عرض مشاركة واحدة

عاشق داحي الباب
عضو برونزي
رقم العضوية : 2770
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 630
بمعدل : 0.10 يوميا

عاشق داحي الباب غير متصل

 عرض البوم صور عاشق داحي الباب

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عاشق داحي الباب المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-03-2010 الساعة : 06:53 AM


الأمر السابع: وهناك شرط ذكره القرآن الكريم:
قال تعالى في شأن بيعة الرضوان أيضا: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (10) سورة الفتح

وهذه الآية نزلة ايضا في شأن بيعة الرضوان، قال القرطبي: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ} بالحديبية يا محمد {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} بين أن بيعتهم لنبيه إنما هي بيعة الله، كما قال تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} وهذه المبايعة هي بيعة الرضوان، على ما يأتي بيانها في هذه السورة إن شاء الله تعالى.
تفسير القرطبي ج 16 ص 267

وقال الطبري: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ} بالحديبية من أصحابك على أن لا يفروا عند لقاء العدو، ولا يولوهم الأدبار {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} يقول: إنما يبايعون ببيعتهم إياك الله، لأن الله ضمن لهم الجنة بوفائهم له بذلك.
تفسير الطبري ج 26 ص 99

وبعد أن عرفنا ان هذه الآية نزلت في بيعة الرضوان أيضاً، نقول: يستفاد من التفريع الذي ذكرته الآية أعني قوله تعالى: {فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} ان الرضى الإلهي مقيد بالوفاء بعهد الله تعالى، أما من نكث فلا شك ان الرضى سيزول عنه، وقد قال القرطبي: {فَمَن نَّكَثَ} بعد البيعة {فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} أي يرجع ضرر النكث عليه، لأنه حرم نفسه الثواب وألزمها العقاب.
تفسير القرطبي ج 16 ص 268

الأمر الثامن: قراءة في سير بعض من شهد البيعة:
سيرة الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان لا تساعد على القول بأن الله سبحانه وتعالى قد رضى عنهم مطلقا، ولا بأس بذكر بعض الشواهد:

1 – عثمان بن عفان والصحابي الجليل عبدالرحمن بن عديس:
قال الذهبي: عبد الرحمن بن عديس أبو محمد البلوي، له صحبة، وبايع تحت الشجرة، وله رواية، سكن مصر، وكان ممن خرج على عثمان وسار إلى قتاله، نسأل الله العافية، ثم ظفر به معاوية فسجنه بفلسطين في جماعة، ثم هرب من السجن، فأدركوه بجبل لبنان فقتل، ولما أدركوه قال لمن قتله: ويحك اتق الله في دمي، فإني من أصحاب الشجرة، فقال: الشجر بالجبل كثير، وقتله.
قال ابن يونس: كان رئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان.
وعن محمد بن يحيى الذهلي قال: لا يحل أن يحدث عنه بشيء، هو رأس الفتنة.
تاريخ الإسلام ص 464 (الوراق)

2 - المغيرة بن شعبة بايع في الحديبية ثم ارتكب فاحشة الزنا:
قال الذهبي: المغيرة بن شعبة: (ع) ابن أبي عامر بن مسعود بن معتب، الأمير أبو عيسى، ويقال: أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد، من كبار الصحابة أولي الشجاعة والمكيدة، شهد بيعة الرضوان، كان رجلا طوالا مهيبا، ذهبت عينه يوم اليرموك، وقيل: يوم القادسية.
سير أعلام النبلاء ج 3 ص 21

ونجد أيضا في كتب الحديث والتراجم والتاريخ أن هذا الرجل قد ثبت ارتكباه فاحشة الزنا، وأقيمت الشهادة على ذلك، غاية ما في الباب أن ثلاثة من الشهود رأوا الزنا محصناً، والرابع زعم أنه لم ير الزنا محصنا، ولكنه رأى شيئاً قبيحاً، وفي بعض الروايات يذكر هذا الرابع تفاصيل عجيبة، فليرجع إليها من أراد، ولنقرأ بعض النصوص:

النص الأول: عن أبى عثمان النهدي: قال شهد أبو بكرة، ونافع، وشبل بن معبد، على المغيرة بن شعبة، أنهم نظروا إليه كما نظروا إلى المرود في المكحلة، فجاء زياد فقال عمر جاء رجل لا يشهد إلا بحق، فقال: رأيت مجلسا ضحى ونهارا قال فجلدهم عمر الحد. قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

النص الثاني: عبد الرزاق عن محمد بن مسلم قال: أخبرني إبراهيم ابن ميسرة عن ابن المسيب قال: شهد على المغيرة أربعة بالزنا، فنكل زياد، فحد عمر الثلاثة، ثم سألهم أن يتوبوا، فتاب اثنان، فقبلت شهادتهما، وأبى (أبو) بكرة أن يتوب، فكانت لا تجوز شهادته، وكان قد عاد مثل النصل من العبادة حتى مات.
مصنف عبد الرزاق الصنعاني ج 7 ص 384

النص الثالث: عبد الرزاق عن الثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: شهد أبو بكرة، ونافع، وشبل بن معبد، على المغيرة ابن شعبة أنهم نظروا إليه كما ينظرون إلى المرود في المكحلة، قال: فجاء زياد، فقال عمر: جاء رجل لا يشهد إلا بالحق، قال: رأيت مجلسا قبيحا وانبهارا، قال: فجلدهم عمر الحد.
مصنف عبد الرزاق الصنعاني ج 7 ص384

قلتُ: وأبو بكرة الذي شهد على المغيرة، صحابي أيضا، ترجمه الذهبي فقال:
أبو بكرة الثقفي الطائفي: (ع) مولى النبي صلى الله عليه وسلم. اسمه نفيع بن الحارث، وقيل: نفيع بن مسروح...
سكن البصرة، وكان من فقهاء الصحابة، ووفد على معاوية.....
ثم قال الذهبي: وقصة عمر مشهورة في جلده أبا بكرة ونافعا، وشبل بن معبد، لشهادتهم على المغيرة بالزنى، ثم استتابهم، فأبى أبو بكرة أن يتوب، وتاب الآخران، فكان إذا جاءه من يشهده يقول: قد فسقوني، قال البيهقي: إن صح هذا، فالأنه امتنع من التوبة من قذفه، وأقام على ذلك.
قلت: كأنه يقول: لم أقذف المغيرة، وإنما أنا شاهد، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد، إذ نصاب الشهادة لو تم بالرابع، لتعين الرجم، ولما سموا قاذفين.
سير أعلام النبلاء ج 3 ص 5

3 - فرار عثمان يوم أحد:
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (155) سورة آل عمران
وقال عز اسمه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (15) سورة الأنفال

وروى البخاري بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟
قال: الشرك بالله.
والسحر.
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
وأكل الربا.
وأكل مال اليتيم.
والتولي يوم الزحف.
وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.
صحيح البخاري ج 3 ص 195

وروى بإسناده عن عثمان بن موهب قال جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء القعود قال هؤلاء قريش قال من الشيخ قالوا ابن عمر فأتاه فقال إني سائلك عن شيء أتحدثني.
قال: أنشدك بحرمة هذا البيت، أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد؟
قال: نعم.
قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها؟
قال: نعم.
قال: فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟
قال: نعم.
قال: فكبر.
قال: ابن عمر تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه، أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه، وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه، وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه فبعث عثمان وكان بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان اذهب بهذا الآن معك. صحيح البخاري ج 5 ص 34

وقال ابن كثير: وقال الأموي في مغازيه: عن ابن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن جده، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وقد كان الناس انهزموا عنه حتى بلغ بعضهم إلى المبقى دون الأعوص، وفر عثمان بن عفان وسعد بن عثمان رجل من الأنصار حتى بلغوا الجلعب جبل بناحية المدينة مما يلي الأعوص فأقاموا ثلاثا ثم رجعوا، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: لقد ذهبتم فيها عريضة.
البداية والنهاية ج 4 ص 32

قلت: وهذا الموقف يثبت أن عثمان قد استحق حلول الغضب الإلهي، والآية تنص على أن الله سبحانه وتعالى قد عفا عنهم، لكنها لم تقل أن الله قد رضي عنهم...

وقد عفا الله تعالى عن بني إسرائيل بعد ان اتخذوا العجل، فهل رضي عنهم؟؟؟

قال تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ * ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (52) سورة البقرة


توقيع : عاشق داحي الباب
من مواضيع : عاشق داحي الباب 0 اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية يجب بغض عبد المطلب وأبي طالب وعدم محبتهما (وثيقة)
0 فتاوى لابن تيمية تفرَّد بحفظها المرجع الشيعي السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (وثائق)
0 الأمر بلعن علي بن أبي طالب بعد صلاة الجمعة بشهادة ابن قيِّم الجوزية (وثيقة)
0 اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية : خبر هجرة عمر بن الخطاب علناً ليس له أصل (وثيقة)
0 الشيخ السعدي أما تعتذر أو تحرم الدم العراقي
رد مع اقتباس