|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 39892
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 435
|
بمعدل : 0.08 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
khaledkrom
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 13-12-2009 الساعة : 11:33 PM
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله مجددًا أختي العزيزة، ومرحبًا بك معنا، ونشكر لك تواصلك مع الأخوات وصلك الله بطاعته ورضوانه.
قرأت رسالتك أكثر من مرة، وهالني ما لاحظت من تعبيراتك:
• لا أستطيع تحمل كل هذه المشكلات.
زواجي يمر بأصعب مراحله.
• لا أعرف من هو أساس المشكلة، ولا من يريد الاستمرار ولا من يريد الانفصال؟
• لا أعرف لماذا كلَّما تحاورت معه تحول الحوار إلى شجار؟
• لا أعرف لماذا فعل بي هذا؟... المهم أنك خمس مرات قلتِ: لا أعرف!
في حين أن جميع ما ذكرتِ من مشكلات، أراها عادية وتمر بها أغلب البيوت، بل وتمر عليهم بسلام ويتناسى أصحابها المشكلة بعد مدة يسيرة، لكن لماذا؟
لأنهم يُمِرونها كأي مشكلة تطرأ عليهم، ويفكرون بإيجابية في حلها، وبعضها لا حل له إلاَّ الإهمال؛ فتزول من تلقاء نفسها.
تعالي نلخص المشكلات؛ لنرى هل يستحق الأمر الرغبة في الانفصال وطلب الطلاق مع وجود ثلاثة أطفال أم ماذا؟
أولاً: تنامين مع صغارك في غرفة بعيدة عن زوجك الذي لا يُظهر الرغبة فيك.
وأقول لك يا أختي العزيزة: لماذا تنامين مع أطفالك وأنت تتألمين من البعد بينك وبين زوجك؟
الكثير من الزوجات لديهن أطفال، فهل تَرين أن جميعهن يذهبن للنوم مع أطفالهن تاركات أزواجهن للنوم في غرفة مستقلة، بحجة أن الأطفال يستيقظون في الليل ويحتاجون الأم؟
هذا خطأ تفعلينه، ولابدَّ من إصلاحه على الفور بنومك مع زوجك، في حين تَصحبين الصغير معك؛ لأنه غير مؤهل للنوم مع إخوته بعد.
وعندما يستيقظ بإمكانك أن ترضعيه إن كنت مستمرة في إرضاعه، أو أن تحضري له بعض الحليب أو ما يحتاجه في الليل، الحلول كثيرة وغالب الأطفال في هذا العمر يستيقظون في الليل، ثم يسارعون إلى النوم بعد قليل، على أن تقومي بضبط نومه في النهار، فلا تتركيه نائمًا ثم تعانين من كثرة استيقاظه، فهذا غير صحيٍّ لك وله، وليس الأمر متعلقًا بالزوج فقط، فتنبهي - بارك الله فيك.
وبالنسبة لسلبية زوجك، فهذا أمر قد تكون له بعض العواقب المحمودة، والتي تفضلها الكثير من الزوجات، فهو لا يرغب في إزعاجك، أو أنه يرى تعبك مع الأولاد أثناء النهار، فلا يحب أن يثقل عليك بشيء، ولهذا أيضًا لا يبدي رأيه في بعض الأمور التي يظن أنها ستسبب مشاكل، فاحمدي الله وتعاملي مع المشكلة برفق، فالسلبية ليست طاغية ومؤثرة على بيتك لهذا الحد المزعج.
وبإمكانك أن تدرِّبيه على أن يتصرف بإيجابية، بتوكيل بعض المهام له كالمساعدة في حمل الصغير مثلاً والمشاركة في إعداد حمَّامه، أو المساعدة في شؤون المنزل التي يُحسنها ولا يستاء منها، مع العلم بأن له حقَّ الرفض، دون أن تنزعجي، أو تطلبي منه تقديم المبررات لرفضه.
بإمكانك أيضًا أن تعرضي عليه الكثير من مشكلات الصغار اليسيرة، والتي تشعره فقط بأهمية رأيه كأب، ودوره في البيت كرب الأسرة وقائدها.
ثانيًا: مشكلة الفاتورة غير واضحة إلى حدٍّ ما، وعلى كل حال فلا تستحق أيضًا الرغبة في الانفصال وطلب الطلاق.
يا أخيتي، الطلاق ليس مظروفًا سنفتحه ونجد فيه سعادتنا وراحتنا من جميع المشكلات، وليس حلاًّ رائعًا للقضاء على شبح المسؤولية التي أهلكتنا.
الطلاق يعني تفريق وتمزيق الأسرة، وتفريق الأبناء وتشتيتهم بين الأبوين.
أنت يا أختي تعانين من بعض عيوب زوجك، أفتُضيعين بقية المميزات لتتخلصي من تلك العيوب؟!
أفتحرمين أطفالك من وجود أبيهم بينهم؛ لأجل النزاع حول بعض الأمور المادية؟!
نعم، قد أخطأ زوجك بوعدك الدفع ثم التراجع، ولكن جرِّبي أن تتواصلي معه مباشرة وأن تطلعيه -دون شجار - على حالك، فأخبريه أنه قد وعدك بدفع فاتورة الكهرباء، وبناء على حديثك استخدمنا المكيف وتداينت بسبب تراكم الفواتير و...
ثم انظري حجَّته، ولا تنتظري أن يفتح الأوراق ليبحث عن أمور تنغص عليه عيشه!
فإذا ما رفض أو تعلل بأن وضعه تغير الآن، فما المانع أن تحاوريه برفق وجدية:
ما رأيكَ؟
ماذا أفعل في هذه المشكلة وقد تراكمت عليَّ الفواتير؟
هل بإمكانك مساعدتي ولو بجزء يسير الآن، حتى يتيسر لنا دفع البقية؟
خاطبيه وكأنكما شيء واحد وهمُّكما همٌّ واحد، ولا تخاطبيه كأنكما عدوان أو نِدَّان.
ثالثًا: كم هي مدمرة آثار تلك العلاقة غير الشرعية! وكم هي مؤلمة نتائجها! ورغم ذلك تأبى بعض الفتيات إلا أن تجرب وتتهِمنا بالتشدد إذا ما حاولنا نصحها، وها هي النتيجة المؤلمة والثمرة المُرة.
لا أجد ما أنصحك به - رغم تألمي لما ذكرتِ - إلا أن تستغفري الله كثيرًا - لك وله - وأن تحاولي قدر المستطاع تجنُّبه والبعد عنه، فهو على أية حال أجنبي عنك، ولا يجوز أن يخلو بك، فضلاً عن أنك متزوجة الآن، فتذكري ذلك جيدًا، وحاولي تجنب ابن عمك والابتعاد عنه تمامًا، ولعل الله أن ييسر أمره ويرزقه بزوجة تكون له خير الزوجة ونعم الصاحبة والحبيبة، فهو إلى الآن لم يتعدَّ عمر الزواج، وقد ينسى كل ما يقول مع مرور الأيام، ولولا نعمة النسيان لما استطعنا العيش في الدنيا، وما يُنسى لا يُؤسف عليه - كما قال جون هايوود - فلا تكثري من التفكير فيه، واستعيني بالله وتوكلي عليه واستغفريه كثيرًا، وتذكري قول الله - تعالى -: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا} [هود: 3].
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52].
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح:10،11].
وفَّقك الله لكل خير وفلاح، ويسَّر لك كل عسير..
ما رأيك فى هذا الرد أختنا الكريمة ؟؟
اللهم صلى على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم يا كريم
|
|
|
|
|