|  | 
| 
| 
| عضو  ذهبـي 
 |  | 
رقم العضوية : 36059
 |  | 
الإنتساب : May 2009
 |  | 
المشاركات : 2,809
 |  | 
بمعدل : 0.47 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
المنتدى العام 
 الدنيا مظاهر.. ما رأيك بهذه المقولة؟ 
			 بتاريخ : 13-02-2010 الساعة : 02:25 PM 
 
 
 الدنيا مظاهر.. ما رأيك بهذه المقولة؟
 ** ** **
 مقال أعجبني محتواه أحببت نقله لكم أنتم
 أسرتي ،، أسرة انا شيعي .
 ______________________
 
 يهتمّ الشبّان بمظاهرهم ، وتولي الفتيات مظاهرهنّ عناية فائقة كجزء من لفت أنظار بعضهم لبعض .
 وقد يأتي الاهتمام بالمظهر الخارجي كصورة من التفاخر والتباهي على الأقران أصدقاء أو صديقات .
 
 
 وإذا سألت أحدهم ، أو إحداهنّ عن السبب في المبالغة بالاهتمام بالمظهر ، يأتيك الردّ :  «الدنيا مظاهر» .
 
 والقرآن قد وصف الدنيا بأنّها دار لهو وغرور وزينة وتفاخر وتكاثر ، لكنّه أراد بهذا الوصف أن يذمّ هذا الوجه منها ، وإلاّ فهو قد دعا إلى الأخذ بنصيب الدنيا (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا )(القصص/77).
 
 
 أي التمتع بملذاتها في غير محرّم ، واغتنامها كفرصة للطاعة وللابداع الانساني الذي يخدم الانسانية ويعمر الأرض بالحق والخير والجمال والعدل .
 
 إنّ تعبير (الدنيا مظاهر) ينمّ عن حالة ثقافية واجتماعية تولي العناية بالمظهر اهتمامها الأوّل بحيث يصبح مظهر الانسان لا جوهره هو القيمة .
 
 ولا بدّ من التنبّه إلى أنّ (الفخر) هناك و (الرقيّ) هنا ليسا حقيقيين وإنّما اعتباريان ، أي أنّ الناس وبسبب التخلّف الثقافي يعتبرون المظاهر فخراً ورقيّاً .
 
 وقصّة ذلك الرجل الذي دخل إلى مأدبة فلم يأبه به أحد لأنّ الدعوة كانت مخصّصة لذوي المظاهر ، وحين ارتدى ملابس فاخرة لفت الأنظار وجذب الاهتمام ، معروفة ، حتى أ نّه حينما جيء له بالطعام لم يتناول منه شيئاً ، بل قدّمه إلى ملابسه ، وقال لها : كلي ، فهذا لك ! فتعجّب الحاضرون من هذا المشهد الذي يكشف عن أنّ الاهتمام كان منصباً على المظهر وليس على صاحب المظهر .
 
 
 ولو أردنا أن نعرف حقيقة (الفخر) لقلنا أنّ من حقّ الانسان أن يفخر بقدراته ومواهبه وأفكاره وإبداعاته ومساهماته في خدمة المجتمع .
 
 
 وأنّ (الرقيّ) الحقيقي هو في النمو المطرد الذي نلحظه على تفكير الانسان وتعامله أو تعاطيه مع الأشياء والأشخاص والأحداث .
 
 إنّ واحدةً من أبلغ رسائل الحجّ التي يقدّمها الاسلام لأتباعه هي أنّ الله لا يعبأ بأشكال الناس وملابسهم ، بل بما انطوت عليه قلوبهم وسرائرهم ، ورسالة ثوبي الأحرام شبيهة إلى حدّ كبير بالكفن الذي يلفّ به جثمان الانسان في آخر المطاف .
 
 
 إنّها رسالة تقول للانسان أنّ ما يميِّزك عن أخيك الانسان الآخر هو عملك وعلمك وتقواك ، وما عدا ذلك فلا قيمة له ولا اعتبار سواء لبست الحرير أو ارتديت الأسمال .
 
 وهذا هو أحد جوانب الصورة .
 أمّا الجانب الثاني ، فإنّنا لا نريد من الحديث عن المظاهر أن نهمل مظاهرنا وأن نرتدي الثياب المرقعة البالية ، فالزيّ الجميل والنظيف يضيف على حسن الانسان حسناً آخر ، لكنّنا نؤكد ونركز على الجوهر والمضمون أكثر من التركيز على المظهر والشكل .
 
 
 فالثياب والزينة ـ حتى الفاخر والغالي منها ـ تبلى وتتغيّر ألوانها وتهبط أسعارها وربّما تسقط موديلاتها ـ إذا جارينا النظرة إلى الموضة ـ لكنّ أخلاق الانسان وفكره واسلوب تعامله وشمائله لا تبلى ، بل يمكن أن تتجدّد وتزداد قيمتها مع الأيام ، فالله لا ينظر إلى أجسامنا وأشكالنا وأزيائنا وإنّما ينظر إلى قلوبنا ، أي المحتوى الداخلي لكلّ منّا ، وفي ذلك يقول الشاعر :
 إذا المرءُ لم يدنس من اللؤم عرضه***فكلّ رداء يرتديه جميلُ
 
 تحياتي
 مريم محمد
 
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |