![]() |
الإمــام الحجــة .. الأمــل المنتظــر
انتظار الفرج أو الأمل الثائــر : هنالك سنن إلهية تجري على أساسها حياة المجتمعات كالسنن الإلهية التي تتقلب فيها حياة الأفراد . ومن أبرز هذه السنن انتصار الحق ودحر الباطل . { وَقُلْ جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } (الاسراء/81) . إن سفينة الحياة ترسو بالتالي على شاطئ رحمة اللـه ، لان رحمته قد سبقت غضبه ، ولان اللـه انما خلق الناس ليرحمهم ، وسبحانه الذي لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب . يقول ربنا سبحانه وهو يذكرنا بهذه السنة التي لو تأملنا في تاريخ البشر ، وفي ظواهر الحياة لرأينا آثارها بوضوح تام : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } (التوبة/33) فما دامت السماوات والأرض قد خلقت بالحق ، وعلى أساس الحق فان سلطان الحق وحاكميته وسيادته سوف يكون متوافقاً مع مسيرة الكون ، ونتيجة تكامل حوادثه بإذن اللـه . { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } (الانبياءِ/105) ان هذه الحقيقة التي أكدت عليها رسالات اللـه ليست محدودة بقوم ، ولا محصورة بوراثة الصالحين بقطعة محدودة من الأرض ، بل هي بيان لسنة إلهية عامة تتحقق في ثورات الصالحين ضد الطغاة ، وتتحقق بصورة تامة في وراثة الصالحين لكل الأرض ، والدليل على ذلك : اولاً : ان الأرض جاءت محلاة بالألف واللام مما يدل على ان المراد بها كل الأرض . ثانياً : ان تأكيد القرآن على ان هذه حقيقة مكتوبة في أكثر من كتاب سماوي لا يدعنا نشك في انها تشير إلى سنّة إلهية يسوق اللـه احداث الحياة وفقها حتى تتحقق بصورة كلية . { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الاَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ } (القَصَص/5-6) { قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللـه وَاصْبِرُوا إِنَّ الاَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } (الاعراف/128) إن تجــارب البشرية قد دلت على ان المسيرة الطبيعية للنظم الحاكمة في الأرض لن تصل بها إلــــى تلــك التطلعات السامية التي انطوت عليها نفوس البشر من تحقيق مدينة فاضلة تسودها العدالة ، ويحكم في أرجائها الحق بلا شريك . إذن كيف ومتى يتحقق هذا الطموح الفطري المشروع .. هل يمكن ان يتكامل البشر بصورة عادية إلى ان يبلغ هذا المستوف الأرفع ؟! ان ترسانات الأسلحة الذرية والكيمياوية ، ومؤامرات المستكبرين ضد مستضعفي الأرض ، وتقهقر البشرية الواضح في ميادين الفضيلة والهدى ، وتدهورها المرعب إلى حضيض الفساد والاعتداء لدليل واحد وواضح على ان السبيل الوحيد إلى تحقيق أهداف الإنسان هي رحمة اللـه التي أخرجت الإنسان من الظلمات إلى النور . وتلك الرحمة إنما هي في ظهور الحجة الأعظم - بقية اللـه الإمام الثاني عشر من أهل بيت خاتم الأنبياء ، وقدوة الصديقين عليهم جميعاً صلوات اللـه - والإيمان بهذه الحقيقة الصادقة يبعث في قلوب المؤمنين شعلة خالدة من الأمل ذلك الأمل الذي يعتبر وقود الإنسان في مسيرته التكاملية . ذلك الامل الإلهي الذي يختلف عن الأمنية بفارق السعي الذي هو شرط ضروري لتحقيق الأمل الإلهي .. بينما الأمنية تبرير للكسل والتقاعس . ذلك الأمل الذي ينتشل المجاهدين من ظلام اليأس الذي يبعثه الشيطان في نفوسهم باستغلال ظروف الإرهاب والقلق والعجز المادي . ذلك الأمل الذي ينعكس على نظرات الفرد ومواقفه ، فتصبغ بصبغة التفاؤل الإيجابي ، ويطارد روع التشاؤم والشك والسلبية والإنهزامية التي تسعى أجهزة الطاغوت ووساوس الجبت ان تبثها في روح العاملين ، وربما لهذه الحكمة جاء في الحديث النبوي الشريف : " أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج " . |
حياكم الله ..
مشكورين |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 11:30 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025