![]() |
وصية امير المؤمنين علي ( صلوات الله عليه ) في التعاطي مع القرآن. . .
بسمه تعالى اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين العلماء المعصومين وصية امير المؤمنين علي ( صلوات الله عليه ) في التعاطي مع القرآن. . . يوصي الإمام ( عليه السلام ) الناس بما يلي : ( فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَاسْتَدِلُّوهُ عَلَى رَبِّكُمْ ) فاعرفوا الله من خلال كلامه ، واعرفوا أوصاف الخالق عن طريق القرآن ، فالقرآن دليل يهديكم إلى الله ، واستعينوا بهذا الدليل الإلهي لمعرفة رسول الله ، وآمنوا بالله الذي يصفه لكم القرآن : ( وَاسْتَنْصِحُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) فإنّكم أيّها البشر بحاجة إلى مَن ينصحكم ، ويكون حريص عليكم ؛ كي يقدّم لكم النصح والموعظة عند الحالات الضرورية ، فاتخذوا القرآن ناصحاً لكم واعملوا بنصائحه الخيّرة ؛ لأنّ القرآن ناصح حريص ، لا يخونكم أبداً وهو يهديكم على أفضل وجه إلى الصراط المستقيم . بناءً على هذا ؛ إنّ علياً ( عليه السلام ) يوصي المسلمين والتوّاقين إلى السعادة في الدنيا والآخرة ، أن يجعلوا القرآن دليلهم ويستمعوا إلى نصائحه المشفقة إذ : ( إِنّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلّتي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ) الأمر الذي يحظى بالتأكيد في هذا المقطع من البحث هو لزوم الإيمان ، والاعتقاد الممزوج بالروح بمضمون هذه الآية الكريمة ؛ لأنّ مثل هذا الإيمان بالقرآن إذا لم يتحكّم بروح الإنسان ، وما لم يضع الإنسان نفسه تحت تصرف الله سبحانه وتعالى بشكل كامل ، ولا يزكّي نفسه من الأحكام المسبقة والأهواء النفسية ، فربّما يقع في مكيدة الوساوس الشيطانية ، ويضلّ في كل لحظة ، فعندما يرجع إلى القرآن يقوم دون إرادة منه بالبحث في القرآن عن الموضوعات والآيات التي تبدو مطابقة لأهوائه النفسية . من الطبيعي ليست جميع تعاليم القرآن وأحكامه تنسجم مع رغبات الإنسان النفسية ونزعاته الحيوانية ، فللإنسان بمقتضى طبيعته أهواء ورغبات ، ويرغب بأن يتحدث القرآن وفقاً لهواه ، وعليه فمن الطبيعي أن لا يُقبل الإنسان على القرآن بوجه صبوحٍ عندما يتحدث خلافاً لنزعاته الحيوانية والنفسية ، ويواجهه بوجه بشوش حينما تكون الآيات متطابقة مع أهوائه النفسية . وبالطبع فإنّ كلّ هذه الانفعالات والتفاعلات تجري بالخفاء وفي الباطن لكن آثارها تظهر في أفعال الإنسان وسلوكه ؛ لذلك فإنّ العقل يقضي بأن يفرّغ الإنسان عقله من كل حكم مسبق قبل الرجوع إلى القرآن ، ويتخلى عن كل أهوائه ورغباته النفسية ليدخل مدرسة القرآن بروح ملؤها محورية الله ، في مثل هذه الحالة ينحني الإنسان تأدباً ، ويستعد لتقبّل المعارف الإلهية بكل اندفاع..... |
إرشادات امير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) لتجنّب التفسير بالرأي كما جرت الإشارة آنفاً أنّ للإنسان رغبات وأفكاراً لا تنسجم تارةً مع رأي القرآن ، وفي ضوء طبيعته الإنسانية يرغب بأن يتطابق القرآن مع رأيه ورغبته ، وتارةً أخرى ربّما تؤثر تلك الأفكار والأحكام المسبقة بشكل لا إرادي في فهمه ودركه للقرآن ، وبما أنّ مثل هذا الخطر يتهدّد كل إنسان في مقام تفسير القرآن ، وأنّ الشيطان يتحيّن الفرص في كل آنٍ للإيقاع بالشخصيات الثقافية التي تدّعي فهم الدين ؛ لحرف جماعةٍ من الناس عن جادة الحق ، من المناسب جداً وحريٌ بنا أن نولي اهتماماً متميزاً لهذا المقطع من كلام امير المؤمنين ( عليه السلام ) . لغرض الأمن من الزلل في الفهم ، وتحاشي ما يُحتمل من انحراف يقول ( عليه السلام ) : ( وَاتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ ) ، فعندما تتصدون لفهم وتفسير القرآن عليكم بتخطئة ما لديكم من ، أحكام مسبقة ، ومخزونات ذهنية ، وميول وآراء في مقابل القرآن ، ونحّوا جانباً آراءكم الشخصية وأهواءكم النفسية ، وكما يُعبّر ( عليه السلام ) اتهموا وخطئوا أنفسكم في مقابل القرآن . جديرٌ ذكره أنّ التعبير المذكور يفيد ضرورة التزام أقصى الاحتياط ومراعاة الأمانة والتقوى في فهم القرآن الكريم والاستنباط منه ؛ لأنّه ( عليه السلام ) يصرّح بأن خطّئوا آرائكم في مقابل القرآن ، واستقبلوا القرآن بذهنية ملؤها الإقرار بأنّني لا أعلم شيئاً ، وكل ما يقوله القرآن حقٌ ، ثمّ تصدّوا لفهم القرآن وتفسيره ، ( وَاسْتَغِشُّوا فِيهِ أَهْوَاءَكُمْ ) ، أي وانظروا إلى أهوائكم على أنّها ضالة وخاطئة ؛ كي تحسنوا الاستفادة من القرآن وإلاّ فإنّكم في معرض الخطأ والانحراف على الدوام . بناءً على هذا ؛ إنّ جوهرة الدين وهي التسليم أمام الله تستدعي أن يكون الإنسان مطيعاً محضاً لله سبحانه وتعالى ، وأن يحكم بالبطلان على رأيه ووجهة نظره وأحكامه في مقابل أحكام الله وتعاليم القرآن الكريم ، فعندما تحكم الإنسانَ مثل هذه الروحية ، فمن الطبيعي أنّه يدرك القرآن والأحكام والتعاليم والمعارف الإلهية على وجه أفضل ، إذ ذاك ـ وفي ضوء التسليم الذي يتمتع به ـ يتقبّلها من أعماق روحه وقلبه . ولناعودة ان شاء الله . . . |
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
احسنتم جزاكم الله خيرا على ماتقدمون |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 06:50 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025