عرض مشاركة واحدة

خادم الأميرة
عضو فضي
رقم العضوية : 48825
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 1,822
بمعدل : 0.33 يوميا

خادم الأميرة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الأميرة

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي المعروف أنّ عليّاً فقير فكيف يتصدّق ؟
قديم بتاريخ : 11-08-2010 الساعة : 08:32 PM


المعروف أنّ عليّاً فقير فكيف يتصدّق ؟


الشبهة :

إنّ علياً كان فقيراً فكيف يتصدّق بالخاتم إيتاءً للزكاة ؟

الجواب :

ما أكثر المدّعيات التي تُرفع من دون أي دليل ولا برهان يدعمها ، ومن أغرب المدّعيات التي تُثار للتشكيك في صحّة نزول آية الولاية في الإمام علي (عليه السلام) هذا الإشكال الآنف الذكر ، إلا أنّنا توخّياً لدرء مثل هذه التشكيكات التي تطرأ على بعض الأذهان نقول:

أوّلاً : إنّ لفظ الزكاة لغةً شامل لكل إنفاق لوجه الله تعالى ، ونلمس هذا المعنى في عدّة من الآيات المباركة ، وكقوله تعالى: ( وَأَوْصَانِي بِالصّلاَةِ وَالزّكَاةِ مَادُمْتُ حَيّاً )[1] ، وكذا ما قاله القرآن بحق إبراهيم وإسحاق ويعقوب (عليهم السلام) : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزّكَاةِ )[2] ، وغيرها من الآيات التي تشاركها في المضمون ، ومن المعلوم أنّه ليس في شرائعهم (عليهم السلام) الزكاة المالية المصطلحة في الإسلام .

ومن هنا فقد استعمل القرآن لفظ الزكاة في الآية الشريفة بمعناها اللغوي الشامل لكل إنفاق لوجه الله تعالى أي الزكاة المستحبّة ( زكاة تطوّع ) ؛ ولذا نرى أنّ الجصاص ـ في أحكام القرآن ـ فهم أنّ المراد بالزكاة في الآية ، هي زكاة التطوّع ، حيث قال : ( قوله تعالى :
( وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ



وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، يدلّ على أنّ صدقة التطوّع تسمّى زكاة ؛ لأنّ عليّاً تصدّق بخاتمه تطوّعاً ، وهو نظير قوله تعالى : ( وَما آتَيْتُم مِن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ )[3].

ثانياً : لو فرضنا أنّ المراد من الزكاة في الآية هي الزكاة الواجبة ، فليس من الغريب أن يمتلك الإمام علي (عليه السلام) أوّل نصاب من مال الزكاة وهو مقدار (200 درهم) ، ومَن ملك ذلك لا يعدّ غنيّاً ، ولا يُطلق عليه اسم الغني شرعاً .

ثالثاً : بعد أن ثبت نزول الآية في الإمام علي (عليه السلام) بإجماع الأمة واتفاق المفسّرين والمحدّثين ، ولم ينكر أحد على الإمام علي (عليه السلام) تصدّقه بالخاتم ، وإنّما الكل فهم المزيّة والكرامة له (عليه السلام) لا يبقى أي مجال للإنكار والتشكيك .

ومن هنا نلاحظ أنّ الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) بادر المباركة للإمام علي (عليه السلام) عقيب نزول الآية الكريمة ، وقام الشعراء بإنشاء القصائد الطافحة بالمديح والثناء على الإمام علي (عليه السلام) ، كل ذلك نتيجة طبيعية للمناخ الذي أشاعته الآية في أوساط المسلمين ، من إثبات الولاية للإمام علي (عليه السلام) ، فإذا ثبت نزول الآية في الإمام علي (عليه السلام) بالدلائل والبيّنات القاطعة لا معنى للاستنكار والتشكيك ، خصوصاً وأنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حمد الله على هذه النعمة التي اتمّها لعلي (عليه السلام) ، وبارك الصحابة بأقوالهم وأشعارهم للإمام علي (عليه السلام) تلك المنقبة .






الخلاصة


1 – إنّ لفظ الزكاة شامل لكلّ إنفاق لوجه الله تعالى واستعملها القرآن بذلك .

2 ـ لو سلّمنا أنّ لفظ الزكاة في الآية استعمل في الزكاة الواجبة التي هي أقلّ نصابها 200
درهم ، فإنّ مَن يملك هذا المبلغ لا يُعدّ غنيّاً شرعاً .

3 – قام الإجماع على نزول آية الولاية في حق الإمام علي (عليه السلام) ، ولم ينكر أحد آنذاك ما استنكره صاحب الشبهة ، بل أنشد الشعر والمديح والثناء على الإمام علي (عليه السلام) ، مع مباركة الصحابة .

[1] مريم : 31 .

[2] الأنبياء : 73 .

[3] أحكام القرآن ، الجصاص : ج 2 ص 558 .

من مواضيع : خادم الأميرة 0 طلب مهم ان امكن
0 طلب
0 طلب كتاب سلو عليا
0 زفاف القاسم.في كربلاء المقدسة محرم 1435هـ
0 الاستعدادات لشهر محرم الحرام في مدينة كربلاء المقدسة 1435هـ المرحلة الثالثة والاخيرة
رد مع اقتباس