[حالم في الخريف]

بوركت ايتها الروح الحسينية الجميلة..المرهفة
ولو كنت لا اشاطرك فيما تفضلت به رأيا..
فأسمحي لي سيدتي ان اقول ..
ان الذي دعا الى شج الرؤوس بسيوف الاعداء بدلا من شجها بسيوف اهليها هو سيد الشهداء الامام الحسين ارواحنا له الفدا ولو كان من الخير ان تشج الرؤوس وتدمى الجباه بايدي اصحابها تفجعا على الدين لكانت سنة الحسين القعود خلف الجدران والتطبير بكل ما هو جارح بدلا من ان يسن اعظم ثورات التأريخ ويجعل تقطيع الاوصال بيد العدو طريقا لكل من شاء الحرية وطلب المكارم فمن طلب الموت كتبت له الحياة..
وصفة الحمق لا تليق بمن دعا الى طريق الحسين ..
واما الشاب التونسي المنتحر حرقا فليس هو الثورة بل الثورة من وقف بوجه الة القمع الطاغوتية واجبر الظالم على ترك البلاد فالمنتحرون في هذه الدنيا كثيرون كما شهدت احداث ما بعد تونس لكن ليس كل انتحار خلفه ثورة ...
ويؤسفني حقا ان اقول ان الملايين الستة عشر التي زحفت نحو الحسين كما تفعل في كل عام لوكانت حقا ممتلئة بمعنى الثورة الحسينية واهدافها النبيلة السامية لما اصبحنا اول بلد في الفساد الاداري ولما رضينا ان نسحق بأحذية الاميركان وهم كفار محاربون لله ولرسوله وما قبلنا بعودة البعثيين بعدما صوتنا على قانون جتثاثهم ...
عذرا سيدتي لكنني ارى التشيع الحق فيمن دعا الى التبرع بالدم والتصدي للكفار المعتدين وبناء دولة تمهد لظهور ولي امر الله والوقوف بوجه قوى الاستكبار العالمي بدلا من تقطيع الاوصال واسالة الدماء تفجعا دون ان يثمر ذلك التفجع عن عمل يرتقي بمستوى الامة بين الامم ..
ولا اتصور ان عاقلا يعتقد ان الحسين قد ثار ضد الظلم والظالمين ليحولنا الى امة من المطبرين واللطامين القابعين تحت ذل الاحتلال وتسلط الفاسدين والبعثيين ...
والذين حفظوا ثورة الحسين وحاموا عن دين الله هم اولئك الذين هبوا للدفاع عن الله كأنهم البنيان المرصوص ووقفوا بكل ما في الكون من شجاعة بوجه قوى الاستكبار العالمي...
ان النياحة واللطم والتطبير وحدها لن تحرك حرفا واحدا من الاجندة الاميركية الغاشمة في بلادنا الاسلامية ولن تضع ولو بصمة صغيرة في خارطة الشرق الاوسط الجديد لصالح اتباع آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم
بينما قطرات من دماء تسيل دفاعا عن حياض الاسلام وقيم السماء اسوة بسيد الشهداء الحسين عليه السلام قد تغير وجه العالم بأسره