عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية جاسم العجمي
جاسم العجمي
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 30554
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 2,817
بمعدل : 0.48 يوميا

جاسم العجمي غير متصل

 عرض البوم صور جاسم العجمي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : جاسم العجمي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-02-2010 الساعة : 06:47 AM


مدفنه الشريف

في بيته في المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة
يازهراء .. لكِ العزاء
بسم الله الرحمنالرحيم .. وبه نستعين

مما يُنسب إلى السيدة فاطمة عليها السلام قولها بعد مواراة أبيها صلىالله عليه وآله وسلم:

اغبر آفاق البلادوكُوّرتْ ** شمس النهار وأظلم العصران

والأرض من بعد النبيحزينة ** أسفًا عليه كثيرة الرجفان

فليبكه شرق البلادوغربها ** وليبكه مصر وكل يماني

نفس فداؤك ما لرأسكمائلا ** ما وسدوك وسادة الوسنان

ونُقل أنها وقفت علىقبره وتناولت قبضة من ترابه وشمتها وقالتْ:

ماذا على من شمّتربة أحمد ** أن لا يشم مدى الزمان غواليا

قل للمغيّب تحتأطباق الثرى ** إن كنتَ تسمع صيحتي وندائيا

صُبّت عليّ مصائب لوأنها ** صُبّت على الأيامِ صرن لياليا

قد كنت لي جبلا ألوذبظله ** واليوم تسلمني إلى أعدائيا

عظّم الله لكِ الأجر يا زهراء .. بهذا المصابالجلل

عظّم الله لكَ الأجر سيدي ياصاحب العصر والزمان

ونسأل الله لكَ الفرج بحق مصاب سيدالمرسلين

وامحمداه ..

وانبياه ...
تمرّ علينا ذكرى رحيل أعظم إنسان عرفته الدُّنيا، وأعظم نبيٍّ ورسول بعثته السماء، رحمةً للعالمين: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) بعد عمر مبارك دام ثلاثاً وستّين سنة، منها أربعون سنة، راحت السماء خلالها تعدّه إعداداً خاصّاً لمهمّات كبيرة وخطيرة تنتظره، وما إن تكاملت شخصيّته، وتعاظمت خصائصه، حتّى صارت إناءً صالحاً لحمل أمانة السماء، وما أعظمها من أمانة، راح فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقود حركة تغييرية شاملة لجميع نواحي مجتمعه، الذي تفشّت فيه وثنية قاتلة وجاهلية رعناء، وعادات فاسدة.. تنخر به، حتّى غدت راسخةً في ضمائر أبنائه ونفوسهم وقلوبهم رسوخ الجبال.

في هكذا مجتمع كانت كلمة الكفر فيه هي السائدة، وكلمة الشرك فيه هي الغالبة وكانت قسوة زعمائه هي المتسلّطة... في مقابل نبيٍّ لا يملك من الأسباب التي يملكونها شيئاً يذكر.. إلاّ أنّه كان يركن إلى السماء وكفى بها ناصراً ومعيناً، وإلى خلق عال (وإنّك لعلى خلق عظيم) فكان خلقه هذا عاملاً مهمّاً في دعوته، فقد كان لصدقه وأمانته اللذين عرف بهما طيلة حياته الشريفة المباركة حتّى غدا زعماء قريش وساداتها فضلاً عن غيرهم، لا ينادونه إلاّ الصادق الأمين، كما كان لحكمته وصبره دور آخر في كدحه وكفاحه وجهاده.

شمّر عن ساعديه وبدأ يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، حتّى إذا لم يجد إلاّ السيف حاكماً لاذ به ولجأ إلى قتالهم بعد أن أعيته السُبل الاُخرى، وبعد أن ركنوا إلى ترغيبه بدنياهم فلعلّه يركن إليهم ويترك دعوته ، ثمّ إلى السيف فلعلّه يدفع عنهم ويحفظ مصالحهم.

وأرادوا أن يطفئوا نور الله، إلاّ أنّ السماء أبت إلاّ أن يتمّ هذا النور بفضل منه ورحمة ، وعبر كفاح مرير وجهاد طويل وكدح وتغيير قادها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)طيلة عمره الشريف، وفتح لقومه وللناس جميعاً بوّابة تفضي بهم إلى خير الدُّنيا وثواب الآخرة، إلى عبادة الله تعالى ونبذ عبادة غيره أصناماً كانوا أو أشخاصاً أو أموالاً..

حتّى تمّ نصر الله، فطويت صفحات الشرك في مكّة المكرّمة والجزيرة العربية وعادت الكعبة لله وحده، لا يعبد فيها غيره سبحانه ، ولا تقام فيها غير شعائره.

ما قدّمه(صلى الله عليه وآله وسلم) من أعمال ووصايا وخطب قبيل وفاته:

فبعد ثلاث وعشرين سنة من العمل الدؤوب والجهاد المستمرّ ها هو موسم الحجّ من السنة العاشرة على الأبواب، وهاهو رسول الله قد علم أنّه سيلتحق بالرفيق الأعلى، فدعا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الناس إلى أداء الحجّ، وأعلمهم أنّه عازم على أداء الفريضة في عامه هذا، فتجهّز وأمر الناس من كلّ حدب وصوب من أنحاء الجزيرة كلّها حتّى تكاملوا مئة ألف أو يزيدون.. فسار رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بتلك الجموع الغفيرة، قاصداً بيت الله تعالى، وصحب معه أهل بيته، نساءه جميعاً وفاطمة(عليها السلام) ولم يتخلّف إلاّ علي(عليه السلام)، حيث كان رسول الله قد بعثه في مهمّة لليمن ، ليلتحق به بعد أداء مهمّته...

وسارت هذه الحشود الهائلة وهي تردّد بين الحين والآخر النداء الخالد: «لبّيك اللّهمَّ لبّيك.. لبّيك لا شريك لك لبّيك.. إنّ الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك لبّيك..».

وعلى مقربة من مكّة، التحق عليّ(عليه السلام) برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم); ليؤدّي مناسك الحجّ معه


دخل المسلمون بجموعهم الكبيرة مكّة المكرّمة بقيادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. ليؤدّوا مناسك الحج حسب ما بيّنه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم … حتّى إذا جمعتهم عرفة وقف بينهم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على راحلته .. وراح يلقي خطبته الشهيرة الأولى في جمعهم الهائل هذا.

وبعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه قال :
أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأحثّكم على العمل بطاعته، وأستفتح الله بالذي هو خير..
ثمّ قال :
أمّا بعد أيّها الناس .. اسمعوا منّي، ما أبيّن لكم ، فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا .. ثمّ راح ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يوصيهم بوصاياه، وبعد أن بيّن لهم جمعاً من الأحكام الشرعية ... قال :
أيّها الناس " إنّما المؤمنون أخوة " ، ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلاّ عن طيب نفس منه. ألا هل بلّغت..؟ اللّهمَّ اشهد...

وحذّرهم من الاختلاف والتنازع ، ووضع لهم ما يمنعهم من التناحر، " لا ترجعن كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإنّي قد تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : " كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ألا هل بلّغت ..؟ اللّهمَّ اشهد.

أيّها الناس: إنّ ربّكم واحد وإنّ أباكم واحد ، كلّكم لآدم وآدم من تراب " إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم " وليس لعربي على أعجمي فضل إلاّ بالتقوى.. ألا هل بلّغت ..؟
قالوا : نعم.
قال: فليبلّغ الشّاهد منكم الغائب...

ولمّا أتمّ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حجّه قَفَلَ راجعاً إلى المدينة، تحيطه تلك الحشود الكبيرة من المسلمين، وإذ هو في غدير خمّ نزل عليه وحي السماء ، يدعوه إلى أمر آخر ألا وهو إمامة ابن عمّه عليّ بن أبي طالب ؛؛ ليتمّ المسيرة من بعده ، ويحمل راية الحقّ ليوصلهم تحتها إلى حيث الأمان .. ويمنع عنهم الفرقة والتشتّت ، ويحفظ لهذا الدين وجوده وبقاءَه ، خاصّة وأنّ الأعداء يحيطون بهذه الدولة الإسلامية الفتية ، فهناك امبراطوريتا الروم والفرس وهناك اليهود والمنافقون في الداخل، وهناك الطامعون الذين يتربّصون بالإسلام وأهله.

لقد استوقفهم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في هذا المكان ووقت زوال الشمس ، وكان يوماً قائضاً شديد الحرارة ، حتّى كان الرجل يلفّ رداءَه على قدميه، ليتّقي بها حرارة الرمضاء..

ومع هذا كلّه أمرهم رسول الله ـ عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام ـ بأن يقفوا عند مفترق طرق ؛؛!! ليسمعوا نداء السماء وبيانها ، ويبدو أنّ هذا الأمر من الأهمّية بدرجة لم يستطع معها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... تأجيله أبداً.

ثمّ إنّه يعلم بأنّه قد لا يراهم بعد هذا أبداً ، وبالتالي لا يسمع الكثير منهم، ممّن هم خارج المدينة ، بمسافات بعيدة جدّاً ، بيان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الذي جاء تلبية " بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ " وقد جعلته يعدل الرسالة بكامله " وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ .. {والله يعصمك من الناس }


تابع أنشاء الله


من مواضيع : جاسم العجمي 0 روسيا العضو 156 في منظمة التجارة العالمية رسميا
0 الأسهم الإماراتية تربح 13 مليار درهم في رمضان
0 مصباح إنارة متعدد الألوان بتقنية "البلوتوث"
0 "لوجيتيك" تكشف عن لوحة مفاتيح قابلة للغسل
0 البطيخ علاج فعّال لوقف النزيف الدموي
رد مع اقتباس