[الشيخ الهاد]

عن عثمان بن عفّان قال : قال النبيّ 9 : «يلحد رجل في الحرم عليه نصف عذاب أهل الدنيا»([1]) .
وقد خرّجه الإمام الهيثمي من عدّة طرق فقال : وعن عبدالله بن عمرو قال : اشهد بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «يحلّها ويحلّ به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها» . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .
أقول : هو صحيح على شرط الشيخين ، البخاري ومسلم .
وقال (=الهيثمي) : عن عبدالله بن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يلحد رجل بمكّة يقال له عبدالله عليه نصف عذاب العالم» . رواه البزار وفيه محمد بن كثير الصغاني ، وثقه صالح بن محمد وابن سعد وابن حبان وضعفه أحمد .
وقال (=الهيثمي) : عن سعيد بن عمرو قال : أتى عبدالله بن عمرو عبدالله بن الزبير وهو جالس في الحجّ فقال : يا ابن الزبير ، إيّاك والإلحاد في حرم الله فإنّي أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «يحلّها ويحلّ به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها » قال : فانظر أن لا تكون هو!!. قال ابن الزبير : فإنّي أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهداً . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .
وخرّج الهيثمي من طريق آخر فقال : عن سعيد بن عمرو قال : أتى عبدالله بن عمرو رحمه الله ابن الزبير رحمه الله فقال : يا ابن الزبير إيّاك والإلحاد في حرم الله تبارك وتعالى فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إنّه سيلحد فيه رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت» قال : انظر لا تكونه . رواه أحمد ورجاله ثقات([2]).
أقول : وقد اعترف بصحّة أغلب طرقه ، قاطبة علماء أهل السنّة ، فلا حاجة للبحث في أسانيده ؛ ومعنى الإلحاد في الحرم ، استحلال تجريد السيف فيه للقتال . وهو أصل يثبت وقوع مقدار هذا العقاب لمن ينتهك حرمات الله تعالى الكبرى ؛ كالحرم ، وهناك أصول أخرى تركناها .

منقول
عن كتاب : الرسول المصطفى والشعائر الحسينية : ص : 205 – 206 .
تأليف الشيخ : باسم الحلّي .
الطبعة الأولى ، بيروت - دار الأثر . سنة 2010 م


([1]) مسند أحمد 1 : 67 .

([2]) مجمع الزوائد (الهيثمي) 3 : 284 ، مسند أحمد 2 : 196 ، 219.