|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 38336
|
الإنتساب : Jul 2009
|
المشاركات : 10
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عمارطاهرالتميمي
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 18-05-2010 الساعة : 04:15 PM
شكرا على مروركم الرائع وبارك الله بكم ومأجورين ومثابين جميعا بمصاب مولاتنا الزهراء المهضومة المغصوب حقها
سيدتي أيتها الزهراء... يا أمّ أبيها وأم الحسن والحسين، لقد جئتك متأخراً عن الموعد الأخضر كثيراً كثيراً... إذ كان عليَّ أن أسبق النجوم إلى باب دارك، ألمس النور والرحمة والغفران.كان عليَّ أن أسبق الفجر إلى أعتابك، ألثمها وأمرغ ناصيتي بنورها وترابها، بل كان عليَّ أن أباري الرياح وأسابق الأيام لكي أعطّر يراعي بالأريج الفوّاح من روض الطّهر ودوح الإشراق وأيك النور.ولكن المعاناة لتي نكابدها في هذا الزمن الصّعب الكنود... من استبداد الظالمين الذين يغتالون الحروف ويسرقون الأحلام، ويقتلون الشوق ويفترسون الفرح، أخذت بعنقي، وحالت بيني وبين الإبحار إلى شواطئكِ الكريمة وسواحل جودكِ وكرمك.فعذراً إذا وصلت متأخراً لأنّ الكتابة عنك وإليك رحمة وسلام، فما أحلى الساعات، معك تمضي، وما أسعد الكلمات، عنك تحكي.سيدتي يا ابنة النبوة وأمّ الإمامة، إنّ الكلمة التي كنت تمتلكين زمامها لتقف اليوم خجلى لأنها تسلك مسلكاً وعراً، والبيان الذي كان يقطر منك سحراً ليقرّ اليوم بعجزه وهو يخوض مخاضاً عسيراً ويجشّم نفسه غمراً.فعذرك يا سيدتي إذا قصّر البيان، وعذرك إذا نبأ الكلام، فأنتِ أعظم وأروع وأشرف من البيان ومن الكلمات. وها أنا أعترف بتقصيري، فلقد تأخّرت عن الكتابة عنك عشرين حولاً، إذ كانت فكرة هذا الكتاب المتواضع (اعلموا أني فاطمة) تراود مخيلتي وتدغدغ أحلامي، وتثير فيّ الشوق منذ قرابة عشرين عاماً.وها أنذا جئتك منيباً معترفاً لا أجد مفراً من الاعتراف بالتقصير في حقّكم... يا أهل بيت النبوة والرحمة، وموضوع الرسالة ومختلف الملائكة... فهل تقبلين يا أكرم سيدة وطئت قدمها التراب، كاتباً مبتدئاً يعطّر كلامه باسمك الكريم، ويروض قلمه لكي يخوض في لجج فكرك الحضاري العظيم...ويهدي إليك هذا الكتاب الذي ما أردته بحثاً تقليدياً... وإنما أردته بستاناً فيه ما لذّ وطاب من ثمر يانع متشابه وغير متشابه على وفرة وتنوع، وأردته روضاً فيه ما يلذّ العين ويريح الأنف من شميم فوّاحٍ ومنظر خلاّب. أردته مسرحاً لكلّ فراشة يبهرها النور، ويجذبها الألق، ويغريها البريق، وأردته مرجاً لكلّ نحلة تسعى خلف الرحيق لكي يستحيل في عملها شهداً فيه شفاء للصدور والعقول... بل أردته أيكة تترنّح فوق أفنانها أسراب الطيور وأفواج البلابل وجماعة الشحارير...فيه لأهل البيت (عليهم لسلام) ما يتّصل بهم، مساحة تتّسع لكلّ العقول الظمأى، ولكل النفوس المؤمنة، التوّاقة للعيش في رحاب القرآن الكريم، وفيه لأهل الإيمان والتقوى شذىً يحكي طهر سيرتك المباركة، وعطر يتضوّع حضارة تنير العتمة للسائرين على دروب الإسلام، إنّه فكرك الذي يمتدّ بين الأرض والسماء، وحديث حضارة هي صبغة البناء الإسلامي الشامخ الذي ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير.
إن كلّ كلام الأرض بكلّ اللغات واللهجات... وبكلّ المقاطع والحروف وبكلّ النبرات والقراءات يقف أمامك يا سيدتي ويعترف أنه عاجز عن بلوغ ما يريد ويشتهي، ومتى استطاع الجزء أن يبلغ الكلّ؟! ومتى غدا الحرف جملة مفيدة؟! ومتى كان اليوم دهراً؟! ومتى غدت الحصاة جبلاً والقطرة بحراً؟
كلام رائع منقول أحببت اضافته بهذه المناسبة الأليمة
|
التعديل الأخير تم بواسطة نسايم ; 21-05-2010 الساعة 09:23 PM.
سبب آخر: تكبير الخط
|
|
|
|
|