![]() |
بائعـــــة الذكريـــــات
عندما عادت أمي حزينة كانت قد جلبت قرص شعير وفي سلتها فقير يأن من الجوع قد أكل اصبعها ومن فرط تعب الشمس على وجنتها غابت في دهاليز العين كالكهف ينصب احجاره القديمة على رصيف امي المتعبة من طول الطريق ... ((خرجت والدتي ذات صباح تحمل كيس من ذكريات العمر , توجهت به الى رصيف في سوق مزدحم بجشع الرجال , تنوي بيع ذكرياتها لاجلي , حتى لا يبكيني الجوع , ولا يذلني الفقر , او ينكس رأسي بين الطلاب ثوبي)) سافر الفرح عنها ليرديها وحيدة وبقيت اراقب مشيتها تمشي كالصنوبر على الماء كالماء يدغدغ الماء ويشرب الحياء منها الحياء يرتل على سطورها ايات الحب والعزة والكبرياء ((عندما وجدت السوق مزدحم التحفت كيس (كونية) واتخذت زاوية فيها بصيص من نور وافترشت بضاعتها )) ينظر العز اليها خجلا وفي اعينهم سؤال أهذه المبعوثة من ارض الحلال ارض الجمال والكمال والدلال جائت والذكريات اسيرتها لتنحرها على جبل عليه كاد ان ينحر ابراهيم ع وحيده لكنها نحرته لاجلي وأخذت من دموعه شرابا سائغا طيبا للشاربين والشاردين والمبعدين قهرا عن الحياة امي وهي تفاوض على ذكرياتها : رجل : بكم هذا الفستان ايتها السيدة ؟ اشارت الى عنقود عنب وهي تقول : بهذا ان يروي عطشه الرجل: ماذا لم اسمع! امي تكتم انفاسها وقد علمت ان لها صوت لم يسمعه سوى والدي فاشارت الى التمر وهي تقول :بهذا ان يحلو له . فقال الرجل : لا لن يعجب حبيبتي . وذهب لينال رضاها ((والدتي جالسة ولما يشتري ذلك الجمع منها شيء )) نظرت بعيون الشبعانين واصحاب الكروش تستنكر جشعهم ولما لم تجد من يشتري غير خاتمها باعته مقابل ان اضحك . . . . الناثر ضياء عارف |
أمْ ..
وذاكرة مَعطوبة .. وزمنْ ندي بِأنينْ الفرحْ .. وتباريح الحُزنْ .. التي لاحدودْ لَها .. كلْ الذكرياتْ نواهلُ في عُمقْ عَطائها .. ورغمْ كُل شئ .. لاتبيعْ مِنْ الحاجة .. أي شئْ سوى خُذلانها .. ! ضِياءْ الحَرفْ .. هو هكذا الشجنْ .. حينْ يُكتبُ على جدارْ القَلبْ الحَنونْ .. ! دام نبضكْ.. |
اقتباس:
أولا : أحيي عودتك أيها الكريم .. ودعني أقول ... ان ما نثرته هنا كان رائعا بكل المقاييس... فقد أخذ من الشعر جماله وتشبيهاته ومن النثر تكثيفه وبعد مراميه .... فكانت قطعتك هذه في منتهى الروعة والجمال ... وما أجمل قولك: ومن فرط تعب الشمس على وجنتها ودي وتقديري |
ضياء .. ايها الاخ الكريم. لقد خجلت الشمس من هذا الجمال الحزين الذي سكبتهُ هنا فانكسفت حياءً من وجنتي تلك الأم الحنون..؛ لقد هزّها الزمن المرير وما انحنت..! بل اهتزت وَرَبَتْ وانبتت من كلِ زوجٍ بهيج من كل فرحِ تمنت أن تسقيه عيون اطفالها من كلِ دهشةٍ تحملها هدايا العيد انها تنبت الحياة وتبعث الحياة في القلوب المنكسرة انها تمسح على رأس اليُتم لينبتَ صموداً وينبتَ كبرياء ..؛ ؛ فتباركتَ يَ ضياء وتباركت تلك الأم وتباركَ هذا الذي أجريته طيبا سائغا تقديري |
أُمّيْ "
يا سجدةَ الرحمةِ على أرضِ النور" ويا اندلاق الفجر على وجهِ الحياء" ضياء عارف ايها العارف راقني ان أكون هنا اترع من هذا المزيد واقول هل من مزيد" باركك الله " تحيّة |
ضياء عارف,, هل لي ان اطوف ها هنا عند هذي الحروف التي اقدس معانيها دوماً ,, فلطالماً استنزف اهاتي مبضع الشمس على وجوه الاباء ,, وقفت انزف الذكريات ,, كل يوم في طريقي من بيتي الى بغداد ,, تصدمني الف ام ,, ويصفعني الف جائع ,, ويهز كبريائي الف فقير ,, فيبكي تحت اضلعي طفل حزين ,, و يكتم غيظه ,, تحت ملابسي ,, كهل لم يحظ الى الساعة بأستراحة محارب . ضياء عارف ,, هبني خيالك ,, وارهاف حسك ,, وروعة قلمك ,, لعلي ابلغ اسباب مدح سطورك |
أمثالُ هذه الأم يجب ان تمجد وتقدس بورك يراعك اخي العزيز موفقين |
نثر رائع وصياغة اروع من الرائع للام الحبيبة التي تحملت الكثير من اجلنا احسنت ايها المتألق دمت |
أمْ ..
وذاكرة مَعطوبة .. وزمنْ ندي بِأنينْ الفرحْ .. وتباريح الحُزنْ .. التي لاحدودْ لَها .. كلْ الذكرياتْ نواهلُ في عُمقْ عَطائها .. ورغمْ كُل شئ .. لاتبيعْ مِنْ الحاجة .. أي شئْ سوى خُذلانها .. ! ضِياءْ الحَرفْ .. هو هكذا الشجنْ .. حينْ يُكتبُ على جدارْ القَلبْ الحَنونْ .. ! دام نبضكْ.. في الروح تسكن .. شيء من خيال الامنيات بينك وبين الروح شبه جدا جميل فانتما تشتركان بالعطر ولمسة الحب وصنعة الابداع لا ادري كيف اثني على ما رسمتيه بلوحة بنفسجية على جذار فؤادي ولست هنا انثر ابداعي او اجامل بكلامي انت حقا محط اعجاب وتقدير وزادني شرف انك هنا الف حياة لك تحياتي |
الروح لك مني وردة اضعها على قلب المتيم بحب الزهراء
لك مني امنية اضعها على تربة المدفون في ارض كوفان اني افخر بكم واشكر لكم هذا العطاء [/color][/size][/size][/size][/font] |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 06:45 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025