عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية ام هاني
ام هاني
شيعي حسيني
رقم العضوية : 40327
الإنتساب : Aug 2009
المشاركات : 11,355
بمعدل : 1.99 يوميا

ام هاني غير متصل

 عرض البوم صور ام هاني

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : حسن البحراني المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-07-2010 الساعة : 02:15 PM



أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟
الخليفة عمر يمنع رواية سنة الرسول
في أول اجتماع سياسي عام لأبي بكر الخليفة الأول أمر المسلمين " بأن لا يحدثوا شيئا عن رسول الله " ( 1 ) وكلام الخليفة الأول من الوضوح بحيث أنه لا يحتاج إلى تأويل فهو يمنع علنا رواية سنة الرسول ، وفي الوقت نفسه الذي منع فيه الخليفة الأول رواية سنة الرسول منع ضمنا كتابة سنة الرسول حيث أحرق الأحاديث التي سمعها بنفسه من رسول الله وكتبها بخط يده ( 2 ) وتلك رسالة واضحة إلى المسلمين مفادها " لا ترووا سنة الرسول ولا تكتبوها ! ! ! " .
لم تكن هذه سياسة الخليفة الأول فحسب بل كانت سياسة ولي عهده وشريكه في أمره عمر بن الخطاب ، ومن يتتبع سيرة عمر ، وما ذكرناه في الفصول السابقة ، لا يشك إطلاقا بأن عم هو الذي زرع في ذهن الخليفة فكرتي ، منع رواية السنة ، وإحراق الأحاديث التي كتبها ! ! لأن عمر بن الخطاب هو أول مخترع لشعار " حسبنا كتاب الله " ! ! ! وهو الشعار الذي برر به أبو بكر ما فعل ! ! !
( 1 ) تذكرة الحافظ للذهبي ج 1 ص 2 - 3 ، والأنوار الكاشفة ص 53 ، وتدوين السنة الشريفة للجلالي ص 423 .
( 2 ) تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 5 ، وكنز العمال ج 10 ص 85 ، والاعتصام بحبل الله المتين ج 1 ص 30 ، وتدوين السنة الشريفة ص 264 . ( * )

ولما آلت الأمور إلى عمر بن الخطاب ، وتولى الخلافة خالف صاحبه شكلا واتفق معه بالمضمون ! ! ! ووسع إطار المنع والإحراق ، وجعلهما سياسة علنية عامة لدولته ! ! ! فأبو بكر منع رواية سنة الرسول أولا ، ثم أحرق سنة الرسول المكتوبة عنده ، أما عمر فقد جمع سنة الرسول المكتوبة عند الناس والكتب المحفوظة لديها فأحرقها أولا " ( 1 ) .
ثم عمم على كافة الأمصار الخاضعة لحكمه " إن من كان عنده شئ من سنة الرسول فليمحه " ( 2 ) كما فصلنا ذلك من قبل ! ! ولما تصور الخليفة عمر بن الخطاب أنه قد أحرق سنة الرسول المكتوبة عند المسلمين ، والكتب المحفوظة لديهم ، تفرغ لمنع رواية سنة الرسول وقد اتخذ هذا المنع أشكالا متعددة ، وبالرغم من تعدد الأشكال فإنها تخدم غاية واحدة لا تخفى حتى على عامة الناس وجهلتهم وهي رغبة الخليفة بأن يجتث سنة الرسول من الوجود ، وأن لا يبقى منها إلا تلك التي لا تتعارض مع توجيهات الدولة ووجودها وسياستها ، أو التي تخدم مصالح الدولة كما سنرى ! !
ولأن الخليفة هو الرئيس العام للمجتمع الإسلامي ، وهو الخليفة الواقعي لرسول الله ، كان لا بد له من ذريعة أو شعار مقنع للناس ليبرر هجومه الضاري على سنة الرسول وليبعد عن نفسه ظنون الناس وتقولاتهم ، فأوجد شعار " حسبنا كتاب الله ، ولا كتاب مع كتاب الله ! ! " وهو أول من أوجد هذا الشعار ! ! فعمر يريد القرآن ، والقرآن وحده ، ولا شئ سواه ، ولا شئ معه ، ولا يريد عمر أن يشغل المسلمين عن القرآن شاغل فالقرآن هو كتاب الله النافذ الأوحد ، وقانون المجتمع فلا كتاب معه ، ولا قانون سواه ! !
( 1 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 140 .


( 2 ) كنز العمال ج 10 ص 291 . ( * )

وسنرى أن تلك شعارات للتبرير ولكن لا يمكن تطبيقها ، ولم يكن الخليفة جادا بتطبيقها ! !
أشكال منع الخليفة عمر لرواية سنة الرسول
النهي عن رواية الحديث :
1 - روي عن قرظة بن كعب أنه قال : " لما سيرنا عمر إلى العراق مشى معنا إلى حرار ، ثم قال : أتدرون لما شيعتكم ؟ قلنا : أردت أن تشيعنا وتكرمنا فقال عمر : إن مع ذلك لحاجة ، إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث عن رسول الله وأنا شريككم ، قال قرظة فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله " ( 1 ) .
وفي رواية أخرى ، فلما قدم قرظة بن كعب قالوا : " حدثنا فقال قرظة : نهانا عمر " ( 2 ) .
فقرظة قد فهم بأن عمر ينهى عن الحديث عن رسول الله بدليل قوله : " فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله " .
2 - قال عبد الرحمن بن عوف : " ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق ، عبد الله بن حذيفة ، وأبو الدرداء ، وأبو ذر وعقبة بن عامر فقار : ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق ؟ فقالوا تنهانا ! ! قال : لا ، أقيموا عندي ، لا والله لا تفارقوني ما عشت ، فنحن أعلم نأخذ منكم ، ونرد عليكم " ( 3 ) .
( 1 ) أخرجها ابن عبد البر بثلاثة أسانيد في جامع بيان العلم باب ذكر من ذم الإكثار من الحديث ج 2 ص 147 ، وتذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 4 - 5 ، والطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 7 ، وسنن الدارمي ج 1 ص 73 ، وسنن ابن ماجة ج 1 ص 73 ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج 1 ص 110 ، ومعالم المدرستين ج 2 ص 45 ، وتدوين السنة الشريفة ص 431 .
( 2 ) المصدر السابق .
( 3 ) الحديث رقم 4865 من الكنز الطبعة الأولى ج 5 ص 239 ومنتخبه ج 4 ص 61 . ( * )

3 - ووصى عمر أبا موسى الأشعري عندما بعثه إلى العراق بمثل ما وصى به قرظة بن كعب ( 1 ) .
4 - خطب عمر بن الخطاب فقال : " . . . من قام منكم فليقم بكتاب الله ، وإلا فليجلس فإنكم قد حدثتم الناس ، حتى قيل قال فلان وقال فلان ، وترك كتاب الله " ( 2 ) .
5 - قال الشعبي : " جالست ابن عمر سنة فما سمعته يحدث عن رسول الله شيئا " ( 3 ) .
6 - قال سعيد بن المسيب : " كتب إلى أهل الكوفة مسائل ألقى فيها ابن عمر ، فلقيته فسألته من الكتاب ، ولو علم أن معي كتابا لكانت الفيصل بيني وبينه " وهذا يعني أن عبد الله بن عمر ملتزم التزاما تاما بنهي أبيه عن سنة رسول الله ! ! ويجدر بالذكر أيضا أن حفصة بنت عمر كانت تعارض التدوين ، وكأن معارضة كتابة ورواية سنة رسول الله خلق في آل عمر ! ! ( 4 ) .
التهديد والضرب :
1 - قال عمر بن الخطاب لأبي هريرة : " لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس " ( 5 ) وقال له أيضا : " لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض الفيح يعني أرض قومه " ( 6 ) .
( 1 ) المستدرك للحاكم ج 1 ص 125 ، والبداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 ، وتدوين السنة الشريفة ص 433 .
( 2 ) أخبار المدينة ج 3 ص 800 .
( 3 ) الحديث والمحدثون ص 68 ، وتدوين السنة الشريفة ص 471 .
( 4 ) تدوين السنة الشريفة ص 471 .
( 5 ) المحدث الفاضل ص 554 رقم 746 ، والبداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 160 ، وتدوين السنة الشريفة ص 431 .
( 6 ) أخبار المدينة المنورة لابن شيبة ج 3 ص 800 . ( * )

2 - يبدو أن أبا موسى قد روى حديثا ، فسمعه عمر بن الخطاب ، أو سمع به عمر بن الخطاب فقال لأبي موسى : " والله لتقيمن عليه البينة " ، وفي لفظ مسلم " أقم عليه البينة وإلا أو جعلتك " ( 1 ) .
3 - ويبدو أيضا أن عمر بن الخطاب قد سمع بأن أبي بن كعب قد روى حديثا عن رسول الله فأخذ عمر بمجامع أبي بن كعب وقال له : " لتخرجن مما قلت ! ! ! أي يجب أن تتنصل من رواية هذا الحديث ! ! وقاد أبي إلى المسجد ، فأوقفه على حلقة من أصحاب الرسول ، منهم أبو ذر ، فقال أبو ذر : أنا سمعته أيضا من رسول الله ، فأرسله " ( 2 ) وفي رواية أنه قال لأبي : " لتأتيني على ما تقول ببينة " ( 3 ) .
4 - ضرب عمر أبا هريرة بالدرة وقال له : " قد أكثرت من الرواية ، وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله " ( 4 ) .
5 - قال أبو هريرة : " ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله حتى قبض عمر " ( 5 ) وكان أبو هريرة يقول : " لو كان عمر حيا لما سمح له برواية حديث رسول الله ولضربه بالدرة " ( 6 ) .
6 - قال أبو هريرة : " لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر لضربني بالدرة " ( 7 ) .
7 - قال أبو سلمة : " سألت أبا هريرة أكنت تحدث في زمن عمر
( 1 ) صحيح مسلم ج 3 ص 1694 ، وموطأ مالك ج 2 ص 964 بلفظ آخر والرسالة للشافعي ص 43 .
( 2 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 4 ف 1 ص 13 - 14 .
( 3 ) تذكرة الحفاظ ج 1 ص 8 .
( 4 ) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 67 ، 68 .
( 5 ) البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 .
( 6 ) تذكرة الحفاظ ج 1 ص 7 ، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 2 ص 121 .
( 7 ) جامع بيان العلم لابن عبد البر ج 2 ص 121 . ( * )

هكذا ؟ قال أبو هريرة لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمحففته " ( 1 ) .
8 - وقال : " ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله حتى قبض عمر " ( 2 ) .
9 - قال الأحنف بن قيس : " أتيت الشام ، فجمعت فإذا رجل لا ينتهي إلى سارية إلا فر أهلها منه ، يصلي ويخفف صلاته ، قال فجلست إليه ، فقلت يا عبد الله من أنت ؟ قال : أنا أبو ذر ، فقال لي : من أنت ، قال : قلت الأحنف بن قيس ، قال : قم لا أعدك بشر ، فقلت له : كيف تعدني بشر ، قال : إن هذا - يعني معاوية - نادى مناديه ألا يجالسني أحد " ( 3 ) هذا أبو ذر الذي وصفه الرسول بأنه أصدق الناس لهجة ، وخير من أقلت الغبراء وأظلت السماء ! ! وهذا ما يتعرض له من والي عمر على بلاد الشام بسبب إصراره على رواية سنة الرسول ! ! !
10 - قال ابن الأثير : " كان الحجاج بن يوسف الثقفي قد ختم في يد جابر وفي عنق سهل بن سعد الساعدي وأنس بن مالك يريد إذ لا لهم ، وأن يتجنبهم ولا يسمعوا منهم " ( 4 ) .
( 1 ) تذكرة الحفاظ ج 1 ص 7 .
( 2 ) البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 ، وتدوين السنة الشريفة ص 486 - 487 .
( 3 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 4 ص 168 .
( 4 ) أسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 472 الطبعة الحديثة ترجمة سهل ، وتدوين السنة ص 478 . ( * )




توقيع : ام هاني
جَامَل زَمَانَك لَو زَمَانَك تَحَدَّاك
وَاصْبِر عَلَى مَر الْلَّيَالِي وَكَدَّرَهَا
لَا تَشْكِي للْناس عَن كُل مَاجَاك .
وَسَرَّك حَذَارِي لَا يَعْرِفُه بَشَّرَهَا
من مواضيع : ام هاني 0 شاركونا
0 شاركونا
0 اهلا وسهلا ومرحبا
0 مواقف لا تنسى
0 ارجو منكم براءة الذمه
رد مع اقتباس