[مُحب شهيد المحراب]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

اللهم ألعن أول ظالم ظلم حق آل محمد وآخر تابع له بذلك

نتابع معكم الجزء الثاني من ذكر مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام عن لسان حالها ، وقد ذكرت أنني لن أتطرق الى تفاصيل من أحاديثها الموجودة في كتبنا حتى لا ينكرها علينا أحد وذهبت الى المواقف المعروفة الموجودة في كل كتب المسلمين ، والموقف يعبر عن حدث ما جعل من الشخص يتخذ هذا الموقف مقابل الآخرين ، والحدث ربما يصل الى مستوى آخر بحيث يذكر على شكل أبيات من الشعر تبين مدى قسوة هذا الحدث ومدى مضاضة وقعه على صاحبه ، وهو ما كان يستخدمه العرب والمسلمين في المواقف المهمة الكبيرة وفي الحروب ولغزوات لما لها من وقع على المستمع والمتلقي ، ولهذا سأضع الابيات المعروفة عن لسان سيدة نساء العالمين :

الموقف الثاني :
من الأبيات التي نقلت عن لسان سيدة نساء العالمين هذه الأبيات :




قل للمغيب تحت أطباق الثرى * إنْ كنت تسمع صرختي وندائيا

قد كنت ذات حمىً بظـل محمّد * لا أختشـي ضيماً وكان جماليا
فاليـوم أخضع للذليـل وأتقــي * ضيمي وأدفع ظالمـي بردائيا
فإذا بكــت قمريــة في ليلهــا * شجناً على غصن بكيت صباحيا
فلا جعلنّ الحزن بعدك مؤنسي * ولا جعلنّ الدمع فيك وشاحيا
ماذا على من شـم تربـة أحمـد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت عليَّ مصـائب لو أنّـها * صبت على الأيام صرن لياليا


بل لقد سمعتها على لسان أحد مشايخ السنة وهي موجودة في أكثر الكتب السنية والشيعية ولا يختلف عليها أثنين ، فنتسائل ماذا نفهم من هذه الأبيات ؟؟؟!!!!

وقبل الخوض في معنى هذه الابيات أضع سؤال مهم على أصحاب العقول والذين لا يتقبل عقلهم الوقائع التاريخية الثابتة سؤال عقلي بحت :

هل عاشت السيدة الزهراء بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حياة هانئة هادئة مريحة لا ضيم فيها أم لا ؟؟؟!!!!

هذا السؤال عقلي بحت أليس كذلك ؟؟؟!!! نجد الإجابة بكل سهولة وبكل يسر وبكل وضوح وبكل شفافية أنها لم تعش سوى المصائب والإضطهاد والأحزان والهموم والغموم حتى أخفي قبرها ودفنت سراً وليلاً فهل ينكر هذا أحد ؟؟؟!!!!

نريد دليل عقلي أكثر يوصل الينا الحقيقة بوضوح أكبر وبشكل سهل من دون تعقيد ، فنسأل أنفسنا لماذا عاشت هذه الحياة الكئيبة بكل معنى الكلمة والحزينة بهذا الشكل بعد وفاة رسول الله(ص) ؟؟؟!!!

نجيب على السؤال :

عندما يفقد أي شخص أحد الأعزاء على قلبه تكون هناك ردة فعل أصدقائه و أقربائه هي التي تساعده في تجاوز هذه المصيبة وهذه الفاجعة التي ألمت به فنرى ونشاهد أن أهل هذا الشخص يقفون الى جانبه ويواسونه ويخففون عليه من أثار هذه المصيبة ، فتجدهم يلتفون حوله ويساعدونه بتلبية كل احتياجاته احتراماً للفقيد ، فما بالكم لو كان الفقيد سيد البشرية أجمع كيف سيتعامل أصحابه مع أبنته الوحيدة ومع أهل بيته ؟؟؟!!!
هل إحترموها مثلاً والتفوا حولها أم أنهم أغضبوها وإغتصبوا أبسط حقوقها ؟؟؟!!!!

الإجابة واضحة أليس كذلك !!!!

ما وصل لنا كمسلمين جميعاً سنة وشيعة هو أن السيدة الزهراء عليها السلام لم تُحترم بعد وفاة والدها ولم يواسيها أصحابه ( ما عدا القليل منهم ) ولم يقدموا أبسط الواجبات تجاه هذه البضعة التي أوصاهم بها فمن هذا الذي ينكر هذه الحقيقة ؟؟؟!!!!

إذاً نستنتج من الأبيات السابقة أن السيدة الزهراء عاشت حياة غير هانئة بل أن هناك مصائب قد صبت عليها من قبل أصحاب والدها وإلا من أين تأتي المصائب ؟؟؟!!! هل جاءت اليها من بلاد فارس أم من الهند ؟؟؟؟!!!!
فإن كانت هذه المصائب من القوة بحيث أنها تقلب النهار ليلاً مظلماً على السيدة الزهراء فهل سينفي عقل الشخص المحايد أن كسر الضلع والهجوم على الدار أمر قد حدث و وقع بعد كل تلك الأحداث التي سبقت الهجوم وكسر الضلع !!!!

إذا كان سيعترف بأن الصحابة لم يحترموا ولم يواسوا السيدة الزهراء وأنهم أغضبوها وأنهم منعوها حقها وفعلوا ما فعلوا من تجاوز كبير على شخصية عظيمة مثل السيدة الزهراء فلماذا العقل لا يقبل بأن هذا ليس سوى تمهيد لتلك الجريمة الكبرى ؟؟؟!!!

لماذا يقبل بالجريمة الصغرى ولا يقبل بالكبرى مع أن الفاعل واحد والأسباب واضحة ؟؟؟!!!!

أعتقد أنه يجامل كثيراً على حساب الحق والحقيقة ويريد أن يلتف على الوقائع لينكرها أو ليخفف من واقعها المر ليلمع صورة هذا أو ذاك لأنه أصبح خليفة بالفلتة !!!! أو ليرضي هذا الطرف أو ذاك بأمور تافهة بحيث أن عقله لا يتقبل مثل هذا الحدث فهل ينكر كل هذه الحقائق التي ذكرها التاريخ ؟؟؟!!!!

يتبع الجزء القادم مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام على لسان أمير المؤمنين عليه السلام :

تحياتي لكم .