|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 28-02-2010 الساعة : 11:24 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
قد لا يخفى على كل ذي بصيرة ما يمكن أن تلعبه في زماننا هذا الأيدي الصهيونية وعملائها من مكر وحيل وألاعيب لتشويه العقيدة المهدوية الأصيلة الحقة، ولا يخالجنا أدنى شك في أن أعداء الإسلام (الصهيونية والغرب) يقفون وراء بعض مدعي السفارة.. تكمن الخطورة في هذا الجانب من استراتيجية الأعداء:_
أولاً: في خلقهم ودعمهم ومساندتهم لمدعي السفارة حديثاً.
وثانياً: بإشاعة وترويج صلة هؤلاء بالإمام المهدي عليه السلام في غيبته الكبرى، على نحو يدعي أنه يتلقى منه الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية والذي توافق الحق والصدق وتطابق الواقع الذي يريده الله سبحانه وتعالى.. وعند تصديق ذلك يجب حينها الاستغناء عن الفقهاء (المرجعية الدينية)، لأن المراجع يعيشون مرحلة الحكم الظاهري (حسب قواعد الاجتهاد الفقهي)، باعتبار أن إصدار الفتوى يتم بناءً على القواعد الاجتهادية وقد تصيب الحق والصدق وتطابق الواقع، أو قد تخطى.. أي تظل الفتوى والحكم ظاهرياً ظنياً أقرب منه إلى الواقع، وهذه المرحلة قد انتهت بظهور السفير (المدعي للسفارة والنيابة الخاصة) والذي يرجع للإمام المعصوم عليه السلام مباشرة، وبالتالي ينقل الأحكام والمسائل الحقة والمطابقة للواقع.
بناءً على هذه الفكرة، يدعم الأعداء مدعي السفارة وينشؤون جماعات وحركات حديثة موالية لهم مثل: جماعة السفارة في البحرين، وجماعة اليماني في العراق، وحركة الأحمديه في باكستان، وذلك كامتداد متطور وحديث لحركة البابية والبهائية في إيران، والقاديانية في الهند.. فيتم بذلك إضعاف المرجعية الدينية بالاستغناء عنها شيئاً فشيئاً، وضرب الجانب المالي والاجتماعي والسياسي لها، ولذا أخذوا لاحقاً بنشر وترويج بعض الأفكار الهدامة مثل (بدعة التقليد_ بدعة المرجع الأعلى) وهكذا.. والمؤلم المقرف في كل هذا، أن يجد الأعداء من يقوم بتنفيذ هذا الجانب من الإستراتيجية نيابة عنهم، فيتطوع المتعصبون الجهال من المسلمين بتقديم خدماتهم كهدية مجانية للأعداء، فترى البعض من هؤلاء الجهال يغلي صدره حقداً على مراجع الدين الكبار وعلى بقية العلماء، فيصفهم بأقسى الأوصاف!!! حتى أنه يستحل دماءهم لأنهم برأيه العقبة الكأداء أمام دعوته، فلو استجابوا له لاستجاب كل الناس.. وهؤلاء هم خوارج العصر، فالواحد منهم يزايد على كل الناس، ويتحدى ويعادي كل المراجع العظام، تماماً كالخوارج والذي كان إمامهم حرقوص بن زهير يزايد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويرى أنه أفضل منه.
نحن الآن أمام أسلوب خطير للأعداء، تطبقه وتنفذه قلة مشبوهة من مدعي السفارة تستهدف النيل من المرجعية الدينية الشيعية، والمدهش في الأمر حقاً أن يكون لهؤلاء المدعين الضالين مريدون وتابعون من شرائح اجتماعية وثقافية مختلفة، يمتثلون لأوامرهم وينساقون خلف مخططاتهم وينفذون مؤامراتهم بسذاجة وجهل.
رابعاً: محاربة الأرضية الداعمة والمؤيدة والمساندة للإمام المهدي قبل خروجه، وذلك بإضعاف قاعدته الشعبية عبر سلسلة من الحروب العسكرية والاقتصادية والفكرية:
لقد استطاع اليهود أن يعرفوا عن طريق بحوثهم ودراساتهم واطلاعهم في الفلسفة والروحانيات وتراثهم الديني وكتبهم المقدسة، وخاصة كتابهم السري (الكابلا) وما كشفه المتنبئ الفرنسي اليهودي الأصل (نوستر أداموس) من أن زوالهم سيتم على يد المهدي عليه السلام، ولذا فهم يدركون المصير الأسود الذي ينتظرهم، ويخافون من المجهول ومن المصير المحتوم المتوقع لهم.. وعليه فكما كان اليهود في السابق يزيّنون لكفار قريش سوء أفعالهم في كواليس السياسة في مكة خوفاً ورعباً من ظهور أمر الدولة المحمدية، كذلك هم الآن: فنبوءة خروج القائد العظيم (المهدي المنتظر) من مكة مستقبلاً يرعبهم ويقضّ مضاجعهم.
اليهود يعرفون ومنذ أمد بعيد أن المهدي عليه السلام سيقضي عليهم عندما يظهر، وسيحاربهم في يوم من الأيام، وإن ساحة الحرب ستكون منطقة الشرق الأوسط: فمن إيران ستخرج رايات سود لنصرة المهدي، والعراق سيكون مركزاً لدولته وسيتخذ من الكوفة عاصمة له ومنها سينطلق لتحرير القدس والقضاء على اليهود، أما الجزيرة العربية (مكة) فإن أول ظهوره سيكون منها، أما بلاد الشام فإن السفياني (ألد أعداء الإمام وحليف اليهود والغرب) سيظهر منها، ومصر سيتخذها المهدي منبراً إعلامياً له.
إن أخطر ما فعله اليهود، أنهم خلقوا لدى نصارى الغرب عقائد جديدة مرتبكة ومشوهة وخاطئة فيما يتعلق بمنقذ البشرية (القضية المهدوية) وبشكل خاص بالقائد العظيم المنتظر، ودوره القادم في دمار الحضارة الغربية، مما خلق لديهم حالة من الرعب والقلق من كل ماله علاقة بالمهدي عليه السلام، ويعلم اليهود علم اليقين، أن المبعوثين عليهم في المرة الثانية (كما في القرآن الكريم) بقيادة المهدي عليه السلام سيخرجون من أرض بابل (وسط العراق)، وهذا ما يفسر مساعيهم الدائمة لتدمير العراق، وشن الحروب عليه بلا هوادة، لهذا فاليهود والغرب والصهيونية _بمقتضى الحسابات السياسية والإستراتيجية_ خططوا ومنذ أمد بعيد لتدمير كل ما يمكن أن يمثل قوة قد يستغلها القائد العظيم في حربه القادمة ضدهم. وقد قاموا بشن حرب شاملة ضد العراق وإيران، حتى عندما يظهر المهدي عليه السلام لا يجد إلا شعباً أنهكته الحروب والحصار ولا يستطيع مساعدة إمامه، ومن ثم سهولة القضاء عليه.. ومن هنا نعرف الحقيقة وتتضح لنا الإجابة على: لماذا هذا الهجوم الشرس على المنطقة وبالخصوص أتباع أهل البيت عليهم السلام؟.. ولماذا حصلت الحرب العراقية الإيرانية واستمرت ثمان سنوات وقتل فيها أعداد كبيرة من الشعبين (موالين لأهل البيت)؟. ثم بعد انتهاء الحرب بفترة قصيرة، تجددت الحرب في المنطقة وتكررت (غزو الكويت_ احتلال العراق).
والعجيب كأن هناك من لا يريد للمنطقة أن تخلو من الحروب، والأهم في نظرهم هو جعل العراق ساحة حرب لمدة طويلة وبلداً غير آمن، وإيجاد المبررات لبقاء القوات الغربية فيه، ويزول العجب فيما إذا علمنا أنهم يمهدون للمعركة الكبرى (هرمجدون) والتي يتوقعون أن تكون حرباً نووية واسعة النطاق، يتم القضاء فيها على المؤيدين للقائد العظيم (روحي فداه).
لابد أن نعرف أن الواقع الخطير الذي تعيشه أمتنا ومنطقتنا اليوم وبتخطيط صهيوني يهودي وتنفيذ أمريكي غربي، جوهر أسبابه وأهدافه هو:
* انتظار القائد العظيم (الإمام المهدي) ومحاولة القضاء عليه في بداية ظهوره، لأن المصادر التنبؤية اليهودية قد أعلنت عن قرب ظهوره خلال سنوات قادمة.
* السيطرة والاستيلاء على كنز الفرات من الذهب والذي يتزايد وجوده مع قرب ظهور المهدي _ كما في الروايات.
* وضع أيديهم على منابع النفط في المنطقة والسيطرة على اقتصادياتها وإضعافها سياسياً وعسكرياً.
وقبل ذلك نؤكد أن الذي يقوم به الغرب (الروم) حالياً في المنطقة وتحت مظلة أمريكية صهيونية إنما هو لتهيئة المناخ الملائم لخروج السفياني.
خلاصة القول:
إن أعداء الامام عليه السلام يدركون أنه قادم لا محالة ويعلمون أنه مذلهم لا محالة، ولكنهم بالمقابل أعلنوا الحرب ضده قبل ظهوره وتمهيداً لمعركتهم المصيرية ضده، ومن خلال النظر إلى قصص وتجارب التاريخ، ومجريات الأمور والأحداث الحالية، نستطيع التأكيد بأن هناك مخططاً استراتيجياً مدروساً ومعداً مسبقاً وينفذ حالياً، وله أبعاد متعددة (سياسية، عسكرية، نفسية، فكرية،.......) من أجل محاربة الإمام المهدي عليه السلام قبل وبعد ظهوره.. وحتماً لا يخلو احتلال العراق حالياً، وما وصل إليه من أوضاع ومن فوضى أمنية وفكرية، وظهور بعض الحركات المشبوهة مثل (جند السماء، جماعة اليماني الموعود، .....) بواحدة من هذه الأبعاد.
وهنا يتضح لكل ذي بصيرة وبشكل جلي، أن كل ما يجري في المنطقة من مؤامرات ودسائس تحاك من قبل الأعداء، إنما هو تنفيذ لأهداف مسبقة وبدافع الوقوف بوجه القضية المهدوية ومؤيديها، سيما القائد العظيم عليه السلام والذي يقيم دولة العدل الإلهي، وينشر القسط والعدل في المعمورة كافة _ روحي لمقدمه الفداء _.
وفي الختام نؤكد أن هذا مكرهم، ولكن مكر الله غالب ((وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ))(1).. ووعد الله حق ((وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ))(2).
الهوامش:
(1) الأنفال: 30.
(2) الصافات: 173.
مجلة الانتظار
|
|
|
|
|