|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 19912
|
الإنتساب : Jun 2008
|
المشاركات : 1,321
|
بمعدل : 0.22 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
اسد بني غالب
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 24-04-2010 الساعة : 08:51 AM
يقول المطرف ابن المغيرة بن شعبة:«دخلت مع أبي على معاوية، فكان أبي يأتيه، يتحدّث معه، ثم ينصرف إليَّ فيذكر معاوية وعقله، ويعجب بما يرى منه إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتمّاً فانتظرته ساعة ظننت أنه لأمر حدث فينا،
فقلت: ما لي أراك مغتمّاً منذ الليلة؟
فقال: يا بنيّ جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم.
قلت: وما ذاك؟
قال: قلت له (اي لمعاوية) وقد خلوت به: إنّك قد بلغت سنّاً يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلاً، وبسطت خيراً فإنّك قد كبرت، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم، فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه، وإنّ ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه.
فقال (اي قال معاوية): هيهات هيهات! أيّ ذكر أرجو بقاءه! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: أبو بكر، ثم ملك أخو عدي، واجتهد وشمّر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: عمر.. وإنّ ابن أبي كبشة ليصاح به كلّ يوم خمس مرات: (أشهد أنّ محمداً رسول الله) فأيّ عمل يبقى، وأيّ ذكر يدوم بعد هذا لا أباً لك! لا والله إلاّ دفناً دفناً».
-----------
المسترشد، محمد بن جرير الطبري، ص680.
|
|
|
|
|