[عبود مزهر الكرخي]

الأخت الفاضلة بنت الهدى أشكر إطلالتك على الموضوع التي افتقدتها منذ مدة وأشيد ببديهتك وفطنتك في التعليق على الموضوع.
أما ردك حول عبارتي في الرجال الثلاثة التي ذكرتهم فعن قلب الملك فيصل الأول كان يتسع لكل الشعب العراقي وهو الذي أرسى دعائم الدولة العراقية الحديثة وفي عهده تم دخول العراق إلى عصبة المم المتحدة وهو كان دوماً في مصلحة الشعب العراقي بحيث كان يؤلب قوى المعارضة على التظاهر والمطالبة بالحقوق ومن وراء المندوب السامي وهذا ما حدث في معاهدة الانتداب لعام(1930) والتي طالب المعارضة بتحقيق المطالب الشعبية ولايتم التوقيع لا بتحقيق المطالب وكان يجتمع بالمعارضة سراً ويوجه بهذا الأمر للتنديد بالمستعمر وبريطانيا في سبيل تحقيق أكبر قدر ممكن من المطالب وحتى الشعراء كان يوصيهم بمهاجمة بريطانيا في أشعارهم ومن من ضمنهم جدي الشاعر الشعبي عبود الكرخي لكي ترضخ بريطانيا للمطالب العراقية وكان يحب شعبه وأمته العراق مما أدى حتى بالمندوب السامي (يونغ)برفع مذكرة يطالب بخلع الملك لسياسته ضد بريطانيا.

ووطنية عبد الكريم قاسم معروفة من الجميع وخير مثال حب الفقراء له وكان شيوخنا وعجائزنا وحتى بعد استشهاده يقولون بأنه قاسم حي ولم يستشهد وشوهد في منطقة كذا وما مدينة الصدر والشعلة وغيرها التي وزعها على الفقراء خير دليل على ذلك وقانون الإصلاح الزراعي الذي أنهى سلطة الإقطاع المقيتة وقانون (80) للنفط الذي انهي دور شركة نفط العراق الاحتكارية وكثيراً من القوانين كانت كلها في صالح الطبقات المحرومة وكثيراً ما كان يتجول في بغداد متنكراً وبدون أي حماية للاطلاع على أوضاع الشعب وما قصة تصغير صورته وتكبير الخبزة إلا خير دليل على ذلك وأنت تعرفينها بالتأكيد فهل فعل سياسيونا ذلك أم هم محتمين في المنطقة الخضراء وسياراتهم المصفحة وحماياتهم بحيث لا يعرفون حتى الطرق إلى المناطق التي تنتخبتهم.

وحنكة نوري السعيد معروفة فهو وهذا باعتراف الجميع بفضله حمى الموصل وكركوك من المطامع التركية وأبقاءها مع العراق بعد عن اشترط على الأنكليز التعهد ببقاء المدينتين مع العراق في حالة توقيع معاهدة الأنتداب لعام(1930) وبجهوده الدبلوماسية تم دخول العراق إلى عصبة الأمم المتحدة في عام(1932)والتي كانت مصر لم تدخلها في ذلك الوقت والتي جاءت إلى نوري باشا لطلب النصيحة والمشورة في دخول عصبة الأمم وكثير من الأمور التي خدم بها العراق والذي يقول (أني أعطي شيء للبريطانيين بيدي اليمنى وأخذ المقابل بيدي اليسرى ما في مصلحة العراق) وهذا هو مات وحتى البيت الذي يملكه قرب وزراة الدفاع كان في الأخير ملك الدولة فأي نزاهة تمتلك هذه الشخصية وكثيراً ماروى أجدادنا عن التصاقه وحبه للشعب ولبغداد بحكم ولادته بها ويعرف أكثر الشخصيات البغدادية وشعرائها وكان كثيراً ما كان يتسوق من سوق حنون في شارع الكفاح ويسأل الناس عن أوضاعهم وأحوالهم وكان يشكون له كل شيء وبدون تحرج واروي لك ذلك لأن جدي وابي كانوا على اطلاع على ذلك ويروون هذه القصص وحتى كان جدي الشاعر كثيراً ما كان يهجوه في قصائده ولكن كان يشيد بوطنيته وحبه للعراق.

واخيراً أقول هذا القول و يشهد به العدو قبل الصديق عن هؤلاء الشخصيات( رحمها الله)فهل توفرت هذه الخصال التي ذكرت النزر القليل منها قي قادتنا السياسيين الذين يقودون وهذا ما تؤشره كل المعطيات إلى الهاوية هذا ما لانتمناه ولا نريده بتصرفاتهم والتي لاتدل على أنهم رجال حكم وسياسة وذو خبرة.

وأخيراً تقبلي مروري وردي وأتساع صدرك لقراءته وأشكرك على مرورك وردك على الموضوع.