![]() |
بأبي الذي وَهَبَ الحياةَ إلى الورى
بأبي الذي وَهَبَ الحياةَ إلى الورى إنَّ الفؤادَ بكربلا مأسورُ = مذْ هلَّ في أُفقِ السّما عاشورُ حيثُ الأسى في قلبِ كلِّ مُكمّدٍ = والجرحُ في وسطِ الحشا محفورُ فلأنتَ ياعاشورُ أقصرَ أشهري = لكنَّ حالَ الثاكلاتِ دهورُ ماكنتَ إلاّ للرزايا مُخبراً = والصُّبحُ بعدكَ شاهدٌ وخبيرُ ماكنتَ في وسطِ السّماءِ مُقيّداً = تُسْدي السَّوادَ على الدُّنا وتدورُ ما إنْ طلعتَ على الورى بمُحرّمٍ = إلاّ ونوحُ الثاكلاتِ مَطيرُ كمْ يستبيكَ النوحُ ياشهرَ الجوى = حتى كأنّ هلالَكَ المقبورُ وَجِمَ الورى حيثُ الحسينُ مُبَضّعاً = وعلى السّماءِ قميصُهُ منشورُ باللهِ لا تنأى فحزني دائمٌ = إذْ أنتَ مِنْ دونِ الشهورِ بصيرُ كلُّ الديارِ سرى النياحُ بوسطِها = والراسياتِ الشاهقاتِ تمورُ عبَثتْ بها الأقدارُ حينَ دخَلْتها = بسهامِ حقدٍ مالهُنَّ نذيرُ ما إنْ ثويتَ بكربلا مُتعمّداً = إلاّ وحلَّ على الورى ديجورُ فالأرضُ تحتضنُ النجيعَ بقلبها = حتى كأنّ دموعَها كافورُ فأتتْ تحومُ على الدماءِ وترتمي = وتطوفُ حولَ خيامهِ وتزورُ هي كالغريبِ أتى الحسينَ بلهفةٍ = إذْ خانها التصويرُ والتعبيرُ جسدٌ بقى فوقَ الصعيدِ ثلاثةً = متهجّداً ، والساجدونَ حضورُ جسدٌ بقى فوقَ الثرى مُترمّلاً = هُوَ للرسالةِ قائدٌ وأميرُ جسدٌ لهُ رغمَ الجراحِ عقيدةٌ = لاتنثني ، إذْ حلَّ فيهِ الطورُ جسَدٌ تسابقتِ الطُغاةُ لطمسهِ = فرمى بها نحو الجحيمِ تغورُ تحنو على هذا الجلالِ مَلائكٌ = والكلُّ أيقنَ أنّهُ مأسورُ أخذتْ تُصارعُكَ السيوفُ بحدّها = مُذْ حانَ منكَ ترفُّعٌ وسرورُ فأبيتَ مُنقاداً لكلِّ عصابةٍ = يَسْتنُّ فيها حاقدٌ وحقيرُ لمْ تكترثْ رضَّ الخيولِ وجريِّها = فلطالما قتلَ الظلومَ صَبورُ حتى تصاغَرَتِ الجيوشُ كأنّما = في كلِّ عَضدٍ قائمٌ مكسورُ هيهاتِ تُثْنيكَ الجحافِلُ والقنا = تُعطي وأنتَ مُضرّجٌ مكثورُ فإذا برَزْتَ على اليمينِ تفرّقوا = وإذا حَمَلتَ على الشّمالِ تُغيرُ فكأنَّ زلزالَ الحتوفِ بقادمٍ = رأسٌ يطيرُ وفيلقٌ مذعورُ حتى إذا سهمُ المنيةِ قد أتى = فوقَ الفؤادِ إلى المنونِ يُشيرُ فهوى وماءُ النهرِ يجري خلفَهُ = إذْ عزَّ في يومِ الطفوفِ مُجيرُ لهفي عليهِ وقد أحاطَ بهِ العدا = غارتْ عليهِ شراذمٌ وفُجورُ لهفي عليكَ وأنتَ فردٌ في الوغى = والماءُ عنكَ محرّمٌ محضورُ بأبي وحيداً والعتاةُ تحوطُهُ = كلُّ لهُ في قتلِهِ مسرورُ أضحى بها نسلُ الطليقِ مُبرّزاً = وابنُ النبيِّ على الثرى منحورُ يادهرُ بلّغْ نسلَ هندٍ في الورى = أنَّ السّماءَ معَ الحسينِ تثورُ بأبي الذي وَهَبَ الحياةَ إلى الورى = فكراً ، يَكِّلُّ بوصفهِ التصويرُ أرّقتَ في يومِ الطفوفِ مضاجِعاً = وتهدّمتْ للظالمين قصورُ ووضعتَ في هذي الحياةِ مشاعلاً = نغدو إلى قبساتِها ونَسيرُ ياقائماً والموتُ تحتكَ راكعٌ = مُتذلّلٌ مُتخضّعٌ مدحورُ إنَّ الحياةَ بلا حسينٍ في الدُّنا = كالطّيرِ بينَ خمائلٍ مكسورُ أنا في هواكَ تركتُ كلَّ وليجةٍ = كالطفلِ في حضنِ الحنانِ قريرُ تتقلّبُ الدُّنيا، ونهجُكَ قائمٌ = عزمٌ يدومُ ، وقائدٌ منصورُ فمنَ الطفوفِ مباديءٌ وملاحمٌ = وإلى السماءِ كواكبٌ وبدورُ أبو حسين الربيعي 20/8/2021 11 محرم الحرام 1443 هـ الجمعه |
جزاك الله خيرا لهذة القصيدة الجبارة
شكرا وبارك الله بك |
أحسنتم وأجدتم على هذه الأبيات المفجعة جعلها الباري في موازين حسناتكم
مأجورين |
الأخ محب علي
شكرا لمروركم الكريم وجزيت ألف خير تقبل سلامي |
الأستاذه وهج الإيمان
حفظكم الله وأيدكم وشكرا لمروركم النبيل تقبلوا دعواتي |
جزيتم خيرا اخي سراج على القصيدة الولائية هذه ...
جعلها الباري في ميزان اعمالك واعظم الله اجركم |
الأخ العزيز جعفر المندلاوي
لاحرمنا الله من تواجدك ومرورك الكريم وجزاك الله خير الجزاء وأعظم الله لكم ولنا الأجر والثواب تقبل سلامي ودعواتي الأخوية الصادقة |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 10:00 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025