|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 23-12-2009 الساعة : 08:20 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
عالمية عاشوراء:
كان ذلك الأربعين البداية لسلسلة من الأبحاث أجراها الكاتب ولي نصر ليكتشف أن مراسيم إحياء عاشوراء ليست حكراً على أهل العراق، وإنما هي ممتدة على خطوط الطول والعرض في الكرة الأرضية: " وهذه الشعيرة عينها ستجري فصولاً إنما بشيء من التحوير المحلي في ذلك اليوم – أي عاشوراء - في مدينة لكنوا الهندية، وفي العاصمة الإيرانية طهران، وفي مدينة كربلاء العراقية، وفي البحرين الجزيرة الكائنة في الخليج العربي، وفي بلدة النبطية في جنوب لبنان، إن عاشوراء عمل من أعمال التدين".
ثم ينتقل ليصف بعض المشاهدات في مدينة لاهور في باكستان: " وفي الشوارع الفرعية الضيقة لمدينة لاهور القديمة ثمة نساء يجهشن بالبكاء، وسط جو مشحون بالترقب، ومن وراء المنعطف يترامى صوت ضربات إيقاعية، مصحوبة بالإنشاد العالي، وما هي إلا لحظات حتى تلوح للناظر الكتلة البشرية الهائلة للموكب، وهي عبارة عن صفوف طويلة من الرجال، يرتدون لباساً أسود بالكامل، ويسير كل أربعة منهم متكاتفين.. ويتقدم الجميع رجل عجوز أبيض اللحية، وهم في إثره يقرعون صدورهم بكلتا يديهم هاتفين بصوت واحد: يا حسين.. ويمضي الموكب في طريقه ولكن أصداء الصيحات والضربات الخافتة تظل تتردد عبر الجدران العتيقة للمدينة القديمة" أما في الهند فيقول: " كانت الفيلة تتقدم مواكب عاشوراء الملوكية في لكنوا إبان القرن الثامن عشر، وكانت الجموع ترفع مجسمات ضخمة تمثل أهم المزارات الشيعية في الهند والعراق على أكتافها لساعات طويلة، وإلى يومنا هذا لا يزال حمل تلك المجسمات يحتل مكانة بارزة في احتفالات عاشوراء في لكنو"
التشيع.. ذلك الإسلام المميز:
وهو في كتابه لا يكتفي بسرد المشاهد والمظاهر، وإنما يتعمق في دراسته، ويحاول فهم أبعاد القضية، ثم لا يخفي إعجابه بالإسلام الشيعي فيقول: " في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام من كل عام يُظهر الشيعة وجها مميزاً للإسلام، وجهاً يرى التعلق بالقيم الروحية في الانفعالات الوجدانية والطقوس، لا في الشرائع والعبادات المألوفة التي تتخلل حياة المسلمين.. حيث يقدم الشيعة فرادى وجماعات عرضاً مهيباً لتدينهم وهويتهم.." كما ولا يخفي ولي نصر عمق تأثير هذه الشعائر على الناس بمختلف أطيافهم وأجناسهم حينما يقول: "ولا أخال مشاهداً في ذلك اليوم المعروف بذكرى عاشوراء بمنجى من التأثر بعرض الشيعة الدال على مدى تعلقهم بمعتقداتهم، ولن تفوت أحد رؤية التفرد الذي يطبع الإسلام الشيعي ".
ويقول في مكان آخر من كتابه صحوة الشيعة: " لا ريب في أن مشاهد عاشوراء وأصواتها تسبي العقول قبل القلوب، فهي شعيرة زاخرة بالرمزية، والعواطف الجياشة.. ذلك أنها تُعرّف بالشيعة، وتجدد ارتباطهم بمعتقدهم وبيئتهم"
يتبع...
|
|
|
|
|