|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 29654
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 22
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
بهاء زهير الصالح
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 04-01-2010 الساعة : 11:58 AM
تذكرت هذا الحادثة واهميتها خلال محاضرة لاحد اساتذة اكادمية الفنون في اتحاد الادباء يوم 22\6 والتي كانت عن المسرح الصامت .
امتلكت تلك الامسية عددا من عناصر الامتاع عندما تخللتها ثلاث عروض كان اكثرها تميزا هو مشهد المهرج ، ولكن من جهة اخرى لم يعرفنا المحاضر عن بداية هذا النمط الفني في العراق وفيما اذا كان قد حكمته الصدفة او ربما كان متابعة عراقية لموظة اخذت حيزا محسوسا في الغرب والشرق على حد سواء ، وكذلك لم يرشدنا الى ميزات التجربة العراقية بالمقارنة بغيرها من التجارب نظرا لطبيعة الظرف العراقي الخاص دوما .
اعتقد ان العراق كان ولايزال يمتلك انسب الظروف لازدهار مثل هذا الفن خصوصا اذا اخذ بالاعتبار سياسة الانظمة البوليسية التي تعاقبت على العراق والتي مشطت بدقة المواهب ومناطق الابداع مع كثرة حقول المحرمات والممنوعات ، اضف الى هذا الشبق الذي اظهرته مؤسسات الخطاب المكتوب والمسموع لمساحقة السلطة السياسية والمالية ، الامر الذي جعل منها جزءا فاعلا من تراكمات المشكلة العامة للمعطى الثقافي السائد .
على الرغم من عدم استثمار هذا النمط الفني للالتفاف على محللي شفرة الخطاب الثقافي في العراق ايام حكم ابن العوجة – ربما بسبب عدم الالتفات الى اهميته وقتذاك – الا انه استخدم في مناطق عديدة من العالم مثل اوربا الشرقية للقفز على اليات الخطاب البائتة التي لم تعد تعتمل لدى متلقي هذا الخطاب في ظل المنظومة الشيوعية المتفردة بالسلطة والاقتصاد .
السؤال المهم هو هل يتمكن منتجوا المسرح الصامت ان يوصلوا فكرة كاملة كما لو انهم استخدموا حوارا رصينا ومدروسا ، في اعتقادي ان من غير الممكن ان تحل لغة الاشارات والرموز محل الخطاب والحوار المنطوق او المكتوب ، بيد انه حل مناسب لكثير من حالات الاخفاق في التعامل مع الممنوع او مع حالة الفشل الملازم للمثقف العراقي في استثمار اليات لعبة الاستقطاب ، وكمثال على ذلك وبعد سقوط النظام وغياب الممنوع وانتفاء الرقيب امام وسائل الاعلام المختلفة اتجه قسم كبير منها الى اسلوب التهريج وثقافة السرك بدل محاولة انتاج خطاب رقابي ناقد له قدرة تحريك الشارع اليائس .
على اية حال ان التحول في اداء النص من مرحلة الكتابة التي يمارسها مؤلف المسرح الصامت الى لغة الاشارات المرمزة في مرحلة الاداء هي مفارقة لابد من التوقف عندها ، فهذا الانتقال الى لغة الاشارة لايمكن ان يكون قسريا او مزاجيا ، وكذلك لايمكن للكاتب او للممثلين في السرح الصامت ان يعتبروا انفسهم انهم امام مجموعة من الصم والبكم وان لاطريق امامهم لاجل ايصال فكرتهم الا بهذا الاسلوب المرمز .
على العكس فكاتب او منتج النص الصامت هو في موقف غير مريح لان المشاهد حضر اصلا في محاولة منه لاراحة اذنيه وليتعرف على مساؤئ واقعه العام المعاش ومشاكل الثقافة والمثقف على حد سواء مما لايمكن التفوه به في وقته الحالي .
في الجانب الذي اشجع كل مامن شانه تطوير هذا النمط الفني اتمنى على اكادميات الفنون لدينا اعادة اداء فكرة العرض الياباني حيث اسقط اولئك المغمورون صنم بغداد بعد ان سخروا منه في قاعة ننماخ قبل سقوطه في ساحة الفردوس بردح طويل .
|
|
|
|
|