|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,445
|
بمعدل : 1.59 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 22-10-2010 الساعة : 05:21 PM
قلت: وأنا مندهشة لم أسمع بهذا من قبل، فهل يمكن أن تنقلب الأمة حتى على بنت رسول الله (ص)، ولكن يا خالي إذا تجاوزت هذه الحادثة مع أنه مما لا يمكن تجاوزه، وإنما لفتح الباب أمام الحوار وسلمتُ بما حدث، فأنه لا يتجاوز أن يكون موقفاً مخالفاً لموقف الصحابة الذين اجتمعوا في السقيفة وارتأوا الشورى حلاً، وهذا ليس كافٍ لسلب صحة الشورى، وأهل السنة على هذا الرأي.
أحداث السقيفة
خالي: أن الكلام كان عن الإجماع وما ذكرته لك كافٍ لإبطاله، هذا أولاً، وثانياً أن الشورى بما هي شورى ليست حجة وغير ملزمة، كما اثبتنا ذلك في أول الكلام، وثالثاً: أن الشورى لم تكن موجودة على المستوى العملي، فأن مجريات الأحداث لا توحي بوجود شورى. وإليك ما جاء في السقيفة من رواية عمر بن الخطاب قال: إنه كان من خبرنا حين توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أن الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، فقلتُ لأبي بكر: أنطلق بنا إلى إخواننا الأنصار. فانطلقنا حتى أتيناهم، فإذا رجل مزّمل فقالوا هذا سعد بن عبادة يوعك.
فلما جلسنا قليلاً تشهد خطيبهم فأثني على الله ثم قال: أما بعد، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وانتم معشر المهاجرين رهط.
فأراد عمر أن يتكلم عندما سمع خطيب سعد بن عبادة لكن أبو بكر منعه، فتكلم هو، يقول عمر: والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل، حيث </span>الصفحة 50 قال: ما ذكرتم فيكم من خير فانتم له أهل ولن يصرف عنكم هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أي عمر وأبوعبيدة، فبايعوا إيهما شئتم.
وأخذ أبو بكر بيد عمر وبيد أبو عُبيدة.
فقال قائلٌ من الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعُذيقها المرجب.. منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش.
فكثر اللغط وارتفعت الأصوات.
فخاف عمر من الاختلاف، فقال لأبي بكر: أبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعته الأنصار وهذا مختصر ما جرى في السقيفة(6).
علي مع الحق والحق مع علي
والأمر الأهم من ذلك، أن علياً (ع) لم يكن طرفاً في قبالة أهل الشورى كما زعمتِ، لان علياً (ع) ركن الحق والحقيقة والحق يدور معه حيثما دار.
قلت: ولماذا؟.. الحق يدور مع علي حيثما دار، هذا الكلام في غاية التهافت، ولا يمكن أن يقبله جاهل فضلاً عن عالم، كيف
____________
6 - وللتفصيل أرجعي إلى كتب التاريخ مثل الطبري في ذكره حوادث بعد الرسول، وابن الأثير ج2ص125 وتاريخ الخلفاء لابن قتيبه ج1ص5 وسيرة بن هشام ج4ص336 وغيرها مثل الطبقات وكنز العمال والعقد الفريد وتاريخ الذهبي واليعقوبي والموفقيات للزبير بن بكار وكتاب السقيفة لأبي بكر الجوهري وشرح النهج.
الصفحة 51 يدور الحق مدار إنسان، فإذا قُبل هذا الكلام يمكن أن يقبل للرسل الذين عصمهم الله، أما في غيرهم فمخالف للشرع، كما قال رسول الله (كل أبن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابين) وهذا من المسلمات العقلية قبل الشرعية، فأن العقلاء يجوزون الخطأ حتى على الرجال الذين بلغوا مستوى من الكمال البشري.
خالي: أولاً: يا عزيزتي أن هذا الكلام ليس متهافت كما تفضلت، لان العقل لا يمانع أن يكون الحق يدور مدار إنسان، بل حتى الإمكان العلمي والعملي لا يخالف ذلك، أما على المستوى العقلي، فأن العقل لا يحكم باستحالة شيء إلا إذا رجع لمبدأ التناقض وهذه منتفية بالضرورة، وأما على المستوى العلمي فالعلم يقول أن في الإنسان قوة عقلية تدله للصواب وغرائز وشهوات تجره للخطأ، فإذا غلّب الإنسان قوته العقلية لا يمكن أن يرتكب الخطأ، وأما من الناحية العملية يكفيك الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين، فليس في الأمر تهافت.
وثانياً: أن هذا الكلام لا يخالف الشرع كما تفضلتِ، قال تعالى:{ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}فأن الله يحاسب الإنسان على مثقال ذرة (وهي أصغر ما يمكن أن يعبر بها) من الشر، فإذا كان الإنسان ليس قادراً على أن لا يرتكب مثقال ذرة فلماذا يحاسبه الله، قال تعالى {لا يكلف الله نفساً ألا وسعها} فمعنى ذلك أن عدم ارتكاب الذرة من الخطأ هي من سعة الإنسان واستطاعته، وهذا دليل على أن كل إنسان يمكن أن يكون معصوماً، وإذا سلمت بذلك كما هو واضح، فهل يا ترى لم يتحقق ذلك أبداً في طول التاريخ الإسلامي؟ وهو بالتأكيد تحقق لأن الله لم يضع هذا الأمر عبثاً، وإنما واقعاً،
|
|
|
|
|