![]() |
وإنّكَ لَعلى خُلُقٍ عظيمٍ . (بمناسبة وفات النبي صلى الله عليه و اله)
صلّى الله عليك، يا حبيبَ الله..
يا صفيَّ الله المصفّى. يا مَن اختاره الله ـ منذ الأزل ـ حبيباً أثيراً، اشتَقَّ نورَه من نورِه، واسمَه مِن اسمِه.. فكان ـ مِن بَعدُ ـ ضياءَ العالَم وسراجَ الله الدائم المنير. صلّى الله عليك، يا صاحب المقام المحمود.. صلّى الله عليك، يا صاحب الوسيلة المُبتَغاة إلى الله.. صلّى الله عليك، يا باب الله الذي منه يُؤتى، ويا وجه الله الذي إليه يتوجّه الأولياء.. صلّى الله عليك، أيّها الفاتح لكتاب العالَم، والباقي في آخِر كلمات الوجود.. صلّى الله عليك، يا أوّلَ الأنبياء خَلْقاً، ويا آخر الأنبياء بَعثاً.. صلّى الله عليك، أيّها الرسول الشاهد، البشير النذير، الداعي إلى الله بإذنه، يا صاحب الكتاب المبين. .. مَن ذا يَذْكرك ـ يا حبيب الله وصفيَّه ـ ثمّ لا يصلّي عليك ؟! الذات الإلهيّة الأحَديّة القدسيّة ـ في غيب الغُيوب ـ تصلّي عليك. تصلّي عليك صلاتَها التي لا تُحَدّ؛ لأنّها صلاة في حرم الله الأقدس، حيث ما ثمّةَ صباح ومساء. نُصلّي عليك.. الصلاةَ التي شرّفها الله بالصلاة عليك. صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك النُّجَباء.. في الأوّلين. وصلّى الله عليك وعلى آلك الشهداء.. في الآخرين. صلاةً تزيد ولا تبيد. صلاةً تليق بمقامك المحمديّ الرفيع. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف الف شكر بارك الله فيك على الطرح القيم عظم الله أجوركم بذكرى وفاة منقد البشرية ابا الزهراء محمد صلى الله عليه وآله وسلم |
اللهم صل على محمد وآل محمد ,, جزاك الله خيرا وعظم الله لنا جميعا الاجر بذكرى وفاة- استشهاد- الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء والرسل واعظم خلق الله. |
اقتباس:
و شکرا اختی المومنه و احسن الله الیکم |
اقتباس:
|
الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله.. لا تتوقّف لحظةً في العوالم. وتلكم مزيّة له صلّى الله عليه وآله هي من نمط الإعجاز. إنّ الحقّ تبارك وتعالى هو الذي دعا المؤمنين إلى الصلاة عليه، بعد أن بدأ بذاته الأحديّة المقدّسة، وبملائكته كافّة: إنّ اللهَ وملائكتَهُ يُصلّونَ على النبيِّ، يا أيّها الذينَ آمَنوا: صَلُّوا عليه وسَلِّموا تَسليماً . من هنا: لا يُتَصوَّر وقت من الأوقات إطلاقاً لا ترتفع فيه أنوار الصلوات عليه، صلّى الله عليه وآله. الله جلّ جلاله هو أوّل المصلّين على حبيبه ونبيّه الخاتم محمّد صلّى الله عليه وآله. والملائكة بعد ذلك يصلّون. وما ثَمَّ خَلْق خلقه الله أكثر عدداً من الملائكة، إذ لا يخلومنهم في السماوات موضع قدَم. وأمرَ الله المؤمنين بالصلاة عليه أمرَ وجوب، تشبّهاً بالله تعالى وبملائكته في ملئهم الأعلى.. وعندئذ: تغدو صلاتُنا عليه صلّى الله عليه وآله تزكيةً لنا، وتنويراً لقلوبنا، وطهارةً لحياتنا، وعروجاً بنا إلى آفاق محمّديّة كريمة عظيمة لا يقوى عليها وصف. قالوا: يا رسولَ الله، وكيف نصلّي عليك ؟ قال: «قولوا: اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ، إنّكَ حميدٌ مجيد». وقال صلّى الله عليه وآله وهو يعلّم أتباعه ويقوّي صِلتهم الروحية به؛ رحمةً بهم ورأفة: «حيثما كنتم فصَلُّوا علَيّ؛ فإنّ صلاتكم تَبْلُغني». وهذا هو تفسير الصلاة الإلهيّة والصلاة الملائكيّة والصلاة البشريّة: قال الإمام أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام: «صلاة الله رحمة من الله، وصلاة الملائكة تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له». والدعاء بالصلاة عليه وعلى آله صلوات الله عليهم أجمعين، مقرون بالتسليم: يا أيّها الذينَ آمَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلِّموا تسليماً . فهو ـ إذن ـ أمر إلهيّ للمؤمنين مزدوج: أمر بالصلاة عليه، وأمر بالتسليم له صلّى الله عليه وآله. والتسليم له يعني ـ فيما يعني ـ المتابعةَ والمشايعةَ في منهج المعرفة، وفي العمل، وفي الموقف.. وفي كلّ شيء. وحينئذٍ ينصبغ الفرد المصلّي عليه والأمّة المصلّية عليه المسلِّمة له، بالصبغة المحمّديّة الأصيلة البيضاء التي لا هي شرقيّة ولا هي غربيّة، وهي في النهاية: صبغة الله ومَن أحسَنُ مِن الله صِبغةً ونحنُ له عابِدون . |
كان صبحاً مُرتَبِكاً، ذلك الذي نهضَ فيه «بِلالٌ» ليؤذِّنَ للصلاة!
تَعثَّر صوت بلال بالحزن.. وتوقّف! افتقدَت الصلاةٌ سِرّها الذي تتعشّقه. كان سرّها مغموراً ـ يومئذٍ ـ بمعاناةِ ساعة الرحيل: رأسه المقدس على صدر أخيه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. وإلى جواره كانت فاطمة المُوَلَّهة بأبيها: تَرمُق الوَجهَ النبويَّ من خلال الدُّموع. |
لم يكن مع نبيّ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الغرفة سِواهم: عليّ الوصيّ، وفاطمةُ الحَوراء الإنسيّة، وصغيراهما: الحسن والحسين.
وفي أنوار جوّ علويّ فريد... تَمّ كلّ شيء: نزع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خاتمه... وألبسه عليّا. لقد أعطاه عُدّةَ النبيّ العظيم. وتلقّى العدّةَ ـ بكلِّ رجولةٍ ـ قلبُ عليّ كانت العُدّةُ أشياءَ قليلة، ولكنها كانت كلَّ شيء! كانت العدّةُ السيفَ، والدرعَ، والرايةَ، والجوادَ... والخاتم. وكان معنى العُدّة: أمانة الاستمرار في حمل رسالة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في وَعْر الطريق بعد فاجِع الرحيل. لقد كان النبيّ الكريم يُعِدّ تلميذه العظيم، وكان يدّخره لهذه المهمّة الكبيرة. وها هي ذي قد أزِفَت ساعةُ التنفيذ |
الجبينُ النبويّ الشريف.. تتلألأ فوقه حبّاتٌ من العَرَق المقدّس ـ إنها ساعة الاحتضار.
وكان جلالٌ مَهيب يهيمن على صَمْتِ المكان. ولكنّ صوتَ طهرٍ ملائكيّ كان يتجاوب في الغرفة، هو صوت الصِّدِّيقةِ الزهراء عليها السّلام. كانت فاطمة تبكي أباها صلّى الله عليه وآله وسلّم. كانت تبكي النورَ الالهيّ الذي اندغم في قلبها، واندغم قلبها فيه.. وامتزجا، حتّى صارا واحداً لا يقبل الانفصال. كانت فاطمة النحيلة.. تبكي، وتبكي، وتبكي |
ويفتح نبيُّ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عينَيه الوسيعتَين، ليرى الوجهَ الفاطميَّ المغسول بطاهر الدموع. فيومئ إليها أبوها إيماءةً حبيبة جاذبة.
ثمّ كانت الشِّفاه النبويّة الأبويّة تَهمِس في أُذُن الزهراء عليها السّلام سِرّاً من الأسرار. وفجأةً.. غَسَلت الهمسةُ النبويّة العجيبة أحزانَ فاطمةَ البتول، حتّى تَهلّل مُحيّاها بنورٍ غريب. لقد أخبرها أبوها أنها أوّل أهلِ بيته لُحوقاً به، بعد رحيله عن هذه الأرض ـ وكان ذلك للبَضعةِ المحمّدية: العزاءَ الكبير. بعد ذلك.. حَدَث على الأرض أجَلُّ ما حدث في تاريخ الأرض: لقد طفح شوقُ النبيّ المُسَجّى العظيم... إلى الرفيق الأعلى. ثمّ كان أمرُ الله، في الساعة المكنونة في غيب الغيوب. ... وانفجرت المدينة كلّها.. بالبكاء والنحيب |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 12:48 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025