![]() |
لي في الطفوف ِ منازلٌ ومشاهدٌ
لي في الطفوفِ منازلٌ ومشاهدٌ بكتِ الحروفُ وحنّتِ الأقلامُ = وأتتْ بسودِ ثيابِها الأعوامُ وانهَدَّتِ الأطوادُ حُزناً للثرى = ونجومُ هذا الكون ُ والأجرامُ حتى الأسودُ تكبّلتْ في نوحها = إذْ ليس في شرعِ الأسودِ زمامُ وأتى الزّمانُ إلى ضريحكَ مُعولاًً = تُشجيهِ مِن وقع ِ الأسى الأيامُ في كلِّ ثانيةٍ عويل ٌ دائمٌ = مضتِ القلوبُ إليهِ والأقدامُ لاالعينُ قدْ هجعتْ ولا قلبٌ ثوى = ولّى الرُقادُ وسارتِ الأحلامُ لاالشّمسُ قدْ بزغتْ ولا قمرٌ أتى = أمّا النهارُ فحزنهُ الإظلامُ يرنو إليكَ بطرفهِ متكدّراً = هيهاتِ يُسْعِدُ أصغريهِ كلامُ إنّ الخطوبَ سهامُها في مهجتي = بئسَ الخطوبُ على الفؤادِ سهامُ حتى الحنينُ لكربلا لا ينقضي = فإلى رباها سارتِ الأفهامُ فتكدّرَ الإنجيلُ مِن هذا الجوى = واللوحُ والتوراةُ والإسلامُ وانهدَّ ركنٌ للعبادِ وحاجزٌ = بعدَ الفراقِ ِومنزلٌ وخيامُ وتوشّحتْ حلل َ السّوادِ مدائنٌ = وبكربلا تتشرفُ الأقوامُ مِنْ كلِّ مفجوعٍ الفؤادِ وقومِهِ = في سيرهم ْ تتعانقُ الأعلامُ بين المدائنِ والطفوفِ ونينوى = وعلى رُباها زادتِ الآلامُ لي في الطفوفِ منازلٌ ومشاهدٌ = ومخيّمٌ وتلاوةٌ ومقامُ وفجائعٌ ومدامعٌ وحوادثٌ = ومصائبٌ ونوائحٌ وكِلامُ لي في الطفوفِ أئمةٌ لولاهُمُ = ماكانَ مكتملاً لديّ دِعامُ لا بلدةٌ لولاهُمُ ، وهي التي = سُكنتْ، تروقُ ولا البناءُ يُقامُ هي جنّةٌ وربوعُها دربُ السّما = وشعارُها الإيثارُ والإقدامُ حازتْ بتيجانِ الشموخِ بقاعُها = وهل المعالي راحةٌ ومنامُ هي كعبةٌ وطوافُها سبقَ الدُّنا = إنّ المشاعرَ سنّةٌ وقيامُ ياكربلاءَ النيّراتِ جباهُهُم = تتعاظمين وتهبطُ الأرقامُ فمداسُ أرجلهُمْ محجُّ قلوبنا = ونعالُهم للوالهين وسامُ بكِ للفقيرِ حياةُ عزٍّ لمْ تكنْ = يوماً عليها الذُّلُ والإرغامُ يمسي ويصبحُ في نعيم ربوعِها = أحرارُ هذا الكونِ والأيتامُ ومَنِ استبيحَ حقوقهم مِن أجلها = غدراً ، بدربِكِ تُقْطَعُ الأرحامُ ماذا أصوغُ مِن القريضِ ونثرهِ = قدْ فُتَ لي قلبٌ وهُدَّ قِوامُ لو كمّموا الأفواهَ ما استاءَ الفتى = أملُ الفتى أن تُرفعَ الأكمامُ مانثرُ أهلُ العشقِ في شرعِ الهوى = زيفٌ، فقدْ نثروا لكي يلتاموا عارٌ على أهلُ الحجى أنْ يُشترى = هذا اليراعُ ويُقطعُ الإبهامُ وإذا استوى فيهِ الشريفُ وغيرُهُ = والحافظونَ الدينَ واللّوامُ والعارفونَ مِن الديانةِ قشرَها = ولهمْ تراويحٌ بها وقيامُ والمطلِقون على الذقونِ لحائهم = والواقفونَ كأنّهمْ أصنامُ والخارجونَ على الدُنا في بدعةٍ = وهُمُ إلى طاغوتهم خدامُ أغلقتُ داري أنْ تحيطَ بوسطهِ = نارٌ يكونُ بها الجميعُ حطامُ قلبي على دين الرسولِ مُفجّعٌ = مِن بعد ما لعبتْ به الحكامُ يؤذيهِ أنّ البازَ يُطلعُ مخلباً = أو لا يُرفرفُ للغصونِ حَمامُ يؤذيهِ أنّ الحرّ يُسلبُ سيفهُ = أو لا يكونُ مع الفتى أرحامُ عارٌ على ليثُ الوغى أنْ تنزوي = هذي السباعُ وتبرزُ النّعامُ فخرجتُ في دربِ الحسينِ مُنادياً = إنّ الحسينَ شريعةٌ ونظامُ نورُ الحسينِ كجدّهِ لا ينجلي = إنْ دامَ ليلٌ واستزادَ غمامُ لابدَُّ مِنْ ثأرٍ يريحُ قلوبنا = يوماً تكونُ من الجراحِ سهامُ ودموعُ فخرٍ تلتقي أنهارُها = جهراً ، كما تتعانقُ الآكامُ بكَ بعد مفترق النفوس ستتّحدْ = كلُّ القلوب وتنتهي الآلامُ ويطيحُ عرشٌ للظلومِ وجائرٌ = ويزولُ مِن كلِّ الدُّنا الحاخامُ سيثورُ مِنْ فرعِ الإمامةِ فارسٌ = إنْ طالَ دهرٌ واستتبَّ ظلامُ إذْ ذاكْ يُرجى بعد طولِ غيابهِ = وتفرُّ مِنْ قبل الظهورِ لئامُ تباً لآلِ أُميّةٍ في يومها = إنَّ الرسالةَ بالجهادِ تُدامُ والويلُ للباقين مِن أتباعهِمْ = إنْ حانَ فجرٌ واستقامَ حسامُ وإذا تقابلتِ الجموعُ بكربلا = زحفاً ، تُحارُ بزحفها الأفهامُ فانظرْ أبا الشُهداءِِ نهجَكَ لمْ يمتْ = ترتيلُهُ ، وسما به الإقدامُ وهلِ اختفتْ تلك الخيامُ بكربلا = حتى كأنْ لنْ يعتريها ضِرامُ نهجٌ رسمتَ براحتيكَ ولمْ يكنْ = يبنيهِ مِنْ غير الحسينِ هُمامُ كمْ يستنيرُ المؤمنون ويقتدي = في نهجكَ المقدامُ والضرغامُ فشعارُهُ للحاضرين عزيمةٌ = وبيانُهُ للقادمين َ قيامُ وبناؤهُ بدمِ الشهادةِ يعتلي = وتُرابُهُ للساجدينَ وسامُ منهاجُهُ درسُ الملاحمِ في الدُّنا = وقواعدٌ وشهادةٌ وذمامُ آياتُهُ تُنجي الغيورَ مِن اللظى = تفسيرُها للعارفين إمامُ شيّدتَ ديناً بالدّماءِ مُعزّزاً = تأوي الملوكُ إليهِ والخُدّامُ تعلو الشريعةُ والدّماءُ مُهورها = تجثو القلوبُ ببابها والهامُ نورٌ تجسّدَ في الطفوفِ مُقَدّساً = وتوافدتْ أُممٌ عليهِ زحامُ ركعَ الإباءُ على ثراكَ مُسبّحاً = ودعائمُ الإيمان ِ والإسلامُ تتحطمُ الأوثانُ عند سفوحهِ = ومدائنُ الطغيانِ فيه ركامُ رُسُلُ الإلهِ توافدتْ لمقامِهِ = وبكلِّ حينٍ للحسينِ سلامُ نادوا بصوتٍ ياحسينُ إلى السّما = وتزاحموا عند الضريح وحاموا فتناثرتْ تلك المدامعُ للثرى = وتزلزلتْ مِن هولها الأهرامُ يا بانياً للدين أسوارَ الإبا = هيهاتَ في سورِ الحسينِ قَتامُ ألقى عليك اللهُ مِن أنوارِهِ = في العرشِ ما يرقى لها الحكامُ نهضَ الحسينُ فقامتِ الأصحابُ = وأتتْ إليهِ الحمدُ والأنعامُ وتكدّرتْ شمسُ الضحى مِن يومها = وغدتْ فجائعَ بعدَهُ الأحلامُ تتفجّعُ الأوطانُ معْ سُكانِها = والأُسدُ والحيتانُ والآرامُ وعلى روؤس المؤمنين مصائبٌ = وعلى جبينِ الراسياتِ سجامُ وعلى عوادي الدّهرِ خسّةُ غادرٍ = ويقودُها الإذلالُ والآثامُ دهرٌ بوائقهُ سهامٌ كلُّها = ومِن الرماحِ ذوابلٌ وعُرامُ صورُ الأسى تُتلى ، وأفجعُها إذا = نزلتْ بوسط ديارنا الأوغامُ لبثتْ تصولُ بنا الفجائعُ تارةً = والغدرُ والأحقادُ والإجرامُ ولقد يُهانُ العبقريُّ بدارهِ = ويُداسُ بيتٌ للجبانِ وهامُ والحرُّ ليس براكعٍ يوماً لهمْ = يبقى مع الأيامِ وهْوَ عصامُ أعرفتَ كيف أُديل عن سبط الهُدى = وعلمتَ كيف أُبيحتِ الأصنامُ زعموكَ شخصاً للرئاسةِ طامعاً = وهلِ الرئاسةُ مشْرَبٌ وطعامُ فثراكَ في هذا الوجودِ جنائنٌ = للهِ ثمَّ بشخصك استعصامُ يابنَ الذين إذا الخطوبُ تناوبتْ = قاموا إلى دربِ الجهاد وحاموا الحائزين على المفاخرِ كلِّها = فازوا ، فلا تيمٌ ولا هَدامُ قومٌ إذا ذُكرَ الملوكُ وحزبُهُمْ = رجحتْ مناقبُهُمْ وذلَّ هشامُ سبعونَ في سوح الجهادِ تدرّعوا = حُللَ الإباء فكبَروا مذْ قاموا صَلَّوا على ظهر المنايا ساعةً = سجدوا على أرض الطفوف وصاموا فانقادتِ العُليا إليهمْ والدُّنا = شرفاً ، جنانٌ أُزلفتْ ومقامُ العرشُ مزحومُ الملائكِ حولُهُ = نِعْمَ الخلودُ يحفُّهُ الإكرامُ ودماءُ صرعى تلتقي أنهارُها = بالمِسْكِ ما نزلتْ به أقدامُ وجراحُ مَنْ لبوا النداء بكريلا = وعلى الدماءِ مِن الإله سلامُ جرتِ الدماءُ مِن النحورِ ولمْ يكنْ = قبل الطفوفِ مِن الورى اقدامُ عزمٌ أطلَّ على الخنوعِ بفكرهِ = فكأنَّ في عنقِ الإباءِ ذمامُ تتلاطمُ الأحرارُ نحو شموخهِ = وتذلُّ عند ثباتِهِ الأحزامُ شمسُ الكرامةِ للوجود بنانُهُ = وعلومُهُ للعالمين دوامُ وسنانُهُ للغادرين مقابرٌ = وقناتُهُ للطامعين حمامُ وقبابُهُ للقاصدين علامةٌ = وضريحُهُ للمؤمنين مرامُ وحروفُهُ نهرُ العطاءِ ونهجُهُ = نورٌ إلى كلّ الورى ونظامُ ولقد لجأتْ إلى ضريحك أرتجي = طباً إلى هذا السقيمُ يدام وهمومَ دهرٍ لا أطيقُ بحملها = حتى كأنّ صباحَها أعوامُ إني لتخنقني الهمومُ مع الجوى = ما لاح نسرٌ في السّما وحَمامُ ومدامعي وقفٌ إليكَ سجمتُها = إنّ الدموعَ على الكرامِ جسامُ ماذا أُسَطرُ في نضيدي بعدما = كلَّ البنانُ وحارتِ الأفهامُ هجعَ الجميعُ وما هجعتُ لساعةً = قلبي يطوفُ وغيرُهُ قد ناموا علي كريم الربيعي " سراج " أكملت الجمعه 2/3/2012 - دبي |
اقتباس:
في حق محمد وال محمد عليهم السلام قصيدة أعجبتني جدا ... في ميزان حسناتك ان شاء الله دعائي وودي |
الأخ والأديب الكريم " الناقد "
لك احترامي ودعواتي القلبيه لاعدمناك |
أستاذ سراج هنيئاً لهذا الحرف أن لامس معانيك الساميّة
فعلاً تاهت عيوني تتابعُ سباق القوفي وتسائل القلب أي الأبيات كان أسرعُ نفاذاً للقلب لك تحية بعمق الحرف ودي وتقديري |
في ماكتبت قطر الندى وبل الصدى فبوركت شاعرنا الكربلائي جعلك الله سراجا يقتفي خلفه الصادقون طريقهم الى كربلاء
وبوركت ايها الكربلائي |
اقتباس:
الله يرحم والديكم ويثبتكم على الولاية |
أخي الغالي أبو محمد
سلمت شاعرنا الكريم على مرورك الغالي لاعدمناك |
بارك الله بكم أيها الشاعر الكبير" في ميزان أعمالكم أن شاء الله" تحية |
حفظكم الله ورعاكم أستاذة راحيل
شكرا لمرورك الأخوي |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 01:58 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025