[تشرين ربيعة]

مجلس النواب العراقى والاقليات العراقية

قبل الغزو الامريكى للعراق ، كانت الاقليات العراقية تشكل حوالى 14 % من تعداد نفوس الشعب العراقي ونسيج المجتمع العراقى وكما هو معروف يتضمن المسيحيين من الكلدان والسريان والاشوريين والارمن بالإضافة إلى الشبك والتركمان والايزيدية ، ولكن بعد سبع سنوات على إسقاط النظام الدكتاتوري فى العراق فإن نسبة عالية من هذه الاقليات تركت العراق ونزحت اما باتجاه الدول المجاورة او باتجاه بعض المناطق الاكثر امانا داخل العراق.

ان فقدان الامن فى العراق وغياب الحماية الدستورية وعدم تشريع قوانين لحماية الاقليات وممارسة التمييز المبرمج من بعض الاحزاب السياسية الفاعلة ضد الاقليات ومحاولة اذابتها وضعف تمثيلها فى مراكز اتخاذ القرار ، كانت الاسباب الرئيسية وراء هجرة مئات الالاف من ابناء الاقليات الى خارج العراق .

وقد تعرضت الاقليات العراقية الى استهداف مبرمج تارة من قبل الجماعات الارهابية المتطرفة وتارة اخرى من قبل بعض الاحزاب السياسية لاسباب متباينة ، فالمسيحيون فى بغداد ونينوى وخاصة فى منطقة الدورة تعرضوا الى عملية ابادة على يد الجماعات الارهابية التى طالبتهم اما باعتناق الدين الاسلامى او دفع فدية مالية ، واما فى مدينة البصرة اضطرت الكثير من النساء المسيحيات الى ارتداء الملابس الاسلامية خوفا من ملاحقة العناصر المتشددة التى كانت تسيطر على زمام الامور فى هذه المدينة.

وفى ظل الاوضاع السائدة والاستهداف المبرمج واستمرار نزيف هجرتهم الى خارج العراق يواجه المسيحيين اليوم احتمالات الزوال ، وتشير التقديرات بان نصف عدد المسيحيين فى العراق اضطروا الى الفرار الى الخارج وان اعداد كبيرة منهم لاتزال تقيم فى دول الجوار (سوريا والاردن ولبنان وتركيا) كما ان الذين يعيشون فى العراق واجهو التهجير الداخلى بالاضافة الى مهاجمة دور عبادتهم لحرمانهم من ممارسة طقوسهم ، ولاتزال اعمال العنف تطالهم بين الحين والاخر وكان اخرها فى شباط 2010 فى محافظتي كركوك ونينوى .