![]() |
أأموت كافرا وقد كنت مؤمنا ؟!
بسم الله الرحمان الرحيم هذا الموضوع هو من المواضيع الحساسة التي تهم كل مسلم مؤمن له عينان : عين على الجنة وأخرى على النار ، وكما أن كل تاجر يريد أن يؤمِّن على تجارته ويحفظها من خطر الخسران كذلك هو المؤمن يصيبه الأرق الدائم من خسران الآخرة والانزلاق في مهاوي الباطل .اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين . ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي * فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي فزادي قليل لا أراه مبلغي * على الزاد أبكي أم لبعد مسافتي أتيت بأعمال قباح ردية وما في الورى عبد جنى كجنايتي أتحرقني بالنار يا غاية المنى * فأين رجائي ثم أين مخافتي العديلة تعريفها : العديلة من عدل بالفتح ، كأن يعدل ويتحول الرجل من طريق إلى آخر ، هذا في طريق الدنيا ، وأما في طريق الآخرة فالعديلة هي العدول حين الموت من الصراط المستقيم إلى الضلال المبين . نعم شخص يذهب كل يوم إلى الجامع ، وذو خلق جميل ، ويقوم بجميع الأعمال الحسنة ، هذا الشخص معرض ليخسر جميع أعماله ويكون من الهالكين . هذا الكلام وإن كان غريبا إلا أنه طبيعي لمن دقق في كلام الله عزوجل والسنة الشريفة التي قرنت العمل بالإيمان ، بل إن الإيمان أشرف من العمل ، وهو روحه ، وأصله ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ) النساء 57 ، فنرى أن جل اسمه قد جعل جماعة خاصة هم المؤهلون لدخول الجنة ، حيث قال (آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ، ومعناه أنه شخصية المؤمن الناجي يجب أن تكون قائمة على ركنين : الإيمان وهو الأسبق ثم العمل . والنتيجة السليمة أن الإنسان لو أخل بركن أساسي وهو الإيمان أو العمل - إذا أفسد الإيمان - في أي لحظة من لحظات عمره حتى عند الموت فقد هلك ، طبعا ما ذلك إلا لوجود أسباب هي التي أدت به إلى هذا الوادي السحيق ، وأهمها تراكم الأخطاء العقائدية والسلوكية دون رقيب وحسيب . قال الشيخ التبريزي الأنصاري : (ان المؤمن مشرف على محل الخطر والهلاكة في مقامين ، أحدهما مقام المعرفة في مرتبة أصول الدين إذ الشيطان عدو مبين ، فهو في مرصاد عباد الله المؤمنين ليوقعهم في الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي ، ليوقعهم في الحيرة والضلالة في أمر المعرفة وتحصيل أصول الدين الذي هو مبنى الشريعة ، فإن لم ينجح بإغواء المؤمن حال حياته فإنه يحشد جيوش الظلام والشبهات ليسلب منه إيمانه عند الموت من جهة إغواء الشيطان وتلبيسه في تلك الحالة ، وورد دعاء العديلة دفعا لتلك الرزية ، والعديلة اسم شيطانة موكلة من جانب إبليس ليعدل الانسان حين الموت من الاعتقاد الحق إلى الباطل ، ، والمراد دفع العديلة ، أو بمعنى المصدر أي دعاء دفع العدول المذكور ، والثاني مقام العمل بالشريعة ، فيريد الشيطان أبدا أن يضل الانسان ويغويه ، ويوقعه في المعصية ويوبقه ، وهذا هو الهلاك العارضي والعذاب المنقرض ، فهناك هلاكة كبرى وهلاكة صغرى )اللمعة البيضاء ص33 دفتر نشر الهادي - قم - ايران - بتصرف - والحمد لله رب العالمين ووقانا الله شر الشياطين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين |
موضوع مميز ورائع
شكر جزيلا.. بارك الله بكم |
رد
بارك الله بكم
|
بسم الله الرحمان الرحيم شكرا لكل من السيدة الفاضلة "وردة الزهراء" وأخي العزيز " المتقي " على هذه المداخلة اللطيفة وأسأله جل اسمه أن يفيض علينا جميعا من الأسرار المكنون خلف ستائر الغيب ، وأن يزيد تمسكنا بعقائدنا بما يقودنا نحو الأفضل والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته . |
السلام على فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين
|
|
جميل جدا جعله الله في ميزان حسناتكم |
بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لكم على كلماتك العطرة ، وأسأله تعالى أن يمد الله في أعماركم |
كلمات جدا قيمه ,, عبارات فيه الفائدة.. لا حرمنا هذا الإبداع ,, وجمال التنسيق والإمتاع .. جهد مميز .. موفق ,, تقبل مروري .. |
شششششششششكرا جزيلا لك ولكلماتك الداعمة ، لكم مني ألف ألف تحية
|
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 04:20 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025