|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 29478
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,216
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
اللجنة العامة
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 20-01-2010 الساعة : 07:12 PM
أكتب عن خدمة سيدي مولاي الحسين (ع) فهي الخدمة الوحيدة التي تكون شرفاً وهيبة وعز لكل مسلم بعيداً عن العز والشرف القبلي أو العشائري والجاه والمنصب والامتيازات وأذكر في الستينيات وكيف كانت تأخذني والدتي الحنون(رحمها الله) إلى كربلاء ويوجد هناك بيت لأقربائنا قد جعلوه وقفاً لزوار الحسين(ع) وكنا نذهب في بداية حلول شهر محرم وأمي كانت ليست من المتعلمين جداً ولكنها نشأت على حب الحسين وأهل البيت والتي كان لها الفضل الكبير في تنشئتي على حب الحسين وحب المداومة على حضور الشعائر الحسينية وكنا نذهب إلى بيت وقف يعود لأحد أقرباءنا وكان هذا البيت الوقف يقع في المنطقة الواقعة بين الحرمين في الوقت الحالي وكنت ألاحظ المواكب الحسينية تمر من أمام هذا البيت وكنت تأخذني لكي الطم مع المواكب معهم بعد أن تلف (الدشداشة السوداء) الخاصة بي والطم معهم وتراقبني من بعيد خوفاً من الضياع لأن كانت الناس تأتي من كل أنحاء العالم لأحياء عاشوراء وهذا كما تعلمون قلب الأم وفي مرات عديدة كنت أخرج من البيت وبدون علمها وأشترك في اللطم أو في المواكب وكذلك خدمة الزوار مع المواكب الذين كانوا يرحبون بي لطفولتي ويشجعونني وكنت أرجع على البيت وأنا كنت قد حفظت الطرق أو اطلب من أحد الخدمة في المواكب بتدلتي الطريق وكان يوصلني وأذكر كيف أن كثير من الزوار كان يوزع بما يتمكن عليه من فاكهة أو كعك أو أي شيء على الزوار في ثواب أبا عبد الله وكنت أقوم بالمساعدة لأنها تكون أمرأة أو رجل كبير السن لأقوم معه بالتوزيع وكنت أتلهف وكلي شوق لرؤية التشابيه التي أعشقها وأحبها ولحد الآن لأنها تصور الواقعة وبشيء من الفطرة من قبل القائمين ولكن بالغة المعنى في تصوير واقعة الطف الأليمة وبلغة مؤثرة وتراجيدية تفوق الوصف عن وصفها وفي ليلة العاشر كنت أحزم أمري في عدم النوم لمشاهدة التطبير ومواكبها حيث تكون بعد صلاة الفجر كما هو معروف وأشاهد وأذكر كانت تخرج في مقدمة المواكب وفي الفجر صورة كبيرة واضعين عليها ستارة كانت يرفع عنها الستارة ويقال أنها صورة سيدي ومولاي الحسين(ع) الحقيقية وموجودة في خزائن الحضرة الحسينية وأذكر أن الذين كان يحاولون تصوير هذه الصورة ولكن الصور التي يظهروها لا تظهر وبقدرة الله وحسب ما أذكر ذلك في طفولتي!! وكذلك حرق الخيم والتي كانت تجرى المخيم الحسيني التي كانت تسمى (الخيمكة)وفي الظهر كنت أترقب ركضة طويريج وكيف كانت تركض النساء مع الرجال في ذلك الوقت وأحاول أركض معه ولمسافة قليلة خوفاً من التزاحم والذين كان كثيراً منهم يسقطون نتيجة التزاحم ولكني كنت أركض معهم وقبل الدخول إلى العباس وبعد الإلحاح على والدتي لكي أشبع رغبتي في المسير بهذا الركضة العظيمة وينادون ((هللة هللة حسين جا وينك)) أو ((لبيك ياحسين))والتي كان يتقدمها السيد غالب القزويني(رحمه الله)ويركب حصان أبيض وهو من منطقة اعرفهم لأن أم والدتي من طويريج وهو من كبار العلماء في طويريج والذي له يشار لهم بالبنان.
وبعد تقدم السنين كنت من المداومين على الزيارة والخدمة الحسينية وبرغم الظروف الصعبة التي كان يتبعها أزلام النظام المقبور وفي العسكرية وفي حرب إيران كان والكل يعرفون النزول ممنوع في هذه المناسبة ولكن كنت أختلق الحجج كالمرض أو أي شيء والنزول والزيارة وفي أحدى المرات وكنت عسكري في البصرة قررت الذهاب إلى أحد مجالس العزاء هناك لعدم تمكني من النزول وارتديت ملابسي المدنية وحضرت وفي المجلس داهم المجلس البعثيين من أزلام النظام ولا أدري كيف تخلصت من هذا الموقف وكانت كرامة من سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع)وخرجت ولا أدري لحد الآن كيف تخلصت لأنهم لو مسكوني كان تصل العقوبة لحد الإعدام.
وفي مرات كثيرة كنت أطبخ مع جماعة من العسكريين وبالخفية في عاشوراء ونوزعها على أصدقائنا في الجيش وبتكتم شديد.
وبعد العسكرية كان نظام الصنم جاثم على صدرونا والمضايقة على الزوار تزداد أكثر وأكثر ولكننا نزور ونقيم العزاء بالرغم من كل مطارداتهم ونطبخ ونوزع الأكل على الذين نعرفهم ونقوم بخدمة الزوار وأكثر وفي إحدى المرات كنا نطبخ أنا وجاري قدر كبير من الهريسة وكانوا أزلام النظام وبدلاتهم الخضراء يحومون حولنا فقلت لهم تفضلوا وكلوا من زاد أبا عبد الله فاستحوا وذهبوا ولكن ظلوا مراقبين علينا وفي هذه السنة كان جاري قد أخذ قدر كبير من (الهريسة)التي كنا نطبخها وهنا تزحلق وأنسكب كل القدر الحار من الهريسة على كل جسمه وذهب إلى البيت ليرتاح لمعاناته من الحروق التي طالت كل جسمه وبعد فترة ليس بالطويلة خرج ولا يوجد أي أثر على جسمه وفرحنا بسلامته وكان الرفاق الجلاوزة موجودين فالجموا وذهبوا يجرون أذيال الخيبة والخذلان وسألته عن ماذا جرى وأخبرني( أنه أخذ إغفاءة بعد الحرق ليرتاح وفي الأغفاءة جاءه رجل وطبطب على كتفه وقال له قم وتوضأ وصلي ركعتين فتنبه من إغفاءته وتصور أن نسبيه يمازحه فلامه وقال كيف تمازحني وأنا في هذا الوضع وحلف نسيبه أنه لم يفعل ذلك ونتيجة التعب عاد للنوم فجاءه نفس الرجل ومن الخلف وقال له ألم أقل أن تتوضأ وتصلي !!عند ذلك فاق وتوضأ وأحس بعدم وجود أي حروق أو التهابات على وجهه وصلى الركعتين وقال لأولاده ائتوني بمرآة فشاهد وجهه وكل جسمه قد برأ من كل الحروق وببركة الحسين(ع) وخرج وطبخ معنا وكأن شيئاً لم يكن وهذه بركات الحسين .
وسافرت إلى الخارج نتيجة مضايقة جلاوزة النظام لي وبقيت فترة طويلة ولكني كنت حزينا وقلبي متعلق بأئمتنا الأطهار في بلدي وكنت أوصي أهلي وأهل زوجتي بالزيارة بالنيابة وبعمل زاد أبا عبد الله ومن فلوسي وكنت مداوماً على ذلك.
وبعد السقوط فرحت بسقوط طاغية العراق ورجعت وأول شيء عملته هو زيارة أئمتنا الأطهار والتي بعدها لم أنقطع عن زيارتهم وعن الخدمة الحسينية وعمل الزاد وبحرية في بيتي وتوزيعها على محبي أهل البيت وفي زيارة الأربعين الأخيرة لاحظت رجل وأمرأة يسيرون مع المشاية ومعهم طفلهم وفي عربانة فسألتهم بعد التعرف عليهم وقالوا لي أنهم كان لا يصير لديهم أطفال وطلبوا من الحسين(ع) فأعطاهم ونذروا أن عند مجيء الطفل سوف يمشون إلى الحسين مع الطفل ولاحظت أيضاً مسير عدد لايستهان به من أبناء السنة وأنهم مطلوبين نذور لهذا المسير بعد تحقيقها من قبل الحسين وأخيه العباس(عليهم السلام)وكذلك حتى كان يمشون مع المشاية من المذهب المسيحي والصابئة الذين يعتقدون به وبإمامته وبشكل قاطع واذكر أن معلمة مع زوجتي صابئية في زمن الصنم كانت تؤكد على زوجتي بأخذ حصتها من زاد أبا عبد الله للتبرك.
فهذا هو الحسين روحي له الفداء قد وحد كل المذاهب وطوائفها في حبه وجعلهم شخص واحد كلهم ينادون (لبيك يا حسين)وهذا هو الإصلاح الذي كان ينادي أبو الأحرار في جمع وحدة المسلمين وحتى جمع الأمة الواحدة بمختلف أديانها وهذا الذي جعل شعلة الحسين(ع) متقدة وعلى مر الأزمان والذين حاولوا كل العهود الظالمة بدءً من الأمويين إلى المتوكل العباسي إلى عصور الطغيان وانتهاءً بعهد الصنم صدام وحتى الوقت الحاضر من قبل القاعدة والإرهابيين ولم يفلحوا في إخماد جذوة حب الحسين على مدى التاريخ وقد دفعت الأرجل والأيدي والدماء لإسكات هذه الشعلة والنور الوهاج لثورة الحسين ولكن لم يفلحوا وقد صدق الله سبحانه وتعالى في قوله ((ُيرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) سورة التوبة آية 32.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
التعديل الأخير تم بواسطة عبود مزهر الكرخي ; 20-01-2010 الساعة 07:18 PM.
سبب آخر: تصحح لغوي
|
|
|
|
|