-ابراهيم سبتي- الناصرية

كشفت الاحتجاجات الأخيرة في بعض الدول العربية ، عن ان بعض الشعب يهتف للرئيس !‏
في حين ان الأغلبية تهتف ضده ويريدون تغييره وفقا لشعار الشعب يريد إسقاط النظام . ‏والنظام هنا هو الرئيس .. لان الرئيس هو كل شيء !!‏
فهو الذي يعلن الحروب !‏
وهو الذي يخطط الاقتصاد !‏
وهو الذي يزيد الرواتب !‏
وهو الذي يكرم الجيش بالأوسمة !‏
وهو الذي يزور المدارس !‏
وهو الذي يسحق معارضيه ويطاردهم !‏
وهو الذي يزور الدول مبتسما أمام الكاميرات !‏
وهو الذي يتصدر نشرات الأخبار !‏
وهو .. وهو .. وهو ..‏
هذا هو الرئيس الذي يهتف له البعض في حين يحتج ضده الأغلبية العظمى . وهو ما رأيناه في ‏تونس ومصر واليمن وليبيا وغيرها ..‏
كان الرئيس في بعضها قد ادرك ان نهايته أزفت وبات عليه الرحيل .. لان الشعب يريد إسقاط ‏النظام ، هكذا سمعهم عبر نوافذ قصره . وفي اليمن مثلا .. الشعب مقسوم على نفسه :‏
قسم مع الرئيس ، يهتف له وللشرعية الدستورية !‏
وقسم يهتف ضده وهم شباب المظاهرات في ميدان التغيير ..‏
وقسم ينتظر الفرصة ويسمون أنفسهم بالمعارضة وهم تحديدا احزاب اللقاء المشترك . ‏
فبات على المتظاهرين ان يهتفوا بشعار \" بعض الشعب يريد تغيير النظام \" او \" نصف الشعب ‏يريد تغيير النظام \" لان ميدان السبعين في العاصمة يحتضن المؤيدين لبقاء الرئيس الذين ‏يهتفون \" الشعب يريد بقاء الرئيس \" .‏
من هنا نتساءل .. لماذا بعض الشعب يهتفون للرئيس ؟
هل انهم يعيشون بترف ويتمتعون بثروات الدولة ويشغلون المناصب ويأكلون الرغيف بكرامة ؟
اما الذين يهتفون بإسقاط الرئيس .. هل انهم يعيشون بشظف وعوز ولا يشغلون المناصب ولا ‏يأكلون الرغيف بكرامة ؟‏
انها محنة الرئيس والشعب معا .. لقد كشفت الاحتجاجات الأخيرة بان الرئيس هو المسيطر ‏طيلة عقود من عمر الشعب .. هو الذي تعرفه الدول ولا تعرف سواه وفاته ان يعرف بان ‏الزمن قد تغير والشعوب تعلم كل شيء والتقنية لا تخبيء شيئا ، فكل شيء صار في متناول ‏الاعلام ولا سر هناك ولا هم يحزنون .. ‏
واعتقد لو ان احدهم خرج على التلفزيون وأعلن استقالته بشجاعة وكرامة ، لأصبح حديث ‏الناس والتاريخ . وهنا يقول الشعب كلمته اما ان يبقى الرئيس او ان يخرج .. سقط مبارك ‏وقبله بن علي ولم يكونا عبرة للأسف .. فالقذافي يستميت للبقاء وهو يوزع \" الفياغرا \" على ‏كتائبه لاغتصاب النساء وهو يقول لهم النساء سبايا لكم ولو سحق ومات كل الشعب .. وصالح ‏يناور لكسب الوقت ، وملك البحرين يستنجد بالخليجيين لقمع المظاهرات وفي سوريا تتأجج ‏يوما بعد يوم وغيره يفعل مثلهم وهكذا .. ونكرر سؤالنا لماذا يهتفون للرئيس مادام يترنح امام ‏صرخات الاحتجاج الصادحة ؟ انها صحوة الشعوب التي لا تقاوم ولا تقهر . اذن من ينزع ‏الفتيل ، الرئيس ام الشعب ؟ فلننتظر وسنرى ما لم نره طيلة حياتنا ..‏