عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.82 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : نووورا انا المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-12-2009 الساعة : 08:22 AM


اللهم صل على محمد وآل محمد


رمزية الشعائر.. وعمق الدلالات:
المواكب الحسينية زاخرة بالرمزية، وتتنوع مظاهر عاشوراء بين علم وكف، وبين خيل أبيض وقُربة ماء، وهذه الرموز جعلت ولي نصر vali nasr يبحث عن دلالاتها محاولاً فهم الأبعاد التي تنطوي عليه مثل هذه المظاهر، فقد لفت انتباهه – على سبيل المثال – الكف المعدنية المعروفة بكف العباس، مما جعله يبحث عن معنى الكف، وعن قصة صاحبها: "يتقدم كل موكب ثلة من الشبان يحملون عُمداً معدنية طويلة، مزينة بشرائط رفيعة من القماش الأحمر والأخضر والأبيض، ترفرف وتفرقع مع هبوب النسيم، وقريباً من طرف العُمد؛ ثمة علم أسود مثلث الشكل، وفوقه رأساً ينهض شكل محفور بعناية لكفٍ بشرية نافرة.. ترمز الكف إلى العباس بن علي أخي الحسين، الذي قُطعت كفاه يوم كربلاء وهو يحاول جلب المياه من نهر الفرات قبل أن يُستشهد، وهذه الكف النافرة والراية السوداء علامة فارقة تجدها على بيوت الشيعة، ومساجدهم، وفي المواكب العاشورائية من الهند إلى الشرق الأوسط"
مظهر آخر لفت انتباه الكاتب وهو توزيع المياه في أيام عاشوراء في الطرقات والحسينيات: " يدور الصبية والفتيان عارضين الماء على جموع الحاضرين، وكل من يشرب منهم يبتهل بالدعاء للحسين الشهيد" واستطاع أن يفهم من خلال هذه الرمزية كيف أن الإمام الحسين(ع) قُتل عطشاناً بأرض كربلاء.
ويواصل ولي نصر تقصيه لرموز المواكب؛ فيتتبع رمزية الخيل الأبيض فيقول: "...يسير جواد أبيض غير مركوب، لكنه مجلل بسرج بديع الصنع، وقد شُكّت أرياش بيض رأسه المطأطئ، يستقطب الحصان جُلّ الانتباه، وسرجه الخاوي يُذكر المشاهدين بصاحبه الصريع الذي هو موضع تعظيم وتبجيل الجموع، ويتعقب الحصان عدد من النسوة آلائي يغطين رؤوسهن بالأوشحة، ويلطمن على صدورهن برفق صائحات: يا حسين.. "
كربلاء.. والعمق الشيعي
فهم الباحثون الغربيون أن الشعائر والمظاهر في القضية الحسينية لدى الشيعة ما هي إلا تعبير ظاهر عن فكر عميق مستوحى من ثورة الإمام الحسين (ع)، التي شكلت حدثاً بارزاً في التاريخ الإسلامي؛ يقول كامران سكوت Kamran Scot Aghaie البروفسور المساعد في جامعة تكساس في كتابه شهداء كربلاء: "بالنسبة إلى الشيعة يُشكل استشهاد الحسين حدثاً تأريخياً غير عادي، ونقطة تحول تاريخية، وتجليا ميتاتاريخيا ( أي بما يخرج عن نطاق التاريخ الواقعي) للحقيقة في آن معا"
أما فرنسوا تويال Francois Thual – مدير الدروس في المدرسة الحربية العليا للجيوش الفرنسية (أرض، جو، بحر) ومستشار رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي ومتخصص في الدراسات الإستراتيجية - فيرى مفاهيم الشهادة والعدالة واضحة وجلية لدى الشيعة فيقول في كتابه الشيعة في العالم: "إن أهمية مذبحة كربلاء لا تُقاس بمجرى الحدث: معركة صغيرة بين فريقين دامت يوماً واحداً، وأسفرت عن بضع عشرات القتلى، لكن موت الحسين حفيد النبي سيُتخذ رمزاً، ويصبح شعاراً في الإسلام، قوامه الصراع من أجل الخير والحق، والاستشهاد الضروري لكل مقاتل من أجل العدالة، وهكذا وُلدت لدى الشيعة لمدى أجيال العلاقة بين الاستشهاد والحقيقة، وبين الألم والعدالة".
وقد تعلّم الشيعة من ثورة الإمام الحسين(ع) رفض الباطل بكل أنواعه، ومواجهته مهما كلف الثمن؛ يقول عظيم نانجي Azim Nanji بروفيسور الدراسات الإسلامية ومدير معهد الدراسات الإسلامية في لندن في كتابه الإمام الحسين الدور النموذج: " بالنسبة إلى الشيعة كربلاء هي رمز الشقاء والعزاء، لكنها تجسد أيضاً معنى الرفض لتكبيل السلطة الإسلامية الحقة بالاعتبارات البراغماتية، والاستعداد حتى لتحدي السلطة غير الشرعية ليس فقط سلطة الخلفاء بل وسلطة أي حاكم لا يكون على مستواها "
ويبين ولي نصر المكانة التي يحتلها الإمام الحسين(ع) عند الشيعة وكيف أنه أصبح قدوة لهم في صفات كثيرة: " لم يغدُ الحسين نبراساً للتشيع الرامز لحقه في المطالبة بقيادة العالم الإسلامي فحسب؛ بل صار كذلك مثالاً حياً للشهامة والشجاعة في النهوض بالقضية العادلة، قضية الوقوف في وجه الطغيان" وهكذا فإن: " كربلاء عند السنة مجرد تاريخ، ولو أنها فصل قاتم من فصوله، لكنها عند الشيعة هي البداية، هي النواة الصلبة التي ينعقد حولها الإيمان ذاته، إن كربلاء تلخص مُثُل التشيع العليا، ألا وهي الإخلاص للائمة كأصل من أصول الدين، والالتزام بإحقاق الحق في وجه الظلم والاستبداد".


من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية
رد مع اقتباس