|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 19-12-2009 الساعة : 06:18 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
الصابر الحكيم :
1- الصبر هو استطاعة الـفــرد على ضبط أعصابه في أحرج موقف . ولا ريب أن الإمـام الحسين (ع)
كان يوم عاشوراء في أحرج موقف وقفه إنسان أمام أعنف قوة ، وأقسى حالة .
ومع ذلك فقد صبر صبراً تعجَّبت ملائكة السماء من طول استقامته ، وقوة إرادته ، ومضاء عزيمته ..
2- جنى عليه غلام جنايـــة توجب العقاب ، فأمر به أن يُضرب ، فقال : يا مولاي ! { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ } (آل عمران/134) قال : “ خَلُّوا عنه “ فقال : يا مولاي ! { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } (آل عمران/134) قال : “ قد عفوت عنك “ قال : يا مولاي { وَاللـه يُحِبُّ الْمُـحْسِنِينَ } (آل عمران/134) قال : “ أنت حر لوجه اللـه ، ولك ضعف ما كنت أعطيك “ (8).
الفصيح البديه :
لقد زخرت الكتب التاريخية بنوادره الرائعة من كلمات فصيحة يحسدها الدر في ألمع نضارته ، وآلق روعته . وقد جُمع ذلك في كتب برأسها ، إلاّ أني ذاكر لك الآن شيئاً قليلاً منها .
1- أبعد عثمانُ الصحابيَّ الكبيرَ أبا ذر ( رض ) ، فشيَّعه عليٌّ وابناه (ع) ، فقال الإمام الحسين بالمناسية :
“ يا عمَّاه ، إن اللـه قادر أن يغير ما قد ترى . واللـه كل يوم في شأن . وقد منعك القوم دنياهم ومنعتهم دينك ، وما أغناك عمّا منعوك ، وأحوجهم إلى ما منعتهم . فاسأل اللـه الصبر والنصر ، واستعن به من الجشع والجزع ، فإن الصبر من الدِّين والكرم ، وإن الجشع لايقدم رزقاً ، والجزع لايؤخر أجلاً “ (9).
2- جاء إليه أعرابي فقال : إني جئتك من الهرقل والجعلل والأنيم والمهمم . فتبسم الحسين (ع) وقال : “ يا أعرابي لقد تكلمت بكلام ما يعقله إلاّ العالمون “ .
فقال الأعرابي : وأقول أكثر من هذا ، فهل أنت مجيـبي على قدر كلامي ؟ فأذِن له الحسين (ع) في ذلك فأنشد يقول :
هفـــا قلــبي إلى اللــهـــو * و قـد ود عشرخيـهِ
إلى تسعة أبيات على هذا الوزن .
فأجابه الحسين (ع) مثلها متشابهات منها :
فـــما رســم شيطــــانــي * قدتحـت آيـات رسـمــيـــهِ
سفــور درّجــــت ذيـلــين * فــي بـــوغــاء فـاعـــيــهِ
هتـــوف حـرجفٌ تتـــرى * عـلى تـلـــبـــيد تـــــوبـيـهِ
ثم أخذ يفسر ما غمض من كلامه فقال :
“ امــا هرقل : فهو ملك الروم ، والجعلل : فهو قصار النخـــل ، والأنيم : بعوض النبــات ، والمهمــم : القليب الغزير الماء “ .
وهذه كانت أوصاف الأرض التي جاء منها .
فقال الأعرابي : ما رأيت كاليوم أحسن من هذا الغلام كلاماً ، وأذرب لساناً ، ولا أفصح منه منطقاً (10).
ومن روائعه المأثور قوله : “ شر خصال الملوك الجبن عن الأعداء ، والقسوة على الضعفاء ، والبخل عن الإعطاء “ (11).
ومن حكمه البديعة : “ لا تَتكلف مالا تطيق ، ولا تَتعرض لما لا تُدرك ، ولا تعتدَّ بما لا تقدر عليه ، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد ، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت ، ولا تفرح إلاّ بما نلت من طاعة اللـه ، ولا تتناول إلاّ ما رأيت نفسك له أهلاً “ (12).
ومـن بديع كلامه لما سئل : ما الفضل ؟ قال : “ ملك اللسان ، وبذل الإحسان “ . قيل : فما النقص ؟ قال : “ التكلف لما لايعنيك “ .
(1) أعيان الشيعة : ( 4 - 29 ) للسيد محسن الأمين .
(2) أبو الشهداء - عباس محمود العقاد .
(3) المعصوم الخامس - جواد فاضل . وفي المناقب : ( ج 4 ، ص 66 ) .
(4) أعيان الشعية : ( 4 - 132 ) السيد محسن الأمين .
(5) أبو الشهداء - عباس محمود العقاد .
(6) أعيان الشيعة : ( 4 - 126 ) - السيد محسن الأمين .
(7) أبو الشهداء - عباس محمود العقاد - : ( ص 46 ) .
(8) الفصول المهمة : ( ص 159 ) .
(9) روضة الكافي : ( ص 207 ) .
(10) أبــو الشهداء - عباس محمود العقاد ، نقلاً عن كتاب مطالب المسؤول لمحمد بن طلحة الشافعي : ( ص 73 ) .
(11) بلاغة الإمام الحسين : ( ص 128 ) .
(12) بلاغة الإمام الحسين : ( ص 154 ) .
|
|
|
|
|