عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية ملاك الليل
ملاك الليل
عضو برونزي
رقم العضوية : 4044
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 284
بمعدل : 0.04 يوميا

ملاك الليل غير متصل

 عرض البوم صور ملاك الليل

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ملاك الليل المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-04-2007 الساعة : 05:01 AM


اجل، لقد كان هو السيد حسن نصر الله، الذي قدم ولده بصمةً جليةً لصدقه وإخلاصه للمسيرة التي يقودها، وبَّين للعالم اجمع من هو حزب الله، ومن هم أبناء حزب الله.. أمة كل يتسابق فيها لنيل الشهادة والرضوان..


لم يعد من هادي سوى ثيابه، وكتاب الدعاء الذي يرافقه في رحلة الحياة والجهاد، وخاتمه العزيز الذي كان يلبسه في المهمات الصعبة، وسلسلته الفضية.. وبقي جسده محتجزاً لدى القوات الإسرائيلية فترةً من الزمن، حاول الإسرائيليون خلال التفاوض مع حزب الله لتبادل جثة السيد هادي ببقايا جثة الصهيوني اتيمار ايليا-وهو رقيب في وحدة "شييطت 13" من قوة الكوماندوس الإسرائيلية التي تعتبر من أهم وأقوى الوحدات العسكرية المنظمة، وقد قتل اثر عملية إنزال فاشلة بعد منتصف ليل الخامس من شهر أيلول في عام ألف وتسع مئة وسبع وتسعين، في بلدة أنصارية جنوب لبنان، وكانت تستهدف، حسب اعتراف الداخل الإسرائيلي، أحد مسؤولي حزب الله، وقد أفشلت مجموعات الحراسة الليلية التابعة للمقاومة الإسلامية عميلة الإنزال تلك، فجعلتها كعصف مأكول، وقتل خلالها للإسرائيليين أحد عشر قتيلا.- لكن سماحة السيد اعتبر أن المفاوضات تنتهي عند هذا الحد، وان جثة الصهيوني ستبقى رهينة حتى يتم الإفراج عن أسرى أحياء وجثث الشهداء..


وفي الخامس والعشرين من شهر حزيران من عام 1998م، عادت جثة الشهداء الأبرار، ومن بينهم جثة السيد هادي.



عاد هادي ليرقد في المكان الذي طالما زار الشهداء فيه، وقرأ على أضرحتهم سوراً من القران الكريم عن أرواحهم الطاهرة… عاد ليسكن وردةً بينهم، يفوح منه عطر النبوة…

عطر الحسين والحسن، وعطر الشهادة…

وفي يوم السبت الموافق للسابع والعشرين من شهر حزيران، وبعد احتفال حاشد في ملعب الراية-الصفير، صلى على أجساد الشهداء ، سيد المقاومين وأخو المجاهدين السيد حسن نصر الله.. بعدها حمل الاخوة المجاهدون النعوش على أكتافهم متجهين بهم نحو روضة الشهيدين في الغبيري حيث مثواهم الأخير..


وسَّد السيد حسن رأس ولده في القبر، وأخذه بين ذراعيه مودعا ليحدثه بآخر وصايا الدنيا "…واذكر بُني والداً وأماً واخوةً لك بخير عند مليك مقتدر… وأوصل السلام، أي بني، لكل الشهداء، للشيخ راغب، للسيد عباس، ولا تنس عهداً وبيعةً لصاحب الزمان توصلها إليه من أمةٍ ستبقى تضحي حتى الظهور.. بأمان الله.. يا عمراً ربيته بدمعة وودعته بحرقة وبسمة…".


وأقبلت إليه والدته ترش على مثواه الأخير حفنةً من التراب الندي.. ولتأنس بقبر تحاكي سكونه، وتحس ترابه الذي يضم حبيبً لها، كانت روحه سكنت روحها…


ضج الجميع بالبكاء، غير أن عظمة المشهد تجعل من كل شيء يبدو صامتاً، ولا شيء، لا شيء يمكن أن يكون اعظم من وداع شهيد كتب لنا على جدار الزمن بنجيعه معاني الحياة


رحل هادي تاركاً في القلب دمعة، تحفر على جدران الذكريات كلمات لا تنسى، ومشاهد لا تمحى، فصفحات حياته ستبقى على مسرح الوجود أُمثولة للسائرين نحو الله.. فسلام عليه يوم ولد، ويوم اشتم رائحة والده النبوية، ويوم سار في درب المجاهدين، ويوم عانق جسده الطاهر تراب جبل الرفيع، ويوم يبعث حياً نوره يسعى بين يديه

تحياتي
أختكم:ملاك الليل

توقيع : ملاك الليل


من مواضيع : ملاك الليل 0 أوبريت (( لبيك ياحسين )) عمل ضخم و يضم رواديد كبار :
0 لهفي لها لقد أضيع قدرها
0 طفل رضيع يرفع اصبعه عند سماع الأذان
0 دعاء كميل بصوت الرادود حسين الاكرف
0 أبشركم انخطبت !!!
رد مع اقتباس