[المشرف العقائدي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمن عبدالله محمد [ مشاهدة المشاركة ]

بسم الله الر حمن الرحيم اللهم صلي على محمد وال محمد النبي سيشفع يوم القيامه كيف ستكون الشفعه هل ان النبي صلوات الله عليه واله سيخرجنا من نار جهنم بعد تعذيبنا ويدخلنا الجنه وان كان النبي سيشفع لنا ان نخرج من النار ماهو الدليل على ذالك

------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب :

لاشـك ان احـد الاوقات التي تتحقق فيه الشفاعة هو يوم القيامة , وذلك لان الكثير من آيات الشفاعة تـخـتص بذلك اليوم ولكن هل تحصل الشفاعة ايضا في عالم البرزخ او في عالم الدنيا ؟
وهل هناك شفاعة في الاخرة وقبل انتها الحساب ام لا ؟
هناك آرا في ذلك منها :.

للعلامة الطباطبائي بحث مفصل في هذا الصدد , وفي ختامه يستنتج ماياتي :.
ان الـشفاعة تكون في آخر موقف من مواقف يوم القيامة باستيهاب المغفرة بالمنع عن دخول النار , او اخراج بعض من كان داخلا فيها , باتساع الرحمة او ظهورالكرامة .

ويشير في بعض كلماته الى عالم البرزخ وما يدل على حضور النبي (ص) والائمة (ع) عندد الموت وعند مسائلة القبر واعانتهم اياه على الشدائد.

ويضيف : فليس من الشفاعة عند اللّه في شي وانما هو من سبيل التصرفات والحكومة الموهوبة لهم باذن اللّه سبحانه ((تفسير الميزان )) .

والغريب في الامر انه عندما يتحدث عن حقيقة الشفاعة يعطيها من الشمولية بحيث يعتبر اي نوع من تـاثـير الاسباب في عالم التكوين والتشريع مشمولا بالشفاعة , ولكنه لايعتبر هنا مساعدة اوليا اللّه لجماعة من المؤمنين لانقاذهم من مشكلات القبر والبرزخ , مصداقا للشفاعة .

وعـلى اية حال يستشف من مجموع الايات والروايات ان الشفاعة ـ بالمعنى الواسع للكلمة ـ تتحقق فـي العوالم الثلاث (الدنيا والبرزخ والاخرة ) رغم ان الموضع الاصل لها والاثر المهم هو في يوم القيامة لغرض النجاة من عذاب النار.

جا في الاية (64) من سورة النسا :
(ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه توابا رحيما).
وهل ان استغفار الرسول (ص) للمؤمنين المذنبين يعني شيئا سوى الشفاعة ؟
وجاء نفس هذا المعنى في موضع آخر من القرآن الكريم في قصة يعقوب وابنائه اذ طلبوا من ابيهم ان يستغفر لهم ربهم (يوسف ـ97).

وحصل في هذه الدنيا الكثير من ذلك حيث نجا اشخاص او اقوام من عذاب الدنيا بسبب شفاعة الانبيا واوليا اللّه , ولم يكن ذلك الا شفاعة .

ولـديـنـا روايات كثيرة ايضا تفيد ان اعمال الانسان الصالحة كالصلاة والصوم والولاية وامثالها او حـضـور اولـيا اللّه تكون سببا في تخفيف عقوبات وآلام الشخص في عالم البرزخ كما يؤدي دفن انسان صالح لديه حسنات كثيرة في مقبرة ما الى تخفيف ذنوب من دفن فيه.
وهذه كلها اشارات الى وجود الشفاعة في عالم البرزخ . وحتى ان صلاة الميت وماتتضمنه من الاستغفار له لاتخلو من التاثير ,وهي نوع من الشفاعة ايضا.
وعـلى هذا فليست الشفاعة محدودة في عالم خاص , بل تضم العوالم الثلاثة الا ان المكان الاصل لها هو القيامة والوقوف على مشارف العذاب الالهي .

قـد يـقال ان روايات عديدة وردت عن الائمة المعصومين (ع) تؤكدخوفهم على شيعتهم من عذاب البرزخ كما نقل عن الامام الصادق (ع) قوله :
((واللّه مااخاف عليكم الا البرزخ , فاذا صار الامر الينا فنحن اولى بكم )) (( بحار الانوار : المجلد 6 , الصفحة 214 , الحديث )) .

ونـقـرا عنه (ع) حديثا آخر يتضمن وعدا منه بالشفاعة للمؤمنين المخطئين يقول فيه :
((ولكني واللّه اتـخوف عليكم من البرزخ )) يقول الراوي : فقلت له : مالبرزخ قال : القبر منذ حين موته الى يوم القيامة )) ((بحار الانوار : المجلد 6 , الصفحة 267 الحديث 116)) .

ولكن يحتمل ان تخص هذه الروايات مرحلة معينة من البرزخ , او ان لهابعدا استثنائيا ومحدودا قد يتحقق في ظل مجاورة احد اوليا اللّه وهي غير شاملة لجميع من يستحقون الشفاعة .


أنتهى الجواب فيه .

(( الجواب مقتبس نصاً من:
" نفحات القرآن " الجزء السادس - للشيخ ناصر مكارم الشيرازي )) .

هذا والله تعالى أعلم
والسلام عليكم
--------------------------------------