![]() |
شرح حكم نهج البلاغة (حرف أ)
إخواني أخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سنضع في هذه المشاركة شرح للحكم الواردة بنهج البلاغة ابتداءً من حرف (الألف) أزرى بنفسه من استشعر الطّمع ، و رضي بالذّلّ من كشف ضرّه [ عن ضرّه ] ، و هانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه .1 هذه ثلاثة فصول : الأوّل في الطمع : « أزرى بنفسه » ، أي حقّرها و قصّر بها . « استشعر الطمع » ، أي جعله شعاره أي لازمه . و في الحديث : الطمع الفقر الحاضر . 2 و كان يقال : أكثر مصارع الألباب تحت ظلال الطمع . 3 الثاني في الشكوى : « من كشف ضرّه » ، أي شكى إلى الناس بؤسه و فقره . و في معناه : لا تشكونّ إلى أحد فإنّه إن كان عدوّا سرّه ، و إن كان صديقا ساءه ، و ليست مسرّة العدوّ و لا مساءة الصديق بمحمودة . الثالث في حفظ اللسان و قد ورد فيه ما لا يحصى منها : سلامة الإنسان في حفظ اللسان ، و منها : ربّ كلمة سفكت دما ، و أورثت ندما . قال الشاعر : يموت الفتى من عثرة بلسانه و ليس يموت المرء من عثرة الرجل ----------- ( 1 ) نهج البلاغة ، الحكمة 2 . ( 2 ) شرح ابن أبي الحديد 18 85 . ( 3 ) نفس المصدر 18 84 . و في نهج البلاغة ، الحكمة 219 : أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع . أشرف الغنى ترك المنى . 1 المنى : جمع منيّة بمعنى التمنّي . و ظاهر أنّ ترك المنى يستلزم القناعة و استلزامها للغنى النفسانيّ و عدم الحاجة ظاهر . احذروا صولة الكريم إذا جاع ، و اللّئيم إذا شبع . 2 يراد بالكريم شريف النفس ، ذو الهمّة العليّة ، و بجوعه ضميمه ، و امتهانه ، و شدّة حاجته . و ذلك مستلزم لثوران غضبه و حميّته عند عدم التفات الناس إليه ، و شبع اللئيم كناية عن غناه و عدم حاجته . و ذلك يستلزم تمرّده و أذيّته لمن كان تحت يده ، و من يحتاج إليه من الناس ، فربما كان جوعه سببا لتغيّر أخلاقه و تجويدها ، و نحن شاهدنا ذلك كثيرا . ----------- 1 نهج البلاغة ، الحكمتين 34 و 211 . 2 المصدر ، الحكمة 49 . أولى النّاس بالعفو أقدرهم بالعقوبة [ على العقوبة ] . 1 قالت الحكماء : ينبغي للإنسان إذا عاقب من يستحقّ العقوبة ، أن لا يكون سبعا في انتقامه ، و أن لا يعاقب حتّى يزول سلطان غضبه ، لئلاّ يقدم على ما لا يجوز ، و لذلك جرت سنّة السلطان بحبس المجرم حتّى ينظر في جرمه ، و يعيد النظر فيه . 2 و قالوا أيضا : لذّة العفو أطيب من لذّة التشفّي و الإنتقام ، لأنّ لذّة العفو يشفعها حميد العاقبة ، و لذّة الانتقام يتّبعها ألم الندم . و قالوا : و العقوبة ألأم حالات ذي القدرة و أدناها ، و هي طرف من الجزع إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان ، فابتغوا لها طرائف الحكم [ الحكمة خ ل ] . 3 النفوس قد يقع لها انصراف عن العلم الواحد و ملال للنظر فيه بسبب مشابهة بعض أجزائه لبعض ، فإذا اطلعت النفس على بعضه قاست 4 ما لم تعلم منه على ما علمت و لم يكن الباقي عندها من الغريب لتلتذّ به و تدوم النظر فيه ، أو المراد أنّ القلوب تملّ من الأنظار العقليّة ، في البراهين الكلاميّة على التوحيد و العدل ، فعند ذلك فابتغوا لها طرائف الحكمة ، أي الأمثال الحكميّة الراجعة إلى الحكمة العملية ، مثل مدح الصبر ، و الشجاعة ، و الزهد ، و العفّة ، و ذمّ الغضب ، و الشهوة ، و الهوى ، و ما يرجع إلى سياسة الإنسان نفسه ، و ولده ، و منزله ، و صديقه ، و نحو ذلك . ======== (1) نفس المصدر ، الحكمة 52 (2) شرح ابن أبي الحديد 18 183 ( 3 ) المصدر ، الحكمة 91 . ( 4 ) من القياس . منه ( ره ) . والله يعطيكم العافية |
جزاك الله خير
|
اللهم صلي على محمد وآل محمد الله يعطيك الف عافيه و تسلمين والله اختي على جهودك الروووووووعه و الله يوفقك يارب تحياتي |
مشكوره دلال
|
مشكورة اختي الكريمة
|
يسلمووووو ع المرور
|
جزاك الله خير على هذا الموضوع المفيد
|
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 04:16 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025