|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 30554
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 2,817
|
بمعدل : 0.48 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
جاسم العجمي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 21-02-2010 الساعة : 06:58 AM
ولم يزل كذلك حتى جاء موسم الحج وكانت جماعة من أصحابه عازمون على اداء فريضة الحج فعزم على الرحيل معهم وعند سفره أقبل على عائلته وقال لهم اني مسافر لقضاء فرض الاسلام وأوصيكم أن لاتنسوا مدح حلال المشاكل كل ليلة جمعة لان له حق علينا واجب في ذمتنا ثم أن عبد الله سافر مع أصحابه ولما مضت على سفره ثلاثة أيام أو أربعة قالت بنت عبد الله لامها يا أماه أود أن امضى إلى الحمام فأجبتها أمها لك ما شئت يا عزيزتي اذهبي حيث تريدين فمضت البنت إلى الحمام مع اخواتها وصديقاتها فلما دخلت الحمام رأت نسوة كثيرة ومن بينهن صبية ذات حسن وجمال بارعين فسالت عنها بعض النسوة فقالت لها ان هذه الصبية هي ابنة السلطان فدنت منها بنت عبد الله وسلمت عليها فردت عليها التحية وجلست بجنبها فقالت بنت السلطان ابنة من تكونين وما اسمك لاني لم يسبق لي أن رأيتك قبل هذا اليوم فأجابتها قائلة انني ابنة عبد الله الحطاب واسمي مكيه فقالت ابنة السلطان لها مستغربة ومن أين لكم هذا المال وهذه الثروة فأجابتها هذا من عند الله وببركة حلال المشاكل ثم أنهما جلستا تتحدثان بأطيب الاحاديث إلى أن قضتا وطريهما من المحادثة خرجتا من الحمام قاصدتين منزليهما ومرتا في طريقها على بيت عبد الله فأقسمت ابنة عبد الله على ابنة السلطان أن تكون في ضيافتها هذا اليوم فقبلت ابنة السلطان ضيافتها وبقيت يوما وليلة مكرمة معززة حتى انتهت الضيافة خرجت بنت السلطان قاصدة ألىقصرها وطلبت من ابنة عبد الله أن تقبل ضيافتها في اليوم الثاني فأجابتها إلى ذلك وكان من القضاء والقدر تلك الليلة ليلة الجمعة فنسيت بنت عبد الله أن تقرأ مدح حلال المشاكل فلما صار الصباح قالت بنت السلطان إلى بنت عبد الله قومي بنا نمضي إلى البستان لاجل النزهة والترفيه فقالت لها شأنك فمضتا إلى البستان ومعها الجواري فبينما هن يتفرجن ويتنزهن اذمررن على بركة فيها ماء فقالت بنت السلطان دعينا نسبح في هذه البركة قالت بنت عبد الله لا بأس ثم انهن خلعن ما عليهن من الحلي والحلل ونزلن في الماء وهن يتحدثن بأطيب الحديث ومن القضاء والقدر مر طائر واختطف قلادة بنت السلطان وعلقها على غصن شجرة في البستان وهن لم يشعرن به فلما قضين وطرهن من الماء وكل منهن لبست ثيابها ومضين إلى منازلهن وهن في انس وسرور ولم تلتفت بنت السلطان إلى قلادتها حتى جاء الليل تفقدت قلادتها فلم تجدها فأرسلت إلى البستان من يفتش عنها فلم يجدوا شيئا فعند ذلك أرسلت جاريتها ألى بنت عبد الله ترجوها ارجاع قلادتها ان كانت قد اخذتها فأجابتها بنت عبد الله ان كنت تريدين قلادة أخرى أشتريها لك ولايحق لك أن تهينيني هذه الاهانه . وعادت الجارية ونقلت إلى بنت السلطان هذا الكلام فعند ذلك أخبرت بنت السلطان أباها السلطان بخبر القلادة فغضب وأمر غلمانه أن يمضوا إلى بيت عبد الله ويقبضون على جميع أمواله ويأتون بعياله ففعلوا الغلمان ما أمر السلطان . فلما حضرت عائلة عبد الله بين يدي السلطان أنبهم واهانهم على هذه السرقة المزعومة ثم أمر بهم إلى السجن فلما صار الليل قالت البنت لامها يا أماه ما الذي عملنا وما جرمتنا حتى نكون في هذا السجن فقالت لها يابنية اننا لسنا بأحسن من زينب بنت أمير المؤمنين وسكينه بنت الحسين وذرية رسول الله الذين أدخلوهم في مجلس يزيد بن معاوية وأمر بهم أن يجعلوهم في دار خربة لاتكنهم عن برد ولا حر وعندما ذكروا أهل البيت جعلوا يبكون .
واما ماكان من أمر عبد الله فأنه لما قضى مناسك الحج عاد إلى بلاده وقد ركب في سفينة مع أصحابه فلما توسطوا البحر هبت ريح عاصف فانكسرت السفينة وغرق أهلها ولكن عبد الله لم ينس وهو في تلك الشدة ما قال له سيده ومولاه حلال المشاكل فرفع يده ألى السماء وصاح يا الله يا أرحم الراحمين أنقذوني بحق محمد خاتمالنبيين وبحق حلال المشاكل علي أمير المؤمنين ثم أخذ يهلج بقول :
ناد عليا مظهر العجائب
تجـــده عونا لك في النوائب
كـــــل هم وغم سينجلي
بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي
تابع أنشاء الله
|
|
|
|
|