![]() |
حوار مع مؤلف كتاب محمد باقر الصدر..السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق
|
6. ما مدى صحة ما نقل من أن بعض الشخصيات العلمائية في الحوزة غير راضية عن ما ورد في الكتاب، وهي تفضل عدم نشر كل ما وقع؟ صحيح، فقد وقع ما كان متوقّعاً وكان طبيعيّاً، ولا ضير في ذلك، ووصلتني بعض الرسائل الاعتراضيّة الكتبيّة والشفاهيّة، لكنّ ما لفت نظري بعض التهم التي ذكرت بأنّ ورائي مؤسّسة قام بتأسيسها فلان وقامت لجنة من الكتّاب بكتابة الكتاب، ثمّ استفادت من اسمي لوضعه على الكتاب، باعتبار أنّ هذا الكتاب كتابُ مؤسّسة وليس كتاب شخص، وذكر لي آخرون بأنّ الشخصيّة الفلانيّة هي التي دعمت الكتاب ووقفت وراء تصنيفه، واللطيف أنّ هذين الشخصين على التحديد هم أقلّ من تعاون معي ومدّني بالمذكّرات. 7. ما الذي أثار الحوزة النجفية أو بعض أعضائها في برنامج (شهيد العراق ..الصدر الأول)المنتَج من قناة المنار، والذي كانت لكم اليد الطولى في إمداده بالمادّة التاريخية؟ أنتم تعلمون بأنّها كانت المرّة الأولى التي تتحدّث فيها الوسائل المرئيّة عن وقائع مرتبطة بالحوزة العلميّة بهذا الشكل من الصراحة ومدعّماً بالحقائق والوثائق، وإن كنتُ أعتقد بأنّ البرنامج لم يُسئ إلى أحد، ولكنّ الحقائق مرّة، ولم يتناول ما يرتبط بالأمور الشخصيّة، وإنّما اقتصر على التعرّض للأحداث العامّة. طبعاً لا يخفى عليكم أنّ هناك اتّجاهين في تبرير التأريخ لأحداث من هذا القبيل، ولا أريد هنا الدخول في تفاصيل كلٍّ منهما، ولكنّنا على كلّ حال بنينا على وجهة نظر الإمام الخميني الذي شجّع على عمليّة التأريخ بشفافيّة؛ باعتبار أنّ إثبات تاريخ الأمّة أهمّ من المحاذير الشخصيّة. على كلّ حال، فالمقدار الذي عرضه الفيلم الوثائقي لا يُذكر أمام ما كان متوفّراً، وكثيرٌ منه بخطّ الشهيد الصدر، ولكنّها كانت المرّة الأولى، فكان طبيعيّاً الاقتصار على أقلّ القليل. 8. يطرح البعض: إن الكتاب خرج عن تأريخ (شخصية) إلى تاريخ (حركة)، وأن عنوان الكتاب أخصّ من محتواة.. ويستمر البعض ليتساءل! لماذا لم يفصل الباحث أبو زيد بين تاريخ شخصية الصدر وتاريخ الحركة الإسلامية في العراق، ليكونا كتابين مستقلين؟ لقد أوضحت هذه النقطة في مقدّمة الكتاب، وهذا لم يكن فرضيّةً نظريّةً منّي، ولا تتصوّروا كم ساهم اطّلاعي على واقع الحركة الإسلاميّة في العراق ومرجعيّة المرحوم السيّد الحكيم بإجلاء الصورة المتعلّقة بتحرّكات الشهيد الصدر، بحيث لو قمنا بفصل الشهيد الصدر وسيرته عن النسيج الاجتماعي الذي تحرّك فيه لجاءت الصورة منقوصة. تخيّلوا مثلاً أنّني ذكرت في الكتاب أنّه بعد نشر استنكار جماعة العلماء على اعتراف الشاه الإيراني بإسرائيل واجه الشهيد الصدر ضغطاً من قبل اتّجاه معيّن في الحوزة، وذلك دون توضيح مفردات هذه القضيّة وتسليط الضوء على واقعها الموجود آنذاك. هنا سيسأل القارئ: ما هي جماعة العلماء؟ وما هو موقفها من الشاه؟ وما هي اتّجاهات الحوزة تجاه الشاه، وعبد الناصر؟؟؟ إلى الكثير من الأسئلة... أو أنّني عندما وصلت إلى أحداث سنة 1389هـ قلت: 25/6/1969م سافر الشهيد الصدر إلى لبنان لدعم مرجعيّة السيّد الحكيم، وكفى. فيسأل القارئ: لماذا يدعم الشهيد الصدر مرجعيّة السيّد الحكيم؟ وهل تعرّضت لضغوطات؟! وممّن؟! ولماذا؟ هنا لا تستطيع استجلاء الصورة دون الحديث عن كيفيّة مجيء البعثيّين إلى الحكم، والسياسة التي اتّبعوها تجاه السيّد الحكيم، وقضيّة اتّهامهم السيّد مهدي الحكيم بالعمالة، وموقف الشهيد الصدر من ذلك، ولماذا كان مستعدّاً للتضحية في سبيل هذه المرجعيّة؟! كلّها أسئلة لا يُمكن الإجابة عنها دون الحديث عن (المسيرة)، ولذلك جعلت (المسيرة) مفردة من مفردات عنوان الكتاب. أعتقد أنّ التجوال في ثنايا الكتاب يوضح أنّ هذا الخطّة ـ أعني التأريخ للمسيرة إلى جانب التأريخ للسيرة ـ كانت مهمّة، بل ضروريّة، فهي واجبة، وليست نافلة. 9. طبع الكتاب في 2007م ونحن الآن في 2009م، ماذا استجد عندك حول سيرة السيد الصدر؟ الصورة العامّة للأحداث لم تنخرم، نعم هناك بعض الإضافات أو التعديلات التي لم تغيّر في الأحداث شيئاً رئيساً، ولكنّ إدخالها حالياً غير متيسّر؛ فالكتاب قد طبع في السنتين الأوليين ثلاث طبعات، وهي متّحدة شكلاً ومضموناً وليس فيها أيّ تعديل، وقد رغب الناشر مؤخّراً إعادة النظر فيها وإدخال التعديلات لأنّه يعتزم طبعها في عشرة مجلّدات؛ لأنّ الكثيرين اعترضوا عليه ـ وعليّ شخصيّاً ـ بأنّ خطّ الطباعة صغير جدّاً، وهم محقّون في ذلك، فقد حسبت عدد كلمات الكتاب، ووجدت أنّه بحسب النموذج الافتراضي لطبع الكتاب في بيروت يعادل ما يقرب من 12 إلى 15 مجلّداً، ولكنّ القارئ لا يعرف أنّني واجهت صعوبةً في طباعة الكتاب في 5 أجزاء، فكيف في 10 أو 15؟! فبعد أن فرغت من الكتاب ـ وكان سنة 2004م في 3 مجلّدات ـ لم أجد ناشراً يوافق على نشر 3 مجلّدات عن حياة الشهيد الصدر، فمنهم من اشترط أن أشاركه في تكاليف الطباعة، ومنهم من وافق على شرط إعطائي نسبة مئويّة رمزيّة أقل من المتعارف باعتبار أنّ الكتاب لا سوق وأنّه سوف يتكدّس لديه، وأنّه لا ربح له فيه، وكدت أشعر بأنّه يحمّلني هذا الجميل الكبير مقابل طبع كتاب لا قيمة له، وأخيراً وجدت داراً معروفة جدّاً وافقت على طباعته بشرط تقليصه إلى مجلّد واحد؛ لأنّ الموضوع ـ كما صرّحوا لي ـ لا يستحقّ أكثر من مجلّد واحد، فأصبت بالإحباط، إلى أنّ قدّمت في الوقت نفسه طلباً لدار المحجّة البيضاء ودار العارف، فوافقا معاً، ولكنّ الحاج أحمد الخرسا تنازل عن ذلك لصالح دار العارف باعتبار أنّه الحاج أبا ميثم الجواهري عراقي ولديه رغبة نفسيّة في طبع الكتاب. وبعد أن اتّفقت رسميّاً مع دار العارف تضخّم الكتاب بمقدار مجلّدين فصار خمسة أجزاء مضغوطة، فطلب منّي الناشر عدم تكبير الخطّ لكي لا يتضخّم الكتاب ويعجز المشتري عن شرائه، فكان أن رتّبناه في 5 مجلّدات متراصّة. 10. يتساءل البعض: لماذا أطال الباحث أبو زيد في تحليل بعض المقولات التي قد تكون لا ثمرة من ثبوتها أو نفيها، مثل مسألة تلّمذ السيد الصدر عند السيد محمد الروحاني؟ عندما بدأت العمل على الكتاب كان عليّ وضع ضوابط كليّة أقوم باعتمادها في طيّات الكتاب بكاملها، وقد ذكرت في المقدّمة أنّ مجموعة من الضوابط تكوّنت لديّ أثناء العمل على الكتاب، ولكن منذ البداية قرّرت الدخول والتحقيق في كلّ التفاصيل؛ لأنّ مسألة من المسائل بحجّة عدم أهميّتها سيعرّضني لإشكال (الذوقيّ) و(التعسّفيّة)، فإذا أهملت المسألة (أ) بحجّة عدم أهميّتها فسأواجه إشكالاً بأنّها كذلك بنظرك أنت، وإلاّ فهي مهمّة، ولهذا توجّب عليّ عدم استثناء بعض المسائل دون الآخر. أمّا المسألة التي ذكرتموها بالذات فجاءت لوضع النقاط على الحروف فيما يرتبط بتتلمذ الشهيد الصدر عند السيّد الروحاني؛ لأنّ الكثيرين كانوا يتعاملون مع مسألة التتلمذ تعامل البديهيّات، معتمدين على نقل تلامذة السيّد الروحاني، ولم يكونوا ملتفتين إلى وجود شهادات معاكسة، ولكنّني ـ بعد عرضت مختلف الشهادات ـ وصلت إلى مرحلة الترجيح، وهنا عثرت على الكثير من العناصر الموضوعيّة التي إن لم ترجّح كفّة معيّنة، فهي على أقلّ تقدير تهدم بناء البديهيّة الذي بناه أولئك في مخيّلتهم، وأتصوّر أنّه بعد الأدلّة التي سقتها لم يعد ممكناً التصديق بأنّ الشهيد الصدر درس عند السيّد الروحاني 15 عاماً، هذا إذا لم نصل إلى نفي المسألة من أساس. من السهل على شخص خارج الحوزة أن يُشكل بعدم أهميّة هذا البحث؛ لأنّه لا يعيش تعقيدات المسألة، ولكنّ الذي يعيش داخل الحوزة ويلمس هذه التعقيدات لا يستطيع تجاهلها، ولا أقول إنّني حقّقت المسألة (بما لا مزيد عليه)، ولكنّني وضعت المسألة على الأقل على السكّة الصحيحة. يقول الشاعر:
|
الكتاب تجده هنا دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر : كتب وتسجيلات صوتية وصور http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=172799 الكتاب موجود هنا محمد باقر الصدر..السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق-تأليف احمد عبدالله ابو زيد العاملي http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=174077 |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 12:42 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025