![]() |
العزاء والرثاء سنة قرآنية
http://www.yahosein.com/vb/attachmen...1&d=1315848038 اللهم صل على محمد وآل محمد السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين عليه السلام العَزاءُ والرّثاءُ سنّةٌ قرآنيةٌ يطرح البعض سؤالًا عن المبرر الشرعيّ والأهداف الدينيّة وراء تكرار العزاء وإقامة المأتم على سيّد الشهداء عليه السلام وعلى بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كلّ عام مع تطاول المدّة بنحو دائم وندبة راتبة، والحال أنّ الندبة والرثاء على السبط الشهيد عليه السلام قد ثبت أنّه سنّة إلهيّة تكوينيّة وقرآنيّة إضافة لكونها سنّة نبويّة؛ وقد أوضحت الكثير من الكتب والمراجع التاريخيّة والدراسات عدداً من هذه الوجوه .. فالوجه الأوّل وهو السنّة التكوينيّة الإلهيّة، فيشير إليه قوله تعالى في سورة الدخان «فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالأَرْضُ» «آية29» ، تنفي هذه الآية السماء والأرض على هلاك قوم فرعون الظالمين، ممّا يقضي بوجود شأن فعل البكاء من السماء والأرض كظاهرة كونيّة، وإلّا لما كان للنفي معنى محصّل؛ وقد أشارت المصادر العديدة من كتب العامّة- فضلًا عن كتب الخاصّة- إلى وقوع هذه الظاهرة الكونيّة عند مقتل الحسين عليه السلام، من مطر السماء دماً، واحمرارها مدّة مديدة، ورؤية لون الدم على الجدران وتحت الصخور والأحجار فيالمدن والبلاد الإسلاميّة، فلاحظ ما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الحسين عليه السلام بأسانيد متعدّدة. بل قد طالعنا أخيراً كتاب باللغة الانجليزية اسمه: (ذي أنكلو ساكسون كرونكل) « لاحظ ص 38 وص 35 وص 42 من كتاب (The Angle-Saxon Chrounical) وقد سجّل الكتاب في مكتبة (EVERYMAN’S LIBRARY) تحت رقم ( 624)» كتبه المؤلف سنة 1954 وهو يحوي الأحداث التاريخيّة التي مرّت بها الأمّة البريطانيّة منذ عهد المسيح عليه السلام .. فيذكر لكلّ سنة أحداثها، حتى يأتي على ذِكر أحداث سنة (685) ميلادية وهي تقابل سنة (61) هجرية سنة شهادة أبي عبد اللَّه الحسين عليه السلام، فيذكر المؤلف أنّ في هذه السنة مطرت السماء دماً، وأصبح الناس في بريطانيا فوجدوا أنّ ألبانهم وأزبادهم تحوّلت إلى دم «وإليك نصّ العبارة باللغة اللاتينيّة: In this year in Britain it rained blood , and milk and butter were turned into blood .. 685»، هذا مع أنّ الكاتب لم يجد لهذه الظاهرة تفسيراً، ولم يُشِر من قريب ولا بعيد إلى مقارنة ذلك إلى سنة (61) هـ ق. حيث جعل المودّة أجراً على مجموع الرسالة المشتملة على أصول الدين العظيمة، ممّا يدلّل على كون هذه الفريضة في مصاف أصول الديانة، ثم بيّن تعالى أنّ المودّة لها لوازم وأحكام .. منها: الإتّباع كما في قوله تعالى «قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ» آل عمران / 31 ومنها الإخبات والإيمان بذلك كما في قوله تعالى: «وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ» الحجرات / 7 ومنها: الحزن لحزنهم والفرح لفرحهم كما في قوله: «إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ» البراءة / 50 .. فبيّن تعالى بدلالة المفهوم؛ أنّ العداوة مقتضاها الحزن لفرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام؛ والفرح لمصيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام فالمحبة تقتضي الحزن لمصابهم والفرح لفرحهم، ونظير هذه الدلالة قوله تعالى «إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبُروا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُكُمْ» أل عمران / 120 ، فعلى هذه الدلالة القرآنيّة يكون العزاء وإقامة المأتم والرثاء والندبة على مصاب السبط بضعة المصطفى سيّد شباب أهل الجنة ريحانة الرسول الأمين من مقتضيات الفريضة العظيمة الخالدة بخلود الدين، وهي مودة القربى. الثاني: وهو ما عقدنا هذا المقال له، وهو أنّ القرآن قد تضمّن الرثاء والندبة على خريطة وقائمة المظلومين طوال سلسلة أجيال البشريّة، وقد استعرض القرآن الكريم ظلاماتهم بدءاً من هابيل إلى بقيّة أدوار الأنبياء والرسل وروّاد الصلاح والعدالة، والجماعات المُصلِحة المقاوِمة للفساد والظلم، كأصحاب الأخدود وقوافل الشهداء عبر تاريخ البشريّة، وحتّى الأطفال المجنيّ عليهم نتيجة سنن جاهليّة كالموؤدة، بل قد رثى وندب القرآن ناقة صالح لمكانتها .. ولم يقتصر القرآن على الرثاء والندبة لمن وقعت عليهم الظلامات، بل أخذ في التنديد بالظالم وبالعتاة الظَلمة؛ وتوعّدهم بالعذاب والنقمة والبطش، كما سنجده في جملة من الموارد الآتية التي نتعرّض لها في السور القرآنيّة، وهي: |
الاولى: قصّة أصحاب الأخدود |
الثانية: قصّة يوسف عليه السلام ويعقوب عليه السلام |
الثالثة: قصّة قتل الأنبياء |
وهذه نبذة من الندبة والمراثي التي تصدّى القرآن الكريم لاستعراضها وإقامتها في السور القرآنيّة بإسلوب وأدب الرثاء والعزاء ونحو ذلك من أساليب الندبة الهادفة المطلوبة لإحياء المبادئ المتمثّلة في الذين وقعت عليهم تلك الظَلامات من أجل أنّهم يحملون تلك المبادئ ويَسعون لإقامتها وبنائها .. فنستخلص أنّ الندبة والرثاء الراتب سنّة قرآنيّة يمارسها القارئ والتالي والمرتّل لكتاب اللَّه العزيز وهي مجلس من المجالس المقامة في أندية القرآن الكريم. وأمّا الوجه الأخير وهو كون العزاء والمأتم على سيّد الشهداء عليه السلام سنّة نبويّة أيضاً فقد كتب في بيانه جُملة من الأعلام، نذكر- على سبيل المثال لا الحصر- ما أشار إليه العلّامة الأمينيّ قدس سره في كتابه «سيرتنا وسنّتنا» (سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وسنّته) في اثني عشر مأتماً ومجلساً عقده النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لندبة الحسين عليه السلام وهو يافع في نعومة أظفاره في ملأ من المهاجرين والأنصار في المسجد تارة، وأخرى في بيته مع بعض زوجاته، وثالثة مع بعض خواصّه وقد نقل تلك الوقائع المتكرّرة من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من الحفاظ وأئمة الحديث في مسانيدهم والمؤرّخين أصحاب السير في كتبهم، منهم أحمد بن حنبل في مسنده، والنسائيّ والترمذي في سننهما، وغيرهم وابن عساكر في تاريخه، وغيرهم .. فلاحظ ثمّة ما كتبه العلّامة الأميني وكذلك ما كتبه العلّامة السيّد عبد الحسين شرف الدين (المأتم الحسينيّ مشروعيّته وأسراره). *** لمراجعة ما كتبه العلّامة الأميني قدس سره في كتابه سيرتنا وسنّتنا حول المآتم التي أقامها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم على سبطه سيد الشّهداء أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام، من خلال الموضوع على الرابط (اضغط هنا) .. والحمد للَّه ظاهراً وباطناً، وأولًا وآخراً، والصلاة على محمّد وآله الميامين. نقلا عن كتاب الشعائر الحسينية بين الاصالة والتجديد للشيخ محمد سند ص405. طبعة دار زين العابدين عليه السلام 2011. بقلم السيد رياض الموسوي . |
يا أهلاً ويا سهلاً بك أخي الفاضل .. موضوع قمة في التميز , ترتيب وتنسيق وتسلسل في الأفكار , كلمة شكراً قليله في حق هذا المجهود المبارك .. وفقك الباري والله ولي التوفيق |
اقتباس:
حياك الله اخي الكريم نسأل الله القبول وشكرا لكم وطيب مروركم وقد أدمعت عيني باطرائك جزاك الله خير الجزاء ولا تنساني من الدعاء |
الحمد لله على نعمة الإسلام و التشيع الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً , و التشيع مذهباً ونصب الدلالة على صحته برهاناً مبيناً , وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً , ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً كريماً .. بحث رائع وقيم جزاك الله خيرا اخى الفاضل .... |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 1 والزوار 6) |
ثم يتابع القرآن الكريم «إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ» وهو بيان لقطة أخرى من مسرح عمليات الحادثة التي أوقعها الظالمون على المؤمنين من إرعابهم وتهديدهم بإجلاسهم على شفير الأخدود المتأجّج ؟؟؟
ولنا شاهد محزن ومؤثر جدا على قلب كل مسلم يؤمن بالله واليوم الاخر ؟ لاحظ هذه الصورة وقد وقعت على مسلمي بورما وبعض مناطق افريقيا ! نفس الحالة التي يصورها القرآن الكريم يضعون المسلمين جماعات في حفر من نار مؤججة ويلقون عليهم سعف النخيل اليابسة !! واخرين يسحبون على وجووهم على النار وهي ممتلئة بالحطب واخرين يشونهم على اسياخ من حديد وتحتها النيران !!! لا اله الا الله الايفجع هذا الامر قلب كل مسلم ؟ فكيف بريحانة الرسول صلى الله عليه وآله واهل بيته المظلومين احسنتم اخي الجليل ووفقكم ربي لكل الخيرات ممنون |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:23 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025