|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 41188
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 5,848
|
بمعدل : 1.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
لمار
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ثورة الحسين عليه السلام دروس وعبر
بتاريخ : 05-01-2010 الساعة : 07:57 PM
انها ((كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء)).
ها كلمة تعبّر عن حقيقة تاريخية هامة لا مجال فيها للشك والارتياب، كما انها قابلة للتكرار دوماً في كل واقع وزمان.. وهذا ما أثبته لنا التاريخ.
فلقد تحولت ملحمة كربلاء الى مسيرة ثورية امتدت مع الزمن، كما أمتدت الى آفاق بعيدة، وذلك لان لكل شعب أو أمة رموزاً في مختلف مرافق حياتها.. وكل رمز من هذه الرموز يقوم بوظيفة تجميع وتركيز التجربة في المرفق الخاص به. وملحمة كربلاء تحولت الى رمز للثورة الأصيلة التي جمعت في واقعها كل شروط وعوامل وخصائص الثورة الاسلامية، بل لقد استوعبت هذه التجربة كل دروس الرسالة السماوية عبر التاريخ، حتى في غير مجال الثورة فيما يتعلق بسائر مجالات الحياة، والسبب في ذلك بسيط وواضح جداً، وهو أن قلم الصراع هو أفضل قلم يكتب بحبر الدم على لوح الزمن ما لا يمكن للمتغيرات أو تصفيها أو أن تنال منها شيئاً.وحينما يترسخ مبدأ وتتكرس عقيدة تتجذر قيمه بدماء الشهداء في أوج المعركة بين الجاهلية والاسلام، فلابد أن يبقى ذلك المبدأ وتبقى تلك العقيدة راسخة شامخة دائماً.
وكربلاء ليست مدرسة للبطولة الثورية فقط، وانما هي أيضاً مدرسة لبطولة الانسان حينما يخرج من ذاته، من شح نفسه من حدوده الضيقة ليملأ الدنيا شجاعة وبطولة.. كربلاء مدرسة الوفاء، مدرسة التبتل والضراع، مدرسة الحب والتضحية، مدرسة العلم والتقوى، بالإضافة الى أنها مدرسة الجهاد والاستشهاد.
وبالتالي فان كربلاء رمز لكل ملحمة.. وبذلك أصبحت مسيرة. إذ أننا حينما نجدد ذكرى الامام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه المستشهدين في أرض كربلاء في سنة (61) من الهجرة، فاننا نتذكر ايضاً ملحمة مسلم بن عقيل في الكوفة، وملحمة الحسين الشهيد، صاحب فخ بين مكة والمدينة، وجهاد الابطال من أبناء الامام الحسين، وأبناء زيد بن علي بن الحسين، وبالتالي فاننا نتذكر مكابدة كل الثائرين عبر تاريخنا المليء بدم الثوار، والمضوّع بأجساد شهدائنا الطاهرة.
من هنا أصبحت [كل أرض كربلاء] و[كل يوم عاشوراء]، لان كليهما قد استوعب تجربتنا. وتعظيمنا نحن الامة الاسلامية الثورية وتقديرنا وتكرينما لهذه الملحمة، انما هو تكريم لكل ثورة رسالية أصيلة، ولكل دم زكي طاهر أريق في أية ثورة.
ولذلك وفي بداية هذه السنة الهجرية الثامنة بعد الاربعمائة والالف نعزي أمتنا الاسلامية تعزية تحمل في طياتها البشارة بالنصر، فبكاونا ليس وسيلة للعجز. وحزننا ليس يأساً وأداء للانطواء إنما هو أمل يفتح لنا الطريق واسعاً، ويسد أمامنا أبواب الخزي والتخاذل والغرور والخداع الذاتي. وتجديدنا لذكرى الشهداء ليس طريقاً للتعويض بهم عن شهادتنا وعن تضحياتنا.. ان بكاءنا تنديد بالظلم، وعويلنا وصراخنا انما هو صراخ الضمير الحر والحي النابض في وجدان أمنتا، وصراخ النفس الابية ضد العبودية والطغيان. وبالتالي هو وسيلتنا للتعبير عن سخطنا وأعتراضنا المغلف بالحزن والاسى على الفساد المنتشر في أنحاء الارض.. وتكريمنا للشهداء معراجنا الى ذلك المستوى الاسمى الذي بلغه هؤلاء الابرار.
انهم مدرّسونا، فنتعلم منهم كيف ننتصر على ذواتنا، ونصل الى مستوى آبائنا وأسلافنا الذين ذهبوا شهداء في طريق الحق.
وهنا ألخّص بعض العبر والدروس التي نستوحيها من هذه الذكرى العظيمة.. ذكرىعاشوراء الدم والتضحية
م/ق
يتبع
|
|
|
|
|