرار الكواكب والأفلاك ومساراتها ، وكان قد قرأ في النجوم اسم الجرال وهو (( الحجر الأسود )) وعرف كذلك أن فريقا من الملائكة قد أنزلوه إلى الأرض يحفون به كأنه عروس .ثم عادوا من حيث أتوا ومنذ تاريخ نزوله وإلى يوم نهاية الكون تقرر أن يقوم على حراسته خمسة من الفرسان وهم رجالُ طهرت قلوبهم حتى دنوا من الملائكة . (7) ومن هذا الأساس يكون الإسلام هو الذي يُقدم إلى الناس فكرة وجود الجرال (( الحجر الأسود)) على الأرض فقط لا غيره . وأخيرا توصلوا إلى معرفة السر وراء العلاقة بين الجرال وذلك الفارس الذي سيحكم الكون بعد فك رموز كتاب جاهموريه التالفة باستخدام اعقد الأجهزة في ذلك فقالوا: أن لهذا الجرال علاقة بأعظم شخصية أسلامية أو سلطة روحية دفعت ((جاهمورية )) والد بارزيفال ـ وهو المنحدر من أرومة مصطفاة ـ إلى أن يُخصص نفسه لخدمة أعظم سلطة روحية معروفة في زمانه وأن هذه السلطة كانت إسلامية . وقد حاول الغرب المسيحي بمفكريه أن يبتعد عن الهدف الأساسي لخدمة جاهموريه لهذه السلطة الروحية ويحرفوها عن مسارها الحقيقي حسدا منهم فقالوا : بأن هذه السلطة الروحية هي سلطة خليفة بغداد المعاصر لجاهموريه .!! ولكن فولفرام الذي فك بنفسه اسرار تلك الحروف يذهب إلى أن هذه السلطة الروحية العظيمة ما هي إلا (( قطب الوقت )) ـ صاحب الزمان ـ المسيطر بسلطانه على أكثر الأرض بما فيها مناطق غير إسلامية . وقد اعتمد في ذلك على آراء فليجتانيس الذي كان خبيرا بمسارات النجوم وكذلك على آراء محي الدين بن عربي بعد أن قارن بينهما حيث أن رينيه اعتمد في ذلك على أسرار علماء الأندلس بمقارنة ما جاء في مخطوطات الأديرة القديمة بلغاتها الأصلية . ولهذا اندفع جاهموريه المسيحي في خدمة قطب الوقت وأن يعلن استعداده أن يقاتل في سبيله في الشرق والغرب . ولربما يكون جاهموريه المسيحي يُشير إلى شخصية السيد المسيح عليه السلام الذي سيُقاتل بين يدي قطب الوقت او صاحب الزمان ، الذي ارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بالحجر الجرال الأسود الذي يحمل أسرار تلك اللحظة التي يقف فيها أمامهُ صاحب العصر والزمان (عج) منتظرا مختاريه أن يجتمعوا إليه كقزع الخريف حيث تختطفهم يد القدرة من فراشهم ليلا ومن محاريبهم نهارا لمثُلوا بين يديه الكريمتين وحجر العهد على يمينه والتابوت بين يديه فتتم البيعة حيث يكون الحجر الأسود شاهدا عليها ثم يُشاهد الناس المهدي وهو مستقبل الحجر الأسود ودموعه تنحدر انحدار الجمان على خديه. ولربما يعني الاستاذ بيير بأن الحجر الأسود أحدث انقساما في عالمنا هذا جعله نصفين نصف ((مفروغ)) ونصف ((مستأنف)) وهذا العالم هو العالم الافتراضي الذي يُقدم إجابات في خلفية الذاكرة قهقرائية المعنى تعود في جذورها إلى ((بعدا خامسا)) لا تصل إليه إلا شخصية المعصوم عليه السلام الذي هو بالضرورة مكان سكن المهدي فهذا البعد لا مفارق لكوننا ولا داخل فيه .كما في قصة الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه وهو يطوف في عالم المفروغ ، بينما لا يزال صاحبه جالسا أمامه في عالم المستأنف فيقول له : هل سمعت بعالم طاف العوالم السبعة وهو جالس في مكانه ؟ فُيجيبهُ الضيف : لا لم أسمع . فيقول له الإمام : إنه أنا . وقد بدأ العالم الغربي يُقدم لنا من خلال ثقافته وأفلامه شيئا يقترب من ذاكرة الزمن المنفصل حينما قرر افتراضيا ان هناك عالما آخر لا ينفصل عن عالمنا وإن لم ندركه وقد أحدث انفصاله عن عالمنا هو (نزول حجر من السماء) تسبب ارتطامه بالأرض بذلك الانفصال ولو حدث الاندماج يوما لكان هذا العالم أكمل وأتم مما نراه عليه اليوم ، وهذا ما سيحدث يوما على يد قائد أسطوري يقود العالمين معا ولكن يجب عليه أولا أن يجد ذلك الحجر الذي فيه رمز القوة الإلهية الخفية التي يدمج فيها العالمين في عالم مفروغ انتهت فيه الأحكام ، وعندها سيقود هذا القائد بمساعدة ذلك الحجر الذي يحمل بين طياته الميثاق والعهد ، سيقود الكون وما فيه إلى نقطة البداية حيث سينتهي الزمان بظهوره فيحدث الاندماج وتحدث الانتقالة الكونية الكبرى حيث لا حزن ولا موت فإما إلى جنة أو إلى نار . ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)) . يليه التكملة : العودة الغربية للبحث عن المهدي عج احتلال العراق نموذجا الهامش : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- من آمن لا يهرب . أي من اعتنق الدين الإسلامي لا يرتد نظرا لمتانة العقيدة وصلابة الإيمان . 2 - الجرال في اللغة أصلها عربي، ونقول أنها من الكلمة العربية جرل. والجرل (بالتحريك) الحجارة، ويقال مكان جرل أي صلب غليظ، والجمع أجرال. قال جرير: من كل مشترف، وأن بعد المدى ــ صرم الرقاق مناقل الأجرال فاستعملت الكلمة في الأندلس للدلالة على الأواني من الحجر . والغرب المسيحي يطلق على الحجر المقدس أو الحجر الأسود إسم الجرال المقدس . 3 - لأمر ما سكت تعالى عن الإشارة إلى الحجر الأسود ، كما أن نبيه ص أيضا لم يذكر شيئا من أسراره وتركه كما كان عليه منذ الأزل .وقد شاءت الحكمة الإلهية أن تمنع الرسول (ص) عن البوح بأسراره للناس في ذلك الوقت كما اقتضت الحكمة الإلهية ألا تكشف للناس أسرار الروح عندما سألوا النبي (ص) عنها ، فأمر الله نبيه بأن لا يخبرهم أي شيء فقال تعالى : يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا . 4 - ومن هذا المنطلق ولمعرفتهم بقوة هذا الحجر وأسراره التي تؤدي بمن يمتلكها أن يحكم الكون ، وأنهم عرفوا شخصية هذا القائد وانه عربي ينحدر من أرومة طيبة , ومن هنا فإنهم يسعون دائما لتدمير هذا الحجر وتحطيمه قبل أن يصل إليه هذا القائد ، ويكون هلاكهم وهلاك حضارتهم على يديه .ولذلك نرى الصيحات كثرة في الآونة الأخيرة الداعية لضرب مكة بالصواريخ وتدمير مركز الشر والعياذ بالله . 5- رينيه كينيو ( جينيو ) وهو كاتب ومؤلف ومفكر فرنسى وبقى شخصية مؤثرة فى عالم الميتافيزيقيا وولد سنة 1886 وتوفى سنة 1951 واعتنق الإسلام واطلق على نفسه عبد الواحد يحيى . http://img104.herosh.com/2011/05/21/481184599.jpg 6- - كتاب الإسلاموالجرال ، للأستاذ بيير بونسواي . 7-- لعل المراد هنا من الفرسان الخمسة ، هم أصحاب الكساء الخمسة الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، او شارة إلى الصلوات الخمس اليومية التي يتم التوجه فيها للكعبة حاضنة الحجر الأسود أو أصول الإسلام الخمسة . |
رد: سر العلاقة بين الإمام المهدي (عج) والحجر الأسود في مخيلة الشعوب . التتمة
تتمة البحث . عودة الغرب للبحث عن المهدي من جديد احتلال العراق نموذجا. ((يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)). وقد ذكرنا فيما تقدم من البحث طرفا من معرفة العالم للمهدي عليه السلام والأسماء التي يطلقها عليه . أن كل الملل والنحل والأديان عالمه بحقيقة المهدي والمهدوية وعالمة بأن كل الأنظمة الرجعية الظالمة سوف تتهاوى على يديه وان إحلال العدل والسلام وسيادة حكومة العدل الإلهي سوف تكون على يديه . وخصوصا الديانتين الكبرى اليهودية والمسيحية ( 1) فهؤلاء هم المعنيون بهذه الضربة المهدوية ، وأن ذلك مدون في كتبهم المقدسة وكذلك ذكرته كل أساطيرهم وحكاياتهم وما يتناقلونه شفاها عبر الأجيال من حكايات هذا القائد الأسطورة الذي سوف يخرج بتابوت بني إسرائيل الذي تحمله الملائكة وتسير أمامه . ويكون على يمينه عيسى وعلى يساره الخضر وبيده الحجر لأسود حجر العهد الذي يكمن فيه سر التصرف بذرات الكون ومكوناته . ولذلك فإن كل أتباع هذه الديانات تتربص بالمهدي وتضمر له الشر وتحاول بشتى الطرق منعه والقضاء عليه وهم لا يتورعون عن قتله واصطلام أصحابه وتدمير كل ما من شأنه أن يؤخر عملية ظهوره الميمون . والتاريخ يخبرنا بأن كل نبي بعث أو مصلح خرج لهداية الناس وتحقيق العدل الإلهي تعرض لضروب من المحن والمصائب والأذى . كما صرح بذلك عميدهم وسيدهم وخاتمهم في حديثه المشهور : ((ما أوذي نبي مثلي قط)) وهاهم آباء المهدي عليه وعليهم السلام قضوا قتلا فلم يمت أحدٌ منهم حتف انفه بل ماتوا اغتيالا إما بالسيف أو السم، فما بالك بمن يقود الثورة العالمية ضد الظلم والطغيان حيث ستتهاوى العروش على يديه؟. فمنذ أن أنتجت أوربا فلمها عن الإمام المهدي معتمدين في ذلك على نبؤءات مستر ((وستراداموس )) وهو الفلم التحريضي ضد المسلمين وقائدهم المنتظر والمريب في هذه المسألة أنهم طلبوا من شاب مسلم أن يعد لهم بحثا عن الإمام المهدي وأنصاره وذلك بعد احتلال العراق حيث تم إنتاج الفلم عام 2007 واسم الفلم : ((313)) يعني عدد أنصار الإمام المهدي عج ـ أنضر صورة الفلم المرفقة ـ . وقد شاهدنا الفلم تكرارا ومرار ولم نخرج منه برأس خيط . وكذلك انتجت السينما الغربية افلام كثيرة جدا عن الإمام المهدي وعيسى والأعور الدجال ـ انظر الصورة المرفقة أيضا ـ http://img105.herosh.com/2011/05/21/570056294.jpg والغرب ليس غبيا . فقد قدّر قوة الإمام المهدي عليه السلام من خلال رجل دين واحد متواضع لا يملك سوى العمامة والعباءة وبعض الأنصار استطاع أن يقودهم نحو تحقيق انتصار عالمي كبير هز العالم وأرعب الشرق والغرب برمته ولا يزال النظام الذي أسسه صامدا برغم حجم المؤامرات التي يتعرض لها ذلك هو الإمام الخميني رحمه الله . فإذا استطاع حفيد من أحفاد الإمام المهدي أن يفعل كل ذلك من دون سلاح فما بالك بالمدّخر لإزالة الظلم والطغيان من الأرض ، لقد استطاع الإمام الخميني وبفتوى صغيرة أن يُخرج ويُحرك الملايين ضد الغرب في فتواه ضد سلمان رشدي ومن كل الأطياف وحتى من المسيحيين أنفسهم . http://img103.herosh.com/2011/05/21/146679835.jpg لقد كان الغرب غافلا عن حجم قوة الإمام المهدي ، ولكنه ايقضته من غفلته الثورة الإسلامية في إيران فبدأ البحث من جديد عن هذا القائد والوصول إلى سر قدرته الخارقة التي تجعل الثقلين تنقاد له وتطيعه . فمنذ ذلك العهد والبحث والتنقيب عن الآثار التي تقودهم إلى هذا القائد جارية على قدم وساق , خصوصا وأن اليهود يعلمون بأن المعركة الفاصلة ((آرمجدون)) سوف تقع على أراضيهم ويكونوا هم الهدف هذه المرة للجيوش الإسلامية . حيث بلغت الضيقة أوجها في هذه الأيام وبدأت تظهر علامات ذلك بكثرة الزلال والخسف والمسخ ولانقلابات وسقوط حكام وتحرك الجماهير كل ذلك مؤشر على قرب يوم الخلاص , ولذلك سارع الغرب في عملية البحث . فكانت إيران الهدف الأول . حيث تم محاصرتها من كل الجهات . ابتداءا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق الحدودية مع إيران التي دخلت في حلف مع أمريكا ونصبت القواعد على أراضيها وانتهاء بباكستان وأفغانستان وتركيا والأردن والسعودية والعراق ودول الخليج فقد أحاطت جيوش الصليبيين بإيران من كل جوانبها كإحاطة السوار بالمعصم لسابق علمهم بأن إيران سوف تكون من الممهدين لظهور هذا القائد المنتظر ، ولما كان مركز قيادة المهدي الكوفة عاصمة العراق المستقبلية ، فقد أكمل الصليبيون مخططهم باحتلال العراق لغاية سرية خططوا لها وفكروا وتدبروا كل جزئياتها بكل حذر وسرية تامة ، لأن فشلها يعني القضاء على آمالهم بالوصول إلى ذلك القائد والقضاء عليه . فبعد احتلالهم للعراق ، عمدوا إلى إثارة الفتنة الطائفية بأعنف صورها وأشكالها ، فكانوا هم والموساد اليد الضاربة فيها حيث ساهموا بأغلب عمليات الذبح والتفجير وضرب الجوامع فتارة يضربون المساجد السنية ثم يضربون المساجد الشيعية ، لكي يضعوا ستارا وغشاوة على عيون الناس عن قصدهم الرئيسي وهدفهم الأهم . إن اليهود هم المعنيين بصورة كاملة بحرب الإمام المهدي واليهود يعرفون ذلك جيدا وهم يرتعدون هلعا كلما طرحت قضية الامام المهدي وعيسى عليهما السلام . ولذلك فهم في نفير دائم من أجل تسخير كل ما من شأنه أن يوصلهم للمهدي . فكان احتلال العراق هدفا مصيريا استراتيجيا مهما . لماذا ؟ كما نعلم أن اقرب الناس للإمام المهدي هو والده الإمام العسكري ولذلك كان هدف الصليبيين هو الحصول على عينات من الجسد الشريف للإمام العسكري من أجل معرفة ( D.N.A) للإمام المهدي , ولذلك اختاروا قبر العسكريين في سامراء لاعتبارات . الأول : أن في هذا القبر هو جسد والد الإمام والمطلوب هو اخذ عينات منه. الثاني : أن هذا القبر يقع في منطقة سنية وبالتالي فهو غير محروس حراسة جيدة وتفجيره وإخراج الرفاة الشريف سوف لا يلفت الأنظار إليهم ، لأنهم سوف يحولون الأنظار إلى السنة والقاعدة. الثالث : أن ذكريات الإمام المهدي في هذا المكان دون غيره حيث مسقط رأسه الشريف ومدفن أمه وأبيه ، ومكان غيبته ومهد طفولته وهم يأملون أن يقبضوا عليه في يوما ما. ولذلك فهم الآن يتخبطون فيعمدون إلى استهداف العلماء في العراق وكل مرجع سياسي يقود جيشا أو له أتباع وأنصار مثل الإمام السيد محمد باقر الحكيم وغيره . من هذا المنطلق عمدوا إلى تفجير المرقد الطاهر ، والسيطرة بعد التفجير على الحرم بحجة السيطرة على الأمن وذلك للحصول على عينة من جسد الامام ابو المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، ولكن لا ندري ماذا حدث داخل القبر المدمر . ولكن الذي نعلمه أن هناك شيء حدث فوق تصور اليهود والأمريكان , وهو أن أطنان المتفجرات أزال القبر والقبة وحطمت كل شيء ، ولكنها لم تستطع أن ترفع شبرا واحدا من التربة المقدسة التي تغطي القبر . المذهل هو أن الانفجار كان تصاعديا وليس دائريا أي أنه حطم فقط ما فوقه ولم يمس ما تحته . وهذا خرق للعادة حيث أن المتفجرات نوعين . نوع دافع والذي يستخدم في الصواريخ والمدافع والطلقات النارية , ونوع لاطش دائري التفجير أي انه يُحطم ما حوله . كما في (مواد التي أن تي) المستخدمة في تفجير الصخور والمستخدمة في المقالع والجبال . ولكن هذه المواد عند تفجير القبر تحولت بقدرة قادرة إلى مواد متفجرة دافعة وليس لاطشة. خلاصة القول يجب علينا ان نطبق قوله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)) ان نصبر ونصابر ونرابط من اجل نصرة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، ولا نبقى ننتظر ، بل نسعى من أجل ذلك ، من خلال الدعاء له على الأقل . وقراءة الأدعية المتعلقة بذلك , ويجب أن يكون كل منا متهيأ لذلك وكأنه يرى المهدي على مشارف بيته وهو يستصرخه للنصرة . عودوا للصور الملتقطة من دخل الضريح . وسوف ترون صدق ما ندعيه . الهامش وفيه المصادر والتوضيحات . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ 1- ومن هنا نرى أن الكتاب المقدس يؤكد في نصوص عديدة على هذا المعنى فيصرح في أكثر من موضع بأن (المسيح والقائم) هما اللذان سوف يسودا على العالم أجمع كما يقول : ((سيكون أصل يسي والقائم ليسودا على الأمم عليه سيكون رجاء الأمم)) . رسالة بولص إلى رومية الإصحاح 15 :12 . ولذلك نرى رواية الكتاب المقدس تؤكد على أن موسى عليه السلام وإيليا المهدي ، التقيا بعيسى قبل صعوده إلى السماء وتكلما معه . والنص واضح لا غبار عليه جاء فيه : ((صعد الى الجبل ليصلي. 29 وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعا. 30 واذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وايليا.)) إنجيل لوقا الاصحاح 9 : 29. |
اللهم صل على محمد وآل محمد بوركتم اخي وبورك قلمكم |
استفسار
اقتباس:
تحياتي يا سيدتي واشكرك لك مرورك العاطر . ولكن يا سيدتي لكونك مشرفة استغل هذه الفرصة لكي اسألك سؤال كلما حاولت الدخول لرؤية مشاركاتي ، لا استطيع . لأني اريد ان اعرف ماذا نشرت لكي لا اكرر المقالات مرة اخرى كلما ذهبت إلى قسم مشاركتي في لوحة التحكم ، تخرج رسالة انك غير قادر على الدخول . لماذا هذه المشار كاتي انا هل هناك شروط مثلا . انتظر جوابكم سيدتي ولكم من الله جزيل الاجر مصطفى الهادي |
تسلم ايدك على الطرح الرائع يعطيكـ الف عافية ننتظر المزيد منك تحياتى http://img5.dreamies.de/img/465/b/8stf5603say.gif |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 06:09 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025