منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتدى الجهاد الكفائي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=217)
-   -   شيعة العراق يقتلون أنفسهم (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=184765)

د. حامد العطية 12-09-2013 09:05 PM

شيعة العراق يقتلون أنفسهم
 
شيعة العراق يقتلون أنفسهم

د. حامد العطية
هوية الإرهابيين الذين يقتلون شيعة العراق معروفة، وكذلك المناطق التي ينطلقون منها، والمتسترين عليهم في الداخل أيضاً، ولو سألت طفلاً لم يبلغ الحلم بعد لدلك على الدول المصدرة لهم، ومن دون حاجة لخريطة، ومنها تخرج الفتاوى المشرعنة للإرهاب، ولو تتبعنا كل خيوط الإرهاب، من كافة مناطق العراق وعبر الدول المجاورة وتقصينا آثارها الدموية من رؤوس شيعية مقطوعة وأشلاء، عبر البحار والمحيطات لوصلنا إلى منبعها، أمريكا.
المفجع أن شيعة العراق يقتلون أنفسهم، وإن عن غير قصد.
يقتل المرء نفسه بطرق مختلفة، منها الانتحار، ورمي النفس إلى التهلكة، ورفقة السوء، وارتكاب الموبقات المهلكات، والانشغال عن الخطر الداهم بتوافه الأمور مثل الاختلاف الفقهي البيزنطي حول عدد الملائكة الذين يتسع لوقوفهم رأس دبوس، وما ينطبق عليه القول كساع إلى الهيجاء بدون سلاح.
شيعة العراق يقتلون أنفسهم لأنهم اختاروا أقل الناس مقدرة وكفاءة لقيادتهم، وفي كل يوم يمر يقتل ويصاب فيه المئات من الشيعة برهان بأن هؤلاء القادة والسياسيين فاشلون، وهم لا يكترثون لو هلك كل شيعة العراق، وليس فيهم من ذوي النفس اللوامة، وقد خلت قلوبهم من الرحمة والشفقة وكل المشاعر الإنسانية، ولو صحت في المنطقة الخضراء يا أصحاب الحمية والغيرة والشهامة لما سمعت سوى صدى صوتك، ضع جبين أحد منهم في العصارة الكهربائية فلن تحصل على قطرة حياء واحدة، فهل خرج أحدهم معلناً اعتذاره واستقالته؟ لأن شيعة العراق صوتوا لهؤلاء الحكام والساسة، وأعادوهم إلى مناصبهم، ولم يخرجوا مطالبين برحيلهم، لذلك يصح القول بأن شيعة العراق يقتلون أنفسهم.
يقتل العراقي الشيعي نفسه عندما يشتري البضائع السعودية، لأن مكيفاتهم كما قال لي أحد سفهائهم جيدة الصنع، وهو يعلم علم اليقين أن بعض أثمان هذه البضائع سيصل بطريقة أو أخرى لإرهابيين، يشكل رواتب، أو تمويل صفقة سلاح، لتسهيل عملهم في قتل شيعة العراق، وقد يكون هذا الشيعي الذي اشترى بضاعة السعوديين أحد ضحايا الإرهاب الموجه والممول والمصدر من السعودية، وهو في نظري في عداد المنتحرين بالحماقة المفرطة.
هل يشك أحد في أطماع تركيا الأردوغانية بالعراق؟ هم سرقوا المياه، ويتمنون زوال شيعته، لينهبوا نفطه، وربما ليقيموا دولة بديلة لأكراد تركيا على أرضه، وهم بالأمس أسكنوا مقاتلي حزب العمال الكردي الإرهابي في شمال العراق، بدون موافقة الحكومة العراقية بالطبع، وهل سمعتم بوقاحة عنصرية أكثر من تصريح حكومة أردوغان بأنها تمتلك تفويضاً برلمانياً بضرب شمال العراق؟ وكل شيعي عراقي يعرف جيداً أن تركيا لا تكتفي بإيواء الإرهابيين المطلوبين للعدالة العراقية، بل تكرمهم علناً نكاية بضحاياهم من شيعة العراق، لذلك فإن شيعة العراق يذلون ويقتلون أنفسهم عندما يقبلون بتصدير نفطهم عبر ميناء تركي، ويسمحون للشاحنات التركية باستعمال الطرق العراقية المستهلكة، ويجيزون لهم فتح القنصليات في الشمال والجنوب، والعراق على رأس قائمة المستوردين من تركيا، ولولا نقود العراقيين الشيعة لما ازدهرت تجارة الأتراك في العراق، وهو دليل آخر على أن شيعة العراق يقتلون أنفسهم.
في سورية حرب بين نظام الحزب الواحد ومعارضة مسلحة أغلبها من الإرهابيين، لو قبلنا بأن الطرفين سيئان فلا شك بأن المعارضة الإرهابية هي الأسوء بدون جدال، ولو انتصر الإرهابيون في سورية فسيكون هدفهم التالي شيعة العراق، وهم صرحوا بذلك مراراً وتكراراً، ووحدوا صفوفهم تمهيداً لذلك، لكن شيعة العراق من ساسة ورعية يتصرفون وكأن سورية بلد في المريخ لا على حدودهم الغربية، وبأن ما يجري على أرضها لا يعنيهم، والمالكي حريص على تفتيش الطائرات الإيرانية المارة عبر الأجواء العراقية ليبرهن للإمريكيين وغيرهم من حماة الإرهابيين في سورية بأنه محايد، وحياد شيعة العراق في هذا الصراع هو في الواقع اصطفاف واضح مع الإرهابيين، الذين يتوعدون شيعة العراق بالإبادة الجماعية، لذلك شيعة العراق يهلكون أنفسهم بعقول منفتحة وعيون مبصرة.
أمريكا منبع الإرهاب، استقدمت الإرهابيين للعراق بعد الاحتلال، ووفرت الحماية لحواضنهم، وفرضت على العراقيين نظاماً سياسياً فاشلاً، وتركت العراق ضعيفاً ليكون لقمة سائغة للإرهابيين، لولا السعوديون وأموالهم وفتاواهم الوهابية لما كان هنالك إرهاب، حقيقة ناصعة يعرفها الجميع، ولولا أمريكا لزال حكم آل سعود وإرهابهم، وبالتالي فإن أمريكا هي الراعي الأكبر للإرهاب، وهي قادمة لضرب القوات السورية، لترجح كفة جبهة النصرة الإرهابية، ليتفرغوا من بعد ذلك لإبادة شيعة لبنان والعراق، ومن بعدهم إيران، لكن الكثير من شيعة العراق متعلقون بأذيال أمريكا، وكأنها أستار الكعبة، وقد وقع بعض قادتهم معها اتفاقياً استراتيجياً، فهل عميت عليهم حقيقة رعاية أمريكا للإرهاب الذي يقتلهم يومياً؟ في القرآن الكريم يبين الله لعباده بأن الشيطان عدو لهم ويأمرهم بإتخاذه عدواً، وشيعة العراق يعلمون علم اليقين بأن أمريكا حليفة لإعدائهم وبالتالي عدوة لهم لكنهم اتخذوها صديقة وحامية، فبئس الاختيار المهلك.
عندما يأتي الإرهابيون بكامل قواهم ومن وراءهم أمريكا وعملاؤها السعوديون والأتراك والأردنيون والإمارتيون ليجهزوا على شيعة العراق، ويدمروا أضرحة أئمتهم، فلا يلوم شيعة العراق إلا أنفسهم.
12 أيلول 2013م

الفلكي الفاطمي 12-09-2013 09:31 PM

احسنت اخي العزيز
حكمة بالغة
هدى الله الشيعة وحفظهم

سامر علي 12-09-2013 10:44 PM

احسنت اخي على هذه النصيحة

الباحث الطائي 13-09-2013 07:43 AM

السلام عليكم،
نعم هو كما قلت استاذنا د. حامد المحترم
الكثير منا كشعب عراقي يعرف الان مضمون ما طرحت
ولكن الان نريد حلا ، بعد ان ادخلونا في ما يسمى الديمقراطية المزيفة وتحصصت المراكز السياسية واشفعت بالصبغة الطائفية ، وفسد العضم واللحم ، كيف يكون الحل ومن يتصدى له ، اي قيادي شريف مؤتمن على الساحة متصدي او عنده الاستعداد ولو بمقدار لحل قضية جماهير الشيعة ،
والجواب لا يوجد من يمكن الاشارة اليه ،
بقي هناك ان يثور الشعب او الملة الشيعية على قادتهم وتحت عنوان الشعب يريد اسقاط النظام ، فهل ينجح ام لا - بل هل شيثور ام لا - واذا فعل ونجح من يستلم زمام الامور منه وهذا يرجعنا لقضية الاولى هو يحتاج الامر الى من يتصدى من الرموز الثقاة التي تستطيع لم الشعب الشيعي المظلوم -
لذلك الوضع الان والمرحلة استاذي د. حامد وان كانت متاخرة ولكن يجب ان توضع القضية في محلها الاصح ، وهو انتهى وقت التشخيص للمشكلة ومنذ زمن بعيد - ونحن يجب الان ان ندخل في مرحلة الحل ،
وهذا الحل يتطلب في بعض مراتبه التغيير العملي ، وحيث اننا لم نشهد تحرك عملي للحل بل اقصاه ارشادي من رومز الشيعة الدينية ، او السياسية التي يمكن بمقدار التعويل عليها ، فلا حل يلوح في الافق القريب ، الا زيادة تعقيد ، وقتل وتهديد ، ونهب وتشريد ،
وخذها قصيرة من طويلة - حالنا اخشى لعله
كاصحاب السبت المحايدين من اهل المدينة : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( 164 ) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( 165

فانضر من الذي نجى من العذاب - فقط الذين ينهون عن السوء ( وكلا بحسبه ومقدرته ) ،

اما الامة التي كانت تقول للمصلحين لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فقد شملها العذاب
فاي نوع نحن الان كامة مبتلات من كبيرنا الى اصغرنا ، فليعرض نفسه على هذه الاية ، ، ، بل الانسان على نفسه بصيرة ، وشكرا


بهاء الياسري 13-09-2013 04:56 PM

سدد الله خطاك
لقد نقلت ما يجول في خاطري
جزيت خيرا
تقبلوا مروري

س البغدادي 13-09-2013 06:44 PM

الاستاذ الفاضل العطية
حياكم الله
لدائما ما تتحفتا بما هو ذاخر من مواضيع وطرح تتسم بالواقعية والتجرد الى الحقيقة
لكن ما الحلول
ما الدواء لذلك الداء
حييتم

د. حامد العطية 15-09-2013 05:31 PM

أخي العزيز الفاضل الأستاذ الفلكي الفاطمي وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت المحسن يا أخي بكلماتك الكريمة والمشجعة حفظك الله والشيعة أجمعين
ودمت بكل خير
أخوك
حامد

د. حامد العطية 15-09-2013 05:35 PM

أخي العزيز الفاضل الأستاذ سامر علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان بودي أن لا تكون نصيحتي ثقيلة على النفوس إذ من الصعب أن تلوم الضحية على ما حاق بها من ظلم فادح وقد استمعت في أيام صباي مراراً لنصيحة أهلنا في الجنوب القائلة: إمش وراء من يبكيك ولا تمش وراء من يضحكك، وهي حكمة بالغة في دعوتها للاستماع للنصيحة ولو كانت مؤلمة ورفض لهو الحديث المخدر ولو طربت له النفس، والآن قد ولى زمن الضحك على الذقون مع الساسة والبكاء على النفس المظلومة وحان وقت العمل الجاد
ودمت بكل خير
أخوك
حامد

د. حامد العطية 15-09-2013 05:39 PM

أخي العزيز الفاضل الأستاذ الباحث الطائي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت يا أخي وليس لي عذر في التقصير فها أنا أقف عند المربع الأول لأعيد ما كتبته قبل سبع أوثمان سنين وكأن أحداً لا يعرفه واخر ما في بالي هو الاستهانة بعقول الأخوة الأعزاء ممن يتفضلون علي بقراءة مقالاتي المكررة
هنالك فلم سينمائي أمريكي قديم نسبياً تدور أحداثه حول تغطية أعضاء فريق تلفزيوني لخبر تافه والمهم هو ما يحدث للشخصية الرئيسية في الفيلم فهو رجل متعجرف سليط اللسان سيء المعشر ويسجل الفيلم أحداث اليوم الأول لهذه الشخصية السلبية ثم يذهب للنوم ونراه وهو يفيق في اليوم التالي لتتكرر معه نفس الأحداث بالضبط ويكرر هو نفس أخطاءه ثم هكذا في اليوم التالي لكن يبدأ بعد ذلك بالتفكر باتجاهاته وسلوكه ويعمل على تصحيحها ليكون إنساناً أكثر رحمة وإنسانية وما يحدث للشيعة في العراق هو تكرار يومي لما حدث قبل ثمان وسبع وست سنوات وفي السنة الماضية بل والاسبوع المنصرم أيضاً لكن الفرق بيننا وبين هذه الشخصية السينمائية هو أننا لا نتغير ولا نصلح أحوالنا ولا نقول لهؤلاء الساسة الذين يتاجرون بدماءنا كفى!
أول الغيث الوعي وهو موجود والحمد لله كما نبهتني يا أخي العزيز ولن يصعب علينا ايجاد الحل المناسب للخروج من هذه الدائرة السيئة المفرغة وما يدور بيننا من تبادل للرأي هو خطوة باتجاه الحل وتطبيقه وعلينا المضي قدماً واكمال المسار حتى نصل إلى اهدافنا الخيرة التي تنفع الشيعة وكافة العراقيين
عندما يقول الشيعي لا يمثلني إلا المخلص النزيه الذي ينفذ مشيئتي ويخدم مصالحي الوطنية ولن أقبل بعد اليوم بأن يسيرني زعيم عشائري أو حزبي بل القيم والأخلاق والموضوعية والجدارة ويقرن القول بالفعل حينئذ ستختفي بالضرورة الوجوه الكالحة للمنافقين ومزوري الشهادات والمحتالين والمرتشين من الساسة وأعوانهم
ما دام هنالك أمثالكم من الاخيار المخلصين الذين اكتمل وعيهم فأتوقع أن يكون التغيير قريباً وعلى أيديكم المباركة وما التوفيق إلا من عند الله ويا حبذا لو ادرج موضوعكم الهام جداً أي ايجاد الحلول العملية لمحنة شيعة العراق قيد المناقشة المفتوحة في هذا المنتدى الأغر ليتسنى لأكبر عدد من الأخوة المشاركة في النقاش وتقديم الأفكار والمقترحات العملية
ودمت بكل خير
أخوك
حامد

د. حامد العطية 15-09-2013 05:40 PM

الأخ العزيز الأستاذ الفاضل بهاء الياسري وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله سيدنا على التوافق العقلي بيننا حفظكم الله ورعاكم
ودمت بكل خير
أخوك
حامد


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:11 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025