[نجف الخير]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الكلمة المشهورة العلم في الصغر كالنقش في الحجر نرددها كثيرا مع ابنائنا وكنا نسمعها كثيرا من ابائنا ونحن في عهد الطفولة ولكن البعض منا لا يعتني بتعليم الطفل بالصغر ويترك الامر الى المُدرس والمدرسة ويجهل الاب او يتجاهل ان مسؤلية المُدرس و المدرسة ليست بالمستوى الذي يمكن الاعتماد عليه في أغلب الاحيان فيكون الطفل في أحضان المدرسة التي تحوي على طيف واسع من الوان الثقافة والمعرفة بحسب البيئة التي تربى بها الاولاد وكثيرا ما يبدا الطفل بمحاكاة وتقليد البعض منهم في قوله وفعله وفجأة وعلى حين غرّة يُفاجأة الطفل بعقوبة من والده على قول او فعل فعله والاب لا يرتضيه ! ولسان حال الطفل يقول وما يدريني ان هذا لا ينبغي قوله او فعله ولما لم ترشدني انت وانت سلمتني وتركتني في احضان المدرسة وهنا تبدأ مرحلة التمرد ـ اذا لم يكن الوالد قد استدرك خطأه ـ فنرى الطفل لا يلتزم بالواجبات ويعتبر المدرسة عالمه المرح الذي يريد ان يلعب فيه من دون رقيب ورقابة فيكذب على المدرس وعلى والده ويفر منها اذا ما استدعت الحاجة الى غير ذلك حتى يصل به الحال الى انه يكون على اعتاب السقوط في مزالق الانحرافات المتعددة والتي تزخر بها مدراسنا للأسف.
إن الهروب من المدرسة هو واجهة من واجهات الهروب من الواقع المفروض على الطفل وليس الطفل مذنبا فيه كل الذنب بل ان الذنب الاكبر على والده الذي تركه في هذا المكان من دون متابعة ومراقبة , فلو كان الطفل يعيش في واقع مثقف وواعي نراه يعشق الكتاب والكتابة وتكون رحلته الى المدرسة أشبه بالرحلة الترفيهية ووقوفه بين يدي استاذه للاجابة على اسئلته تكون بمثابة وسام شرف يمنحه الاستاذ الى التلميذ.
فالبيت هو الممهد الاول للهروب من المدرسة كما انه الراعي الرسمي لانحرافات الطفل في الكبر , وسِيَر المنحرفين التي يدونونها خلف القضبان تذكر وبشكل واضح وصريح ان اهم اسباب انحرافاتهم هو البيت الذي نشؤوا فيه هذا اذا كان هناك بيت يؤيهم
وكلنا يحتفظ بذاكرته على العديد من الامثلة لطلبة مجدين وأمثلة لطلبة خاملين وحينما نرجع بالذاكرة الى حالة الطلبة نرى ان اهم عوامل تقدم هذا وتاخر ذلك هو البيت , فالبيت هو اللبنة الاساسية لبناء شخصية ناجحة كما يقول اهل الاختصاص

هذا ما جادت به ذاكرتي واسعفني به الوقت خصوصا وان الاخوة والاخوات الكرام قد أشبعوا الموضوع من جوانب متعددة

اشكر الاخت الكريمة وفاء نادر على دعوتها للحضور كما اشكر الجميع على فنجان القهوة

دمتم بود