منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى الثقافي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   الاختيار بقلم : (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=146620)

الرجل الحر 15-05-2012 03:55 PM

الاختيار بقلم :
 
ما ان توقفت عند محطة وقوف الباص امام البوابة الرئيسة للجامعة حتى توقفت امامها سيارة فارهة من نوع رينج روفر قد لا تقل قيمتها عن 150 الف دولار ,, ليفتح الباب فتنزل على الرصيف حذاء بنية اللون براقة من نوع ايكو قد لا يقل سعرها عن 250 دولاراً ,, ثم تتبعها ساق في بنطلون ثم لتتكامل امامها بدلة رجالية من نوع جورجيو ارماني قد لا يقل سعرها عن 2000 دولاراً ,, تكتنف في داخلها شخصاً تغطي نصف وجهه نظارة سوداء من نوع كاريرا تقدر بما لا يقل عن 200 دولار ,, وقد برقت من تحت كمه الايسر ساعة روليكس مرصعة بالالماس و مطعمة بالذهب الخالص قد لا تقل قيمتها عن عشرة الاف دولار ,, خطى اليها بخطوات طاووسية متثاقلة ,, حتى وقف بأزائها مالئاً ارجاء المكان بعطر الفهرنهايت فراح يخاطبها :

مساء الخير ..

اجابته و كأنها اعتادت على رؤية وجهه كأعتيادها على رؤية سيارات التاكسي الصفراء التي تملأ شوارع بغداد في اوقات ذروة العمل : ,, مساء الخير ..

وئام !!!,, اما سئمت من الوقوف منذ بداية السنة الدراسية الاخيرة وانت تنتظرين ,, احمد,, في نفس المكان ليصطحبك الى حيكم بعدما يكمل محاضراته ,, بربك اهوَ الشخص الذي يستطيع ان يوفر لك مستقبلاً واعداً بعد تخرجه براتب مهندس معماري في احدى الدوائر الحكومية ,, الم تقتنعي بعد بأن موافقتك على خطبته لك قبل خمسة اشهر كانت خطأً كبيراً ,, الم تندمي على رفضك جميع عروض الرخاء التي عرضتها عليك ,, الم تدركي بعد الفارق الكبير بين ,, احمد ,, الذي هو مجرد مهندس معماري وبيني ,, انا ,, كموظف كبير و مسؤول ذو شأن في ,, حزب الثراء الفاحش ,, الذي استحوذ على جميع مقاعد البرلمان العراقي دون استثناء ؟؟..

وقبل ان تجيب ولو بكلمة ,, جاء ,, احمد ,, من جهة بوابة الجامعة بملابسه التي تجمع البساطة و الاناقة والعملية في وقت واحد فبادرته بأبتسامة كأبتسامة طفلة تنتظر هدية عيد ميلادها وقد توجهت اليه بكل جوارحها كأنها تنتقل من العدم الى الوجود ,, مخاطبة الشخص الذي بقي يلهث خلف نظراتها ,, التي راحت تصب كل مافيها من سحر و حنان على وجه خطيبها ,, احمد ,,

اسمح لي ان اعرفكما على بعضكما ,, خطيبي احمد طالب في المرحلة النهائية في الهندسة المعمارية ,,

فشزره بنظرة كأنها طريق من الجليد راح يمتد من عينيه الى وجه احمد باعثاً اليه كل ما في الكون من حنق و استعلاء و كمد وضغينة ,, اهلاً ,, قالها و كأنه يصفع محيا ,, احمد ,, بكف من دماء تغلي ,,

اهلاً وسهلاً بكم استاذ ,, تشرفنا ,, قالها احمد بأبتسامة وادعة و نظرة تأمل تكتنف في اعماقها ارادة طموح مرت بصاروخ باليستي من فوق رأس الشخص الواقف بتكلف خلف خطيبته .. التي سارعت بنغمة صوت جهورية كأنها في مؤتمر للأمم المتحدة ,,

احمد ,, اقدم لك الاستاذ ,, الموظف الكبير ,, والمسؤول العالي الشأن في حزب الثراء الفاحش المهيمن على مقدرات البلد الذي يملك جميع مقاعد البرلمان العراقي بدون استثناء الذي يلبس حذاء برادا و بدلة جورجيو ارماني و نظارات كاريرا و ساعة روليكس ويمتلك سيارة رينج روفر الانكليزية الباهضة الثمن ,, انه الاستاذ .... آآآه اسفة جداً استاذ ,, تصور انك تحاول استمالتي منذ اشهر الا انني لا اعرف اسمك ,, عذراً ايها السيد هل لديك اسم ؟؟..

فأحس ببركان يغلي في جوفه و كأنه فقد الشعور بكل جوارحه ,, حتى كأن وجهه قد ذابت ملامحه تماماً ,, فلم يعرف ما يقول بل كيف ينطق ,,

عذراً استاذ فقد وصل الباص ,, مع السلامة ,,

فراحت تخطو الى السيارة الكبيرة التي توقفت خلف سيارته تحاكي بخطاها خطى خطيبها ,, احمد ,, حتى بديا كأنهما جسد واحد بحركات واحدة فأخذهما الباص من امام عينيه ومضى كأنه راح يغرق في الفضاء .

الرجل الحر 15-05-2012 04:19 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 1 والزوار 5)
‏الرجل الحر

في الروحْ تَسكنْ 15-05-2012 04:24 PM

حين يكون العقل .. والقلب .. يسيران في طريق القناعة والرضى بما قسم الله .. فـ لحظتها .. لايغير قناعة النفس ولا حُسن الإختيار .. أي شئ .. حتى ولو كان مال قارون .. !

الحر .. مازلتُ من عطائك أنهلّ ..

hawk1968 15-05-2012 04:38 PM

قصة رائعة
واسلوب اروع
لك تحياتي.

الروح 15-05-2012 10:36 PM

ابو الحسن فعلاً فكر وأدب جم في كل كتاباتك
قرأتها بتمعن وغرقت في الفكرة
قصة رائعة وتتكرر في كل الأزمنة..؛
بوركت الأيادي :)
كما انت مبدع

آمالٌ بددتها السنونْ 15-05-2012 11:59 PM



في الحقيقة لا استطيع التوقف عن الأبتسام وان
سألتني عن السبب اخي الفاضل سأجيب
اسعد كثير عندما اكتب فتكون سطوري مصدر
آلهام لشخص ما
فهذا يعني ان تأثيري ايجابي وتواجدي كذلك في
هذه البوتقه الصغيرة وهذا هدفي في انا شيعي
نأتي الآن لنص ليّ بعض الملاحظات اولها :
استخدامك لجملة ( لايقل عن كذا... ) تكرارها
اضعف المقطع الوصفي
ذكر الماركة العالمية فقط كان سيوصل الرسالة
للقاريء بأن البدلة و..و.. غالية الثمن
كذلك استخدامك لحرف العطف ( ف ) في بعض
الموقع لم يكن موفقاً واكثرت منه
ايضاً لم توفق في الوصف في هذا المقطع واكثرت
من المفردات :
فشزره بنظرة
كأنها طريق من الجليد راح يمتد من عينيه الى وجه احمد باعثاً اليه كل ما في الكون من حنق و استعلاء و كمد وضغينة ,, اهلاً ,, قالها و كأنه يصفع محيا ,, احمد ,, بكف من دماء تغلي ,,

لو قلت :
رمقهُ بنظرة باردة امتدت كجسرٍ من جليد بين عينيه
وعينيّ احمد في طياتها حملت الأستعلاء والحنق و
الضغينة. اهلاً قالها وكأنه ....الخ
لكانت افضل التنوع في المفردة مطلوب في النص و
لكن في الوصف اذا زاد يصبح المقطع ثقيل
بالنسبة لنظرة الشزره هي كنايه عن الغضب و
الغضب
يعني نار ولايمكن ان يكون الجليد التشبيه المناسب
ولو لاحظت قدمت الأستعلاء على الحنق والضغينة
لتتوافق مع الجملة التشبيهية الأولى والحنق وضغينة
مع التشبيه الثاني
فالأستعلاء من ضمن المشاعر الباردة
الحين شرايك فيني كناقده :)
اخي الفاضل ارى انك استعجلت في انزال النص لو
راجعته لكتشفت بنفسك مواقع الخلل ، اذا اردت بإمكاني
اجراء تعديل على النص
في الختام شكراً لما تقدمت بطرحه لنا امتعتنا بالدرس
المطروح من خلال هذه القصة.. تحياتي لك

الرجل الحر 16-05-2012 08:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة في الروحْ تَسكنْ (المشاركة 1724003)
حين يكون العقل .. والقلب .. يسيران في طريق القناعة والرضى بما قسم الله .. فـ لحظتها .. لايغير قناعة النفس ولا حُسن الإختيار .. أي شئ .. حتى ولو كان مال قارون .. !

الحر .. مازلتُ من عطائك أنهلّ ..

في الروح تسكن ايتها الفاضلة ,, لك غاية الشكر لهذا التعبير المفعم عطراً يليق بمقام قلمك المتميز ,, تقديري و غاية امتناني لك سيدتي

الرجل الحر 16-05-2012 08:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hawk1968 (المشاركة 1724024)
قصة رائعة

واسلوب اروع

لك تحياتي.

hawk1968 ,,, لك الشكر و منتهى التقدير لمرورك الكريم ,, يسعدني ان حروفي المتواضعة قد نالت اعجابكم ...

الرجل الحر 16-05-2012 08:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح (المشاركة 1724672)
ابو الحسن فعلاً فكر وأدب جم في كل كتاباتك
قرأتها بتمعن وغرقت في الفكرة
قصة رائعة وتتكرر في كل الأزمنة..؛
بوركت الأيادي :)
كما انت مبدع

ام جعفر ايتها الكبيرة في كل خلق نبيل ,, انما كنت تنظرين بعين قلبك الكريم النقي ,, فترين ما فيك قبل ان تنظري ما في الاخرين ,, و ما ترينه من فكر و ادب لهوَ ما يفيض من سريرتك البيضاء

اشكرك حقاً

الرجل الحر 16-05-2012 10:45 PM

احب ان ابين انني اردت في هذه القصة المتقدمة ان اعالج اكثر من موضوع في وقت واحد ,, فأخرجت الموضوع الاجتماعي الى دائرة اوسع لأدمج فيه موضوعاً سياسياً قد نصطدم به مراراً وتكراراً في حياتنا اليومية ,, فالطبقة السياسية على الرغم من تنوع ايديولوجياتها المتصارعة و تناحرها لربما حد الاقتتال فأنها تصطبغ بالصبغة ذاتها وهي صبغة الثراء الفاحش والتي جعلتها كأنها حزب واحد راح يفرض هيمنته على البرلمان العراقي فالسياسيون اليوم مختلفون في كل شيء وعلى كل شيء الا انهم متفقون على شيء واحد دخلوا فيه جميعاً وهو ان يكونوا اثرياء ,, والشخص الذي ذكرته بصفات الثراء والسلطة دون الاسم بما يحمل من متناقضات هو احد تلك النماذج السلبية في السياسة الحالية ,,

كما احببت ان اركز على التناقضات الكبيرة في الواقع الاجتماعي ,, فأحمد ووئام الاسماء النابضة بالحب والامل و الانسجام الكامل لدرجة الوحدة في تحركاتهما يمثلان الضحية التي قد يسعى رجال السلطة او الثراء الفاحش مصادرتها و تسخيرها لمتعهم الشخصية ,, مع ابقاء شخص الثراء والسلطة مجرد شخصية ديكورية مظهرية بلا اسم مخفي الملامح دائماً فمرة يختبيء خلف نظارات و مرة تذوب ملامحه نتيجة فشله في التعامل مع الامور ,, فركزت على محاولته البائسة والفاشلة في استلاب كل ما هو جميل في حياة المهندس المعماري الذي كان له الفضل الاول في بناء اول مدنية في العالم في سومر القديمة و اور و كوثى في بابل و غيرها ,, والذي له طموح يقذف بأحلامه فوق هامة رجل السياسة والثراء بصاروخ باليستي ...

اردت ان يبقى التفاوت والتناقض واضحاً في الصور الوصفية للقصة الى النهاية حيث ابرزت حجم الباص ( السيارة الكبيرة ) التي اقلت الخطيبين والتي انطلقت امام عيني المسؤول الكبير و كأنها تتوغل في الفضاء لتتركه واقفاً دون ان ينطق بأية كلمة ..

تحياتي لكم جميعا والشكر الجزيل لمن انتقد ولم سوف ينتقد فبالنقد الهادف يتحقق الابداع


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:08 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024