عرض مشاركة واحدة

محب الائمة للموت
عضو نشط
رقم العضوية : 54647
الإنتساب : Aug 2010
المشاركات : 154
بمعدل : 0.03 يوميا

محب الائمة للموت غير متصل

 عرض البوم صور محب الائمة للموت

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : محب الائمة للموت المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-12-2010 الساعة : 04:24 PM


ملحمة الطف



معسكر ابن سعد
في اليوم الثالث من محرم قدم عمر ابن سعد بن أبي وقّاص من الكوفة في أربعة الاف فارس فنـزل نينوى، وهناك انضم إليه الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس فصار في خمسة الاف فارس.
وقد بعث عمر بن سعد إلى الإمام الحسين عليه السلام عزرة ابن قيس الأحمسي ليسأله عمّا يريد، فاستحيا منه أن يأتيه لأنه ممن كتب للإمام عليه السلام، فعرض ابن سعد ذلك على الرؤساء الذين كاتبوه فكلهم أبى وكرهه، فعرض كثير بن عبد الله الشعبي أن يذهب إليه وإن شاء يقتله.
ورأى عمر ابن سعد أن يكتب لعبيد الله بن زياد كتاباً يُبين له الأوضاع السائدة، وكان فيه على رواية الطبري: " بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإني حيث نزلتُ بالحسين بعثت إليه رسولي فسألته عمّا أقدمه، وماذا يطلب ويسأل؟ فقال: كتب إلي أهل هذه البلاد، واتتني رسلهم، فسألوني القدوم ففعلت، فأما إذا كرهوني فبدا لهم ما أتتني به رسلهم فإني منصرف عنهم "
فلما وصل كتاب عمر إلى ابن زياد قال:
الان إذ علقت مخالبنا به‏***يرجو النجاة ولات حين مناص‏
وكتب إلى ابن سعد: "بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت، فاعرض على الحسين أن يبايع ليزيد بن معاوية هو وجميع أصحابه فإذا فعل ذلك رأَينا رأينا والسلام"..
وسرعان ما أرسل ابن سعد رسوله إلى الإمام عليه السلام ليأخذ منه البيعة، فكان جواب الإمام عليه السلام:
" لا أجيب ابن زياد إلى ذلك أبداً، فهل هو إلا الموت، مرحباً به "
عندما عرف ابن زياد برد الإمام عليه السلام جمع الناس في مسجد الكوفة، وأخبرهم أن يزيد بن معاوية قد أرسل له أربعة آلاف دينار ومائتي ألف درهم ليفرقها عليهم إذا خرجوا لقتال الإمام‏ عليه السلام.
وبقي ابن زياد يرسل الجنود حتى بلغ عددهم ثلاثون ألفاً ما بين فارس وراجل. وخرج هو غاضباً بجميع أصحابه إلى النخيلة وهو موضع قرب الكوفة.
والتأمت العساكر إلى عمر بن سعد لستٍ مضين من المحرّم.

عمر بن سعد
كان عبيد الله بن زياد قد عهد ملك الري إلى عمر بن سعد على أن يقتل الحسين عليه السلام أولاً ثم ينسحب لعمله، وقد حار عمر بن سعد في أمره، وأخذ يستشير نصحائه فلم يكن يستشير أحداً إلا نهاه، ولكن عبيد الله هدده بسحب ملك الري منه فأبى ابن سعد ذلك وفضل الخروج لقتال الإمام عليه السلام، ولكن ابن سعد لم ينل من ابن زياد ما وعده إياه، على الرغم من قيامه بتنفيذ أوامره، فقد خرج ابن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى أهله وهو يقول في طريقه: "ما رجع أحد بمثل ما رجعت، أطعتُ الفاسق ابن زياد الظالم ابن الظالم، وعصيت الحاكم العادل، وقطعتُ القرابة الشريفة". وهجره الناس، وكلما مر على ملأ من الناس أعرضوا عنه، وكلما دخل المسجد خرج الناس منه، وكل من رآه قد سبه. فلزم بيته إلى أن قتل.

الرسالة الأخيرة للإمام الحسين عليه السلام
كانت آخر رسائل الإمام الحسين عليه السلام من أرض كربلاء إلى أخيه محمد بن الحنفية من أقصر الرسائل التي حوت أرقى المضامين وأبلغها:
"بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي ومن قبله من بني هاشم: أما بعد، فكأن الدنيا لم تكن. وكأن الآخرة لم تزل. والسلام".
لقد بيّن الإمام الحسين عليه السلام في رسالته هذه أرقى معنى للموت، وهو إذا كانت حقيقة الدنيا أن ختامها الموت، وكان لا بدّ من فراقها، فليكن الختام أفضل الختام، ولتكن النهاية أشرف نهاية، وبهذه الرسالة يكون الإمام عليه السلام قد أتم وأكمل رسالته لمحمد بن الحنفية والتي أرسلها من مكة وهي:
"من لحق بي استشهد....".

خطبة الإمام عليه السلام الأولى في أصحابه
لمّا أيقن الإمام الحسين عليه السلام أن القوم قاتليه، جمع أصحابه وقام بهم خطيباً، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال:
" قد نزل بنا ما ترون من الأمر، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها، ألا ترون أن الحق لا يعمل به. وأن الباطل لا يتناهى عنه. ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت إلا سعادة. والحياة مع الظالمين إلا برما ".

حبيب بن مظاهر وقبيلة بني أسد
بقي جيش عمر بن سعد يحاصر الإمام عليه السلام حتى السادس من محرم، فجاء حبيب بن مظاهر الأسدي إلى الإمام عليه السلام وأستأذنه في أن يقصد بني عشيرته يستنصرهم، فأذِن له. فسار في جوف الليل إليهم فلبوا النداء وسار مع حبيب تسعون رجلاً يريدون الإمام عليه السلام، غير أن رجلاً صار إلى عمر بن سعد وأخبره بشأن القوم، فما أن وصل حبيب وقومه شاطئ الفرات فإذ بعسكر ابن سعد يستقبلهم، فتقاتل الطرفان فقتل منهم من قتل، حتى عرف بنو أسد أن لا طاقة لهم بجيش ابن سعد فانهزموا وعادوا إلى مكانهم، ورجع حبيب إلى الإمام الحسين‏ عليه السلام وحيداً.

ابن سعد يمنع الماء عن مخيم الإمام عليه السلام
في اليوم السابع من المحرم، حالت خيول جيش بن سعد بين الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وبين الماء، فأضرّ العطش بهم.
ولما اشتد على الإمام عليه السلام وأصحابه العطش دعا أخاه العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام، فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم بعشرين قربة، فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلاً، واستقدم أمامهم نافع بن هلال الجملي، فمنعهم عمرو بن الحجاج في خمسمائة راكب، فاقتتلوا واقتحم رجال الإمام عليه السلام فملأوا قربهم، ووقف العباس‏ عليه السلام في أصحابه يذبون عنها حتى أوصلوا الماء إلى عسكر الإمام عليه السلام.

المحاورة بين الإمام الحسين عليه السلام وبين عمر بن سعد
أرسل الإمام الحسين عليه السلام إلى عمر بن سعد:
"إني أريد أن أكلمك، فالقني الليلة بين عسكري وعسكرك".
فخرج عمر بن سعد في عشرين فارساً، وأقبل الحسين عليه السلام في مثل ذلك، فلمّا التقيا أمر الإمام الحسين عليه السلام أصحابه فتنحوا عنه، وبقي معه أخوه العباس عليه السلام وابنه علي الأكبر. ثم أمر عمر أصحابه بالتنحي وبقي معه حفص ابنه وغلامه لاحق.
فقال الإمام الحسين عليه السلام:
"ويحك يا ابن سعد. أما تتقي الله الذي إليه معادك أن تقاتلني، وأنا ابن من علمتَ يا هذا من رسول الله‏ صلى الله عليه وآله ؟ فاترك هؤلاء وكن معي، فإني أقربك إلى الله عز وجل".
فقال عمر ابن سعد: أبا عبد الله.. أخاف أن تُهدم داري.
فأجاب الإمام عليه السلام:
" أنا أبنيها لك "
فقال ابن سعد: أخاف أن تؤخذ ضيعتي..
فقال الإمام عليه السلام:
" أنا أخلف عليك خيراً منها من مالي بالحجاز "
فقال ابن سعد: لي عيال أخاف عليهم.
فأجابه الإمام عليه السلام:
" أنا أضمن سلامتهم "
فلم يجب عمر إلى شي‏ء من ذلك، فانصرف عنه الإمام عليه السلام وعاد ابن سعد إلى معسكره.
لاشك أن عمر بن سعد كغيره من معظم جيش ابن زياد، كان يعلم يقيناً بأحقية الإمام عليه السلام بهذا الأمر، كما كان يعلم بما لا يرتاب فيه بالعار العظيم وبالسقوط الفظيع الذي سيلحقه مدى الدهر إذا ما قتل الإمام عليه السلام في هذه المواجهة التي صار هو فيها على رأس الجيش، ولكنه في باطنه أيضاً أسير رغبته الجامحة في ولاية الري ونعمائها، من هنا فقد سعى إلى أن يجد المخرج من هذه الورطة فيعافى من ارتكاب جريمة قتل الإمام عليه السلام ولا يخسر أمنيته في ولاية الري.

أكذوبة عمر بن سعد
بعد لقائه مع الإمام عليه السلام كتب ابن سعد إلى ابن زياد كتاباً نصه: " أما بعد، فإن الله أطفأ النائرة وجمع الكلمة، وأصلح أمر الأمة. هذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى، أو نسيّره إلى أي ثغر من ثغور المسلمين شئنا أو يأتي يزيد أمير المؤمنين فيضع يده في يده.. "
لقد أراد ابن سعد من هذه الرسالة الكاذبة أن يتملص من قتل الإمام الحسين عليه السلام بطريقة لا يخسر فيها ملك الري، ولكن ابن زياد لما عرف بأمر لقاء الإمام عليه السلام مع ابن سعد، أشار عليه شمر بن ذي الجوشن بأن يأخذ موفقاً حازماً في هذا الموضوع، فأرسله ومعه كتاب لابن سعد فيه:أما بعد، فإني لم أبعثك إلى حسين لتكف عنه، ولا لتطاوله، ولا لتمنيه السلامة والبقاء، ولا لتقعد له عندي شافعاً. أنظر فإن نزل حسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلي سلماً. فإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون. فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره.
فأقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيد الله إلى عمر بن سعد، فلما قرأه قال عمر: ما لك ويلك، لا قرب الله دارك، وقبح ما قدمت به عليّ، والله إني لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه، أفسدت علينا أمراً كنا رجونا أن يصلح، لا يستسلم والله الحسين، إن نفساً أبية لبين جنبيه..

بذل الأمان لأبي الفضل عليه السلام وإخوته
بذل الشمر بن ذي الجوشن الأمان للعباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام واخوته من أمه أم البنين وكان هدف ابن زياد والأمويين فصلهم عن سيد الشهداء، وقد بلغ الشمر ذلك، فجاء حتى وقف على أصحاب الإمام عليه السلام فقال: أين بنو أُختننا؟
فخرج إليه العباس عليه السلام وجعفر وعبد الله وعثمان بنو علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا له:
" ما تريد؟ "
فقال لهم: أنتم آمنون.
فقالوا له:
" لعنك الله ولعن أمانك. أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له "

التاسع من المحرم
في التاسع من المحرم، نادي عمر سعد: يا خيل الله اركبي وابشري.
فركب الجميع ثم زحف ابن سعد نحو معسكر الإمام عليه السلام بعد صلاة العصر والإمام عليه السلام جالس أمام خيمته، مجتبٍ بسيفه، وقد أخذته إغفاءة.
وسمعت أخته زينب عليها السلام الصيحة، فدنت من أخيها، فقالت:
" يا أخي، أما تسمع الأصوات قد اقتربت؟ "
فرفع الإمام عليه السلام رأسه قائلاً:
" إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام فقال لي: إنك تروح إلينا"
ثم طلب من أخيه العباس عليه السلام أن يستقبلهم في نحوٍ من عشرين فارساً، فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر، ففعل العباس عليه السلام وخاطب القوم:
" ما بدا لكم وما تريدون؟ "
قالوا: جاء أمر الأمير بأن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم.
فأجاب عليه السلام:
فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم".
فوقفوا ورجع العباس عليه السلام إلى الإمام عليه السلام يخبره، فيما بقي أصحابه مكانهم، وقد تحدث حبيب بن مظاهر مع القوم ليحاججهم، إلى أن جاء العباس عليه السلام راكضاً حتى انتهى إليهم فقال:
" يا هؤلاء، إن أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشيّة حتى ينظر في هذا الأمر، فإن هذا أمر لم يحر بينكم وبينه فيه منطق فإذا أصبحنا التقينا إن شاء الله، فإما رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه وتسومونه. أو كرهنا فرددناه "
فقال عمر بن سعد: ما ترى يا شمر؟
فأجاب شمر: ما ترى أنتَ؟ أنتَ الأمير والرأي رأيك؟
فأجاب عمر: قد أردتُ ألا أكون..
فأقبل على الناس ونادى: ماذا ترون؟
فأجاب عمرو بن الحجاج بن سلمة الزبيدي: سبحان الله، والله لو كانوا من الديلم ثم سألوك هذه المنزلة، لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليها.
وقال قيس بن الأشعث: أجبهم إلى ما سألوك، فلعمري ليصبحنك بالقتال غدوة.
فقال عمر: والله لو أعلم أن يفعلوا ما أخرتهم العشية.
وقد أراد الإمام عليه السلام بطلبه أن يردهم عنه تلك العشية حتى يأمر بأمره ويوصي أهله، فقد قال الإمام عليه السلام للعباس:
" ارجع إليهم، فإن استطعت أن تؤخرهم إلى غداوة وتدفعهم عنا العشية، لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار "
وكان هذا من جملة الأسباب التي أرادها الإمام عليه السلام لثورته، فهو لم يرد أن تجري وقائع مأساته في ظلمة الليل بل في وضح النهار، ليرى أكبر عدد من الشهود ما حصل، كما أنه بالإضافة إلى الحسابات العسكرية بالنسبة لمجموعة صغيرة محاصرة في بقعة محدودة ضيقة هنالك حسابات إعلامية و تبليغية، فهو بذلك يكشف للأمة وللعالم أجمع عن أحقيته و مظلوميته، وعن وحشية أعدائه وعدم مراعاتهم لأي معنى والتزام أخلاقي وديني. فالنهار إذن كان عاملاً مهماً من عوامل نجاح يحفظ حقيقة فاجعة الطف كما هي وبكل تفاصيلها..

وقائع ليلة عاشوراء
جمع الإمام الحسين عليه السلام أصحابه بعدما رجع عمر بن سعد، وذلك عند قرب المساء، فقال:
" أثني على الله تبارك وتعالى أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة، وعلمتنا القران، وفقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة، ولم تجعلنا من المشركين.
أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيتٍ أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعاً خيراً، إلا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، ألا وإني قد أذنت لكم. فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل غشيكم فاتخذوه جملاً ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو أصابوني للهوا عن طلب غيري.. "
فقال له إخوته، وأبناؤه و بنو أخيه، و ابنا عبد الله بن جعفر [ وكان أول المتكلمين أبو الفضل العباس عليه السلام ]:
" لم نفعل؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً "
ثم قال الإمام عليه السلام لبني عقيل:
" حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم "
قالوا:
" فما يقول الناس؟. يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معه بسهم، ولم نطعن معه برمح، ولم نضرب معه بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله لا نفعل، ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا، ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك "
ثم قام الأصحاب واحداً بعد الآخر كل يظهر مدى ولائه واستعداده للتضحية بحياته بين يديه، نذكر منها:
- موقف مسلم بن عوسجة: (... أنحنُ نخلي عنك ولما نعذر إلى الله في أداء حقك، أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي، ولا أفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك).
- سعد بن عبد الله الحنفي: (... والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك، والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حياً ثم أذر يفعل بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك).
- زهير بن القين... والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتلة وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك).
- محمد بن بشير الحضرمي... وقيل له أن ابنه قد أُسر بثغر الري. فقال: " عند الله احتسبه ونفسي، ما كنتُ أحبّ‏ُ أن يؤسر وأن أبقى بعده).
فسمع الإمام الحسين عليه السلام قوله، فقال:
" رحمك الله. أنتَ في حل من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك "
فأجابه: أكلتني السباع حيّاً إن أنا فارقتك..
وهكذا كل واحد منهم يُبدي بذل مهجته في سبيل الإمام‏ عليه السلام فدعا لهم عليه السلام وقال لهم:
" ارفعوا رؤوسكم.. فجعلوا ينظرون إلى مواضعهم في الجنة "

برير الهمداني وعمر ابن سعد
طلب بُرير بن خضير الهمداني إلى الإمام عليه السلام وهو من الزهاد الذين يصومون النهار ويقومون الليل، أن يأذن له بأن يكلم عمر بن سعد فيعظه لعله يتعظ ويرتدع، فأذن له الإمام عليه السلام.
فذهب بُرير حتى وصل إلى خيمة بن سعد فدخل عليه وجلس ولم يسلم، فغضب ابن سعد وقال: يا أخا همدان ما منعك من السلام عليّ، ألستُ مسلماً أعرف الله ورسوله، وأشهد بشهادة الحق.
فقال له برير: لو كنت عرفت الله ورسوله كما تقول لما خرجت إلى عترة رسول الله صلى الله عليه وآله تريد قتلهم. وبعد فهذا الفرات يلوح بصفائه، ويلج كأنه بطون الحيات، تشرب منه كلاب السواد وخنازيرها، وهذا الحسين بن علي واخوته ونساؤه وأهل بيته يموتون عطشاً، وقد حلت بينهم وبين ماء الفرات أن يشربوه. وتزعم انك تعرف الله ورسوله صلى الله عليه وآله.
فأطرق عمر بن سعد إلى الأرض، ثم رفع رأسه وقال: والله يا برير إني لأعلم يقيناً أن من قاتلهم وغصبهم حقهم هو في النار لا محالة، ولكن يا برير أفتشير علي أن أترك ولاية الري فتكون لغيري. فوالله ما أجد نفسي تجيبني لذلك..
فرجع بُرير إلى الإمام عليه السلام وقال له: يا ابن رسول الله، إن عمر بن سعد قد رضي لقتلك بملك الري.

الإمام الحسين عليه السلام مع العقيلة زينب عليها السلام
أمر الإمام عليه السلام بحفر حفيرة حول عسكره، وأمر بأن تحشى حطباً، واعتزل عليه السلام في خباءٍ له وعنده جون مولى أبي ذي الغفاري، وهو (أي جون) يعالج سيف الإمام ويصلحه، ويقول‏ عليه السلام:
يا دهر أفٍ‏ٍ لك من خليل***كم لك بالإشراق والأصيل‏
من صاحبٍ أو طالبٍ قتيل***لدهر لا يقنع بالبديل‏
وإنما الأمر إلى الجليل***وكل حي سالك سبيلي‏

فأعادها مرتين أو ثلاثاً، حتى فهمتها أخته السيدة زينب‏ عليها السلام، فلم تملك نفسها إذ وثبت تجر ثوبها حتى انتهت إليه.
فقالت عليها السلام:
" وا ثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة، وأبي علي، وأخي الحسن، يا خليفة الماضين وثمال الباقين "
فنظر إليها الإمام عليه السلام، وترقرقت عيناه بالدموع وقال‏ عليه السلام:
" لو تُرك القطا لغفا ونام "
فقالت عليها السلام:
" يا ويلتاه، أفتغصب نفسك اغتصاباً، فذاك أقرح لقلبي وأشد على نفسي "
ثم لطمت وجهها، وخرت مغشياً عليها..
فقام الإمام الحسين عليه السلام فصب على وجهها الماء، وقال لها:
" إيهاً يا أختاه، وتعزي بعزاء الله، واعلمي أن أهل الأرض يموتون، وأهل السماء لا يبقون، وان كل شي‏ء هالك إلا وجه الله الذي خلق بقدرته، ويبعث الخلق ويعيدهم، وهو فرد وحده، جدي خير مني، وأبي خير مني، وأمي خير مني، وأخي خير مني، ولي ولكل مسلم برسول الله أسوة "
فعزاها بهذا ونحوه، وقال لها:
" يا أخية، إني أقسمتُ عليك فابرئي قسمي، لا تشقي علي جيباً، ولا تخشمي علي وجهاً، ولا تدعي بالويل والثبور إذا أنا هلكت "
وجاء حتى أجلسها عنده، ثم خرج إلى أصحابه وأمرهم أن يقرب بعضهم بيوتهم من بعض، وأن يدخلوا الأطناب بعضها ببعض، وأن يكونوا بين البيوت فيستقبلون القوم من وجهة واحدة، والبيوت من ورائهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم، وقد حفت بهم إلا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم، ورجع عليه السلام إلى مكانه فقام الليل يصلي ويستغفر ويدعو ويتضرع وقام أصحابه كذلك يصلون ويدعون ويستغفرون.

موقف نافع بن هلال الجملي
وخرج الإمام الحسين عليه السلام في جوف الليل إلى خارج الخيام يتفقد التلاع والعقبات، فتبعه نافع بن هلال الجملي، فسأله الإمام عليه السلام عما أخرجه..
قال نافع: " يا ابن رسول الله، أفزعني خروجك إلى جهة معسكر هذا الطاغي "

فقال الإمام عليه السلام:
" إني خرجت أتفقد التلاع والروابي مخافة أن تكون مكمناً لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون "
ثم رجع عليه السلام وهو قابض على يد نافع ويقول:
" هي.. هي والله، وعد لا خلف فيه ".
والتفت إلى نافع:
" ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك؟ "
فوقع نافع على قدميه يقبلهما ويقول: ثكلتني أمي. إن سيفي بألف وفرسي مثله، فوالله الذي منّ بك علي لا فارقتك حتى يكلا عن فري وجري.
ثم دخل الإمام عليه السلام خيمة زينب عليها السلام ووقف نافع إزاء الخيمة ينتظره، فسمع زينب عليها السلام وهي تقول:
" هل استعلمت من أصحابك نياتهم ؟ فإني أخشى أن يسلموك عند الوثبة "
فقال عليه السلام لها:
" والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل إلى محالب أمه "
فلما سمع نافع مقولة العقيلة عليها السلام بكى وأتى حبيب بن مظاهر وحكى له ما سمع. فقال حبيب: والله، لولا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي الليلة. ثم نادى حبيب بالأصحاب واجتمعوا جميعاً أمام خيم حرائر النبوة ليطمئنوا قلوبهنّ أنهم الأوفياء.
بات الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه ليلتهم الأخيرة ولهم دوّي كدوّي النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد.

أنصار الإمام الحسين عليه السلام
ينقسم أنصار الإمام الحسين عليه السلام إلى قسمين؛ فهناك أنصار (عامة) وأنصار (يوم عاشوراء). وهناك أيضاً (شهداء النهضة الحسينية) و(شهداء الطف)، فهناك من جاهد بين يدي الإمام يوم الطف ولم يستشهد كالحسن المثنى. وهناك من استشهد بين يدي الإمام عليه السلام ولم يحضر عاشوراء كمسلم بن عقيل، وهاني‏ء بن عروة وميثم التمار وقيس بن مسهر، وعبد الله بن بُقطر، وغيرهم..
وقد بلغ عدد أنصار الإمام الحسين عليه السلام الذين شهدوا معه واقعة الطف واستشهدوا إثين وسبعون رجلاً:
عدد الهاشميين سبعة عشر ما بين رجلٍ وفتى.
عدد صحابة الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف حوالي سبعة عشر ممن صحب الرسول صلى الله عليه وآله، وروى عنه أومن أدركه وراه.
عدد أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام عشرين رجلاً.
الموالي الذين استشهدوا بين يدي الإمام عليه السلام بلغ عددهم ستة عشر رجلاً.
وقد روي أن عدد الملتحقين بمعسكر الإمام عليه السلام من جيش ابن سعد حتى ليلة العاشر بلغ اثنين وثلاثين رجلاً.
وتؤكد الروايات أن عدد الكوفيون في جيش الإمام الحسين‏ عليه السلام ثمانية وستين مع مواليهم، أما البصريين بلغ فعددهم تسعة مع مواليهم.

من ألقاب الجيش الحسيني
هناك ألقاب كثيرة أطلقت على الجيش الحسيني في كربلاء، منها:
عبّاد المصر، أي المعروفون بالعبادة، في البلد أي الكوفة
أهل البصائر.
فرسان المصر.
الطيبون.
الذاكرون الله كثيراً.
المتهجدون بالأسحار.

عناصر جيش ابن سعد
يمكن تصنيف الجيش الأموي الذي واجه الإمام الحسين‏ عليه السلام في كربلاء من حيث نوع العناصر التي تألف منها إلى الأصناف التالية:
المزدلفون إلى الإمام عليه السلام لقتله.
أهل الأهواء والأطماع: ومنهم الانتهازيون الساعون وراء مصالحهم الدنيوية مهما فرضت عليهم هذه المصالح والمطامع من تقلبات أمثال عمر بن سعد وشبث بن ربعي وحجار بن ابجرو وشمر بن ذي الجوشن، وغيرهم..
والمرتزقة الذين يخدمون من يعطي أكثر من غيره.
الفسقة والبطالون: وهم الذين لا يهمهم من دنياهم إلا قضاء أوطارهم من المفاسد التي ألفوها وتعودوا عليها، وهؤلاء يشهدون على أنفسهم بأنهم أهل فساد وباطل، ويبحثون عن الفرص التي تدر عليهم المال الوفير. مثل ذلك الذي قال: املأ ركابي فضة أو ذهبا الخ
المكرهون: منهم الخوارج، وهم أعداء أهل البيت ولكنهم لم يكونوا يوالون معاوية وبني أمية.
ومنهم ميالون إلى حب الإمام عليه السلام وطاعته، ولكن بدرجات متفاوتة، بين من لم يستطع اللحاق بالإمام عليه السلام بسبب الحصار، فالتحق بجيش ابن سعد حتى إذا حضر كربلاء تحين الفرصة حتى التحق بمعسكر الإمام عليه السلام، وبين من تحين الفرصة ليهرب.

من ألقاب الجيش الأموي
لقد وصف الجيش الأموي على لسان الإمام الحسين عليه السلام ولسان أصحابه بالعديد من الأوصاف التي تكشف حقيقتهم منها:
شيعة آل أبي سفيان.
العتاة.
كفروا بعد إيمانهم.
عبيد الأمة.
شذاذ الأحزاب.
طبع الله على قلوبهم‏.
كفروا بعد إيمانهم‏.

أبرز قادة الجيش الأموي
إن أبرز القادة العسكريين في جيش ابن زياد:
- عمر بن سعد بن أبي وقاص: وهو القائد الميداني العام.
- شمر بن ذي الجوشن: ويأتي من حيث الرتبة والأهمية بعد ابن سعد وكان على رأس أربعة الاف جندي، وهو قائد الميسرة.
- شبث بن ربعي: كان أمير الرجالة على ألف فارس.
- الحر بن يزيد الرياحي: كان على ألف فارس لمحاصرة الركب الحسيني.
- الحصين بن نمير: كان على أربعة الاف في تعبئة الجيش، وقائد قوات مراقبة حدود العراق الحجاز قبل واقعة الطف.
- عمرو بن الحجاج: قائد الميمنة والمتولي لمنع الماء عن الإمام‏ عليه السلام.
- محمد بن الأشعث: شيخ عشيرة كندة في الكوفة.

يوم عاشوراء
لما أصبح الحسين عليه السلام يوم عاشوراء وصلّى بأصحابه صلاة الصبح، قام خطيباً فيهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
" إن الله تعالى قد أذن في قتلكم وقتلي في هذا اليوم، فعليكم بالصّبر والقتال "
ثم صفّهم للحرب وكانوا على رواية إثنين وثلاثين فارساً وأربعين راجلاً.
فجعل زهير بن القين في الميمنة وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وثبت هو عليه السلام في القلب، وأعطى رايته العظمى أخاه العباس عليه السلام، وجعلوا البيوت في ظهورهم، وأمر الحسين عليه السلام بحطبٍ وقصبٍ أن يجعل في خندق كانوا حفروه، وأن تضرم به النار فلا يأتيهم العدو من ورائهم.
وعبّأ عمر بن سعد أصحابه، وكانوا على بعض الروايات ثلاثين ألفاً، فجعل عمرَو بن الحجّاج في الميمنة، وشمر بن ذي الجّوشن في الميسرة، وعلى الخيل عُزرةَ بن قيس، وعلى الرجّالة شَبَث بن رِبعي، وأعطى رايته ذُويداً مولاه.
ولمّا نظر الحسين عليه السلام إلى جمعهم كأنّهم السيل المنحدر، رفع يديه بالدعاء قائلاً:
" اللهم أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعُدّة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك، وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمّن سواك، ففرّجته وكشفته، فأنت ولّي كلّ نعمة، وصاحب كلّ حسنة، ومنتهى كلّ رغبة "
وأقبل القوم يجولون حول معسكر الحسين عليه السلام وينظرون إلى النّار تضطرم في الخندق، فنادى الشِّمر بن ذي الجّوشن بأعلى صوته: يا حسين، تعجلتَ بالنار في الدنيا قبل يوم القيامة.
فرفع الحسين عليه السلام رأسه قائلاً:
" من هذا؟ كأنّه الشِّمر بن ذي الّجوشن؟ "
فقالوا: نعم.
فقال عليه السلام:
".. أنتَ أولى بها صليّاً "
فقال له مسلم بن عوسجة: يا ابن رسول الله، جعلتُ فداك، ألا أرميه بسهم؟
فقال عليه السلام:
" لاترمه، فإني أكره أن أبدأهم بقتال "
وجاء رجل من بني تميم يقال له عبد الله بن حوزة، حتى وقف حيال الحسين عليه السلام، فقال له: أبشر يا حسين بالنار!
فقال عليه السلام:
" بل أُقدم على ربّ‏ٍ رحيم وشفيع مطاع "
ثم قال: من هذا؟
قالوا: إبن حوزة.
قال عليه السلام:
" حازه الله إلى النار "
فاضطربت فرسه في جدول، فعلقت رجله بالرِّكاب، ووقع رأسه في الأرض، ونفر به الفرس، وعجل الله بروحه إلى النار.

خطبة الحسين عليه السلام الأولى
ثّم دعا الحسين عليه السلام براحلته فركبها، وتقدّم نحو القوم ونادى بأعلى صوت يُسمع جلَّهم:
" أيّها الناس، إسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحقّ لكم عليّ ّ، وحتّى أُعذر إليكم، فإن أعطيتموني النّصف كنتم بذلك أسعد، وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فأجمعوا رأيكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غُمّة ثم اقضوا إلّي ولا تُنظرون، إنّ ولييّ الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين "
ثم حمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله وصلى على النبي واله وعلى الملائكة والأنبياء عليهم السلام.
ثم قال عليه السلام:
" أيها الناس: فانسبوني فانظروا من أنا؟ ثّم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يصلحُ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟! ألستُ ابن بنت نبيِّكم، وابن وصيّه وابن عمّه وأوّل المؤمنين المصدّق لرسول الله بما جاء به من عند ربّه؟ أوليس حمزة سيّد الشهداء عمّي؟ أوليس جعفر الطيّار في الجنة بجناحين عمّي؟ أولم يبلغكم ما قال رسول الله لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنّة؟

فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ، فوالله ما تعمّدت كذباً منذ علمتُ أنّ الله يمقت عليه أهله، وإن كذّبتموني فإنّ فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم. سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد ابن أرقم، وأنس بن مالك، يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله‏ صلى الله عليه وآله لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟! "
فقال له شمر بن ذي الّجوشن: أنا أعبد الله على حرف إن كنت أدري ما تقول!
فقال له حبيب بن مظاهر:
" والله إني لأراك تعبد الله على سبعين حرفاً! وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك.
ثمّ قال لهم الحسين عليه السلام:
" فإن كنتم في شكّ‏ٍ من هذا! أفتشكّون أنّي إبن بنت نبيِّكم! فوالله ما بين المشرق والمغرب إبن بنت نبيّ غيري فيكم ولا في غيركم. ويحكم! أتطلبوني بقتيل منكم قتلته! أو مالٍ لكم استهلكته! أو بقصاص جراحة!؟ "
فأخذوا لا يكلِّمونه. فنادى عليه السلام:
" يا شبث بن ربعي، يا حجّار بن أبجر، يا قيس ابن الأشعث، يا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا إليّ أن قد أينعت الثِّمار وأخضرّ الجناب، وإنّما تقدم على جندٍ لك مجنّدة؟! "
فقال له قيس بن الأشعث: ما ندري ما تقول! ولكن إنزل على حكم بني عمِّك، فإنّهم لا يُروك إلا ما تحب!.
فقال له الحسين‏ عليه السلام:
" أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل، لا والله لا أعطيهم بيدى إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد. عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب"
ثم إنه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها وأقبلوا يزحفون نحوه.

توقيع : محب الائمة للموت
من مواضيع : محب الائمة للموت 0 سلسله حلقات دقائق من وقتك ح 1/ الوالدين / تقديم نصرالدين البلداوي
0 كتاب حسناتك نجاتك تأليف نصرالدين البلداوي 2015
0 مشكلة قد فعلت ذنب
0 غسل الجنابة
0 صلاة الجماعة وصلاة الجمعة
التعديل الأخير تم بواسطة Dr.Zahra ; 28-12-2010 الساعة 05:16 AM.

رد مع اقتباس